قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ظلمها عشقا للكاتبة إيمي نور الفصل السابع

رواية ظلمها عشقا للكاتبة إيمي نور الفصل السابع

رواية ظلمها عشقا للكاتبة إيمي نور الفصل السابع

وقفت تحمل بين يديها طيات فستانها تتطلع نحوه بتوتر واضطراب وهو يقوم بأغلاق الباب خلف المهنئين من عائلتهما يرتجف جسدها بترقب حين التفت اليها ببطء على وجهه ابتسامة كسول جعلتها تتلفت حولها باضطراب هربا من نظراته المحدقة بها تشعر بقلبها تتقاذف نبضاته داخل صدرها وهى تراه يقترب منها وعينيه تنبض بالحياة والشغف مما جعل ساقيها كالهلام لاتقوى على حملها لكنها حاولت تمالك نفسها تتحدث بخفوت وبكلمات متلعثمة.

: هو، فين، هو، انا.

انحنى عليها هامسا بنعومة اصابتها برجفة لذيذة
: انتى ايه؟!، قولى.

اخفضت عيونها عنه تضغط شفتيها خجلة تفر من عقلها جميع الاجابات لرد على سؤاله لكنها عادت ورفعتها نحوه ببطء حين ناداها هامساً بأسمها بصوته الرجولى الاجش وقد اصبحت تعشق حروفه الصادرة من بين شفتيه وهو يحدثها برقة شديدة اذابتها
: فرح، كنت عاوز اطلب من حاجة.

اسرعت تهتف بلهفة تجيبه بعيون عاشقة ولهة
: اطلب اى حاجة، ومن عيونى.

التمعت عينيه بشدة تنشق شفتيه عن ابتسامة صغيرة من اجابتها المتهلفة عليه وهو يحدثها بصوت منخفض حار ومنفعل
: عاوز نبتدى حياتنا بالصلاة انا وانتى سوا.

انفرجت ملامحها بالسعادة تهز رأسها بالايجاب فورا هامسة بصوت يكاد يسمع من شدة خجلها
: انا كنت هطلب ده منك، علشان كده انا اتوضيت قبل ما البس الفستان.

امسك بكفيها بين يديه يسألها بحنو
: طيب لو عاوزة تغيرى فستانك الاول...

اسرعت تجيبه بلهفة وصوتها يتردد بالامل
: لا كنت عاوزة لو ممكن يعنى اننا..

هز رأسه لها بالموافقة لها وابتسامة متفهمة تزين ثغره وقد ادرك طلبها دون الحاجة لنطقها به ليمضى بهم الوقت فى تأدية صلاتهم ثم تجلس خلفه بفستان زفافها تحنى رأسها بخجل وهو يضع كفه فوقه تستمع الى صوته الرخيم الهادئ وهو يقوم بالدعاء تحبس انفاسها بعد انتهائه وقد اقترب منها مقبلاً لجبينها برقة قائلا
: مبروك يافرح، نورتى بيتك وحياتى.

لم يسع قلبها لفرحتها وهو يلقى على مسمعيها كلماته تلك كأنها ملكت الدنيا ومافيها تهز رأسها له هامسة بخجل شديد وارتباك
: مبرو، وك يا، صاالح.

نهض من مكانه واقفا واوقفها معه قائلا بصوت اجش مرتجف وابهامه يتلمس بنعومة خدها ثم يتخذ طريقه حتى شفتيها المرتجفة تحت لمسته
: تعرفى، دى اول مرة اعرف ان اسمى حلو اوى كده لما سمعته من شفايفك.

شهقت بخفوت وعدم تصديق تتعال انفاسها كاللهاث وهى تغمض عينيها هامسة بصوت مترجى ضعيف
: لا وحياتك مش كده، وواحدة واحدة عليا، انا كده ممكن اروح فيها.

تعالت ضحكة صالح المرحة عالية تفتح عينيها فورا اليه وقد ارادت ان لا تفوت مرأى ضحته تلك تتأملها بوله وعشق ليسألها ومازالت بقايا ضحكته فوق شفتيه بخفوت خبيث
: بقى كده؟! اومال هتعملى ايه لو انا عملت كده.

ظللت عينيها نظرة تسأول سرعان ما اختفت شاهقة حين لف خصرها بذراعه يجذبها اليه وفى طرفة عين كان ينحنى على شفتيها يقبلها بشوق سنوات قضاها فى تمنى تلك اللحظة ناسيا كل شيئ وهو يضمها اليه يشعر كأنه ملك العالم بين يديه حين لامسه دفء جسدها يقبلها بالحاح وتلهف لم تجد هى امامه سوى بالاستجابة له.

وكالمغيب فى دوامة المشاعر التى اجتذبته اخذت اصابعه تبحث باصرار عن سحاب فستانها وقد اصبح عائقا امام سيل مشاعره الجارف هادرا بقوة حين استطاع اخيرا سحبه لاسفل شاعرا نعومة بشرتها تحت لمساته يزيحه بنفاذ صبر حتى مقدمة صدرها كاشفا عن بشرتها الناعمة امام نظراته الشغوف وجسده المتلهف شوقا لها يدمغها بعاطفته الشديدة.

حتى اتت ارتجافة جسدها الشديدة بين ذراعيه ومعها شهقتها العالية كشمس ساطعة بددت غيمة المشاعر التى احاطت به واعادت اليه تحكمه يجبر نفسه على التراجع بعيدا عنها برغم صعوبة فعله لذلك يمرر عينيه بتوتر وقلق عليها فيرى حالتها المبعثرة ويدها المرتجفة التى تتمسك بمقدمها ثوبها بصعوبة خشية سقوطه عنها هو قد كسى الاحمرار وجهها تتوسع حدقتيها وهى تتطلع اليه بصدمة ممزوجة بالخوف استطاع رؤيته ليكون كصفعة حادة له تعيده اليه توازنه فأخذ يتنفس بعمق يحاول التهدئة من فورة المشاعر التى تجتاحه ثم ودون مقدمات انحنى عليها سريعا يحملها بين ذراعيه متجاهلا ارتجافة خوفها الشديدة وهو يتجه بها ناحية غرفة النوم يدلف معها الى الداخل يضعها ارضا بحرص لتبتعد عنه فور ان لامست قدميها الارض عدة خطوات متعثرة للخلف وجهها شاحب تتطلع اليه بنظرات قلقة هزته بعمق لكنه اسرع بالامساك بيدها يقربها منه هامسا بنعومة ورقة يعتذر منها لعله يمحى تلك النظرة عن عينيها.

: انا اسف، حقك عليا انا عارف انى خوفتك، انا مش عاوزك تخافى منى ابدا، انا، كنت...

زفر بقوة لا يجد ما يستطيع به وصف تلك الحالة التى اصابته فلأول مرة يفقد السيطرة على نفسه ومشاعره ولا عذر له فيما فعله لذا رفع انامله يمررها فوق وجنتيها بحنان حاول به تدارك ماحدث بينهم منذ قليل سائلا اياها
: تحبى اساعدك تفكى حجابك وتغيرى هدومك؟!

علم بخطأ ما تفوه به يلعن نفسه عندما رأى ارتجافة جسدها مرة اخرى تتراجع عنه خطوة اخرى للخلف وهى تهز رأسها على الفور بالرفض ليزفر مرة اخرى يشعر بقلة حيلته معها كأنه غر صغير لم يختبر الحياة الزوجية من قبلها فلهفته وشوقه لها جعلوه عديم الصبر معها شديد التوتر والاضطراب مما افزعها منه لذا اسرع قائلا بهدوء وابتسامة طمأنية فوق شفتيه
: طيب انا هسيبك تغيرى براحتك، وهروح انا اجهز لينا العشا.

هتفت فرح باعتراض تحاول التحرك رغم تمسكها بصدر فستانها وتعثر خطواتها
: لااا خليك، وانا ثوانى وهغير وهجهز كل حاجة.

ابتسم لها برقة يخرج هاتفه ومتعلقاته من داخل جيب بنطاله يضعهم فوق طاولة الزينة اتبعهم بالجاكت الخاص ببذلته يلقى به فوق الفراش مشمرا عن ساعديه قائلا
: لاا خليكى براحتك، انا هجهز كل حاجة وانتى خلصى وحصلينى.

هزت رأسها بالموافقة ببطء ليتحرك ناحية الباب لكنه توقف قبل مغادرته يلتفت لها يناديها لتتوسع عينيها منتبهة ليكمل بصوت اجش مرتجف
: فرح، متتأخريش عليا، علشان انا موت من الجوع.

خرج بعدها فورا من الغرفة يغلق خلفه الباب بهدوء بعد ان بعثت نظرته التى ارسلها لها قبل مغادرته داخل قلبها الفوضى وقد ادركت من وميض عينيه انه لم يكن يقصد بكلماته الاخيرة الطعام ابدا.

جلست سماح مع كريمة فى انتظار حضور الحاج منصور فقد ابلغهم بحاجته لتحدث معهم فى احدى المواضيع تنظران الى بعضهم باضطراب وقد سادت الاجواء التوتر والارتباك بعد عدة محاولات من الحاجة انصاف لكسر الحدة والتعالى فى تعامل ابنتها معهم ببعض المزحات الا انها استسلمت اخيرا للصمت تنظر من بين حين والاخر اليها باستنكار خفى تجاهلته ياسمين تتطلع نحوهم برود محتقر يمر الوقت بهم بطيىء حتى اعتدلت ياسمين فورا فى جلستها باحترام حين دلف والدها بصحبة عادل يختفى عن ملامحها الضجر فورا يحل محله الاهتمام والحماس لكن سرعان ما احتقن وجهها بالحنق والعضب وهى تستمع الى حوار والدها وسماح الاتى حين سألها بهدوء بعد جلوسه هو عادل قائلا.

: سماح يابنتى، انتى لسه شغالة فى محل ابو نور مش كده؟

هز سماح رأسها له بالايجاب قائلة
: ااه ياعم الحاج، لسه شغالة هناك، خير فى حاجة؟

تبادل الحاج منصور وعادل نظرة متفهمة قال بعدها
: طيب قولك ايه انى جيبلك شغلانة احسن منها ميت مرة وقريبة من هنا ومش هتحتاجى فيها مواصلات ولا حاجة واد مرتب ابو نور مرتين.

تهلل وجه سماح تنظر الى كريمة بفرحة قبل ان تهتف بلهفة
: اقول موافقة طبعا ياعم الحاج.

ابتسم منصور يسألها بمرح
: طب مش تعرفى الشغلانة فين الاول.

هتفت انصاف مؤكدة بحزم
: ماهى عارفة ياحاج انك بتعتبرها زى ياسمين واستحالة هتقولها حاجة مش فى مصلحتها.

هزت سماح رأسها بحماس مؤكدة كلمات انصاف ليتحدث عادل هذه المرة قائلا لها بهدوء
: الشغلانة اللى بيتكلم عليها الحاج دى ياسماح هتبقى معايا فى المكتب بتاعى.

اتسعت عينى سماح دهشة وقد أيد منصور حديث عادل قائلا
: عادل ناوى ان شاء الله من الشهر الجاى يفتح مكتب ليه للمحاماة فى بيت اهله يعنى خطوتين وهتكونى هناك.

هبت ياسمين وافقة تقاطع حديثهم تسأل عادل بحدة وصوت مستنكر
: طب والمكتب التانى هتعمل فيه ايه؟!

هز عادل كتفه قائلا بهدوء رغم غضبه من طريقتها فى سؤاله
: هقفله، الايجار فى المنطقة دى عالى اووى، وانا ليا شقتين فى بيت اهلى مقفولين على الفاضى قلت استغلهم افيد.

ضربت ياسمين قدميها بالارض صارخة بأستياء
: لا طبعا مش ممكن تعمل كده، علشان الشقتين دول هيتباعوا وهنشترى بتمنهم شقة لينا بره الحارة خالص.

نهض عادل على قدميه يكسو وجهه الوجوم والحدة
: من امتى الكلام ده يا ياسمين، انا مش فاكر انى لما خطبتك قلت انى هعمل كده.

صرخت ياسمين رغم محاولات والدتها تهدئتها
: مش مهم انت تقول، انا عاوزة كده وده اللى هيحصل.

صرخ الحاج منصور يوقفها عن الحديث بغضب ناهرا لها بحدة وعنف
: اخرسى يا قليلة الرباية، كلامك ايه اللى عاوزة تمشيه، ايه ملكيش حاكم ولا كبير.

تغضن وجه ياسمين تحاول منع نفسها عن البكاء كطفلة صغيرة لم تنال مرادها تنفجر بالبكاء رغم محاولاتها التماسك حين هتف والدها بها يكمل بغضب شديد
: امشى اخفى ادخلى جوه، مش عاوز اشوف خلقتك، وحسابى معاكى بعدين.

تركت ياسمين المكان فورا وصوت بكائها يتعالى اكثر ليزفر الحاج منصور بقوة يلتفت الى عادل بأحراج قائلا
: حقك عليا يابنى، بس انت عارف دلع البنات وعمايلهم.

هز عادل رأسه له دون معنى لكن ملامحه كانت تنطق بالكثير والكثير لتشعر سماح بالأسف والاحراج لما حدث امامهم لذا اسرعت بلمز زوجة خالها خفية تنهض بعدها فورا قائلة بتلعثم لانصاف المحتقنة الوجه حرجا
: نقوم احنا علشان الوقت اتاخر..

لكن هتف الحاج منصور يوقفها بحزم وتأكيد
: تقوموا تروحوا فين احنا هنتعشى سوا الاول ونكمل كلامنا، ولا ايه يا حاجة.

هتفت انصاف مؤيدة له لكن اسرعت سماح وكريمة بالرفض فى ان واحد تعتذران بكلمات سريعة غير مترابطة تكمل سماح بعدها وهى تلقى بنظرة حرجة ناحية عادل الصامت بوجوم قبل ان تلتفت الى منصور قائلة بحزم
: وبخصوص الشغل انا موافقة ياعم الحاج، شوف حضرتكم تحبوا من امتى وانا اظبط امورى.

هز الحاج منصور رأسه استحسانا يتمتم بعدة كلمات عن قيامهم بترتيب عدة امور ومن ثم سيبلغها عن موعد البدء بالعمل لتستعد سماح وكريمة بعدها للمغادرة رغم محاولات منصور وانصاف عدولهم عن ذلك، يخبرهم منصور بعد امتثاله لهم بذهابه معهم ليقوم بتوصليهم لكن اتى رفض عادل الحازم قائلا
: لا خليك انت يا حاج، انا كده كده مروح و هوصلهم فى سكتى.

انصاف بجزع وذهول
: هتمشى ليه يابنى دلوقت مش قلت هتتعشى معانا.

اسرع عادل يعتذر بخفوت لكنه صوته كان يهتز بغضب مكبوت شعروا به بين نبراته رغم محاولاته اخفائه
: معلش ياحاجة سامحينى بس انا عندى محكمة بدرى ولازم امشى، يلا ياجماعة علشان اوصلكم.

اشار الى سماح وكريمة لتنهض كل منهم تحمل صبى نائم بين ذراعيها ليسرع ناحية سماح وقد كانت تحمل الابن الاكبر فحمله عنها ثم غادر فورا بعد القائه بسلام سريع تتبعه سماح وكريمة بعد قيامهم بتوديع منصور وانصاف
ليهتف منصور بعد مغادرتهم بحدة وغضب
: عجبك عمايل بنتك يا انصاف، عجبك كلامها مع خطيبها بالشكل ده ادام الناس الغرب.

مطت انصاف شفتيها اسفة تلتزم الصمت فليس لديها ما تدافع به عن ما فعلته وحيدتها منذ قليل تعلم جيدا ان امر كهذا لن يمر مرور الكرام فمن بمثل شخصية عادل لن يقبل بماحدث او يقوم بتمريره لذا اخذت تدعو الله ان يأتى بعواقبه سليمة.

انتهت من اعداد نفسها تتطلع الى نفسها فى المرآة تبستم بسعادة وهى تلتف جسدها قائلة
: الفستان طلع يجنن، ربنا يخليكى ليا يا سماح، اه هو مش غالى بس اهو احسن من الهلاهيل اللى عندى.

توقفت مكانها تضغط شفتيها باسنانها تكمل بعدم يقين وقلق
: بس ياترى هيعجبه، هو مش قميص نوم زى كل العرايس ما بتلبس، بس والله حلو برضه.

اخذت نفس عميق تهدىء من قلقها وتوترها به ثم تحركت للخروج من الغرفة لكن ما ان فتحت بابها حتى تسمرت مكانها تجد نفسها وجها لوجه معه يقف امامها يهم بطرق الباب تتسارع انفاسها من النظرة التى رأتها بعينيه يلتمع وميض الرغبة بها ونظراته محدقة تمر فوقها ببطء حتى استقرت على وجهها يتقدم ببطء للداخل خطوة فتراجعت هى امامها خطوة اخرى للخلف حتى اصبحا فى منتصف الغرفة مرة اخرى وببطء شديد كأنه يختبر ردة فعلها مد يده نحوها يتلمس مكانه جرحها خلف خصلات شعرها المنسدلة يسألها برقة.

: جرحك اخباره ايه؟ لسه بيوجعك.

هزت له رأسها بالنفى تشعر بلمسات انامله تعبث بخصلات شعرها اخذا بخصلة منهم بين اصبعين ينحدر بهم يتلمسها حتى وصل الى طرفها فيتركها يتلمس بدلا عنها طرف صدر ثوبها هامسا بصوت متحشرج
: جميل اووى الفستان ده عليكى.

هتفت بحماس تشع عينيها بالسعادة والفرح
: بجد عجبك، ده ذوق سماح على فكرة هى اللى اخترته وكمان...

حبست انفاسها صامتة بغتة فور رؤيتها لاقترابه البطيىء منه وبتمهل شديد همس فوق شفتيها بعد توقفتها عن الحديث يسألها بحنان شغوف
: وايه كمان كملى، عاوز اعرف ذوق سماح كان فى ايه تانى.

تجمد جسدها بتوتر تجفل مضطربة من شدة قربها منها لتكتمل الصورة بجذبه لجسدها المتخشب برقة شديدة اليه يلف خصرها بذراعه يهمس فى اذنيها بنعومة ولين
: لااا، انا كده هبدء اشك انهم ضحكوا عليا وجوزنى فرح العيلة اللى بتخاف منى مش الكبيرة اللى قلتلى عليها، يرضيكى اطلع عبيط وبيضحك عليا.

انطلقت رغما عنها منها ضحكة مرحة حين وصلها المعنى من مزحته تزيح التوتر من الاجواء بينهم لكنها سرعان خفضت عينيها بعدها باستحياء وخجل تضغط طرف شفتيها باسنانها حين قبل وجنتها برقة شديدة ثم تنحدر ببطء مثير جعلها تغمض عينيها متنهدة بضعف وقد اصحبت انفاسه حادة ثقيلة تلهب بشرة عنقها وشفتيه تلثمها ببطء وتروى تشعر معه باختفاء توترها وخوفها السابق واسترخاء جسدها بين ذراعيه وقد شدد من احتضانها اليه بينما يهبط على شفتيها يحتضنها بقبلاته البطيئة والمستكشفة تسلم له قيادة مشاعرها سامحة بان يأخدها بعيدا الى جنة عشقه التى طلما حلمت بها معه لتسقط رويدا رويدا كالمغيبة فى غيمة وردية صنعها لها بلمساته الشغوفة المتلهفة.

لكن اتى صوت رنين هاتفه المزعج ليمزق تلك الغيمة ومعها لحظاتهم سوا وبرغم تجاهل صالح له لكن الحاح المتصل جعلها تتوجس خشية هامسة له بضعف ورجاء تحاول ابعاده عنها
: صالح رد على التليفون، ليكون حصل عندنا حاجة او خالى رجع تانى.

ابتعد عنها ببطء وصدره يتعالى بانفاس خشنة حادة يظهر على وجهه الضيق لكن منطقها جعله لايستطيع الرفض لذا اسرع ناحية الهاتف يختطفه من مكانه بنفاذ صبر يتطلع به وهو يتمتم بحنق لاعنا لكنه صمت فجأة يتجمد جسده بشدة وهو ينظر الى هاوية المتصل كالمصعوق لتهتف به بخوف وقلق تسأله
: مين يا صالح؟

لم يجيبها بل ظل واقفا كما هو كأنه لم يسمعها تتسمر عينيه فوق شاشة هاتفه لتهتف به هذه المرة بصوت يغلبه البكاء تتوسله
: رد عليا ياصالح، مين بتصل علشان خاطرى.

رفع لها رأسه ببطء لتشهق بهلع تتراجع عنه للخلف حين حدق بها وقد طغى الغضب والشراسة على وجهه تظلم عينيه بشدة تختفى عنها رقته السابقة يتطلع لها بجمود للحظات مرت كالدهر عليها لم يقل شيئ خلالها بل غادرا الغرفة على الفور بعدها بخطوات سريعة وخطوط جسده متوتر صافقا الباب خلفه بعنف ارتجف جسدها له تعتصر قلبها بقسوة قبضة الخوف والهلع.

لكنها اسرعت بتمالك نفسها تسرع بالتسلل خلفه خارجة من الغرفة بهدوء وهى تحاول عدم اصدار صوت بخطواتها مرتعشة تتلفت حولها بتخبط حتى علمت من اين طريقها خائفة من يدرك بانها تقوم بالتصنت على محادثته ولكنها لم تستطيع المقاومة فيجب ان تعلم من هو محدثه وما السبب فى حالته تلك تخشى ان يكون قد اصاب شقيقتها مكروه هى او زوجة خالها ويقوم هو بأخفاء هذا عنها.

لذا تقدمت بقلب حاولت بث الشجاعة به وبخطوات متسللة حتى توقفت خلف احدى الجدران حين وصلتها همهمة صوته غير المفهومة لها تتطلع من ورائه بعين واحدة نحو مكان وقوفه تراقبه تدرك من توتر عضلات ظهره واصابعه التى اخذ يمررها فى شعره بعنف يشعثها انه فى اقصى درجات محاولاته للسيطرة والتحكم فى غضبه فاخذت تحاول التقاط اى شيئا من الحديث الدائر حتى ارتفعت فجأة الحرارة بجسدها بشدة ثم تفر منه دفعة واحدة تتركها متجمدة فى مكانها شاحبة كورقة بيضاء يتصاعد الغثيان لحلقها وهى تسمعه يتحدث بلين ولطف بعد ان زفر زفرة عميقة من اعماق صدره قائلا.

: خلاص يا امانى اهدى ملهوش لازمة عياطك ده، اللى حصل حصل، والظروف حكمت بده، يبقى تهدى وبلاش تعملى فى نفسك كده.

حانت منه التفاتة ناحية مكان وقوفها لتسرع بالتوارى خلف الجدار تستند عليه لشعورها بارتجاف قدميها لكنها اسرعت بتمالك نفسها تفر من المكان حين شعرت بتقدم خطواته ببطء من مكان وقوفها وهو يستمع بأنتباه لمحدثته تغلق الباب خلفها ببطء وهدوء ثم تسمح اخيرا لجسدها واحلامها بالتحطم بالانهيار.

: الله يخربيتك ياعايق، على بيت بنت اختك، بقى انا انور ظاظا يكون ده حالى.

جلس مليجى ارضا فى احدى الشقق المملوكة لانور ظاظا يتطلع نحوه باضطراب وخشية وقد اخذ الاخير يجوب ارض الغرفة وهو يحمل بين يديه كأس من الخمر قد اذهبت بعقله تماما فاخذ يهذى والمرارة فى صوته
: بقى حتة العيلة دى، تفضل صالح عليا، لييه فيه ايه احسن منى، دانا كنت هعيشها ملكة..

اغمض عينيه يطلق اهه طويلة متحسرة ثم التفت بعدها الى مليجى يهتف به بغضب ووحشية
: كله منك انت لو مكنتش ضربتها، كان هيبقى فى امل تبقى ليا، مش تنام فى بيته حضنه الليلة، دانا هطلع روحك فى ايدى النهاردة.

حاول الانقضاض عليه يحاول الفكاك فيه لكنه تعثر بطرف السجادة ساقطا ارضا ليهب مليجى من مكانه هاتفا بفزع
: انا مالى انا يابرنس، البت كده اوكده مش عوزاك وكانت رافضة، وانا لما ضربتها كان علشان توافق بك.

تسطح انور على ظهره ارضا يغمض عينيه بأرهاق للحظات يفكر بكلماته قبل ان ينهض بتعثر وعينيه حاقدة مغلوله يهمس
: عندك حق يا مليجى، كده او كده كانت رافضة، بنت ال رفضانى انا، علشان كده ورحمة امى لندمها واحرق قلبها على عريس الغفلة ومبقاش ظاظا اما حصل.

اتسعت عينى مليجى ذعرا يهتف بأرتعاب شديد
: لاا يا برنس مفيناش من الدم، انا مليش فى السكة ده.

رمقه انور باحتقار وتقزز
: عارف يا انك ملكش غير فى ضرب النسوان.

ضيق مابين حاحبيه بتركيز يكمل ببطء وخبث.

: علشان كده العملية ده عاوزة فوقة ودماغ مصحصة علشان نمخمخ لها تمام ومظبوط.

صرخ مليجى فزعا بداخله دون ان يجرؤ على اصدار صوت حتى ولو ضعيف يتقاذف صدره رعبا يعلم ان الايام القادمة لن تمر على خير لاعنا بحرقة ابنة اخته وصالح ومعهم انور والظروف التى اوقعته فى تلك المصيبة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة