قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية طلسم عشق الجزء الأول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الرابع والعشرون

رواية طلسم عشق الجزء الأول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الرابع والعشرون

رواية طلسم عشق الجزء الأول للكاتبة عفاف مغنوي الفصل الرابع والعشرون

عادت الى الواقع على صوت طرقات قوية. اشاحت بوجهها عن انعكاسها بالمراة. ونظرت الى الباب قبل ان تقول بصوت امر: ادخل
وقفت رقيا على عتبة الباب دون ان تتجرأ على الدخول فعلا كانت ترتعش رغم برودها الخارجي فهي تعلم جيدا ما كانت منار قادرة على فعله.
سيدتي السيد معاذ في الأسفل ويريد مقابلتك.
رفعت منار رأسها وتوسعت عيناها بدهشة. لابد وانك تمزحين هل تجرأ على العودة مجددا حتى بعد ان طردته. شيء لايصدق.

حسنا سأنزل بعد دقائق قالت منار وهي تنهض محدقة الى انعكاسها في المرآة.
لتأخد نفسا عميقا محاولة السيطرة على مشاعرها التي طفت على السطح بعناد. لقد دفنت معاذ منذ ان قررت الارتباط بعادل دفنته مع منار المرحة المحبة للحياة. لتسكن الجسد والروح المشوهيين اللذان تحولت اليهما منذ ان بدأت معاناتها.
لما يا ترى قد عاد ولما يصر على مقابلتها بل على السؤال عن عادل غريمه.

اسئلة كثيرة تحرق عقلها تركيزها ضعيف للغاية الاشياء من حولها تبدو غريبة دون تفسير لكن منذ متى لم تكن الحياة غريبة معها
منذ ان ارتبط اسمها بعادل كل شيء اصبح غريبا. كان هو المسيطر على ارادتها لتصبح مجرد دمية يحركها بالطريقة التي تحلو له
تعودت ان تكون كيس الملاكمة الذي يفرغ فيه احباطه. كان يلومها على فشله معها وهي تقبلت هذا اللوم لسنوات بقلب رحب.

تنهدت اخيرا وهي تفتح باب الغرفة متجهة الى الصالة لتضع حدا لمعاذ عليه الرحيل عليه ان يبقى بعيدا مغمورا وسط ذكرياتها السعيدة فلا مكان له في الحياة البائسة التي تعيشها الان.
في الاسفل كان معاذ واقفا يذرع الصالة بعصبية بينما أمين ينظر نحوه بهدوء يحسد عليه اخيرا. توقف حين شعر بوجودها كانت تحدق اليه بعينين واسعتين مليئتين بالاستغراب:.

انا فعلا لا اصدق انه سِركٌُ لعين قالت منار وهي تنظر الى امين الجالس في الزاوية ينظر اليها بغموض. امين الكوهن ومعاذ لا ينقصني سوى مروان زوج رنا ويكتمل العدد لا بد و انكم تمزحون. بحق السماء ما الذي ذكركم بي الان؟
تنفس معاذ بقوة بينما ظل امين ينظر اليها بنفس النظرات المبهمة. اخيرا تحدث معاذ ليقول بصوت حاول باستماتة ان يبدو طبيعيا دون جدوى:
منار. نحن.

ماذا صرخت فيه بنزق انت ماذا؟ ما الذي تريده مني معاذ ما الذي لا يفهمه عقلك اللعين. نحن قصة قد انتهت منذ زمن انا امراة متزوجة عليك ان تبتعد عن حياتي. ثم ما الذي ذكرك بي بعد هذه السنوات. ما الذي جعلك تأتي الى منزلي اليوم ما الذي تغير.

وقف أمين بعد ان كان يراقب فقط. تأملها للحظة. كانت منار تبدو مختلفة تماما عن اخر مرة راها فيها. والأهم انها كانت واعية تماما بمحيطها تتذكرهم جميعا لكنها بالتأكيد لا تتذكر جزئية انها هي من قتلت عادل بيديها. ودون تحذير: منار هل تعلمين لما نحن هنا اليوم.
التفتت اليه بعد ان كانت منشغلة بلوم معاذ الذي تصلب في مكانه جراء الهجوم الشرس الذي شنته منار. عليه.

لا كل ما أريده هو ان تأخد صديقك وترحل عن منزلي قبل ان يعود زوجي ويطلق النار عليكما انتما الاثنان.
تنفس امين بقوة واضعا يده على فكه بعصبية.
هل تعرفين اين هو. عادل
يا الهي صرخت منار وهي تحرك رأسها بعصبية. انه فعلا كابوس. هذا ليس حقيقيا. لكن أمين بحق السماء ما الذي تريده من زوجي لما الجميع يسأل عن عادل. لما تريدون معرفة مكانه الى هذه الدرجة.

نظر في عينيها لثوان محاولا معرفة مذا قوتها في احتمال ما سيقوله. صر معاذ على اسنانه بقوة. يعلم جيدا ما كان أمين يريد فعله كان سيستعمل طريقة الصدمة في اخبارها. يتمنى فقط ان تتقبل الأمر بأقل خسارة ولا تنتكس حالتها. الله وحده يعلم مدا اعتماده على الشراسة والقوة التي اظهرتهما منذ استعادتها للوعي،
اخيرا نطق أمين بهدوء. السبب اننا نسأل عن عادل.
ها قالت منار وهي تقلب عيينيها بملل.

هو ان عادل قاد مات منذ 4 سنوات وأنت من قتله.
للحظة ظلت منار تجيل بصرها بين أمين ومعاذ وكأنهما كائنان غريبان. اخيرا انفجرت بالضحك بينما ظلا ينظران نحوها بوجوم.
تقول ان عادل قد مات وانني انا من قتله منذ سنوات.
هل سقطت على رأسك مؤخرا أمين. اي لعبة تلعبان الان.

ظل معاذ يتأملها بعينين ضيقتين محاولا فهم ما تمر به. هي لا تصدق للأن انها قتلت عادل. هذه كانت لحظة الحقيقة المشؤومة. اللحظة التي سيمحي فيها شكوكها مؤكدا موته.
منار.

ماذا معاذ هل ستخبرني انت ايضا اني قتلت عادل. هل ستؤكد ما يقوله هذا المخبول قالت وعلا الشحوب وجهها. ترنحت من صدمة ما ان استوعبت ما نطقت به للتو وكأن مجرد نطقها للكلمات اعادت اليها جزءا من ذاكرتها التي حاولت محوها. ودون انذار مسبق انفجرت الذكريات المؤلمة بداخل عقلها. الصداع الذي ما فتأ يضربها منذ ان استيقظت تحول الى حزمة من احداث عشوائية اخترقت عقلها بقوة غريبة معيدة كل ذكرى عن حياتها الماضية تاركة جسدها يترنح من الصدمة.

قبل 8 سنوات: اقتربت منار بخجل من طاولة معاذ والذي بدا مشغولا بالحديث الى صديقه المقرب امين. كان معطيها ظهره وجدت من الصعوبة بما كان ان توجه له الحديث. لكن نظرات أمين الماكرة والتي ركزت عليها بطريقة ازعجتها جعلت معاذ يلتفت لينظر نحوها وتزين ابتسامة كبيرة اساريره.
منار اتيت اخيرا.
تلعثمت منار وتورد خذاها من الاحراج وهي تقول: لقد كنت احتاج بعض المراجع الجديدة في علم التشريح وكنت اتمنى ان تساعدني بذلك.

ظل أمين يحدق اليها بنظراة ساخرة. مجيلا بصره بينها وبين معاذ والذي كانت عيناه تفضحان مشاعره الواضحة نحوها
تنهد أمين بملل وكأن مشاعر حبهما الساذج تضجره. ليتهكم بصوت عال.
اوه بحق السماء منار علم التشريح الم تجدي حجة اكثر اقناعا. احتقن وجه منار وصبغته حمرة قانية لتضغط على الكتاب الذي كانت تحمله بقوة منزلة بصرها الى الارض بينما حدج معاذ صديقه بنظرة قاتلة.

حسنا حسنا لا تغضب هكذا ضحك أمين وهو ينظر الى ملامح صديقه المتجهمة سأرحل فورا قال وهو يزيح كرسيه ليقترب من حيث ظلت منار واقفة. اقترب منها ليهمس بكلماته التي جعلت عيناها تتوسعان صدمة.
اذا لم تكوني صادقة في مشاعرك نحوه. فلا تتمادي أكثر لانه يحبك. أحبيه بنفس القوة او ابتعدي الان. لانه في اللحظة التي ستكسرين فيها قلب صديقي الوحيد سأجعل حياتك في هذه الكلية جحيما لا يطاق وهذا وعيد لعين مني.

بهذا التهديد البارد اكمل أمين سيره مبتسما ببراءة وكأنه لم يفعل شيئا. يداه في جيبي معطفه ينظر الى المعجبات اللاواتي لاحقنه بنظراتهن الجائعة دون ان يبدي أي اهتمام لهن.

عودة الى الحاضر: ظلت مغمضة العينين رغم استيقاظها منذ دقائق رافضة ان تفتح عينيها وكأنها بذلك تؤكد ان كل ما حصل حقيقي وأنها بالفعل كانت قد فقدت الطفل. الحقيقة دائما مؤلمة وفكرة ان الله يعاقبها على كرهها لهذا الطفل أول حملها به وسعيها للتخلص منه جعل قلبها يدوي بألم. لقد رحل عنها تركها
تلك القوة الدافعة التي نبضت بداخلها لشهور قد اختفت واختفت معها رغبتها في المقاومة وفي الحياة.

كانت تسمع اصوات تنادي باسمها. يد تحركها ثم وخزة مؤلمة في ذراعها. لكنها لم تفتح عينيها رغم ذلك. الهروب من الواقع كان أملها الوحيد في الاحتفاظ بعقلها. تريد النوم. كم ترغب في ان تغمض عينيها فلا تفتحهما ابدا. وكأن دعائها الصامت قد اجيب
في نفس اللحظة شعرت بنفسها تهوي بداخل حفرة عميقة جدا. الاصوات بدت بعيدة للغاية وهي تفقد الوعي تدريجيا لتغرق في نوم عميق.

حين استيقظت هذه المرة كانت قادرة على سماع الضجة الهائلة بالخارج. أصوات صراخ وكأن عراكا قويا يجري. حاولت النهوض دون جدوى. جسدها خانها وشعرت بالدوار ما ان وضعت قدميها على الأرض. لكنها تحاملت على نفسها رغم الألم. لتعبر المسافة نحو الباب بخطوات مترنحة وتفتحه لتضع يدها على فمها تكبث صرخات الخوف التي مزقت حلقها.

كان نادر يجلس فوق صدر زياد يكيل له اللكمات بعنف بالغ. بينما زياد يحاول الدفاع عن نفسه دون جدوى. وجهه مدرج بالدماء بينما نادر مستمر في لكمه بقوة وكأنه فقد عقله. اخيرا تدخل حراس المستشفى محاولين فض الاشتباك العنيف دون جدوى. كان نادر كوحش اطلق سراحه للتو. يركل ويضرب كل من اقترب منه. مما جعل من الصعب السيطرة عليه.
اخيرا بمساعدة ثلاث حراس اخرين تمكنوا من السيطرة عليه بعناء بالغ.

نهض زياد مترنحا ليبصق الدم من فمه قبل ان ينظر الى نادر المكبل على الأرض وهو يقاوم للنهوض.
اتظن أن الأمر قد انتهى هنا ايها الحقير. اقسم ان اجعلك تندم على كل الم سببته لها.
سأقتلع قلبك اللعين في اللحظة التي ستقترب فيها من زوجتي مجددا. صرخ نادر بجنون محاول ابعاد الايادي التي امسكته باحكام.

في تلك اللحظة ظهر عدنان الذي ما ان رأى المهشد امامه حتى ركض سريعا نحوهما ليتوقف مجيلا بصره بين نادر المكبل على الأرض وزياد الذي كان ينزف من كل مكان.
ليصرخ فيهما: الا تكفان عن هذة الحماقات الا تشعران بما يحدث هنا. سيرين فقدت طفلها للتو وانتما تتعاركان كالكلاب المسعورة.

اخيرا تركت سيرين اطار الباب الذي تتكأ عليه لتقترب من زياد الذي ما ان راها حتى كسا الألم ملامحه. اقترب منها بخطوات بطيئة. كانت تنظر اليه عيناها بحر من الدموع. اخيرا القت نفسها بين ذراعيه وهي تشهق بألم مزق قلبه. كانت تهمس بكلمات مخنوقة عجز عليه فهمها. قربها الى صدره اكثر مربثا على شعرها بحنان. لا بأس صغيرتي كل شيء على ما يرام كل شيء سيكون بخير. كان يعلم انه كاذب فلا شيء سيكون بخير بعد ان فقدت طفلها لكنه استمر محاولا تهدأتها كانت سيرين تنتحب بقوة على صدره. نحيبها تحول الى نشيج عال قبل ان يشعر بجسدها يثقل لتفقد الوعي مرة اخرى بين يديه.

اسرع عدنان ليساعد شقيقه في حملها.
بينما ظل نادر ينظر الى المشهد امامه وقد الجمت الصدمة لسانه وجعلته غير قادر على الحراك. زوجته هو كانت بين ذراعي غريمه تنشد الامان الذي افتقدته بسببه.

اللعنة علي شتم بقوة قبل ان يدفع يدي مهاجميه الذين ارخوا من قبضتهم بعد ان انتهى العراك. لينهض من على الأرض جسده يترنح من صدمة ما حدث للتو. لكن ما ان حاول احد الحراس التكلم حتى عالجه نادر بضربة قوية جعلته يسقط على الأرض. ليتحرك سريعا نحو الغرفة المقفلة حيث ادخلت سيرين للتو.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة