قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ظلمها عشقا للكاتبة إيمي نور الفصل الثالث

رواية ظلمها عشقا للكاتبة إيمي نور الفصل الثالث

رواية ظلمها عشقا للكاتبة إيمي نور الفصل الثالث

: عارفة لو مش هتبطلى ضحك هقوم اجيبك من شعرك، انا بقولك اهو
صرخت بها فرح بغيظ وصوتها مختنق بالبكاء تحاول ايقاف شقيقتها عن الضحك لكن سماح لم تستجيب لها بل زادت نوبة الضحك التى اصابتها حتى اصبحت تستلقى فوق ظهرها وهى تمسك بمعدتها لتنهض فرح من جوارها تهتف بها باكية
: انا غلطانة انى حكيت ليكى حاجة اصلا، متبقيش تسألينى عن حاجة تانى علشان مش هرد عليكى.

اندفعت الى غرفتها بخطوات سريعة غاضبة تدخلها متجه الى فراشها تلقى بجسدها فوقه شاهقة بالبكاء لتتبعها سماح مقتربة منها وهى تزيح دموع الضحك عن عينيها قائلة بصوت مازال اثر ضحكاتها به
: طب قومى متزعليش خلاص مش هضحك تانى.

لم تتحرك فرح من مكانها تستمر فى بكائها فتهتف بها سماح مدافعة عن نفسها
: ماهو انتى يا فرح برضه عليكى عمايل ولا شغل العيال والفروض يعنى انك كبرتى عليها.

اعتدلت فرح جالسة وهى تصرخ بغضب وطفولية
: هو ايه حكاية كبرتى النهاردة معاكم، هو يقولى كبرتى وانتى تقوليلى كبرتى، وكله شغال ضحك عليا.

جلست سماح جوارها تربت فوق كفها برفق قائلة بحنان
: طب خلاص بقى متزعليش، انا بس مستغربة اللى حكاتيه، مش ده خالص صالح اللى كل الحارة تعرفه وعارفة هيبته وشدته.

تنهدت فرح تضم شفتيها فى محاولة لتوقف عن البكاء قائلة
: وانا كمان بقيت مستغربة، من وقت ماخلصت مدرسة وهو قلب معايا، وبعد ماكان بيكلمنى ويضحك فى وشى ويهزر بقى كل ما يشوف خلقتى ليزعقلى ليتريق عليا، لحد ما اتجوز وبقيت انا اللى بهرب حتى ان اشوفه ولو صدفة.

هزت سماح رأسها بحيرة قائلة
: والله انا بدأت اشك انه...

صمتت عن اكمل حديثها تعقد حاجبيها بتفكير شاردة للحظات لتوقفت فرح عن البكاء خلالها تهزها من كتفها بعدما طال صمتها تسألها بلهفة
: انه ايه انطقى؟لو فهمتى حاجة فهمينى.

نفضت سماح عنها حالة الشرود ناهضة عن الفراش قائلة بحزم
: مفيش حاجة ولا بتاع، احنا هنعملها فيلم، قومى يلا فزى من مكانك اغسلى وشك، وشوفى هنقول ايه لخالك لما يجى يا فالحة.

ارتمت فرح بجسدها فوق الفراش تعاود الاستلقاء مرة اخرى وهى تدفن رأسها اسفل الوسادة قائلة
: يعمل اللى يعمله، والله مانا راجعة هناك تانى ولو قتلنى حتى.

نهضت سماح من جوارها تعقد حاجبيها بشدة هامسة بقلق وتوتر وقد ايقنت ان هذا اليوم لن يمر عليهم بخير وسلام ابدا
: ماهو ياريت على اد قتلك انتى بس، دى هتبقى حفلة قتل جماعى لينا كلنا النهاردة.

دخل الى الشقة الخاص بوالديه ومازالت بقايا ضحكته مرتسمة فوق شفتيه يتلاعب بالمفاتيح الخاصة به بين اصابعه وهو يدنن لحناً سعيداً من بين شفتيه متجها ناحية والده الجالس فوق اريكة يتابع التلفاز بأهتمام وتركيز ولكن توقف ملتفا اليه بدهشة قائلا بتعجب سعيد
: خير يا صالح، بقالى كتير مشفتكش فرحان كده، لاا وبتغنى كمان؟!

جلس صالح بجواره يمازحه بمرح
: لدرجة دى يعنى كنت قالبها غم علشان تستغرب لما اضحك ياحاج!

هز والده كتفه قائلا بسعادة
: اكدب عليك واقولك لاا، بس مش مهم المهم ان الضحكة رجعت تنور وشك تانى.

هتف بعدها يكمل وعينه تلتمع بأمل ورجاء
: قولى ان سبب ضحكتك وفرحتك دى، انك خلاص وافقت ترجع مراتك وهتفرح قلبى وقلب امك.

تبدل حاله تماما فور ان نطق والده كلماته تلك يكفهر وجهه بشده وعينيه تتقاذف بداخلها الشرارات كالبرق يتخشب جسده بشدة وهو يفح من بين انفاسه قائلا بصوت غاضب
: لاا، وياريت يا حاج نقفل على السيرة دى، ومتفتحاش معايا تانى.

توتر الحاج منصور فى جلسته وهو يرى تغير حال ولده للنقيض بتلك السرعة يهمس بقلق مبررا
: متزعلش منى يابنى، انا بس عاوز اطمن عليك واشوفك متهنى ومراتك كمان بنت ناس و...

التوت شفتى صالح بمرارة شارداً عن الباقى من حديث والده تتدافع داخل عقله مشاهد شهوره الاخيرة مع ما يسميها والده بأبنة حلال حتى توقفت عند مشهده الاخير معها قبل طلاقهم مباشرا عندما وقف مكانه يتطلع اليها وهو يراها تتحدث فى هاتفها بسخرية دون ان تشعر حتى بوجوده وكلماتها كانت كالحمم تنهمر فوق رأسه وسمعه دون رحمة حين استمع الى صوت ضحكتها المنتصرة السعيدة قبل ان تكمل حديثها بخبث وتعالى اصابه بالنفور منها والغثيان فتقدم خطواته ببطء وهدوء رغم ما يمر به من مشاعر غاضبة تجعله يرد تحطيم ارجاء المكان فوق رأسها ملتفاً حول مقعدها حتى اصبح امامها مباشرا لتشهق هالعة تلقى بهاتفها ارضا صارخة باسمه وقد كسى وجهها الشحوب من حضوره المفاجئ تفرك كفيها معا بتوتر وقلق ثم حاولت التقدم منه تهم بالحديث لكنها توقفت مكانها مرة اخرى حين رأت عينيه تنهيها عن هذا فقد كانت نظراته لها شديدة القسوة والبرود فأخذت تحاول مرة اخرى التحدث بصوت حاولت اظهاره طبيعيا لكن خرج رغما عنها مرتجفا متلعثما قائلة.

: دى، دى اميمة اختى، كنت بكلمها عن، عن.

صمتت بأضطراب تحاول البحث وايجاد كلمات تسعفها فى انقاذ ما يمكن انقاذه لكن توقف عقلها عن العمل حين وجدته يتحرك من مكانه متقدماً منها ببطء تنكمش فوق نفسها رعباً ظناً بأنه سيقوم بضربها كما تستحق لكنها صدمت حين وجدته يجلس فوق المقعد بكل هدوء قائلا بصوت رغم هدوئه الا ان به شيئ مظلما غاضب
: لا مش محتاج تقوليلى كنت بتقولها ايه، انا سمعت كل حاجة ومفيش لزوم اسمعه تانى.

ازاد توتر جسدها وهى تفرك كفيها معا مرة اخرى بأضطراب وقلق سرعان ما تحول الى صدمة وذهولا تنهار قدميها اسفلها لتسقط ارضاً بقوة تحرق الدموع عينيها حين قال بصوته البارد الجاف رغم الوحشية فى عينيه وشراسة ملامحه
: انتى طالق يا امانى، طالق.

كلمات قالها وليس بنادم عليها ابدا انهى بها اشهر من العذاب لن يعيدها مهما حدث فيكفيه شعوره الان بالارتياح والسكينة منذ ان قالها لها بعد ظلام وعذاب كادوا ان يقضوا عليه بلا رحمة.

افاق من تلك الدوامة التى ابتلعته بداخلها مثل كل مرة يقومون فيها بذكرها امامه تنتبه حواسه على صوت شقيقته المتذمر وهى تقاطع حديث والده معه الشارد هو عنه قائلة
: بابا انت لسه متصلتش بمليجى علشان يبعت البت فرح؟!

التف اليها الحاج منصور قائلا بتأكيد
: لاا اتصلت بيه. وقالى هيبعتها حالا.

زفرت ياسمين هاتفة بحنق
: طب ليه الهبابة دى مجتش لحد دلوقت.

هدر صالح ناهراً اياها بحدة وغضب
: ياسمين، لمى لسانك واتكلمى عدل.

توترت ياسمين قائلة بأرتباك
: انا اسفة ياصالح، انا مقصدش و...

لكنه قاطعها بخشونة يسألها
: بعتى لفرح ليه، عوزها فى ايه؟

هزت ياسمين كتفيها قائلة بعدم اهتمام
: هعوزها فى ايه يعنى، كانت هتيجى تساعد معاهم فى المطبخ، العادى بتاعها يعنى.

نهض صالح عن مقعده بعنف وهو يهتف بها محذرا بحدة
: انا مش قلتلك اتكلمى عدل.

ضربت ياسمين الارض بقوة قائلة بعبوس
: فى ايه يا صالح هو انا قلت ايه غلط دلوقت، مش دى شغلتهم.

اتى تعنيفها هذه المرة من الحاج منصور وقد هتف بها غاضبا وبصوت حاد
: بنت يا ياسمين احترمى نفسك واتكلمى عدل، دول جيرانك يعنى زى اهلك ومش معنى انهم بيجوا يساعدوا امك فى حاجة يبقى تتكلمى عنهم كده، فاهمة ولا لا.

زفرت ياسمين حنقا وهى تضرب الارض بقدمها مرة اخرى اعتراضا منها على حدتهم معها ثم اندفعت مغادرة المكان سريعا وهى تدمدم بكلمات حانقة ليلتفت الحاج منصور بعدها الى صالح زافر بنفاذ صبر قائلا
: البت دى خلاص دلعنا فيها...
صمت عن حديثه هازا راسه زافراً بقلة حيلة ليحدثه صالح بهدوء قائلا
: فرح جت بس رجعت تانى روحت، انا قابلتها وانا طالع.

هتف الحاج منصور قلقا
: خير روحت تانى ليه؟

اجابه صالح وهو ينحنى يستعيد مفاتيحه والتى القى بها فوق المنضدة عند دخوله قائلا بصوت عادى النبرات
: ابدا، رجليها كانت دخل فيها مسمار و بتوجعها فروحت علشان مقدرتش تكمل عليها.

هز الحاج صالح رأسه استحسانا قائلا
: كده احسن برضه، والله البنت دى ان كان هى ولا اختها بنات جدعة ومحترمة وانا بعتبرهم زى ياسمين اختك بالظبط.

هز صالح رأسه ببطء موافقا له وجهه صفحة بيضاء لا تظهر عليه تأثره بذكر اسمها امامه ولا ضربات قلبه الخافقة بجنون وهو يتذكرها بين ذراعيه منذ قليل يتحدث قائلا بهدوء وثبات شديد
: انا طالع شقتى لحد ما الضيوف تيجى، تأمرنى بحاجة يا حاج.

اتسعت عينى الحاج منصور قائلا
: هتطلع دلوقت؟!مش هتستنى نكمل كلامنا.

اغمض صالح عينيه زافرا محاولا الهدوء وقد عاوده شعوره بالاختناق والغضب مرة اخرى قبل ان يتحدث قائلا برجاء وصوت اوضح انه اصبح على الحافة
: ياحاج ابوس ايدك، قفل عليه الموضوع ده، وان كان على ضحكتى اوعدك مش هتشوفها على وشى تانى بس بلاش سيرتها ادامى مرة تانية.

انهى حديثه ثم استدار مغادرا دون ان يمهل والده الفرصة لحديث اخر عن هذا الموضوع والذى اصبح يفر هاربا منه ككابوس مميت خانق لانفاسه.

تبختر مليجى فى خطواته يلقى بالسلام هنا وهناك وهو فى اتجاه محل انور ظاظا حسب الموعد المحدد بينهم يدلف الى داخل المحل هاتفا بتذلف لانور الجالس فوق مقعده يمرر انفاس ارجيلته عبر صدره مستنشقاً اياها بأستمتاع ولا مبالاة
: انا جيت اهو يابرنس، تأمرنى، كنت عوزنى فى ايه؟

اشار اليه انور بيده ناحية الكرسى الاخر ليسرع مليجى بالجلوس فوقه وهو يتطلع اليه بفضول وترقب منتظرا لعدة لحظات استغرقها انور فى انهاء ارجيلته قبل ان يتركها من يده قائلا
: شوف يا مليجى من غير كلام كتير، انا عاوز انسبك.

تهلل وجه مليجى بالفرحة تشع عينيه وهو يهتف بلهفة
: ده يوم المنى ياسى انور، احنا نطول، بس مين فيهم سماح ولا..

قاطعه انور سريعا قائلا بلهاث وعينيه تنطق بالشوق
: الصغيرة، يا مليجى، انا عاوز الصغيرة.

لوى مليجى شفتيه بأبتسامة خبيثة مدركة قائلا ببطء
: قلتلى، بقى عينك من البت فرح.

ثم اقترب منه يكمل بصوت يتراقص جشعاً
: بس ياترى بقى هتقدر على مهرها يابرنس.

اجابه انور سريعاً وبصوت ملهوف
: اللى تطلبه يا مليجى من جنيه لميت الف بس فرح تبقى ليا وبتاعتى النهاردة قبل بكرة.

تراجع مليجى للوراء يرسم على ملامحه التردد والحيرة قائلا
: بس اااا، طيب وحريمك الاتنين هيوافقوا على الجوازة دى.

عقد انور حاحبيه بشدة قائلا ببطء محذرا
: وهما هيعرفوا منين يا مليجى، بقولك ايه صحصح معايا كده.

اتسعت عينى مليجى بأدراك قائلا
: تقصد انك عاوز البت فى جوازة عرف...

قاطعه انور سريعا قائلا بتأكيد
: ايووه، زى ما فهمت كده بالظبط، وانا شارى ومستعد لكل طلبتها.

عقد مليجى حاجبيه قائلا بصوت قلق متحير وقد اختلف الامر تماما فى حساباته
: بس كده الوضع اختلف، والبت ممكن تعصلج ومترضاش ساعتها.

هب انور من مقعده واقفاً بعنف اسقط ارجيلته ارضا بدوى عالى صارخاً فيه بشراسة كأنه لم يحتمل مجرد تصور ان يتم رفضه من قبلها
: بت مين يا عايق اللى تقول لا وترفضنى، اصحى وفوق شوف انت بتتكلم مع مين، دانتم شاحتين الحارة ياعايق ولا نسيت.

التوت شفتيه نفورا يكمل بأستعلاء وصوت محتقر وهو يرى تململ مليجى فى معقده متوترا
: مفكر مين يرضى يناسبك ولا يحط ايده فى ايدك ويتجوز بنات اختك دول، فوق انت وبنت اختك ياعايق وبلاش اللون ده عليا من اولها كده.

اسرع مليجى يحاول تهدئته ترتجف فرائصه امام غضب وعنف انور المشتعل امامه قائلا بأرتباك وخنوع
: براحة بس يا برنس، الكلام اخد وعطى، انا بقول يمكن، يمكن مش اكتر.

جلس انور فوق مقعده مرة اخرى يضع ساقا فوق اخرى هاتفاً بتعالى وحدة
: مفيش يمكن ولا بتاع، البت ليا وبتاعتى وكله بتمنه ولا ايه؟!

هز له مليجى له رأسه بالموافقة تظهر اسنانه الصفراء فى ابتسامة جشعة خبيثة حين اتى على ذكر الثمن قائلا بتأكيد وحزم
: خلاص وماله يابرنس اللى تأمر بيه وطالما كله بحسابه يبقى البت متغلاش عليك، وهو كله جواز وشرع ربنا.

شعر انور بعد حديثه هذا بأطمئنان نفسه و خفقات قلبه تتراقص فرحا وسعادة فاخيرا ستصبح له، من ملكته واطارت النوم من عينيه وفعلت به مالم تفعله انثى من قبلها فبرغم تعدد زيجاته وعلاقاته المتعددة لم تستطع انثى خطفه وخطف قلبه كما فعلت هى كلما رأها تغدو امامه يمنى نفسه بالصبر حتى تطالها يده لكن لم يعد للصبر مجال بعد الان قد حدث ماحدث ورأى فى عيون غيره شيئا مماثلا لما فى قلبه نحوها وان لم يكن اكثر.

ظلت كما هى على حالها منذ ان تركتها سماح لا يتحرك لها ساكنا تدس رأسها اسفل الوسادة يظن من يراها ان داخل سبات عميق لكنها كانت بعيدة كل البعد عن النوم وراحته وقد اخذت تقيم لنفسها محاكمة قاسية داخل عقلها كانت فيها القاضى والجلاد تلعن وتسب غبائها كلما تذكرت كل ماحدث بينهم فهى فى يوم واحد فقط اظهرت نفسها امامه كحمقاء متسرعة لا تناسب افعالها سنوات عمرها التاسعة عشر ابدا وليس مرة واحدة لااا بل مرتين كأنها تأكد عليه فكرته عنها لذا ظلت تبكى بحرقة وبشهقات مكتومة تتذكر ماحدث مرارا وتكرارا دون كلل منها حتى تعالى صوت رنين هاتفها الملقى بجوارها فنهضت بهمود هامسة بصوت متحشرج من اثر بكائها وهى تمسك بالهاتف ظنا منها انه خالها.

: تلاقيه بيتصل علشان يعرف انا لسه ماوصلتش هناك ليه، بس والله مانا رايحة ويحصل اللى يحصل.

ضغطت زر الاجابة تضع الهاتف فوق اذنها هاتفة بحدة وصوت يغلب عليه البكاء
: شوف بقولك تانى اهو مرواح هناك مش رايحة، وعاوز تيجى تموتنى تعال والله يبقى ارتحت وريحتنى من العيشة السودا دى.

عقدت حاجبيها بحيرة حين قابلها الصمت من الطرف الاخر للحظات قبل ان تتسع عينيها ذهولا وصدمة مع فاها والذى فغرته على اتساعه حين وصل لها صوت رجولى تحفظه عن ظهر قلب يعيث الفساد داخل صدرها ترتعش كالمحمومة وهو يحدثها قائلا بصوت الهادىء الاجش المميز
: واضح ان زيارتنا تقيلة اوى على قلبك بس مش لدرجة الموت يعنى.

ازدردت لعابها تهمس بصعوبة وبأنفاس متلاحقة تحاول التاكيد من هوية المتصل رغم تيقنها منها بقلبها قبل عقلها لتأتى اجابته فتمحو اى شك لديها حين اجابها بخفوت جعل من صوته اكثر جاذبية
: انا صالح يافرح، كنت عاوز، عاوز اقولك متزعليش منى لو كنت ضايقتك النهاردة..

اسرعت بهز رأسها تنفى حديثه هذا كما لو كان يراها لا تستطيع شفتيها ان تنبث بحرف خارجها وكما لو عقد لسانها تسمعه وهو يكمل بتأكيد وحزم لها
: ولو خالك بيجبرك انك تيجى بيتنا غصب عنك، فانا هتكلم معاه النهاردة وصدقينى مش هتحصل تانى، بس المهم انك متزعليش.

همت بالحديث بعد حلت العقدة عن لسانها لكنه لم يمهلها الفرصة يغلق الهاتف بعد ان القى عليها بسلام سريع ليسقط الهاتف من بين اصابعها هامسة بذهول وعدم تصديق
: صالح مين؟!صالح بتاعنا، بتصل بيا انا، يقولى متزعليش.

صرخت بسعادة وهى تنهض من الفراش تجرى الى باب غرفتها تخرج منه صارخة تنادى سماح
: بت يا سماح مش هتصدقى اللى حصل دلوقت حالا ومين اللى...

صمتت عن اكمال حديثها فور ان رأت خالها يدلف من الباب الخارجى يتخشب جسدها من الخوف والذعر وهى تراه يتجه نحوها ولكنه صدمها حين قام يجذبها الى صدره يحتضنها بقوة تحت انظار سماح وطفليه المصدومة هاتفاً بفرحة وسعادة طاغية
: اهلا بحبيبة خالها ووش السعد والهنا علينا كلنا.

اتسعت حدقتيها تتبادل مع شقيقتها النظرات المصدومة تسألها من خلالهم عما يحدث لتهز سماح كتفها بحيرة تجيبها لتتراجع الى الوراء تخلص نفسها من بين ذراعيه تسأله بحيرة مرتابة
: وده اللى هو ازى يعنى، ومن امتى الكلام ده؟!

اقترب منها مليجى يفح من بين انفاسه بتمهل وصوته يحمل خبث العالم كله
: من هنا ورايح ياقلب خالك، ده انتى واختك عندى بالدنيا و...

لم تستطع فرح تمالك نفسها وقد ادركت ان وراء حديثه هذا امرا لن يعجبها لذا هتفت به بتوتر
: بقولك ايه ياخالى، هات من الاخر كده، وقول وراك ايه بصراحة ومن غير لف ولا دوران.

: عريس يابت اختى، جايلك عريس هيعيشك ويعيشنا فى عز وهنا.

قالها مليجى وعينيه يزداد لمعانها الجشع ووجهه ينطق بالسعادة كمن ملك كنوز الارض ليسود بعدها صمت حاد يشع الجو من حولهم بالتوتر والاضطراب وقد حدق به الجميع بصدمة لكن مليجى تجاهل صدمة وجوههم وهو يكمل قائلا لفرح بلهاث طمع
: عريس يابت يافرح انما ايه عمر اللى خلفوكى ما يحلموا بيه، الظاهر امك دعيالك قبل ما تموت يابت.

انهى حديثه ثم اسرع بجذبها له مرة اخرى يحتضنها غير مدرك لجسدها المتصلب ولاملامح وجهها النافرة بالكره له اما عينيها فقد اظلمت بشدة كعاصفة هوجاءتستعد لايطاحة به فورا ودون تردد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة