قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ظلها الخادع للكاتبة هدير نور الفصل الخامس عشر

رواية ظلها الخادع للكاتبة هدير نور الفصل الخامس عشر

رواية ظلها الخادع للكاتبة هدير نور الفصل الخامس عشر

. هبطت مليكة الدرج لتصنع كوباً من الاعشاب لعلها تهدئ من الم معدتها قليلاً...
فقد رفضت بوقت سابق اصرار راقيه بجلب الطبيب للاطمئنان عليها و قد اخذت تتحدث باشياء غريبه لم تستطع مليكه فهمها بسبب مرضها فكل ما كانت ترغب به في ذاك الوقت النوم حتى ترتا من المها هذا لكنها نادمه على رفضها هذا الان فالالم اصبح لا يطاق...

هبطت بالدرج ببطئ لكن فور وصولها للطابق الاخير من الدرج قفز قلبها داخل صدرها عندما رأت نوح واقفاً ببهو المنزل مع زوجة والده يتحدثان بجديه حول شئ ما هبطت الدرج مسرعه راكضه بلهفه و قد نست الام بطنها تماماً اندفعت نحوه ترتمي بين ذراعيه بلهفه صائحه بفرح
=حمد لله على السلامه يا حبيبي...

لكنها شعرت بان هناك شئ خاطئ عندما لم يبادلها نوح عناقها هذا فقد كان جسده متصلباً بقسوه غمغمت بارتباك بينما تبتعد عنه ببطئ
=في ايه يا نوح، مالك؟!
اجابها بحده بينما يضع يده فوق ظهرها مشيراً برأسه نحو زوجة والده التي كانت واقفه و وجهها ممتلئ بابتسامه مشرقه
=ابداً ماما راقيه كانت بتباركلي على حملك...
هتفت مليكه بحده شاعره بالبروده تتسلل إلى سائر جسدها فور سماعها كلماته تلك
=حملي...

لتكمل فور استياعبها ما يحدث شاعره بالذعر مما سيفكر به نوح
=حمل ايه، انا، انا
قاطعتها راقيه بينما تضحك بسعاده
=يا حبيبتي مصدومه...
لتكمل بينما تربت فوق وجنتيها بحنان
=عارفه انك خايفه علشان ده اول حمل بس كلنا كنا كده اهم حاجخ خدي بالك من نفسك وكلي البسكوت اللي بعتهولك لحد ما نروح بكره للدكتور اللي نشفتي راسك و رفضتي ان اجيبه...
هتفت مليكه شاعره بكامل جسدها ينتفض بقوه بينما الدماء تجف داخل عروقها.

=انتي فاهمه غلط انا...
قاطعها نوح موجاثهاً حديثه لزوجه والده بينما وجهه صلب مقتضب
بينما يدفعها معه نحو الدرج...
=تصبحي على خير يا ماما راقيه، معلش هنطلع علشان عايز استريح
اومأت له راقيه قائله لحنان
=اطلع يا حبيبي، و خد بالك من مراتك...
لتكمل بصوت منخفض بالقرب من اذنه لكنه وصل لمليكه
=وبلاش شقاوه النهارده، لحد ما نروح لدكتور ونطمن عليها.

اومأ برأسه بصمت و قد ازدادت صلابه وجهه دفع مليكه نحو الدرج التي صعدته كالمخدره شاعره بالخوف و الارتباك لكن فور دخولهم جناحهم صاحت بارتباك بينما تبتعد عنه لاقصي الغرفه بخوف
=انت. انت مصدق اللي اتقال تحت ده،؟!
قاطعها بحده بينما ينزع سترته يلقيها فوق الاريكه بغضب و يفك رابطة عنقه كما لو كان على وشك الاختناق
= هو سؤال واحد و تجوبي عليه...

ليكمل بينما يتقدم نحوها ببطئ حتى اصبح يقف امامها مباشره مخفضاً رأسه نحوها متفحصاً اياها باعين حاده ثاقبه و وجه محتقن بشده
=رجعتي كام مره من الصبح لحد دلوقتي؟!
رفرفرت مليكه عينيها بعدم فهم
=ايه.!
زمجر بقسوه بينما يقبض على ذراعها بقوه
=رجعتي كام مره يا مليكه
اجابته هامسه بصوت مرتجف ضعيف
=4مرات...
صاح بقسوه مما جعل الشريان النابض بعنقه يبرز بحده
=4مرات، 4مرات و رفضتي الدكتور يشوفك...

وقفت مليكه متصلبه بمكانها بينما تشاهده يخرج هاتفه من جيبه ويقوم الاتصال بشخصاً ما...
=ايوه يا دكتور اسامه، عايزك تيجي على القصر حالاً...
ليكمل بحده
=10دقايق وتكون هنا...
ثم اغلق الهاتف ملقياً اياه بحده فوق الفراش واضعاً يده خلف عنقه يجذب شعره بقوه...
لم تشعر مليكه بنفسها الا وهي تندفع نحوه بوجه محتقن بشده و عينين تلتمع بنيران ملتهبه ضربته في صدره بقبضتها صائحه بهستريه.

= دكتور،! جايب يكشف عليا، عايز تتأكد من ايه بالظبط...
لتكمل بينما اخذت تضربه بقبضتيها بضراوه في صدره بينما تهتف بهستريه من بين شهقات بكائها الحاده
=عايز تتأكد من اني بنت ولا لاء مش كده، ولما انت شايفني رخصيه اوي كده، عايز تكمل جوازك مني ليه، بس دي مش غلطتك دي غلطتي اني وافقت على الجوازه دي من الاول.

شعر بنيران الغضب تندلع في صدره فور سماعه كلماتها تلك قبض على ذراعها بقسوه مزمجراً من بين اسنانه بشراسه بينما يهزها بقوه
=انتي مجنونه مستوعبه بتقولى ايه
ليكمل و تعبيرات وحشيه فوق وجهه بثت الرعب بداخلها
=الدكتور جاي علشان اطمن عليكي، بترجعي من الصبح و رفضتي الدكتور يجي يشوفك كنت مستنيه ايه، مستنيه لما تموتي...
قاطعته مليكه بينما تحاول فك حصار يده التي تقبض على ذراعها بقسوه.

=يعني انت مصدقتش فعلاً اني حامل
هز نوح رأسه ينظر اليها بذهول كما لو نمت لها رأساً اخري صائحاً بحده
=حامل، حامل من مين،؟! انتي مجنونه هتحملي ذاتياً مثلاً...
اخذت مليكه تنظر اليه عده لحظات باعين متسعه قبل ان تنفجر في بكاء مرير حاد فقد ارعبها مظهره بالاسفل ظناً منها انه قد صدق كلام زوجه والده شاككاً بها خاصه عندما قام بالاتصال بالطبيب و امره بالحضور...

اقترب منها هاتفاً بقسوه متجاهلاً بكائها هذا فقد كانت كلماتها لا زالت تمزقه من الداخل
=الدكتور هايجي و اطمن عليكي، بس اوعي تفتكري كلامك اللي قولتيه ده هعديه بالساهل، ولو انتي شايفه جوازك مني غلطه انا ممكن اصلحلك غلطتك دي...
همست بصوت منخفض مرتجف وقد اخذت ضربات قلبها تزداد و قد ادركت مدي قسوة كلماتها السابقه، فقد كان كل ما يرغب به هو الاطمئنان عليهاو هي قد اسأت فهمه.
=نوح انا، انا...

قاطعها بحزم بينما يضغط على فكيه بقسوه متجهاً نحو الباب
=جهزي نفسك، وانا هنزل اقابل الدكتور...
ارتمت مليكه جالسه فوق الفراش تلعن نفسها وغبائها لكن ما الذي كان يمكنها فعله في موقف كهذا فقد شعرت بشعور من الخوف و الذعر لم تشعر بمثلهم من قبل عندما قالت زوجة والده انها حامل...

مسحت بتصميم وجهها الغارق بالدموع حتى لا يأتي الطبيب ويراها بمنظرها هذا نهضت تغسل وجهها بالماء البارد ثم جلست بهدوء تنتظر قدوم الطبيب...

كان نوح واقفاً بوجه متصلب يراقب باعين ثاقبه الطبيب وهو يقوم بفحصها بينما القلق يسيطر عليه، فعندما اخبرته زوجه والده عن حملها لن يكذب فقد شعر بالارتباك لثواني قليله لكنه كان يعلم بان هناك شئ خطأ في الاكر ولكن عندما اخبرته بانها منذ الصباح متعبه و تتقيأ باستمرار شعر بالقلقو الخوف عليها لكن فور ان اخبرته انها رفضت الذهاب للطبيب لفحصها شعر بالغضب يجتاحه، ماذا اذا كانت مصابه بشئ خطير و بسبب اهمالها هذا تسببت بالضرر لنفسها وعند صعودها لغرفتهم وقام بالاتصال بالطبيب اساءت فهمه ظناً منه انه يشك بها.

لعن في سره تلك الحمقاء فان ترك الامر لها فسوف تقتل نفسها ذات يوم بسبب اهمالها هذا.
زفر بحنق ولازالت كلماتها عن خطأ زواجهم تتأكله من الداخل لكنه نفض هذا بعيداً فكل ما يهمه الان هو الاطمئنان عليها...
خرج من افكاره تلك عندما رأي الطبيب ينهي فحصه لها اقترب منه نوح قائلاً بصوت حاول جعله طبيعي والا يظهر به قلقه
=خير يا دكتور...
ابتسم الطبيب مربتاً فوق ذراعه
=حاجه بسيطه متقلقش...

ليكمل بينما يخرج علبه دواء من حقيبته
=ده مجرد قولون عصبي، ممكن كلت حاجه اتسبب لها بمشاكل في معدتها...
ليكمل بينما يعطي لنوح علبه الدواء
=تاخدي حبايه من ده دلوقتي.
ثم سلمه عبوه اخري من الدواء
=وحبايه من دي قبل اي وجبه، و ان شاء الله هتبقي كويسه...
غمغم نوح قائلا بينما يمرر عينيه عليها لثواني ثم يعود للطبيب
=يعني مفيش حاجه خطر عليها
ابتسم الطبيب مراعياً قلقه هذا.

=اطمن، والله هي كويسه مجرد شويه تعب بسيط في معدتها و اول ما هتاخد العلاج كل ده هيروح
شكره نوح ثم قام باصطحابه للاسفل و عندما عاد للغرفه وجدها جالسه فوق الفراش اقترب منها بهدوء مخرجاً حبه من عبوة الدواء وضعها بيدها ثم تناول كوب المياه من فوق الطاوله مناولها اياه بصمت ظل واقفاً يراقبها حتى تأكده من تناولها دواءها
اخفضت مليكه الكوب من فوق شفتيها وهي تتطلع إلى وجهه المتجمد المقتضب بحده همست بتردد.

