قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية طائف في رحلة أبدية ج2 للكاتبة تميمة نبيل الفصل السادس

رواية طائف في رحلة أبدية ج2 للكاتبة تميمة نبيل الفصل السادس

رواية طائف في رحلة أبدية ج2 للكاتبة تميمة نبيل الفصل السادس

نعم لقد انتهكوا جسدها من قبل خوفا من أن تتلاعب بها أهوائها اكثر فتجلب لهم المزيد من العار...
لكنهم لم يستطيعوا سلبها تلك النبضات العنيفة لقلب يصرخ بحب هذا الرجل...
نبضات تتضاعف مع نظراته لها، و كأنها المرأة الوحيدة على سطح كوكبه...
تيمائه التي لن تطئها قدم بشر غيره...
بعد مضي ساعات لهما معا...
عنيف المشاعر، مهيمن عليها ببراعة و دون غباء فرض السيطرة...
عرفت تيماء الجواب...

قاصي لا يستعبدها جسديا، انما روحيا...
لم يكن الجسد عاملا قويا في علاقتهما، بل مجرد رفاهية...
أحاطت عنقه بذراعيها أخيرا و هي تجلس مواجهة له على ركبتيه...
ترتدي القميص الناري الذي ألبسه لها بنفسه، دون أن يلجأ الى اشباع رغبته على الفور...
أشعرها في كل لحظة كم هي أنثى مرغوبة و جميلة، و كيف يحب أن يراها تحديدا...
كانت تستمع الى صوته وهو يغني لها همسا امام شفتيها بصوتٍ غير مسموع تقريبا
يا غريب الدار بأفكاري.

قد تخطر ليلاً و نهار
أدعوك لتأتي بأسحاري
بجمال فاق الأقمار
الثغر يغني و يٌمني
و الطرف كحيل بتار
صمت الهمس الملحن بصوته الأجش، فتابعت هي بدلا عنه و هي تهز رأسها بشعرها المموج المجنون
و القلب أسيرٌ هيمانٌ
ما بين بحور الأشعار
رفع اصبعه يتحسس بهما الكلمات فوق شفتيها المكتنزتين كشفاه الأطفال، متورمة من شوق قبلاته و التي تبدو و كأنها لا ترتوي أبدا، بل تزيد توقا كلما اتزاد منها...

صمتت تيماء و هي تنظر اليه بعينين كالجواهر، تلمع بألف لون، بينما أصابعها تداعب شعره و هي تنهل من جمال ملامحه...
تكلم قاصي بصوت مختنق وهو يضع كفه على معدتها مجددا و كأنه لم يصدق بعد...
(متى سنتأكد؟)
همست تيماء له بمحبة و تعاطف و كأنها تحادث طفلا مشتاق للعبة العيد
(ليس أقل من أسبوعين، أنت مجنون حقا)
همس لها قاصي باستياء من طول المدة
(كل هذا الوقت؟، كيف تشكين في الأمر الآن اذن؟).

ازدادت ابتسامتها تعاطفا و قالت بخفوت
(أنا فقط منتظمة المواعيد، لذا التأخير يثير للشك، كنت أنتظر فقط لأتأكد من الأمر، لا لأتخلص منه كما تفضلت أنت و لمحت بكل عاطفية)
أظلمت عيناه قليلا، و شعرت بأصابعه تشتد على خصرها، و بدا و كأنه يصارع شيئا ما بداخله...
ثم لم يلبث أن قال لها بصوت خافت أجش
(لا مجال للتراجع الآن يا تيماء، الملكية الحصرية و الوحيدة عادت لي، بكِ و بابني).

أخذت تيماء نفسا عميقا و هي تنظر اليه باستسلام حزين، انها تحارب وحوشا خفية في ظلام دامس...
و ستكون مهمتها شاقة جدا، و مؤلمة جدا...
هتفت أخيرا بخفوت يائس، بدا كأنين محتضر
(أحبني أرجوك)
ارتفع حاجبيه قليلا وهو يسمع تيمائه تهتف له متوسلة مشاعر كتلك التي وقعت عليها تسليما له بحصرية منذ سنوات، منحته ما لم يناله من أي أنثى سواها، أو من أي مخلوق آخر غيرها...

ظلت تنتظر منه أن يجيب توسلها، وهو ينظر اليها عاقدا حاجبيه و كأنه لا يعرف ماذا يقول...
فهمست له بخفوت متألم
(هل ما أطلبه صعبا لتلك الدرجة؟)
ضاقت عيناه وهو ينظر اليها بتلك العواصف الداكنة بهما، ثم همس قائلا
(هل أملك ما منحتني اياه يا صغيرة؟)
أفترت شفتاها عن ابتسامة حزينة و هي تهمس
(تعترف اذن أنني منحتك الكثير)
رفع كفيه ليجدل أصابعه في خصلات شعرها المتشابكة و قال بخشونة وهو يتأمل كل ذرة من وجهها.

(منحتِني تيماءا واسعة وسع الكون، لا تتسع سوى لخيولي الجامحة، أنا فقط. )
و أنت منحتني ألما، و لا تزال...
كانت تلك هي الكلمات التي ارتسمت على قلبها، الا أنها لم تنطق بها، بل اكتفت بأن مالت اليه و احتضنت وجه بين ذراعيه تضمه الى صدرها...
فهمس لها مغمضا عينيه
(أحب احتضانك لي)
همست فوق شعره برقة
(و أنا أيضا)
مال قاصي بها الى الفراش بعد لحظاتٍ طويلة، الا أنها تلوت و قفزت واقفة و هي تهتف بسعادة.

(أنا جائعة، و أنت لا تشبع)
عقد قاصي حاجبيه وهو يقول مهددا
(تيماء)
الا أنها جرت منه كغزال مشاغب بشعرها المتطاير كالأسلاك اللولبية في كل مكان بصورة فتنت عينيه أكثر
فقام من مكانه قافزا من مكانه خلفها ليمسك بكفها قبل أن تخرج من الغرفة فدارت حول نفسها و هي تتمايل معه بنعومة، بينما تقبل رقصها بتمايل مثله يتناغم معها على لحن يعرفه كل من جسديهما...

لا تزال تحفظ كل حركة، كل تمايل تتقدم به، يقابله تمايل من جسده الرشيق يتراجع به لها...
كانت تطير فوق النجوم، ترفع وجهها للسقف و كأنها ترى السماء الواسعة عبره...
يده هي القيد الوحيد الممسك بكفها يمنعها من السفر الى فضاء بعيد، بعيد جدا، لا تلامس فيه قدميها الأرض...
هتفت له و هي تراقصه و تدور حول نفسها عدة دورات بجنون
(أحبك، أحبك يا مجنون).

اعتقلتها ذراعه لتوقف جموحها، قبل أن يحملها عن الأرض لاهثا، ثم نظر الى عينيها المتوهجتين بعينيه ذاتا الجمرتين
(يكفي هذا، أنت تحملين طفلي، تلك الحياة التي منحتها لي)
ابتسمت تيماء و فكرت في تلك اللحظة...
أن خبر تأكيد حملها، هو أروع أمنية انتظرتها في عمرها كله، فهو الحياة لقلب حبيبها...

تعالى صوت تنفسه الهادىء و رأسه ترتاح على صدرها بعد أن راح في سبات عميق...
بينما تركت هي الضوء الجانبي مضاء له، و ظلت تلاعب شعره بنعومة و هي غير قادرة على النوم براحة مثله...
اخذت تمرر كفها على ذراعه المحيطة بخصرها و كأنها تتحدى أي كابوس في العبور اليه دون أن يتجاوزها هي قبلا...
ارتفع وجهها فجأة حين سمعت صوتا مكتوما لرسالة نصية وصلت الى هاتفها!
رمشت بعينيها و هي تهمس بخفوت ناظرة حولها
هاتفي!

ثم تذكرت بجنون أنه لا يزال في جيب بنطال قاصي من وقتها!
نهضت من مكانها بسرعة و هي تبحث عنه الى أن وجدته ملقى أرضا باهمال، فانحنت لتخرج الهاتف من جيبه، ثم فتحت الرسائل باصابع مرتجفة...
و كما توقعت بصدمة، كانت رسالة أخرى من والدها!
على الأقل تحلي ببعض الأدب و أجيبي على رسالة والدك! لكن هذا ما توقعته منكِ
نظرت بسرعة الى قاصي و الذي كان يغط في نوم عميق و لا يشعر بنهوضها من جواره...
و بدت مترددة...

واقفة مكانها لا تعرف هل تتجاهل الرسالة الثانية من سالم الرافعي، أم ببساطة ترد عليها ببرود و ترفع...
ظلت تنظر الى قاصي عدة لحظات اضافية، ثم أخذت قرارها فأرسلت الى والدها، تكتب بتوتررسالة مختصرة
كنت في الخارج و عدت متأخرة، أنا بخير و شكرا على سؤالك و عرضك للمساعدة، لكنني لا أحتاجها...
أرسلت الرسالة ثم وقفت مكانها تلتقط نفسا عميقا و هي تشعر بمشاعر غريبة للغاية...

لكنها انتفضت حين صدح صوت رنين الهاتف في يدها فجأة!
اتسعت عينا تيماء و قفزت برعب و هي تسارع بغلق زر الصوت باصابع خرقاء...
ثم تحركت متعثرة لتخرج من الغرفة على أطراف أصابعها...
كانت كمن تخرج بعد نوم زوجها لتخونه مع آخر!
نعم هذا هو الشعور تماما، أنها تخون زوجها بردها على سالم...
لكنها كانت تريد الرد...
ستسمع ما يريد ثم تغلق الهاتف ببساطة و ينتهى الأمر فلا يعود الى عرض تلك المساعدة المتأخرة جدا...

رفعت تيماء الهاتف الى أذنها بعد أن ابتعدت عن الغرفة، و قالت بخفوت فاتر
(نعم)
ساد الصمت لعدة لحظات قبل أن يصلها صوت سالم الرافعي ليقول بجمود
(قمتِ بالرد اذن)
تردتت تيماء و هي تتحرك ببطىء، و أصابع قدميها تتلوى تحتها على الأرض، ثم قالت بنفس الخفوت الفاتر
(هذا ما يبدو)
قال سالم بصرامة
(هل هو معك؟)
شعرت تيماء بخجل أحمق، ارتباك غبي و هي تجيب
(نعم، هو نائم الآن).

سمعت صوت ضحكة قصيرة مستنكرة خشنة، بدت ضحكة تقزز، فازداد امتقاع وجهها و برود قلبها، الى أن قال والدها في النهاية...
(لماذا، فقط لماذا تسمحين له أن يسلبك أي قدر تمتلكين من الكرامة و الشخصية؟، الا ترين ما يملكه من نقص و دناءة روح، و بالرغم من ذلك تسيرين خلفه دائما عمياء الروح، مسلوبة الشخصية و الأرادة)
يا عديمة الكرامة!
كلمة قاصي العنيفة نفسها، من سخرية الوضع أن كل منهما يتهمها بأنها عديمة الكرامة...

ظلت تيماء واقفة مكانها و الهاتف على أذنها، تنظر الى الفراغ المظلم المحيط بها، بينما تابع سالم الرافعي يقول بغضب مكتوم
(منذ سنوات كنتِ مراهقة تجري خلف شهواتها، أما الآن، فما هو السبب؟، ما هي نقطة ضعفك تجاهه و التي يمسك بها ليذلك بتلك الطريقة؟)
أظلمت عينا تيماء و كلمات والدها تصفعها بقوة و دون هوادة، و ما أن انتهى من كلامه المحتقر، حتى قالت بخفوت بطيء...

(حين كنت مراهقة، لم تفكر سوى بأنني أجري خلف شهواتي، لكن دعني أخبرك شيئا يا أبي، ها قد مرت السنوات، و عرفت أن الشهوات لم تكن هي ما يربطني به، و رغم ما فعلته معي، ها أنا معه في النهاية، لم تنجح في قتل قاصي الحكيم بداخلي)
ساد صمت متوتر طويل بينهما، الى أن قال والدها بخفوت صلب
(لم تنسي بعد، لازلت تحقدين علي بسبب ما حدث)
ابتسمت تيماء ابتسامة حزينة، تحمل ظلالا سوداء، ثم قالت بخفوت.

(و هل ينسى هذا؟، لم تكن امرأة يوما يا أبي كي تفهم بشاعة ما حدث)
ساد الصمت القاتم مجددا، ثم قال سالم بصوت أجش
(مهما كانت ظنونك، فقد كنت أفعل هذا لمصلحتك)
هتفت تيماء بصوتٍ أعلى قليلا
(بل كنت تعاقبني)
رد سالم عليها بقسوة
(نفس الشيء)
صمتت تيماء و هي تشعر بأن كلماته كانت أكثر قسوة من الشفرة الحادة المريقة للدماء...
وقفت و هي ترتجف فعليا بألم لم تظن أنه لا يزال موجودا في ركن مظلم من زوايا روحها...

قال سالم بصوت أجش
(لم تكوني الوحيدة)
فغرت تيماء شفتين متيبستين، ثم قالت بقسوة خافتة
(تعلم كيف حدث، تعلم أنك اقتلعتني من بيئة بعيدة من بيئتك و ذبحتني حية، لا يا أبي، كنت الوحيدة فيما جرى، لطالما كنت الوحيدة في أي شيء يخصك)
رد سالم بصوت عنيف مكتوم.

(لقد أعطيتك كل ما أستطيع، الا تتذكرين لي أي شيء؟، ربما لو كنت قد رميتك أنت و أمك بكل معنى الكلمة، لكنتِ حينها عرفتِ الفرق، كان لكِ والد في الخفاء يا تيماء، عشتِ في كنفه مرتاحة و آمنة، لكنك اخترت الخروج من هذا الأمان الى أقرب يد عابثة امتدت اليكِ لتعوض نقصا بامتلاكك، كانت يد الحقير الذي كان و لا يزال يتلاعب بكِ لسنوات طويلة جاعلا منكِ سلعة رخيصة لمتعته، و أنتِ تقبلين).

أغمضت تيماء عينيها و هي تشعر بأن الكلام غير مجدي...
لقد بات الحوار بينهما كضرب جثة هامدة، منفر و موجع دون جدوى...
همست أخيرا.

(لماذا تتصل بي الآن يا أبي؟، لقد اخترت طريقي بعيدا عنكم و انتهى الأمر، هل تشعر بالخزي لأن قاصي انتصر عليكِ؟، لو كان الأمر كذلك فأرح بالك، ليس هناك أي انتصار لأي منا، نحن مجرد غريبان في هذه الحياة تلاقينا و كأنما وجد كل منا الآخر، ليرى به وطنا افتقده، أرجوك كفى، لقد اكتفيت يا أبي، والله اكتفيت من الألم و لا أرغب سوى ببعض الراحة)
ساد الصمت بينهما، طويلا، الى أن قال سالم الرافعي أخيرا بعنف.

(لا تزال الفرصة متاحة لكِ يا تيماء، اتركيه و أنا سأنال منه، و أزوجك واحدا من أسياده)
اغمضت تيماء عينيها و هي تهز رأسها يأسا...
نعم، ليس هناك أي فائدة من الكلام بينهما، فتحت فمها لتتكلم، الا أن الهاتف اختطف منها فجأة!
شهقت تيماء عاليا و هي تستدير لترى قاصي يقف أمامها في الظلام، الهاتف بيده و عيناه تلمعان بتهديد مخيف و كأنما هو على وشكِ قتلها...

رفعت تيماء يدها الى عنقها تتنفس بتوتر و هي تتراجع خطوة أخرى، بينما أخذ صوت سالم يتعالى في الهاتف أكثر
(تيماء، تيماء، أين أنتِ، ماذا حدث؟)
لكن و أمام عينيها الذاهلتين رفع قاصي الهاتف ليلقي به بأقصى قوته، ضاربا اياه في الحائط، فسقط أجزاءا مبعثرة، مما جعلها تشهق مجددا و هي تهتف
(قاصي هل جننت؟)
تململ عمرو منتفضا في مكانه على الأريكة...

الا أنه لم يستيقظ بعد، أما قاصي فقد تحرك تجاه تيماء بخفة النمر فوق الأرض العارية الى أن وصل اليها و هي تهمس له بخفوت
(اهدأ و أنا سأخبرك بكل ما دار من حوار بيننا، لكن فقط اهدأ)
الا أنها لم تجد الفرصة كي تخبره، كان هذا مستحيلا، فقد انقض عليها...

وصل شقته أخيرا ليرتاح...
يومان عنيفان، بكل ما دار بهما...
استلقى على فراشه بتعب وهو ينظر الى السقف بصمت و قد وضع عنه قناع البساطة و الإبتسامة الزائفة التي تكلفها في بيت أمين...
كان يلعب دوره بمهارة مرهقة كي لا يعلم أمين بما حدث لسوار فتنتشر القصة أكثر و أكثر...
أظلمت عينا فريد، و شعر بقبضة غاضبة لا تزال تطبق على صدره، قبضة من غضب و عجز...
صحيح أنه قد تم ستر الأمر بمعجزة و بفضل ما أقدم عليه ليث...

لكن ما حدث سيظل يهدد سوار طوال عمرها...
و لو افتضح الأمر فستكون كارثة لها...
هو يعرف طبيعة الحياة في بلد والده جيدا، يعرف كيف تقاس أمور الشرف و العرض بطريقة لا تقبل التهاون...
لا أحد يفكر فيمن كان الظالم و من المظلوم...
انما سمعة المرأة ما هي الا ثوب أبيض، لو ناله أي تلوث فستبقى مدنسة للمتبقي من عمرها...

و سوار رغم ما نالته من تعليم راقي و سفر طويل، الا أنها عادت و استقرت في البلد منذ سنوات و التزمت بقوانينها...
تنهد فريد بألم وهو يفكر في شقيقته الوحيدة...
لطالما كانت سوار هي الأقوى بينهما طوال عمرهما، لكنها كانت الملتزمة دائما بالقوانين...
أما هو فقد كان المتمرد على أي قانون...
لذا فقد تقبلت سوار بقوة ارادة تسيير حياتها بأوامر العائلة...
من راجح لسليم...
و ها هي الآن زوجة ليث الهلالي...

لم يكن سهل عليه أن يتقبل زواجها بتلك الطريقة! كستر عرض و تظل أسيرة هذا الفضل للمتبقي من عمرها...
لكن لم يكن بيده حلا آخر غير القبول بالقوانين للمرة الاولى حين اصبحت مصلحة شقيقته و سمعتها على المحك...
عجز يجعله يشعر بالصغر و الضآلة...
لو كان عليه لكان أخذها معه و سافر بها للأبد دون العودة الى تلك البلد مجددا، و ليعرف من يعرف...
هو لا يهتم، لأنه يعرف أخته و يثق بها...

لكن ما يريده هو ليس المهم، المهم هي مصلحة سوار و الهرب بها لم يكن الحل...
هذا بالإضافة الى أن زواجها من ليث كان يلاقي في نفسه ارتياحا...
ليث الهلالي هو الزوج الوحيد الذي يرتضيه لسوار...
فهو يعلم منذ سنوات طويلة كم كان ليث يتمناها لنفسه و على الرغم من حبه لسليم رحمه الله...
الا أنه كان يدرك أنه لا مشاعر حب تجمع بينهما كزوجين...
مجرد صداقة أو مودة...

لكن ليث هو من كان يحبها منذ البداية و يريدها لنفسه، الى ان رفض جده دون حتى الرجوع الى والديهما...
أغمض فريد عينيه وهو يهمس بغضب مكتوم
سامحيني يا سوار، سامحيني يا حبيبتي، لم أستطع يوما أن أساعدك في رسم حياة حرة لكِ، تركتك لقيودك التي اخترتها بنفسك، و أنتِ قوية فيما تختارين...
وضع يديه أسفل رأسه وهو يزفر بقوة، مفكرا بها، ترى كيف تدبر أمرها مع ليث الآن...

و أي أيامٍ مزعجة سيعيشاها سويا قبل أن يتقبلا بعضهما كزوجين...
و ماذا لو تحرك راجح تجاهها مجددا؟
راجح الرافعي كالأفعى السامة، لا خلاص من سمها الا بقطع رأسها...
و للمرة الأولى بدأ يفكر في أن القتل قد يكون مجديا في بعض الاحيان...
مضت دقائق طويلة وهو يفكر في سوار...
غير قادر على ابعاد صورة وجهها الحزين عن ذاكرته منذ أن تركها...
و صورتها تمسك قلبه بقبضة مزعجة و موجعة...

تنهد فريد وهو ينظر الى xxxxب الساعة، على الرغم من ارهاقه و اصاباته، الا أنه لم يستطع النوم...
للحظات تاه فكره مبتعدا الى طريق آخر تماما...
ذكرى أخرى لوجهٍ مستدير كالطبق، يشوبه التورد و تحليه الرقة كاسم صاحبته...
ياسمين...
ابتسم فريد بخبث وهو يتذكر تلك الشابة المتوردة عذبة الملامح...
كانت شهية كطبق حلوى، تشبه السكاكر الملونة...
اتسعت ابتسامته وهو يرى أمامه حاجبيها المرتفعين شكا و هي تنظر اليه...

ثم تذكر صوته وهو يقول غامزا
أنا طبيب بالمناسبة!
تأوه بصوتٍ عالٍ وهو يميل الى جانبه ضاربا الوسادة بقبضته، ثم همس باستياء
رائع، حقا رائع...
طال به الشرود وهو يفكر كيف لم يسبق له رؤيتها من قبل على الرغم من زيارته لأمين باستمرار...
و السؤال الأهم، لماذا كان أمين غاضبا منها بتلك الصورة؟
أحمق ابن عمه، منذ طفولتهما وهو الأكثر حماقة في التعامل مع الفتيات...

أما هو، فما شاء الله، كان عديم التعامل مع الفتيات من الأساس...

خرجت سوار من الحمام الملحق بغرفة نومها...
كان قد طال بها الوقت و هي مستلقية في الماء الدافىء علها تهدىء من عصبية روحها، و تشنج جسدها...
و بالفعل حين انتهت أصبحت أفضل حالا...
خطت للخارج شاردة الذهن و هي تجفف شعرها بالمنشفة الا أنها شهقت عاليا حين اصطدمت بجسد ضخم...
فتراجعت للخلف بسرعة مخفضة المنشفة و هي تنظر الى ليث، الذي وقف بدوره يراقبها بصمت...

احمر وجهها و هي تشعر بالغضب من قميص النوم اللعين الذي اختارت أن ترتديه...
فعلى الرغم من أنه طويل للأرض و بأكتاف لطيفة مستديرة، الا أن منظر أكتافها و ذراعيها المكشوفة على ما يبدو قد أسر عيني ليث فلم يتوانى عن النظر الى كل جزء مكشوف بها دون حياء أوحرج...
زمت سوار شفتيها و هي تبعد وجهها عنه عله يتوقف عن النظر اليها بتلك الطريقة...
الا أن ليث قال بصوت جامد دون أن يبعد عينيه عنها
(لقد تأخرتِ).

أعادت وجهها تنظر اليه رافعة حاجبيها و هي تقول بترفع
(و هل ممنوع علي أخذ الوقت الذي أريد في الاستحمام؟)
ما أن نطقت كلماتها الفظة حتى شعرت ببعض الدماء تتصاعد الى وجنتيها و هي ترى بريقا خاطفا ظهر في عينيه لمجرد أن نطقت بكلمة بسيطة مثل الاستحمام...
حسنا، انه يبدو كالمراهق!
إنه متزوج منذ سنوات، و قد بدأت الشعرات الفضية في الظهور برأسه...
و مع ذلك يتعامل معها كمراهق، لمجرد أن نطقت بكلمة تافهة...

تكلم ليث قائلا بهدوء دون أن يسمح لها بأن تثير غضبه باستفزازها الواضح له...
(قلقت من أن تكوني قد أصبت بالدوار و أنتِ وحدك)
قالت بهدوء جليدي...
(حسنا كما ترى أنا بخير، أم أنك كنت تنوي اقتحام المكان لتتأكد بنفسك؟)
قال ليث ببساطة و دون أن تتردد ملامحه بحرج
(نعم)
ارتفع حاجبي سوار و اتسعت عيناها ببريق غاضب غير مصدق، ثم هتفت مستنكرة
(ماذا؟، هل تتكلم بجدية أم أنك تستفزني ليس الا؟).

أومأ ليث بايماءه خاطفة وهو يقول بثقة هادئة
(صدقيني أتكلم بجدية)
فغرت سوار شفتيها و اتسعت عيناها أكثر، ثم هتفت بغضب
(و لماذا اخترعوا الأبواب اذن؟، لتطرق عليها، لا لتقتحمها)
قال ليث بنفس الهدوء المستفز
(و لماذا أطرق الباب حين أدخل الى زوجتي؟، إنها رسمية سخيفة و لا معنى لها)
الآن تدلت شفتها بذهول أكبر...
هل يمزح؟، هل يمزح أم أنه أصيب بالجنون؟

أخذت نفسا عميقا و هي تغمض عينيها للحظة، محاولة السيطرة على غضبها المتدافع، ثم عادت و فتحتهما لتقول بقوة و عنف
(الحياء و بعض الخصوصية لا تسمى رسمية، و أنا لن أسمح لأحد حتى أنت بأن يراني، يراني)
صمتت و هي ترفع حاجبيها في اشارة واضحة كي يفهم، الا أنه أتم جملتها قائلا بهدوء مستفسرا
(عارية؟)
فغرت سوار فمها و هي ترفع كفيها و قد اشتعلت وجنتاها للغاية، فهتفت بعنف أكبر
(ليث!).

لكنه لم يأبه لصرختها المهددة، بل قال بنفس البساطة و لكن بلهجةٍ أكثر تعاطفا، و كأنه لا يريد أن يرهبها
(تعلمين أن هذا سيحدث في وقت ما يا سوار، انت لست طفلة)
الآن كانت قد وصلت الى نهاية هذا الحوار السفيه معه، فتجاوزته و هي تهتف بقوة و استياء
(أنا لن أستمر في هذا الحوار، و في المرة المقبلة سأتكد من من استخدام المزلاج، هذا أولا، أما ثانيا وهو الأهم فالمزلاج لن يكون لو داعٍ لأنني اريد غرفة مستقلة).

استدار ليث يواجهها و قد ظهرت الصلابة على ملامحه دون أن يفقد هالة الثقة المحيطة به ثم قال بصوت قوي
(أولا، لن يمنعني عنكِ مزلاج لو أردتك يا سوار، ثانيا وهو الأهم، لا غرفة مستقلة، سبق و تكلمنا في هذا الأمر و لا أنوي أعادة المناقشة فيه)
استدارت سوار هي الأخرى اليه بعنف حتى أن خصلات شعرها المبللة الطويلة تناثرت من حولها مرسلة رذاذ من الماء المعطر الى وجهه و هي تهتف بقوة.

(أنا لا أقبل بفرض هذه السيطرة علي يا ليث، أنا لا أريد مشاركتك الغرفة، بل لا أستطيع، حاول تفهم هذا و كن شخصا متحضرا)
ابتسم ليث ابتسامة ساخرة وهو يقول ببرود
(التنازل عن حقوقي بزوجتي لا يعد تحضرا، بل يعني خنوعا لها أنا لا أقبل به، أنتِ لكِ حقوق و عليكِ واجبات في هذا البيت، و أنا كذلك و هذا هو شرع الله، فما الذي تجادلين به؟)
لا تعلم لماذا انتابها شعور غريب بالغضب العارم...

ليس لجو السيطرة الذكورية التي يريد فرضها عليها، و انما لكلمة واحدة نطق بها
خنوع...
تلك الكلمة ضربت صدرها بقسوة و أثارت جنونا داخليا غير قابلا للسيطرة...
فلقد أهان للتو حبيب عمرها، سليم...
ذلك الحبيب الذي كان شخصا غير الجميع في حياتها...
كان الصديق الذي دافع عنها ووقف بجوارها و لم يحاول مطلقا فرض شيئا لا تقبله...
منحها اسمه لخمس سنوات كاملة لا لشيء الا لكي يحميها فقط من زيجة لا تريدها...

و بعد هذا، و بعد وفاته، يقف ليث الآن أمامها بكل عنجهيته و هيمنته يهين سليم بتلك الكلمة التي مزقت صدرها...
هتفت به سوار بألم
(اذهب لزوجتك الأولى يا ليث، هي تنتظرك و سترضيك بأفضل مني)
بدا الغضب في عينيه كنيرانٍ مستعرة في تلك اللحظة، و كأنه على وشك قتلها، فهمس بشر من بين أسنانه وهو يقترب منها ليقبض على كتفيها بقوة.

(ما هذا الجليد الذي يجري في عروقك؟، أي امرأة تطلب من زوجها الذهاب الى ضرتها دون أي تردد؟ و قبل حتى أن يقربها، ما تلك الروح ذات الصقيع و التي تصفر بداخلك! هل أنت ميتة دون مشاعر؟)
فغرت سوار فمها تريد الصراخ به بعنف و كبرياء، لكن كلامه كان أشد عنفا...
وللحظات فقدت القدرة على رد الألم باشد منه، فغامت عيناها و ارتعشت شفتاها في لحظة ضعف نادرة لسوار الرافعي...

راقب ليث ملامح الألم ترتسم على وجه سوار و قد شردت بعيدا عنه تماما...
حتى ان الوجع بدا محفورا كالنقش على تلك الملامح، و العسل في عينيها بدا داكنا للغاية...
فتراجع غضبه و انحسر على الفور، و شعر بقلبه يرق لحبيبته الصغيرة...
فتنهد أخيرا وهو يقول بحنان
(ارتدي اسدال الصلاة يا سوار لنصلي معا ركعتين، لم يتسنى لنا هذا ليلة أمس و ربما بعدها ستكونين أفضل حالا).

ارتفع وجهها اليه و قد شحبت ملامحها قليلا، فارتفع حاجب ليث قائلا
(هل ستجادلين في هذا أيضا؟)
أطرقت سوار بوجهها و هي تتنفس بقوة، تحاول ابتلاع الغصة في حلقها، الا أنها لم تملك حق الرفض، لذا قالت أخيرا بسكون و استسلام
(سأحضر نفسي)
ثم تركته و ابتعدت مطرقة الوجه، شعرها المبلل ينسدل الى أسفل خصرها بصورة ساحرة...
نعم هي ساحرة، تسحر القلب و النظر...
لكن شخصيتها قادرة على افقاد الرجل صوابه من شدة الغضب...

تنهد ليث وهو يستدير عنها و قد ارتسمت على وجهه علامات تفكير عميق لا يهدأ و لا ينتهي...
بعد أن صلت وراءه ركعتين، بقت مكانها مطرقة الرأس و هي تهمس بدعاء خافت بينما قلبها يخفق بعنف و كأن حالة روحية قد انتابتها و سكنت هذا القلب فضاعفت من دقاته...
حينها استدار اليها ليث، ووضع كفه برفق على جبهتها فرفعت وجهها تنظر اليه، أما هو فهمس بخفوت.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا وَخَيْرَ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا وَمِنْ شَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ
ارتجفت شفتي سوار و هي تنظر الى عينيه، و كانت عيناه قويتان في اقتحام عينيها، و كأنه يكشف روحها بنتهى السهولة...
اقترب ليث منها وهو يحيط وجنتها بكفه قبل أن يحني رأسه اليها و يقبل وجنتها برفق و بابتسامة جعلتها تريد البكاء لا تعلم لماذا...
ثم همس لها بخفوت رقيق.

(هكذا نبدأ زواجنا حبيبتي)
أفلت نفس مرتجف من بين شفتيها و هي تسمع منه لفظ حبيبتي بسيطا و رقيقا و كأنه اعتاد النطق به لسنواتٍ طويلة...
تلت قبلته الرقيقة العديد من القبلات المبتسمة الحنونة، حتى أوشكت أعصابها على الانهيار...
فقفزت واقفة و هي تقول بتوتر...
(يجب أن، س، سأذهب الى الحمام).

الا أن ليث وقف هو الآخر ليسد طريقها، و دون أن يرد عليها مد يديه ليخلع عنها اسدال الصلاة بأصابع ثابتة بينما هي تهتف بخفوت و اعتراض
(ليث، ليث)
لكنها بدت و كأنما تخاطب أذنا صماء، لكن عيناه لم تكن عمياء...
و كأنه يسمعها بهما و يتفهمها بكل نظرة ينظر بها اليها...
و ما أن انتهى أخيرا و ألقى اسدال الصلاة الى أقرب مقعد حتى ضمها الى صدره الرحب وهو ينهمر عليها بقبلاتٍ ناعمة رقيقة و متسارعة...

بينما هي تحاول وجهها عنه فتتسبب بسقوط المزيد من القبلات على وجنتيها و فكها و عنقها...
و من تحكم أصابعه على خصرها عرفت بأنها لن تردعه الا بالمقاومة العنيفة أو الصراخ، لكنها لم تكن لتفعل ذلك، المتبقي لديها من أخلاق أمها التي ورثتها عنها لم تسمح لها بذلك...
لذا حاولت الإستسلام للأمر المحتوم...
فكما قال منذ فترة...
سيحدث هذا وقت ما، و عليها أن تتقبل الفكرة، فكرة أن ليث أصبح زوجها...

و ما أن ازدادت قبلاته عمقا و لمساته جرأة حتى أبعدت وجهها و هي تقول بصوت خفيض
(أريد أن أطلب منك شيئا قبلا)
لم يرفع وجهه عنها الا أنه سمعها، من الواضح أن أذنيه لم تكن صماء عنها كما اعتقدت خاصة و أنه همس بصوت أجش يحترق
(طلباتك أوامر يا مليحة)
ابتلعت سوار ريقها و هي تعلم أن الأسوأ قادم، الا أنها ثبتت نفسها و قالت بصوت خافت
(أنا، أنا لا أريد الحمل الآن).

لو كانت سكبت عليه دلوا من الماء البارد، لما ساهم ذلك في اطفاء مشاعره الجياشة كما فعلت للتو...
شعرت بجسده كله يتصلب قبل أن يرفع وجهه القاتم عنها لينظر اليها بعينين أكثر قتامة...
قبل أن يقول بصوت جامد لا يحمل أي تعبير
(ماذا قلتِ؟)
أغمضت سوار عينيها عن النظرة البادية في عينيه، و قد آلمتها أكثر مما ظنت أنها ستفعل...
لكن لم يكن بيدها أي حل آخر...

انها تنوي الأخذ بثأر سليم رحمه الله، و لن يثنيها عن ذلك شيء أو شخص...
فكيف تترك لها طفلا والله أعلم بمصيرها؟
ساد الصمت بينهما طويلا حتى ودت لو أنه تكلم، نطق بأي شيء، حتى لو صرخ بها كي يخلصها من هذا الإحساس السيء الذي تشعر به حاليا...
خاصة و انها تعلم بأنه محروم من نعمة الأطفال لسنوات الآن...
لكن...

هذا كثير عليها، والله أكثر من قدرتها على الإحتمال، لقد فقدت لتوها طفل سليم و الذي لم يرى النور و لم يشعر سليم بنعمة الأبوة...
و بينما جرحها لا يزال حيا و لم يكد يمر عليه بضعة أشهر، ها هي الآن تجد نفسها مع رجل آخر يبادلها الحب في غرفته، و ينتظر منها أن تحمل له طفلا...
بالنسبة لها فقد وقعت قرار انهاء حياتها مع وفاة سليم بأخذ ثأره...
أما ليث فيستحق امرأة أخرى غيرها و غير ميسرة...

امرأة حقيقية تستطيع أن تمنحه الحب الذي يحتاج و الطفل الذي يريد...
سمعت صوت نفسا قويا سحبه ليث ليملأ به رئتيه، ففتحت عينيها تنظر اليه بتردد...
الا أنها لم تستطع تمييز شيئا من ملامحه و التي بدت صخرية بشكل غريب، حتى الغضب الذي توقعته، لم تجده...
انحنى ليث فجأة ليرفعها عن الأرض بقوة، فشهقت عاليا و هي تهتف
(ليث!).

الا انه لم يرد عليها، بل اتجه بها الى السرير و القاها عليه بلا اهتمام، استقامت سوار و هي تبعد شعرها عن وجهها صارخة و قد تغلب غضبها على احساسها بالذنب
(توقف عن عادة القائي على السرير بتلك الطريقة، أنا لست خادمتك)
توقعت أن ينحني عليها و يباشر فيما بدأ به دون أن يعير طلبها أي اهتمام، الا أنه ظل واقفا مكانه ينظر اليها بصمت قبل أن يقول أخيرا بصوتٍ جامد.

(سأجلب لكِ أقراص منع الحمل، لكن اعذريني فالأمر يحتاج الى بضعة أيام و حتى حينها تأكدي من انني لن أزعجك مطلقا)
سكنت سوار مكانها و هي تسمع تقبله السريع لطلبها دون أن تتوقع هذا...
لم يحاول مناقشتها حتى...
فنظرت اليه تراقبه بصمت و كأنها تحاول أن تفهم مشاعر هذا الرجل الغامض، الذي يدعي أن حبها لا يزال ساكنا قلبه منذ عشر سنوات لم تره فيها الا مراتٍ معدودة...
تكلم ليث متابعا بصوتٍ أكثر صلابة.

(سأخرج الآن قليلا و من الأفضل لكِ أن تكوني نائمة حين عودتي)
و لم يمنحها حق الرد، بل تحرك ليخرج من الغرفة صافقا الباب خلفه بقوة، أما هي فقد ظلت مكانها تتنفس بسرعة و توتر، قبل أن تزفر بقوة و هي ترفع كفيها لتتلمس وجهها و شفتيها بعد قبلاته!
الأمر كان غريبا، كان غريبا جدا...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة