رواية طريق الهلاك للكاتبة سلسبيل كوبك الفصل الثاني والثلاثون
فجأة الكل سمعوا صوت ضرب نار قوي، رصاصتين من مسدس إسماعيل صابت جسم رائد اللي وقع على الأرض.
دارك(بصوت عالي): رائد.
دارك بدل ما يهرب جري على رائد بسرعة.
دارك: رائد متسبنيش رائد قوم يلا نمشي متهزرش رائد مش انت وعدتني هتفضل معايا علطول.
رائد(بخفوت): أنا بحبك كنت دايما ليا أخ و سند، خلي بالك خلي بالك من إيلاف هي بتحبك صدقني.
رائد(بخفوت): اهرب و سبني يا أخويا.
رائد غمض عيونه ببطء و دارك صرخ صرخة باسم رائد كلها مليانة آلم و وجع و دموع.
دارك: رائد متسبنيش علشان خاطري عندك.
دارك(بحدة): حد يساعدني.
كل الضباط وجهوا مسدساتهم ناحية دارك اللي كان ماسك في رائد و لأول مرة يكون خايف.
إيلاف جت جري بسرعة و هي بتنهج، قربت من رائد و دارك اللي بصلها بضعف.
دارك: انقذيه.
إيلاف حطت ايديها على رقبة رائد علشان النبض.
إيلاف: لميس هاتي نقالة.
الضباط بدأت تحط لكلبشات في ايدين دارك.
دارك: إيلاف هو ملهوش ذنب انقذيه.
إيلاف(بحدة): لميس يلا.
جلال: مش هنعالج المجرم ده في المستشفى يا إيلاف اعقلي.
أسامة: مجرم زي ده يستحق موتة زي دي.
إيلاف: حتى لو مجرم هو إنسان.
دارك: سيبوني. إيلاف أعملي حاجة.
إيلاف: حازم.
إسماعيل(بحدة): يلا خدوه من هنا.
إيلاف(بحدة): و أنا هدخله العمليات عندا فيكوا.
إيلاف مشيت و جابت نقالة و حاولت تشيل رائد معرفتش، مؤنس جه و ساعدها و كذا ممرض.
لميس: هجهز أوضة العمليات يا دكتورة إيلاف.
إيلاف: بسرعة.
أسامة(بحدة): مش هسمحلك تعملي العملية دي.
إيلاف(بحدة): ابعد من قدامي.
إيلاف زقت أسامة و دخلت العمليات مع رائد بعد ما غيرت لبسها لِ لبس معقم.
مؤنس: النبض ضعيف جدا.
إيلاف: هنعمل العملية برضو.
إيلاف بدأت تتدخل جراحيًا و بتحاول تطلع الطلقات، فجأة جهاز القلب بقى عبارة عن خط مستقيم.
إيلاف: جهزوا الصدمات الكهربائية بسرعة.
إيلاف بدأت تعمل إنعاش للقلب مفيش فايدة، و بدأت تعمل إنعاش يدوي و استخدمت كل الأساليب علشان يفضل على قيد الحياة مكنش في فايدة.
إيلاف حطت إيديها على قلبها بوجع من منظر رائد قدامها و هو جثة.
عند دارك.
الضباط كانوا محاوطينه هو قاعد على ركبه و ايديه فيها كلبشات.
دارك كان لسة بيحاول يستوعب اللي حصل لرائد و تضحيته ليه أنه فدى نفسه مكان دارك.
سراج(بحدة): يلا انقلوه على العربيات.
شدوا دارك معاهم و ركبوه عربية مصفحة و كان في حراس كتير محاوطين العربية، كان مشهد أسطوري بالنسبة للجميع.
أسامة(بسخرية): ولا هتقدر تنقذه.
جلال(بحدة): كل اللي ساعد دكتورة إيلاف مخصوم منه شهر كامل.
جلال سابهم و مشي دخل مكتبه، كل واحد بدأ يشوف شغله.
إيلاف كانت لسة في أوضة العمليات.
مؤنس: مفيش فايدة.
إيلاف: هكون مسؤولة عن كل حاجة.
إيلاف طهرت جروح رائد و سمحت للكل أنه يخرج بره أوضة العمليات.
إيلاف قربت من رائد و باست رأسه و دموعها نزلت على خدها.
إيلاف(بدموع): كنت أخ ليا و للكل يا رائد.
رائد(بضحك): بقولك إيه ما تسيبك من أخويا و تتجوزيني أنا ده أنا حتى أحلى منه و مرح هسليكي.
إيلاف: معنديش مانع بس روح قوله كدة.
رائد: بتسلميني تسليم أهالي خلي بالك ها أنا غلطان بقى.
رائد: ده أنا حتى قمر مش عارف عاجبك فيه إيه بس.
إيلاف: خلاص هندورلك على عروسة.
رائد: لو قمر زيك موافق.
طاهر: مين دي اللي قمر ضحكتني!
رائد: لا بقى قمر و ست البنات كمان غصب عنك.
إيلاف: وسع يا رخم من هنا أنا مليش غير رائد أصلا.
رائد: قولتلك نتجوز أنا و أنتي بس.
إيلاف: أنا شخصيًا معنديش مانع.
دارك: اه قولتيلي.
إيلاف: أنا في حماية رائد.
إيلاف استخبت في ضهر رائد و طاهر ضحك.
طاهر: شبه الكتكوت و أنتي خايفة.
إيلاف: أنا! و أخاف ليه؟!
دارك: و أنت بقي عمال تحاول تشقط مراتي صح؟!
دارك طلع يجري ورا رائد اللي قعد يجري و يلف الشقة كلها و وراه دارك.
إيلاف كانت بتبص ليهم و بتضحك و فجأة لقت دارك شالها و قعد يلف بيها و هي بتضحك.
رائد حاوط طاهر و إيلاف و دارك بايديه.
رائد: يااااه يا ولاد بتعجزوا الواحد.
رائد: ربنا يخليني ليكوا.
إيلاف: كان نفسي تفضل أكتر من كدة.
إيلاف(بدموع): و تحقق أحلامك اللي قولتلي عليها.
يوسف: إيلاف.
إيلاف مسحت دموعها بسرعة و بصت ليوسف.
يوسف: ممكن افهم ليه أصريتي تعملي العملية.
إيلاف: كان عندي أمل.
يوسف: مش كدة يا إيلاف.
يوسف: ممكن أفهم لما اتخطفتي حصل إيه.
إيلاف(بتنهيدة): هحكيلك.
إيلاف: زهراء زهراء.
زهراء: نعم يا دكتورة.
إيلاف: انقلي جثته للتلاجة و كل المصاريف إلى تتعلق بيه عليا أنا و الدفنة هتبقى بكرة.
يوسف: تعالي معايا.
إيلاف و يوسف مشيوا و خرجوا بره المستشفى و راحوا مكان هادئ جدا.
إيلاف بدأت تحكي كل حاجة بداية مقابلتها مع دارك في المستشفى للحظة الأخيرة، يوسف كان مصدوم من كل الأحداث و مصدوم من تصرف إيلاف.
إيلاف(بتنهيدة): كل حاجة انتهت.
يوسف: ازاي سمحتي ب ده يحصل ازاي تسمحي لقلبك يحب مجرم زي ده.
إيلاف: علشان مقدرتش أسيطر على حبي ليه علشان أنا الوحيدة اللي شوفت ضعفه أنا شوفت فيه جانب الخير شوفت فيه احتياجه لشخص يفهمه علشان حاجات كتير محدش عارفها عنه غيري...
يوسف: من رأيي تنسي يا إيلاف خلاص هيأخد إعدام و تنسيه تماما.
إيلاف: أكيد.
إيلاف: يلا نرجع.
-في مكان تاني...
في مبنى المخابرات.
دارك وصل للمبنى و دخل كان جمال مستنيه و ضربه بوكس في وشه كذا مرة.
دارك كان واقف ثابت مش بيبدئ بأي ردة فعل.
سراج: خلاص يا جمال.
سراج: انقلوه للأوضة الخاصة بعد ما تجردوه من كل حاجة.
سراج سابهم و دخل مكتبه و كل لواء وراه.
أدهم و حازم و جاسر و كذا ظابط شدوا دارك لأوضة من الأوضة و بدأوا يفتشوه و هو مستسلم تماما للي بيحصل.
أدهم كان متغاظ منه بسبب اللي عمله فيه.
أدهم: هخليك تندم على كل لحظة تبقى فيها هنا، هتكره نفسك صدقني.
خدوا كل الأسلحة اللي كانت معاه، شدوه معاهم و كانوا بيتعاملوا معاه معاملة سيئة.
دخلوه أوضة بيضاء درجة حرارتها 0°، جردوه من كل حاجة لابسها ما عدا البنطلون.
كانت الاوضة عبارة عن أربع حيطان بس.
الكل خرج من الأوضة و سابوا دارك قاعد في الأرض بيفكر في حالة رائد و عقله صورله كذا سيناريو كلهم أبشع من بعض.
بعد فترة، الباب اتفتح و دخل منها اللواء إسماعيل.
إسماعيل(بابتسامة مستفزة): مبارك أخوك مات.
في لحظة كان دارك هجم على إسماعيل بغضب و بدأ يخنقه و كذا ظابط دخل حاول يبعد دارك عن إسماعيل لكنهم معرفوش.
حازم(بحدة): ابعد عنه.
انتهى الأمر أن الظباط ضربوا دارك بصاعق كهربي و دارك وقع على الأرض.
إسماعيل(بحدة): ابعدوا.
إسماعيل استغل ضعف دارك و بدأ يضربه برجله كذا مرة، كلهم خرجوا و سابوا دارك لوحده بيتألم من وجع قلبه اللي سببه موت رائد.
-في الصباح الباكر.
في المستشفى.
أدهم(بحدة): مش هسمحلك دي جثته تترمي في أي داهية.
أسامة: الجثة دي مش هتخرج من هنا يا إيلاف إلا في أي داهية غير المقابر شخص زي ده لازم يتهان كفاية أنه متعذبش و لا خد جزاءه.
إيلاف: الجثة أنا ضمنتها و محدش ليه دعوة و كمان هدفنها في المقابر بتاعت والدي يعني محدش يتدخل أحسنله.
إيلاف: مؤنس يلا.
الممرضين اللي كانوا بيحبوا إيلاف راحوا معاها و بعض الدكاترة و كذلك يوسف.
نقلوا جثة رائد لعربية و بدأوا يتحركوا ناحية المقابر، إيلاف وقفت العربية في نص الطريق و نزلت من العربية، كانوا الشباب واقفين قدامها و هما لابسين هدوم كلها باللون الأسود.
إيلاف قربت منهم و اتنهدت.
إيلاف: أعتقد أن دي النهاية موت رائد القبض على دارك مفيش داعي لأي حاجة تانية.
كمال(بحزن): أكيد.
طاهر: ازاي هندفنه من غير دارك مش هقدر.
إيلاف: مش هقدر أدفنه روحوا و أنا جهزت شوية ناس تكون معانا علشان تبقى على الأقل دفنة لرائد.
إيلاف: مالك تقدر تسوق اتفضل مفاتيح العربية.
إيلاف سابتهم و وقفت تاكسي ركبته و راحت لمبنى المخابرات.
إيلاف: حازم كويس لقيتك كنت هتصل بيك.
حازم: في ايه!
إيلاف: عايزة أطلب منك خدمة.
حازم: اتفضلي.
إيلاف: عايزة أقابل اللواء سراج.
حازم: ادخلي معايا.
إيلاف و حازم دخلوا لمكتب اللواء سراج.
سراج: شغف فيها حاجة يا حازم؟
حازم: لا حضرتك بس إيلاف دي بنت عمي و.
إيلاف: أنا إيلاف بنت اللواء فهد المصري أكيد حضرتك تعرفه هو كان صاحبك.
إيلاف: أول مرة هستخدم اسم والدي كواسطة.
إيلاف: دلوقتي رائد الشاب اللي مات إمبارح أخو دارك هيتدفن.
سراج: و بعدين؟
إيلاف: مش معقول هنسيبه يدفن من غير حد من دمه و أهله.
حازم(بصدمة): قصدك ايه يا إيلاف وضحي.
إيلاف: أقصد تسمحلي أخد دارك لدفنة أخوه أرجوك.
سراج: مستحيل ده جنون مش طلب.
إيلاف: على ضمانتي هيرجع زي ما هأخده.
إيلاف: اعتبره طلب من اللواء فهد المصري.
سراج: فهد عمره ما هيطلب كدة.
إيلاف: ده طلب أرجوك تنفذه.
إيلاف حطت رأسها في الأرض بحرج من طلبها الكبير المستحيل بالنسبة لسراج.
سراج: نص ساعة كفاية أعتقد و هيروح في عربية من عندنا و حازم هيكون مسؤول.
سراج: و خليكي عارفة لو هرب ناس كتير هتقع بسببك يا إيلاف.
سراج: خليكي قد كلمتك يا إيلاف.
إيلاف: شكرا.
سراج: حازم الموضوع يبقى في سرية تامة يلا.
إيلاف خرجت من المبنى و ركبت في العربية اللي بدأت تجهز علشان ينقلوا فيها دارك و كان في ظباط كتير بأمر من سراج.
حازم جاب دارك اللي كان مستسلم للأمر و ركبه في العربية و لف ركب جمب إيلاف قدام.
حازم: ممكن أفهم عملتي ده ليه!
إيلاف: إنسانية.
إيلاف بصت على إيديها مكان خاتم دارك و اتنهدت، بعد فترة كانوا وصلوا قدام المقابر.
إيلاف نزلت و جريت على المقابر.
إيلاف: وقفوا.
يوسف: في إيه يا إيلاف! عايزين نخلص بقى.
مؤنس: في إيه؟!
إيلاف: لحظة.
إيلاف جريت على عربية دارك و خلت ظابط يفتحها، الظباط شدت دارك و خرجته من العربية.
دارك لمح إيلاف استغرب و بص حواليه.
دارك(بخفوت): أحنا فين؟
إيلاف: حازم هات المفاتيح.
إيلاف قربت من دارك و بدأت تفتح الكلبشات و الظباط مصدومين و طلعوا كلهم مسدساتهم ناحية دارك.
دارك: إيه ده كله؟!
حازم: لو فكرت بس أنك تهرب ساعتها اترحم على روحك.
إيلاف: قدامك فرصة تشوف أخوك لأخر مرة.
دارك لف برأسه ناحية المقابر و بص لإيلاف بصدمة و مشي بخطوات سريعة ناحية المقابر و وقف أول ما شاف رائد و هو جوا الصندوق الخشبي.
الكل بلا استثناء اتصدموا من وجود دارك.
إيلاف: نقدر نبدأ.
دارك نزل لمستوى رائد و تماسك بأعجوبة...
الشباب قربوا منه و بدأوا يشيلوا رائد مع دارك و نزلوا يدفنوه، دارك دموعه نزلت و مسحها بسرعة.
عامل المقبره بدأ يقفلها بعد ما الشباب طلعت و كان في شيخ بدأ يقرأ قرآن.
دارك كان واقف قدام قبر رائد مش قادر يستوعب أنه مش هيشوفه تاني.
حازم: إيلاف لازم نمشي.
إيلاف: خمس دقايق بس.
إيلاف قربت من دارك و وقفت جمبه.
دارك(بخفوت): شكرا.
إيلاف: عملت ده من أجل رائد.
دارك وقف قصاد إيلاف و بصلها مع ابتسامة باهتة.
دارك: كل حاجة هتنتهي متخافيش هترجعي لحياة طبيعية و هتنسيني و هبقى مجرد اسم مش فاكرة قصتك معاه حتى.
يوسف(بحدة): يلا يا إيلاف نمشي.
دارك قرب من إيلاف و حط ايده على خدها.
دارك(بهمس): بس أنتي هتفضلي حية في قلبي اللي اتكسر بموت رائد، هتفضلي موجودة في قلبي اللي عرف معنى الحياة بين ايديكي أنتي.
دارك(بهمس): أذيتك كتير عارف بس و مع ذلك لغاية دلوقتي بتعامليني بأصلك.
دارك(بهمس): خلي بالك من نفسك يا إيلاف.
دارك بِعد عن إيلاف كذا خطوة و إيلاف بِعدت بنظرها بعيد عنه و هي بتقاوم دموعها.
دارك: أنا جاهز.
حازم قرب من دارك و بدأ يحط الكلبشات في ايده و الظباط محاوطينه.
فجأة إيلاف وقعت مغمي عليها في الأرض، دارك زق الظباط و جري عليها لكن يوسف شدها بعيد عنه.
يوسف(بحدة): أرجع لعالمك كفاية أوي اللي عملته فيها.
دارك بِعد ببطء و هو مركز بنظره على إيلاف اللي مغمي عليها بين ايدين يوسف و مؤنس اللي بيشوف نبضها.
دارك بص للشباب بمعنى هما فهموه كويس، رجعوا دارك لمكانه في المبنى.
مؤنس: مجرد إغماء بسيط.
الممرضات بدأوا يتهامسوا و يتكلموا في كل اللي حصل و محدش عارف يلاقي تفسير نهائي.
نقلوا إيلاف في عربية و رجعوا للمستشفى.
بعد فترة، إيلاف فاقت و افتكرت كل اللي حصل و قامت حاولت تتعامل طبيعي.
هنا: إيلاف ايه الهالات السودة اللي تحت عيونك يا عيني مبقتيش مهتمة بجمالك.
إيلاف(ببرود): كدة كدة أنا جميلة و كمان يبقى عندي هالات سودة أحسن ما قلبي هو اللي يبقى أسود.
إيلاف سابت هنا و هنا بصت ليها بغضب، إيلاف عوضت كل اللي ساعدها بفلوس بدل اللي جلال خصمهم منها.
جلال: بمساعدتك أو من غير حبيب القلب خلاص هيتعفن في السجن و في الأخر هيموت.
إيلاف: و أنت فاكرني هموت عليه.
جلال: خلي بالك الفترة الجاية من حياتك لسة مجتش الأوامر بقتلك بس هتيجي.
إيلاف سابت جلال و مشيت ببرود.
-في مكان تاني...
عند دارك.
كانوا بيحاولوا يحصلوا منه على معلومات لكنه كان ملتزم الصمت و استخدموا كل الاساليب معاه لكنه فضل ملتزم بالصمت.
في شخص جه و بدأ يشيل القناع اللي كان لابسه و هيئ ليهم أن ده وشه الحقيقي.
دارك ابتسم ببرود ليهم و رجع رأسه لورا و غمض عيونه.
أدهم: بتضحك ليه يا؟!
أدهم نزل في دارك ضرب و هو متعصب منه.
أدهم: اتكلم بقى.
حازم: خلاص يا أدهم.
حازم: علفكرة السكوت مش هينقذك.
سراج: الأمر وصل لكل البلاد ده لو بتفكر تهرب الكل عرف شكلك الحقيقي و محاكمتك هتقرب.
دارك(ببرود): طيب ابقوا عرفوني بقى.
الكل كانوا اُستفزوا بسبب دارك و بروده.
-عدى شهرين ببطء على الكل بعد موت رائد الحياة نقصت حاجة بالنسبة للكل.
دارك اليوم بالنسبة ليه سنة و الساعة بالنسبة ليه يوم بدأ يعيش على الذكريات مع رائد و إيلاف، إيلاف رجعت معاملتها زي الأول و أسوأ كمان معاملتها مع الكل قاسية، الشباب كلهم مهمتهم بقت حماية إيلاف، و جوليا و أصلي لغاية دلوقتي مش عارفين يتواصلوا معاهم، حازم و شغف علاقتهم بقت قوية و جميلة، أدهم بيحاول يقرب من إيلاف تاني، يوسف مش عاجبه حالة إيلاف و كل فترة يتخانقوا بسبب الموضوع ده...
إيلاف كانت واقفة قدام مرآيتها و حاطة ايديها على بطنها و بصت لنفسها على المرآية و على بطنها اللي بدأت تبان و تظهر.
إيلاف(بتنهيدة): جه الوقت.
انجي: لسة قدامك فرصة.
إيلاف(بحدة): نزليه.
إيلاف غمضت عينيها و رجعت رأسها لورا.
انجي: البينج.
إيلاف افتكرت جملة لوالدها قبل كدة و اللي اتكررت على لسان دارك.
فهد: أوعي تحاسبي حد على ذنب حد تاني يا إيلاف، عندي في الشغل رجال الأعمال الكبار بيلبسوا التهمة لناس ملهاش أي ذنب.
فهد: في ناس بريئة مش قد ذنوب الناس التانية.
دارك: إيلاف متحاسبهوش على ذنب أنا اللي عملته بلاش.
دارك: هو ملهوش ذنب بلاش روحه بريئة.
إيلاف قامت منفوضة من مكانها و كان البينج لسة في أوله بصت لأنجي.
إيلاف(بخفوت): مش هنزله.
أنجي(بابتسامة): تمام.
انجي: هتفضلي عندي يومين نعملك فحوصات و نطمن على البيبي.
إيلاف بدأت تغير هدومها إيلاف لبست بنطلون باللون الأبيض و فوقه تي شيرت بكم صوف باللون الأزرق الهادئ و لبست كوتشي أبيض عالي و سيبت شعرها على ضهرها.
إيلاف مسكت شنطتها و خرجت بره شقتها و نزلت قابلت عم يونس البواب اللي حاول يكدب نفسه.
إيلاف ركبت عربيتها و ساقت ناحية المستشفى.
إيلاف نزلت و كل اللي قابلها علامات الاستغراب و التساؤل على وشهم...
يوسف قرب من إيلاف و مسكها من دراعها.
يوسف(بهمس، بحدة): أنتي كنتي حامل منه!
إيلاف: أيوه و مش هسمح لحد أنه يقرب من ابني.
إيلاف: الكل يسمع و اللي مش موجود بلغوه أيوه أنا حامل و محدش ليه علاقة حامل من مين أو ازاي محدش ليه دخل بيا.
إيلاف سابت الكل في صدمتهم و دخلت مكتبها و بدأت تشتغل و مركزتش مع أي حد بيتكلم عليها.
إيلاف حست بمغص في بطنها و قامت دخلت الحمام و خرجت لقت أسامة.
إيلاف: نعم.
أسامة: عرفت اللي حصل.
إيلاف: يخصك في حاجة؟!
أسامة: انا جاي أوريكي ملف مريض يا إيلاف.
إيلاف: اتفضل.
أسامة مد ايده بملف و إيلاف خدته منه و القت نظرة سريعة عليه...
إيلاف: الحالة مش صعبة بشكل كبير بس تمام هساعدك فيها.
أسامة: شكرا.
إيلاف روحت البيت بعد يوم متعب و توتر كبير من بكرة لأن دارك هيتعرض على القاضي.
إيلاف كانت بتجهز عشاء خفيف سمعت صوت خبط على الباب، إيلاف فتحت الباب ملقتش حد استغربت و بمجرد ما كانت هتقفل الباب خلاص فجأة لقت حد زقه و هي وقعت على الأرض.
إيلاف(بوجع): مين؟
أسامة: الموت يا روحي.
أسامة قفل الباب وراه و قرب من إيلاف اللي من كتر الوجع و التقل مكنتش عارفة تتحرك.
أسامة: هما قالولي اقتلها علطول بس أنا الصراحة حابب أدوقك شوية عذاب كدة.
أسامة مسك إيلاف من شعرها و جرها على الأرض و هي صرخت بسبب الوجع...
أسامة طلع سلاحه و وجهه ناحية إيلاف.
أسامة: اسمع نفس ليكي و اترحمي على نفسك و على ابنك.
إيلاف: أنت حيوان و مش هتقدر تعمل حاجة.
أسامة: متستفزنيش أنا ممكن أعمل حاجات فيكي متتخيلهاش.
أسامة قوم إيلاف من على الأرض و شدها ناحيته.
أسامة: تحبي تجربي؟
إيلاف عضت ايد أسامة و طلعت تجري ناحية الباب و لكنه لحقها، إيلاف قعدت تخبط على الباب و تصرخ لكن أسامة حط ايده على بوقها بغضب و بعدها عن الباب.
أسامة: الذوق مش نافع معاكي.
طاهر: تحب تجرب أنت هنعمل معاك ايه؟!
كمال: تشوف بنفسك و لا ايه؟
مالك: شكلك كدة مش بتفهم.
طاهر: نزل ايدك عنها.
أسامة بِعد عن إيلاف اللي بدأت ترجع بعيد عنه و قعدت على الكنبة بتعب و وجع.
أسامة فتح باب الشقة و نزل يجري و كمال و مالك وراه.
طاهر: كويسة؟
إيلاف(بتعب): عايزة الدواء.
طاهر: هو فين؟
إيلاف: جمب السرير بتاعي.
طاهر جري جاب شنطة مليانة دواء لإيلاف و هي بدأت تطلع الدواء بتاعها...
إيلاف: ماية.
طاهر دخل المطبخ يجيب ماية لإيلاف، إيلاف شربت الماية و خدت الدواء بتاعها.
أسامة(بصريخ): لاااااا.
إيلاف لمحت جسم أسامة من البلكونة بتاعتها و هو بيقع من السطح على الأرض، و مالك و كمال دخلوا من باب الشقة و قفلوا الباب.
مالك: مات.
طاهر: أحسن يغور في داهية.
إيلاف: خطر عليكم لازم تمشوا.
كمال: عندك حق.
طاهر(بحدة): هنمشي بس بعد كدة تخلي بالك من نفسك مش ناقصين دارك يجي يقتلنا علشان معرفناش نحميكي.
إيلاف: بلاش لف و دوران و قول خلي بالك على نفسك أحسن يا بخيل المشاعر.
طاهر: أنا بخيل المشاعر و أنتي ايه حتى مقولتيش لدارك أنك لسة حامل و مقتلتيش ابنه.
إيلاف: و مش هقوله هه.
كمال: مش هتروحي بكرة!
إيلاف: ممكن لسة معرفش و احتمال كبير لا مش عايزة أشوفه.
طاهر: قاسية.
إيلاف: شكرا.
مالك: لازم نمشي يلا بينا.
كلهم رجعوا من باب المطبخ و إيلاف حطت ايديها على رأسها تشوف حرارتها.
إيلاف: مظبوط.
إيلاف حطت ايديها مكان السلسلة لقيتها مش موجودة قامت بسرعة تدور عليها لقتها مرمية في الأرض وطت ببطء جابتها و لقت صورة والدها وقعت و استغربت لما لقت كارت موميري لأول مرة تشوفه.
إيلاف مسكت السلسلة و مكوناتها و جابت اللاب توب بتاعها باستغراب و بدأت تشغل الكارت في اللاب.
إيلاف لقت فيديو شغلته.
فهد: إيلاف لو شوفتي الفيديو ده يبقى أنا و أمك موتنا أنا عارف أنه صعب تعيشي من غيري أنا و صبا بس أنا متأكد أن ربنا هيعوضك.
فهد: عودتك على الشجاعة و جه الوقت أنك تثبتي فيه تربيتي ليكي.
فهد: أنا مُت علشان طول عمري بنصر الحق دايما.
فهد: الكارت ده هتلاقي عليه أسامي ناس ارتكبت جرايم و متحاسبتش عليهم.
فهد: ناس ملت البلد فساد و المسؤولين ساكتين.
فهد: ناس كانوا سبب في موتي و موت غيري.
فهد: عايزك تنتقمي من الناس الصح و زي ما قولتلك قبل كدة الناس الكبير بترمي الطُعم للناس الصغيرين علشان يحققوا أهدافهم و بس.
فهد: لو في يوم حسيتي أنك مش هتقدري تعملي ده ابعدي عن الموضوع و احرقي الكارت أهم حاجة سلامتك.
فهد: كان نفسي أسلمك لعريسك و أشوفك و أنتي حامل.
فهد: اختاري واحد وسيم زيي أكيد مفيش حد أحلى مني صح.
إيلاف ضحكت وسط دموعها.
فهد: تأكدي إني فخور بيكي في أي حاجة عملتيها و هتعمليها.
فهد: و سمي ابنك على اسمي فاهمة.
فهد: خلي بالك من نفسك يا حبيبتي.
إيلاف قفلت الفيديو و بدأت تشوف اللي موجود في الكارت و كان عبارة عن أسماء ناس كبيرة في البلد و بره البلد و أعمال غير قانونية و تجارة بكل حاجة بنات، مخدرات، أعضاء.
إيلاف قفلت اللاب و اتنهدت، إيلاف رجعت كل حاجة مكانها في السلسلة و قامت تحاول تنام لغاية الصبح.
في الصباح الباكر...
إيلاف يعتبر منامتش و قامت تغير هدومها بسرعة لأنها اتأخرت على المحكمة.
إيلاف خرجت بره الشقة لقت في جمهور من الناس و ظباط على جثة أسامة.
ظابط: راحة فين؟
إيلاف: لازم أروح مشوار مهم عن أذنك.
ظابط: اسمك ايه؟
إيلاف: هو في ايه؟!
يونس: معلش يا حضرة الدكتورة أصل جارك الدكتور أسامة مات.
إيلاف: ازاي؟
يونس: شكله كدة انتحر.
إيلاف: ممكن.
إيلاف: لو سمحت لازم امشي عندي عمليات.
ظابط: هاتي بطاقتك رهن.
إيلاف طلعت بطاقتها و ودتها لظابط و سابته و ركبت عربيتها و ساقت ناحية المحكمة في نفس اللحظة اللي عربية دارك وصلت و نزلوا دارك منها و كان في حراسة مشددة و صحافة و عدد كبير من الناس.
إيلاف نزلت من العربية و قربت من دارك اللي قدر يميزها و بص ليها.
دارك اتصدم من بطنها و مقدرش يتحرك من كتر الصدمة، إيلاف بصتله و حطت رأسها في الأرض بإحراج.
حازم: يلا يا عم الخفيف.
أدهم(بحدة): قدامي.
دارك بص لإيلاف و ابتسم و كان هيمشي بس لمح حاجة و جري على إيلاف بسرعة كبيرة الظباط ملحقتش تستوعب أنه بيهرب.
إيلاف بصت لدارك بصدمة لما لقته بيجري عليها و شدها لحضنه و لف مكانها و في اللحظة دي سمعوا صوت طلقة صابت دارك.
إيلاف رفعت ايديها اللي بدأت ترتعش و هي مصدومة على كتف دارك و حست بدم على ايديها...
إيلاف(بخفوت): دارك.