=نوح...
لكنه تجاهلها متناولاً منها الكوب واضعاً اياه بصمت فوق الطاوله مره اخري قائلاً بحزم
=نامي علشان ترتاحي...
ثم ادار ظهره لها بصمت متجهاً نحو الحمام مختفياً به...
استلقت مليكه فوق الفراش بتعب فلازالت بطنها تؤلمها كثيراً امله ان ب
يخفف الدواء الذي اخذته الان بتخفيف ألمها هذا...
بعد عده دقائق.
تجمد جسدها عندما شعرت به يستلقي بجانبها فوق الفراش
اقتربت منه ببطئ واضعه يدها بحنان فوق صدره هامسه بصوت منخفض.

=نوح. انا عارفه اني قولت كلام...
لكنه قاطعها بحده بينما يستدير مولياً اياها ظهره
=معلش انا عايز انام نبقي نتكلم بكره
ظلت مليكه تنظر إلى ظهره الذي يوليه لها عده لحظات شاعره بالندم على كلماتها السابقه التي جعلته يتحول معها من حنانه إلى هذا الجفاف عادت مره اخري إلى مكانها فوق الفراش تستلقي فوقه وعينيها الممتلئه بالدموع مسلطه عليه.
بعد مرور ساعه...

كان نوح لايزال مستيقظاً استدار نحوها محاولاً الاطمئنان عليها اقترب منها ببطئ حتى استراح رأسه فوق وسادتها دافناً وجهه بشعرها يستنشق رائحته بشغف محيطاً خصرها بذراعه ممرراً يده ببطئ فوق بطنها التي كانت تؤلمها مدلكاً اياها بحنان...
ففكرة ان شئ يؤلمها تكاد تمزق قلبه استمر بتدلكيه الناعم فوق بطنها غافلاً عن تلك التي لا زالت مستيقظه تستمتع بلمساته الحنونه تلك...

تجمد جسده بقسوه فور ان رأها تستدير بين ذراعيه لتصبح مواجهه له دفنت وجهها بعنقه مقبله اياه بحنان مما جعل جسده يهتز بقوه فهذه هي المره الاولي التي تبادر بها بلمسه من تلقاء نفسها همست بصوت اجش بينما لازالت تقبله
=متزعلش مني يا حبيبي...
لتكمل بينما تمرر يدها من اسفل ذراعه محيطه جسده بذراعها باسطه كف يدها فوق ظهره تضمه اليها بقوه.

=غصب عني، لما سمعت ماما راقيه بتقول كده وشوفت وشك افتكرتك صدقت خصوصاً انك كنت مضايق و متعصب.
تنحنح نوح بينما يبعد بلطف رأسها من فوق عنقه حتى يستطيع التركيز في حديثهم هذا فقد كادت قبلاتها ان تذهب بعقله
=انا لو كنت متعصب او مضايق فده بسبب اهمالك في نفسك...
ليكمل بقسوه.

=يعني ايه تفضلي تعبانه يوم كامل وترفضي ان الدكتور يجي و يشوفك افرضي كانت حاجه خطيره. و كان ممكن يحصلك حاجه، ده غير ان كلمتك اكتر من مره النهارده و مقولتيش انك تعبانه...
همست مليكه بصوت منخفض
=خوفت تقلق، بعدين يا نوح ما انا طول عمري بتعب بس متعودتش ان كل ما اتعب اطلع اجري على الدكتور...
قاطعها بحده بينما يحيط خدها بيده.

=انا ماليش دعوه بزمان، من النهارده اي تحسي بيها تعرفينى، و تهتمي بصحتك و بأكلك اكتر من كده...
شعرت مليكه بقلبها يتضخم داخل صدرها عند سماعها كلماته تلك فلم يكن احد يهتم بها بهذا الشكل سوا والدها فقط، اخذت تنظر اليه باعين تلتمع بالشغف بينما انحني هو عليها قائلاً بحزم بينما يتفحصها بنظراته الثاقبه
=مفهوم...
هزت رأسها بالايجاب و ابتسامه مشرقه ترتسم فوق وجهها ببطئ.
مرر يده بحنان فوق بطنها
=لسه بتوجعك...

اجابته واضعه رأسها فوق صدره متنعمه بحنان هذا
=لا، الحمدلله العلاج خفف الوجع...
اومأ برأسه بصمت بينما يلف ذراعه حولها جاذباً اياها نحوه اكثر حتى اصبحت ملاصقه له...
مقبلاً اعلي رأسها بحنان لكنها انتفضت مبتعده فور تذكرها زوجة والده و ماحدث بالاسفل
=انت ليه صحيح تحت لما كنت كل ما اجي لقول لماما راقيه اني مش حامل تسكتني، ومخلتنيش افهمها كده هتفتكر اني حامل بجد
اجابها بهدوء بينما يمرر يده فوق تقطيبة حاجبيها.

= كنت عايزه تقوليلها ايه يا مليكه انك مش حامل علشان ملمستكيش
صاح بمرح فور ان رأي وجهها يشتعل بالحمره ليدرك على الفور انها بالفعل كانت تريد ابلاغها بذلك
=عايزه تفضحيني يا مليكه، هتقول عليا ايه لما تعرف اني متجوزك اكتر من 6 شهور و ملمستكيش...
هتفت مليكه بارتباك محاوله الدفاع عن نفسها
=اوم، اومال اسيبها تفتكر انك، انك...
غمغم نوح بينما يخفض شفتيه نحو شفتيها يلثمها بلطف
=اني ايه...

تخضب وجهها بشده بينما تثاقلت انفاسها مما جعله يزمجر فور ان فهم قصدها
=مليكه انتى حالفه تجلطيني...
ليكمل بينما يسند جبينه فوق جبينها
= يا حبيبتي انتي مراتي، و لو الكل عرف انك حامل، فانتي حامل من جوزك، يعني لا هي حاجه عيب ولا حاجه حرام...
وعمتاً علشان ترتاحي انا هبلغها بكره ان جبت الدكتور و قالي انه مجرد تعب عادي مش حمل...

هزت رأسها بصمت لكن ازداد احمرار وجهها عندما زمجر بقسوه بينما يجذب جسدها ليلتصق بجسده بشده
=خدي بالك، انا مقدر بس انك مكسوفه، لان جوازنا لسه مكملش
ليكمل بصوت اجش صارم وانفاسه الساخنه تلامس شفتيها مما جعل رجفه تسري بجسدها بقوه
=لكن بعد الفرح، مش هسمح بكلامك الفارغ ده، انتي مراتي، وميهمنيش مين يفهم ايه...

فتحت مليكه فمها لكي تجيب عليه لكنه لم يتح لها الفرصه وانقض على شفتيها يقبلها قبله عميقه لكنها سريعه في ذات الوقت...
ابتعد عنها ببطئ متمتماً بانفس لاهثه ثقيله. كأنه يحدث نفسه...
=يومين، هانت
فهمت مليكه ما يقصده مما جعلها تدفن وجهها بعنقه بخجل مما جعله يضحك على خجلها هذا قبلها رأسها بحنان
=نامي يا حبيبتى و ارتاحي يومنا طويل بكره
ثم احاطها بذراعيه مشدداً من احتضانه لها ليغرقان بنوم عميق على الفور.

في يوم الزفاف...
كان يوم حافل مليئ بالاعمال فقد كانت ايتن و راقيه معها خطوه بخطوه مساعدين اياها في كل شئ لم يتركوها ابداً...

بعد انتهاء خبيرة التجميل من عملها و ارتداء مليكه لفستان زفافها كانت واقفه ببهو القصر تنتظر قدوم نوح حتى يذهبوا لقاعه الزفاف كانت تولي ظهرها لباب حتى تفاجأ نوح بالفستان التي اصرت ان لا تريه اياه الا بيوم الزفاف كانت واقفه تملس بيد مرتجفه قماش فستانها شاعره بقلبها يكاد يقفز من داخل صدرها من شدة التوتر...
عم صمت غريب بارجاء المكان فجأه مما جعل مليكه تندهش
=ايتن،؟!

هتفت متسائله بينما تلتف حتى تري ما الذي يحدث لكنها تسمرت في مكانها
عندما جاء صوت نوح الحازم من خلفها هاتفاً بصرامه
=خاليكي زي ما انتي متتحركيش...
شعرت مليكه بضربات قلبها تزداد بعنف فور سماعها صوته يأتي من خلفها مباشره
همست بارتباك
=نوح في اي،؟!
لكنها شهقت مبتلعه باقي جملتها عندما شعرت بذراعيه تلتف حول خصرها من الخلف جاذباً جسدها نحوه ليستند ظهرها الى صدره العريض الصلب.

شعرت بشفتيه تلثم اذنها برقه هامساً بصوت اجش مثير
=غمضي عينك...
قاومت مليكه رغبتها في الالتفاف و مواجهته من اجل ان تشبع عينيها المشتاقه له، فقد اصرت زوجة والده على ان يترك القصر و يذهب ليقيم بفندق او باي منزل من منازلهم الاخري حتى يوم الزفاف حتى يكون يوم زفافهم مختلف ومميز و يصبحوا مشتاقين لبعضهم البعض، رفض نوح في بادئ الامر لكن امام اصرار زوجة والده لم يجد امامه الا ان يوافق في نهاية الامر.

اغمضت مليكه عينيها بينما تجذب نفساً عميقاً مرتجفاً داخل صدرها شعرت بيده تمسك بيدها ثم نزعه لخاتم الزواج الذي كان باصبعها
هتفت مليكه بتوتر بينما تفتح عينيها
= نوح بتعمل ايه ده خاتم الجواز.
قبل اذنها بلطف ممرراً يديه فوق ذراعيها بحنان
=غمضي...
اطاعته بصمت مغلقه عينيها مره اخري تناول يدها ثم شعرت بثقل بارد يستقر فوق اصبعها ثم لاحقه بشئ اخر اثقل منه غمغم بصوت اجش
=فتحي عينك...

فتحت مليكه عينيها مخفضه نظرها نحو يدها لتشهق بقوه فور رؤيتها للخاتم والدبله التي استقروا باصبعها
فقد قام بتبديل الخاتم ذات الماسه المتوسطه التقليديه الذي اهداه اياها وقت عقدهم اتفاقهم بخاتم اخر يخطف الانفاس لم ترا له مثيل من قبل كان ذات ماسه كبيره تشع باشعاع الشمس و يصاحبه دبله بذات الشكل و اللون...

التفت ببطئ بين ذراعيه هامسه بصوت مرتجف وقد امتلئت الدموع عينيها شاعره بكامل جسدها يرتجف عندما رفعت عينيها اليه و رأت النظره التي تشع من عينيه فقد كان ينظر اليها كما لو كانت كنزه الثمين...
=نوح...
رفع يدها بحنان إلى شفتيه مقبلاً الخاتم ثم اخذ يلثم كل اصبع من اصابع يدها ببطئ وشغف حتى وصل إلى راحة يدها طبع قبله عميقه بها
رفع رأسه اخيراً هامساً بصوت اجش
ممتلئ بالمشاعر.

=اول ما شوفته فكرني بلون شعرك تحت الشمس...
هتف سريعاً ممرراً يده بحنان فوق وجنتيها عندما رأها على وشك البكاء
=لا، اياكي مكياجك هيبوظ...
ليكمل بمرح جلب الابتسام إلى وجهها بينما يبتعد عنها عدة خطوات
=انا ما صدقت خلصتي...
لكنه ابتلع باقي جملته عندما انتبه اخيراً إلى مظهرها انحبست انفاسه داخل صدره فور رؤيتها في ذلك الفستان الذي جعل منها كالاميرات...

ابتلع الغصه التي تشكلت بحلقه شاعراً بقلبه يتضخم داخل صدره و دقاته تتسارع بشدة حتى ظن ان قلبه سوف يغادر صدره من قوة دقاته. اخذ يتفحصها باعين متلهفه متشرباً تفاصيلها بشغف مركزاً انظاره عليها فقد جعلها الفستان بيباضه اللامع كأحدي الاميرات الخياليه مبرزاً جمالها الخلاب الذي يخطف دائماً انفاسه و بياض بشرتها الحريريه الرائعة مضيفاً عليها براءة فوق برائتها.

مرر عينيه ببطئ فوق شعرها الذي كان منعقداً في تسريحه انيقه خلابه اظهرت جمال ملامح وجهها و عنقها
تنفس بعمق محاولاً تهدئت النيران التي ضربت جسده...
همست مليكه بخجل بينما تمرر يدها بارتباك فوق فستانها
=ايه رأيك،؟!
اقترب منها مره اخري مغمغماً بصوت لاهث اجش
=مشوفتش في جمالك ابداً...
اشر وجهها بابتسامه رائعه وعينيها التمعت بسعاده فور سماعها كلماته تلك انحني مقبلاً جبينها بحنان...

ثم اخفض رأسه ببطئ نحو شفتيها لكن قطعه صوت ايتن الصاخب تهتف بمرح من الخارج
=نوح، المعازيم مستنيه في القاعه بقالها ساعه اتاخرتوا...
زمجر نوح من بين اسنانه بينما يعدل من شعر مليكه المنسدل فوق عينيها
=ربنا يصبرني الكام ساعه دول
غمغمت مليكه بينما تهز رأسها بعدم فهم
=بتقول حاجه،؟!
ابتسم بلطف بينما يمرر يده فوق ذراعها
=بقول يلا علشان اتاخرنا...
لكنه توقف عندما رأي التردد المرتسم فوق عينيها
=مالك يا حبيبتي،؟!

همست مليكه بتردد
=نوح مش المفروض حد يدخل بيا القاعه ويسلمني ليك.
لتكمل بصوت منكسر ضعيف
=بابا لو كان عايش، او لو كان في حد من اهلي موجود، بس انا معنديش اهل بابا كان وحيد
شعر نوح بقبضه تعتصر قلبه فور سماعه كلماتها تلك امسك بيدها واضعاً اياه فوق ذراعه قائلاً بصرامه
=مش محتاج حد يسلمك ليا هدخل انا وانتي القاعه سوا
ليكمل بحنان بينما يحيط وجهها بيديه.

=مليكه، من النهارده هنبدأ انا وانتي حياه جديده هكونلك فيها جوزك و ابوكي و اهلك و كل حاجه ممكن تحتاجيها في يوم من الايام...
انهمرت دمعه فوق خدها بينما تشهق بقوه متأثره بكلماته تلك مما جعله يجذبها محتضن اياها برقه قائلاً بمرح محاولاً التخفيف عنها
=برصو مُصره تبوظي المكياج...
اصدرت مليكه ضحكه منخفضه بينما تشدد من احتضانها له فقد كان كل ما ترغب به من هذه الحياه...

. في حفل الزفاف...
كان الزفاف مقام بافخم القاعات فقد كان كل جزء من القاعه يدل على الثراء و الجمال حضر الزفاف كبار رجاله الدوله و اثريائها...

دلف نوح إلى قاعه الزفاف و مليكه تتأبط ذراعه تنظر بانبهار إلى ما حولها فقد كانت القاعه اقل ما يقال عنها انها رائعة تم تزيينها بطريقة خلابة كما لو كانت قطعه من الجنه لكن فور ان انتبهت إلى الجمع الحاضر الذين يسلطون انظارهم عليها يتفحصونها باعين ثاقبه ارتجف جسدها بقوه شاعره بالتوتر و الارتباك مما جعل خطواتها تتعثر قليلاً...
انتبه نوح على الفور شاعراً بيدها تشتد قبضتها فوق ذراعه ضغط بلطف فوق.

يدها محاولاً بث الاطمئنان بها انحني نحوها هامساً باذنها
=كل الموجودين بيحسدوني. على عروستي اللي زي القمر
ابتسمت مليكه ببطئ شاعره بالامتنان داخله لها عالمه بانه يحاول اطمئنانها
ظل كلاً من نوح و مليكه يتلاقيان التهنئه من الجميع خاصة من اصدقاءه الذين سبق و اتعرفت عليهم...

كانت جالسه بالمكان المخصص لها هي و نوح الذي ذهب للتحدث إلى احدي اصدقائه الذي طلب منه التحدث على انفراد اخذت تتطلع إلى وجوه الحاضرين وفوق وجهها ترتسم ابتسامه مشرقه فقد كانت حفل زفافها اقل ما يقال عنه رائع لم تتخيل بحياتها ان يكون زفافها بهذا الكمال كما ان نوح يغدقها بحنانه واهتمامه طوال الوقت.

تنهدت بسعاده مبتسمه لكن فور ان قابلت عينيها بعين نسرين التي كانت جالسه بجانب زوجها مؤنس تنظر اليها بنظرات ممتلئ بالحقد و الاحتقار كما لو كانت حشره تريد سحقها...
اشاحت مليكه نظرها بعيداً عنها فهي منذ ان علمت بان نوح سوف يقيم حفل زفاف لها تتعامل مع مليكه ببرود و وقاحه اكثر من قبل لكن مليكه لم تهتم لها فقد كان يكفيها ايتن و راقيه الذين شاركوها فرحتها مساعدين اياها بكل شئ خاصه بغياب رضوي.

تنهدت مليكه فور تذكرها لرضوي التي ما ان اخبرتها عن الحفل اخبرتها انها لن تستطيع مساعدتها في ترتيبه او حضوره بسبب شقيقها عصام حتى لا يعلم وينتكس مره اخري وافقتها مليكه لكنها كانت تتمني ان تتواجد معها حتى بهذا اليوم...
رأت ايتن تقترب منها وبيدها كوب مياه ناولتها اياها
=اشربي، اكيد عطشانه، هو نوح راح فين،؟!
اجابتها مليكه بينما تشير بينما تتناول منها الكوب ترتشف منه ببطئ
=مع صاحبه اللي اسمه زياد المنصوري.

هتفت ايتن بمرح
=عارفاه، ده لزقه مبيطلش كلام في الشغل تحسيه هو نوح توأم في حوار الشغل ده...
لكنها ابتلعت باقي جملتها فور رؤيتها لمنتصر يدخل القاعه جلست بارتباك بجانب مليكه على الفور وقد شحب وجهها هامسه بصوت مرتجف
=مليكه منتصر، وصل
ضغطت مليكه فوق يدها بحزم
=سيبك منه، اعتبريه مش موجود اضحكي و هزري زي ما كنت بتعملي قبل ما يجي متخلهوش يقلبلك يومك
اومأت ايتن وقد ارتسمت فوق وجهها ابتسامه مرتعشه قليلاً.

=عندك حق، هعتبره هوا، و لا كأنه موجود اصلاً ومش هنسي وعدي لنفسي...
لتكمل هاتفه بحنق
=يادي القرف، نسرين و صاحبتها جيهان البومه جايين علينا البت دي رخمه اوي مبحبهاش
التفت مليكه لتجد نسرين و فتاه اخري في ذات عمرها تقترب منهم حتى وقفوا امامهم مدت جيهان يدها لها قائله بترفع
=مبروك، يا مليكه هانم...
همست نسرين بسخريه
=هانم. اها...
تجاهلتها مليكه مجيبه بهدوء على صديقتها
=الله يبارك فيكي...

ابتسمت جيهان قائله بخبث
=و انتي بقي يا مليكه هانم بنت عيلة مين في مصر، طول عمرنا عارفين ومتأكدين ان يوم ما نوح الجنزوري هيتحوز هيختار مراته من اكبر عائلات مصر، واحده تليق بمركزه
شعرت مليكه بالارتباك والحرج لكنها نهرت نفسها لم يجب عليها ان تشعر بالحرج فهي ابنة اعظم رجل والدها كان دائماً ذات سمعه طيبه بين الناس لكنها تفاجئت بنسرين تنفجر ضاحكه قائله بسخريه لاذعه.

=لا يا حبيبتي، دي منعرفلهاش اصل من فصل منعرفش نوح جابها منين...
لتكمل تطلع نحو مليكه بغل وحقد متجاهله هتاف ايتن الغاضب التي كانت تحاول ان توقفها عما تفعله
=فضلت تلف عليه زي الحيه لحد ما وقعته وخلته يتجوزها...
ضحكت جيهان قائله باحتقار
=اها هي منهم لا النوع ده انا عارفاه كويس...
اهتز جسد مليكه من شده الغضب فور سماعها كلامهم المهين هذا كانت تهم بالرد عليهم عندما سمعت نوح يزمجر بحده
=نسرين...

التفت مليكه لتجده واقفاً خلف نسرين وجيهان التي كانت جاهلتان عن وجوده رأت ايتن تبتسم بخبث لها لتعلم بانه رأته واقفاً قبلهم جميعاً
التفت اليه نسرين و وجهها شاحب كشحوب الاموات مدركه بانه قد سمع كامل حديثها هي و صديقتها همست بصوت مرتجف
=نوح...
لكنها اغلقت فمها مبتلعه الغصه التي تشكلت بحلقها بخوف عندما رأت النظره الحاده العاصفه المرتسمه بعينيه
زمجره بقسوه من بين اسنانه
=خدي صاحبتك، و اطلعي برا...

همست نسرين بخوف و توجس
=برا.؟! برا فين...
اجابها بحزم بينما يقبض على يده بقوه
=برا القاعه مش عايز اشوف وشك او وشها هنا...
همست نسرين بصوت مرتجف
=بتطردني من فرحك يا نوح...
زمجر بقسوه بينما النيران تشتعل داخل عينيه
=الفرح، اللي انتي متحترميش صاحبته، متستهليش تقعدي فيه
همست نسرين بصوت مرتجف محاوله استخدام طريقتها التي تستعملها دائماً معه من اجل جعله يلين معها كعادته
=نوح انت فاهم غلط...

لكنه تجاهلها متجاوزاً اياهم عائداً لمكانه بجانب مليكه التي كانت جالسه شاعره بالفرحه بسبب دفاعه عنها فهي لم تعتاد على هذا من قبل...
انصرفت نسرين مع صديقتها بوجه محتقن لتلحقهم ايتن التي غمزت لمليكه قبل ان تنصرف مبتسمه
فور ان اصبحوا بمفردهم التف اليها نوح قائلاً بحده
=مردتيش عليهم ليه...
ليكمل بحزم و قسوه
=بعد كده لو حد غلط فيكي تردي عليه ومتسكتيش اياً كان الشخص ده مين، فاهمه
غمغمت مجيبه اياه بحده.

=كنت لسه هرد بس انت اللي جيت
بعدين انا مش فاهمه بتكلمني كده ليه...
زفر نوح بحنق قبل ان يجيبها لاعناً نفسه فقد كان يتشاجر معها في زفافهم فهو لا يريد احزانها بهذا اليوم.
تناول يدها بحنان مشبكاً اصابعهم ببعضهم البعض مجيباً اياها
=متزعليش. انا بس مش عايز احس انك خايفه من حد، او تسمعي اهانتك و مترديش عايز مليكه ام لسانين اللى مبتسكتش عن حقها معايا تبقي مع كله كده...
ابتسمت مليكه هاتفه بمرح.

=انا بلسانين يا نوح،؟!
ضحك على شقاوتها تلك
=لا يا حبيبتى. انتي ب3ألسنه مش 2بس
زجرته مليكه متصنعه بالغضب مرر يده بحنان فوق تقطيبتها ليشع وجهها بابتسامه مشرقه...
((تنويه: بنات اطلعوا فوق خالص في اول الصفحه هتلاقوا فيديو مكان صورة الفصل اضغطوا في النص عليها هيشتغل الفيديو انزلوا لتحت تاني وكملوا قرايه الفصل(( ياريت تسمعوا الاغنيه وانت بتقروا المشهد ده ).

ثم وقف جاذباً اياها معه إلى منتصف القاعه في المكان المخصص للرقص
جاذباً اياها برفق نحوه احاط خصرها ييديه بينما قامت هي بعقد ذراعيها حول عنقه ثم بدأوا يتميلوا ببطئ على انغام الموسيقي التي بدأت.

تصدح بارجاء القاعه لكن تجمد جسدها فور سماعها كلمات الاغنيه التي يرقصون عليها شعرت بضربات قلبها تزداد بعنف فقد كانت كل كلمه من كلماتها تمثل كلمات نوح لها التي اصبح يغدقها به دائماً (اغنيه ذكرياتنا الحلوه محمد عساف)...
اطلقت زفره مرتجفه بينما ترفع رأسها من فوق صدره و تقابل نظراته التي كانت تلتمع بالشغف.

جذبها نحوه اكثر مشدداً من ذراعيه حولها يضمها إلى صدره بقوه اخذوا يرقصون على انغامها وكل كلمه منها تخترق قلبها اخذت تتمايل معه ببطئ على انغامها شاعره بالسعادة تغمرها
شهقت بصوت منخفض عندما شعرت به يخفض رأسه ملثماً عنقها بحنان شعرت بقلبها يرتجف بداخل صدرها عندما شعرت بانفاسه الدافئه تلامس اذنها بينما يردد بصوت اجش كلمات الاغنية.
نفسي أدخل جوة قلبك. و بعيوني أشوف مكاني...

واللي عشته قبل حبك. و انتي جنبي أعيشه تاني...
أبقى أحلم بينادوكي. حضن من الأيام يدفي...
وقت ضعفك ابقى أبوكي، و أبقى ابنك وقت ضعفي...
نفسي أكونلك كل حاجة و كل حلم بتناديه...
كل كلمة بتقوليها كل احساس حاسه بيه...
نفسي أكونلك كل حاجة و كل حلم بتناديه...
كل كلمة بتقوليها كل احساس حاسه بيه...
اترسم جوا في ملامحك. على الزمن والدنيا اصالحك...
وأبقى دمعة فرحة نازله من عينيكي الحلوة دي...

كانت تستمع اليه حابسه انفاسها لا تصدق بان تلك الكلمات تخرج من فمه لها، لها هي فقط اخذت ضربات قلبها تزداد بعنف اكبر حتى ظنت ان قلبها سوف يقفز من داخل صدرها في اي لحظه.

انهي نوح تردديه لكلمات الاغنيه التي اخترها خصيصاً لها مقبلاً جبينها بحنان و شغف لكن تصلب جسده شاعراً بقبضه حاده تعتصر قلبه عندما سمعها تشهق بصوت منخفض بينما تنحدر دمعه من عينيها انحني ملتقطاً دمعتها تلك بشفتيه ملثماً خدها بحنان ثم قبل عينيها همست بصوت مرتجف
=نوح، انا بحبك اوي...

ارتسمت فوق وجهه عاطفة غريبة لأول مرة تراها لكنه اخفى وجهه عنها على الفور دافناً اياه بعنقها متنفساً بعمق رائحتها التي اصبح مدمناً عليها
فقد شعر برجفه حاده تجتاح جسده فور سماعه لها تنطق بتلك الكلمات بينما اخدت ضربات قلبه تزداد بقوه.

اخذ يلثم عنقها بحنان مشدداً من احتضانه لها كما لو كان يود بدفنها داخل اضلاعه متجاهلاً نظرات الحضور التي كانت منصبه عليهم بذهول غير قادرين على تصديق بان هذا هو نوح الجنزوري الذي يرتعب كبار رجال الدوله من ذكر اسمه فقط امامهم.

بعد وصول مليكه و نوح إلى جناحهم الخاص بالفندق الذي سيقيمون به حتى الغد و من ثم سيسافرون إلى ايطاليا لقضاء اسبوعين هناك، من ثم سيذهبون بعد ذلك إلى جزيرته الخاصه لقضاء اسبوعين اخرين بها...
كانت مليكه واقفه بمنتصف الغرفه بين ذراعي نوح الذي كان يحتضنها اليه بقوه منشغلاً بتقبيلها ليرتجف جسدها خوفا مما سيحدث بينهم
بدأ نوح بفتح سحاب فستانها الضخم مساعداً اياها من الخروج منه.

صرخت مليكة بصوت منخفض عندما حملها فجأه بين ذراعيه و اتجه بها نحو الفراش و فوق وجهه يرتسم تعبير ارعبها.
اخفضها فوق الفراش ووجهه متشدد من عنف مشاعره تراقبه هي باعين متسعه مليئة بالخوف واكثر ما ارعبها تلك المشاعر الظاهرة فوق ملامحه
تراجعت فوق الفراش بخوف فور رؤيتها له يتقدم نحوها
جذبها من يدها جاعلاً اياها تستلقي بينما اصبح يشرف فوقها دفن رأسه بين حنايا عنقها بينما يغمغم بصوت اجش.

=اخيراً، هتبقي ليا، 7 شهور، 7شهور من العذاب، بس اخيراً بقيتي بين ايديا...
كان يردد هذا وصوته يزاد خشونة مع كل كلمة ينطقها
همست مليكه بخوف
=نوح...
لكنه كان بعالم اخر لم يصل صوتها إلى عقله الغائب لكنه خرج من غمامة رغبته تلك عندما صرخت بقوه اكبر عندما اصبحت تصرفاته اكثر قسوة و حدة فضربته فوق صدره بقبضتيها...
=نوح، انت بتعمل ايه...
تجمد جسده فور ان رفع رأسه عن عنقها و رأي الالم المرتسم فوق وجهها...

ابتعد عنها على الفور بجسد يهتز بقوه لاعناً نفسه و غباءه فقد كاد ان يهلكها اسفله لو لم يستمع إلى صرخه المها تلك كان سوف يدمر ليلة زفافهم محولاً اياها لكابوس فكل هذا بالنسبه اليها جديد كيف امكنه ان ينسي مخاوفها فبدلاً من ان يطمئنها قام بارعبها اكثر شعر بها تجلس خلفه واضعه يدها بتردد فوق ظهره ممرره اياها بحنان هامسه باسمه.

التف نحوها جاذباً اياها من ذراعها برفق مجلساً اياها فوق ساقه عاقداً ذراعيه حولها محتضناً اياها إلى صدره بقوه
=اسف يا حبيبتي...
مرر يده فوق عنقها بلطف قائلاً بتردد
=خوفتي...
عقدت ذراعيها حول عنقه دافنه وجهها به بينما تجيبه كاذبه. فهي لا ترغب ان تجعله يشعر بالذنب فقد كان ندمه على اندفاعه واضح على وجهه
=لا...

زفر ببطئ بينما يحتضنها اليه بحنان قبل ان يجعلها تستلقي فوق الفراش مره اخري يعاود بثها مشاعره ولكن برفق هذه المره حتى سقطوا اخيراً في عالمهم الخاص الذي لا بوجد سواهم به.

كانت مليكه مستلقيه بين ذراعي نوح الذي كان يحتضنها بقوه بين ذراعيه يمرر يده بحنان فوق ظهرها محاولاً تهدئتها مرر عينيه القلقه عليها هامساً من بين انفاسه اللاهثه
=كويسه يا حبيبتي،؟!
اومأت له برأسها بينما تدفن وجهها بعنقه رفع يدها اليه مقبلاً اياها برقه بالغه انحني مقبلاً رأسها المدفون بعنقه عده قبلات متتاليه بينما يشدد احتضانه لها.

كان في بادئ الامر يعتقد ان كل ما يجذبه لها هو رغبته بها، لكن الامر لم تكن رغبته فقط. فقد وقع بحبها رأساً على عقب، اصبحت اهم و اغلي شئ بحياته فقد كانت كالهواء الذي يتنفسه لا يمكنه تخيل حياته من غيرها
فقد سلبت عقله و قلبه برقتها و برائتها و طيبة قلبها، حتى انه يعشق غضبها، ولسانها الحاد في بعض الاحيان ايضاً، مليكته...

لا يصدق بانها نطقت بحبها له يرغب كثيراً ان يسألها هل حقاً عنت تلك الكلمات ام انها خرجت منها بسبب العاطفه التي كانت تحيط بهم في تلك اللحظه...
شعر بجسدها يستكين بين ذراعيه وانفاسها تتثاقل ليدرك بانها غرقت بالنوم من شده التعب فقد كان يومهم طويل...
جذب الغطاء فوق جسدهم بينما يشدد من احتضانه لها اكثر و اكثر دافناً رأسه بعنقها مغمغما بصوت اجش دافئ
=بحبك، يا ملاكي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة