قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ظلها الخادع للكاتبة هدير نور الفصل الثاني عشر

رواية ظلها الخادع للكاتبة هدير نور الفصل الثاني عشر

رواية ظلها الخادع للكاتبة هدير نور الفصل الثاني عشر

هم نوح بالرد عليها لكن قطعه صوت طرقات متتاليه سريعه انفتح الباب بعدها على الفور لتدلف منيره احدي العاملات بالقصر هاتفه بصوت لاهث
=الحق يا نوح بيه مليكه هانم وقعت من على السلم...
لم ينتظرها نوح ان تكمل باقي جملتها حيث ركض مسرعاً للخارج وجسده ينتفض بذعر شاعراً بالدماء تكاد تغادر جسده و عقله يصور له ابشع السنياريوهات حولها...

اتجه نوح نحو للخارج و عينيه تبحث بلهفه و ذعر عنها متوقعاً ان يجد جسدها ملقي اسفل الدرج غارقه بدمائها لكنه تنفس براحه عندما لم يجد شئ من هذا لكن تجمد جسده شاعراً بقبضه حاده تعتصر قلبه عندما رأها جالسه بمنتصف الدرج تحتضن احدي يديها إلى صدرها بينما تبكى بصمت لم يشعر بنفسه الا و هو يصعد الدرج كل درجتين معاً غير عابئ بافراد عائلته الذين ما ان رأوه يخرج من غرفة المكتب راكضاً حتى اتبعوه للخارج.

جلس نوح على عقبيه امامها محيطاً وجهها بيديه هاتفاً بلهاث حاد
=مليكه انتي كويسه،؟!
ليكمل بينما يديه تجوب جسدها بقلق متفحصاً قدميها ممرراً يده فوق رأسها بيد مرتعشه بحثاً عن اي جرح او تورم بهك
=حصلك حاجه،؟!

هزت رأسها بالنفي و هي لازالت تبكي بصمت اخفضت رأسها و قد اصبح وجهها بحمرة الجمر من شدة الخجل فور ان وقعت عينيها على باقي العائله المتجمعه بالاسفل يراقبوهم باهتمام رغبت بان تتبخر و تختفي من امامهم فقد تسببت باحراج نفسها مره اخري فبعد خروجها العاصف من غرفة الطعام بعد سماعها كلمات نسرين حول ايتن و نوح صعدت الدرج مهروله فوقه بعينين مغشيتين بالدموع و عقل تتصارع فيه الافكار فلم تنتبه إلى خطواتها فتعثرت و انزلقت قدميها فوق احدي الدراجات مما جعلها تسقط بقوه للامام بقسوه على احدي ذراعيها...

انتبهت إلى نوح الذي كان لا يزال يبحث عن اي ضرر بجسدها مغمعماً بصوت اجش قلق لاول مره تسمعه منه
=مليكه، ردي حصلك حاجه، في حاجه بتوجعك،؟!
اظهرت له ذراعها الذي اصبح به كدمه حمراء قاتمه سوف تتحول إلى لون داكن في وقت لاحق حبس انفاسه ممرراً يده بلطف عليها متفحصاً اياها بوجه مقتضب و فكين متصلبين...
=في حاجه تانيه...
هزت رأسها بالنفي بصمت اطلق زفره ارتياح مقبلاً اعلي رأسها ضاغطاً شفتيه بحنان فوق جبينها.

قبل ان ينهض حاملاً اياها بين ذراعيه صاعداً بها الدرجات المتبقيه متجهاً إلى جناحهم الخاص.
زمجرت نسرين بحده بينما تتابع هذا المشهد و نيران الغيرة تشتعل بصدرها
=هو عامل كده ليه، انا اول مره اشوفه في حياتي ملهوف و قلقان على حد كده...
لتكمل بغل بينما تشير إلى شقيقها الذي كان يحمل زوجته إلى غرفتهم.

=بقى ده نوح البارد، نوح اللي عمره ما ظهر عليه اي مشاعر ده حتى يوم وفاة بابا مبنش عليه انه متأثر برغم ان كلنا كنا عارفين انه من جواه كان بيموت و انه اكتر حد كان متعلق ببابا. هو في ايه البت دي عملاله ايه
اجابتها بهدوء راقيه التي كانت تقف بجانبها مربته فوق
ذراعها بضربات خفيفه
=مراته، مراته يا حبيبتي و ده الطبيعي...
زمجرت نسرين بقسوة بينما تلتفت إلى زوجها قائله بسخريه.

=وانت بقي لما اقع يا مؤنس هتشلني كده،؟!
التفت اليه عندما لم يصدر منه اي اجابه فقد كان يصب كامل اهتمامه على الهاتف الذي بين يديه منشغلاً بلعب احد الالعاب، هتفت نسرين بغل
=مؤنس...
هز مؤنس الذي كان لا يزال منشغلاً بلعب بهاتفه رأسه قائلاً بارتباك
=بتقولي، حاجه،؟!
قبضت يديها بقوه صارخه بغيظ قبل ان تلتفت و تختفي مره اخري داخل غرفة الطعام هي تتمتم بكلمات حاده غاضبه...

اخفض نوح مليكه بلطف فوق الفراش قائلاً بحزم بينما يتجه نحو غرفة الحمام
=خاليكي هنا متتحركيش...
ظلت مليكه بمكانها مخفضه الرأس و كلمات نسرين لازالت تتأكلها من الداخل
مسببه بألام لا تحتمل بقلبها...
عاد نوح و هو يحمل بين يديه احدي الكريمات الطبيه اقترب منها بهدوء جالس بجانبها فوق الفراش متناولاً ذراعها المصابه بين يديه قائلاً بلطف
=ده مرهم للكدمات متخفيش هيخفف الورم و مش هيخلى الكدمه تزرق...

ثم بدأ يدلك ذراعها بلطف و حنان شعرت مليكه برغبتها في الصراخ باعلي صوتها لعل هذا يهدأ النيران المشتعله داخل قلبها فبرغم لطفه هذا معها الا انها تعلم بانه ما يفعل ذلك الا من من اجل المحافظه على مظهرهم امام عائلته المتجمعه بالاسفل...
اخذ عقلها يفكر معذباً اياها هل سينتظر لحين اكمالهم المده المتفق عليها بينهم ام انه سوف يطلقها على الفور و يتحرر منها حتى يعود إلى ايتن التي اصبحت حره هي الاخري.

اطلقت شاهقه باكيه حاده وقد بدات الدموع تغرق وجهها مما جعل يد نوح تتجمد فوق ذراعها رفع وجهها اليه قائلاً بلهفه.
=مليكه، مالك، في حاجه بتوجعك...
ليستمر بقلق عندما لم تجيبه و استمرت ببكائها الحاد مشيراً إلى كدمتها
=طيب انا وجعتك، ضغطت عليها انا ومش واخد بالي؟!
نزعت ذراعها من بين يديه بحده مغمغمه بقسوه
=مش خلصت، ممكن تسبني بقي...

انتفض نوح واقفاً فور سماعه كلماتها تلك و قد عادت كلماتها بكرهه و كرهها للمساته تصدح بعقله...
=اسف يا مليكه هانم، معلش نسيت انك بتكرهني و بتكرهي ان ألمسك.
ليكمل بحده لاذعه تعاكس الالم الذي ينبض بداخله
=اعتبرنى، واحد غريب وحب يساعدك مش اكتر...
ثم القي اليها عبوة الكريم الطبي بجانبها على الفراش ثم ولي مغادراً الغرفه كالاعصار مغلقاً الباب خلفه بقوة اهتزت لها ارجاء المكان.

ارتمت مليكه فوق الفراش تبكي كما لم تبكي من قبل شاعره بقلبها يكاد ينفجر بداخلها من شدة الالم...

في اليوم التالي...
هتف نوح بحده بينما يلقي القلم الذي بيده
=يعني ايه حبيت واحده تانيه يا منتصر، بتضحك على مين...
اجابه منتصر الجالس بالمقعد الذي امام المكتب
=اهو ده اللي حصل...
ليكمل بهدوء فاركاً وجهه بيده
=بعدين. هي وافقت على الطلاق بهدوء وشكلها ما صدقت انت بقي مضايق ليه،؟!
ضيق نوح عيني ه متفحصاً اياه بنظرات ثاقبه قائلاً
=يعني، لو ايتن بعد العده بتاعتها اتجوزت مش هتضايق...

اجابه منتصر سريعاً بينما ينجنب النظر اليه.
=براحتها، دي حياتها وهي حره فيها و زي ما شوفت حياتي من حقها هي كمان تشوف حياتها...
ظل نوح متجمداً بمكانه متفحصاً ارتباك صديقه الواضح فقد كان يريد التأكد من انه حقاً لا يزال يريدها قبل البدأ بلعبته تلك مع ايتن، و قد وصل إلى ما يريده
غمغم منتصر بتردد واضعاً يده خلف عنقه بحرج
=راقيه هانم اكيد زعلانه مني و مش طايقني، مش كده
قاطعه نوح بحزم.

=من حقها، و خصوصاً ان اللي عملته مش حاجه هاينه
قاطعه منتصر بارتباك
=لما الدنيا تهدا هبقي احاول اكلمها...
ليكمل بينما ينهض مستعداً للمغادره
=مع اني عارف انه صعب خصوصاً و انها كانت دايماً شايفه ان ايتن ظالمه نفسها معايا و انها بضيع عمرها مع واحد عقيم زي...
قاطعه نوح بحده و حزم
=انت عارف ان اللي بتقوله ده مش حقيقي طول عمرها بتحبك و بتعتبرك زي ابنها...
هز منتصر رأسه قائلاً مغيراً الحديث.

=هروح اشوف عملوا ايه في مناقصة اكتوبر، سلام
راقبه نوح و هو يغادر بعقل شارد فما هو مقبل على فعله فقد كان يعلم بانه قد ورط نفسه بموافقته على لعبة ايتن لكن لم يكن حل اخر خصوصاً بعد الانهيار الذي حدث لأيتن...

عاد نوح بذاكرته إلى ليلة اول امس فقد تشاجر مع مليكه كعادتهم مما جعله يترك الغرفه بمنتصف الليل و يغادر كان ينوي النزول للاسفل و قضاء الليله بمكتبه لكن ما ان مر بغرفة منتصر و ايتن سمع صوت انين ايتن المرتفع في بادئ ظن الامر عادي و كان يهم بالنزول لكن فور ان سمع ارتطام شئ بالارض محدثاً ضجه مرتفعه طرق الباب هاتفاً باسم منتصر عدة مرات و عندما لم يجد اجابه فتح الباب و دلف إلى الغرفه تجمد جسده فور ان رأي ايتن مستلقيه فوق الارض بجسد ساكن و وجه شاحب كشحوب الاموات حملها سريعاً إلى المشفي دون ان يخبر احد، وصف الطبيب حالتها بانها تعرضت لانهيار عصبي حاد و انه اعطها مهدئ و سوف تكون بخير و فور ان فاقت رفضت ان يخبر منتصر بالامر عندما كان يهم بالاتصال به منفجره بالبكاء مخبره اياه بانه قد قام بتطليقها...

وعند طلبها منه القيام بهذه الخطه لم يجد امامه سوا الموافقه، لكن سيحرص على الا تتأذي مليكه من هذه الخطه فهي وان كانت تكرهه فهي زوجته و لن يسمح لشئ ان يأذيها، مرر يده بين خصلات شعره وكل ما يشغل تفكيره ماذا ستكون رد فعلها ان رأته مع ايتن هل ستشعر بالضيق ام لن يفرق الامر معها...
زفر بحنق ممرراً يده بحده فوق وجهه
فلن يخدع نفسه فهو ان كان يشعر بالتردد بالاشتراك في تلك اللعبه فذلك بسبب مليكه...

لوي فمه بسخريه فهو يعلم جيداً انها لن تفرق معها حتى و ان شاهدته مع امرأه اخري بالفراش، فهو بالنسبه اليها ليس الا سجانها. تكرهه، و تمقته. اخذت كلمات كرهها تتردد بعقله من جديد معذبه اياه مما جعله ينتفض واقفاً متناولاً مفاتيحه الخاص و يغادر المكتب...

بعد مرور اسبوع...
كانت مليكه جالسه فوق الاريكه تضم ساقيها إلى صدرها دافنه وجهها بينهم
فخلال الاسبوع الماضي شاهدت مدي تقرب ايتن الواضح من نوح الذي لم يعترض نهائياً على هذا...
فقد خرجت معه اكثر من مره لتناول العشاء حتى انها ذهبت معه اكثر من مره إلى الشركه...
ضغطت بيدها على قلبها للتخفيف من الالم الذي لا يطاق به فهى ترا امامها اسوأ كوابيسها تتحقق امامها.

دخل نوح الغرفه بعد يوم عمل طويل شاعراً بالانهاك والتعب يسيطران على سائر انحاء جسده...

كما كان مجبراً على الخروج مع ايتن هذه الليله حتى يتوجدون في ذات المكان الذي يرتد اليه منتصر في العاده. لكنه بدأ يسأم من هذه اللعبه فمنتصر لا يبدو عليه التأثر كثيراً و هو اصبح لا يطيق هذا الوضع بأكمله و اكثر ما يزعجه في هذا كله عدم مبالاة مليكه فقد كانت تتعامل مع الامر كما لو انه شئ لا يعينها كما لو كانت تأكد له كلماتها التي القتها بوجهه من قبل...

خرج من افكاره تلك متجمداً بمكانه عندما تعمق بالغرفه و رأها جالسه فوق الاريكه دافنه وجهها بين ساقيها التي كانت تضمها اليها هتف بينما يندفع نحوها وضع يده فوق ذراعها يهزها بخفه
=مليكه...
انتفضت رافعه وجهها اليه ترفرف بعينيها بقوه كما لو صدمت من رؤيته امامها
غمغم بقلق عندما لم تجيبه و ظلت تنظر اليه بصمت...
=قاعده كده ليه؟!
اجابته بهدوء بينما تتراجع إلى الخلف خارجه من جمودها السابق
=قاعده عادي...

ثم ابعدت يده عنها بينما تنهض على قدميها مما جعلها تقف بمواجهته مباشرةً غمغم نوح بهدوء
=طيب ايه اللي مسهرك لحد دلوقتي مش عندك شغل بكره...
اجابته مليكه ببرود بينما تجمع بيدها شعرها الذي كان منسدلاً فوق ظهرها وتعقده بكعكعه فوق رأسها
=الدراسه خلصت بقالها اسبوع...
غمغم نوح سريعاً بينما يراقب بعينين تلتمع بالشغف خصلات شعرها التي تساقطت من كعكعتها و انسدلت بعشوائيه فوق عنقها الغض الابيض.

= بجد مكنتش اعرف انها خلصت
اجابته مليكه بسخريه لاذعه بينما تتحرك مبتعده عنه.
=و هتعرف منين، ما انت مشغول دليماً كان الله في عونك هتلاقيها من شغلك ولا سهراتك اللي ليل ونهار مع ايتن بتتعب برضو...
اسرع نوح بلف يده حول ذراعها جاذباً اياها للخلف مانعاً اياها من المغادره حتى اصبحت تواجهه من جديد غمغم بهدوء بينما يضيق عينيه فوقها بنظرات ثاقبه
=انتي مضايقه من خروجى مع ايتن،؟!

احمر وجهها بشده عندما ادركت انها كشفت له غيرتها التي اوشكت ان تحول قلبها رماداً تلعثمت قائله بحده
=و انا هضايق ليه، و انا مالي، دي حاجه متخصنيش
افلت يدها و تعبير غريب مر على وجهه غمغم بصوت منخفض بينما يتراجع للخلف مبتعداً عنها
=عندك حق، دي حاجه فعلاً متخصكيش.

ثم تركها متوجهاً نحو خزانة الملابس التفت مليكه راكضه نحو غرفه الحمام تحتمي خلف بابها استندت بيدها على الحوض واضعه يدها فوق فمها تكتم شهقات بكائها حتى لا تصل اليه بالخارج ظلت على وضعها هذا عده لحظات قبل ان تقوم بغسل وجهها بالماء البارد ترشق وجهها بالماء بعنف وحده و نيران الغيره تشتعل بصدرها ممزقه قلبها و في فورة غضبها تلك لم تشعر بنفسها الا و هذ تطيح بيدها زجاجات التنظيف و العطور التي كانت فوق الحوض بيدها مما جعلها تتساقط على الارض متهشمه.

وقفت تتطلع إلى باعين متسعه و انفس لاهثه شظايا الزجاج المتناثر فوق الارض...
انفتح باب الحمام فجأه صاح نوح الذي دخل إلى المكان سريعاً يتفحصها بعينين قلقه
=مليكه...
ليكمل عندما لا حظ الزجاج و الفوضي المتناثره فوق ارضية الحمام
=حصل ايه...
قاطعته مليكه صائحه بشراسه
=محصلش حاجه...

لتكمل بحده وعينيها تلتمع بنيران التحدي و رغبه قاتله بداخلها للتشاجر معه اطاحت بيدها الزجاجات المتبقيه فوق الحوض ليتسقطوا و يتهشموا فوق الارض بجانب الزجاجات الاخري
=وقعوا غصب عني...
وقف يتطلع اليها بصدمه مما فعلته غمغم بدهشه
=غصب عنك،؟!
=اها غصب عنى...
انهت جملتها تلك وهي تلقي من يدها ببرود زجاجه ممتلئ بالعطر لتسقط فوق الارض و تتحول إلى شظايا من الزجاج. ثم عقدت يديها اسفل صدرها تطلع اليه بتحدي...

هتف نوح بحده بينما يفرك وجهه بعصبيه
=ممكن اعرف سبب الجنان اللي بتعمليه ده ايه؟!..
اجابته ببرود بينما تهز كتفيها
=جنان ايه، قولتلك وقعوا غصب عني؟!
زمجر نوح بحده بينما يتجه نحوها قابضاً على ذراعها بقسوة جاذباً اياها نحوه
=انتي عايزه تجنينى معاكى...
نفضت يده الممسكه بها بعيداً بحده متراجعه إلى الخلف
هاتفه بغضب و رغبتها في الانقضاض عليه و تمزيق وجهه باظافرها تزداد بقوه
=انت بتشدني كده ليه...

لتكمل بينما تشير إلى شظايا الزجاج المتناثر في ارضيه الغرفه
=مش شايف الازاز، ما انت صحيح مش همك اتجرح ولا حتى اموت و لا اروح في داهيه ما انا مش بني ادم بالنسبالك و حيالله واحده نصابه متجوزها غصب عنك...
صاح نوح مقاطعاً اياها بقسوة وقد شعر بعقله سينفجر من كثرة ثرثرتها المنفعله
=اخرسي، ايه راديو و اتفتح
اغلقت مليكه فمها فور سماعها نبرة صوته الحاده تلك
ليكمكمل بينما يتراجع للخلف بعيداً عنها.

=انتي شكلك عايزه تتخانقى و تعملي مشكله من ساعة ما دخلت الا وضه وانتي...
انطلقت منه انين منخفض لاعناً بقسوه عندما انغرزت احدي قطع الزجاج في قدمه بينما كان يتراجع للخلف غير منتبهاً من شدة غضبه.
هتفت مليكه بذعر فور رؤيتها لوجه يتغضن بألم
=نوح مالك، في ايه؟!
لكنه لم يجيبها واتجه إلى الخارج وعندما همت باللحاق به هتف بحده مشيراً باصابعه في وجهه بحزم
=متتحركيش من مكانك، لحد ما اشوف حد يجي يشيل الازاز ده.

وقفت مليكه متجمده بمكانها عدة لحظات لكنها لم تستطع الوقوف كثيراً هكذا و هي تعلم بانه مصاب بالخارج قفزت من فوق الزجاج بحذر متجهه إلى داخل الغرفه لتجد نوح جالساً فوق الفراش و بيده الهاتف الداخلي الخاص بالخدم لتعلم و بيده الاخري يمسك بقدمه صاح بحده فور رؤيته لها امامه
=مش قولتلك متتحركيش من مكانك...

اتجهت نحوه متجاهله صياحه هذا جلست على عقبيها امامه جذبت قدمه المصابه نحوها لكنه رفض في بادئ الامر، لكنها شددت يديها حاولها باصرار مما جعله يزفر باستسلام تاركاً اياها لها...
شهقت مليكه فور رؤيتها لقطعه الزجاج المنغرزه بقدمه بقسوه ومن حولها الدماء تتساقط هتفت بذعر بينما شحب وجهها بشده
=نوح دي شكلها صعب...

نهضت مسرعه تتجه نحو الحمام مره اخري لجلب عدة الاسعاف التي نست ان تأتي بها قبل ان تخرج إلى هنا لكن اوقفها صرخته الغاضبه
=راحه فين،؟
اجابته بصوت مرتجف و وجه شاحب كشحوب الاموات فمنظر قدمه المصاب قد المها بشده خاصة و انها السبب
=هج. هجيب شنطة الاسعافات من الحمام
نهض على قدم واحده يجر قدمه المصابه قائلاً باقتضاب و حده
=خاليكي، انا هجيبها...
هتفت مليكه بينما تراقب باعين متسعه بالذعر قدمه المصابه.

=مينفعش علشان رجلك...
قاطعها بقسوه بينما يجز على اسنانه
=قولتلك خاليكى مكانك...
اتجه بخطوات متثاقله نحو الحمام ثم عاد مره اخري للغرفه وهو يحمل صندوق الاسعافات اتجه نحو الفراش جالساً فوقه بهدوء اقتربت منه مليكه جاثيه على عقبيها امامه همست بضعف بينما تشير إلى قطعة الزجاج بقدمه
=نوح، الازازه.

تثاقلت انفاسها بألم عندما رأته يتناول بهدوء الملقط الطبي من الصندوق ثم قام بنزع قطعه الزجاج ببرود كما لو لم تكن شئ يذكر...
اسرعت بتناول احدي المناديل وقامت بتمريره بيد مرتجفه فوق الجرح تمسح قطرات الدماء التي اخذت تنبثق منه شاعره بقبضه حاده تعتصر قلبها انحدوت دموعها فوق وجنتيها ضغطت شفتيها بقوه مخفضه رأسها ممت جعل شعرها ينسدل للامام و يخفي وجهها عنه...

كان نوح يراقب رأسها المنخفض على قدمه بنظرات متجهمه صامته تناولت المطهر وقامت بوضعه فوق الجرح ثم قامت بلفه بالاربطه الطبيه برفق.
حاولت كتم شهقات بكائها لكن انفلتت منها شهقه منخفضه مما جعل نوح يتصلب بمكانه فور ادراكه بانها تبكي وضع يده اسفل ذقنها رافعاً وجهها اليه همست بصوت مرتجف شاعره بالذنب يتأكلها
=انا. انا، اسفه يا نوح
لتكمل من بين شهقات بكائها مبتلعه الغصه التي تشكلت بحلقها
= والله مكنتش اقصد...

جذبها بحنان من ذراعها مجلساً اياها فوق ساقيه احاطت عنقه بذراعيها دافنه وجهها بصدره تبكي بصمت فلا تصدق انها تسبب في الامه بلا وجعلته ينزف بهذا الشكل
مرر يده بحنان فوق ظهرها مقبلاً اعلي رأسها مغمغماً بلطف
=بتعيطى ليه ده مجرد خدش، محصلش حاجه
احتضنته قائله بهمس ضعيف
= مش خدش، و شكله صعب.

رفع وجهها اليه ممرراً يديه على خديها يزيل دموعها برقة اخذ يتشرب ملامح وجهها بعينين تلتمع بالشغف فقد اشتاق اليها كثيراً خلال الايام الماضيه
همست بصوت مرتجف بينما تشير إلى قدمه
=بتوجعك،؟!
هز رأسه بالنفي و عينيه مسلطه فوق شفتيها مقاوماً رغبته في الانقضاض على شفتيها و تقبيلها حتى يشبع جوعه الذي يكاد ان يقتله
غرزت اسنانها في شفتيها قائلة بتردد غير واعيه لعينيه التي اشتعلت فور رؤيته حركتها تلك
=انا...

لم يحتمل الصمود اكثر من ذلك و انحني نحوها خاطفاً شفتيها في قبلة شغوفة تجاوبت معه على الفور
ظل يقبلها حتى شعر بحاجتها للهواء مما جعله يترك فمها عده لحظات حتى يلتقطوا انفاسهم ثم عاد يضغط شفتيه فوق شفتيها يقبلها مرة اخرى.
تركها ثانيةً حتى تستطيع التقاط انفاسها دافناً رأسه بمنحني عنقها يلثمه بقبلات ملحه شغوفه.
دفنت يديها بشعره الكث الناعم.

لكن تسللت البرودة الى عروقها فور تذكرها لأيتن و علاقته بها انسحب الدم من جسدها و انقبض قلبها بالم
فقد انساها خوفها عليه ذلك...
وضعت يديها فوق صدره دافعه اياه بعيداً زمجر نوح معترضاً لكنه رفع رأسه عن عنقها فور ان هتفت بحده بينما تدفعه بقوه اكبر بصدره
=نوح لا...
انتفضت ناهضه من فوق ساقيه وهي تلهث بحده فور رؤيتها لظُلمة عينيه...

ظل بمكانه متجمداً بينما يشاهدها تتجه نحو الفراش راكضه و تستلقي عليه جاذبه الغطاء حتى رأسها شاعراً بالارتباك مما فعلته فقد كانت منذ لحظات بين يديه تستجيب اليه وبلحظه اخري دفعته بعيداً كما لو كانت لمسته تحرقها...
فقد كما لو كانت تتلاعب به عالمه مدي رغبته بها و تستغل هذا لصالحها جيداً في تعذيبه...
استلقى بجانبها وجسده يهتز من شدة الغضب زمجر بحده.

=اعملي حسابك هاتيجي معايا بكره الشركه، في ملفات كتير انتي اللي منظمها و منار مش عارفه مكانها وبتاخد وقت كبير لحد ما تلاقيها
قاطعته هاتفه بصوت مرتجف من اسفل الغطاء الذي تختبئ اسفله
=بس...
قاطعها بحده بينما يوليها ظهره
=مفيش بس قولت هاتيجي الشركه يبقي هاتيجي...
ثم اغلق الضوء لتغرق الغرفه في العتمه...

كانت مليكه منهكه طوال اليوم بشرح اماكن الملفات و مساعدتها في الملفات المدونه بجهاز الحاسب متجاهله نظرات الجميع التي انصبت عليها بدهشه بسبب تحول مظهرها فقد كانت ترتدي تنوره رماديه اللون تصل إلى كاحلها و قميص اسود تغلق ازرار كالعاده حتى عنقها عاقده شعرها فوق رأسها في تسريحته المعتاده كعكعه حاده مرتديه نظارتها الطبيه ذات الاطار الاسود ارتمت فوق المقعد الذي امام مكتب منار هاتفه.

= كده انتي عرفتي كل حاجه...
اومأت لها منار وهي تبتسم بود
=ايوه الحمدلله ده كنت بعقد بالساعات ادور
انطلق رنين الهاتف الداخلي اجابت منار على الفور مجيبه ببعض كلمات مهبهمه
قبل ان تلتفت نحو مليكه قائله
=نوح بيه عايزك...
اومأت مليكه بهدوء قبل ان تدلف إلى داخل مكتبه فقد كان في اجتماع منغلق مع منتصر اكثر من ساعتين طرقت الباب ثم دلفت إلى الداخل.

ابتسم منتصر فور رؤيته لها محيياً اياها بوده المعتاد اشار نوح نحو المقعد قائلاً بتجهم
=مادام خلصتي مع منار قاعده برا تعملي ايه...
احابته مليكه بحده
=والله انت في اجتماع مع منتصر كنت هدخل ازاي...
بعدين انا هروح مادام انا خلصت هعقد اعمل ايه...
قاطعها نوح بينما يتراجع للخلف في مقعده
=نص ساعه وهخلص و نروح سوا، اقعدي
همت مليكه بالاعتراض لكنه اشار إلى المقعد قائلاً بحزم
=اقعدي يا مليكه...

جلست مليكه بالمقعد المواجه لمنتصر الذي كان شارد بعالم اخر...
بدأ نوح يتحدث اليه بالعمل مخرجاً اياه من شروده هذا لكنها شعرت بوجود توتر غريب بينهم فقد كان نوح جالساً بهدوء بينما منتصر متجهم الوجه يجيبه باقتضاب على اسالته...
انفتح باب المكتب فجأه لتستدير جميع الروؤس نحوه شعرت مليكه بالتوتر عندما رأت ايتن تدلف الغرفه تحمل بين يديها عدة حقائب هتفت بمرح بينما تتبعها منار بوجه شاحب خوفاً من نوح.

=والله يا نوح بيه هي اللي...
رفع نوح يده صارفاً اياها بصمت
اقتربت منهم ايتن هاتفه بمرح بينما تجلس فوق المكتب امام نوح
=ازيك يا منتصر...
هز منتصر رأسه بصمت بينما احتقن وجهه بشده
ثم التفت إلى مليكه تشير اليها بتحيه صامته قابلتها مليكه بصمت غير مبادله اياها.
التفت ايتن إلى نوح قائله بينما تعتدل في جلستها امامه
=شوف جبتلك ايه...
لتكمل و هي تخرج احدي الصناديق مخرجه منها رابطه عنق انيقه.

=دي بقي تلبسها في حفله بكره، لايقه على الفستان بتاعي...
شعر نوح بالارتباك استدار ناظراً نحو مليكه ليجدها مخفضه رأسها فوق هاتفها تعبث به مظهرها رساله واضحه بعدم اهتمامها بما يحدث...
تصنعت مليكه الانشغال بهاتفها بينما
شاعره بالم يكاد يحطم روحها إلى شظايا بينما الضغط الذي قبض على صدرها هدد بسحق قلبها...

ترغب بالانقضاض عليها وتمزيقها باسنانها لكنها تعلم بان ليس من حقها فعل هذا فهي ليست زوجة مؤقته بالنسبه اليه.
تجمعت دموع غبيه كثيفة في عينيها حاولت الضغط على شفتيها و رفرفت رموشها المبلله محاولة كبت دموعها وعدم اظهار تأثرها بما بحدث امامها حتى لا تفضح امرها امامهم
هتف منتصر بحده بينما يقف على قدميه
=انا همشي بقي علشان اتاخرت. و بكره نكمل كلامنا...

اومأ له نوح بصمت بينما يراقبه حتى غادر زمجره بقسوه من بين اسنانه بصوت منخفض
=مش وصلتي للي عايزه قومي...
انتفضت ناهضه على الفور ترمقه بارتباك لكنه ظل صامتاً هتفت بينما تلتقط حقائبها
=انا، انا همشي بقي
قاطعتها مليكه التي تناولت حقيبتها من اسفل مقعدها
=لا خاليكي، نوح كلها ربع ساعه وهيروح خليه يوصلك معاه...
ثم اتجهت بصمت نحو الباب
هتف نوح بغضب
=راحه فين يا مليكه،؟!
اجابته مليكه بحده دون ان تستدير اليه.

=مروحه...
قاطعها بحده بينما يلتف حول مكتبه حتى اصبح يقف خلفها محيطاً كتفيها بيديه
=قولتلك هنروح سوا...
حررت مليكه كتفيها بحده من بين يديه هاتفه بحده بينما تتجه نجو الباب تخرج منه سريعا
=و انا مش عايزه اروح معاك...
وقف نوح يراقب مغادرتها تلك شاعراً ببعض الامل ينمو في داخله لو تأكد فقط مما يريح قلبه به فهو لن يستمر بتلك اللعبه التي اصبح يمقتها فمنتصر لم يهتز و لو قليلاً...

فلو كان مكانه وشاهد مليكه تتغنج على رجل اخر بهذه الطريقه التي فعلتها ايتن معه كان سوف يقتلها و يقتل هذا الرجل دون ان يتردد و لو للحظه واحده...

في اليوم التالي...
كانت مليكه مستلقيه فوق الفراش تقرأ كتاباً بينما تراقب بطرف عينيها نوح الذي كان يرتدي بدلته استعداداً للحفل الخاص بشركته...
التفت نوح اليها بتردد لا يعلم كيف يطلب منها ان تحضر معه الحفل تنحنح بهدوء بينما يقترب منها قائلاً
=مش هتغيري رايك و تنزلي معايا...
هزت مليكه رأسها بحده...
=لا...

زفر بحنق بينما يتجه نحو الخزانه مخرجاً رابطه عنق فراشيه تليق ببدلته الانيقه هتفت مليكه بسخريه لاذعه بينما تعتدل في جلستها
=مش هتلبس الجرافته بتاعت ايتن ده حتى لايقه على فستانها...
ارتسمت ابتسامه بطيئه فوق وجهه فور سماعه كلماتها تلك، لكنه اسرع برسم الجديه فوق وجهه قبل ان يلتف اليها
=لا، مش عجبانى...
ليكمل بينما عينيه تمر فوق جسدها بنظرات جائعه شغوفه
=مش نوعي، انا نوعي حاجه تانيه خالص.

احمر وجه مليكه بشده فور فهمها تلميحه غمغمت بكلمات غير مترابطه بينما تدفن وجهها في الكتاب مره اخري.
=انت حر
اقترب منها نازعاً الكتاب من بين يديها =قومي يا مليكه البسي و انزلي معايا مينفعش انزل من غيرك الناس هتقول ايه...
هتفت مليكه مجيبه اياه بسخريه...
=حتي لو حبيت انزل معاك، معنديش حاجه البسها.

اخرج هاتفه من جيب سترته على الفور متصلاً باحدي الارقام متحدثاً باقتضاب ببعض الكلمات الفرنسيه لم تفهم منها مليكه ولا حرف واحد ثم انتظر عده لحظات قبل ان يناوله الهاتف قائلاً بهدوء
=اختاري الفستان اللي يعجبك من دول
همست مليكه بتوجس وهي تنظر بتردد إلى الهاتف
=ايه ده، مش فاهمه؟!
اجابها بينما يمرر يده فوق شاشة الهاتف مما اظهر امامها صور عدة فساتين رائعه.

=دي تصاميم خاصه بمصمم فرنسي اختاري اللي يعجبك وخلال نص ساعه هيكون هنا عندك...
غمغمت مليكه بصدمه بينما عينيها تمر بانبهار فوق الفساتين
=بس. بس ده اكيد غاليه اوي...
احاط خدها بيده قائلاً بحنان بينما يمرر ابهامه فوق بشره خدها الحريريه
=اختاري اللي يعجبك يا مليكه...
اخذت تقلب الصور حتى استقر عينيها على احدهم كان مائل للون الذهبي رائع
همست بتردد و وجنتيها تشتعل بالخجل
=ده...

تناول نوح الهاتف متفحصاً الفستان جيداً قبل ان يبعث صورته إلى المصمم طالباً اياه بتوصليه إلى القصر خلال نصف ساعه كحد اقصي...
ارتدت مليكه الفستان وقفت تطلع بانبهار على الفستان الذي كان يبرز جمال قوامها ترددت قليلاً بينما تفك مشبك شعرها. لينسدل شعرها كشلال من الحرير الذهبي فوق ظهرها، وضعت مكياج عيون دخاني يبرز جمال عيانها الفيروزيه ثم وضعت لون احمر شفاه ابرز جمالهم...

وقفت تطلع إلى نفسها باعين متسعه فهذه المره الاولي التي ترتدي بها كمليكه بعيداً عن مظهرها المعقد فقد كان الفستان غير فاضح كملابس اختها وليس متزمتاً كملابسها الخاصه.
دخل نوح الغرفه مغمغماً بهدوء وهو يبحث في هاتفه عن شئ
=الناس كلها مستنيه تحت خلصتي...

ابتلع باقي جملته عندما رفع رأسه من فوق هاتفه شاعراً بأختفاء العالم من حوله وهو يراها امامه بكل هذا الجمال اخذت عينيه تتشبع بكل تفصيلة صغيرة بها من شعرها وتسريحته الخلابة انتهاءً بذلك الفستان الذي اختطف دقات قلبه.

التمعت عينينه حابساً انفاسه بينما يمرر عينيه فوق فستانها الذي كان خليط من اللون الوردى و اذهبي و الذي كان يناسب فوق جسدها مبرزاً جمال قوامها الرائع اما شعرها فقد اطلقت سراحه من كعكعته الحاده و
ا
صبح ذو بريق لامع يتلألأ بجمال فوق كتفيها بتسريحة اقل ما يقال عنها انها رائعه
تنحنحت مليكه قائله بتردد بينما تمرر يدها فوق القماش اللامع للفستان
=حلو،؟!

اقترب منها ببطئ بينما عينيه تتشرب تفاصيلها بشغف جذبها من يدها مديراً اياها بين ذراعيه ليستند ظهرها بصدره الصلب شهقت بخفه عندما مرر يده من اعلي ذراعيها إلى اسفلها حتى وصل إلى يديها التي قبض عليها بين يديه احاط خصرها بذراعيه عاقداً يديهم فوق خصرها جاذباً اياه اليه اكثر بينما يلثم كتفها ثم عنقها بخفه
همس بصوت اجش بينما يقبل اذنها
=زي القمر...

غرقت مليكه في تلك العاطفه التي اجتاحتها لكنها افاقت معنفه ذاتها على ضعفها هذا تلملمت بين ذراعيه هامسه بلهاث حاد بينما لا يزال يقبل كتفيها بحنان
=نوح، الحفله
رفع رأسه ببطئ لتلتقي نظراتها العاصفه بنيران رغبته و نظرات عينيها المتردده. قبل خدها بلطف قبل ان يجذبها و يتجه بها إلى الاسفل.
في الحفل...

ظل نوح طوال الحفل محيطاً بخصر مليكه بذراعيه بتملك رافضاً ان تبتعد عنه اينما ذهب كان يأخذها معه معرفاً اياها بفخر لاصدقائه و شركائه بالعمل الذي لم يتيح لهم التعرف عليها باخر حفل بسبب مغادرتهم السريعه لها، تعرفت مليكه على العديد من اصدقائه و زواجتهم...
جذب انتباه مليكه ايتن التي لم تقترب من نوح مطلقاً خلال الحفل. شعرت مليكه براحه لذلك لكن فرحتها تلك لم تكتمل حيث وجدتها تقترب منهم بوجه مقتضب.

=نوح عايزه اتكلم معاك...
اومأ برأسه بصمت بينما يترك مليكه مع زوجات اصدقائه اخذت مليكه تتابعهم بعينين مشتعله حتى اختفوا تماماً من الانظار
زمجر نوح بحده فور ان اصبحوا بمكان هادئ بعيدا عن ضوضاء الحفل
=خير يا ايتن، مش اتفقنا خلاص نوقف اللعبه دي انا وانتي عارفين كويس ان منتصر مفرقش معاه موضوعنا ده...
قاطعته بصوت مرتجف بينما تمرر يدها المرتعشه في شعرها
=نوح، هو منتصر مجاش الحفله ليه،؟!

لطف من لهجته معها فور رؤيته لحالتها تلك فقد كانت على وشك البكاء
=زمانه جاي متقلقيش...
همست ايتن بصوت مرتجف
=انا تعبت يا نوح، مش عارفه اعمل معاه ايه...
ربت يده بلطف فوق ذراعها غير قادر على تركها تعيش في هذا الوهم كثيرا
=انسيه، انسيه يا ايتن منتصر مبقاش منتصر اللي نعرفه.
هتفت بهستريه بينما تتراجع إلى الخلف
=انا عمري ما هنساه، منتصر هيرجع ليا، هيرجع ليا و لو كلفني ده حياتي.

انا محبتش حد قده، استحملت اكتر من 5سنين من غير خلفه علشانه وعندي استعداد مخلفش خالص بس يرجعلي يا نوح انا مش عايزه من الدنيا دي كلها غيره...
وقف نوح يتطلع اليها بصمت شاعراً بالشفقه نحوها لا يدري ما الذي يجب عليه قوله لكنها التفت راكضه مبتعده قبل ان ينطق بشئ...

مر باقي الحفل بسلام، فقد ظل نوح بالقرب من مليكه يراقب باستمتاع تقربها من زوجات اصدقائه و حديثها المرح معهم فقد احبها جميع الحاضرين بالحفل كان واقفاً يستمع بانتباه إلى حديثها مع ايات زوجه صديقه ادم الذي كلن يتحدث معه لكن كان غير منتبهاً له فقد كان كل تركيزه معها هي فقط، لكنه انتبه عندما شعر بيد انثويه تحيط ذراعه التف ليجد ايتن تقف بجانبه وعلى وجهها ترتسم ابتسامه فهمها جيداً بحث بعينيه حتى وجد منتصر يتحدث مع احدي العاملين بينما عينيه مسلطه عليهم ابعد يدها عن ذراعه بلطف قائلاً بحزم وصوت منخفض بينما يلتف بقلق نحو مليكه التي كانت لازالت تتحدث مع ايات غير منتبهه لما يحدث.

=عايزه تقفي جنبي اقفي بس من غير ما تلمسنى، اللعبه دي خلاص انتهت.
اومأت ايتن برأسها بصمت قبل ان تلتف وتبتعد بصمت راقبها نوح بأسف لكنه لن يستطيع مجارتها في هذا الامر.
بعد انتهاء الحفل...
بعد انصراف المدعوين وقفت جميع العائله بالبهو...
اقترب منتصر من نوح الذي كان يحيط بذراعه خصر مليكه بتملك قائلاً
=همشي انا بقى، علشان زي ما انت عارف اجازتي بكره و مسافر...

ابتعد نوح عن مليكه جاذباً منتصر معه بعيداً عن الجمع مغمغماً بقسوه من بين اسنانه
=لسه مُصر برضو تتجوزها...
زمجر منتصر من بين اسنانه
=ايوه، و بكره هخدها علشان تشوف الشقه اللي اخترتهالها، و على فكره يا نوح اللعبه اللي انت و ايتن بتلعبوها انا فاهمها من الاول خاليها تنساني و تعيش حياتها...
ابتعد عنه نوح هاتفاً بده
=انت انسان مستفز. و معندكش دم.

ثم تركه عائداً مره اخري إلى مكانه بجانب مليكه التي كانت تتحدث الى راقيه غير منتبهاً لتلك التي كانت واقفه تستمع إلى حديثهم بوجه شاحب...
تنفست ايتن بعمق فان كان يظن ان ما بينها وبين لعبه فسوف تريه اللعبه الان اتجهت نحو نوح الذي صعق عندما شعر بيدها تلتف حول ذراعها قائله بصوت مرتفع
=حبيت اعرفكوا يا جماعه على قرار خدته انا و نوح كنا مأجلين الاعلان عنه بس بما ان كل العيله متجمعه النهارده قررنا نعلنه.

لتكمل بحده وعينيه مسلطه فوق منتصر بغل
= انا و نوح قررنا نتجوز...
خرج نوح من جموده هذا فور سماعه الشهقه التي صدرت من خلفه استدار ليجد مليكه تتراجع إلى الخلف و عينيها مغرورقتين بالدموع يرتسم بها الالم بوضوح حاول الاقتراب منها
لكنها تراجعت للخلف راكضه فوق الدرج بخطوات سريعه كما لو ان الشياطين تلاحقها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة