قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل التاسع عشر

رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل التاسع عشر

رواية ضلع مكسور سينجبر للكاتبة شاهندة الفصل التاسع عشر

كان الظلام سائدا، والجميع يحبسون أنفاسهم ترقبا لظهور الGhost face في بيت صديقة البطلة(كيربى)، ليظهر بالفعل، ويهجم مرة أخرى، يقتل (روبي ميرسر) بوحشية...
أمسكت سمر بيد مجد الجالس بجوارها دون وعي، يدفعها الخوف والترقب، لينظر إليها على الفور ويضم قبضته على يدها برقة، نظرت إليه فقال لها هامسا:
-متخافيش، أنا جنبك.

لم تستطع أن تحيد بناظريها عنه، تشعر بدقات قلبها تخفق بقوة، ولكن ليس رعبا، بل عشقا؟أدركت مجددا أنها تحمل له في قلبها هذا العشق الذي تقاومه بكل قوة ولكن لا فائدة، فكل الخيوط تجذبها له.
إنتفضت على صوت سمر الأخت وهي تقول بدهشة:
-(تشارلى) و(جيل)، مش معقول.
تركت يده بسرعة تنظر إلى شاشة التلفاز تتابع الفيلم من جديد، ولكنها إسترقت نظرة واحدة إليه لتجده يتأملها هي، في عشق.

قالت هاجر بسعادة:
-كان يوم يجنن، مش كدة ياسمر؟
لم تجبها سمر لتنظر هاجر إليها وتجدها شاردة، لتهزها هاجر قائلة:
-ياسمر، هيييه، روحتى فين؟
أفاقت سمر من شرودها قائلة:
-انا هنا أهو.
قالت هاجر:
-لأ، مش هنا خالص، مالك يابنتى من ساعة مارجعنا وانتى في دنيا تانية خالص.
نظرت سمر إلى هاجر قائلة:
-بصراحة ياهاجر، حاسة بحيرة ومشاعرى متلخبطة وحقيقى مش عارفة أعمل ايه؟
قالت هاجر في مرح:.

-طب ما تحكيلى، مش جايز أريحك، يلا، اعتبرينى هادى وفضفضى باللى جواكى، استنى هلبس النضارة.
ضربتها سمر بخفة على يدها قائلة:
-مش هتبطلى بقى هزار، انا بتكلم جد.
ابتسمت هاجر قائلة:
-طب ما انا كمان بتكلم جد، فضفضى باللى جواك، مش يمكن أريحك، وتلاقى عندى الحل للخبطك دى؟
تنهدت سمر قائلة:
-مش عارفة، أصل اللى جوايا مشاعر غريبة، متجمعين في عقدة ومش عارفة أحلها إزاي أو حتى أبتدى منين.
ربتت هاجر على يدها قائلة:.

-احكى من الأول وأنا سامعاك.
نظرت إليها بحيرة قبل أن تحسم رأيها ستقص على هاجر مشاعرها، ربما كان لديها تفسيرا لها يريح قلبها المنهك ويطمأن بالها.

تنهد يوسف قائلا:
-وحشتينى أوى ياماجى.
أرجعت ماجى خصلاتها الناعمة القصيرة الى ماوراء أذنها قائلة بحب:
-وانت كمان يايوسف، وحشتنى ياحبيبى.
قال بصوت متهدج:
-ياريتك كنتى معايا دلوقت.
عقدت ماجى حاجبيها ونبرات صوته الحزينة تصلها بوضوح، لتقول بحيرة:
-مالك يايوسف؟صوتك مش عاجبني، حصل حاجة؟
قال يوسف بإضطراب:
-ها، لا، محصلش حاجة، كل الموضوع ان دى اول مرة أنام وانتى مش في حضنى.
ابتسمت قائلة بخجل:.

-انا كمان مش عارفة أنام برة حضنك ياحبيبي،
قال بتنهيدة:
-هترجعى بكرة ونعوض الليلة دى.
ثم إبتسم مستطردا:
-هتوحشينى لحد بكرة.
قالت برقة:
-وانت كمان، هشوفك الصبح باذن الله، متنساش توصي رائف على سماح، وتقوله بالراحة عليها، دى أول مرة تشتغل ومش عايزاها تتعقد بسرعة.
قال يوسف:
-متقلقيش، رائف صحيح في شغله مبيقبلش الغلط، بس أنا هفهمه ظروفها، وهو أصلا عنده خلفية عنها، وباذن الله كله يبقى تمام.
قالت برقة:.

-بإذن الله ياحبيبي.
قال بحنان:
-خلى بالك من نفسك.
لتقول بإبتسامة عشق:
-بحبك يايوسف.
ثم أغلقت الهاتف ليغلق هاتفه بدوره، يتنهد قائلا:
-وأنا مبحبش في الدنيا أدك ياقلب يوسف.

قالت هاجر بإبتسامة:
-مش محتاجة تفكير كتير عشان اقولك انك مش في صراع بين حبين، انتى في صراع واضح بين واجبك وحبك، ضميرك وقلبك، وصدقينى الصراع ده مش هيطول، في لحظة حد فيهم هيتغلب على التانى، انا شايفة انك متفكريش كتير وتسيبى نفسك على طبيعتها، والأمور قى الفترة الجاية هتتوضح ليكى أكتر ومشاعرك هتوضح أكتر، وساعتها هتقدرى تميلى كفة عن كفة، وهتقدرى تختارى صح.
قالت سمر:
-بس أنا خايفة ياهاجر.

عقدت هاجر حاجبيها قائلة:
-خايفة من ايه ياسمر؟
قالت سمر بحزن:
-خايفة أختار صح.
إزداد انعقاد حاجبي هاجر لتستطرد سمر موضحة:
-ممكن الصح يكون إنى أختار واجبي وساعتها قلبى ممكن ميبقاش سعيد، أو أختار قلبى بس ضميري يأنبني، ممكن الصح ميبقاش صح بالنسبة لى ياهاجر.
قالت هاجر بغموض:
-وممكن تحققى المعادلة الصعبة ياسمسم وترضى الطرفين، قلبك وضميرك.
عقدت سمر حاجبيها قائلة:
-ازاي؟مستحيل طبعا.
ابتسمت هاجر قائلة:.

-مفيش حاجة اسمها مستحيل، انتى قولى بس يارب.
تنهدت سمر قائلة:
-يااارب.

رمق رائف يوسف بحنق قائلا:
-معقول يايوسف؟واجهتنا في العلاقات العامة تبقى من غير خبرة، أنا عارف إنها حالة إنسانية، وانها صديقة مراتك الأنتيم ولسة خارجة من تجربة صعبة، ياسيدى على عينى وعلى راسى، تتوظف في الشركة عادى بس متبقاش واجهتنا.
قال يوسف بهدوء:
-لو مكنتش شايف انها أدها مكنتش هخليها في المنصب ده يارائف، عموما هي جاية دلوقت مع ماجى، قابلها واعملها إنترفيو بنفسك وهتشوف إن معايا حق.

تراجع رائف في مقعده، يستند برأسه إليه، يشبك أصابعه أمام وجهه، في تفكير.

دلفت سمر إلى مكتب مدير المشفى لتجد فتاة تجلس خلف المكتب تطالع حاسوبها بتركيز شديد، تنحنحت سمر قائلة:
-إحمم، صباح الخير.
نظرت إليها الفتاة قائلة بإبتسامة ودودة:
-صباح النور.
قالت سمر:
-أنا الدكتورة سمر الصعيدى، معايا ميعاد مع مدير المستشفى.
نهضت الفتاة قائلة على الفور:
-آه طبعا، الدكتور مستنيكى من بدرى ومنبه علية أدخلك علطول اول ما تيجى، اتفضلى.

طرقت الفتاة الباب ثم فتحته مشيرة لسمر بالدخول، لتدلف سمر إلى الحجرة، توقفت في مكانها وقد تجمدت قدماها في الأرض وإتسعت عيونها في صدمة، فأمامها يجلس خلف مكتب المدير هذا الذي جاءت إلى الإسكندرية هربا منه، الطبيب هادى.

قالت ماجى بعصبية:
-ويقابلها ليه يايوسف؟انت مش قلت انها خلاص بقت من ضمن الاستاف بتاعكم، يبقى فين المشكلة؟
قال يوسف بإرتباك:
-آه طبعا، سماح خلاص بقت في قسم العلاقات العامة معانا، بس رائف حابب يعني يتأكد، قصدى...
قاطعته سماح قائلة في ثبات:
-حابب يتأكد ان كنت مؤهلة للوظيفة اللى هيديهالى أو لأ، وده حقه يامستر يوسف.
قالت ماجى باستنكار:.

-مستر إيه بس، ده يوسف جوزى ياحبيبتى ولا نسيتى؟وبعدين انتى مؤهلة ونص ولا إيه يايوسف؟
التفتت سماح إلى ماجى تمسك يديها قائلة:
-اولا احنا هنا في الشغل يعنى مفيش قيمة للعلاقات الأسرية والا الدنيا هتبوظ من أولها، ثانيا ده اختباري الحقيقي في مواجهة الحياة العملية ياماجى، وان خفت منه وحسيت انى مش أده، يبقى ألف وأرجع لبيتي وابني وأنسى الشغل خالص ولا إيه؟
قالت ماجى بحنان:
-معاكى حق بس...
قاطعتها قائلة:.

-من غير بس، انتى دايما تقوليلى ان جوايا قوة وتحدى أقدر بيهم أقف قصاد أي ريح ومتهزنيش، وده اللى أنا فعلا حاساه دلوقتى وآمنت بيه، بعد سنين مخبية الاحساس ده جوايا وبضعفه، جه الأوان عشان أثبت لنفسى انى أد كل آمالكم فية.
قالت ماجى بدموع غشيت عينيها:
-انتى أدها ياسماح، أنا واثقة فيكى.
ابتسمت سماح بحب، قبل أن تلتفت ليوسف قائلة بجدية:
-أنا جاهزة يامستر يوسف، ياريت بس تدلني على مكتب مستر رائف.

ابتسم يوسف قائلا بإعجاب:
-حالا، تعالى معايا.
غادرت سماح الغرفة بينما غمز يوسف لماجى قائلا:
-اطمنى، بالثقة والعقل ده، الوظيفة مضمونة ياقلبى.
ثم غادر تتبعه نظرات ماجى الحانية وهي تقول:
-ربنا يوفقك ياموحة.
أطل يوسف برأسه من الباب قائلا:
-طب مفيش دعوة للغلبان اللى وحشتيه ده.
ابتسمت ترسل له قبلة في الهواء، ليضع يوسف يده على قلبه قائلا:
-آاااه ياقلبى، ثوانى وأرجعلك هوا، الطاير ده مينفعش معايا خالص.

اتسعت ابتسامتها بينما غادر يوسف يسرع في خطواته ليلحق بسماح وعلى شفتيه ارتسمت ابتسامة، عاشق.

عقدت سمر حاجبيها بغضب بينما نهض هادى مقتربا منها وهو يقول بابتسامة:
-نورتى مكتبى يادكتورة.
طالعته بنظراتها الحادة دون أن تنطق بكلمة ليقول مستطردا:
-مستغربة وجودى هنا مش كدة؟
قالت بسخرية:.

-في البداية بس، لكن لو هنفكر فيها فالمستشفى هنا فرع من فروع المستشفى بالقاهرة واللى طبعا ملك لعمك، و لو حابب تتنقل في أي فرع أكيد مش هتحتاج لإذن، ماهي كوسة أكيد، عموما مبارك وظيفتك الجديدة، تتهنى بيها وعن إذنك، لإن ورايا حاجات أكيد أهم.
إلتفتت مغادرة ليستوقفها صوته الصارم وهو يقول:
-استنى يادكتورة.
إلتفتت إليه تطالعه ببرود ليقول بصوت حازم:.

-اولا انا مش محتاج فعلا لإذن عشان أتنقل من فرع لفرع في مستشفيات الصفا بس ده مش عشان هي كوسة زي ما انتى بتقولى، لأ، ده عشان والدى الله يرحمه كان شريك لعمى في المستشفيات، وطبعا بعد وفاته أنا وأختي بقينا الشركا الأساسيين مع عمى،
شعرت سمر بالصدمة الممتزجة بالخجل ولكنها وارت أحاسيسها فلم تظهر على وجهها بينما إستطرد هادى قائلا:
-ثانيا من دلوقتى مفيش حاجة في الدنيا عندك هتكون أهم منى.

عقدت سمر حاجبيها، ليقترب منها بسرعة يمسك يدها ويلبسها هذا الخاتم الذي بعثته مع أخيها إليه قائلا بتحدى:
-لإنى طلبت إيدك من مجد وهو وافق وانتى دلوقتى خطيبتي وقريب أوى هتبقى مراتى.
لترتسم على ملامحها الصدمة.

كان رائف يقرأ بعض الأوراق في تركيز شديد، حين طرق الباب فرفع عيونه إلى الباب يرى يوسف الذي دلف على الفور تتبعه إمرأة جميلة تبدو في أواخر العشرينات من عمرها، نهض مستقبلا إياهما، ليقول يوسف بابتسامة:
-رائف، أحب أقدملك مدام سماح.
تصافحت هي ورائف الذي قال بعملية:
-تشرفنا.
إبتسمت سماح بهدوء قائلة:
-الشرف لية يامستر رائف.

جميلة، هادئة، جدية، حتى الآن لا بأس بها، فقط ينقصه أن يطلع على مؤهلاتها، ويضعها تحت إختبار عملي.
لاحظت تفحصه لها ولكنها لم ترتجف خوفا كعادتها، لا مجال للتراجع وان أرادت الفوز بفرصة في الحياة عليها مواجهة كل التحديات، بقوة وثقة.
تنحنح يوسف قائلا:
-طيب هسيبكم دلوقتى تتكلموا وأروح لماجى، لما تخلصى ياسماح تعاليلنا هناك.

اومأت سماح برأسها، فغادر يوسف، بعد ان رمق رائف بنظرة تحذيرية، تجاهلها رائف بينما تتبعت سماح مغادرة يوسف بعينيها قبل أن تعود بنظراتها إلى هذا الذي يجلس على مكتبه يبدو مستعدا تماما لسلخها حية إن أخطأت، وهي لا تنوى أن تفعل ذلك، مطلقا.

نفضت سمر يدها قائلة بحنق:
-خطيبتك إيه ومراتك إيه؟انت أكيد جرالك حاجة، أنا مستحيل أرتبط بيك، إنت...
قاطعها قائلا بحزم:
-أنا بحبك.
نظرت إليه بدهشة ليستطرد قائلا:
-أيوة بحبك ومن زمان، ولولا اللى حصل يوميها أنا كنت اعترفت ليكى بحبى وقتها.
ذهبت عنها دهشتها وإستقر الألم بعينيها وذكرى ذلك اليوم تطل حية أمامها تجبرها على تكذيبه لتقول بسخرية مريرة:.

-بتحبني مش كدة؟ومراتك اللى بتحبها وبتبعتلها جوابات تحكيلها فيها أد إيه لسة بتحبها ومشتاقلها بجنون، مراتك اللى كلامك ليها لسة شايفاه أدامى، مراتك دى راحت فين يادكتور؟
إستقر الالم بعينيه وهو ينظر مباشرة إلى عينيها قائلا:
-راحت للى خلقها، حلا ماتت ياسمر.
تراجعت سمر خطوة للوراء وإتسعت عيونها بصدمة.

رمقت سماح رائف بثبات، تدرك بكل ثقة أنها ترجمت تلك الرسائل التي منحها إياها دون أخطاء وأن تلك المواقف التي طلب منها تخيل حدوثها معها ورد فعلها عليها قد إجتازتها بنجاح من لمعة الإعجاب تلك و التي استقرت بعمق عينيه، وهو ينظر إليها الآن ينقر بقلمه على الطاولة، لم تهتز ولم تظهر توترها لينهض رائف ويلتف حول مكتبه، يجلس على حافته قائلا بإبتسامة وقورة تراها لأول مرة على وجهه منذ دلوفها الحجرة:.

-مبارك يامدام سماح، الوظيفة ليكى، وشطارتك في إنك تحافظى عليها، وتثبتى إنك أد المسئولية.
نهضت سماح قائلة بإبتسامة:
-الله يبارك فيك، وبإذن الله هكون عند حسن ظنك، أقدر أبدأ الشغل من امتى؟
إتسعت إبتسامته ليظهر أصغر من سنه كما فكرت وهو يقول:
-من دلوقتى لو حبيتى.
هزت رأسها قائلة:
-تمام، عن إذنك، هروح لمستر يوسف عشان يوريني مكتبي.

أومأ لها برأسه لتغادر تتبعها عيناه قبل أن يعود إلى مكتبه ينظر إلى أوراقه وعلى شفتيه إرتسمت إبتسامة رضا.

قالت سمر بدهشة:
-حلا مراتك ميتة؟
أومأ برأسه قائلا بإبتسامة حزينة:
-كانت جارتى، متربية معايا من صغرى، حبينا بعض واتعاهدنا لما نكبر منتفارقش، وفعلا كبرنا ووفينا بوعدنا، اتجوزنا واتعاهدنا مرة تانية منتفارقش، بس المرة دى مقدرناش نوفى بالوعد، فرقنا شيئ أقوى مننا، فرقنا الموت ياسمر.

تأملت الحزن بملامحه والحنين بنبراته لتدرك عمق المشاعر التي كان يكنها لزوجته الراحلة، ورغما عنها شعرت بغيرة امتزجت بالحزن، غيرة غير مفهومة من طيف يطارد ذكرياته وحزن على ذلك الحنين الذي انبعث من صوته فمس قلبها وأثار شفقتها عليه، إستطرد قائلا:.

-صحيح فارقتني بالجسد بس بروحها عمرها ما فارقتني، كنت كل يوم بكتبلها رسالة، كنت بحكيلها عن حالي ومشاعرى من غيرها وشوقى ليها، كنت بكلمها وكأنها أدامى وكانت فعلا أدامى، مفارقتنيش ولا ثانية، لحد...

لحد ماشفتك، منكرش انى لقيت فيك في الأول حاجات كتير منها شدتني ليكي، بس شوية بشوية ساب طيفها أحلامي وسكنتيها انتى، شوية بشوية قدرت أستوعب ان حبك سكن قلبى معاها، حكتلها عنك ووعدتها مش هنساها، ولما حصل اللى حصل ولقيتلى فرصة أقرب بيها منك مترددتش، بعترف انى استغليت الفرصة عشان تعرفيني، وقلت يمكن لما تقربى منى تحبينى، ماانتى كنتى بانية حاجز بينك وبيني، بينك وبين كل البشر، ولما قربت، مبقتش قادر أبعد وفي آخر يوم كنا فيه مع بعض، حسيت مشاعرك من ناحيتي بترق بس الله يسامحها تهانى، لقت الجوابات ونشرتها ومن تانى لعبت لعبتها، بس انا مسكتلهاش، طردتها من المستشفى، وقابلت مجد وحكيتله على كل حاجة وطلبتك منه، ودلوقتى بعد ماعرفتى كل حاجة، أنا أهو، مشاعرى وقلبى وحياتى بين ايديكى بتمناكى شريكة لية في حياتي وشغلي، وبترجاكي تفكرى قبل ما تقررى، لإنك بكلمة تحييني وبكلمة تموتيني ياسمر.

كانت دموعها قد غشيت عيونها أثناء حديثه وما إن صمت حتى مسحت تلك الدمعة التي سقطت على وجنتها قائلة بهدوء:
-مش محتاجة تفكير يادكتور هادى، قراري هبلغك بيه وحالا.
أحس بالإحباط يدرك رفضها من كلماتها الباردة وملامحها التي تجمدت، ليشعر بالأمل وملامحها تنفرج عن إبتسامة رقيقة فتعلقت عيونه بثغرها وهي تقول:
-أنا موافقة.

رفع إليها عينان دهشتان لتومئ برأسها قائلة وهي ترفع يدها اليمنى تشير لبنصرها المزين بالمحبس قائلة:
-موافقة على الجواز وعلى الشغل ياهادى.
ظهرت ملامح السعادة جلية على ملامحه، واقترب ينوي ضمها بين ذراعيه، ولكنها أوقفته بإشارة من يدها قائلة:
-عندك!
عقد حاجبيه، لتستطرد قائلة بمرح غريب عنها أسعد هذا القلب النابض بصدره:
-كتب الكتاب الأول يادكترة.

ليبتسم ملئ شدقيه وهو ينظر إليها بعشق، يشعر أخيرا بالراحة، والسعادة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة