قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية صهباء أشعلت صدري للكاتبة نورهان مجدي الفصل الحادي عشر

رواية صهباء أشعلت صدري للكاتبة نورهان مجدي

رواية صهباء أشعلت صدري للكاتبة نورهان مجدي الفصل الحادي عشر

- طالما الذوق مجاش معاة يبقي العافيه هى اللي هستخدمها

تحدثت كارما وهى تتطلع ب نفسها في المرآه... آصدرت قرار آولا ستردع ذلك الحديدي بأي ثمن كان، و ثانيا ستكشف حقيقته آمام فاطمه لتبتعد عنه، آخراً هى متوترة وقلقه ولكن لا بأس بقليل من المخاطرة

إبتسمت ب شر لا يليق بملامحها الجميله ونزلت الي الطابق السفلي، اليوم عطله آي ان العائله بأجمعها ب المنزل ..

جلست ب جانب إياد وآخدا يتحدثا ... زوجين من الاعين تتابعهم ب غضب و تفحص
الاولي ل مرام شقيقه فاطمه تتابعهم ب غضب غير محببه ل قربهم ذلك

والثانيه ل عمر يتفحصهم ب نظرات غير مفهومه، إنتشلته فاطمه من شرودة وهى تضع آمامه كوب القهوة
- مالك يا عمر ... في حاجه مضايقاك
وضعت قبضتها فوق قبضته ل يجيب هو ب قنوط و هو يهم ب سحب قبضته: مفيش...
- عمر إنت في حاجه فيك..

- حاجه إيه يا فاطمه انتى عاوزة تتخانقي وخلاص، قولت مفيش
غادر تجاه الشرفه يشرب سيجارة ... قلبه يؤلمه

أول مره قلبه ألمه عندما آخبرته كارما أنها تبغضه ... والان رؤيتها مع أخر تبتسم و تتحدث تؤلمه أيضاً
نفث الدخان ب سخريه إنها رغبه او شهوة تجاهها فقط بالطبع لا يكن مشاعر حب أو إعجاب حتى ... كارما مازالت لا تروق له ! ولن تروق

- تعرف إن السجارة الواحدة بتقصر عمر الانسان ١٠ سنين
التفت لكارما التي تحدث فجأه و سخر قائلاً
- أعتبر دا تحذير عشان أبطلها ؟
- لا ... دى نصيحه مش اكتر انا دكتوره و فاهمه

- دكتورة مجانين ...
سحبت السيجاره من أنامله و القت بها بعيداً ثم هتفت موضحه: إسما دكتورة نفسيه ... يعنى بتعالج المضطربين نفسياً و غريبي الاطوار زى حضرتك كدا

نظر لها ب دهشه من سبها الصريح له وهتف بهدوء: ليه دخلتى الطب النفسي !

- حب مش اكتر او صدفه
- صدفه ولا عشان ... عشان تعالجي الناس زي ما إتعالجتي ؟
التفتت له وعقدت ذراعيها أمام صدرها متصنعه الثبات ولكن داخلياً يحدث صراع ! مين آين علم ...  فاطمه حكت له ؟!؟
- فاطمه قالتلك ...
سكت هو لتتحدث هى بنبرة متحشرجه وأعين ترقرت بها الدموع
- دا شئ ميخصكش و فاطمه حسابها معايا..
كادت آن تغادر ولكن سؤاله شغل عقلها و زعزع ثباتها ف هتفت موضحه

- اه بعالج الناس زى ما إتعالجت ... !

غادرت كارما متألمه بالفعل من حديثه، تطلعت ب قبضتها ف وجدتها في حاله تشنج ملحوظ ... صعدت الدرج ل تتحرر دموعها ... خانتها ذاكرتها ف تذكرت !

- علي الصاعق ل ١٠٠٠ وات
تحدث الطبيب ل مساعدة، رفع المساعد التيار كما آمره رب عمله ف سارت الكهرباء من الجهاز عبر الاسلاك ل رآسها وتنشنج جسد كارما الهزيل آثر التيار الكهربائي  !

آطلقت صرخات مكتومه من كم الآلم ... ذراعيها مثبتين ب المقعد والعديد من الآسلاك مثبتين برآسها وتلك ... جلسه كهرباء ل عقلها

بعدما دلفت المصحه تدهورت صحتها ... لم تستجب لآي علاج نفسي آو جسدي، آصبحت الكوابيس تراودها في المنام و في الواقع وكأنها لعنه آبديه، آصبحت تتمنى الموت !

مر حتي الان علي دخولها المصحه عَشر سنوات ! آصبحت ب السادسه عشر، فقدت نطقها منذ مدة  ليست بعيدة وحركتها آصبحت في التهلكه، عظام وجهها برزت وكذلك عروق الوجه من صعق الكهرباء ب هما، آعينها تكاد تُري من الارق المزمن المصيب إياهم

جلسه الكهرباء تلك كل يومان تحدث... لاتعلم هل هى قانونيه ام لا ولكن لا يهم، هي آصبحت دميه لا تشعر ولا تهتم... من المفترض أن تلك الجلسه تنتشل عقلها من الوهم و الضياع ولكنها لا تفعل شئ البته... لولا الوهم لكانت الحياة عبارة عن جحيم حقيقي !

عادت برآسها للخلف من الآلم و الوهن ... فتحدث تلك المره الطبيب ب غيظ من عدم إستجابتها ل علاجه البغيض: إرفع ل ٣٠٠٠
نظر له المساعد ب توتر وقال: كتير كدا عليها...مش هتستحمل ...!

- نفذ ...!
إمتثل لآوامره و زاد من الكهرباء ف آمره برفع التيار الف آخر وفعل المساعد غافلين عن آنها غير صالحه ل ذلك الضغط

- إرفع ل ٥٠٠٠
ما آن إنتهت جملته إستمع الإثنان لصوت الصافرة القادم من الجهاز ف تطلعا ب بعضها في دهشه تمنوا آن تكون شئ آخر ولكن في ثوانى تحركا ب سرعه يفكون وثاقها حتى ينعشوا قلبها ... رفعوا جسدها ووضعوة علي الفراش في سرعه و توتر  لان نبضها توقف !

فاقت علي صوت دقات الغرفه وفاطمه تدلف

نظرت لها بحدة وقالت: فاطمه... عمر عرف منين إنى كنت في مستشفي أمراض عقليه !؟

- انا قولتله...كُ...
قاطعتها كارما ب حدة و صراخ: مش من حقك ... مش من حقك يا فاطمه !
- عمر مش غريب يا كاراميلا... انا قولت بحسن نيه
آشارت كارما ب سبابتها محذرة إياها: مش من حقك ..!

تحدثت فاطمه ب آسف ل توقفها: آنا آسفه يا كارما
سارت كارما من جانبها بعدما إرتطمت ب كتفيها تركتها ب الغرفه وحدها ... بينما شعرت فاطمه أنها مخطئه للغايه

بعد منتصف الليل

قذفت فريدة الكتاب جانباً و آحكمت باب الغرفه من الداخل جيداً ثم آخرجت من آسفل وسادتها الهاتف عندما رن بأسم لؤي إبن عمها
إبتسمت ب بساطه وآجابت قائله بسعادة من سماع صوته: انت لسه منمتش !
- لا...انزلي الجنينه دلوقتي انا مستنيكي

إرتمت علي الفراش بكسل ف هى لم تنم كثيراً وجسدها أُهلك ب حق لاتريد آن تفوت ليله الجمعه معه و تريد النوم كثيراً ... هتفت بقنوط: لؤي أنا هموت و انام والله خليها بكرا !
- متبقيش بايخه ... انا مستنيكي تحت

آغلق المكالمه ف توقفت هى ساحبه وشاح شبه خفيف تداري به ذراعيها العاريان ثم خرجت من الغرفه ب حرص حتى لا يستيقظ آحد علي حركتها

وعندما خرجت من القصر ل الحديقه ف تنفست الصعداء ... كادت آن تسير ب حريه ولكن يدة آطبقت علي كتفيها ف صرخت بخضه ...

- أسكتتتى...اسكتى هيصحوا الله يخربيتك ...!
لم يتوقف صراخها ف وضع قبضته علي فمها قائلاً: افصلللي...مشافهومش وهما بيسرقوا شافوهم وهما بيصوتوا !

إبتلعت ريقها ب وجل وتحدثت ب غضب بعد آن دفعت قبضته بعيداً عن فمها: انت غبي...حد يخض حد كدا ! دا رد فعل طبيعي ؟

- دا رد فعل مسعور يا ديدا...ايه يابنتى دا صوتك خرم ودانى !
نظرت له شزراً وتحدثت ب تشويق: هاا هنتفرج عليه إيه النهاردة ! Angle has fallen ؟
هز رآسه ب آجل، ثم سحبها من قبضتها وسار بها الي الحديقه الخلفيه ف وجدت مقعدان بجانب بعضهم و منضدة آعلاها جهاز اللأبتوب و بعض المقرمشات و التسالي

كل يوم جمعه بعد منتصف الليل يجلسان سوياً يشاهدا فيلماً من أحدث الافلام ويذهبا الي النوم بعد الفجر ... كلاً منهم يعشق هذا اليوم ب دون آسباب يكفي جلوسهم سوياً وحديثهم !

جلست علي إحدى المقاعد آمام اللأبتوب ف ضغط هو بعض الآزرار ب اللوحه و عُرِض الفيلم
- مش مفروض الفيلم دا انا اللي آشتريه !
تحدثت فريدة ب إبتسامه سمجه ف رد عليها لؤي ب سخريه: فريدة العيله كلها عارفه آن عمي احمد حارمك من المصروف ... هتجيبي منين حق السي دي !

- للدرجاتى سمعتى وحشه ... وبعدين في طرق كتير عشان اجيب بيها فلوس
- زى ايه يا ست ديدا ؟
- الشحاته علي جامع السيدة زينب...ماله يعنى شغلانه شريفه !

وضعت رآسها علي كتفه عندما شعرت ب جفونها ثقلت وقالت بهدوء متنافر ل طبيعتها الضاخبه: بابا محسسني ان هو مش ابنى ...!

- محسسك ايه...!
- ان انا مش ابوة...!
كتم صوت ضحكاته ف هى بدآت آن تغفو ولا تشعر بماذا تتفوة  ... ناداها ب همس عندما شعر بثقل رآسها

- فريدة ...
همهمت بهدوء ف إلتفت هو لها   ... آحكم الوشاح علي جسدها ب دفء وحملها ب ساعديه من الحديقه ل غرفتها

- انت خاطفنى ولا ايه !
تحدثت وهى مغلقه الاعين ف آجاب لؤي: نامى يا ديدا...

وضعها آعلي الفراش وغادر من الغرفه الي الاسفل يلملم كل شئ ... إستمع الي صوت تحطم شئ قادم من القصر الجانبي ف رفع آعينه يطالع الغرفه المضيئه ب فضول ... ولكن عندما إختفي الصوت وآغلقت الاضاءه دلف هو القصر لينام ب راحه

صباحاً..

خرجت من غرفتها ك اللصوص بعدما تأكدت من آن الجميع ذهب لآعمالهم ... فقط فريدة ب الآسفل تدرس جيداً

بمجرد من آن خرجت من غرفتها نظرت ل غرفته المقابله لها وركضت ف دلفت بها ...!
سارت ب فضول تتفحصها عن طريق النظر فقط ... ثم بدآت تستخدم آناملها برفع الاوراق، بالتأكيد لن يضع هنا آي شئ قد تستخدمه هى ضدة ثم آن تلك آوراق العمل التافهه
فتحت درج المكتب وآخرجت آوراق رسومات

خرجت من الغرفه ونزلت الي الآسفل ف إستوقفتها فاطمه قائله: كارما ...

إلتفتت كارما لها بوجه عابس من فعلتها آمس ... تحدثت فاطمه ب ندم حقيقي: كارما... آنا آسفه جداً
طأطأت فاطمه رآسها ب آسف آخطات ب الفعل هى تعلم آن ذلك الآمر حساس للغايه ل كارما ! ، رق قلب كارما من هيئتها ف آمسكت وجهها بين كفيها ورفعت رآسها لآعلي قائله
- خلاص يا هبله إنتى أختى الصغيره  !
- بجد مش زعلانه ؟ ...صدقينى آخر مره ؟
طبعت قبله علي رآسها وقالت ب تروي و بشاشه: قولتلك إنتى آختى الصغيره مقدرش آزعل منك لوقت طويل !

- لاول مره آطمن علي نفسي...عشان آنا وإنت متفقين، لاول مره آنام و آقوم انا وقلبي حبايب وأحنا متصالحين !
آتاهم صوت فريدة وهى تدندن ب صوت ك الكروان، تلك القصيره الشقيه تمتاز ب صوت مُميز و ناعم والجميع يعشقه، توجهت الفتاتان لها، فوجداها تغنى وهى مغلقه الآعين
- يا آجمل حب في الدنيا وفي عنيا ... بقيت روحى وبقيت غالي آوى عليا ... انا حلمي اللي بتمناه تكون ليا وآكون جمبك في دنيا إحنا اللي فيها عايشين !

آنهت المقطع ب صوت قوي ثم إستمعت ل آصوات تصفيق حاره ف إنقضت للخلف بعد فتحت عيونها علي مصرعيهما !

- ياربي ... إفتكرتكم بابا ! مش تقولوا إحم ولا دستور ؟
تحدثت فريدة وهى تضع قبضتها علي قلبها المرتجف ف آجابت فاطمه وهى تقهقه :  طالما إنتى قلبك قطه كدا بتغنى ليه وسايبه مذاكرتك ؟

- خلاص كلها أسبوع وآخلص من كابوس الثانويه العامه  !
كادت آن تخرج قلوب من آعينها ل تلك الفكره الرائعه
- هو البيت هادى كدا ليه !
- جدو والباقي في الشغل و عمر كمان في الشغل بس هيتأخر النهاردة عشان هيجيب شويه حاجات من شقته ال...
قاطعتها كارما بقولها المستفسر: إنتى قولتى عمر عندة شقه !

- آه...فيها حاجته كلها لانه كان مستقر برا مش هنا لحد ما نلاقي فيلا او شقه قريبه من هنا

إنفرجت شفتي كارما عن إبتسامه خبيثه ... ما تبحث عنه موجود ب تلك الشقه، ستتابع مخططها وإنتهى النقاش، سيد حديدي ل نلعب قليلاً !

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة