قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية طائف في رحلة أبدية ج3 للكاتبة تميمة نبيل الفصل السادس والخمسون

رواية طائف في رحلة أبدية ج3 للكاتبة تميمة نبيل الفصل السادس والخمسون

رواية طائف في رحلة أبدية ج3 للكاتبة تميمة نبيل الفصل السادس والخمسون

استفاقت بدور ببطىء و هي ترمش بعينيها، و ما أن استفاقت تماما حتى قفزت جالسة و هي تجذب الغطاء اليها بذهول، لكن ذهولها تحول الى شهقة مكتومة ما أن رأت أمين يجلس على حافة الفراش، محني الظهر و كأنه يفكر في مشكلة بلا حل...
ظلت بدور تنظر اليه بعينين واسعتين منتظرة منه أن يهينها و يذلها و. ينتقم منها، فابتلعت ريقها بصعوبة منتظرة بهلع...
لكن حين رفع رأسه أخيرا، قال بهدوء دون أن يستدير اليها...

(جهزي نفسك بسرعة، تأخرت على موعد عملي)
راقبته بذهول وهو يتجه الى باب الغرفة، فنادته قبل أن تستطيع منع نفسها
(أمين!)
توقف امين للحظات، ثم استدار اليها و للحظة رفت عيناه وهو ينظر اليها، و هي تنظر اليه بإستجداء ثم همست بضعف
(أنا آسفة، أرجوك لا تكرهني أكثر)
رد عليها أمين قائلا بخشونة
(انهضي لتستعدي، سنتأخر)
ثم خرج بهدوء مغلقا الباب خلفه دون أن يراضيها بكلمة، مما جعل رأسها يسقط بحزن كزهرة ذابلة.

كان الطريق الى كليتها طويلا للغاية، حتى أنها شعرت و كأنهما على سفر من ثقل الصمت الخانق من حولهما...
تتجنب النظر اليه عن قصد حتى بدأت تشعر بتشنج في عضلات عنقها، لكن التشنج العضلي أهون ألف مرة من تشنج أعصابها في وجوده بعد ما حدث بينهما ليلة أمس...
ارتجفت بشدة حتى شعرت بجسدها ينتفض انتفاضات خفية و الذكريات و الصور تتوالى على ذهنها دون رحمة، لا تسمح لها بتجاوز الأمر...

تيبست أصابعها فوق حقيبتها حتى أصدر الجلد صوتا عاليا، جعلتها تتسمر كي لا يلتفت لها...
الا أنه لم يفعل، فهو على ما يبدو يتجاهلها عمدا كذلك، لم يحادثها بكلمة منذ أن خرج من الغرفة صباحا، حتى أنه رفض تناول الفطور بحجة تأخرهما متهربا من نظرات أمه المتفحصة...
رفعت بدور جفنيها تنظر الى صورتها في المرآة الجانبية من نافذتها المفتوحة، وللحظة صدمها شكل وجهها!
لقد بدت، جميلة!
بل في الواقع جميلة جدا!

عقدت بدور حاجبيها و ضيقت عينيها و هي تنظر الى صورتها متفحصة أكثر...
الوجه نفس وجهها، لم تضع أي خط من خطوط الزينة...
لكنه كان يبدو أكثر جمالا بصورة لم تصدقها...
ربما لأنه كان متوردا أكثر! او ربما لأن شفتاها كانتا ممتلئتين بدرجة أكبر من عادتهما قليلا!
لا، كل هذا لا يقارن بجمال عينيها اللتين طغا شكلهما على ملامح وجهها كلها...

واسعتان، بهما نظرة جديدة من الخجل، و خوف من نوع آخر، لا يماثل خوفها الكئيب المعتاد...
و شيء آخر كالشغف و الرضا!
اهتزت بدور على الفور و ابتلعت ريقها بتوتر من شعورها المجنون!
ففغرت شفتيها قليلا و هي تنظر محدقة الى عينيها، لقد شعرت بمتعة ليلة أمس لم تعرف مثلها من قبل، على الرغم من أن العلاقة الزوجية لم تكن جديدة عليها...
الا أن الشعور الذي اختبرته مع امين كان مختلفا تماما عما عاشته مع راجح...

مع راجح كانت المتعة تكاد تكون معدومة، لم تشعر بنفسها امرأة جميلة معه...
بل كان دائما يمنحها شعور خانق بأنه يتنازل فيما يفعل معها، و أنه لا يفعل ذلك الا لأنها متوفرة و تحل له...
ربما كان يغازلها بكلمات معسولة كي ترضخ له، لكن عيناه كانت تشع سخرية صامتة دائما...
كانت تشعر معه بالخجل، لا خجل الأنثى العادي، بل خجل امرأة غير واثقة في نفسها مع زوجها...
لكن مع أمين!

كان شعورا غريبا، على الرغم من حقده عليها لدنائتها معه، الا أنه ليلة أمس لم يشعرها بذلك، بل كان رقيقا لدرجة لم تتخيل أن يكون عليها رجل أبدا
كان يكتشف معها عالما لم يدخله قبلا، و بدا أن هذا العالم يعجبه!
قبلاته و لمساته كانت...
أفلتت تنهيدة من بين شفتيها و لم تكن تعي أنها عالية الصوت، لكن حين وجدت أمين يلتفت اليها نظرت اليه تلقائيا قبل أن تستطيع أن تمنع نفسها، و تلاقت أعينهما...

فأعادت وجهها الى النافذة بسرعة و بعينين أكثر اتساعا، و ظل صدرها يعلو و ينخفض بسرعة سببت لها ألما حقيقيا...
ترى هل استطاع قراءة أفكارها من تنهيدتها!
اتسعت عيناها أكثر و أكثر، و ازداد تورد وجهها و خفقان صدرها الى أن قال أمين بصوت جامد لا تظهر به أي مشاعر من أي نوع
و ظل الصمت بينهما مجددا الى أن قال أمين أخيرا
(في أي ساعة ستنتهين اليوم؟).

انتفضت بدور و هي تنظر اليه، و تفاجئت بأنه قد أوقف السيارة و أنهما قد وصلا بالفعل أمام كليتها...
فنظرت اليه مجفلة تحاول تجميع كلمتين متزنتين ترد بهما، ثم قالت أخيرا متلعثمة
(أنا، سأنتهي الساعة الرابعة، يمكنني أن أستقل سيارة أجرة)
الا أن أمين أجابها دون أن ينظر اليها بصوت هادىء جاف
(بل سأمر عليك في الرابعة)
لعقت بدور شفتيها و قالت بصوت مرتجف
(صدقني استطيع أن).

قاطعها أمين قائلا بجفاء و نفاذ صبر وهو ينظر اليها
(لما تجادلين في كل شيء؟، قلت أنني سأقلك اذن سأفعل! ما الداعي من المعارضة؟)
شعرت بالحرج و أخفضت وجهها تنظر الى أصابعها المتشابكة فوق الحقيبة و تمتمت قائلة بقنوط
(أردت المساعدة فحسب)
تجهمت ملامح أمين وهو ينظر اليها و قد ذكرته نبرتها المستسلمة الحزينة برغبتها الدائمة في كسب رضا أخته عن طريق خدمتها بأي طريقة ممكنة، و هذا جعله يغضب من نفسه أكثر...

لذا قال في النهاية بصوت أجش
(حين أحتاج الى المساعدة سأطلبها منك بنفسي، هيا انزلي الآن و أبقي هاتفك تحت سماعك حين أتصل بك)
ردت بدور بخفوت دون أن ترفع رأسها اليه...
(حاضر)
ظلت مكانها للحظات مترددة و كأنها تريد الكلام معه في أمر ما، و في تلك الأثناء نظر اليها يتأملها قليلا، فهو كان يتجنب النظر اليها منذ الصباح عن قصد...
إنها تبدو جميلة اليوم، هل شفتاها متوردتين أكثر من كل صباح؟، أبسبب قبلاته ليلة أمس؟

شتم أمين بصوت خافت وهو يدير وجهه لينظر من نافذته يحك فكه بعصبية متعجبا من مدى تفاهته...
يتصرف كمراهق، بينما هي تبدو كامرأة واثقة مجربة ظلت متزوجة لأكثر من عام...
شعر بطعم صدىء في حلقه شديد المرارة، فقال بخشونة أكبر دون أن يلتفت اليها
(ماذا تنتظرين؟، هل تريدين قول شيء؟)
ساد صمت قصير دون رد، ثم قالت أخيرا بصوت أكثر خفوتا
(نعم)
ثم عادت لتصمت، بينما توتر جسده بالكامل...

ترى ماذا تريد أن تقول؟، هل تواتيها الجرأة كي تتحدث عما حدث بينهما ليلة أمس؟
هل ستسأله لماذا فعل ما فعل؟
الا أن بدور حين تكلمت أخيرا قالت بصوت خافت، الا أنه ثابت لا يرتجف
(لماذا ترفض أن أعود بنفسي للبيت؟)
عقد أمين حاجبيه دون أن يلتفت اليها، الغريب أنه شعر ببعض خيبة الأمل من هذا السؤال التافه...
هل هذا ما يشغل بالها بعد ليلة أمس!
الا أنه قال أخيرا بسخرية خشنة.

(هل هذا وقت مناسب كي تعطلينني بجدال تافه كهذا!)
صمتت للحظة و هي تنظر الى جانب وجهه الملتفت عنها ثم أجابته قائلة
(ليس تافها يا أمين)
حينها استدار اليها في جلسته و نظر اليها بملامح باردة، الا أن هذا البرود لم يصل الى عينيه، بل كانتا عميقتين، تنظران اليها بنظرة أدفئتها على الرغم من قسوة كلماته، نظرة خلت من احتقاره السابق...
لكن...
قال أمين فاتحا كفيه بجفاء.

(هل تجادلين لمجرد أنني لا أريد لك أن تستقلي المواصلات؟، هل يعجبك زحامها و تأخرها أم أنه مجرد عناد لا غير)
ظلت بدور تنظر الى عينيه و قد زال عنها ارتباكها و خجلها من ليلة أمس، فقد طغى ما يشغل بالها على تلك المشاعر التي عاشاها منذ ساعات، بل كاد أن يمحوه تماما...
فقالت بخفوت دون أن يهتز صوتها، و دون أن تحيد عيناها عن عينيه...

(لا تهمني المواصلات اطلاقا، بل يهمني السبب الذي يجعلك لا تأمن بتركي يوم واحد دون مراقبة)
تصلبت ملامح أمين بشدة، و تحولت شفتاه الى خط مشتد، بينما ظهر طيف القسوة في عينيه، لكنها لم تخافه، هي أصلا لم تخاف منه اطلاقا من قبل...
أمين ليس والدها...
أمين ليس زاهر...
أمين ليس راجح...
و حين بدا أنها قد أجفلته للحظات و لم يجد الرد المناسب، سبقته هي و تابعت قائلة تسأله مجددا.

(ما الذي تتخيل أنني قد أفعله من وراء ظهرك إن أغفلت عن مراقبتي ليوم؟)
تحول خط شفتيه المشتد الى فراغ صغير حين فغر شفتيه قليلا متفاجئا، ثم قال بنبرة حذرة قاتمة مختصرة
(ماذا؟)
ارتجفت للحظة جراء الحدة البادية على ملامحه، الا أنها تماسكت و قالت بجرأة مفاجئة
(سمعتني، لن أتظاهر بأنني لم أقل ما سمعت)
رفع أمين أحد حاجبيه ثم سألها ببطىء، مشددا على كل حرف كنوع من التهديد
(أتظنين أنني أراقبك؟).

أجابته بدور بصوت خافت واه
(لا أظن، بل أعلم أنك تراقبني، ما الذي تتخيل أنني قد أستطيع فعله خلف ظهرك؟)
الآن انعقد حاجبيه بشدة و تعقدت ملامحه وهو يقول بصوت عال غاضب
(أنا لا أراقبك)
رمشت بدور بعينيها و تسمرت اثر صيحته، الا أنها عادت و تمسكت بشجاعتها، و استدارت قليلا لتغلق نافذة كرسيها كي لا يخرج صوت أمين فيسمعه أحد زملائها، ثم نظرت اليه و قالت بخفوت ناظرة الى عينيه.

(نعم تراقبني، رأيتك أكثر من مرة تقف بسيارتك عن بعد تراقب انتظاري لك، و مرات أخرى تدور حول المكان. و تظاهرت بأنني لم أفعل، تظاهرت بأنني لم أرك)
للحظات ارتبك أمين أمام هدوء استجوابها، و شعر و كأنه هو من تم ضبطه متلبسا، فالأمر يحتاج الى رجل فاقد الثقة في نفسه كي يقوم بهذا، و ضبطها له وضعه في موقف لا يحسد عليه أمامها...
الهذه الدرجة هو خائب و كشف نفسه!

الا أنه سيطر على نفسه بأعجوبة و تسلح بالسخرية كي يداري خيبته و سألها هازئا بنبرة خطرة
(أنت غبية جدا يا بدور، ما الذي يدعوني لمراقبتك و انهاك نفسي و اعصابي، بينما أستطيع ببساطة فرض قيود لم تتخيلينها بعد، و أمنعك من الذهاب الى جامعتك بل و منعك من أن تطأ قدمك خارج باب البيت!)
ظلت بدور صامتة تنظر الى عينيه الساخرتين الغاضبتين، ثم همست بخفوت.

(لأنك لست والدي، لست زاهر، أنت محترم جدا يا أمين، أنت أكثر رجل محترم عرفته في حياتي، فعلى الرغم من تدليسي و خداعك بطريقة حقيرة، و على الرغم من الجريمة التي ارتكبتها في حق نفسي، الا أنك في النهاية لم تستطع تحميل ضميرك عبء حرماني من دراستي)
للحظات شعر أن كلامها قد مس شيء عميق بداخله تجاهها، الا أنه كابر و رفض اراحتها، فقال بسخرية
(هل من المفترض أن يشعرني هذا بشعور جيد تجاه نفسي؟).

لم توقفها سخريته، بل قالت موافقة بصوت خفيض و شبه ابتسامة حزينة تظلل شفتيها
(نعم، و أكثر)
كتف أمين ذراعيه و قال بجفاء وهو يواجهها
(الحقيقة أنه لا يشعرني بشيء، إنها حياتك و تلك هي فرصتك الأخيرة كي تبنين شخصية مستقلة لنفسك قبل فوات الأوان)
أطرقت بدور وجهها مجددا و ظلت تتلاعب بأصابعها قليلا، ثم همست دون أن ترفع وجهها اليه.

(حسنا، أنت غير مهتم و الأمر لا يمثل لك أي شيء خاص، لكنك لم تجب عن سؤالي بعد، لماذا تراقبني و ما الذي تتوقع أن افعله من وراء ظهرك؟)
فك أمين ذراعيه ببطىء، ثم مد أحدهما ليمسك ظهر مقعدها بكفه بشدة حتى ابيضت مفاصل أصابعه كملامح وجهه التي تيبست تماما على نحو مقلق، ثم قال بنبرة متصلبة
(هذا الحديث لا يرضيني، لا تتمادي يا بدور).

للحظة خافت و فكرت في التراجع، الا أنها تماسكت مجددا و أخذت نفسا قصيرا ثم قالت بسرعة قبل أن تفقد شجاعتها
(ما الذي يجعل أي رجل يراقب زوجته الا أن يكون)
صمتت للحظة، ثم قالت دفعة واحدة
(هل تعتقد أنني من الممكن أن أخنك؟)
اتسعت عيناه من هول ما نطقت، فأخفض يده و أمسك بذراعها بقوة حتى نشبت اصابعه في لحمها بعنف و هتف بتشنج
(اخرسي).

لم تشعر بدور بالألم من أصابعه، بل نظرت حولها بنظرة محرجة حزينة، جعلت أمين يتبع نظراتها و يدرك أنهما يقفان خارج كليتها، فدفع ذراعها ينفض كفه عنه، الا أن ملامحه لم تهدأ بل رفع اصبعا محذرا و همس من بين أسنانه
(احمدي ربك أننا في مكان عام، و الا لم أكن لأستطيع افلاتك دون عقاب بسبب كلامك القذر هذا)
ارتجفت بدور بالفعل، الا أنها قالت بصوت متداعي
(ليس كلامي هو القذر، أنا فقد قلت ما يدور في ذهنك).

اتسعت عيناه بذهول من تجرأها عليه، وهمس غير قادرا حتى على الصراخ فيها
(ما الذي انتابك اليوم؟، هل جننت كي تتكلمين معي بتلك الطريقة؟)
عضت على شفتها تحاول منع نفسها من المزيد من الكلام، يكفي أن قالت ما يحترق به ذهنها منذ فترة، لكنها لم تستطع، حاولت و لم تستطع الصمت، فقالت بنبرة عاجزة حارة
(أرجوك أرحني، أنا أتعذب بسبب ظنونك منذ فترة، هل تشك بي؟، أرجوك تكلم، قل أي شيء).

للحظات لم تهدأ ملامحه من النار التي اتقدت بها و ظل ينظر اليها و كأنه يود قتلها بسبب ما نطقت به...
الا أن تعمقه في النظر لعينيها البللتين المتضرعتين، جعله يتراجع قليلا و قد أظلم الغضب مع الظلمة التي غشت عينيه، ثم سألها بصوت جامد خطير
(مجرد سؤالك هذا مضحك يا بدور، كيف تخيلت يوما الا اشك بك! إن كنت خنت والدك!).

شعرت بدور و كأنه لكمها بقوة على غفلة، على الرغم من أنها هي التي بدأت هذا الحوار، لكن سماع هذا الإعتراف الصريح من بين شفتيه دون أي قدر من التردد جعلها تشعر بألم حاد يمزق صدرها بعنف...
ابتلعت بدور ريقها و هي تحاول أخذ نفس مرتعش، الا أنه كان مؤلما أيضا، فرفعت يدها الى صدرها الخافق و كأنها تريد تهدئة الألم الهائج به دون جدوى...

لم تبكي، و كأن الدموع راحة لها فأبت أن تقوم بوظيفتها في تلك اللحظة امعانا في زيادة الألم...
و ما أن وجدت صوتها و استطاعت النطق حتى أومأت برأسها و هي تعقد حاجبيها قليلا، ناظرة الى حجرها و أصابعها القابضة على عبائتها السوداء بشدة، ثم قالت بصوت خشن خافت
(حسنا، هذا عادل، حقك بالطبع).

لم يرد عليها أمين، كان منظرها في تلك اللحظة قادرا على تحريك الحجر من مكانه، لكنه لن يستسلم لهذا التعاطف الغبي، فنظر أمامه واضعا كفيه على المقود، و ساد صمت طويل بينهما، كلاهما غير قادرا على قطعه، الى أن قالت بدور أخيرا بصوت متداعي
(أعرف أنه من المستحيل أن تثق بي أبدا، لكن ما الذي أستطيع فعله، إن عدت للمنزل مرة وحدي، أو حتى خرجت بمفردي، أخبرني عن مخاوفك، ).

ظل أمين صامتا رافضا النظر اليها، لكن انعقاد حاجبيه و اشتداد مفاصل أصابعه فوق المقود أخبراها أنه يعاني أكثر منها، فتابعت تعفيه من الرد
(هل تظن أنك حين تراقبني بضعة دقائق في اليوم و تقلني ذهابا و عودة أنك بتلك الطريقة قد أحكمت الطوق من حولي فلن أستطيع ارتكاب أي خطأ!)
قال أمين من بين أسنانه دون أن يلتفت اليها و أعصابه تبدو على وشك الإنفجار
(اصمتي يا بدور لمصلحتك الخاصة)
لكنها قالت بسرعة.

(لكنني أستطيع التهرب من محاضراتي)
انتفض أمين ينظر اليها كانسان على حافة الجنون و هدر فيها بعنف
(ما الذي تسعين اليه بالضبط؟، هل تستفزين أعصابي كي أمنعك من متابعة دراستك مجددا! هل يستهويك لعب دور الضحية!)
هتفت بدور بقوة.

(بالعكس، أنا سأظل أسيرة كرمك لآخر يوم في عمري على ما آل اليه حالي الآن، لولاك لكنت مجرد خادمة ملقاة في بيت والدي يتم اذلالها يوميا حتى تموت من سوء المعاملة فتدفن دون أن تدمع عليها عين واحدة، لكنني الآن أدرس و على وشك الحصول على شهادتي الجامعية، ربما كان هذا سلاح صغير، الا أنه بالنسبة لي أغلى من كنوز العالم في تلك المرحلة من حياتي، فيوما ما من المؤكد سأحتاج اليها لأعتمد على نفسي حين تريد الزواج من أخرى، لن تجد من تقبل بك و أنت تحمل على عاتقك عبء مثلي، لذا أنا ممتنة، ممتنة جدا).

تصلب جسد أمين وهو يستمع اليها متفاجئا...
هل تظن أنه قد يطردها يوما ببساطة لأنه يريد الزواج، فتبحث عن مسكن و عمل لتعول نفسها!
هل تتخيل أن يفعل هذا بإبنة عمه! إن رأيها به مشرف حقا بعد كل ما قدمه لها!
تكلمت بدور بخفوت تنظر اليه بحزن
(لكنك لن تستطيع الصمود في تلك التضحية و أنت تشك بي، مهما راقبتني و لاحقتني، سظل تفكر كيف أقضي كل لحظة و أنت بعيد عني).

نظر اليها أمين بصمت و قد تلبدت ملامح وجهه و ظهرت المعاناة بوضوح في عينيه رغم قساوتهما...
فقالت متابعة بحذر مختنق
(لقد أحكم والدي الطوق من حولي طوال حياتي بطريقة لا تتخيلها، تربيت بشدة و كأن طفولتي كانت سجن طويل، لا أمل في الإفراج عني، متهمة كل يوم رغم أنني كنت مطيعة لدرجة العجز و ليس الأدب، و مع ذلك)
صمتت و هي تطرق برأسها غير قادرة على المتابعة في الضغط على الجرح المخزي بداخله...

توقعت منه أن ينفجر فيها جراء تطرقها الى خطأها بجرأة، لكن الصمت الذي واجهها شجعها بأنه ربما كان يستمع اليها بعقله للمرة الأولى، فقالت تهمس و هي تتشجع بعدم النظر اليه
(أي شدة في العالم لن تمنع الفتاة إن أرادت أن ترتكب خطأ، إنها ليست قطة قد تحتجز في قفص، بل هي انسانة ذات عقل يستطيع ابتداع مئات الأكاذيب و الحيل و ستكون أكثر مهارة كل يوم).

ساد الصمت بينهما طويلا، حتى نشبت أظافرها في راحة يدها بقوة، فقال على نحو مفاجىء آمرا
(انظري الي)
سرت رجفة في جسدها و شعرت بأنها لن تستطيع مواجهة عينيه اطلاقا، الا أنها لم تستطع عصيان أمره، فجازفت برفع عينيها اليه، كانت عيناه بركتين من مشاعر عاصفة هزت كيانها من أعمق أعماقه...
فانعقد لسانها تماما، و اتسعت عيناها بألم كصدى للألم في عينيه...
سألها أمين قائلا بصوت باهت، به كره دفين لم تستطع لومه عليه.

(هل لديك اقتراح يبرد النار بداخلي!)
أغمضت بدور عينيها عن عينيه الغاليتين، لكن إن حجبت صورتهما، فكيف تستطيع أن تصم اذنيها عن نبرة القهر الرجولي في صوته...
الغصة في حلقها تورمت حتى كادت أن تخنقها، فقال أمين بنبرة أكثر حرارة و غضبا على الرغم من خفوتها
(هل لديك وصفة لعلاج احساسي بالغدر و الخداع من الفتاة الوحيدة التي قررت اعطائها اسمي؟).

ظلت بدور مغمضة العينين، ساكنة الملامح و كأنها راحت في سبات عميق و لم تسمعه، الا أن دمعتان ثقيلتان شقتا طريقهما على وجنتيها من تحت جفنيها المسبلين أخبرتاه أنه أصاب الهدف...
الى أن قالت بصوت مختنق و هي تفتح جفنيها ببطىء
(لن أطلب منك أن تثق بي، لكن على الأقل ثق بأنني لن أجازف بالفرصة الاخيرة التي منحها الله لي كي لا أقع بين يدي والدي و أخي فيسحقونني بأقدامهم، انا).

صمتت للحظات و هي تنظر اليه بعينين حمراوين مبللتين، بنظرة مست كيانه دون رحمة...
ثم همست بخفوت
(أنا، يحزنني قلقك و أريد أن أطمئنك كي ترتاح)
ابتسم أمين ابتسامة ساخرة شديدة المرارة، ثم كرر كلمتها سائلا
(أرتاح يا بدور! هل تظنين هذا ممكنا!)
عضت بدور على شفتها للحظة، ثم جازفت و سألته بصوت متردد
(هل خطأي بمثل هذه البشاعة يا أمين؟)
ارتفع حاجباه فوق عينيه الذاهلتين الغاضبتين و سألها غير مصدقا.

(ألديك الجرأة على السؤال!)
ابتلعت الغصة المؤلمة في حلقها المتورم، و هي تستمع الى سؤاله المصدوم بعد كل ما حدث، فهمست بصوت مختنق
(أنا أخطأت خطأ بشعا في حق نفسي و في حقك أولا، لكن هل أنا عديمة الدين و الأخلاق! هل خطأي غير قابل للغفران!)
أظلمت عينا أمين بشدة وهو ينظر اليها، فالتفت ينظر الى الطريق أمامه و ساد الصمت بينهما قبل أن يقول أخيرا بصوت ميت.

(تسألين لأنك لم ترتكبي حراما شرعا، لكن خيانة الثقة يجعلك عديمة الأخلاق يا بدور، و ما فعلته في حقي بالتأكيد يعد حراما شرعا، كان هذا تدليس)
نظرت بدور من نافذتها و همست بعذاب
(نعم، لا أستطيع الجدال في هذا)
أخذت نفسا مرتجفا عميقا و هي تحاول تهدئة نفسها كذبا ثم تابعت بخفوت و هي تضع يدها على مقبض الباب
(سأنتظر اتصالك، اعتن بنفسك).

التفت ينظر اليها، الا أنها خرجت هذه المرة دون اضافة أي كلمة أخرى، فراقبها و هي تسير ببطىء و عرجها لا يكاد يكون ملحوظا، ربما لأنه اعتاد رؤيتها مؤخرا فبات الأمر طبيعي بالنسبة له...
اختفت بدور تماما من أمامه فعاد ينظر الى الطريق وهو يتنهد تنهيدة عميقة مثقلة...
لم يتخيل أن يبدأ هذا الصباح تحديدا بهذا الشكل!

لقد استيقظ بحال غير هذا تماما، بل على النقيض، كان يشعر بشعور رجل نال متعة في الحلال بعد أن ثبت على الإلتزام لسنوات...
صحيح أنه كان مضطربا لأنه استسلم لغرائزه معها، لكنها زوجته و قريبة منه للغاية و لم يستطع منع نفسه، و لم تكن منفرة كما توقع بالطريقة التي صورتها له نفسه حقدا عليها...
بل كانت وديعة و خجولة، ترتجف بين ذراعيه بوجل كعصفور صغير...

و تخيل أن تكون هي أيضا مرتبكة مثله هذا الصباح، لكن ما فعلته أنها كلمته بمنتهى الجرأة و الوقاحة في شكوكه و بمنتهى البرود...
بالطبع، كان غبيا حين توقع غير ذلك، فما حدث بينهما ليلة أمس لم يكن بالنسبة لها سوى مجرد ليلة كليال كثيرة عاشتها مع راجح من قبله فبات الأمر بالنسبة لها طبيعي روتيني...
رفع اصابعه الى شعره بعنف وهو يشتم بقوة غير قادرا على تحمل هذا القهر الذي يشعر به...

نار، نار حارقة تأبى أن ترحمه كزوج و رجل شرقي...
حرك السيارة بعنف مبتعدا عن كليتها و عنها، عازما أن يقتلعها من تفكيره الأيام القادمة بالقوة، حتى و ان اضطر الى توصيلها و الاجتماع بها على مائدة طعام، سيفعل ذلك دون حتى أن ينظر اليها...
ما فعلته بدور لن يغتفر أبدا، أبدا...

اتجهت بدور الى دورة المياه الخاصة بالفتيات في الكلية كي تغسل وجهها و هي تشعر بالإرهاق بعد بضعة ساعات منذ أن تركها أمين، إرهاق جسدي و نفسي جعلها تتمنى تغمض عينا و تفتحها فتجد نفسها تحت غطاء سريرها دون أن تضطر الى مواجهته مجددا...
لكن لا سبيل لذلك، دقائق و سيصلها اتصاله كي تخرج اليه كمن يساق الى الحكم بإعدامه نفسيا مثل كل يوم...

لكن بينما هي تغسل وجهها و ترفعه كي تنظر الى نفسها، هالها كم تغيرت ملامحها عما رأته عليها صباحا...
التورد زال و حل محله الشحوب، و العينان المشعتان انطفئتا و ظهر لون أزرق باهت تحتهما، لكن نظرة الإنكسار فيهما واضحة كالشمس...
تنهدت بدور و هي تلامس وجهها تراقب عينيها بشرود، لكن دخول فتاة أخرى جعلها تتوتر تلقائيا و تخرج من شرودها...

ابتسمت لها الفتاة بعفوية و اتجهت الى المغسلة بجوارها و هي تقول بارهاق لكن بنبرة مرحة
(مراجعة مرهقة، شعرت بعقلي يحترق في نهايتها، أتمنى أن يمر هذا العام بسلام)
ظلت بدور صامتة للحظات و هي تنظر اليها بعدم فهم، فالتقت عينا الفتاة بعيني بدور الحائرتين في المرآة، مما جعلها تعقد حاجبيها و تقول ضاحكة بعصبية
(أنا معك في نفس الدفعة، لا تقولي أنك لم تلحظيني!).

ضاقت عينا بدور و هي تمعن النظر فيها، لكنها بدت عاجزة عن التعرف عليها، فتابعت الفتاة تقول بعدم تصديق
(لقد اقترب العام من الإنتهاء بالله عليك!)
هزت بدور رأسها قليلا و همست بحرج و ارتباك كبير
(اعذريني أنا، آسفة جدا)
ضحكت الفتاة و هي تستدير اليها قائلة ببساطة.

(لماذا قلبت الأمر الى مثل هذه الجدية! لا بأس لم أعتبرها اهانة، في الواقع لست زميلة لكم منذ البداية، لقد انتقلت الى الكلية هذا العام فقط و بالطبع مع هذا العدد الكبير، من الطبيعي الا تلحظيني)
ثم مدت يدها الى بدور قائلة بابتسامة عريضة
(رضوى)
نظرت بدور الى يدها المبتلة بارتباك و حاولت البحث عن محارم ورقية كي تجففها، الا أن رضوى هزت رأسها ضاحكة و هي تتناول كف بدور بالقوة رغم ابتلالها قائلة.

(يا فتاة هات يدك، إنها مجرد قطرات ماء)
صافحتها بدور قائلة بخفوت و حذر
(بدور)
نظرت اليها رضوى و قالت تتأملها بدقة
(اسمك جميل يا بدور، لكنني أعرفه، لأنني بعكسك، لاحظتك كثيرا)
انتفضت بدور لسبب مجهول...
لماذا تعرفت اليها؟، هل سبق و رأت راجح يقلها من الكلية سابقا؟
لكنها تقول انها انتقلت هذا العام فقط!
ابتلعت بدور ريقها و سألتها بتوتر
(لاحظتني! لماذا؟، ما المميز في؟، آه العرج ربما. )
قالت رضوى بمودة.

(لا اطلاقا، ليس هذا هو السبب، كما أن العرج بسيط جدا، لا داعي لأن يفقدك الثقة بنفسك)
اطرقت بدور برأسها لا تعرف كيف تجاريها في الكلام، بينما تابعت رضوى قائلة مبتسمة
(أنت عروس الدفعة، واللهم لا حسد، لاحظنا أن زوجك يقلك بنفسه صباحا و مساءا مهما كانت مواعيد المحاضرات، يبدو أنكما قد تزوجكتما عن حب).

ازداد شحوب وجه بدور و هي تنظر الى رضوى بنظرات فارغة، بداخلها ضحكة عالية أشبه بالهيستيريا من شدة سخرية الموقف، الا أنها قالت في النهاية بإختصار
(إنه، ابن عمي)
أومأت رضوى دون أن تظهر عليها ملامح معينة، لكنها أجابت دون أن تفقد ابتسامتها.

(مبارك لكما يا بدور، اسمعي، أنا على الرغم من أنني هنا منذ ما يقرب من ستة أشهر فقط، الا أنني تعارفت مع مجموعة مرحة جدا من الفتيات وأصبحنا صديقات و نخرج كثيرا، لما لا تأتين معنا؟)
هتفت بدور برفض مبالغ فيه
(لا، مستحيل)
تراجعت الفتاة للخلف خطوة رافعة حاجبيها و قالت بدهشة
(لماذا؟)
شعرت بدور أنها قد بالغت في اظهار خوفها، فخففت من حدة صوتها و قالت متلعثمة
(زوجي لن يوافق مطلقا).

عقدت رضوى حاجبيها و تلاشت الإبتسامة عن وجهها أخيرا و سألتها بعدم تصديق
(هل يمنعك من الخروج مع صديقاتك؟، لماذا؟)
تعقدت ملامحها أكثر و اعتبرت سؤال رضوى اهانة لها و لأمين رغم أنها لم تقصد به شيئا، فرفعت بدور ذقنها و قالت ببرود قاطع
(هو حر، أنا زوجته وهو حر فيما يأمرني به)
ازداد ارتفاع حاجبي رضوى أكثر، الا أنها ابتسمت ابتسامة مختصرة و هي تقول بطريقة رسمية.

(مبارك لكما مجددا، إن احتجت أي شيء لا تترددي، سلام)
خرجت رضوى و بقت بدور تنظر الى نفسها في المرآة بعينين باهتتين فارغتين...
ياااااااااه، لكم هي نكرة! مجرد نكرة مضحكة...
لابد و أن هذه الفتاة ستذهب الى صديقاتها و تحكي لهن ما جرى بينهما ليسخرن منها و من أمين، و ربما كان متفقا من البداية أن يدفعن رضوى اليها كي تستجوبها حتى يجدن أضحوكة جديدة مثلها...
امسكت الحوض بكفيها و هي تعض شفتيها بخزي.

لماذا أظهرت نفسها بتلك الطريقة امامها و كأنها جارية لا تملك أمر نفسها!
لكن ماذا كان بيدها أن تفعل غير ذلك! مجرد طرح الفكرة على أمين تعد دربا من دروب الجنون...
لذا أرادت أن تغلق أي مواضيع مشابهة، كي لا يتكرر العرض مجددا...
خرجت بدور الى الرواق بتثاقل، تنظر الى ساعة معصمها بملل
لقد تأخر أمين! حسنا لا تملك سوى انتظاره
و بعد بضعة دقائق من السير البطىء بين أروقة الكلية، سمعت رنين هاتفها فأجابته بسرعة قائلة.

(السلام عليكم، دقيقة و أخرج اليك)
الا أن صوت أمين أتاها غاضبا عصبيا و نافذ الصبر
(أنا لست في الخارج، أنا لم أصل بعد، لقد توقفت بالسيارة بعد أن ازدادت سخونتها بشكل كبير، و حاليا لا تتحرك)
ارتفع حاجبي بدور و هي لا تدري ما تقول، فهمست بغباء
(آآآه، هذا مؤسف، لا بأس، سأنتظرك)
زفر أمين يجيبها بحدة.

(لا، لا تنتظري، أنا أقف هنا فيما يقارب الساعة و لا يبدو أن المشكلة ستحل قريبا، اسمعي، استقلي سيارة أجرة و عودي الى البيت على الفور)
ازداد ارتفاع حاجبيها و فغرت فمها بدهشة، فتابع أمين بنبرة أكثر عصبية
(بدور، أين ذهبت، هل سمعتني؟)
هزت رأسها للحظة و لم تستطع منع ضحكة صغيرة أفلتت من بين شفتيها و من سوء حظها التقطتها أذنا أمين فهتف مزمجرا.

(هل تضحكين؟، هل هناك ما يسليك في وقوفي تحت هذه الشمس الحارقة على جانب الطريق منذ ساعة! هل هذا فائض غباء منك أم أنك تتحدين قدرتي على التحمل!)
وضعت بدور يدها على فمها تحاول كتم ضحكتها و قالت بصوت مكتوم حاولت أن تجعله متزنا قدر الإمكان
(آسفة، أنا فقط، تعجبت لأن شجارنا صباحا، من الواضح كان غير ذا قيمة، فها أنت تضطر لاطلاق سراحي)
هتف أمين بجنون مضحك
(اصمتي يا بدور، يومي لا ينقصك في تلك اللحظة تحديدا).

صمتت بدور بالفعل، الا أنها لم تفقد الإبتسامة على وجهها، ثم سألته بعد لحظة بهدوء
(أين أنت تحديدا؟)
أجابها أمين متذمرا عن اسم الطريق الذي يقف فيه، ثم أمرها قائلا بخشونة
(الآن استقلي سيارة أجرة الى البيت و ما أن تصلين اتصلي بي و أخبريني)
ردت بدور بخفوت مبتسمة
(لا بأس، لا تقف تحت الشمس طويلا)
قال أمين بفظاظة
(اغلقي الخط يا بدور، لا أريد أن أتهور عليك).

ثم أغلق الخط بينما بقت هي تنظر أمامها مبتسمة، على الرغم من الآلام التي تخنقها، الا أن الله يرسل لها ابتسامة كل حين لتخفف عنها حزنها، ابتسامة هي في الحقيقة لا تستحقها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة