قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية طلسم عشق الجزء الأول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثالث والعشرون

رواية طلسم عشق الجزء الأول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثالث والعشرون

رواية طلسم عشق الجزء الأول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الثالث والعشرون

توقفت منار قرب باب المطبخ عيناه متوسعتان من الصدمة وهي تنظر للمشهد امامها دون تصديق. لكن ما هذه الفوضى. كانت مريم تصرخ دون انقطاع وكأنها رات شبحا. بينما كل ما كان يدور في خلد منار اضافة الى الازعاج الذي تسمعه جراء صراخ مريم المتواصل هو كيف يمكن لرقية ان تجتمع بدادا حليمة في نفس المنزل.

وضعت اصابعها على جبينها محاولة التركيز مجددا دون جدوى كان صراخ مريم يصم اذنيها مما جعلها اشد توثرا رفعت راسها لتنظر الى مريم بغضب شديد قبل ان تصرخ فيها بنزق.
اخرسي حالا صرخت منار في مريم التي ما ان سمعت منار تتحدث حتى سقطت على الأرض عند قدمي الدادا حليمة والتي ألجم الخوف لسانها.
رقية كانت الوحيدة التي ظلت واقفة ببرود تنظر الى منار نظرة ملئها التحفز وكأنها تنتظر خطوتها القادمة.

اخيرا تحركت منار لتجلس وتنظر الى مريم المكومة على الأرض لتوجه كلامها للمراتين اللتين لم تتحركا من مكانهما منذ ان دخلت.
هل ستتركانها على الأرض سألت منار بهدوء غريب.
ابتلعت دادا حليمة ريقها وهي تنظر الى ملامح منار بغرابة قبل ان تنحني لتضرب وجه مريم بخفة محاولة ايقاظها.

بينما اشاحت منار نظرها عنهما لتضع رأسها بين يديها متكأة على الطاولة. الصداع كان قويا للغاية. مما جعلها مشتتة. ضائعة. رفعت راسها لترى رقية لازالت تنظر اليها باستغراب.
هيا رقيا لا تتصرفي وكأنك رايت وحشا. اعلم ان حالتي مزرية اليوم لكن لا داعي لكل هذه الدراما. ومن اجل السماء اريد قرص مهدأ رأسي ستنفجر.

حركت رقية رأسها باذعان لا تعلم كيف واتتها الشجاعة لتنفيذ طلبها. احضرت ابريق الماء بسرعة ووضعت الدواء بين يدي منار التي التقطته سريعا لتدس القرصين في فمها بامتنان.

الكثير من الاشياء كانت غريبة اليوم اغرب من العادة. لذا لم تهتم كثيرا لوجود رقيا هي الأخرى بمنزلها بعد ان كانت والدتها لا تستغني عنها لأي سبب. ربما رات ان بقاء رقيا معها قد يساعد خصوصا وهي تعرب في كل مرة تزورها عن قلقها الشديد عليها. لكن من تلك الفتاة الصغيرة والتي لم ترها من قبل ولما صرخت لمجرد رايتها، المزيد من الأسئلة التي ستظل دون اجابة الى ان يعود الوغد. والى ان يعود لم تكن تحتاج الى المزيد من الدراما في حياتها فهي بالفعل تعيش قصة خيالية لعينة ولابد ان الخدم بدؤوا يتكلمون عما يفعله عادل بها بوقت فراغه وهي شبه متأكدة انهم أصبحوا يعتبرونها الزوجة المجنونة الان لذا صراخ الفتاة لم يكن بالشيء المثير.

لديها الكثير من الأمور المهمة لتفكر فيها حتى يعود الوغد من عمله والفتاة الصغيرة تلك لم تكن من تلك الأمور لذلك غادرت نحو غرفتها تاركة كل من في المطبخ في حالة صدمة تامة.
فور مغادرتها دخل معاذ من باب الخارجي للمطبخ ليجد مريم مستلقية بين يدي الدادا حليمة بينما رقيا واقفة بجمود وكأنها رات شبحا حقيقيا.

ما الذي يحدث هنا سأل معاذ مقتربا من حيث كانت الداد حليمة جالسة تمسك بين يديها مريم الفاقدة للوعي. ركع الى جابنهما متحسسا نبض مريم بخفة. عيناه ضاقتا على وجهها لم يحتج الى اجابة فلابد وانها منار التي تترك هذا الأثر المدمر حيثما ذهبت.
سأل دون ان يزيح نظره عن مريم.
هل كانت منار هنا.
للحظة ظل سؤاله معلقا. قبل ان تستطيع رقيا الخروج من صدمتها لتجيب بصرامتها المعهودة.

اجل سيدي السيدة منار كانت هنا طلبت قرصي دواء مهدئ ثم عادت الى غرفتها.
جيد اومأ برأسه قبل ان يقول بنبرة مبهمة. السيدة منار تعاني.
نعلم جيدا مما تعانيه ردت الدادا حليمة بصوت مرتعش. نحن فقط لم نتعامل معها بشكل مباشر منذ وفاة السيد عادل وهذا مربك قليلا.

زفر معاذ بقوة وهو يتذكر حديثهما الغريب. اجل بالنسبة لهذا ايضا. السيدة منار تعاني من فقدان للذاكرة لذا فهي لا تعلم بما حصل لعادل. لذلك عليكم محاولة التكيف مع وضعها الجديد مما يجعلني اطلب منكما التكتم على أي خبر بخصوصه. ناظرا الى مريم التي بدات تستعيد وعيها. هل هذا مفهوم قال بصرامة لتحرك المراتان راسهما باذعان.

زفر بقوة محاولا التنفيس عن الضغط الذي يسحق راتيه كان يحتاج الى راي محايد شخص يمكنه ان يخبره بالحقيقة دون مجاملة او خوف. أمين زفر معاذ بضيق وهو يتذكر اخر مواجهة بينهما.
كان غاضبا للغاية منذ معرفته بصداقته لعادل لكن لا ينكر انه الصديق الوحيد الذي كان يستطيع الاعتماد عليه في مثل هذه الاوقات. لذلك نهض سريعا من مكانه كان عليه التحدث الى أمين سريعا هو الوحيد القادر على ان يفهم ما يشعر به الان.

اتجهت منار نحو غرفتها. لدهشتها الكبيرة حين وجدتها مغلقة. لكن ما الذي يحدث هنا بحق الجحيم. منذ متى أصبح يغلق باب الغرفة اللعينة. عادت الى الغرفة حيث استيقظت لتجلس على السرير باحباط. رفعت قدميها على السرير لتطوقهما بذراعيها لتنظر الى انعكاسها في المراة بحسرة. يا الهي كيف تحولت حياتك بهذه السرعة منار. كيف اصبحت مجرد امراة مجنونة لزوج مهوووس.

قبل 8 سنوات: وضعت منار العلبة الأخيرة من الدهان على الأرض وهي تنظر الى غرفتها باعجاب. كان المنزل الذي اشتراه نادر هدية نجاحها رائعا بكل معنى الكلمة. جميلا جدا انيقا وصغيرا كما ان الاطلالة بحد ذاتها كانت خيالية.

لقد بدأت بالانتقال منذ أيام. وسيرين كانت تأتي لمساعدتها كلما استطاعت. اخيرا بعد وقت قصير ستستطيع الانتقال الى منزلها الجديد. فكرة بقائها في فندق كان مزعجا للغاية خصوصا حين تعود من محاضراتها منهكة لتجد نفسها في تلك الغرفة الكئيبة وحيدة. كانت تحتاج الى الدفئ الذي تركته في منزلها تشتاق الى والدها كثيرا والى تدليل نادر لها والى والدتها ايضا. حسنا منار هذا يكفي قالت وهي تنظر الى الجدران امامها وقد طليت بالكثير من الالوان وبأحجام مختلفة فهي ظلت تجرب منذ الصباح على امل العثور على اللون المناسب. اووه اخيرا قالت وهي تضع الطلاء على الفرشاة لتجرب اللون الجديد. هذا اللون جميل للغاية سيرين ستصاب بالغيرة حين ترى الغرفة.

وضعت الفرشاة بخفة قبل ان تعبر الغرفة نحو الصالة لتخبر عامل الدهان المسكين انها ستكف عن تعذيبه اخيرا وانها وجدت اللون المناسب. لدهشتها كانت الصالة فارغة. لكنها شعرت بالشخص الذي وقف ورائها بهدوء التفتت سريعا. كانت هنالك امراة عجوزا تحدق اليها بنظرات غريبة. ابتسمت المراة اخيرا لتقترب من منار وتمد يدها مصافحة.

لا داعي للخوف صغيرتي. كنت مارة من جانب الشقة والباب كان مفتوحا لذلك اردت اغتنام الفرصة والترحيب بك. ادعى فاطمة وانا جارتك في الشقة المقابلة.
اوه يا الهي اعذريني قالت منار بابتسامة وهي تمسح يدها المليئة بالذهان في سروالها الجينز الذي أصبح اشبه بلوحة فنية. لتصافح يد المراة الممدودة نحوها وتدعوها للجلوس.
اسفة المنزل لازال في حالة فوضى كنت احاول اعادة ترتيبه قليلا.

تجولت المراة بعينيها في المنزل وابتسمت بغموض. اجل بعض التغير سيكون جيدا تعلمين هذا المنزل لم يحظى بأحداث مشرقة في الماضي.
حركت منار راسها بعدم فهم. كانت المراة العجوز تنظر الى الغرفة المقابلة باهتمام شديد. تعرفين القصة اكملت مستمرة في الثرثرة. يقولون ان هذا المنزل كان مصابا بلعنة. فكل من سكنه إما اصيب بالجنون او انتحر.

ابتسمت منار مستمتعة. وهي تنصت للمراة العجوز فهي بالتأكيد اكثر شخص يؤمن بالعلم وينفي الخرافات تماما.

استمرت المراة في النظر الى الغرفة. يقولون ان هنالكا جنا قويا من العالم السفلي احب فتاة من هذا العالم لكنها رفضت الزواج منه. غضب كثيرا من قرارها لدرجة انه جعل حياتها جحيما وانتهى بها الأمر ميتة. العديد من الاشخاص يجزمون سماع اصوات صراخ من هذا المنزل ليلا. لكن قالت العجوز وهي تتأمل ملامح منار الساخرة باهتمام لا اظنك تصدقين هذه الخرافات.

اومأت منار برأسها بعدم اكثراث. جن وفتاة وحب ثم انتحار انها فعلا قصة درامية. لا انا الا اؤمن بهذه الأشياء. ضربت منار جبينها بخفة. يا الهي اين حس الضيافة لدي. ماذا تشربين؟ سألت منار وهي تهم بالنهوض.
لا شيء قالت المراة بغموض قبل ان تضع على الطاولة علبة كبيرة. احضرت لك الغذاء انه طريقتنا للترحيب بك. اتمنى ان نكون كالعائلة لا تتواني في طرق بابي اذا ما احتجت لشيء.

بالتأكيد قال منار وهي تنظر الى العلبة التي لم تنتبه اليها باستغراب.
حسنا انا علي المغادرة الان. سنلتقي في وقت لاحق.

حركت منار راسها موافقة لتصحب العجوز نحو الباب المفتوح وتقفله عائدة الى الطاولة. كانت قد نسيت امر الطعام. معدتها كانت تتوسل لاطعامها منذ الصباح لذلك ابتسمت وهي تفتح العلبة بشهية وتجلس لتضع اول لقمة في فمها. قبل ان تلعن بصوت مسموع: اللعنة ما هذا. لقد نسيت العجوز وضع الملح تماما. اعادت اغلاق العلبة بحسرة لتقرر العودة الى غرفتها واكمال ما بدأته.

كانت تتجه صوب الغرفة قبل ان يوقفها جرس الباب الذي ما ان فتحته حتى وجدت سرين التي تبتسم وكأنها ربحت اليناصيب للتو.
كنت بالقرب من منزلك. لذا فكرت في ان احضر الطعام ملوحة بالكيس الورقي امامها. هل تناولت شيئا.
نظرت منار الى الطاولة لتمط شفتيها بغضب طفولي. لا ليس بعد ما الذي احضرته معك.
سوشي قالت سيرين بابتسامة عريضة.
هذا شيء جميل للغاية هيا اذا فلدينا الكثير من العمل للقيام به بعد ذلك.

ظننت ان شقيقك استأجر مهندس ديكور للقيام بالعمل
طردته ردت منار دون اكثرات.
ماذا فعل؟ سألت سيرين غير مصدقة. انت غير معقولة.
حركت منار كتفيها دون اهتمام. بالظبط لم يفعل شيئا، افكاره كلاسيكية ومملة ولم يجد اللون الذي كنت ابحث عنه لذلك انت تنظرين الان الى مهندس الديكور الجديد. منار الصفريوي.

حركت سيرين رأسها وكأنها فقدت الأمل في جعل منار تقوم بمناقشة جدية. انت حالة ميؤوس منها. انا اشفق على المرضى الذين ستقومين بمعالجتهم. سيصبحون مجانين قالت وهي تحرك اصبعها في الهواء.
ليسمهما فهم سيكونون مجانين منذ البداية لذلك لا ارى مانعا في المزيد من الجنون. ضحكتا لوقت طويل قبل ان تسحبها منار الى الغرفة التي قررت ان تكون غرفة نومها.

كان ذلك بعد اسبوع من انتقالها الى المنزل حين استيقظت قبل الفجر بساعات على صوت قادم من المطبخ. تمطت بتعب لتمسك بالمنبه الى جانبها كان متوقفا تماما على العمل. تنهدت ساحبة الغطاء عنها. لم تكن تنام كثيرا منذ ايام. كانت تشاهد كوابيس كثيرة في نومها لكنها عزت ذلك الى كمية الاثارة التي عاشتها خلال الاسبوع المنصرم وهي تخطط للانتقال الى المنزل بعد ان انتهى تجديده بالكامل.

لابد انه حيوان ما تمكن من التسلل من نافذة المطبخ والتي غالبا ما كانت تجدها مفتوحة. لابد من اعادة اصلاحها فكرت وهي تضع روبها المنزلي عليها وتتوجه الى المطبخ بخطوات مثتاقلة من النوم.

شعرت بالبرودة تسري في اطرافها ما ان وضعت يدها على مقبض الباب وكأن الجو اصبح جليديا. شعور غريب انتابها وهي تفتح الباب وتتسمر امام الخيال الذي ظهر امامها فجأة. اغلقت عينيها وعاودت فتحهما. لم يكن هنالك شيء. تنفست بعمق واضعة يدها في شعرها لتفتح قفل النور. وكما توقعت كانت النافذة مفتوحة كالمرة السابقة. اعادت اغلاقها سريعا قبل ان تتجه الى الحوض لتملأ كاس ماء وتشربه على مضدد تتذكر دون وعي تفاصيل الهيئة التي ظهرت امامها منذ قليل.

لابد وانني اهدي بسبب قلة النوم. اخدت نفسا عميقا لتخرج من المطبخ وتعود الى غرفتها لتحاول جاهدة الحصول على بعض النوم الهانئ غدا لديها الكثير من الاشياء عليها معالجتها بداية بالتحدث مع رئيس الطلبة في الجامعة للحصول على بعض الدعم ومن تم ستلتقي بسيرين في احد المولات الكبيرة للتسوق. لينهيا الليلة في منزلها.

بعد ايام على الحادث: الامور اصبحت اشد غموضا حتى. فلم تعد النافذة هي سبب قلقها الوحيد كانت تشعر بوجود من يشاركها غرفتها. احساس ينتابها ما ان تدخل غرفة التبديل او تقرر الحصول على حمام. كانت تشعر وكأن الجو يصبح اشد رطوبة خانقا وحارا وكأنها ستختنق رغم ان الجو بدأ يعلن عن بداية الشتاء. لكن لما هذه الحرارة المفاجئة. وضعت يدها في شعرها محاولة نفض الافكار الغريبة عنها. وضعت الفوطة على جسدها الذي لا زالت قطرات المياه تغطيه لتهرع بخطوات سريعة نحو المطبخ للتأكد من سخان المياه فلا بد وأن العطل الذي يجعل الجو حارا بشكل خانق موجود هناك.

لدهشتها كان السخان يعمل بشكل جيد. يا الهي منزل لعين صرخت وهي تضرب السخان بيدها منفسة عن احباطها. يدها بدأت تؤلمها وهذه الاشياء التي تتكرر بشكل يومي اصبحت مزعجة للغاية. تسمع اصواتا تنادي باسمها حين تكون وحيدة. ، . العجوز التي اتت لرؤيتها اول مرة اختفت بشكل غريب والأغرب من ذلك حين سألت حارس المبنى ليخبرها ان تلك الشقة فارغة تماما وان المراة التي تتحدث عنها قد توفيت منذ شهور.

كانت الامور تخرج عن السيطرة بشكل سريع. الانوار اصبحت تفتح وتغلق بشكل عشوائي. في بعض الاحيان كانت تشعر بهسيس غريب وكأن شخصا يتبعها قريبا جدا لدرجة الشعور بانفاسه الملتهبة وراء ظهرها تلتفت سريعا لتواجه الفراغ. لا شيء كانت تحاول جاهدة ان تبقى عاقلة. لكنها فعلا اصبحت تشعر أنها مختلفة. شيء غريب يحدث معها. اخيرا اقنعت سيرين بجهد بالغ ان تترك شقتها لتشاركها السكن.

وتحت الحاح من منار المتزايد رضخت اخيرا لتقرر اللانتقال والسكن مع صديقة طفولتها. هكذا سيحظيان بالمزيد من الوقت اكثر خصوصا وأن جامعتهما مخلتفة.
انتقال سيرين الى الشقة جعلها تستعيد امانها النفسي الذي افتقدته لمدة حتى انها نسيت تماما ما حصل معها منذ انتقالها.

منذ اتت سيرين والامور عادت طبيعية وكأن الاوهام التي كانت تسيطر عليها. اختفت بفعل وجود شخص يقاسمها المنزل فهي لم تكن معتادة على العيش وحيدة. لذلك لابد وأنها وسائل دفاعية اعتمدها عقلها للهروب من الوحدة فكرت وهي تندس في سريرها لتغرق وسط الوسائد المريحة.

كانت قد بدأت تشعر بالنوم يتسلل الى جفنيها حين شعرت بان السرير يصبح اثقل وكأن احدهم يحاول الدخول اليه. لوهلة ظنت انها سيرين. لكن ما الذي ستفعله في غرفتها في هذا الوقت. حاولت ان تفتح قفل النور القريب منها قبل ان تشعر باليد القاسية التي امسكتها لتعصر معصمها بقوة. انفاسه كانت ملتهبة ويده مستمرة في امساك معصمها بقوة قبل ان تشعر به يعتلي جسدها ليصبح فوقها. حاولت الصراخ بقوة. لكن لاشيء خرج حبالها الصوتية كانت متوقفة عن العمل تماما الظلام كان يحيط بها من كل اتجاه لم تتمكن من رؤية وجه الشخص الذي بدأ يضغط على جسدها مانعا عنها الهواء. نزلت دموعها بصمت محاولة فهم ما الذي يجري لها. عقلها يحترق وجسدها يرتعش رعبا وهي تتخيل هوية مهاجمها. انه لص لابد وانه لص. جمد الدم في عروقها وهي تتخيل نهاية هذا السيناريو المظلم لابد وانها ستفقد حياتها بشكل بشع. حاولت التكلم التفاوض او حتى التحرك دون جدى. لا شيء يكمم فمها رغم ذلك تجد نفسها عاجزة تماما عن الصراخ او طلب النجدة.

ما الذي يحدث لها. استمرت انفاسه تلهب رقبتها وكأنه يتنفس عطرها وكأن رائحتها تزيد من اشتعاله. لدقائق ظنت انها ساعات كانت دون حيلة مستلقية في سريرها يداها مقيدتان بيديه جسدها يتقلص بقوة غريبة. اخيرا حين شعرت بسيطرتها على حبالها الصوتية من جديد. صرخت بقوة. صرخت وكأنها تصارع للنجاة ليفتح النور في تلك اللحظة وتظهر سيرين.
بسم الله الرحمن الرحيم. منار هل انت بخير. منار مابك.

كانت تحركها بقوة بينما ظلت منار جاحظة العينين تنظر اليها دون ان تراها فعليا. اخيرا شهقت بقوة لترمي بنفسها في حضن صديقتها التي تلقتها لتربث على شعرها بحنان.
لا بأس مجرد حلم سيء، كانت تربث على شعرها وهي تقرا المعوذتين اخيرا هدأت منار لتحكي لها عن كل ما حصل بعينين دامعتين.
لا عليك انه الجاثوم. انها حالة طبيعية تحصل مع الجميع. يخيل اليك انك مستيقظة لكنه مجرد وهم من عقلك اللاواعي.

حركت منار راسها بعدم اقتناع تعلم جيدا ان ما حصل لها لم يكن جاثوما. كان شيئا اخطر بكثير. هل هي حقا في بداية طريقها للجنون.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة