قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الأول

رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الأول

رواية طغيان عاشق للكاتبة أسماء صلاح الفصل الأول

كانت تسير في ظلام الليل الدامس على شاطي البحر و كانت تنظر إلى امواجه، كم يبدو هادئ و مخيف في الليل و رائع بالنهار لم تعلم أن كانت تشبه حياتها بالبحر الذي يتقلب بين امواجه، اما بالليل الذي تعشقه و تعشق السير به كم تبدو الحياة متعبة بالنسبة لها فكانت تفكر في مشاكلها مع زوجه والدها و لسانها السليط التي لا ترحم و والدها الذي ينصاع إلى متطلبات زوجه دون الاستماع إلى ابنته، كانت تسير و يطير الهواء الرطب فستانها البسيط و حجابها الذي يغطي شعرها المتعرج الطويل و الذي يشبه البحر في أمواجه و الليل في سواده فهي كانت عائدة من عملها و قررت أن تحظى ببعض الهدوء قبل ذهابها إلى المنزل، و لكن لفت انتباها ذلك الجالس على الصخور و المياه تخبط قدمه، تعجبت من وجود أحد فهي معتادة دائما على فراغ ذلك المكان، و لكن لم تهتم و سارت كما هي و لكن قام ذلك الشاب فارغ الطول و الجسد و مر من أمامها، حتى أنه لم ينتبه لها، نسي احد أغراضه على الشاطئ و كان هاتفه، أخذته هي و ركضت خلفه و قالت بصوتها الرقيق و الناعم حضرتك نسيت دا، كان هو يتجه ليقف أمام سيارته الفارهة و لم يتكلف بالالتفات إليها من الأساس، فتكلف السائق الذي يفتح له السيارة بذلك المهمة و قال هاتي يا بنتي...

ابتسمت و قالت الأستاذ دا هو اللي نسى تليفونه، كان هو ركب السيارة نظر لها و لكن هي لم تتمكن من رؤيته بسب زجاج سيارته القاتم، تفاهم معها السائق و أخذ الهاتف منها و كان يريد اعطيها القليل من الأموال و لكنها رفضت قائلة شكرا انا مش محتاجه عشان اخذ فلوس بعد اذنك، مشيت ليل و كملت طريقها لحد ما وصلت إلى منطقة سكنها (احدي المناطق الشعبية بمدينة الإسكندرية)، طلعت ليل منزلها البسيط و كان في الدور الثالث، طرقت الباب و فتحت لها زوجة والدها و قالت بتهكم اتاخرتي يعني؟، تنهدت ليل و قالت والله انا جايه من الشغل تعبانة و مش قادرة، لوت حنان فمها بامتعاض ماشي يا اختي...

دخلت ليل إلى الحمام، اتوضيت و بعدين دخلت على اوضتها و قفلت الباب بالمفتاح، و فردت السجادة و صلت و انتهت و بعد كدا خدت الدواء بتاعها و نامت و لسه هتغمض عينها، لاقيت الباب بيخبط قالت مين؟
-انا، قامت ليل و فتحت الباب و قالت خير يا بابا
-ايه مش ناوية تخلصي عشان تتجوزي الراجل مستعجل، تنهدت ليل و قالت والله بحاول اعمل ايه انا بشتغل شغلتين بس الدنيا غلي و اكيد مش هشحت يعني؟، لما اكمل حاجتي الأول...

زفر صبري بضيق و قال طيب بس انجزي يا اختي و هاتي ايه حاجه و خلاص و لا شوفيلك شغلانه تانيه تجيب همها، انا مش حمل اصرف عليكي و على اخواتك الصغيرين كفايه هما، رددت باقتضاب طيب يا بابا في حاجه تاني؟
-لا و بلاش تعملي مشاكل مع حنان
-انا اللي بعمل مشاكل يا بابا...
-اهااا يا بنتي انتي مش بيهون عليكي تعمل حاجه في البيت و هي شايله البيت على كتفها و اخوك و اختك صغرين...

-طيب هنام ساعه و لا اتنين و هقوم اعمل و لا حرام انام؟
-لا نامي يا بنتي، خرج صبري و قامت ليل و قفلت الباب و نامت و طبعا تليفونها كان بيرن و كالعادة محمد خطيبها، زفرت بحنق و رددت خير يا محمد؟
محمد بضيق ليل احنا مخطوبين و انا مش عارف اكلمك و لا ليل و نهار، تنهدت و قالت محمد انا بصحي من الفجر بصلي و بخلص شغل البيت و بعدها بنزل الشغل و بعد ما بخلص بروح الشغل التاني يعني مش فاضية...

-احنا ما ساعه ما اتخطبنا مقولتليش كلمة حلوه و لا خرجنا مع بعض حتى...
-بعدين بقا و انا عايزة انام...
-طب ما تنزلي دلوقتي؟
-محمد سلام انا عايزة انام...
قفلت معاه و قفلت التليفون و نامت...
بعد ما نهى سهرته في الخارج، ذهب إلى المنزل لتكملتها، اول ما دخلوا الشقة، ضحكت الفتاة بمياعه و قالت شقتك حلو اوي يا...
افتكرت انها مش عارفه اسمه و اقتربت منه و وضع يدها على صدره وقالت اسمك ايه بقا؟

بعد يدها بنفور و قال اكيد اسمك مش هيهمك...
حدقت به و قالت ببلاهة اهااا عندك حق بس، قبض على عنقها و قبلها بعنف، و قال خلينا في ليليتنا...
استيقظت ليل قبل أذان الفجر بساعه زي عادة كل يوم، قامت اتوضت و صليت قيام و بعدين دخلت المطبخ و طبعا كانت لابسه الاسدال عشان ابن حنان اللي عايش معاهم...

تنهدت بحزن و بدأت في غسل الصحون و انتهت من تنظيف المطبخ و بعد ذلك جلست في الصالة ترتاح شوية و بعدين صليت الفجر و بدأت في ترويق الشقة...
-صباح الخير يا قمر؟
التفت ليل له و نفخت بضيق قائلة يا فاتح يا عليم يا رزاق يا كريم، نظر لها مدحت و قال بس لو تعرفي اني...
قطعته و قالت ونبي يا مدحت شوف انت صاحي تعمل ايه انا مش فاضيلك...
-بتحلوي اوي.

زفرت بضيق و تركته و دخلت إلى غرفتها فهي لا تسلم من كلماته سواء هو أو والدته، غيرت هدومها بسرعه و بعدين مشيت قبل أن يستيقظ احد منهم كفايه عليها مدحت، نزلت و راحت عشان تركب، و بعد كدا وصلت للمكتب التي بتشتغل فيه و دا عبارة عن مكتب محامي و هي سكرتيرة عنده، راحت و ظبطت المكتب، دخل هادي صاحب المكتب و قال بابتسامة ديما مواعيدك مظبوطة، رددت ليل بابتسامة اكيد يا استاذ هادي...

-احلى فنجان قهوة بقا و هاتي على المكتب، ابتسمت ليل و قالت حاضر...
دخل هادي إلى المكتب و ليل قامت تعمل القهوة و بعدها خدت الفنجان و دخلت إلى المكتب و وضعته...
-ليل اقعدي عايز اتكلم معاكي، ابتسمت ليل بتوتر و قالت خير يا استاذ هادي...
-ولا حاجه يا ستي بس انا عايز اعرف انتي ليه لحد دلوقتي مشتغلتيش في مجالك...
-عادي عشان ملقتش شغل
-اممم بس لازم تتدوري
-بدور والله...

-انا ممكن اساعدك، ابتسمت له و قالت شكرا يا استاذ هادي، ممكن اقوم عشان أشوف الشغل...
-اتفضلي، خرجت ليل و جلست على مكتبها...
استيقظت الفتاة و لم تجده، شعرت بتكسير عظامها و قالت شكله مجنون والله، لافت انتباها الأموال الموجودة على الطاولة بجوار الفراش و أخذتها و قالت بس برضو فلوسه كتير، قامت من على الفراش بصعوبة، بسبب الألم الذي يحطم جسدها و ارتديت ملابسها و بعد ذلك غادرت المكان...

دلفت نسمه إلى المكتب و قالت بهدوء لو سمحتي عايزة اقابل هادي؟
رفعت ليل نظرها لها و قالت اقوله مين يا افندم؟
-نسمة اخته، ابتسمت ليل لها و قالت ثواني، اتصلت ليل و أخبرته بوجود نسمه و سمح لها بالدخول...
هادي بابتسامة تعالى يا نسوم، جلست و قالت يا عم دا محدش بيشوفك اصلا...
ضحك هادي و قال الشغل والله المهم انتي ايه اخبارك؟
تنهدت نسمة بحزن و قالت تمام بس حال جاسر مش عاجبني و بصراحه انا جايلك عشان الموضوع دا؟

بص ليها اللي هو مش عاجبه الكلام و قال علي اساس ان دا بيعمل حساب لحد يا بنتي دا رمي أمه في السجن و ابوه مقطعه انتي متخيلة و جاي تقوليلي جاسر مش عاجبني
تنهدت نسمة بيأس و قالت احنا اخواته في الأول و الآخر يا هادي و لازم نقف جانبه.

اتنرفز هادي و قال نقف جنب مين دا واحد قليل الادب اللي بيكلم مبيخدش غير قلة القيمة و بصراحة مش صغيرة عشان أقبل بكدا منه، نسمة بتحاول تدور على حاجه تقولها بس كالعادة مش لاقيه و قالت بس اكيد مش هيفضل...
رد بسخرية اللي زي جاسر دا مش هيتغير غير لما يتهد و مفيش حاجه هتقدر تهده يا نسمه فكبري دماغك، اخوكي مش وراها غير الافتراي و الجري ورا النسوان، سمعته زي الزفت اصلا...

تنهدت نسمة و قالت طيب خلاص انا هقوم امشي
-والله انا مش عايز ازعلك بس دي الحقيقة، هزت رأسها بيأس و قالت هيفضل عندي امل انه يتغير جاسر مش وحش زي ما انتم شايفين، اتنهد هادي و قال انتي اللي طيبة زيادة و مفكرة الكل زيك يا حبيبتي جاسر دا مبحبش حد و اللي بيفكر يكلمه بس بيسود عيشته فخليكي بعيدة عنه احسن...
قامت نسمه و قالت حاضر انا همشي بقا عشان عندي شغل...

القى الملفات في وجه و قال بغضب انت حيوان ازاي تغلط غلطة زي كدا، رد عليه الموظف برجاء يا جاسر بيه مكنتش اقصد و الله، خبط جاسر المكتب بعنف جعلت الموظف ينتفد بذعر و قال هنا مفيش مكان للغلط و اظن انت عارف تمن الغلطة ايه؟ و لو مش عايز عيشك يتقطع الأرض انهاردة تكون جاهزة فاهم...

هز الموظف راسه بخوف و خرج من المكتب و هو يركض من الخوف جلس جاسر على المقعد، و اخرج سيجارته و أشعلها لكي ينفس بها غضبه، دخل مراد و قال ايه يا عم صوتك جايب آخر الشارع...
-موظفين بهايم و انت عارف اني خلقي ضيق...
-الرحمة يا جاسر الناس فعلا بتخاف منك و دا مش كويس
-روح على شغلك يا مراد انا مش ناقص...
اتنهد مراد و قال انت لسه مصمم تاخد الأرض...
-اهااا و هبني عليها مصنع...
-ماشي انا هروح علي شغلي بقا...

ليل بعد ما خلصت شغل في المكتب راحت شغلها التاني و هو الفندق، و هي في الطريق اشتريت حاجات من السوبر ماركت عشان تأكلها و تاخد دوائها اللي بيكون بعد الغدا، و وصلت إلى الفندق دخلت و غيرت هدومها و وقفت في الريسبشن، اتت فتاه إليها و سألتها قائله لوسمحتي في قاعة محجوزة هنا باسم جاسر المنشاوي؟
رفعت ليل رأسها و تفاجأت بمايا صديقتها من ايام الكلية، ابتسم الاثنان و قالت ليل بجد مش مصدقة اني شوفتك تاني؟

رددت مايا بابتسامة ما هو بعد ما اتخرجنا كلكم اختفيتوا و بعدين انتي شاغله هنا ليه؟
-عادي بقا أحسن ما اقعد من غير شغل...
ابتسمت مايا و قالت على رأيك المهم انا ممكن اشوفلك شغل في الشركة اللي انا شاغلة...
-ماشي المهم القاعة اللي انتي بتسالي عنها اللي هناك دي و شاورت عليها ليل...
-طب معاكي رقمي و لا عشان هكلمك...
ابتسمت ليل و أعطيت لها رقم هاتفها و بعد ذلك ودعتها مايا و ذهبت إلى القاعة...

دخلت نسمه إلى المنزل و كانت والدتها تستعد للخروج فسألتها نسمه انتي رايحه فين يا مامي
ردت مني خارجه يا حبيبتي في حاجه و لا إيه؟
-لا هو بابا جي و لا لسه؟
-هو من امتى ابوكي بيجي دلوقتي، نظرت لها نسمه و قالت بيأس ماشي يا مامي...
-كُلي الأول يا حبيبتي...
ابتسمت نسمه باقتضاب و قالت لا شكرا مش جعانه بعد اذنك...

صعدت إلى غرفتها و القت شنطها على الفراش بعشوائية و زفرت بضيق قائلة شكل البيت دا مش هيتصالح حاله ابدا
جاسر و مراد وصلوا إلى الفندق و دخلوا إلى القاعة على طول و استقبلتهم مايا، (مايا اخت مراد)
ابتسمت مايا و قالت الحفله جاهزة من بدري و الناس بتسأل عليكم...
رد مراد عليها و قال البركة فيكي و بعدين ما انتي عارفه جاسر و تأخيره...
جاسر بص ليهم و قال طب ممكن نركز في الحفله شوية عشان الصفقة دي لازم تنجح...

اتنهد مراد و قال خايف تضحك متعرفش تلم وشك تاني، ابتسمت مايا و نظرت إلى جاسر بحب
ليل خلصت شغلها و خرجت من الفندق و فضلت واقفه شويه في المكان اللي بتركب منه كل يوم، ليل حسيت انها تعبانة و بدأت تدوخ، وضعت يدها على رأسها و لكن شعرت بأنها تفقد وعيها تدريجيا...

اوقف جاسر سيارته فجأة عندما تذكر أنه نسي ورق الصفقة و لكنها لفت انتباه و نزل من العربية بسرعه و لحقها و كانت ليل غايبه عن الوعي تماما، جاسر كان متردد و قال انتي، و طبعا عرف ان دي البنت اللي شافها على البحر...
شالها و دخلها عربيته و بعدين اتصل بمراد و قاله خلي مايا تاخد ورق الصفقة و الصبح يكون على مكتبي...

-هو معاها اصلا، انت مشيت و لا إيه؟ نظر جاسر إلى ليل و قال اهااا بعدت اوووي، و بعدين قفل معاه و فضل باصص ليها شوية و بعدين طلع بالعربية تليفون ليل كان بيرن...
أوقف جاسر السيارة أمام المستشفى و اخرج هاتفها من الشنطة و رأي اسم المتصل محمد خطيبي، ابتسم جاسر و رد على الهاتف قائلا الو؟
قام محمد و قال بقلق انت مين؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة