قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني عشر

رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني عشر

رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الثاني عشر

ليل بدأ الخوف يسيطر عليها و جسمها بدأ يترعش و قالت حرام عليك؟
جاسر بنرفزة مش حرام اللي انتي بتعملي دا...؟
نظرت له ليل و قالت ببكاء انا معملتش حاجه، و هو راجل محترم معملش حاجه والله...
صفعها جاسر على وجنتها بقوه و قال و انتي رخصيه بس انا هعملك الأدب...

ليل مستغربة انه فجاءة اتغير كدا و قالت انا مش رخصيه و لو على الرخص بقا فأنت اللي انسان مريض و عندك عقده بقا و بتطلع جنانك عليا و محمود اللي انت خطفته دا احسن منك مليون مره...
كلامها عصبه زيادة و مسكها من شعرها جامد و قال خدي بالك من كلامك لاني ممكن اقتلك، و تركها
نظرت ليل له و قالت انا موت مع أول لمسه منك ليا...
جاسر نظر لها بسخرية و قال المهم بقا تبقي تقفي جنب مايا كويس بما انك صاحبتها...

ليل مش فاهمه هو بيعمل كدا ليه و قالت براحتك، انت مش فارق معايا، تتجوز، تروح تعمل علاقات مع العاهرات اللي تعرفه براحتك برضو...
-مش خايفه عليه؟
تنهدت ليل و قالت ما أنت هتسيبه...؟
-بجد و انا هعمل كدا ليه بقا...؟
-هسيب الشغل و مش هكلمه تاني بس لوسمحت سيبه، هو ملهوش ذنب في حاجه، انا قدامك اهو اعمل اللي أنت عايزه فيا بس حرام تأذي حد ملهوش ذنب في حاجه...

جاسر كان مضايق انها بتدافع عن واحد تأني بالطريقة دي و قال كل دا عشانه...
هزت رأسها و قالت بيأس مش هتستفاد حاجه لما تقتل أو تدمر حياه واحد والله هنفذ كل حاجه...
-بتحبي؟
ليل بدأت تستغرب و بصيت لي و قالت بحبه و لا بكره مش هتفرق معاك في حاجه...
جاسر بعصبيه ماشي، بس استحملي اللي هيحصلك...
-متخافش الميت مبيحسش بحاجه؟، نظر لها بسخرية و قال تمام...

اتصل جاسر بمراد و أخبره التالي انا عايزك في موضوع مهم يا مراد و هجيلك كمان شويه، و بعدين قفل...
ليل كانت بتبص لي و مش لاقيه حاجه تقولها و لكنها شعرت بألم يغزو صدرها بشده فهي منذ أن امتنعت عن اخذ الدوا ازاد مرضها
-فين تليفونك؟
ليل مش قادرة ترد عليه اصلا و فجأة وقعت على الأرض...

جاسر لحقها و حملها و وضعها على الفراش و وجد حرارتها منخفضة بشده و بشرتها شاحبه، و حاول تفيقها و كانت محاولته فاشله، تنهد و قام بالاتصال بالمستشفى و طلب منهم أن تذهب له دكتورة، و قفل...
قعد جانبها و مسد على شعرها بلطف و قال عارف اني ببهدلك معايا، بس مش عايزك تبعدي عني لاني لو عملتي كدا هدمرك، انا هسيبه عشانك بس أنتي مش هتخرجي تاني...

و عندما سمع صوت الباب قام ليفتح و كانت الدكتورة وصلت و قالت خير يا جاسر بيه؟
-جوه، اتفضلي...
دخلت معه و قالت طب هو حصلها ايه؟
-هي بيغمي عليها كتير و دلوقتي حرارتها منخفضة خالص، تنهدت الدكتورة و راحت عشان تكشف عليها و قالت ضغطها واطي اوي...
جاسر مش مقتنع و قال بس هي على طول كدا...

-لازم تروح المستشفى و تكشف لأن هي اكيد عندها حاجه و اكيد في القلب بس للأسف دا مش التخصص بتاعي و باين عليها ضعيفة اوي و اكيد انميا...
تنهد جاسر و قال طب انقلها المستشفى...
-المهم تروح تكشف و تعمل اشاعه عشان نتأكد، بس هي اكيد لو عندها مشاكل في القلب هتكون بتاخد علاج ليها...
جاسر مشفهاش بتاخد علاج و قال لا مش بتاخد...

-يمكن دا من الضغط الواطي بس و لازم تأكل كويس و انا هديها حقنه و هعلق ليها محلول و ان شاء الله لما تصحى هتبقى كويسه، انتهت الطبيبة و بعدين مشيت...

جاسر فضل قاعد جانبها طول الليل و اول ما النهار طلع مشي و طبعا خد تليفونها و حط ليها تليفونها تاني مش عليه غير رقمه و قفل باب الشقة بالمفتاح، بعد بشوية ليل صحيت و كانت حاسه انها تعبانة و قامت عشان تشوفه موجود و لا و طبعا لاقيته مشي، و افتكرت انه مشي و سابها من بليل، ليل رجعت تاني و نامت على السرير و شافت التليفون، و عرفت انه خد تليفونها نفخت بضيق و تركت الهاتف من يدها و قالت مريض و حيوان...

جاسر راح للمكان اللي محمود موجود فيه و دخل و طبعا محمود كان منمش و اول ما شافه اتفاجا و قال دا مش اسلوب يا جاسر بيه؟، زفر جاسر بضيق و قال بص يالا انا مش طايق نفسي و بصراحه انت مضايقني...
-ما طلقها و تخلص...
غضب جاسر من جملته و قال اطلق مراتي ليه؟
-مراتك اللي انت مش معترف بيها اصلا، بص يا جاسر بيه اللي زي حضرتك مش هيتهم للواحدة زي ليل و اكيد تقدر تتجوز ايه واحده تانيه تكون من مستواك و زيك...

-تاخد كام و تفكك من الدور دا؟
محمود بص لي بصدمة و قال انا مليش في الكلام دا؟
تنهد جاسر و قال من الاخر كدا انا ممكن اسجنك و ادمر مستقبلك للأبد و ممكن اقتلك و اخلص منك خالص و ممكن انت تختار حل تاني و هتريح بي نفسك خالص و هو انك تاخد فلوس و تسافر ايه بلد بقا بس تنسى ليل نهائي، محمود فعلا مكنش عايز يتخلى عن ليل بس موقفه صعب و قال هو انت بتعمل كدا ليه؟

-انا حر اعمل اللي اعمله، اتنين مليون كويس و لا ازود...
-هبعد عنها بس مش عشان خايف منك عشان عارف انك هتبهدلها معاك والله اعلم عملت فيها ايه؟ و وفر فلوسك...
-غبي
-لما تحب بجد هتعرف وقتها اني مكنتش غبي بس اطمن ليل مبتحبنش، هي بس لاقيت انسان يهتم بيها في ظل البهدلة اللي هي بتعيشها، ليل بسيطة اوي يا جاسر بيه، و آخرتها هتسيبها و الله اعلم هتعمل فيها ايه...؟

جاسر كان ساكت و قال بعصبيه امشي و تختفي من إسكندرية كلها مفهوم...
و بعدين مشي جاسر من عنده و راح ركب عربيته و تنهد بضيق و بعدين طلع بالعربية على البيت، و اخبر مراد انه لم يأتي إلى العمل...

ليل كانت حاسه انها تعبانة اوي، و قامت من الفراش ببط و دلفت إلى المرحاض، توضأت و خرجت ارتديت إسدالها و بدأت في الصلاة و ظلت تدعي ربها، و بعد أن انتهيت رفعت يدها و قالت بيأس اكيد هرتاح انا متأكدة من دا، و نزلت دموعها بغزارة و بعدين قامت و دخلت إلى الشرفة، كانت ليل تحب دخولها لأنها تتطل على البحر، ، جلست ليل على الأرض و ظلت تستنشق الهوا و تبكي بهدوء و تذكرت آخر موعد لها مع الدكتورة التي كانت تتابع معها..

دخلت ليل إليها و أعطت لها الإشاعات التي طلبتها منها، نظرت لها الدكتورة و قالت بحزن لازم تتدخل جراحي يا ليل حالتك بدأت تتأخر و الدوا هيجي لي وقت و هيبقى ملهوش لازمه...
تنهدت ليل و قالت يعني انا خلاص هموت...
الدكتورة بحزن الأعمار بأيد ربنا بس احنا بنعمل اللي علينا؟ و بعدين انتي مينفعش معاكي مجهود خالص و لازم تفكري في العملية تاني...

-انا مش عايزة اعمل عمليات و بعدين حضرتك قولتي انها ممكن متنجحش و هموت...
-انتي مؤمنة بالله و محدش بيموت ناقص عمر بس انتي لو فضلت على الحال دا هتيجي عليكي فترة و مش هتعرفي تتحركي فكري تاني و حاول تظبطي الاكل و العلاج عشان فقر الدم و الضغط...
أومأت ليل برأسها و خرجت من عند الدكتورة...

نظرت ليل أمامها و قالت بحزن اكيد مش هموت متبهدلة كمان؟ ارحت رأسها على الحائط و بدأت في تذكر معاناتها مع والدها و زوجته، و اخيرا تذكرت وفاة والدتها عندما كانت في الصف السادس الابتدائي...
أمسكت ليل يد والدتها و قالت ببكاء ونبي يا ماما خليكي معايا بلاش تموت...

ردت عليها والدتها و قالت خلي بالك من نفسك يا ليل و دوري على اختك اللي ابوكي باعها، و بعد ذلك اوصدت عينها و لفظت انفاسها الأخيرة، صرخت ليل و ظلت تبكي بشده و قالت ونبي اصحى، لا، و بعد مرور الوقت
دخل صبري الغرفة و قال ما كفايه نواح يا بت، و روحي على اوضتك...
ليل نظرت له بصدمة و قالت ماما ماتت و انت السبب...
صفعها صبري بقوة جعلتها تسقط على الأرض و قال بس يا بت، و يلا غوري من قدامي...

ليل فضلت تعيط و مش عايزة تسيب امها و تخرج، صبري اضايق و مسكها من شعرها جامد و خرجها من الأوضة و قال لحنان سخني السكينة على النار عشان اعملها الأدب، و دفعها بقوة لتسقط على الأرض و قالت انت السبب، انت اللي قتلت ماما، فضل صبري يضربها عشان تسكت لأنها كدا ممكن تجيبله مصيبه، دخلت حنان و أعطت له السكينة، و قالت حرام يا اخويا...
-اخرجي انتي برا...

نظرت ليل له بخوف و حاولت أن تبتعد و لكن مسك قدمها جيدا و قام بحرقها، صرحت ليل بقوة و بعدين اغمى عليها من شده الوجع، خرج صبري لحنان و قال صوتي بقا و قولي ان ام ليل ماتت و اكيد الناس سمعت صوت صريخها...
فاقت ليل من ذكرياتها، اوصدت عينها و ظلت الدموع تهبط منها...

جاسر فتح الباب و دخل و اول ما دخل الأوضة و لاقها مش موجودة، قلق و بس لما لاقي الشرفة مفتوحة دخل و لاقها قاعدة، تنهد جاسر بارتياح و قال ليل، و اقترب منها و قال ليل، و اصدم من دموعها اللي غرقت وشها و انها بتعيط و هي مغمضة
فتحت عينها و بصيت لي و قالت نعم؟
-انتي قاعده هنا ليه؟ ادخلي جوه، تنهدت ليل و قالت حاضر...

سندت على الأرض و قامت و بعدين خرجت من الشرفة و اتجهت لتجلس على الفراش، خرج جاسر خلفها و قال هو انتي هتفضلي نايمه؟
-عايزني اعمل ايه؟
-إيه حاجه...
تنهدت ليل و قالت لو مش عايز تخلص عليا، سيبني في حالي...
جاسر بص ليها و قال لدرجه دي زعلانه عليه...
نظرت ليل له بتعجب و قالت بالله عليك سيبني في حالي والله العظيم مش قادرة اتكلم...

جاسر راح وقف قدامها و شدها من ايدها و أوقفها أمامه و قال بضيق هو خلاص مشي و اتخلى عنك...
ليل بصيت لي و قالت شوف انت عايز تعمل ايه و اعمله...
تنهد جاسر و تركها و قال طب انتي تعبانة؟
-لا كويسه...
-طب لازم تأكلي...
-متشغلش بالك بيا، زفر جاسر بضيق و قال متخلنيش اتعصب...
-اتعصب، و أعطيت له ظهرها قبض جاسر على معصمها و لفها إليه و حاوطها بذراعه و أسند رأسها على صدره، ليل كانت عايزة تبعد و قالت بخفوت لوسمحت...

-بس...
اوصدت ليل عينها و زفرت الدموع من عينها، رتب عليها، ظل عناقهم مستمر لدقائق حتى أنها شعرت بأنها لا تستطيع الوقوف و خارت قواها، شعر جاسر بذلك و حملها برفق و وضعها على الفراش، و جلس بجانبها...
ظل على ذلك الوضع مدة كبيرة، استيقظت ليل و قالت هو انا نمت كتير؟
-لحد المغرب بس...
قامت ليل و قالت كتير اوي بجد...
-اهااا، هتاكلي؟
تنهدت ليل و قالت لا مش جعانه...
-شوية و هتختفي...
-لا مش بخس عن كدا...

تنهد جاسر و قال متعبة...
-انا عايزة انزل...
-تروحي فين؟
-عادي هنزل هروح عند البحر و ارجع...
جاسر مستغرب طلبها و طبعا مش عارف يوافق و لا يعمل ايه؟
و قال يعني انتي عايزة تنزلي عشان تتمشى بس، هزت ليل رأسها...
جاسر طبعا كان شاكك فيها، و قال...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة