قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل الخامس والعشرون

رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل الخامس والعشرون

رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل الخامس والعشرون

كان حسام يطوف في ردهة المنزل جيئة وذهابا كليث جريح، لتقول نور بحنق:
-ماتقعد بقى ياحسام وتهدى حبة، عصبتنى.
توقف حسام ناظرا إليها بغضب قائلا بحدة:
-اهدى؟طب إزاي؟بقولك ياهانم معرفتش آخد ابنى منهم، رفض أدامهم كلهم، وخلى منظرى زبالة،.

ولا مجد وأخوه ده كمان ودكتور الغبرة، وقفولى زي البودى جاردات، وكان ناقص يضربونى، والهانم، الهانم اللى لسة عدتها يادوب خالصة لقيتها نازلة من عربية واحد غريب، آل إيه مديرها، هو أنا مبشوفش، ده كان بيبصلها بعنين هتاكلها أكل، كل ده وتقوليلى اهدى، اهدى ازاي بس؟
نهضت نور من مكانها تقترب منه قائلة بغضب:
-قول كدة بقى، اللى حارق دمك مش ان ابنك اللى رفض يشوفك، اللى حارق دمك غيرتك على الهانم طليقتك، مش كدة؟

أمسك ذراعها بقسوة قائلا:
-أكيد غيران، مش مراتى وأم ابنى الوحيد،
قالت نور بألم:
-لأ مش مراتك، دى طليقتك، انا بس اللى مراتك ومبتغيرش علية كمان بالشكل ده.
ازدادت قسوة ضغطه على ذراعها وهو يقول بغضب:.

-انتى شكلك اتجننتى، انتى بتقارنى نفسك بيها؟!سماح حاجة وانتى حاجة تانية خالص، سماح كانت زوجة مثالية وأم مفيش منها، كانت الكلمة منها بتطبطب والنظرة منها بتحيي، كانت نبض حياتى اللى لا بقى ليها طعم ولا لون من ساعة مافارقتنى.
قالت نور بغضب:
-ولما هي كانت ده كله، خنتها ليه ياحسام؟
اقترب حسام من وجهها يقول بصوت كالفحيح:.

-عشان انا راجل ندل معرفتش قيمة اللى كان في ايدى غير لما ضاع منى، معرفتش قيمته غير لما استبدلت الألماس بالتراب، فهمتى ولا أقول كمان؟
غشيت عيونها الدموع وهي تقول:
-فهمت ياحسام، فهمت.
ترك ذراعها يدفعها قائلا:
-طب انجرى بقى و اعمليلى فنجال قهوة، دماغى هتضرب خلينى أفكر في المصيبة اللى أنا فيها دلوقتى.
طالعته بحزن لتنتفض على صوته وهو يقول بحدة:
-لسة واقفة مستنية إيه؟

أسرعت تغادر الردهة إلى المطبخ تغلق الباب خلفها تستند إلى ظهره، تتطلع إلى ذراعها الذي تظهر عليه علامات أصابعه الحمراء، لتقول بغل:
بقى أنا تراب ياحسام، بقى أنا تعمل فية كدة عشان واحدة متسواش، طيب، اصبر عليه، ان ما خليتك تندم على كلامك ده، مبقاش أنا نور الهوارى ياحسام.

كانت تجلس بجوار ماجى تطالع البحر في شرود، لا تنكر أن حضورها إلى هذا المكان جلب السكينة إلى قلبها، كانت فكرة ماجى رغم اعتراضها عليها صائبة بكل تأكيد، قاطع أفكارها صوت أتي من خلفها يقول بهدوء:
-مساء الخير.
إلتفتت سماح تطالعه بصمت مضطرب بينما تنحنحت ماجى قائلة:
-احمم، مساء النور يارائف.
لتبحث عن زوجها بعينيها مستطردة:
-أمال يوسف مجاش معاك ليه؟
قال دون أن يحيد بناظريه عن سماح:
-راح لطنط سمية.

خبطت ماجى على رأسها قائلة:
-ياااه إزاي نسيت، كان المفروض هنروح لمامته النهاردة، أنا مضطرة أستأذن ياجماعة
ونهضت لتنهض سماح بدورها قائلة:
-استنى ياماجى، أنا كمان همشى...
أمسك رائف يدها قائلا بسرعة:
-لأ استنى من فضلك.
طالعت يده الممسكة بيدها بدهشة فتركها يمرر يده في شعره بإرتباك قائلا:
-احمم، عايز أتكلم معاكى شوية، ده يعنى لو تسمحيلى.
قالت ماجى:
-طيب هسيبكم أنا وأشوفك ياسماح بكرة، سلام دلوقتى.

غادرت بسرعة تتابعها سماح بعينيها قبل أن تلتفت إلى رائف الذي قال بهدوء:
-ممكن نقعد؟
جلست فجلس بدوره قائلا:
-أنا عارف إن مش من حقى أتدخل في حياتك الشخصية بس أول يوسف ما حكالى عن اللى حصل أنا صممت أقابلك، وخصوصا لما عرفت ان المشكلة اللى حصلت كانت بسببى أنا.
قالت سماح بهدوء تحاول ان تخفى حنقها لمعرفة رائف بما حدث:
-حضرتك ملكش ذنب، حسام كان جاي وناوى يعمل مشكلة.

طالع ملامحها الحزينة وعيونها المنتفخة قليلا قائلا:
-وده طبعا أثر عليكى وعلى نفسيتك، احمم، وكمان أثر على مراد، مش كدة؟
أطرقت برأسها تخفى ملامحها التي ظهر عليها الألم وهي تقول:
-أنا مش مهم، اتعودت على الألم والجرح، المشكلة دلوقتى في مراد اللى مبقاش قادر يتقبل والده خالص وكل شوية المشكلة بتتعقد أكتر، أنا مش عايزاه يكرهه، مهما كان ده والده، وخايفة، خايفة أوى تصرفات حسام تأثر بالسلب على شخصية مراد.

لترفع عيون غشيتها الدموع تطالعه بهما قائلة:
-مراد هو الحاجة الحلوة الوحيدة في دنيتى واللى مش مستعدة أخسرها أبدا.
طالعها بعيون ربض فيهم شعور أقوى من الإعجاب، نعم لقد تعمقت مشاعر أخرى بقلبه، مشاعر ظن أنها اندثرت منذ زمن لتعود إلى كيانه بقوة لم يشعر بها سابقا، مطلقا.
أخذ نفسا عميقا قبل أن يقول:
-طيب ممكن تسيبى مراد علية، أنا هتكلم معاه وهقدر أخليه يلين من ناحية والده.
أمسكت يده قائلة بلهفة:
-بجد يارائف؟

هل من الممكن أن يتضخم القلب حتى تشعر بمشاعرك تتجسد أمامك وكأنها تنبض بالحياة، لقد شعر بنبضات خافقه متجسدة في تلك الفتاة أمامه، تنتقل منه إليها ثم تعود منها إليه، أدركت أنها تمسك يده في تلك اللحظة التي ضم فيها أصابعه على أصابعها وهو يقول:
-بجد.

احمر وجهها خجلا وارتفعت درجة حرارتها بشكل يفوق احتمالها، فسحبت يدها بارتباك ترجع خصلة شعرها خلف أذنها بطريقة محببة جعلت قلبه يدق كشاب مراهق يعيش الحب لأول مرة، ليتابع ثغرها الذي تفوه بعبارة غير مفهومة، ليغمض عينيه يبعد هذا الشعور العجيب و الملح والذي يطالبه الآن بكل قوة أن يلمس هذا الثغر بشفتيه، ليعيش شعورا يدرك أنه الجنة، ولكنه يدرك إستحالة تحويل رغباته لحقيقة ويستنكرها في الوقت ذاته...

فتح عيناه وقد تمالك نفسه ليطالع عينيها قائلا:
-آسف قلتى إيه؟
قالت بارتباك:
-احمم، أبدا، كنت بقول هتكلمه إزاي؟ وهو رافض أي حد يتكلم معاه في الموضوع ده، حتى خاله مجد.
تراجع رائف في مقعده وهو يقول بإبتسامة هادئة:
-الموضوع ده سيبيه علية ومتقلقيش خالص، أنا هقدر أظبط أمورى.
ليقترب منها مجددا وهو يقول:
-المهم هتشربى إيه؟أو أقولك يلا ناكل،
كادت أن ترفض ولكنه أسرع يقول:.

-ممنوع الرفض، أنا جعان جدا وحقيقى مبحبش آكل لوحدى، ده غير ان الأكل ملوش علاقة بالحالة النفسية، احنا بناكل عشان نعيش ياسماح، وبعدين لو مرضتيش مش هاكل وذنبى هيكون في رقبتك، ها، هتاكلى معايا؟

ابتسمت رغما عنها وهي تومئ برأسها موافقة، ليبتسم بدوره مشيرا إلى النادل ليتقدم منهما، سألها رائف عن رغباتها، لتخبره بها وهي تشعر بالغرابة التي امتزجت بالسعادة في نفسها، فتلك هي المرة الثانية بعد البارحة والتي يسألها عن رغباتها في اختيار نوع الطعام الذي تريده، وهو شيئ جديد عليها كلية، ففى المرات القليلة التي خرجت فيها مع حسام، كان يختار لها هو دون أن يطلب رأيها أبدا، لتتراجع في مقعدها وتشعر بالإرتياح الذي امتزج بشعور آخر، غير مفهوم لديها، أو ربما لم تشعر به، سابقا.

توقف حسن بسيارته أمام هذا المحل الخاص بفساتين السهرة والزفاف، لتعقد هاجر حاجبيها قائلة بحيرة:
-انت جايبنا هنا ليه ياحسن؟
أمسك يدها وتخلل أصابعها بأصابعه قائلا:
-فيه عروسة حفلة خطوبتها بعد يومين ولسة مختارتش فستانها ياحبيبتى؟
إبتسمت بسعادة، إنه يفكر بها كما لم تفكر هي بنفسها حتى، إستطرد حسن قائلا:
-يلا ياأميرتى عشان تختارى فستانك.

هزت رأسها بسعادة وهي تترجل من السيارة ليقترب منها، يمسك بيدها مجددا ويدلفا إلى الداخل.
، كانت تتنقل حائرة بين الفساتين الكثيرة والرائعة، حتى أنها لم تستطع أن تحدد أي فستان منهم ترغب، حتى وجدت من يقترب منها يقف خلفها تماما ويميل هامسا في أذنيها:
-تسمحيلى أختار معاكى؟
هزت رأسها بخجل دون أن تنطق بكلمة ليضع يديه على كتفيها يديرها إليه يطالع عينيها العسليتين بعشق قائلا:.

-أميرتى الحلوة مش راضية تسمعنى صوتها ليه؟
تطلعت إلى عينيه قائلة:
-خايفة أتكلم أصحى من الحلم اللى أنا عايشاه دلوقتى معاك، خايفة أتكلم ألاقيك فجأة اختفيت من أدامى وألاقينى في أوضتى، لوحدى ياحسن.
مد يده يمررها على وجنتها برقة قائلا:.

-ده مش حلم، دى حقيقة، أنا وانتى خلاص جمعنا القدر، انا وانتى هنعيش الحلم اللى طول عمرنا بنحلم بيه، أنا ماصدقت لقيتك ياهاجر، انتى اليقين الوحيد اللى في حياتى، انتى أحلى حاجة حصلتلى.
أدمعت عيناها ليقول بسرعة:
-لأ وحياة أخوكى، دموع الفرح دى ابعديها النهاردة خالص، مبحبش أشوف الدموع في عيونك ياهاجر لا لفرح ولا لحزن، مفهوم؟
مسحت دموعها بأناملها وهي تؤدى التحية العسكرية قائلة بمرح:
-تمام يافندم.

إبتسم حسن يطالعها بحب ليسمع نحنحة نسائية لتلك السيدة التي جاءت لتساعدهم وهي تقول:
-احمم، خلاص، استقريتوا على فستان؟
قال حسن:
-ثوانى.
ثم أدار هاجر بيديه يمسك أحد الفساتين، ويمنحها إياه قائلا:
-جربى ده هيكون حلو أوى عليكى.
إبتسمت وهي تأخذه منه تتجه إلى غرفة تبديل الملابس، بينما قالت له البائعة:
-اتفضل معايا لغاية ماتغير هدومها، هوريك الكماليات بتاعة الفستان اللى أكيد هتعجب حضرتك.

تبعها بهدوء، غافلا عن إبتسامة إرتسمت على وجه تلك البائعة، إبتسامة غير مريحة، على الإطلاق.

أجلس هادى سمر على الأريكة لتقول بحيرة:
-ها، أفتح عينى خلاص؟
إبتسم يطالع وجهها الجميل وعيونها التي أغلقتها بناءا على طلبه قائلا:
-ثوانى ياسمر، اوعى تفتحيها.

شعرت به يبتعد قليلا وصوت شيئ يفتح ربما ثم خطواته تقترب منها مجددا، ثم شعرت بشيئ بارد يوضع على عنقها، وأنامله على جيدها يبعد خصلات شعرها، انتابتها قشعريرة امتدت إلى خافقها فزادت من نبضاته، أخذت نفسا عميقا تتمالك به نفسها وقد شعرت بأنامله تتمهل على جيدها وأنفاسه تتثاقل خلفها، تنفست الصعداء حين رفع يده لتقول بصوت مبحوح:
-خلاص، أفتح عينى؟
إستمعت إلى صوته الخافت وهو يقول:
-ثوانى بس،.

ثم شعرت بيده تسحب يدها ثم به يلف شيئا باردا حول معصمها، ويضع دائرة حول إصبعها، وهو يقول:
-دلوقتى تقدرى تفتحى عنيكى.
فتحت عينيها ببطئ تتأمل تلك الإسوارة والخاتم الذي يشبهها، وهذه القلادة التي تحمل نفس الشكل الرقيق الذي أذهلها، عصفور يطير محلقا بعيدا عن هذا القفص الذهبي خلفه، طالعته بحيرة، ليقول بإبتسامة:.

-دى شبكتك ياعروسة، أنا عارف انك رفضتى أجيبلك شبكة بس غصب عني، كان لازم أقدملك هدية بتعبر عن وعدى ليكى.
قالت بحيرة:
-وعدك؟
إتسعت إبتسامته وهو يجلس إلى جوارها يمسك يديها بين يديه قائلا:.

-أنا عارف أد إيه بتحبى حريتك وخايفة عليها، عارف أد إيه إنتى خايفة كمان من اللى جاي، بس وعد منى انك معايا عمرك ماهتخافى من حاجة تانى، وعد منى انى أخرجك من سجن مخاوفك وأحررك منها للأبد، وعد منى ان عمرى ماهأذيكى ولا أجرحك ياسمر طول ما أنا عايش.
غشيت عيونها الدموع ليطالع دموعها في حيرة قائلا:
-انتى زعلتى؟
هزت رأسها نفيا وهي تقول:
-دى دموع الفرح ياهادى، انت مش عارف أد إيه هديتك وكلامك دول فرحنى.
قال بلهفة:.

-بجد فرحانة ياسمر؟
قالت بحب:
-أد الدنيا دى كلها.
اتسعت إبتسامته وهو يرفع يدها يقبلها بحنان بينما تأملته هي بقلب عاشق.

خرجت من حجرة تبديل الملابس فلم تجده، عقدت حاجبيها واقتربت من باب الحجرة المغلق تفتحه بهدوء لتشاهد تلك البائعة وهي تميل على حبيبها تقول بدلال:
-الظاهر إنك بتحب خطيبتك أوى، وعشان كدة مختارلها أغلى فستان في المحل.
رمقها حسن بهدوء قائلا:
-الدبلة اللى في ايدى وايديها تثبت أكيد إنى بحبها.
مطت شفتيها قائلة:.

-الدبلة مش شرط على الحب، ممكن يكون جواز مصلحة أو إتفاق، الواضح أكيد إنك بتحبها بس هي، امم، مش عارفة.
عقد حاجبيه قائلا:
-مش عارفة؟
إبتسمت بدلال قائلة:
-واحد في وسامتك وجاذبيتك يستاهل الواحدة تحبه بكل كيانها، تدلعه وتخاف عليه، متسيبوش لوحده مثلا مع واحدة زيي،
وأشارت إلى نفسها بخيلاء، ثم مررت يدها على ذراعه بأناملها الطويلة المطلية بالأحمر مستطردة:
-مش يمكن أحاول أخليك تهتم بية ولو شوية؟

تنازعته رغبتان، احداهما رغبته في أن يجارى تلك الفتاة حتى تتعلق به ثم يغدر بها بقسوة كما اعتاد أن يفعل بالماضى والأخرى عدم رغبته بإيذاء من يهواها قلبه، فهو يدرك بأعماقه أنه يؤذيها وبقوة بعدم مكافحته لرغبته المريضة تلك...

رأت هاجر هذا الصراع البادى على ملامحه، رأت تردده، فتمزق قلبها ألما، أغلقت عينيها وإلتفتت تريد الهرب من مرأى هذا المشهد الذي سيدمى قلبها، تعرف ان عليها أن تتحمل قليلا، أن تساعده كي يشفى ولكن هذا الألم الذي تتحمله يفوق قدرة البشر، ربما وجب عليها الآن أن تقتحم هذا المشهد وتأخذ بيده عنوة بعيدا عن تلك الحرباء، إتسعت عيناها على مصراعيها وصوته يتناهى إلى مسامعها وهو يقول بصرامة:.

-بذمتك فيه حد يبقى معاه ألماسة حرة ويبص لحجر مزيف ملوش قيمة.
إلتفتت تتطالعه بقلب يخفق بقوة، رأته يزيل يد البائعة من على يده قائلا بإشمئزاز:
-ياريت تركزى في شغلك أو هطلب المدير بتاعك يجيلى هنا عشان أقوله على تصرفاتك ال...
وترك جملته معلقة ليضطرب وجه الفتاة وهي تقول:
-آه، طبعا، احمم، تحت أمرك، هجيب لحضرتك باقى طلباتك.

ابتسمت هاجر بسعادة قبل أن تدلف لحجرة تبديل الملابس، تبدل ملابسها بسرعة ثم تخرج إليهما ليطالعها حسن بدهشة قائلا:
-ملبستيش ليه الفستان ياحبيبتى؟
رمقت البائعة شذرا وهي تناولها الفستان قائلة:
-الحقيقة حسيت الفستان مش نضيف و رخيص أوى فمحبتوش، تعالى نشوف مكان تانى أنضف من هنا ياحبيبى.

اطرقت البائعة برأسها أرضا في خجل، فمدت هاجر يدها تمسك بيده وسط دهشته وتسحبه خلفها إلى الخارج حتى وصلا إلى السيارة ليفتح حسن لها الباب فدلفت إليها، أغلق الباب خلفها واتجه إلى مقعده خلف المقود، كاد أن يدير السيارة ولكنه توقف وهو يلتفت إلى هاجر يقول بتقرير:
-انتى سمعتى اللى حصل جوة، بينى وبين البنت دى، صح؟
التفتت تتطالعه وهي تومئ برأسها فأسرع يقول:
-صدقينى ياهاجر أنا مليش ذنب ف...

قاطعته واضعة يدها على فمه تقول بحنان:
-عارفة، وانت مش محتاج تبررلى أي حاجة، قلتلك قبل كدة، أنا واثقة فيك ياحسن.
قبل يدها فأبعدتها بخجل ليقول هو بحب:
-لسة واثقة فية بجد ياهاجر ولا بتقولى الكلام ده علشان متزعلنيش؟
طالعته بحب قائلة:
-ثقتى في حبك لية وانك قادر تتخطى بيه كل حاجة ممكن تقف مابينا، من غير حدود ياحسن، المهم تكون واثق انت كمان ان حبك لية وحبى ليك هيشفيك.

طالعها بعشق لتشعر بحرارة جسدها تشتعل فتنحنحت قائلة:
-احمم، مش يلا بينا بقى عشان نلحق نجيب الفستان، إتأخرنا ياحسن.
إبتسم وهو يدير السيارة منطلقا بها بسعادة، يشعر بقلبه ينتفض، عشقا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة