قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ظلمها عشقا للكاتبة إيمي نور الفصل الثاني عشر

رواية ظلمها عشقا للكاتبة إيمي نور الفصل الثاني عشر

رواية ظلمها عشقا للكاتبة إيمي نور الفصل الثاني عشر

وقفت تتطلع اليه وهو يعود هانئ الى نومه مرة اخرى تشعر بحرارة دمائها ترتفع فى جسدها تصل حد الغليان قبل ان تندفع دفعة واحدة لخلايا عقلها بقوة تغشى عينيها وهى فى طريقها بستار احمر من الغضب جعلها تبحث حولها كالمجنونة عن شيئ تستطيع قذفه به فلم تجده فتندفع ناحية الفراش بخطوات سريعة حدة تدفعه فى كتفه بقبضتها صارخة
: اصحى يا صالح بيه وقوم هنا كلمنى.

هب صالح جالسا فى الفراش يهتف بذعر
: اايه فى ايه، مالك يافرح؟!

صاحت به بحنق وصوتها العالى يشق اذنيه من شدة حدته
: لاا والله، لا بجد كتر خيرك، الحمد لله اخيرا عرفت ان فى واحدة متجوزها اسمها فرح.

عقد صالح حاجبيه بشدة ينظر اليها بعيون مشتعلة ثائرة وقد اختفى كل اثر للنوم بداخلهم قائلا بهدوء محذرا
: صوتك ميعلاش وانتى بتكلمينى وبلاش الاسلوب ده معايا..

فرح وقد اختنق صوتها وتحشرج من اثر غصات البكاء التى تكتمها حتى لا تنهار باكية امامه تهتف بغضب وعيون شرسة تتطلع اليه
: لا انا اتكلم زى مانا عاوزة، لما اسمعك بتنادى بأسم واحدة تانية وانت نايم يبقى ليا حق اعمل كل اللى عوزاه.

اتسعت حدقتيه يتطلع اليها بذهول وعدم تصديق لتهز له رأسها بقوة صارخة
: ايوه يا صالح بيه حصل وانا بصحيك من شوية.

رفعت ذراعيها تهتف بطريقة مسرحية مقلدة صوته رغم ارتعاشة شفتيها وحالتها التى اصبحت على حافة الانفجار
: سبينى دلوقت يا امانى، دلوقت هبقى اقوم.

اندفعت نحوه تنكز بقوة فى كتفه مرة اخرى صارخة
: امانى هااا، امانى ياسى صالح، امانى اللى انت لسه...

اختنق صوتها بشدة فلم تستطيع قولها تنهار مقاومتها وتماسكها لتنفجر باكية وهى تفر هاربة من امامه تخرج من الغرفة تمام تتركه مكانه جالسا بعيون متسعة ذهولا مصدوم مما قالته لبرهة قبل ان ينهض من الفراش وهو يدمدم لاعنا نفسه هو وامانى بأفظع الصفات قائلا بعدها بحنق
: يلعن امانى على اللى جا امانى، على لسانى اللى عاوز قطعه هو كمان، هو انا مش هرتاح بقى من ام الحوار ده.

ثم اندفع يهرول خلفها يتطلع حوله بحثا عنها ليجدها اخيرا تلتف حول نفسها كالكرة فوق اريكة غرفة المعيشة تبكى بشهقات عالية تسببت فى انتفاضة الم فى صدره لرؤيته لها بتلك الحالة
فأغلق عينيه بشدة يلعن نفسه بخفوت وهو يقترب منها ببطء ثم يجثو على ركبتيه امامها متجاهلا صرخة قدمه المتألمة لفعلته تلك ينحنى عليها يزيح بنعومة خصلات شعرها المبعثرة فوق وجنتيها بعيدا ثم يلثملها برقة وهو يهمس باعتذار بصوت اسف.

: حقك عليا متزعليش، انا اسف والله مش عارف انا قلت كده ازى.

ظلت على حالها ينتفض جسدها بشهقات بكائها مغمضة العينين بقوة ترتعش شفتيها كطفلة باكية لا يظهر عليها تأثراً من حديثه ولا اهتماماً به ليزفر صالح بقوة يكمل بصوت نادم يحاول توضيح حقيقة الامر لها
: كل الحكاية انها مسألة تعود مش اكتر، ده غير كمان العلاج الزفت اللى بيخلينى انام زى القتيل مش دارى بقول ايه
ابتسم برجاء تتلاعب انامله بخصلات شعرها قائلا.

: انا عارف انى غلطان، بس انتى هتطلعى اجدع منى وهتصلحينى و مش هتزعلى منى.

كانت اثناء حديثه وبرغم ارتجافها وشهقات بكائها فتظهر له كانها لا تستمع ولا تهتم لما يقول الا انها كانت داخل دوامة من التخبط تتأثر رغما عنها بحديثه واعتذار الرقيق هذا لها وجعلها هذا تتسائل بحيرة.

هل تلبى نداء عقلها لها وتقوم بأخباره الان بكل شكوكها وما علمت به اليوم من زوجة اخيه لعله لديه ما يهدىء بها جروحها كما فعل فى مسألة نطقه باسمها لكنها ترتعب بداخلها ينقبض قلبها هلعا وخوفا ان ترى فى عينيه حقيقة اصبحت تخشاها وبدلا من ان ينكرها يقوم بالبوح لها بعشقه لاخرى غيرها بعد ان اصبح لا يحتاج لاخفاء الامر بعد علمها عنه تتمنى لو كانت الحقيقة كلها تقتصر فقط على ماقاله الان وان الامر لا يتعدى عن كونه عادة منه لاكثر و تأثير الادوية عليه لكنه لم يكن كما تتمنى وليس كل ما يتمناه المرء يدركه فلا هى تستطيع ايقاف تألمها بعلمها ان الامر اكبر من مجرد هفوة وذلة لسان منه مثلما هو الاخر لايستطيع نسيان شريكته الاولى الى الان برغم زواجه منها.

لكن اذا كان على استعداد للأعتذار لها وبهذا الالحاح برغم علمها بطبيعته وصعوبة هذا عليه حتى يحصل على غفرانها ومحاولته لتخطى ما حدث حتى ينجح الامر بينهم فلما لا تفعل هى الاخرى مثله ونسيان و تخطى كل ماعرفته وتحاول البدء معه من جديد لعلى وعسى قد تستطيع جعله يحبها وتنسيه الاخرى وفيصبح عاشقا متيما بها هى فقط دون سواها.

لذا تنفست بعمق فى محاولة لايقاف دموعها المنهمرة وهى تسمعه يهمس بأسمها بصوت يائس مترجى ترفع عينها نحوه ببطء تتطلع نحوه وقد اصبح لون عينيها كالفضة الذائبة من اثر البكاء ليهتف صالح وعينيه تتوسع بأنبهار قائلا
: يخرب بيت حلاوة عنيكى، ايه يابت جمالهم ده كله.

شقت شفتيها ابتسامة فرحةرغما عنها وهى تبعد عن وجنتيها اثار دموعها ترضيها كأنثى مجاملته هذه لها لينحنى مرة اخرى يلثم وجنتها بنعومة ثم يهمس مرة اخرى معتذرا كانه لن يكتفى من الاعتذار لها ابدا
: اسفة يا فرح بجد والله اسف، صدقينى اخر مرة هتحصل، بس مش عاوزك تزعلى منى اتفقنا.

اومأت له ببطء ترغم نفسها على الابتسام بضعف فيشع وجهه بالفرحة والسعادة ثم ينهض واقفا يمد يده اليها قائلا بصوت رقيق مرح
: طب يلا قومى اغسلى وشك، ومش عاوز اشوف دموع تانى فى عيونك الحلوة، اه هما مفيش فى جمالهم دلوقت، بس مش مشكلة انا هضحى.

نهضت معه باتجاه الحمام يقفا معا بداخله ليقوم بغسل وجهها باهتمام ومراعاة يتعامل معها طفلة صغيرة بحاجة لعنايته وحنانه ثم يقوم بتجفيفه لها بينما وقفت هى مستسلمة له بعيون وذهن شارد حتى انتهى اخير يلقى بالمنشفة ثم يجذبها اليه مقبلا جبينها برقة قبل ان يحتضنها بين ذراعيه يقدم لها المواساة بهذه الطريقة كبادرة أعتذار اخرى منه لها لكنها ظنت بأنها مقدمة لنوع اخر من العواطف بينهم لم تستطع تقبلها فى حالتها هذه.

تتلوى احشائها بالرفض رغما عنها وقد مرت قشعريرة باردة من خلالها تجمد جسدها بين ذراعيه فتقفز مرتعبة وهى تدفعه بعيدا عنها ثم تفر من امامه هاربة من المكان وهى تهمهم قائلة بتلعثم
: انا، هروح، اكلم، سماح، علشان...

لم تهتم بأكمال الباقى من حديثها بل انطلقت كالسهم من جواره كما لو كان يطارها شبح ما بينما وقف هو مكانه يراقب فرارها من المكان وقد تجمدت تعبيرات وجهه وضاقت عينيه بتفكير.

وقف داخل المقهى يجول بعينه بتوتر وقلق بحثاً عنهم ليجدهما اخيرا يسرع فى اتجاههما وقد جلسا فى اقصاه تنهض سمر فور رؤيته تهتف بجزع
: شوفت يا عادل المجنونة دى كانت عاوزة تضيع روحها لولا ستر ربنا.

وقف عادل يتطلع الى ياسمين يجدها تضع رأسها فوق الطاولة مستندة الى مرفقيها فى حالة اعياء شديد ليسأل سمر بتوتر
: هو حصل ايه بالظبط فهمونى؟!

اسرعت سمر بجذب احدى المقاعد له قائلة بلهفة
: طب اقعد بس يا خويا خد نفسك الاول، وانا هقولك كل حاجة.

جلس عادل ببطء عينيه مازالت فوق ياسمين والتى اخذت تشهق بالبكاء دون ان ترفع وجهها عن موضعه بينما شرعت سمر فى الحديث فورا قائلة
: انا لقيتها بقالها كام يوم كده حالها مش عجبنى وكل ما اسألها تقولى مفيش، فقلت اخدها ونخرج نتمشى شويا واشوف مالها...

اتسعت عينيها تكمل بصوت مذهول مرتجف
: فجأة واحنا بنتكلم وبتحكيلى، لقيتها بتصرخ مرة واحدة وبتقولى، لاا ياسمر مش هقدر اعيش من غيره، وفى ثانية لقيتها رمت نفسها ادام عربية معدية.

تنهدت تضيف القليل من المأسوية فى صوتها حين لاحظت انه مازال على هدوئه يتطلع نحو ياسمين دون ادنى تعبير منه على حديثها قائلة بحزن
: لولا ستر ربنا وان العربية فرملت على طول كان زمانها دلوقت...

اغمضت عينيها ترتعش امامه من هول تخيلها للموقف يسود الصمت بعد ذلك للحظات ومازال عادل صامتا فشعرت سمر بالتوتر والقلق تخشى كونه لم تنطلى عليه كذبتهم لذا اسرعت قائلة برجاء
: ياسمين بتموت فيك والله، دى كان حالها يصعب على الكافر لما حصل اللى حصل بينكم...

لم تجد منه ردة فعل على ما قالته يسود الصمت مرة اخرى لذا نهضت واقفة تمسك بحقيبتها تكمل وقد انتهى دورها عند هذا الحد وسوف تدع الباقى لياسمين قائلة له بحرج مصطنع
: انا هروح اشترى كام حاجة كده، لحد ما انتوا تتكلموا مع بعض وتشوفوا ايه مزعلك وتحلوه، وهبقى ارجع ليكم تانى.

ودون ان تنتظر اجابة منه اسرعت تغادر المكان فورا بخطوات سريعة لكنها توقفت خارج المقهى تتطلع للداخل بشكل خفى لتجد عادل وقد نهض من مقعده ثم يعاود الجلوس فى المقعد الملاصق لياسمين يحنى برأسه نحوه يحدثها بشيئ ما جعل سمر تبتسم بخبث لنجاح مخططها ثم تترك المكان بعدها بينما جلس عادل يهمس لياسمين برقة
: ياسمين، ارفعى وشك ليا وكلمينى..

هزت ياسمين رأسها بالرفض تتمسك بوضعها ليكرر عادل طلبه قائلا برجاء
: عاوز بس اطمن عليكى.

رفعت وجهها اليه ببطء ترسم الالم والحزن فوقه وقد اغرورقت عينيها بالدموع وتلطخ وجهها بأثارها وساده الحزن الشديد ليجعله حالها هذا يشعر على الفور بالشفقة نحوها والغضب من نفسه لكونه المسئول عما حدث لها قائلا بتأنيب وصوت رقيق
: ينفع كده اللى عملتيه ده، كان يبقى كويس لو كان حصلك حاجة.

اجهشت فى بكاء مصطنع اتقنت صنعه تهتف بلوم وعتاب
: انت مش عاوز تفهم ليه ان اى حاجة اهون عندى من انى اخسرك حتى لو كانت روحى.

زفر عادل بقوة يفتح فمه يهم بالحديث لكنها اسرعت تقاطعه لا تمهله الفرصة حتى للتفكير تعاود اللعب على مشاعره قائلة بصوت مجروح وعيون باكية
: كده ياعادل هونت عليك، من اول مشكلة بينا عاوز تسيبنى وانت عارف انا بحبك اد ايه.

علمت بنجاحها حين رأت الذنب والندم يلون نظراته لها قبل ان يهرب من مواجهة عينيها لذا اسرعت تضفى المزيد من الضغط عليه وهى تجهش فى البكاء بصوت عالى جعل رواد المقهى يلتفتون اليهم بفضول تسرى بينهم همهمات عالية جعلت عادل يتطلع حوله بحرج قائلا بأستسلام وهو يربت فوق كتفها محاولا تهدئتها
: طب خلاص ياياسمين اهدى، اللى فات مات وهنرميه ورا ضهرنا، وهنبدء من جديد ولا كأن..

توقفت ياسمين فى الحال عن البكاء هاتفة بفرحة
: بجد يا عادل، يعنى خلاص مش هتسيبنى.

هز لها عادل رأسه لها بالايجاب مبتسما هو الاخر لينشق عنها ضحكة عالية سعيدة وقد تبدل حالها تماما وهى تنهض عن مقعدها تجذبه قائلة بسرعة
: طيب يلا بينا نقوم نخرج من هنا، وتعال فسحنى ونروح السينما.

عقد عادل حاحبيه يهتف بذهول وحيرة قائلا
: سينما، سينما ايه لوقت، تعالى اروحك البيت احسن علشان ترتاحى بعد اللى حصلك.

جذبته ياسمين خلفها قائلة بلا مبالاة
: بعدين، بعدين، انا اصلا بقيت كويسة دلوقت.

سار معها يجارى خطواتها السريعة يحاول تجاهل هذا الهاتف الملح بداخله والذى اخذ يردد له ان تلك الخطوة غير المحسبوبة منه ستكون عواقبها وخيمة عليه وسوف يدفع ثمنها غاليا.

دلفت سماح الى الداخل تنادى زوجة خالها بصوت عالى وهى تضع ما بيدها من مشتروات فوق الطاولة وبعد عدة محاولات ظهرت كريمة اخيرا من داخل غرفتها وجهها شديد الاحمرار يظهر الارتباك والاضطراب عليها وهى تفرك كفيها معا بقوة فتسألها سماح تمازحها قائلة
: فى ايه مالك يا كريمة، عاملة زى اللى عاملة كده ليه؟!

اسرعت كريمة تبتعد عن غرفتها تغلق بابها خلفها باحكام قائلة بتلعثم وعتب شديد
: مالى يعنى يا سماح، مانا زى الفل اهو، وعاملة ايه اللى بتقولى، عليها كده، ميصحش، يعنى..

اقتربت منها سماح مبتسمة قائلة
: فى ايه يا كريمة انا بهزر معاكى، مالك قفشتى فى كلمة كده ليه.

تطلعت كريمة خلفها ناحية باب غرفتها قائلة بتوتر
: اصل يعنى، اصل، شوفى عاوزة اقولك..

هتفت سماح بها بحدة وقد تسرب اليها القلق والتوتر هى الاخرى قائلة
: فى ايه ياكريمة انطقى، انا مش ناقصة قلق وحياة ابوكى.

فتح باب الغرفة من خلفها يظهر على عتبته مليجى يرتدى ملابسه الداخلية فقط يستند بذراعه فوق الباب بلا مبالاة قائلا بصوته الاجش الغليظ وبنبرة شامتة
: عاوزة تقولك يا روح امك، ان جوزها وابو عيالها نور بيته من تانى، ولو عندك اعتراض يابنت لبيبة الباب اهو وراكى يفوت جمل.

استلقت فوق الفراش تحاول التظاهر بالنوم قبل عودته فقد استغلت صعود اخيه للمكوث معه قليلا لتهرب من مواجهة اخرى بينهم فقد ظلا الباقى من اليوم فى صمت مطبق خانق بعد عدة محاولات منه لكسر حالة الجمود هذه بينهم يمزح ويضحك معها وهو يخبرها بعدة مواقف طريفة حدثت له فى الماضى لكنها كانت تقابله بابتسامة ضغيفة غير متحمسة جعلته فى النهاية يلجأ للصمت هو الاخر وبعد تناولهم للعشاء وصعود شقيقه له بعدها استأذنت منهم وقد وجدتها فرصة للهرب لكن هيهات فقط اتت كل محاولاتها للنوم بالفشل تشعر بالفراش اسفلها كجمرة من النار تستلقى فوقها وهى تتقلب من جانب الى الاخر عدة مرات قبل ان تتجمد فى مكانها حين شعرت به يفتح الباب بهدوء ثم يدخل يتوتر جسدها للغاية حين همس يناديها برقة وهو يقترب من الفراش فأخذت تهمهم تتصنع النوم لكنه لم يستسلم يستلقى بجوارها يتلمس بشرتها ذراعها بطرف انامله ثم يقبل عنقها بنعومة هامسا مرة اخرى يناديها قائلا بعدها بلوم رقيق.

: فرح، انتى هتنامى دلوقت، لسه الوقت بدرى.

وجدت نفسها تبتعد بجسدها عن مرمى يده تتخلى عن محاولتها لتصنع النوم تهتف بجفاف وخشونة
: مش بدرى ولا حاجة، وبعدين انا تعبانة طول النهار فى شغل البيت وعاوزة انام.

ساد صمت قصير بعد كلماتها تلك قال بعده صالح ساخرا وهو يبتعد عنها هو الاخر يستلقى فوق الفراش بظهره قائلا
: مش شايفة انها حجة لسه بدرى عليها شوية ما بينا.

همت بالرد عليه رداً لاذعا لكنها اسرعت تطبق شفتيها تدرك صدق ما قاله ولكنه كل ما استطاعت التفكير به لتهرب من تقربه منها هذه الليلة تشعر بعدم استعدادها وقدرتها على مشاركته عواطفه هذه الليلة بعد كل ما علمته وحدث اليوم تقنع نفسها بأنه كل ما تحتاجه هى الليلة فقط لتستطيع جمع شتات نفسها وغدا سوف ستكون فى افضل حال وتخلص من حالة الجمود تلك والتى تصيبها كلما اقترب منها لذا لم تحاول اصلاح الامر بينهم وهى تشعر به يستلقى على جانبه مبتعدا عنها لاقصى الفراش تفر دمعة الم وحزن من خلف جفونها تمر عليها الدقائق والساعات فى محاولة للنوم هى الاخرى ولكن اتت كل محاولتها بالفشل زافرة بنفاذ صبر تنهض من جواره ببطء وهى تراقبه تسير على اطراف اصابعها بحذر حتى خرجت تماما من الغرفة تغلق الباب خلفها تتنفس براحة وعمق خارجها وبعد ان اصبح جو تلك الغرفة خانق مميت لها.

سارت الى الغرفة الاخرى المخصصة للاطفال تستلقى فوق احدى الأسرة بها يسترخى جسدها فورا تغلق عينيها ببطء وارهاق تسقط فى نوم سريع على الفور لكن ما هى سوى لحظات حتى استيقظت منه تفتح عينيها على اتساعها شاهقة بقوة حين وجدت جسدها يضم بقوة الى جسد صلب قوى يحيطها بذراعيه ودفئه تسترخى مجددا مرة اخرى حين سمعت صوته الرقيق الهامس وهو يقبل وجنتها يطمئنها قائلا
: هششش نامى يافرح، نامى، وبكرة يحلها الحلال.

اغمضت عينيها مرة اخرى تسقط فى نوم مرهق مستسلمة لدفء احضانه وهو يزيد من ضمها اليه تدعو من قلبها ان يكون الغد لهم افضل كما قال وتتمنى.

: كنتى فين ياسمر كل ده؟

سألها حسن بعد دخوله الى شقتهم يجدها تجلس امام التلفاز تتناول الطعام لا تعير لدخوله ولا سؤاله اهتمام ليكرر سؤاله مرة اخرى ولكن هذه المرة بحدة جعلت تضع صنية الطعام فوق الاريكة وتهتف به
: جرى يا حسن ماانا قلتلك كنت مع ياسمين اختك بنشترى شوية حاجات، وبعدين تعال هنا انت اللى كنت فين انا جيت ملقتكش؟

اشار حسن خلفه قائلا بعد اهتمام وهو يتجه للجلوس بجوارها قائلا
: كنت عند صالح فوق بسأله عن كام حاجة فى الشغل.

اعتدلت سمر فى جلستها تسأله بلهفة وعينيها تلتمع بالجشع
: هاا كنت بتساله عن ايه، فرح قلبى وقولى انك سألته عن شغله مع المنيل اخو امانى، عاوزين نعرف بكام واد ايه، ولسه شغالين مع بعض ولا ايه.

هز حسن كتفه قائلا يلوى شفتيه بعدم حماس قائلا
: وانا مالى بشغل صالح، انا طلعت اسأله عن شغلنا احنا والبضاعة اللى جاية كمان يوم.

ولولت سمر تضرب فخديها بقوة قائلة
: يا ميلة بختك من دون الحريم ياسمر، يلى جوزك هيشلك بدرى ويموتك ناقصة عمر ياختى.

اضطرب حسن وشحب وجهه يهتف بها بلوم
: فى ايه سمر دلوقت انا مش فاهم انت عاوزة ايه.

صرخت سمر به بغضب وثورة
: عاوزة اعرف اخوك عنده ايه وفلوسه فين ومع مين
00ياراجل هو انا هفضل افهم فيك لامتى..

تغضن وجه حسن يتمتم بكلمات هامسة بحنق لتسرع سمر قائلة بحدة وغيظ
: ايوه كل ما اكلم فى الموضوع ده تلوى وشك وتتقمص، ماهو لو انت فالح كان زمانك ليك تجارتك وفلوسك لوحدك زى ما اخوك الصغير ماعمل وبقى عنده شيىء وشويات، انا مش عارفة هتتلحلح من خبتك دى امتى؟!

زفر حسن بقوة ينهض واقفا مغادرا بغضب المكان لتشيح سمر بيدها قائلة
: ياشيخ يلا نيلة، انا عارفة هتفضل خايب كده لحد امتى، وسى صالح واخد كل حاجة فى كرشه وعمال يطلع لفوق مش همه حد.

ضغطت فوق اسنانها بغل وعينيها تنطق بجشع العالم قائلة
: بس مين، وحياتك عندى لتكون كل حاجة عنده وملكه ليا ولعيالى ومبقاش انا سمر لو الكلام ده ماحصل، وهو انا عبيطة زيك فاكرة ان الليلة كلها على اد ورث ابوك وبس.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة