قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل الثالث والعشرون

رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل الثالث والعشرون

رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل الثالث والعشرون

زفر مجد بقوة قائلا:
-وانا هعمل ايه بس ياحسام، ابنك اللى مش عايز يشوفك، كلمناه كتير وبرده رافض.
قال حسام بعصبية:
-أكيد مليتوا ودانه من ناحيتى وكرهتوه فية.
قال مجد بغضب:
-مش احنا اللى نعمل حاجة زي دى، انت اللى كرهتوا فيك بأفعالك وعلى فكرة سماح بتحاول تحسن نفسيته من ناحيتك عشان أفعالك مأثرة على شخصيته أصلا، بس انت هتفضل كدة ظالمها طول حياتك.
قال حسام بسخرية:.

-بقيت ظالم ومفترى وأختك كانت مظلومة معايا مش كدة يامجد؟عموما أهى خلصت منى، بس ابني مش ممكن هسيبه، ده حتة منى ودمى بيجرى في شرايينه، فهم أختك انى لو مشفتش ابنى الشهر ده، هرفع قضية حضانة وهكسبها وانت عارف انى أقدر أكسبها لو عايز، ماانت محامى وفاهم أنا ممكن أعمل إيه.
قال مجد بغضب وقد انتفخت أوداجه وبرزت عروق جبهته:
-أنا مش هرد عليك.

ثم أغلق الهاتف بعصبية، يلقيه جانبا ثم يميل مستندا إلى فخذيه، يغمض عينيه بقوة عاقدا حاجبيه، فجاءت زوزا من خلفه بعد أن كانت تقف بعيدة بعض الشيئ تستمع إلى محادثته وتدرك أنها أثارت حنقه وغضبه، جلست بجواره تضع كفها على ظهره تمررها عليه صعودا وهبوطا تحاول أن تهدئه فإستقام ناظرا إليها بعيون ظهرت فيهم مشاعر ممزقة جعلتها تبكى ألما عليه بداخلها، أشارت إليه قائلة بحنان:.

-حط راسك في حجرى وفضفض باللى جواك زي زمان.
ظهر عليه التردد للحظة قبل أن يتمدد على الفور ويضع رأسه على حجرها، فجعلت تمرر يدها في شعره، أغلق عينيه وتركها تبعث في روحه السكينة وهي تردد بعض آيات القرآن، أنهت رقيته ثم قالت بهدوء:
-إحكيلى يامجد، فضفضلى.
فتح عيناه يقول بألم:
-حسام بيهددنى يازوزا، يااما أخليه يشوف إبنه يايرفع قضية حضانة ويشوه سمعة سماح.
إتسعت عيونها في صدمة وهي تقول:.

-وهو ممكن يعملها يامجد؟دى مهما كان أم إبنه، وسمعتها هتأثر عليه.
قال مجد بغضب وهو يستقيم جالسا:
-طلع واطى وخسيس، طول عمرى شايف إنه ميستاهلش ضفرها، بس مكنتش أتصور انه يكون واطى بالشكل ده.
أعادته زوزا إلى حجرها ومررت يدها في شعره مجددا قائلة:.

-طب إهدى بس وإتطمن، حسام مش ممكن يضر أختك وانت جنبها يامجد، وعموما مراد إبنه ومن حقه يشوفه، حاول معاه مرة تانية وان مرضاش يبقى خلاص، هتقف جنب أختك وإبنها للآخر يامجد، وهتعدى بيهم لبر الأمان.
نظر إليها بعشق يمد يده ليسحب يدها التي تمررها في شعره يقبلها قبلة طويلة أودعها مشاعره قبل أن يغلق عينيه مجددا يحاول أن يفكر في طريقة لمواجهة تهديدات حسام البغيضة، مثله.

كان يراجع تلك الرسالة التي ترجمتها، تقف هي بجواره وتنتظر رأيه، ليشير إلى جملة برسالتها قائلا:
-كلامهم هنا مش واضح ومحدد بالعكس ممكن يكون حيلة منهم عشان يورطونا ونمضى من غير مايدونا ميعاد للتسليم،.

مالت تنظر إلى تلك العبارة التي يشير إليها فتسلل عطرها إلى أنفه بينما تناثرت بعض خصلاتها على يده التي تمسك بالرسالة فأثارت لديه إضطرابا غير مفهوما، إستقامت لا تدرى ماذا فعلت بكيانه في تلك اللحظات القليلة فقد أشعلت بركانا في قلبه، ليتنحنح قائلا وهو يعود إلى مكتبه حيث أمانه الآن:
-احمم، تردى عليهم وتقوليلهم يوضحوا كلامهم ويحددوا ميعاد للتسليم.

طالعته بنظراتها الهادئة تلك والتي تميزها وهي تومئ برأسها، قائلة:
-تمام، فيه حاجة تانية هضيفها؟
إكتفى بهز رأسه نفيا، فقالت:
-عن إذنك.
ثم التفتت لتغادر، وجد نفسه يستوقفها قائلا:
-سماح!
إلتفتت تطالعه قائلة:
-آفندم؟
قال بهدوء يخالف دقات قلبه المتسارعة:
-الحقيقة بيرى كانت حابة تروح الملاهى، وطلبت منى، يعنى،
عقدت سماح حاجبيها في تساؤل عن تردده، قائلة:
-طب إيه المشكلة يامستر رائف؟
إبتلع ريقه قائلا:.

-المشكلة إنها حابة تروح معاكى ومع مراد، مش عارف إذا كان ده ممكن أو ظروفك مش هتسمح.
قالت بإبتسامة:
-أكيد ممكن، مراد هيفرح جدا لما يعرف، الحقيقة بنوتة حضرتك تجنن ربنا يخليهالك، اعتذارها يومها هي كمان لمراد، بيدل على ذوقها وأخلاقها وتربيتها.
تنهد رائف قائلا:.

-بس تاعبانى أوى ياسماح، من يوم ما والدتها اتوفت وهي رافضة المربيات وعاملة معاهم مشاكل كتيرة، بتطفشهم واحدة ورا التانية، وزي ماانتى شايفة، أنا مش فاضى آخد بالى منها والمربية شيئ أساسي في حياتنا.
قالت سماح بصوت لمح فيه الحزن:
-غياب حد من الأهل بيأثر على نفسية الطفل وممكن يخليه عدوانى في بعض الأوقات كمان.
قال رائف:
-مراد متأثر من إنفصالك عن والده، مش كدة؟
اومأت برأسها قائلة:.

-أيوة ورافض يقابله نهائي، حاولت أقنعه كتير وأفهمه ان اللى حصل معايا هو ملوش دخل بيه، وان حسام مهما كان يبقى والده وليه حق عليه، لكنه رافض يسمع.
أومأ رائف برأسه متفهما وهو يقول:
-لو تسمحيلى أنا ممكن أتكلم معاه، جايز أقدر أقنعه.
نظرت إليه في تردد قائلة:
-أنا مش عايزة أتعب حضرتك، يعنى...
قاطعها قائلا في حزم:
-مفيش تعب ولا حاجة، مراد طفل ذكى وشخصيته ممتازة، خسارة إنفصال الاهل يأثر على شخصية زي دى.

أومأت برأسها في هدوء قائلة:
-انا مش عارفة اشكر حضرتك ازاي؟
قال بإبتسامة زادته وسامة:
-مفيش داعى للشكر، ده واجبى.
تنحنحت قائلة:
-احمم، طيب هستأذن أنا عشان ألحق أرد على الشركة، تؤمرنى بحاجة تانية؟
هز رأسه نفيا، لتلتفت مغادرة تتابعها عيناه وفيهما يزداد إعجابه بتلك الشخصية الرائعة الهادئة إلى حد يقلقه، بعض الشيئ.

كاد هادى أن يدق جرس الباب حين فتحه مراد فجأة فوجد الطبيب هادى ترافقه أخته هاجر، إبتسم هادى فبادله مراد إبتسامته وهو يفسح لهما الطريق قائلا:
-أكيد جاي عشان طنط سمر، هي هناك في المطبخ، مضطر أستأذن عشان إتأخرت عن الدرس، نورتونا.
كاد ان يغادر حين قالت له هاجر:
-فين عمك حسن يامراد؟
التفت قائلا بإبتسامة:
-في البلكونة، عن إذنكم.
ثم غادر ليقول هادى لهاجر:.

-روحيله وإديله فرصة، حاولى تستوعبيه لو بجد بتحبيه، وأنا جنبك لو احتجتينى نادينى.
أومأت برأسها قائلة:
-هتروح لسمر؟
إبتسم قائلا:
-كل واحد بيدور على نصه التانى ياهاجر واحنا الاتنين عارفين اننا لقيناه هنا، في عيلة الصعيدى.
أومأت برأسها، وإلتفتت لتغادر ولكن إستوقفها صوته وهو يقول:
-هاجر.
إلتفتت إليه بتساؤل ليستطرد قائلا:.

-أنا عارف إن الموضوع صعب على أي واحدة إنها تتقبله مهما كانت بتحب، بس انتى أدها، عارف كمان ان حسن هيكون كويس بس على ايدك.
تذكرت كلماته عن حالة حسن المرضية وأدركت أن علاجه في يدها ولكنها تحتاج فقط إلى الصبر والتحمل، إبتسمت إبتسامة باهتة قبل أن تلتفت مغادرة، ليتنهد هادى قائلا:
-ربنا يكون في عونك ياهاجر، ويقويكى.
ثم إلتفت يبحث عن نصفه الآخر، فقد اشتاق إليها، بقوة.

وقفت تتأمله لوهلة، كان يجلس ناظرا للسماء، بدا حزينا شاردا بشكل لم تعهده من قبل، إقتربت منه حتى توقفت بجواره، لم ينتبه لها، فتنحنحت ليرفع وجهه يطالع مرافقته، تبدلت ملامحه على الفور للهفة ظهرت جلية في ملامحه، ونهض بسرعة يواجهها قائلا:
-هاجر!
اومأت برأسها ليستطرد قائلا:
-إنتى إيه اللى جابك؟قصدى يعنى جاية ليه؟
رفعت حاجبيها ليستطرد قائلا:
-مش قصدى أكيد بس...

وصمت يخشى ان يقول أن في إجابتها يأمل في الحياة لتتقدم وتجلس في الكرسى الذي يجاور ذلك الكرسي الذي كان يجلس عليه قائلة:
-جاية عشان أشوفك وأبلغك قرارى اللى انت مستنيه.
أسرع يجلس على الكرسي بوضع معكوس ليواجهها قائلا بلهفة:
-وياترى إيه هو قرارك؟

أطرقت برأسها للحظات، فأحس بأمله يخبو رويدا رويدا، سترفع عيناها الآن وتخبره أن هذا الأمر فوق طاقتها، تبا، هو يعلم أن الأمر يفوق طاقة أي امرأة، فما بالك بكائن رقيق كهاجر، إنه الفراق حتما وكم يؤلمه ذلك، رفعت عيونها إليه ببطئ تنظر إلى عينيه اللتان قبع فيهما الحزن رابضا، تمد يديها لتمسك يديه قائلة وسط حيرته:.

-من اللحظة دى بوعدك إنى أمسك إيدك ومسيبهاش تانى، من اللحظة دى بوعدك إنى هقف جنبك طول العمر وانى مستحيل هتخلى عنك، من اللحظة دى بوعدك إنى أحارب حتى نفسى عشانك.
لم يكن يصدق كلماتها، لقد شعر بأنه يكاد يموت قهرا وهو يتخيل فراقها لتعيد بكلماتها إلى خافقه الحياة، تعده بما لم يحلم به في أقصى أمانيه، تعيد ترتيب كيانه الذي يصرخ الآن، أحبك هاجر، أحبك كما لم أحب مخلوق قط...

سقطت من عيونه دمعة فمدت يدها تمسحها بحنان قائلا:
-انت كمان هتوعدنى، من اللحظة دى هتحارب نفسك ومرضك عشانى، هترجع حسن عشانى، أنا قلتهالك قبل كدة وهقولهالك تانى، ثقتى فيك من غير حدود، وواثقة ان العثرة اللى في حياتك دى قادر تعديها وبسهولة كمان، قلت إيه ياحسن هتوعدنى؟
رفع يدها يقبلها بعشق، قائلا:
-أوعدك، أوعدك ياأحلى حاجة حصلتلى.
إبتسامة إرتسمت على ثغرها لتظهر غمازتيها الجميلتين، ليقول بتنهيدة:.

-هادى معاكى مش كدة؟
أومأت برأسها، لتنتفض على صوته وهو ينادى بصوت عال قائلا:
-هااااادى.
لم يترك يدها وهو يغادر الشرفة ساحبا إياها خلفه وسط دهشتها مرددا:
-يا هاااادى،.

كان يطالعها بحب وهي تقلب في هذا القدر أمامها، يتهادى شعرها الناعم خلفها، يهتز معها وهي تهتز وتدندن على نغمات تلك الأغنية التي تصدح من هاتفها...
بعيد عنك حياتى عذاب، متبعدنيش بعيد عنك، مليش غير الدموع أحباب معاها بعيش بعيد عنك...
ثم رفعت الملعقة تتذوق من محتوى القدر لتغض جبينها قائلة:
-ناقصة حاجة، ياترى إيه؟
إنتفضت على صوته وهو يقول:
-تحبى أساعدك؟
إلتفتت تنظر إليه قائلة في دهشة:
-هادى، انت جيت إمتى،.

قصدى واقف من امتى؟
كان يقترب منها بهدوء يثير كيانها ويرفع من درجة حرارة الغرفة قائلا:
-متقلقيش، مبقاليش كتير.
توقف أمامها تماما، يطالع عيونها البنية الرائعة وأهدابها الطويلة وهي ترمش بهما بسرعة، إبتسم يدرك توترها من قربه وإزدياد خفقات قلبها، إبتسم قائلا:
-كنتى بتقولى ناقصها حاجة تسمحيلى أدوق؟

أومأت برأسها كالمغيبة، لتتسع إبتسامته وهو يمد يده يأخذ منها الملعقة يتذوق من القدر قبل أن ينظر إليها قائلا بإبتسامة:
-ناقصها شوية شطة وعصير لمونة.
طالعته بحيرة قائلة:
-هي إيه دى؟
اتسعت ابتسامته قائلا:
-البامية ياسمر.
أفاقت من شرودها وحيرتها قائلة:
-آااه، فعلا،
أضافت ما قاله تحت أنظاره، ثم إبتعدت قليلا تترك مابينهما مسافة كافية، تأخذ نفسا عميقا لتتمالك نفسها قبل أن تقول:
-انت جيت لوحدك؟

هز رأسه نفيا بهدوء قائلا:
-لأ مع هاجر، قاعدة برة مع حسن.
قالت بإرتياح:
-الحمد لله يعنى حالته دى مكنتش هي السبب فيها، بس ياترى مين السبب؟
رفع حاجبه قائلا:
-يعنى كنتى عارفة انهم بيحبوا بعض ومقلتليش.
قالت بإرتباك:
-لأ، آه، قصدى يعنى كنت بشك في الموضوع.
إقترب منها مجددا قائلا:.

-امم، طيب، بقولك إيه ماتسيبك من هاجر و حسن وخليكى في هادى، يعنى آخدة يومين أجازة وحرمانى منك عشان تراجعى البحث بتاعك، قلت يادكتور إستحمل، لكن آجى ألاقيكى في المطبخ و بتريننج البيت وتقريبا الصورة اللى برسمهالك في خيالى واقفة أدامى دلوقت وكل كلامنا يبقى عن البامية وحسن وهاجر، أهو ده اللى كتير بقى.

إتسعت عيونها بدهشة من كلماته التي خرج بها عن اطاره الرصين الذي ألفته فيه، خاصة حين وضع كلتا يديه على الطاولة خلفها محاصرا إياها لتقول بنبرات مضطربة:
-احمم، هادى.
قال بعشق:
-ياعيون هادى.

شعرت بقلبها يخفق بجنون لترفع يدها تبعده فإستقرت على خافقه الذي ينبض بدوره بجنون، لتبتلع ريقها بصعوبة وهو يرمق ثغرها المرتعش بعشق، يقترب حد الخطر، ليتعالى صوت حسن الذي ينادى هادى، فإستغلت سمر تشتت هادى لتخرج من حصار ذراعيه، ترمقه بنظرة خجولة حانقة قبل أن تخرج من المطبخ بسرعة، ليضع هادى يده على خافقه قائلا:
-كدة مش هينفع أنا لازم أتجوزك ياسمر، وبسرعة.

قبل أن يتبعها إلى الخارج ليجد حسن واقفا يرمقه بحزم وممسكا بيد هاجر التي تنظر إلى هادى بخجل ليقول حسن:
-هادى، أنا بطلب منك إيد هاجر رسميا وياريت لو نكتب الكتاب علطول.
ظهرت الفرحة جلية على ملامح سمر بينما قالت هاجر:
-خطوبة ممكن، لكن كتب كتاب لسة شوية.
لتميل عليه هامسة:
-مش قبل ماتتعالج، لو عايزنا نكتب الكتاب، خف بسرعة.
ضم يدها بقوة وهو يومئ برأسه قائلا:
-هخف عشانا ياهاجر.

إبتسمت ليطالعهما هادى بهدوء، يدرك الحب قويا بينهما، مما منحه شعور بالإطمئنان، ليومئ برأسه قائلا:
-تمام، نكلم مجد يرجع من شهر العسل اللى طول ده ونعمل خطوبتكم مع كتب كتابى على سمر.
إتسعت عينا سمر بدهشة بينما إبتسم هادى، بإنتصار.

كان مجد غارقا في نومه ولكنه بدأ يتململ مستيقظا وصوت شهقات خافته يخترق مسامعه، فتح عيونه ببطئ ليدرك أن تلك الشهقات آتية من هذا الجسد الدافئ الذي يحتويه بذراعه، إنها تحلم بكابوس مجددا، هزها برفق ناطقا بإسمها، لم تستجب لندائه ليستقيم معتدلا وهو يعدل وضعية نومها ويصبح مشرفا عليها، يربت على وجنتها برقة قائلا:
-زوزا، فوقى ياحبيبتى، أنا هنا جنبك وده كابوس مش اكتر.

فتحت عيونها على إتساعهما تطالعه، قبل أن تحتضنه بقوة وتترك لدموعها العنان، ربت على ظهرها مهدئا وهو يقول بحنان:
-خلاص ياحبيبتى كابوسك انتهى وانا هنا جنبك، اهدى يازوزا عشان خاطرى.
بدأت إرتعاشتها تخبو، وأصوات شهقاتها تخف تدريجيا قبل أن تبتعد عنه قليلا لتواجهه قائلة بمرارة:.

-تعبت يا مجد، تعبت بجد، من يوم ما الذاكرة رجعتلى وأنا بشوفها كل يوم في أحلامى، بتتهمنى انى خطفتك منها بتقولى انك حبيتها قبلى، ومهما انكرت مبتصدقنيش وبعدين بتبدأ تقتلنى، بترجاها ترحمنى لكنها مبترحمنيش،
لتتعلق بذراعه الأيسر قائلة بتوسل:
-امتى الكوابيس دى هتنتهى، امتى هخلص منها؟امتى هرتاح يامجد.
رفع يده يمررها على وجنتها قائلا بحنان:.

-هتخلصى منها ياحبيبتى، وعد منى هتخلصى منها، بس انا عايزك تساعدينى، دكتور هادى قاللى انك هتخلصى منها في اليوم اللى تآمنى فيه انك مكنتيش السبب في موتها، في اليوم اللى تآمنى فيه ان كل اللى بتقولهولك أوهامها هي واللى حاولت تخليكى تصدقيها، بس لازم متصدقيهاش يازوزا، لازم تآمنى انى عمرى ما حبيتها وان انتى الوحيدة اللى قلبى مال ليها، لازم تصدقى انك مأخدتنيش منها، بالعكس هي اللى كانت عايزة تاخدنى منك.

نظرت إليه بأمل قائلة:
-يعنى انتى عمرك ما فكرت فيها؟مع انها كانت أحلى منى وأذكى منى وشعرها في سواد الليل.
ابتسم لسذاجتها، ثم تطلع إلى عمق عينيها قائلا:.

-مكنتش أذكى منك ولا احلى منك، انتوا توأم في الشكل، صحيح شعرك بنى و شعرها إسود، بس هتفضلوا توأم، انا حبيتك من قبل ما أشوف شعرك، حبيتك وانتى محجبة، محبتش فيكى الشكل، حبيت روحك اللى كانت بتطل من عنيكى، رقتك، تدينك، أخلاقك، حبيتك إنتى بكل مافيكى، أما سحر، فمن اول يوم شفتها وأنا مبرتحش لنظراتها، عينيها كانت بتخوفنى، كنت بشوف فيهم شر مستخبى وكفاية كلام عنها عشان مبحبش أذكر مساوئ حد ميت، بس الكلام ده بقوله لاول ولآخر مرة عشان تصدقينى، سحر بالنسبة لى ولا حاجة وانتى بالنسبة لى كل حاجة، لا عمرى حبيبت ولا هحب غيرك يازوزتى.

ضمته بقوة، بسعادة، تغمض عينيها على دموع الفرح، تدرك أن زوجها أحبها هي فقط ولا أحد غيرها، تقبع بين أحضانه الآن، تدفن شكوكها، بغير رجعة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة