قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ظلها الخادع للكاتبة هدير نور الفصل الختامي

رواية ظلها الخادع للكاتبة هدير نور الفصل الختامي

رواية ظلها الخادع للكاتبة هدير نور الفصل الختامي

بعد مرور 5 سنوات...
كانت مليكة جالسة ببهو القصر الخاص بهم و الذي قام نوح بشراءه بعد ولادة اطفالهم زين و زياد وقام بمفاجأتها به و انتقلوا اليه مباشرة فور مغادرة مليكه للمشفي تاركين القصر الخاص بالعائله حتى يستطيعوا ان يحصلوا على اكبر قدر من الخصوصيه...

تنهدت مليكه بتعب بينما تحمل بين ذراعيها صغيرتها أيلن التي كانت تبلغ من العمر عشرة اشهر بينما تراقب باعين ثاقبه طفليها زياد و زين اللذان يبلغان من العمر 5 سنوات و برغم من انهم توأمان الا انهم لم يكونوا متشابهان في الشكل لكنهم كانوا في ذات الوقت نسخه مصغره من نوح فقد كانوا يمتلكون ذات الشعر الأسود و الأعين الزرقاء السماويه لكن كان لكل منهما شكله المميز الخاص به...

بينما كانت صغيرتها أيلن كانت نسخه مصغره منها فقد امتلكت شعرها الاشقر الذهبي و عينيها الفيروزيه...
كانوا جالسين جميعاً على الطاوله ذاتها حيث كانت مليكه تقوم بالمذاكره لهم بينما تطعم صغيرتها في ذات الوقت من صحن الطعام الخاص بالاطفال الذي امامها...
هتفت بحده بينما تحاول التحكم في أيلن التي كانت تحاول جذب شعرها
=قولت لا، يعني لا مفيش خروج برا.

نهض زين من فوق مقعده و اقترب منها واقفاً بجانبها مقبلاً خدها محاولاً استرضائها بينم يغمغم برجاء محاولاً ان يغير رأيها
=علشان خاطرنا يا مامي هي ساعه واحده بس هنلعب شويه في الجنينه و هندخل تاني...
نهض زياد هو الاخر واقفاً بجانبها من الجهه الاخري مغمغماً بهدوءه الذي ورثه عن والده
=اها و الله يا مامي و هنرجع بعدها نذاكر كل المواد...
قاطعته مليكه بينما تهز رأسه بصرامه.

=لا برضو، مش هتضحكوا عليا زي كل مره، بعدين كفايه انكوا طول اليوم كنتوا مع بابي في الشركه، ده غير ان طنط أيتن و عمو رستم جاين على العشا كمان و هتعقدوا تلعبوا مع ولادهم ندي و ظافر و مش هتذاكروا...
غمغم زين بيأس بينما يضرب الارض بطفوليه محاولاً التأثير عليها فقد كان يعلمون انها تضعف امامهم دائماً و تنفذ لهم اي شئ يطلبونه...
عكس نوح الذي برغم تدليله الزائد لهم.

الا انه عندما يأتي الامر إلى دراستهم يصبح صارم معهم...
=يا مامي بقي علشان خاطرنا...
هزت مليكه رأسها بتصميم رافعه بوجههم ملعقة الطعام تشير بها بتهديد إلى الدرج
=هتعقدوا تذاكروا ولا اطلع اصحي بابي و اقوله انكوا مش عايزين تذاكروا و هو بقي يتصرف معاكوا...
لتكمل بينما تضع ملعقه من الطعام بفم أيلن التي اخذت تصفق بيديها بفرح بينما تمرغ فمها بوجه والدتها.

=بعدين كمان بكره هنقضي اليوم كله عند جده زاهر و تيتا راقيه وطبعاً هتقضوا اليوم كله في اللعب مع سما و تالين ولاد عمتكوا نسرين و مش هيبقي برضو في مذاكره، مش هضيع يومين من غير مذاكره.
وقف الطفلين يتطلعون نحوها بسخط قبل ان يقترب زياد من زين هامساً له بشئ باذنه مما جعل زين يهز رأسه بالموافقه على ما قاله قبل ان يلتفوا إلى والدتهم قائلين بصوت واحد كعادتهم عندما يتفقان على شئ ما...

=طيب لو سبتينا نطلع الجنينه، هنقولك على الست اللي باست بابي في المكتب النهارده...
كانت مليكه تضع الطعام بفم صغيرتها بينما تستمع اليهم بضجر لكن فور سماعها كلماتهم الاخيره تلك القت الملعقه من يدها بينما تلتف اليهم تتطلع اليهم باعين متسعه تندلع منها شرارات الغضب
=ست، ست ايه اللي باست بابي،؟!
هز زين و زياد كتفيهم قائلين بخبث
=هنقولك بس، بعد ما توعدينا نطلع نلعب برا...

انتفضت مليكه واقفه هاتفه بغضب وقد اندلعت نيران الغيره بصدرها شاعره بالاحتراق بداخلها فور تخيلها لمشهد امرأه تقبل زوجها
=وانا هستني اسمع منكوا...
لتكمل صارخه بصوت مرتفع
=زينااااااااااات...
دخلت مربية الاطفال الغرفه راكضه على الفور قامت مليكه بتسليمها ايلن قبل ان تهرول سريعاً نحو الدرج لكنها التفت قبل ان تصعد إلى طفليها الواقفين يراقبونها باعين متسعه بالصدمه من ردة فعل والدتهم الغير متوقعه.

=ذاكرووووا، ذاكروا بدل ما اطلع غلي فيكوا...
جلس زين و زياد فوق الطاوله على الفور يرفعون كتبهم امام وجوههم بخوف ينفذون ما قالته دون ان ينطقوا بحرفاً واحداً فلأول مره بحياتهم يرون والدتهم بهذا الغضب و الانفعال...
دخلت مليكه غرفة النوم لتجد نوح نائماً فوق الفراش يستريح قليلاً بعد عودته من العمل...
قفزت فوق الفراش واضعه يدها فوق كتفيه تهزه بقوه بينما تصيح بغضب و حده
=نوح...

انتفض فازعاً على الفور من نومه هاتفاً بهلع بينما يرفرف جفنيه بعدم استيعاب و هو يتلفت حوله و لايزال النوم يسيطر عليه لكنه فور ان وقعت عينيه على تلك القابعه فوقه بوجه محتقن هتف بلهفه و قد شحب وجهه
=في ايه، حصلك حاجه، الولاد حصلهم حاجه...
احاطت عنقه بيديها كما لو كانت تستعد لخنقه بينما تزمجر من بين اسنانها بشراسه
=لا، بس انت اللي هيحصلك لو مقولتليش دلوقتي مين الست اللي كنت بتبوسها في المكتب...

اعتدل في جلسته مستنداً إلى ظهر الفراش مغمغماً بصوت اجش من اثر النوم و قد هدأ الذعر بداخله...
=ست،؟! ست ايه اللي بوستها...
صاحت بشراسه بينما تضيق من يدها حول عنقه
=متستعبطش، ولادك قالولي على كل حاجه...
اخذ يفكر قليلاً حتى تذكر ما تتحدث عنه قبض على يدها التي فوق عنقه بحزم محرراً عنقه من قبضتها من ثم جذبها من ذراعها حتى استلقت بجانبه
=و انتي بقي صدقتي ولادك. و مش واثقه فيا...

قاطعته مليكه سريعاً بصوت حاد قاطع
=طبعاً واثقه فيك...
لتكمل باعين تلتمع بالشراسة و الغيره تنهش قلبها تتأكله حياً
=بس مش واثقه في اللي حواليك...
ارتسمت ابتسامه ملتويه فوق فمه فهو يعلم مدي جنونها عندما يتعلق الامر به خاصة و انها لا تستطيع التحكم في غيرتها عليه...
مرر يده ببطئ على ذراعها
=بتعمل ايه،؟!
اجابها بهدوء بينما يجذبها نحوه
=هثبتلك اني مكنتش مع واحده تانيه...

غمغمت مليكه بارتباك بينما عندما دفن وجهه بعنقها يقبله بشغف قاضماً اياه بخفه
=نوح...
زمجر بينما يمرر يده بلهفه فوق ظهرها، قبل ان يستدير و يجعلها تركد بجانب همس بينما لا يزال يقبل عنقها
=كرستينا مندوبه اجنبيه، معايا من اول ما بدأت اعمل اول شركه ليا...
شعر بجسدها يتجمد اسفله ليكمل سريعاً
=عندها فوق السبعين سنه، و جت النهارده سلمت عليها عادي قدام ولادك الشياطين...

شعرت مليكه بالراحه تتغللها فور سماعها ذلك ارتسمت ابتسامه مشرقه فوق وجهها احاطت عنقه بذراعيها هامسه بدلال محاوله تدارك غلطتها
=نوحي...
اجابها نوح بينما عينيه تلتمع بالمرح
=دلوقتي بقيت نوحك، من شويه كنت عايزه تخنقيني
رفعت رأسها اليه مقبله بحنان عنقه الذي بوقت سابق كانت تقبض عليه بيديها راغبه بخنقه
=بعد الشر عليك يا حبيبي، انت عارف اني لما بغير عليك مش بشوف قدامي.

لتكمل بينما ترتفع بقبلاتها لوجهه الذي اخذت تقبله ببطئ و شغف...
=بعدين انا واثقه فيك، بس مشكلتي مع اللي حواليك كل واحده منهم عينيها تدب فيها رصاصه...
اجابها بهدوء يعاكس النيران التي تشتعل بداخله
=عارف، بس المفروض تبقي واثقه ان اياً كانت مين اللي هتحاول معايا اني هصدها و مش هديها الفرصه...
ليكمل رافعاً يدها فوق رأسها مكبلاً اياها بيديه هامساً بصوت اجش بالقرب من اذنها
=علشان كده لازم تتعلمى الادب...

اصدرت مليكة صوت معترض بينما ينهض من فوقها جالساً فوق الفراش من ثم قام بجذبها بحزم نحوه رغم اعتراضها و مقاومتها
مرر يده بلطف على كتفها حتى وصل الى ذراعها يلويه خلف ظهرها يقربها منه بقوة لطنه تطلق صراحها عندما اطلقت صرخة متألمة مرة اخرى
من ثم قام برفعها بين ذراعيه واضعاً اياها بلطف فوق الفراش مره اخري و استلقي بجانبها يقبل ذراعها بلطف.

من ثم اخذ يقبل وجهها بقبلات متفرقه حنونه قبل ان يتناول شفتيها في قبله حاره...
فبرغم سنوات زواجهم التي تقارب للسبع سنوات الا ان حبه لها لم يقل يوماً بل كان يزداد بجنون كل يوم عن اليوم الذي قبله، بينما كان قلبه ينبض بحبه لها هي فقط...
فصلت مليكه قبلتهم بصعوبه هامسه بانفس لاهثه
=حبيبي الولاد تحت مش هينفع...
غمغم بينما يخفض رأسه مقبلاً خدها
=معاهم زينات و الخدم...

همت مليكه بالاعتراض لكنه اسرع بابتلاع اعتراضها هذا في قبلة شغوفة فلم تجد امامها الا الاستسلام له و فقد نفسها به...
بعد مرور عدة ساعات...
وقف نوح امام زين و زياد اللذان كان يخفضان رأسهم بخجل من والدهم
=هو انا باخدكوا معايا الشركه ليه،؟!
رفعوا رأسهم سريعاً مجبين اياه في ذات الوقت بفخر
=علشان احنا رجاله، و هنتعلم الشغل من حضرتك...
انخفض نوح على عقبيه امامهم قائلاً بحده و صرامه.

=و هو في رجاله بتفتن، وبتكدب برضو...
احمر خدي طفليه عند ادراكهم ان والدتهم قد اخبرته همس زياد بخجل محاولاً تبرير فعلتهم
= اصل مامي مكنتش موافقه ان نطلع نلعب في الجنينه...
قاطعه نوح بحده
=و ده مش مبرر انك تكدب او تفتن على حد...
ليكمل بينما يوجه حديثه لكلاهما...
=انتوا عارفين انكوا بعملتكوا دي كنتوا هتزعلوا ماما مني، و كانت هتحصل مشكله كبيره بنا...

تغضن وجه طفليه بالحزن فور ادراكهم مدي سوء فعلتهم همس كلاهما بصوت مرتجف بينما بدئوا بالانتحاب بصمت
=والله يا بابي مكنش نقصد نزعلكوا...
من ثم ركضوا سريعاً نحو والدتهم التي كانت واقفه باقصي الغرفه حامله شقيقتهم أيلن بين ذراعيها بينما تراقب المشهد بصمت تاركه زوجها يتعامل هو معهم...
قبض كلاً منهما على ساق والدتهم بتشبثون بفستانها هاتفين بانتحاب و قد احمر وجههم بشده.

=و الله يا مامي، بابي كان بيسلم عليها بس، متزعليش منه
رق قلب مليكه فور رؤيتها لهم بهذه الحاله مررت يدها بشعر طفليها بحنان
=اطمنوا انا مش زعلانه من بابي، بس برضو انتوا غلطتوا مينفعش تفتنوا او تكدبوا اياً كان السبب ايه، بعدين مش انا المفروض اللي تتأسفلوه، اتأسفوا لبابي...

اومأ طفليها رأسهم بموافقه قبل ان يتركوا والدتهم و يتجهوا مره اخري نحو والدهم قائلين بحزن فبقدر حبهم لوالدتهم و تعلقهم الشديد بها. الا انهم متعلقين اكثر بوالدهم متخذين اياه مثلاً أعلي لهم محاولين تقليده في كل شئ يفعله...
=احنا اسفين يا بابي...
جلس نوح على عاقبيه امام طفليه ممرراً يده بلطف فوق وجوههم مزيلاً الدموع العالقه بها من ثم احاطهم بذراعيه محتضناً اياهم بحنان قائلاً بحزم بعض الشئ.

=خلاص، احنا رجاله و بنتعلم من غلطنا مش كده
اومأ طفليه برأسهم مما جعله يبتسم مقبلاً اعلي رأسهم بحنان قائلاً
=خلصتوا مذاكره،؟!
اجابوه سريعاً في ذات الوقت
=اها.
ابتسم لهم قائلاً بحماس
=طيب يلا يا ابطال اطلعوا غيروا هدومكوا و اسبقوني على الجنينه علشان نلعب مع بعض ماتش كوره قبل ما طنط ايتن تيجي...

اخذ طفليه يقفزون بين ذراعيه بحماس و هم يصرخون بفرح من ثم طبع كلاً منهما قبله على خدي والدهم قبل ان يسرعوا لخارج الغرفه...
لكن اوقفهم صوت والدتهم القائله بلوم و هي تتصنع العبوث و الحزن
=الله الله يا سي زياد انت و زين نسيتوا مامي خالص...

اسرعا نحوها على الفور وهم يبتسمون مغرقين وجهها بقبلات عديده بينما يهتفون لها بمدي حبهم لها من ثم قبلوا شقيقتهم التي بين ذراعي والدتهم قبل ان يسرعوا للخارج لارتداء ملابسهم...
وقف نوح يتأملهم بشرود و عينيه تلتمع بالفخر و الحب لكنه خرج من شروده هذا على صوت صرخة مليكه المتألمه التف اليها ليجد طفلتهم تمسك بين اصابعها بشعر والدتها و تجذبه بعنف بينما تهتف بكلمات غير مفهومه...

اقترب منهم على الفور محرراً شعر مليكه من يد طفلته قبل ان يحملها بين ذراعيه هاتفاً بغضب مصطنع بوجهها بينما يهزها بلطف
=لاااا كله الا شعرها يا ست ايتن...
انطلقت ضحكه رائعه من فم طفلته هاتفه بينما تضع يدها فوق فمه و وجهه
=دادا...
قبل نوح خدها المكتنز بحنان
= قلب دادا.

من ثم التف إلى مليكه الواقفه مراقبه اياهم بابتسامه مشرقه والسعاده تلتمع بعينيها مرر يده بحنان فوق شعرها التي كانت ابنته تجذبه منذ قليل قبل ان يجذبها بين ذراعيه محتضناً اياها بقوه مقبلاً أعلي رأسها، بينما يهمس بأذنها بشغف
=بحبك يا مليكتي...
ارتفعت مليكه على اطراف اصابعها هامسه باذنه فلا يزال رؤيتها له مع اطفالهم يجعل قلبها يرتجف داخل صدرها
=و انا بعشقك و بموت فيك يا جنزوري باشا...

ارتسمت فوق وجهه ابتسامه مشرقه قبل ان يدفن رأسه بعنقها مقبلاً اياها بحنان و شغف...

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة