قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل الرابع

رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل الرابع

رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل الرابع

قالت سماح برجاء:
-ياحسام إفهمنى، إخواتى وحشونى وإنت عارف ظروف مجد، مفيهاش حاجة يعنى لو سيبتنى أسافرلهم يوم واحد وهرجع علطول، والله ما هتأخر.
هز حسام رأسه رافضا وهو يقول:
-آسف مش هينفع، إخواتك مش أهم عندك من جوزك وإبنك اللى ميقدروش يستغنوا عنك اليوم الواحد ده.
قالت سماح برجاء:
-تقدروا تسافروا معايا.
هز حسام رأسه رافضا مجددا وهو يقول:
-برده مش هينفع.
قالت سماح بنفاذ صبر:.

-كل حاجة مش هينفع، مش هينفع، يعنى ده آخر كلام عندك؟
إقترب منها يمسك يدها بهدوء، حاولت إفلات يدها بعصبية فتمسك بها قائلا وهو ينظر إلى عينيها:
-ياسماح إفهمينى، أنا بحبك وبغير عليكى، وانتى عارفة كدة من زمان، إخواتك، ويومين كدة وييجوا القاهرة، وساعتها ياستى هتشوفيهم.
لم تلن ملامحها لكلماته كعادتها معه، بل ظلت مكفهرة الملامح، ليمد يده ويقرص وجنتها بخفة قائلا:.

-طيب، فكيها حبة وورينى إبتسامتك الحلوة، أقولك حاجة، لو مجوش كمان يومين، هفضى نفسى وآخدك ونروحلهم، إيه رأيك بقى؟
إنفرجت أساريرها على الفور لتندفع إلى حضنه قائلة بسعادة:
-ودى فيها رأي؟ فرحانة طبعا، ربنا يخليك لية.
ربت حسام على ظهرها وهو يطبع قبلة على قمة شعرها قائلا بحنان:
-ويخليكى لية ياحبيبتى.
ثم أخرجها من حضنه قائلا:.

-ممكن بقى مراتى الحلوة تعملنا كوبايتين شاي بإيديها الحلوين دول، وتيجى نقعد مع بعض شوية نتكلم كلمتين.
لمعت عيناها وهي تقول بسعادة:
-طبعا، هواااا،
لتسرع بإتجاه المطبخ وهي تشعر بأن حسام قد عاد إليها مجددا الرجل الحانى الذي تزوجته بعد أن شغلته الحياة عنها وأبعدته عن بيته وزوجته وطفله في الآونة الأخيرة، بينما تابع حسام مغادرتها بعيون ظهر فيهما الذنب، واضحا.

قالت ماجى بحنان:
-خلاص ياجيسى حصل خير ياقلبى، زي ما قلتلك إنتى غلطى لما سكتى عن الغلط، وده خلى الغلط يمسك من غير ذنب، الرسول صل الله عليه وسلم قال...
رددت إبنتها قائلة:
-عليه الصلاة والسلام.
لتقول ماجى بإبتسامة:
-من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان.
قالت إبنتها بندم:
-صدق رسول الله، معاك حق يامامى، أنا غلطت فعلا.
قالت ماجى بحنان:.

-كان لازم لما تطلب منك نهلة تغششيها، مش بس ترفضى، لأ، وتنصحيها كمان، ده غير إنك تطلبى نقلك لمكان تانى، عموما ياقلبى متقلقيش، كل شئ ممكن يتصلح، و كويس إنك قلتيلى، عشان أقدر أتصرف.
إحتضنتها إبنتها بسعادة قائلة:
-إنتى أحسن مامى في الدنيا ياميجو.
أغمضت ماجى عيناها وهي تضمها بدورها قائلة:
-وإنتى أحسن بنوتة ياعمرى أنا.
ثم فتحت عيناها قائلة وهي تخرجها من أحضانها قائلة:.

-يلا بقى روحى ذاكرى كويس عشان هيكون فيه تيست تانى بكرة بإذن الله، بدل التيست اللى رفضته مس سوزى، لما مسكت الكتاب اللى نهلة كانت بتغش منه، وافتكرتك بتغشى معاها.
ظهرت الفرحة على وجه الطفلة الجميلة وهي تقول بسعادة:
-حاضر، هروح حالا.
ثم إلتفتت الفتاة مغادرة لتتوقف لدى مشاهدة والدها يقف على عتبة الباب، لتندفع إليه وهي تحتضنه قائلة:
-بابى إنت جيت إمتى؟
ضمها بذراعه قائلا:
-حالا ياحبيبتى.
خرجت من حضنه قائلة:.

-هتتعشى معانا؟
أومأ برأسه لتصيح مهللة وهي تقول:
-تمام، هروح أخلص مذاكرة بسرعة عشان نتعشى، سلام.
وإندفعت مغادرة الحجرة لينظرا في إثرها بحنان قبل أن يلتفت يوسف إلى ماجى قائلا بعتاب:
-على فكرة ياماجى إنتى مدلعة ياسمين أوى، ومخلياها معتمدة عليكى في كل حاجة، وده هيسببلها مشاكل كتير أوى في المستقبل.
تقدمت منه ماجى حتى توقفت أمامه تماما قائلة بإبتسامة هادئة:.

-على فكرة بقى، إنت اللى بتكرر كلام مامتك يايوسف من غير ما تكون أصلا مقتنع بيه، إنت عارف ومتأكد إنى مش مدلعة جيسى، كل الموضوع إنى من يوم ما كبرت وأنا بعاملها زي صاحبتى، مش مخلياها تخاف منى، بالعكس، بتحكيلى كل صغيرة وكبيرة عن حياتها، وده بيخلينى أقدر أنصحها صح، مبتضطرش تلجأ لحد عشان ينصحها، وياعالم هتكون النصيحة صح أو غلط، وإنت عارف برده من جواك إن أسلوبى في تربيتها خلى عندها شخصية قوية ومستقلة، وخلاها البنت اللى بتفتخر بيها في كل مكان.

كان يوسف يدرك صحة كلماتها ولكنه عاند قلبه المقتنع بحديثها قائلا:
-بس ياماجى،
وضعت إصبعها على فمه قائلة بعيون ظهر بهما عتابا:
-بس مامتك كلمتك وقالتلك إنى مرتبطة بياسمين زيادة عن اللزوم وإنى بكدة بدلعها وبخليها محتاجالى في كل كبيرة وصغيرة في حياتها، وإن الحل الوحيد إنى أخلف طفل تانى يشغلنى شوية عنها ويقلل إرتباطى بيها واللى هي معتبراه إرتباط مرضى، مش كدة؟

لم يستطع تحمل نظراتها المعاتبة وهو يشعر بالذنب، خاصة و أنها أدركت الحديث الذي دار بينها وبين والدتها حرفيا، ليبعد إصبعها عن فمه وهو يشيح بناظريه عنها يشعر بالخجل، لتبتسم وهي تمد يدها تمسك بذقنه تعيد نظراته إليها قائلة بحنان:.

-أنا مش معترضة على إننا نجيب طفل تانى، يمكن كنت خايفة من الخطوة دى عشان كنت مقلقة زي ماإنت عارف، ده غير إنى خفت من إنها تشغلنى عن تربية ياسمين التربية اللى نفسى أربيهالها، لكن جيسى دلوقتى كبرت وتقدر تعتمد على نفسها وأنا مستعدة يايوسف، مستعدة نقوم بالخطوة دى لو بجد هتسعدك.
لمعت عيونه بالسعادة وهو يقول:
-بجد ياميجو؟بجد مستعدة نجيب طفل تانى؟

اومأت برأسها بحنان وهي ترى سعادته الجلية على ملامحه ليحملها ويدور بها في الأرجاء بسعادة، تلك السعادة التي من أجلها قد تفعل أي شئ على الإطلاق، حتى لو تحملت كلمات حماتها السامة ومعاملتها الغريبة لها منذ أن علمت بأنها السبب في تأجيل الإنجاب، من أجل سعادته قد تنجب مرة وإثنان وثلاث، رغم خوفها المرضي من لحظة الولادة والتي توفت أثنائها والدتها حين أنجبتها، من أجل سعادته ستتغلب على خوفها، بالتأكيد.

أنزلها ببطئ يتأمل ملامحها بوجه عاشق قبل أن يميل مقتربا من وجهها تلفحهها أنفاسه الساخنة وهو يقول:
-طيب بما إن مولاتى تكرمت بالموافقة على المشروع الخطير ده، فإيه رأيك نبدأ التنفيذ حالا؟
إبتلعت ريقها في صعوبة وهو يثير أحاسيسها بلمسات يديه على يديها العاريتين، صعودا وهبوطا، لتقول بإضطراب شمل جميع حواسها:
-طيب و العشا، قصدى، لسة يعنى، هحضره.
مال أمام شفتيها هامسا:
-تحضريه إيه بس؟هنجيب أكل جاهز طبعا.

كادت أن تتفوه بشئ ما، لم تعد تذكره تماما وهو يأخذها في جولة عشق، سارعت من دقات قلبها وسحرتها، كلية.

كانت سماح تقف في شرفة شقتها تتناول كوب الشاي في حنق، فقد جاءت مكالمة هاتفية لحسام وإضطر للنزول بسرعة من أجل شئ يخص العمل، بعد أن كان وعدها بالمكوث معها والتحدث قليلا، فمنذ وقت طويل لم يجلسا سويا ويتحدثا في أمور حياتهما كالماضى، تنهدت وهي ترفع وجهها تنظر إلى البعيد، إلى وقت كانت فيه حقا سعيدة، ربما صاحبت علاقتهما العديد من الخلافات في وجهات النظر والعديد من الإضطرابات والمشاكل، وفي بعض الأحيان قليل من الخصام ولكن في النهاية كان لحياتهما نبض و لعلاقتهما روح، أما الآن فحياتهما باردة، شاحبة كالموتى، لا نبض ولا روح، تتمنى فقط لو عادت حياتهما للسابق حتى لو تخللتها العديد من الصراعات.

تنهدت مجددا وهي تنظر إلى الشارع، لتعقد حاجبيها وهي تلاحظ هبوط أختها من سيارة غريبة، ودلوفها المنزل مطأطأة الرأس بإنكسار، تركت الكوب من يدها وأسرعت إلى باب شقتها مغادرة إياها تتجه إلى شقة أختها بالطابق الأسفل، لتدلف إليها بسرعة، تطالع أختها التي جلست على الأريكة باكية في قلق نهش قلبها، لتقول بجزع:
-مالك ياسمر فيكى إيه؟
رفعت سمر يدها إلى سماح لترى سماح تلك الدبلة الماسية وأختها تقول بصوت حزين:.

-إتخطبت ياسماح.
عقدت سماح حاجبيها وهي تنظر إلى عيون أختها الحزينة، لتتسع عيناها بصدمة وأختها تقص عليها ماحدث لها منذ الأمس، وحتى تلك اللحظة التي تشعر فيها سمر بإنهيار جميع أحلامها، كلية.

جلست سمر أمام التلفاز تنظر إليه وهي تضم ركبتيها بيديها إلى صدرها تستند بذقنها عليهما، ربما تبدو لمن ينظر إليها مستغرقة كلية في مشاهدة هذا المسلسل التركي، ولكنها كانت في مكان آخر بأفكارها، تشرد في ماض يؤرقها ويقض مضجعها، أغمضت عيناها عن تلك الصور التي تتراءى لها، تشعر بالألم، تود لو محتها من ذاكرتها، ولم لا؟

وهي تسبب لها الألم الشديد، لقد وافقت على إقتراح الطبيب هادى بالابتعاد عن القاهرة والحضور إلى الإسكندرية خصيصا لتتجاهل تلك الصور التي تلوح في عقلها بإستمرار منذ أن بدأت جلساتها معه، لم تخبره عنها شيئا، فهي تخيفها بقوة، تجعلها راغبة في أن تظل في غياهب عقلها، لا تريد أبدا أن توقظها من سباتها القهري، كفاها ما تشعر به من ألم ووحدة ليضم قلبها شعور جديد لا ترغبه أبدا، خوفا يهدد كيانها المريض، وياله من شعور.

إنتفضت على لمسة ليديها لتفتح عينيها بقوة وتجدها هاجر التي إقتربت منها دون أن تشعر وجلست بجوارها، تنظر إليها بحنان قائلة:
-متحاوليش تفكرى في اللى فات، فكرى بس في اللى جاي وهو هيحللك كل مشاكل الماضى، إنتى مش لوحدك، أنا معاكى وهادى معاكى، وواحدة واحدة هتعدى من أزمتك، صدقينى ياسمسم.
غشيت عيون سمر الدموع لتحتضن هاجر بقوة تترك لدموعها العنان قائلة بهمس:.

-مش عارفة من غيركم كنت هعمل إيه ياهاجر، ربنا بعتكم لية عشان تقفوا جنبى في وقت ملقتش فيه حد يقف جنبى، إنتوا هدية من ربنا لية.
قالت هاجر بعيون غشيتها الدموع بدورها:
-وإنتى هديتنا، الأخت اللى ربنا رزقنا بيها.
لتخرجها من حضنها قائلة بإبتسامة حانية وهي تمسح دموع سمر من على وجنتيها بيديها:
-بس إحنا قلنا نبطل نبكى، عشان أنا شكلى بيبقى وحش أوى لما بعيط،
رغما عنها وجدت سمر نفسها تبتسم قائلة:.

-إنتى قمر حتى لما بتبكى ياجوجو.
إتسعت إبتسامة هاجر وهي تقرصها في وجنتها قائلة:
-أهو إنتى اللى قمر بعيونك الملونة دى، بقولك إيه، ما تيجى نعملنا كوبايتين كابتشينو ونقعد في البلكونة، ده حتى وقت الغروب وأكيد المنظر يجنن من هناك.

أومأت سمر برأسها موافقة، فنهضا سويا يتجهان للمطبخ، حين تناهى إلى مسامعهما صوت جرس الباب، لتسرع سمر بأخذ حجابها ولفه حول رأسها بينما إتجهت هاجر إلى الباب لتفتحه، فلم تجد أحدا، عقدت حاجبيها وكادت أن تغلق الباب حين رأت ورقة بيضاء مطوية على الأرض، إنحنت لتأخذها ثم إعتدلت مغلقة الباب خلفها، ومتجهة إلى سمر التي تجمدت تماما وهي ترى تلك الورقة المطوية في يدها، تخشى في وجل أن تقبع كلمات جديدة من هذا المعجب المجهول بتلك الرسالة، ذلك المعجب الذي طاردها برسائله اليومية بالمستشفى، ويبدوا أنه تتبعها حتى الأسكندرية وعرف مكانها ولن يرحمها من تلك الرسائل، على مايبدو.

قالت سماح بهدوء:
-ممكن بس تهدى وتبطلى بكا، وكل حاجة هتتصلح.
مسحت سمر وجهها بكمها فبدت كالأطفال تماما، وهي تقول بصوت تهدج حزنا:
-حتى لو هديت وبطلت بكا، مفييش حاجة هتتغير، أنا سمعتى إتمست ياسماح، ودى حاجة لا يمكن تتصلح.
ربتت سماح على يد سمر قائلة:.

-اللى حصل حصل، انتى صحيح غلطتى لما خرجتى في وقت متأخر مع رجل مهما كان غريب عنك، حتى لو قدرتى اللى عمله مع أخوكى، واعتبرتي ان مساعدتك ليه رد لجزء من جميله علينا، لكن ده ميمنعش من إن خروجك معاه من الأساس سمح لناس نفوسها مش كويسة إنها تجيب سيرتك بالباطل، لكن تصرف دكتور هادى أنقذ الموقف، وزي ما قال، ده حل مؤقت، شوية وكل واحد هيروح لحاله، ونخلص من الموضوع ده كله.
قالت سمر بحزن:
-لكن...

قاطعتها سماح قائلة بحزم:
-من غير لكن، قلتلك اللى حصل حصل، وكويس إنها جت على أد كدة، وإن دكتور هادى إنسان محترم مستغلش اللى حصل بطريقة مش كويسة، بالعكس عرض عليكى إرتباط أدام الكل ولبسك دبلة والدته اللى أكيد ليها معزة كبيرة في قلبه، وده كله أكيد لأنه بيحترمك ويقدرك، وأكيد مرضاش يكون السبب في أذيتك.

نظرت سمر إلى بنصرها الأيمن بتفكير وهي تلمسه بيدها اليسرى، بينما لمعت عيون سماح وهي تشعر بأن ما حدث رغم حزنه قد صب في صالح أختها التي ماكانت لتوافق أبدا على خطبتها من الطبيب هادى لولا ماحدث، بل ما كانت لتوافق على خطبتها لأي رجل من الأساس، فقد كرهت الرجال وفقدت الثقة بهم تماما بسبب والدهم سامحه الله، توقن أن لله تدابيره في كل شئ، وربما ما نظنه شرا لنا قد يكون خيرا إن رأينا فيه حكمة الله.

فتحت سمر تلك الورقة بيد مرتجفة لتمر عيونها على سطورها التي تقول...

(حبيبتى، نعم حبيبتى، أعترف بها أمامك، وأمام نفسى، بل أرغب أن أصرخ بها عاليا، أعترف بها أمام جميع البشر من حولنا، تحدونى تلك الرغبة مرارا وتكرارا وما يمنعنى عن تحقيقها هو أنت، نعم أنت، أريد أن أقر بها أمامك قبل الجميع، أن أركع طالبا يدك فتمنحينى إياها بعشق يظهر في تلك العيون الدخانية التي سحرتنى منذ أول مرة إلتقت فيها بعيني، ليتساقط شعرك الطويل الناعم وتتسلل إلي رائحة الياسمين تغمرنى بنشوة العشق، هذا الشعر البني الناعم ذو الخصلات الذهبية والذي أمد يدى لتتخلل ثناياه، أقربك إلي أكثر لأنهل من شهد شفتيك اللتان إشتقت إليهما كإشتياق مسافر في الصحراء لشربة ماء تحييه، عشقتك، نعم أعترف أمام نفسى أننى لطالما عشقتك، ويوما ما بدورك ستقرين بعشقى، فإنتظرينى، فنحن على موعد مع العشق، موعد مع الحياة، فإلى لقاء قريب...

ز ا م)
سقطت منها الورقة وهي تجلس مكانها بنظرات زائغة لتقترب منها هاجر على الفور تنحنى لتمسك الورقة تقرأ محتوياتها بسرعة قبل أن تجلس بجوارها قائلة في قلق:
-سمر، إنتى كويسة، أتصل بهادى؟
قالت سمر بهذيان:.

-الحكاية مبقتش معجب مجهول ياهاجر، الموضوع بقى أكبر من كدة، ده حد عارفنى كويس، وعارف عني حاجات شخصية، عارف ان شعرى لونه بني وطويل وإنى بستعمل شامبو بريحة الياسمين، وبيقول إنه باسنى، إنتى فاهمة الكلام ده معناه إيه؟
قالت هاجر بشفقة:
-إهدى بس يا سمر، وخلينا نفهم بالراحة.
نهضت سمر قائلة بمرارة:.

-نفهم إيه بس ياهاجر؟الكلام اللى قريته في الورقة ده يخوف، أنا خايفة صدقينى، خايفة أوى، مبقتش مرتاحة للى بيحصل الظاهر إننا لما جينا إسكندرية كانت غلطة، غلطة كبيرة أوى، ولازم تتصلح حالا.
قالت هاجر في قلق:
-قصدك إيه ياسمر؟
قالت سمر بحزم:
-قصدى إنى لازم أرجع القاهرة عشان أحس من تانى بالأمان ياهاجر، وحالا.
لتتسع عينا هاجر، في صدمة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة