قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية طلسم عشق الجزء الأول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الحادي والعشرون

رواية طلسم عشق الجزء الأول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الحادي والعشرون

رواية طلسم عشق الجزء الأول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الحادي والعشرون

السلام عليكم متابعيني. انا بس حابة اوصل معلومة صغيرة الرواية لابد لها من الالتزام لكن ما اروع ان يكون الالتزام من الطرفين غالبية التعليقات على الرواية تتسم بالسلبية السؤال عن البارت المقبل لا توقعات لا مناقشة للأحداث لا تخمينات وهذا بالفعل شيء محبط الرواية قيد الكتابة انتم وقودها تفاعلوا بقوة لكي اكتب اقوى وشكرا.

اندفعت سيرين نحو مكتب نادر غير عابئة بصراخ مدبرة مكتبه ورائها جسدها يغلي من الغضب مشاعرها مستنزفة من كمية الظلم التي يمارسها على حياتها وعلى حياة كل من تحبهم دون حتى الشعور ولو بالقليل من الذنب.
اخيرا أمسكت مدبرة مكتبه بيدها محاولة سحبها لكن سيرين كانت اكثر عنادا من السماح لاي شخص من منعها من هذه المقابلة. دفعتها عنها بقوة قبل ان تسحب مقبض الباب وتندفع من الباب المغلق لتسمرها المفاجئة.

كان نادر يترأس طاولة الاجتماعات الكبيرة. بدا مشغولا بالأوراق أمامه وكأن الضجة التي احدثها دخولها لا تعنيه. رفع الجميع رؤوسهم محدقين في المراة التي اندفعت من الباب وهي تصرخ. للحظة ابتلعت ريقها والنظرات المصوبة نحوها جعلت جسدها يرتعش.

نظرت اليه كان يتأملها بملامحه الباردة بينما شبح ابتسامة ساخرة يلوح على شفتيه. اخيرا. تلك المشاعر الكثيرة التي احتدمت في صدرها جعلت عيناها تتلألان بالدموع. صوتها بدا مختنقا وهامسا وهي تحاول تبرير سبب اندفاعها الى مكتبه بتلك الطريقة السوقية. بينما كانت مدبرة مكتبه تحاول الاعتذار وهي تسحب ذراع سيرين بقوة المتها.

سيدي انا اسفة لقد اندفعت بسرعة كبيرة. لم استطع مجاراتها سأطلب من حرس المبنى القائها خارجا.
ازاح نادر عينيه عن سيرين التي بدت وكأنها ستفقد وعيها وعلامات الألم بادية على ملامحها الشاحبة قبل ان يوجه كلامه الى مدبرة مكتبه:
هل انت مجنونة. تريدين الاتصال بالأمن ليلقوا بزوجتي خارجا؟

الجمت الصدمة لسانها وسقطت يدها التي كانت تمسك ذراع سيرين باحكام لتنظر الى الغظب البارد في ملامحه والذي بدا انه يمارس سيطرته على نفسه ليبقى هادئا تنفس بقوة ناهضا ليقترب من حيث وقفتا عيناه مسلطتان على لعنة حياته ليقول بنبرة امرة ودون حتى الالتفات. لقد انتهى الاجتماع غادروا على الفور. في الحال اختفى جميع موظفيه بينما ظلت هي تنظر اليه باستغراب. كانت ملامحه هادئة للغاية لكنها علمت ان وراء ذلك الهدوء يتأجج غضب جامح.

ارتعشت شفتاها للحظة. حين صرخ مرة اخرى في مدبرة مكتبه. أمسكت سيرين بأقرب شيء محاولة الحفاظ على توازنها دون جدوى. قدماها خدلتاها شعرت بجسدها يهوي واغمضت عينيها تنتظر ارتطامها بالأرض الصلبة لمكتبه. لكن ذلك لم يحدث.

كان ذراعا نادر اسرع في الامساك بها قبل ان تسقط. خيل اليها انها رات القلق في عيينيه لكن هذا كان مستحيلا نظرت اليه بغرابة وكأنها لا تسطيع استيعاب ما الذي يحصل معها قبل ان تغمض عينيها ويلفها الظلام.
سيرين هل انت بخير صرخ نادر وهو يضرب خدها بخفة. لكنها لم تجب. كانت قد فقدت الوعي.
رفع راسه لينظر الى مدبرة مكتبه والتي الجم الخوف لسانها. ليصرخ بغضب
اللعنة ما الذي تنظرين اليه اتصلي بالاسعاف.

في فيلا نادر: كانت تعبر الرواق متجهة الى الأسفل قبل ان تتوقف بصدمة وهي تنظر الى المنار الواقفة في اخر السلم تنظر الى ما حولها بذهول. توقفت الكلمات في حلقها وهي تنظر الى ابنة خالتها واعية لأول مرة. برودة جليدية غزت جسدها وهي تتأملها واقفة هناك بقدميها الحافيتين وشعرها المسندل وراء ظهرها بحرية هل هذه فعلا منار. ابتلعت ريقها بصعوبة وقبل ان تهم بالنزول فاجئها معاذ الذي اندفع بسرعة نحو السلالم راكضا اليها ليتوقف امامها وقد طغت الصدمة عليه هو الأخر.

دقائق طويلة من الصمت مرت. لا رنا تمكنت من النزول او الاقتراب ولا معاذ استطاع ان يجد صوته ليسألها هل هي فعلا منار. اخيرا كسرت هي الصمت وهي تنظر اليه بذهول قبل ان ترفع رأسها وتتبث عينيها على ابنة خالتها الواقفة هناك وكأنها تجمدت في مكانها ليأتي صوتها متسائلا ببحته الجميلة المألوفة.
هلا تفضلتما وشرحتما لي ما الذي تفعلانه في منزلي؟ واين هو عادل؟

يا الهي وضع معاذ يده في شعره بعصبية قصة عادل اللعين لن تنتهي ابدا.
منار هل هذه انت سألت رنا وهي تنزل السلالم ببطأ عيناها مركزتان على ابنة خالتها وكأنها تنتظر ردة فعل غريبة. لدهشتها الكبيرة حين تركت منار معاذ واقفا لوحده واقتربت من رنا.
متى عدت سألت منار بهدوء.

منذ فترة بسيطة اجابت رنا وهي تحدق نحو معاذ الذي ظل في مكانه واقفا وكأنه يحاول استيعاب ما يحدث اخيرا. قرر قطع الحوار الذي بدا له اشد غرابة من استيقاظها حتى. ليقول:
منار هل تعلمين أين أنت الان.
بالتأكيد ردت رنا وهي تنظر اليه بنظرة مشككة انه منزلي وهو مايدفعني لسؤالك ما الذي تفعله هنا بل ما الذي تفعلانه انتما الاثنان هنا وأين هو عادل؟
يا الهي وضعت رنا يدها على فمها.

بينما زفر معاذ بضيق وهو يحرك رأسه بعصبية. لابد وأنك تمزحين.
منار، هل فعلا لا تتذكرين شيئا.
واجهتها منار بغرابة عيناها تحدقان اليها وكانها فقدت عقلها.
ما الذي تقولينه رنا وما الذي لا اتذكره انا بالظبط.
اقصد عادل.
اوقفها معاذ بيده ليقول: رنا هل لا سمحت وتركتنا لبعض الوقت. نظرت الى عينيه للحظة لتومئ له بعدها بادعان.

رمقتها منار باستغراب قبل ان تعود لتركز على معاذ الواقف امامها بتصلب كان يبدو اكبر سنا مما تتذكره وكأنها لم تره منذ أعوام. تنفست بعمق محاولة استيعاب ما يحدث. هنالك فعلا شيء غريب.
بدأ باستيقاظها في غرفة مليئة بصور عملاقة لها. لا تتذكر اين ومتى تم التقاطها وانتهاءا بوجود معاذ ورنا في منزلها.
وضعت يدها على جبينها محاولة ابعاد الصداع الذي بدأ يشتت تركيزها قبل ان يفاجئها صوت معاذ.
منار هل انت بخير؟

اومأت برأسها دون ان تتحدث ذعر خالص اصابها وهي تستوعب للتو مغبة وجود معاذ في منزلها كيف ستكون ردة فعل عادل اذا ما وجده هنا او الأسوء ان يفكر بأنها هي من دعته. يا الهي. الوغد المجنون سيقتلها يوما في احدى نوبات غيرته المريضة.

بسرعة فائقة اصابت معاذ بالذهول. أمسكت ذراعه وهي تسحبه بسرعة نحو المدخل وهي تتلكم بسرعة غريبة: ارجوك لا اريد ان اكون فظة معك معاذ. لكن زوجي لن يكون سعيدا بهذه الزيارة. عليك الرحيل. من فضلك ارحل الان قالت وهي تفتح الباب محاولة دفعه للخروج.

النظرة التي اعتلت وجه معاذ وهو يسمح لهذا الجسد الضئيل بسحبه خارجا كانت لا تقدر بثمن. حتى وهو ينظر اليها لا يصدق ما يحدث معه. كانت حالة منار الحالية أغرب حتى مما كانت عليه والكائن يتملكها.
اخيرا تمكن من السيطرة على صدمته ليقوفها بهدوء.
منار هل تعلمين اين هو عادل الان.
انه في العمل قالت منار بصوت مرتجف وقد بدأت تعود بشكل تدريجي الى الواقع.

ارجوك عليك الرحيل. لا ارغب بأي مشاكل انا في غنى عنها في الوقت الراهن.
حسنا فهمت قال معاذ وهو ينظر اليها بنظرات عجزت عن تفسيرها ولم تهتم كل ما كانت تفكر فيه الان هو طريقة لاخراج معاذ من المنزل حتى انها لم تكن مهتمة بمعرفة سبب هذه الزيارة كل ما كانت تفكر فيه الان هو العقاب الذي كان ليلحقها لو ظهر عادل في هذه اللحظة بالذات.

حين اقفلت الباب اخيرا تنفست بقوة وهي تجلس على اقرب كرسي وجدته. لأول مرة تنتبه ان هنالك اشياء كثيرة متغيرة. الديكور كان مختلفا الاثاث مختلف تماما عما تتذكره. يا الهي لابد وانها تلك الجلسات اللعينة همهمت بضياع. الوغد سيفقدني عقلي يوما ما. تنفست بقوة محاولة السيطرة على ارتعاش جسدها وهي تتخيل موتها الوشيك لو عادعادل ليجد غريمه في المنزل لكن ما الذي جعله يأتي الى هنا وكيف له ان يسألها هي عن عادل. اسئلة كثيرة كانت تدور بدهنها وهي تتجه نحو المطبخ الذي ما ان دخلته حتى علا صراخ مريم الذي صم اذنيها.

في المستشفى: خرج الطبيب اخيرا من غرفة الفحص ليجد نادر يذرع الممر بخطوات عصبية. توقف اخيرا ينظر الى الطبيب الذي بدا على ملامحه القلق الشديد.
ما الذي يحدث اخبرني سأل نادر الطبيب عيناه مسلطتنان عليه وكأنه سيخترق رأسه.

تنفس الطبيب بقوة ليشرح لنادر الوضع بكلمات مقتضبة. لكن كل ما سمعه نادر هو أن ابنه قد توفي بعدها لم يعد يسمع صوى نبض قلبه المتسارع الذي كان يصم اذنيه. لكن كيف؟ بهذه البساطة. بعد كل ماعانته ظل هاذ الطفل يقاوم رغم ذلك ليعيش لكن لماذا الان. يا الهي وضع يده في شعره محاولا التماسك دون جدوى. لا يصدق للأن ان ابنه قد مات.

شعر بيد الطبيب على كتفه. لكنه ازاحها بعنف رافضا تلك المواساة التي يعلم في اعماقه انه لا يستحقها. اخيرا زفر بعنف مغمضا عيينه بقوة قبل ان يرفع رأسه نحو الطبيب عيناه اظلمتا بغضب شديد لم يكن موجها سوى لنفسه.
ابتلع الغصة المريرة التي وقفت بحلقه ليسأل الطبيب بصوت اجش: ماذا عنها هل هي بخير.
هي نائمة الأن اعطيتها مخدرا قويا الى ان نناقش الطريقة التي تريد بها التعامل مع الوضع.
عن أي وضع تتحدث؟

اتحدث عن الطريقة التي تريد بها ان نخرج هذا الطفل.
اعني هنالك طريقتان في الواقع اما ان نخضعها لجراحة قيصرية أو ان نتركها الى ان تستيقظ ومن ثم نقوم بتوليدها طبيعيا.
وضع نادر يده في رأسه شادا شعره وكأنه سيقتلعه من مكانه ليحدق مرة اخرى للطبيب بذهول.
اتعني انك تريد تعريضها لهذا النوع من العذاب. وهي تلد طفلا ميتا؟
هل انت بكامل قواك العقلية. اتعلم ما الذي يمكنه أن يفعل هذا بها...

كان نادر يصرخ حرفيا على الطبيب ممسكا بياقة معطفه. امسك الطبيب بيد نادر محاولا تخليص نفسه دون جدوى الوضع خرج عن السيطرة تماما بدا و كأن نادر يخنق الطبيب حرفيا.
ما الذي يحدث هنا بحق الجحيم.
التفت نادر لينظر الى صاحب الصوت المألوف مخففا من قبضته التي كانت تعتصر رقبة الطبيب. كان عدنان ينظر اليهما بمزيج من الاستغراب تحول الى اشمئزاز ما ان تعرف على نادر.

اخيرا تكلم الطبيب والذي كان يجاهد للتنفس. لقد حاول قتلي صرخ الطبيب ممسدا عنقه من الاثار القوية لقبضة نادر.
زوجة هذا المعتوه فقدت طفلها. و كنت فقط احاول ان اشرح لها البروتكول المتبع في هذه الحالة قبل ان ينقض علي مهاجما.
يد نادر كانت تتحرق فعليا في تلك اللحظة للانقضاض على الطبيب مرة اخرى واخماد انفاسه. عيناه اصبحتا محمرتين من شدة الغضب. والألم الذي مزقه من الداخل.

ماذا تعني سأل عدنان بحيرة وكأنه صعب عليه استيعاب وجودها هنا وهو الذي تركها منذ ساعات قليلة فقط بمنزل شقيقه معافاة وبأتم صحتها.
هل هي سيرين بالداخل؟
مشيرا بيد مرتعشة نحو الباب المغلق
هذا مستحيل يا الهي مستحيل صرخ عدنان دون انتظار جواب ليندفع نحو غرفة الفحص حيث كانت سيرين نائمة على السرير بفعل المخدر.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة