قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس والثلاثون

رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس والثلاثون

رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الخامس والثلاثون

سمر كانت راحت لبيتها و طبعا سامي و يوسف كانوا معاها، سعد استغرب من قدومهم، و قال اتفضلوا...
اول ما دخلوا و قعدوا تحدث سامي قائلا سمر تبقى بنتي و عارفين انك اشتريتها و هي طفلة
سعد اتبرجل و كان عايز يضللهم بس هما شكلهم متأكدين و قال انا اشتريتها من راجل اسمه صبري
تنهد سامي و قال انا و لا عايز اعمل شوشرة و لا حاجه أهم حاجه ان بناتي رجعوا...
-بس سمر اتربت في البيت دا؟

-عارف يا سعد بس هي من حقها ترجع لأهلها، نبيلة قامت و سأبتهم فهي ربتها و كانت ابنتها فكيف ستغادرها بهذه السهولة، قامت سمر خلفها و دخلت إليها و قالت انتي بتعيطي ليه؟
نبيلة ببكاء خلاص اهلك هيخدوكي مني؟
سمر اقتربت منها و احتضنتها و قالت ببكاء حتى لو روحت معاهم انتي هتفضلي امي اللي ربتني...
عناقتها نبيلة بشده على عيني يا بنتي ياخدوكي من هنا؟
ابتعدت سمر عنها و قالت انا هفضل بنتك مهما حصل...

حكمت اتصلت بسامي و قالته على اللي حصل، سامي قام و قال يوسف خد اختك و راحوا و انا هروح مشوار ضروري...
سمر خلصت و ودعتهم و مشيت مع يوسف و وصلوا البيت و حكمت حكيت ليهم اللي حصل...
سامي كان بيدور عليها و هيتجنن و قال ليه يا بنتي بتعملي كدا بس..؟
و بعد ما دور، تقريبا لف اسكندرية كلها رجع البيت و قال مش لاقيها...
حكمت بعصبية يعني ايه؟

يوسف طبعا كان جاب آخره و قال طب ما يمكن تكون راحت للباشا، يعني كانت لازم تتجوز دا...؟
تنهد سامي و قال استنى هكلم نسمه يمكن تعرف حاجه، اتصل بنسمه قائلا تعرفي حاجه عن ليلياس...
نسمه بقلق لا يا خالو هو حصل ايه؟
-ولا حاجه يا بنتي بس لو كلمتك قوليلي...
و بعد ما قفل سامي مع نسمة، اتصلت نسمه بجاسر و قالتله اللي حصل.

ذهبت ليل إلى الشاطئ و تنظر إلى البحر و تقلب امواجه و تشعر بتقلبات قلبها، حقا له سحرا خاص حتى في ظلمته كانت تفكر في جاسر التي لم تعلم إلى أن تصل علاقتهم هل حقا هذه النهاية، شعرت بتساقط دموعها على وجنتها
ذلك الحزن الذي لم يريد أن يفارقها، و كلما تبسمت لها الحياة تعود كما كانت...

كانت تستعيد كل ذكرياتها معه، و تنهد بحزن و مررت يدها على بطنها و قالت مش عارفه افرح عشان بقى عندي اهل ياخدوا بالهم منك لو حصلي حاجه و لا ازعل على اني ممكن اتحرم منه باقي عمري...
تفاجأت بمن يضع يده عليها، فانتفضت ليل و التفت لتراه لم تصدق عينها و شعرت بأنها تتخيل فهي دائما تتخيله أمامها، ظهر على ثغرها شبح ابتسامه و قالت جاسر؟!
رد ببروده المعتاد و قال بتعملي ايه هنا؟

أوصدت عينها لوهله و تساقطت الدموع منها و قالت و لا حاجه...
-طب روحي...
ليل كانت مستغربة من جفافه معها بهذه الطريقة و قالت جاسر هو انا مش فارقة معاك لدرجة دي، مشيت و سيبتني طب على الأقل كنت اطمن على ابنك...
هزت جملتها حصون قلبه و لكنه أصر بداخله على عدم انصهار جليده و قال خلاص يا ليل...

توقفت دموعها فجأة لتحدق به بصدمة و قالت بجد؟! انت شايف كدا، دلوقتي عايز تسيبني، دا انا كنت بتحايل عليك و انت مكنتش راضي دلوقتي خلاص
-هتبري من أهلك يعني؟!
سكتت و اخفض نظرها و قالت بحزن انا مش عايزة حد كفايه لحد كدا، تعجبت من صمته و قالت تعرف اني مغفلة عشان فكرت انك ممكن تتغير...
-عايزني أقبل ببنت سامي العراقي ازاي؟
ابتلعت ريقها و نظرت له و قالت دلوقتي بقيت بنت سامى العراقي...
-امشي يا ليل روحي لأهلك...

-انا بحبك...
نظر جاسر إلى البحر و قال انتي دلوقتي ليلياس بنت سامي العراقي و بس...
ليل بصدمة انا مش ليلياس...
نظر لها و قال لا انتي ليلياس سامي العراقي و دي الحقيقه اللي مش هنعرف نغيرها
-مليش دعوة بكل دا انا بحبك يا جاسر، انا عايزة اكون معاك...
-و انا مش عايز...
-دي النهاية يعني؟!
-اهااا...
-لو مشيت مش هرجعلك تاني و هتبقى أنت اللي سيبتني
-يبقى احسن مترجعيش...

شعرت بتحجر قلبها مثل الثلج البارد، حتى أنه تقف عن نبضه و أصبح ببطء للغاية
حدقت به و لكن عادت نظراته القاسية كما كانت، تراجعت ليل للخلف و هي تشعر بالخذلان لم تكون مرتها الأولى، فهي تلقيت منه صفعات متتالية، و لكن لماذا ظل الخذلان صديقها المخلص الذي لم يتركها؟!
اصدمت قدمها بحجر، فلحقها قبل أن تسقط و قال خلي بالك...
ازحت يده و قالت شكرا، مشيت ليل و سأبته و ذهبت و ظلت واقفه تنتظر تاكسي...

وقف جاسر بسيارته أمامها و قال اركبي...
أدارت وجهها و قالت شكرا، ، نزل جاسر من العربية و فتح لها الباب و قال الوقت متأخر اركبي...
ركبت و ظلت صامته فهو تحدث بما يكفي...
وصل جاسر أمام قصر العراقي و قال انزلي...
نظرت له و قالت مكنتش متخيلة انك هتسيبني بالسرعة دي؟!
-انزلي يا ليل...
سقطت بحور دموعها و قالت مش عايزة اشوفك تاني...
-هيبقى احسن لينا...

نزلت ليل من السيارة و دخلت إلى المنزل، فتح لها سامي و احتضنتها بلهفة مشيتي ليه يا بنتي؟
ليل بعدت عنه بسرعه و قالت و لا حاجه...
-طب اطلعي ارتاحي، امك تعبت و هتلاقيها نايمه دلوقتي و اختك في الاوضه اللي جنبك
هزت ليل رأسها و كانت تشعر بالغربة رغم حديثه الهادئ معها، اوقفها سامي و قال كل دا عشانه؟
ليل فهمت السؤال و عرفت انه يقصد جاسر و ردت مش ابوه ابني.

عقد سامي حاجبه بدهشة و محدش يقدر يتكلم في حاجه بس اكيد جاسر مش مناسب ليكي...
-ليه؟، انا عارفه سبب كرهكم لبعض اصلا
-انتي فاهمة غلط يا بنتي انا اكيد مش هدخل المسائل العائلية بكل حاجه لكن هو اللي قرر يحاربنا و كمان أخلاق جاسر مش حلوة، تنهدت ليل و قالت بس انا مليش علاقه بكل دا؟!
-هو قرر يطلقك؟
-انا هطلع بعد أذنك
تنهد سامي بيأس و قال طيب يا بنتي...

مر شهر و ليل كانت تحاول التأقلم معهم لم تنكر بأن معاملتهم لها جيدة و لكنها كانت تفكر في شخص آخر، و أكنها تركت كل شي معه قلبها و عقلها و جميع جوارحها كانت لم تستطيع الاستماع بشي رغم معاملة والدتها و والدها معها و حتى سمر و يوسف و نسمه التي كانت تأتي بين الحين و الآخر...
كانت جالسة شاردة، جلست حكمت بجوارها و قالت سرحانه في ايه؟
انتبهت لها و قالت و لا حاجه...
-طب انتي مش بتأكلي ليه؟
-مليش نفس...

-هو المفروض انتي في الشهر الكام
-بداية الرابع، ، تنهدت حكمت و قالت طيب يا حبيبتي على الأقل عشان ابنك...
ابتسمت ليل و قالت حاضر...
يوسف و سمر نزلوا من فوق و جلسوا معهم، كل منهم كأن يشغله حديث و لكن ليل لم تكون منتبه معاهم، فقامت و لكنها شعرت باختلال توازنها بعد أن سارت عده خطوات
سقطت ليل على الأرض شهقت سمر و حكمت بخوف، فلحق بيها يوسف و حملها و وضعها على الاريكة...
حكمت بقلق اختك مالها يا يوسف...

-مش عارف وقعت فجأة، النبض بتاعها ضعيف اوي...
حكمت بلفهه اتصل بالإسعاف بسرعه و كلم أبوك...
وصلت الإسعاف و ذهبت حكمت معها و كانت تدعي بداخلها أن تكون ابنتها بخير و لم يحدث لها مكروه...
وصلوا إلى المستشفى و يوسف و سمر كانوا وراهم بالعربية...
انتقلت ليل إلى غرفة الفحص و بعد قليل خرج الطبيب و قال لازم تدخل جراحي
حكمت بصدمة مالها؟
-عندها مشكلة في شرايين القلب و لازم نعمل ليها عملية...

حكمت جلست على المقعد المجاور ليها فقدميها لم تعد تحملها..
-بس هي حامل...؟ قالها يوسف
-للأسف لازم تعمل إجهاض هي تعبانة اوي و حالتها صعبه و الحمل ذات نفسه غلط عليها و ممنوع حد يدخلها...
يوسف بحيرة و نظر إلى حكمت المنهارة و قال اللي تشوفه يا دكتور المهم تبقى كويسه...
ذهب الطبيب و تركهم، جلس يوسف بجوارها و قال هتبقى كويسه يا ماما متقلقيش...

حكمت ببكاء خايفه تضيع مني، خليهم يعملوا إيه حاجه بس تعيش، رتب عليها و قال طب يلا نروح...
-مش هسيبها، سمر رتبت عليها و قالت خير يا ماما أن شاء الله بس لازم جاسر يعرف...
يوسف بضيق هو جاسر سأل عليها اصلا و لا يعرف عنها حاجه هو سابها و خلاص...
تنهدت سمر و قالت طب بابا فين؟
-قال انه جاي...
وصل سامي و قال بلفهه هي فين؟
حكمت ببكاء بنتنا هتضيع يا سامي...

سامي بحزم متخافيش انا هدخل للدكتور و اشوفه تعالى معايا يا يوسف...

-هتفضل انت كدا؟
زفر جاسر بضيق و قال مالي يعني؟
-مفيش بس و لا بشوفك و لا بتكلم حد تقريبا و سعاد قالت انك مبترجعش البيت من الأساس...
-انا عندي شغل يا نسمه...
-ليل تعبانة على فكرة...
تنهد جاسر و قال مش أهلها معاها...
استأذنت نسمه منه و رددت على الهاتف و أخبرتها سمر بما حدث، نسمه قفلت معها و نظرت اليه و قالت ليل تعبانة في المستشفي و بيقولوا انها محتاجة عمليه، انا همشي...
-استنى هاجي معاكي...

ذهب جاسر و نسمه و وصلوا إلى المستشفى، اتجهت نسمه إليهم و قالت ليل عامله ايه؟
-لسه يا بنتي الدكتور مقررش و خالك و يوسف عنده
جاسر كان واقف ساكت، أتت الممرضة لهم و قالت بتوتر مدام ليلياس مش موجودة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة