قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية طلسم عشق الجزء الأول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل العشرون

رواية طلسم عشق الجزء الأول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل العشرون

رواية طلسم عشق الجزء الأول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل العشرون

في فيلا نادر: لكن لما لا تستيقظ بحق السماء سألت رنا مستمرة في النظر الى منار الممدة على سرير غرفتها بهدوء وكأنها داخل غيبوبة عميقة. تنفسها كان منتظما وجهها الملائكي عاد الى طبيعته واختفت الهالات السوداء التي كانت لصيقة عينيها لسنوات يخيل لمن يراها للوهلة الأولى انها وسط حلم جميل.

ظل معاذ يتأملها وكأنه سجين تلك الملامح العذبة كيف لملاك مثلها ان تخوض كل هذا العذاب زفر بقوة معيدا اهتمامه الى رنا التي كانت تحرك قميصه لينتبه لها ليقول وقد انتبه اخيرا لما تقوله:
لا ادري. ليس هنالك سبب مقنع لعدم استيقاظها فمؤشراتها الحيوية جيدة. دعينا سننتظر بعد الوقت. لقد انتظرنا لسنوات فلا بأس في مزيد من الانتظار.

تأففت رنا وهي تنظر الى ابنة خالتها الصغيرة باشفاق. فتاة مسكينة لابد انها مرت بالجحيم الى جانب شخص مريض كعادل.
في تلك اللحظة فتح الباب رفعت رنا رأسها وتجمدت ملامحها من الصدمة.
ظل واقفا ينظر نحوها بجمود قبل ان يقترب من حيث كان شقيقته نائمة. تأمل ملامحها الجميلة قبل ان يلمس خدها المتورد:
هل من جديد.

لا. قال معاذ بجمود بعد كل ما مرت به لسنوات أعتقد ان جسدها يحاول التعافي بطريقة ما. لنعطيها المزيد من الوقت قبل ان نفكر في الأسوء.
حرك نادر رأسه مستمرا في النظر الى ملامح شقيقته الصغيرة ليطبع قبلة على جبينها محركا خصلاتها بحنان.
افتقدك كثيرا همس بجانب اذنها. عليك الاستيقاظ هنالك الكثير لأعوضك عنه صغيرتي.

ظل معاذ ينظر الى المشهد امامه باهتمام. لكم يرغب بأن يكون هو من يعوضها عن كل الألم الذي سببه لها عادل طوال تلك السنوات اتراها ستسمح له بالبقاء الى جانبها. اتكون له فرصة جديدة للسعادة الى جانب الانسانة التي لم يعشق غيرها في حياته.
افكار كثيرة غزت عقله مستمرا في النظر الى نادر وهو يحاول ايقاظ شقيقته
لم يخرجه من تأمله سوى صوت الباب الذي صفق.
رفع نادر رأسه وضاقت عيناه محدقا الى الباب الذي خرجته منه رنا.

في ظل الظروف الذي عاشها منذ عاد من باريس. كان قد اسقطها تماما من حساباته. لكن الان كيف له ان يفعل وهو لازال يعاقبها على أشياء هو نفسه قام بها وبأسوء منها. اشتدت قبضته حين تذكر عناق لعنة حياته لزياد. تبا تلك اللعينة كان تخرج اسوء ما فيه ثم تتصرف وكأنها لم تقم بأي شيء مخجل.
تركته، فرت من منزل واخدت طفله معها لتعيش مع غريمه دون أي احترام لمشاعره او مركزه في المدينة. من تحسب نفسها.

ابتلع ريقه بصعوبة. يشعر بأن الهواء يرفض دخول رئتيه من فرط الغضب.
اعاده الى الواقع صوت معاذ الذي كان ينظر اليه باهتمام. هل انت بخير
تحولت ملامحه الغاضبة في لمح البصر الى الجمود نظر نحو معاذ ليقول بصوت بارد: بالطبع. احرص على البقاء الى جانبها الى ان اعود.

خرج بعدها الى الرواق كان جسده يرتعد من الغضب. كل ما كان يجول بعقله هو كم من الوقت ستبقى هادئة قبل ان يملي عليها عقلها الغبي ان تتصرف لطالما كان تلك نقطة ضعفها احبائها. لقد بدأ انتقامه منذ ذلك اليوم هو الان ينتظر ليجني ثمار ما زرعه. وهي من ستعود راكعة امام قدميه تطلب الرحمة.
نزل الدرجات بخطوات رشيقة متجها الى الخارج حين اوقفه
صوت رنا الباكي: ألن تسامحني ابدا نادر.

التفت نادر اليها ليتأمل ملامحها ببرود. لم تبد لوهلة انها نفس الشخص الذي عرفه لسنوات. شيء مختلف غلف ملامحها الباردة. عيناها كانتا تنظران اليه بانكسار غريب. وللحظة فقط شعر بالأسف من اجلها.
ظلا ينظران الى بعضهما لدقائق قبل ان يقول نادر ببرود: ليس هنالك ما اسامحك عليه. ليس وكأنك كنت السبب في احراق زوجتي. كانت امي من البداية اليس كذلك.

عيناها امتلئتا بالدموع. كانت كلماته باردة خالية من أي احساس مستمرا في النظر اليها ببرود ليقول: الى متى ستبقين.
فاجئها سؤاله لدرجة جعلها غير قادرة على التفكير في اجابة.
هل يطردها الان اهذا ما كان يعنيه.

وكأنه شعر بما تفكر فيه ليكمل: انت مرحب بك في بيتي دائما انه منزلك. لكن الا تظنين ان بقائك هنا لا يفيد زواجك. انا اعرف مروان منذ سنوات طويلة. لقد جرحته بعمق لن يعود من تلقاء نفسه. عليك القيام بخطوة نحوه اذا اردت الاستمرار في هذا الزواج.

عضت رنا شفتها بقوة رافضة البكاء. شعور من الخواء يتملكها منذ ان رحل تاركا اياها ورائه. لم تشعر يوما انها تحبه سوى حين ابتعد عنها وكأن بقائه بجانبها وحبه اللامشروط لم يكن يكفيها وهي لا تنظر سوى الى نادر.
لكن الان. يا الهي كانت لتعطي أي شيء فقط لتعود حياتها كالسابق.
لن يسامحني ابدا قالت بنبرة باكية.
انه وغد عنيد. لكنه يحبك اذا كنت تحبينه حقا فلا تيأسي من أول محاولة.

حركت رنا رأسها بتفهم قبل ان تتحرك نحو غرفتها. كانت تحاول كبح دموعها باستماتة ابدا لن تبكي امامه.
اوقفها صوته وهو يقول: انا اسامحك.
حينها فقط تركت رنا الحرية لدموعها لتلفت وتركض نحو ذراعيه المفتوحتين وتنتحب بصوت مسموع.
في منزل زياد: كانت تهم بالدخول الى مكتبه حاملة صينية الشاي قبل ان تتسمر من الصدمة. كان زياد جالسا على كرسي مكتبه رأسه بين يديه وكأنه في مصيبة بينما عدنان واقف امامه بجمود.

حبست انفاسها وهي تستمع لكلمات عدنان عقلها يحترق من الرعب.
سنخسر كل شيء زياد. ذلك الندل يسخر كل ما في طاقته ليجعلنا نركع. والدك يا الهي وغرس عدنان اصابعه في شعره بقوة.
رباه زياد انت تعلم اني لا اهتم لنقود والدي ولا حتى لشركته. لكنه سيموت انا اعلم هذا. البارحة اصيب بذبحة صدرية بسبب الخبر.
رفع زياد راسه محدقا في عيني شقيقه بصدمة.
اين هو الان لما لم تتصل بي؟

ضحك زياد بمرارة. وهل تظنه كان ليسمح لي بذلك. هو يعلم انها زوجته. هذه المراة التي تسكن منزلك هي زوجة الرجل الذي يصر على تحطيمه. بالله عليك زياد ما الذي تريد فعله بعد. هل تريد لوالدي ان يذهب ويتوسل ذلك الحقير فقط ليحافظ على ما بناه طوال سنوات عمره. اهذا ما تريده.
نهض زياد من مكانه ليفك زر قميصه العلوي كان يشعر بالاختناق الهواء اصبح يرفض دخول رئتيه.
الوغد المريض صرخ بغضب.

مطلقا لن أجعل ابي يتوسل. هذه الحرب بيني وبين ذلك الوغد وانا من سأتصدى له.
عصر عدنان اصابعه بقوة ناظرا الى اخيه قبل ان يقول: لما لا تتركها ترحل. لما تجعل الأمور صعبة لهذه الدرجة.
التفت زياد نحو اخيه نظراته كانت مرعبة. ما الذي تقوله بحق الجحيم اتريدني ان اعيدها اليه بارادتي فقط حين تتجمد الجحيم صرخ بجنون.

في تلك اللحظة فتح الباب وظهرت سيرين حاملة براد الشاي. حاولت تزييف ابتسامتها وهي تنظر الى زياد الذي تحولت ملامحه الى الهدوء ليقترب منها ويأخد صينية الشاي من بين يديها.
لما أحضرت الشاي بنفسك. هنالك العديد من الخادمات في هذ البيت. لامها بلطف بينما ظل عدنان ينظر اليها بملامح جامدة جعلت جسدها يرتعش رغما عنها. رفع زياد راسه والتقت عيناه بنظرات شقيقه المليئة بالادانة ليلعن من بين اسنانه.

توقف عدنان عن النظر اليهما. لينظر الى ساعته بوجوم لقد تأخرت قال بنبرة باردة. حرك زياد راسه بينما ظلت سيرين واقفة هناك بهدوء دون ان تنظر اليه. لا تستطيع النظر اليه ورؤية ذلك الكم من الكراهية التي كانت تطل من عينيه ولا تستطيع لومه فهي فعل السبب وراء كل ما يحصل.
تنفست بعمق قبل ان تجلس لتنظر الى زياد الذي ظلت عيناه مركزتين على شقيقه وكأنه يحذره من التفوه بكلمة.

اخيرا خرج عدنان ليجلس زياد وينظر نحوها بلامح ملئها الحب. اذا صغيرتي ما الذي تريدين القيام به اليوم.
ابتسمت. احتاج الى ان اذلل نفسي قليلا. رفع حاجبه باستغراب.
لتضيف بابتسامة افكر في الذهاب الى صالون نسائي اريد الحصول على بعض الاهتمام.
ابتسم لها بحب بينما رفعت جسدها لتقبل خده قبلة هادئة طويلة لتقول اشكرك.
على ماذا قال زياد باستغراب.
على كل شيء قمت به من اجلي.
لكن لما هذه النبرة سيرين.

لا لشيء قالت وهي تحاول منع الدموع التي غزت عينيها باستماتة. اشكرك لكونك انبل رجل عرفته في حياتي.
لا تبالغي قال وهو يحيطها بذراعيه ليبتسم. لا تبالغي والا شعرت بالغرور.
ابتسمت من بين دموعها لتسحب نفسها من بين ذراعيه بخفة متجهة نحو باب المكتب. حين وصلت توقفت قليلا لتنظر اليه. بدا مشغولا بالأوراق التي جلبها عدنان معه.

تنفست بعمق. كان عليها القيام بذلك من اجله. كان عليها التضحية من جديد حتى لو كانت هذه التضحية تعني العودة الى الشيطان.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة