قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية صراع الشياطين (الجوكر والأسطورة ج4) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السادس عشر

رواية صراع الشياطين (الجوكر والأسطورة ج4) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السادس عشر

رواية صراع الشياطين (الجوكر والأسطورة ج4) للكاتبة آية محمد رفعت الفصل السادس عشر

خرج والعرق يتصبب على جبينه من شدة الخوف والإرتباك، لم يكن بحسبانه ان يُكشف أمره، وعلى قدر من القوة الزائفة رسم عدم مبالاته بكشف الجوكر لأمره وبعد مراجعة دقيقة وعملية حسابية أعدها بمهارةٍ عالية تأكد عمران بأن مراد تحت جناحيه وخاصة حينما اتى منفرداً ليواجه ثلاثة وعشرون رجلاً من رجاله فبالطبع سيتمكنوا منه، وقف مقابله وهو يناطحه بالنظراتٍ قائلاً بعدم مبالاة:.

الرجولة دي تسيبها ليك لما هتتعامل مع اللي جاي...
بسمة فاترة تشكلت على طرفي شفتيه ليجيبه بتهكمٍ:
ولو انت مش واثق في رجولتي مكنتش زودت عدد رجالتك وزودتهم بأالأسلحة دي لانك عارف ومقدر قوة الشخص اللي إختارت تواجهه بس غلط في حسبة بسيطة...
رفع عمران حاجبيه بدهشةٍ مما يلقيه من كلماتٍ غامضة فقال بعدم فهم:
حسبة أيه؟.

تعمد ان يطيل بصمته فيتلذذ برؤية الخوف القابع بعين فريسته، ليخطف نظرة خبيثة لساعته المحببة ثم قال بثباتٍ ويديه تشير على رأسه:
أن القوة لوحدها مش كفايا، عشان تهزم عدوك ده اهم..
واشار على موضع عقله فتعالت ضحكات عمران بصوتٍ شيطاني مخيف، ثم انتهى من ضحكاته بعد ان سلط سلاحه مقابل وجه مراد الذي لم يرف له جفن، بل ابتسم هامساً بفحيحٍ مميت:
شوف موبيلك يا عمران ..

لم يفهم ما يود قوله الا حينما على رنين هاتفه فقربه من وجهه ليرى من المتصل، فسريعاً ما تبدلت معالمه للإرتباكٍ فلأول مرة يحظى بمكالمة هاتفية مع كبير المافيا، رأس الأفعى السامة التي تحرك آلاف الشياطين لنزع الحياة بلى أي رحمة منه، بدى ارتباكه انتشاء للجوكر الذي وضع كلتا يديه في جيب جاكيته ليحوم حول عمران بحلقاتٍ دائرية قائلاً بابتسامة ماكرة:.

نسيت أقولك اني قبل ما اجيلك على هنا عملت زيارة سريعة لمكانك السري اللي انت فاكر ان محدش يعرفه واضطريت أستخدم الجهاز بتاعك وابعت منه رسالة لحسابي الخاص وللأمانة بعت نسخة لسيادة اللوا وزمانها على مكتبه حالا...
وضرب جبهته بخفةٍ وهو يسترسل حديثه بسخريةٍ:
أنا بعتذر منك اني اقتحمت بيتك وأستخدمت اللي يخصك بدون ما اذنك بس للضرورة احكام..

جف حلقه وقطع لعابه فلم يعد يجد ما يبلل به حلقه، اهتز بدنه بقوةٍ وخاصة حينما عاد هاتفه ليدق مرة اخرى، فوزع عمران نظراته بين الهاتف وبين مراد الذي تابع بقوله الماكر:.

نسيت ابلغك ان النسخة التالتة من الملف اللي فيه فيديوهات مسجلة لكبار رجال الاعمال والمستثمرين اتبعت لكل واحد الفيديو الخاص بيه يعني لعبتك القذرة خلاص اتكشفت زمانهم قالبين عليك الدنيا ده لو الرأس الكبيرة موصلتلكش الأول بعد ما اتضح ليهم أنك الخاين اللي بينهم وأنك بمساعدتك لرحيم بثبتلهم انك اللي ساعدتني أنجز مهمتي هنا بالمغرب...
ثم ابتسم وهو يردد بنبرة مخيفة:.

بس السؤال اللي بسأله لنفسي دلوقتي يا ترى أنت موتك هيكون على أيد مين، الحكومة المصرية ولا المستثمرين ولا المافيا اللي عست عمرك كلها تخدمها..
وبحركةٍ سريعة اخرج سلاحه الصغير المتخفي بجاكيته ليصوبه بين حاجبيه بمنتصف عيناه قائلاً بلهجة اخشونت نبراتها:
ولا على ايدي انا..
تحجرت الكلمات على لسانه فبالكاد قال:.

بلاش جنان يا مراد، محدش منهم هيصدق اني خاين ولو حتى حصل وصدقوا فانت بوجودك بالمغرب وبالوقت ده اعلان حرب عليهم وأنت مش قداهم..
اجابه بهدوءٍ وبنظرة جعلته يرتجف خوفاً:
ومين قالك اني هفضل هنا استناهم أنا هواجههم وهشوف مين فينا اد التاني بس لما اخلص عليك...
رفع عينيه للأعلى وهو يتفقد رجاله فقال بتلعثمٍ:
مش هتلحق الحرس اللي حواليك هيخلصوا عليك..

ابتسم مراد وهو يتأمل رجاله المحاوطون اليه من كل جانب، تأمل عمران ما يتطلع له فكان الجميع بحالة من عدم اللاوعي، وفجأة وبدون اي مقدمات انهار كلاً منهم خلف الأخر وكأنهم فئران تجارب، صعق عمران وهو يتفحص جثثهم برعبٍ جلي فهمس مراد بلهجته الشيطانية:
متقلقش سم قوي المفعول اشتغل مع القهوة اللي بتشربهم ليهم ليل نهار علشان مينموش بس للاسف هما هيناموا بس للابد...

ودفعه بقوة ليهوى اسفل قدميه والاخر يقترب منه بثباتٍ وصلابة، نظراته القاتمة تلاحقه وتتشبع بخوفه القابع بين حدقتيه، بلل بلعابه شفتيه وهو يقول بخوفٍ:
مش هتستفاد حاجة بقتلي، ريان لو عرف مش هيسامحك...
حرك رأسه بين يديه القوية بحركة سريعة اصدرت صوتٍ مسموع وهو يردد بكلماتٍ لفحت عنق عمران الذي سقط ضريعاً:
أنا مبغفرش لحد مرتين، سامحتك مرة والتانية بموتك...

وتركه ليرطم جسده بالأرض، جثة الهامدة لا يحركها شيئاً بعدما فقدت الروح، انتصب بوقفته وهو يحدجه بنظراته القاتلة، استرعى الكثير من وقته بحساباتٍ عسيرة، اتخذ قرار حاسم بانهاء هذة المهزلة والقضاء على هؤلاء لينهي صراع الشياطين هذا، حتى وان كان عليه نزع قلبه من احشائه، ليت قصيرته ذات اللسان السليط تعلم بأنه مجبر على قتل ابيها هو الاخر حتى ان كتب عليه الحياة بعد ان ينهي هذا الصراع يعيش حراً دون اي خوف على عائلته..

بأصابعه ازيح خصلة شعرها المتمردة على عينيها المغلقة، رمشت بجفنيها الثقيل بإنزعاجٍ لتبدأ بفتح عينيها رويداً رويداً، وجدته لجوارها يجلس مقرباً منها، باستلامٍ أخفضت نظراتها عنه وتأملت الفراغ من أمامها ليخرج صوتها الهزيل من جديد:
هتقولي برضه انك كنت بتدافع عن نفسك..
بقيت نظراته عليها، ليتحرك فكيه ناطقاً بهدوءٍ:
ومفيش غير كده...
عادت لتتطلع له من جديد قائلة بعين تتعمق التطلع لزيتونية عيناه الشاردة:.

لحد أمته هيستمر كل ده؟.
ابتسم بألمٍ وقال وقد استقام بجلسته ليضع يديه اسفل رأسه:
لحد ما الشر ينتهي أو أنا اللي قلبي يقف ويبطل يحبك ساعتها هيكون في امل كبير انك تعيشي من غير عذاب...
أذكر الموت لتو؟!، ماذا قال؟!، استندت بجذعيها على الفراش لتهم بجلستها القريبة منه، فوضعت يدها على يديه الموضوعة على ساقيه قائلة بدموع شقت الطريق على وجهها:.

أنا خسرت فريد مرة ومش هسمح اني أخسرك أنت كمان حتى لو كنت رحيم زيدان ..
ابتسم رغماً عنه وهو يكمل حديثها:
الشيطان؟..
ابتسمت هي الاخرى والدموع تعاكس ما تفعله فأزاح باطراف اصابعه دمعاتها ثم احتضنها بقوةٍ ليسود صمته قليلاً ثم ارغمها على التطلع اليه ليقول لها بصوتٍ يحمل وجع عالم باكمله:.

أنا مش فريد الملاك ولا رحيم الشيطان، أنا مجرد انسان عايز يعيش يا شجن، عايز يلاقي نفسه مع اللي اختارها تكون ليه من البداية، بيتمسك بكل ذرة خير جواه بكل طاقته علشان يساعد نفسه انه يرجع ويقضي على الشر اللي جواه، وأنتِ الخير ده...
شددت على يديه بقوةٍ قائلة بارتباك وهي تزيح دمعاتها قائلة بلهجة مرحة بعض الشيء:.

اللي حصل من شوية ده كافيل يلخبط أي حد وأنا مبقدرش اشوف دم قدامي وجثث والكلام ده فارجوك خلي خلافاتك وشغلك بعيد عن المكان ده، حاول تكون هنا فريد وبره القصر رحيم زيدان، مش كفايا كل ما بلبس فستان فرح مبلحقش افرح وتحصل كارثة..
اتسعت بسمته وهو يتأملها ثم اقتطع ضحكاته بنظراته الجدية تجاهها ليطبع قبلة عميقة على جبينها قائلاً برسالةٍ صريحة لها:
طيب تسمحي لرحيم زيدان انه يمشي من هنا ويخلص اللي وقف عنده...

تطلعت له بقليلٍ من الخوفٍ، لا تعلم اي ردٍ ستجيبه، كل ما عليها فعله الجلوس والانتظار، نهض من جوارها ليستعد للخروج من الغرفة فأسرعت من خلفه لتتمسك بيديه، استدار ليكون مقابلها، فوجد يدها ترتعش خوفاً وارتباكاً وهي تنطق بدمعة خيبت امالها:
خلي بالك من نفسك...

اتنعش قلبه برؤية حبها يقبع بداخلها، كاد قلبها بأن ينشق ليفصح عما يحتويه بداخله، حتى وان كان جزء بداخلها يهابه احياناً ولكنها تعشقه بكل جوارحها، اقترب منها وهو يضم شوقهما بلقاءٍ عابر، ختمه بعد دقيقة مقربة ليقول بثقة:
هرجعلك تاني...
ثم فتح باب الغرفة ليجد حنين من امامه بعينين متورمتان من أثر البكاء، تعجب من حالتها الغير مطمنة بالمرة فقالت بصوتٍ متقطع من البكاء:
مراد فين يا رحيم؟..

كعادته متماسك، صلب، من الصعب معرفة مخبئه او ما يحدث معه، فقال بوجومٍ:
متقلقيش هو بخير...
سألته بصورة مباشرة:
أنت مخبي عليا حاجة صح؟..
قال بثباتٍ رهيب:
مش مخبي يا حنين مراد في مشوار تبع الشغل وراجع...
وتركها واكمل طريقه للأسفل بعدما اشار لشجن قائلاً بنظرة ذات مغزى:
خليكي جانبها...
وغادر لوجهته التي ستعد او طرف الخيط الذي سيوصله بما يريد...

تحاشى الاصطدام بالجثث الملقاة وهو يخطو من جوارهم ليصل للطابق الأعلى، مشق المكان بعينيه فرأى باب موصود بقفل يحمل طبقة من الصدى، تلقائياً بحثت نظراته عن أداة حادة يستخدمها لكسر القفل المغلق ليتمكن من الدخول، وبعد عدد من الطرقات فُتح من أمامه فولج للداخل ليجد فتاة ملقاة أرضاً ومقيدة، إقترب منها مراد ليساندها بالجلوس ثم حل وثاقها فقالت تلك الفتاة والدموع قد تشكلت كالبرك الدموية حول عينيها:.

فطيمة أرجوك أنقذها، في واحد اخدها معاه من شوية وخرج من هنا...
حل وثاقها وهو يطمنها بحديثه:
متقلقيش مش هسيبها المهم انك تخرجي من هنا فوراً..

اكتفت زينب بالإيماءة برأسها عدة مرات فعاونها على الوقوف ثم خرج معها من هذا المكان وحينما اطمئن ابتعادها بمسافة آمنة عنه ضغط على الزر الجانبي للوحة التحكم الذي يمتلكها لينفجر المكان بشكلٍ مخيف، فعبأت النيران المكان بأكمله ومن خلف تلك الشعلة يقف بشموخٍ وثقة وهو يتأمل حصاد هؤلاء اللعناء ينهار من أمامه، شعر بالإنتشاء وهو يرى النيران تلتهم الاجهزة التي ملأت بإرهاب هؤلاء الفتيات، فاخذت بالقوة وإحتجزتهم كالسجينات بداخل هذا القفص المقزز، كأنه حرر الف روحاً اجسادهم بالخارج طليقة وروحهم محبوسة بهذة التسجيلات الدانيئة، وقف الجوكر بهيبته الطاغية يتأمل نهاية الشر والخطط التي وضعت من اجل القضاء عليه وها هو ينتصر بكل شموخٍ حينما استخدم عقله بالتفكير الجيد لتنقلب اللعبة لصالحه ولكن مازال عليه ان يخطو منتصف الطريق الاخر الممتليء بالافاعي والعقارب ليس لأجل فطيمة فقط ولكن رغبة منه بالقضاء عليهم...

خرج من الداخل ليجد حازم بإنتظاره بسيارة اعدت بحراسة عالية، وقف رحيم من امام حازم وهو يطالعه بنظرات متاكلة ختمها بقوله بكلماتٍ مشددة:
كنت فين لما حيوان زي ده دخل هاجمني في نص قصري!.
وضع عينيه ارضاً بحرجٍ، ثم قال بإرتباكٍ:
يا باشا انا كنت آآ...
بترت كلماته حينما لف معصمه حول رقبته قائلاً بغضبٍ مميت: .
الا عيلتي يا حازم، الا عيلتي فاهم؟.
وتركه ليلتقط انفاسه ليصيح به بعصبية بالغة:.

الحيوان ده كان قريب من شجن يعني لو كان هاجمني وأنا معاها مكنش هيتردد ثانية أنه يأذيها هي كمان!.
ابتلع ريقه بتوترٍ وهو يجيبه:
اوعدك يا باشا انها مش هتقرر تاني..
زفر انفاسه على مهلٍ ثم قال:
عملت اللي قولتلك عليه؟.
اجابه سريعاً:
ايوه الهانم في العربية، وبلغت سليم باشا رسالتك وهو نازل ورايا...
أشار له باصابعيه بالمغادرة ثم توقف بمحله يترقب هبوط سليم الذي اقترب منه متأففاً ليصيح بضيقٍ:.

في حد ينزل حد يوم دخلته في ساعة زي دي!.
حدجه بنظرة مطولة شملته من رأسه لاخماص قدميه ثم قال بثباتٍ:
إسمعني وفكك من اسطوانة جواز اليوم الواحد ده، انا عارف ان كل واحد فيكم من حقه يرجع بيته ويكمل حياته خصوصاً بعد ما خلاص بقى كل واحد في رقبته زوجة، بس انا مش عايزة ده يحصل وخصوصاً الفترة دي عايزاك تقنع ريان وجان انهم يفضلوا هنا وميرجعوش القصر...

ضيق عينيه بعدم فهم لما يستمع اليه، فكان كلاً منهم يعد القصر لعودتهم لبيوتهم بعد ان تأكد طلعت زيدان من إلتئام العلاقات فيما بينهما، فقال بهدوءٍ:
في ايه يا رحيم؟.
زفر على مهلٍ ثم وضع يديه بجيوب بنطاله ليتنفس الهواء باتزانٍ فهو مرغم على قص ما بجعبته:.

مراد اخد خطوة كبيرة وخطيرة يعني مستبعدش ان كلنا في خطر وهو حالياً في وش المدفع، الغبي فاكر أنه لما يضحي بنفسه هيكون بيحمي العيلة بوجودي هنا معاكم بس أنا مستحيل هقف وأتفرج عليه وهو بيضيع نفسه أنا لازم اعرف طريقه وأوصله بأقرب وقت وعلشان ده يحصل لازم تكونوا بأمان، انا مقدرش أقولك تفاصيل أكتر من كده اللي عايزه منك أن عينيك تكون على الكل...

افتر شفتيه عن بسمة ونظرة العدم تصديق تسكن حدقتيه، يرى شقيق يضايع حياته لاجل الأخر، والأخر يثور كالبركان ليكون لجواره، يرى معجزة تحققت على ارض الواقع فلم يكن بمخيلاته سوى احترام كلاً منهم للاخر ولكن الآن يرى شقيق وشقيقه، إسترسل رحيم كلماته بتثاقل وهو يحك طرف انفه وكأنه لا يحبذ ما سيقول:
عايزك كمان تخلي بالك من طلعت زيدان وتابع حالته مع الدكاترة اللي هتوصل بكره من لندن..
صعق سليم فقال بلهفةٍ:.

ليه ماله عمي!..
غمت عين رحيم ليتذكر هذا الجزء الخاص برسالة مراد حينما كتب اليه
«المرض مكتفاش انه يفرق بيني وبين اخويا راجع يحارب دلوقتي علشان يأخد أبويا ويحرمني منه، يمكن ربنا عوضني بيك علشان تملى الخانة الفاضية لأخويا بس الأب مش هيتعوض، انا عارف انك بتصارع نفسك علشان تتقبله بعد قسيته عليك وتغيرك اللي كان بسببه بس هو بالنهاية ابوك»..
أفاق من شروده قائلاً بحزم:.

الدكاترة هيبلغوك، متنساش الكلام اللي قولتهولك وانا هرجع تاني علشان في شوية حاجات هحتاجلها هبقى افهمك وقتها..
وتركه وصعد للسيارة ليجدها بانتظاره بالداخل...

أخرجوه عنوة من معتقله العفن الذي صار ملجأه الوحيد، عصبت عينيه بشريطٍ أسود اللون ليجبروه على المضي قدماً ثم بيد قاسية أجبرته على الانحناء ليصعد للسيارة التي كانت بإنتظاره، بسمة فرح رسمت على وجهه لظنه بأن المتعاونون يعملون بجد لإخراجه من هنا، فعبث وجهه ساخراً حينما تذكر وعد رحيم زيدان وقفت السيارة في مكان شبه فارغ ليهبط من السيارة ليحرر احداهما عصبة عينيه بإشارة من يقف امامهم ويكنوا له جميعاً الإحترام، بدى النور شديد بعض الشيء فاغلق بيبرس عينيه ليعاود فتحهما من جديد ليتفاجئ بمن يجلس على المقعد من أمامه واضعاً قدماً فوق الأخرى بتعالي وغرور لتحقيق وعده، استدار من حوله وهو يرى مساحات من الاراضي الخضراء والاشجار فعلى ما يبدو بأنه خارج نطاق السجن فقال بإرتباكٍ:.

جايبني هنا ليه؟..
رفع زيتونية عينيه ليتطلع له بنظرة ساخرة ثم قال:
عشان انا أمرت بكده...
ونهض رحيم ليقف من امامه وجهاً لوجه ليقول بتحدٍ:
قولتلي قبل كده إنك مستحيل تتكلم وتديني أي معلومة عن ال دول وأنا وعدتك ان عندي اللي هيخليك تتكلم والنهاردة وقت تنفيذ وعدي ليك...
ثم ابتسم وهو يشير لحازم الذي اقترب من السيارة المنفردة بمساحةٍ بعيدة عنهما ليسترسل حديثه:.

ومتقلقش أنا راجل وأفهم يعني ايه غيرة ووجع الراجل الشرقي علشان كده هديك فرصة إنك تنتقم منهم لشرفك..
لم يفقه بفك شفرات حديثه الغامض، فسلطت نظراته على باب السيارة بإهتمامٍ لمعرفة المغزى من خلف ما يقوله فاذا بصدمة عارمة تكتسح تعابير وجهه لتجعله عاجز حتى عن النطق او حتى إلتقاط أنفاسه وهو يرأها تقف من أمامه!.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة