قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شيطان العشق الفصل الثالث والعشرون (شك)

رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري

الفصل الثالث والعشرون (شك)

 

آسر بغضب: انت فين يا زفت مش بترد على تليفونك ليه

هتف بها آسر بإنزعاج اثناء قيادته للسيارة ... لا يري امامه سوى الغضب و القلق ... يهاتفها عدة مرات دون رد منها و في الاخير ينقطع الاتصال و بعده تغلق الهاتف نهائياً .. ينهشه القلق و الخوف من فكرة اصابتها بأي سوء ... واخيراً جد مؤنس يجيبه بخوف

مؤنس: آسف يا باشا كنت بتكلم مع الرجالة و بشوف ايه اخر الاخبار

آسر: حسابك معايا بعدين يا مؤنس ... ها عرفت هي فين دلوقتي ؟

مؤنس بتوتر: آآآه يا باشا

آسر بلهفة: ها إخلص ... فى بيتها ؟

مؤنس: لا ياباشا هما طلعو من المستشفى على بيت طائف

ضغط فجأة على فرامل السيارة لتتوقف بقوة و يرتد جسده قليلاً الى الامام ... اكفهر وجهه و شابه الغضب و الغيظ ليهتف قائلاً

آسر بصراخ: مستشفى ايه ؟ و ايه اللي يوديها بيت طائف ؟

مؤنس: معرفش يا بوص بس باين انها كانت محجوزة فى المستشفى من امبارح و بعدها راحو على فيلا العمري ... ثم اكمل بتوتر و حذر ... و بيتهيألي يعنى يا باشا انها كانت هناك الفترة اللي فاتت دي

آسر بصراخ و جنون: طائف طائف طائف ... ايييييه مش هخلص منك انا

ثم اغلق الهاتف ليلقيه على المقعد بجانبه و يشد بيده على عجلة القيادة ثم يعيد تشغيل السيارة .. يقودها بعصبية و وجهته معروفة ... يقسم ان يعيد كل شيء الى سابق عهده بأي وسيلة

بفيلا العمرى

وصلا الي المنزل ليهبط بعصبية من سيارته متجهاً نحوها و يفتح الباب المجاور لها فجأة حاملاً اياها مرة اخرى ... همت بالاعتراض لكنه وجه اليها نظره الجمتها و جعلتها تبتلع كلماتها ... دخل بها المنزل ثم توجه بها نحو غرفتها ليضعها بحذر على الفراش و يعتدل بوقفته ينظر اليها بصمت محاولاً استرجاع بعضاً من هدوئه ... لا يريد حدوث شجارات بينهم لا طائل منها سوى افساد علاقتهم و تخريبها اكثر ... يريد التقرب منها و معرفة حقيقة مشاعرها نحوه و فكرتها عنه لكن يخشى التسرع و انقلاب الامر عليه لذا يجب التريث و التفكير و تحسين الاوضاع بينهم ... يكفى بتلك الفترة ان يُحسن من صورته امامها و الحصول على رضاها و بعده يكون لكل مقال مقام

طائف بهدوء: اسمعيني كويس حركة كتير مش عايز ... منى موجودة اي حاجة تحتاجيها اطلبيها منها انا منبه عليها تاخد بالها منك

آيات بتوجس: طب و الشغل ؟

طائف بحدة غير مقصودة: شغل ايه فى الحالة اللي انتي فيها دي ... انا وافقت انك تطلعي من المستشفى عشان اعتراضك انك تفضلي هناك و اللي الظاهر كده انك عندك عقدة منها ... بس الجرح لسة جديد و محتاج راحة فياريت تنفذي كلامي و الا هرجعك المستشفى و هما يتصرفو معاكي

نظرت له بخوف من حدته و عصبيته المبالغ بها لتبتلع ريقها بقلق و تومأ له بهدوء

ذفر بضيق ... لا يعجبه استسلامها و خوفها منه .. يريدها عنيدة مستفزة كما كانت من قبل ... لكن يبدو ان خوفها سيخدمه هذه الفترة فهو لا يريد منها معاندته بخصوص سلامتها و صحتها

قطع افكاره طرق على باب الغرفة ليسمح للطارق بالدخول

طائف: خير يا منى ؟

منى بتوتر: آسفة لمقاطعتكم يا باشا بس فى ناس تحت مستنيين حضرتك

عقد حاجييه بتعحب

طائف: ناس مين دول ؟

منى بتلعثم: ممم مش عارفة يا بيه بس باينلهم بو... بوليس

حجظت عينا آيات لتنظر له بخوف و قلق فأسوأ كوابيسها مؤخراً يتحقق

نظر نحوها بصمت يدرك مخاوفها و هو الاخر يتعجب لحضور الشرطة الي منزله لكنه يعلم استحالة ان يشي احد رجاله به لذا ما سبب مجيء الشرطة ... تنحنح بقوة قبل ان يسمح للخادمة بالذهاب فتتركهم سريعاً متجهة الي الاسفل

هم بالحديث لكنه وجدها سبقته لتهتف فى قلق

آيات بحدة: البوليس تحت ... انا قولتلك اننا روحنا فى داهية مصدقتنيش ... اشرب بقى

طائف بهدوء: انا مش فاهم انتي قلقانة اوي كده ليه انا واثق ان محدش يقدر يفتح بوقه و لا يجيب سيرتي و لنفرض انه حصل انتي ملكيش اي دخل ... انتي لا شوفتي حاجة ولا تعرفي بأي شيء حصل ... ثم اتجه ناحية الباب يهم بالخروج قائلاً ... زي ما قلت تفضلي فى السرير ومش عايز عناد ... هشوف ايه الحكاية و هرجعلك تاني

راقبته يخرج بهدوء من الغرفة و يغلق الباب خلفه لتنظر هي الي سقف الغرفة و تتنهد بعمق

آيات: نفسي يبقى عندي نص برودك ده يا أخي ... انت اييييه تلاجة

هبط الدرج بهدوء و ثبات ليجد افراد الشرطة ينتظرونه بالاسفل ... اتجه نحوهم يحدق بهم ببرود و غرور فيتقدم منه احدهم قائلاً بإحترام

العسكري: طائف بيه .. آسفين على ازعاج حضرتك بس معانا استدعاء لحضرتك من النيابة

لم تتغير ملامحه و بقى على صمته ليتنحنح الرجل بتوتر و ينظر الى رفاقه بحيرة ليتكرم هو اخيراً و يبدأ بالحديث

طائف: استدعاء ؟ ليا انا ؟ خير ان شاء الله

العسكري: و الله يا افندم انا معنديش اي معلومات ممكن افيد بيها حضرتك بس الواضح ان اسم سعادتك اتذكر فى تحقيق ما و حضرتك مطلوب عشان توضح سوء الفهم ده

طرق للحظات يحلل خلالها كلام الرجل ليرى ان ( افندم - حضرتك - سعادتك ) و اخيراً ( سوء فهم ) يوضح ان وضعه مطمئن فإن كانو قد كشفوه فحينها لن يكون لأي من تلك الكلمات وجود فى حديثهم ... لذا نظر نحوهم بثبات قبل ان يومأ بهدوء مردفاً بإبتسامة دبلوماسية

طائف: و انا تحت امر الشرطة فى توضيح اي سوء فهم

انفرجت اسارير الرجل و رفاقه و عاد اليهم هدوئهم ليهتف نفس الرجل قائلاً

العسكري: طب لو تسمح يا باشا تتفضل معانا دلوقتى

طائف: اكيد مفيش مشكلة بس اظن ان معندكوش اي مانع انى اروح بعربيتي

العسكري بترحيب: لا يا افندم على راحتك خالص

اومأ له طائف ليشير لهم بالذهاب و يتجهو جميعاً خارج المنزل نحو مركز الشرطة

وصل اخيراً الى وجهته ليواجه رفض لدخوله من افراد الامن على البوابة الخارجية فيثير ضجة بالخارج و التي على اثارت انتباه تلك القابعة بغرفتها لتحاوب الهبوط من فراشها و الاتجاه للاسفل

نجحت بصعوبة فى الوصول الي اخر درجات السلم لتنتبه اليها الخادمة فتتجه نحوها سريعاً مساعدةً اياها فى الجلوس على احدى الارائك

منى: ايه اللي قومك بس من سريرك يا هانم

آيات بتوجس: فين طائف ؟ و ايه الدوشة اللي برا دي ؟

منى: طائف بيه خرج مع الناس اللي جم و الدوشة دي بسبب واحد عايز يدخل و الامن مانعينه

آيات: واحد ... واحد مين ده و ليه الامن يمنعوه ؟

منى: مش عارفة يا هانم و الله بس الظاهر هو واحد بينه و بين طائف بيه مشاكل

سارت بعض الشكوك بداخلها حول كينونة هذا الشخص لكنها نحتها جانباً و قررت عدم التدخل

آيات: طب قولوله ان طائف مش هنا ؟

منى بقلق: قالوله بس مفيش فايدة ده حتى قال انه مصمم يدخل عشان يقابلك

آيات بدهشة: نعم يقابلني انا ؟

اومات منى بأضطراب لتزداد الشكوك بداخل آيات و تقرر اخيراً قائلة

آيات: طب قوليلهم يدخلوه

اتسعت حدقتا مني بذهول

منى: بس يا هانم د...

آيات بإصرار: ملكيش دعوة انتي خليهم يدخلوه ... انا اللي بقولك

نظرت لها الخادمة بحيرة قبل ان تومأ بتردد متجهة الى خارج الفيلا لتنفيذ اوامر سيدتها

بإحدى مراكز الشرطة نجده يجلس بثقة و غرور بمكتب لاحدهم فى انتظار حضوره ... مرت عدة دقائق حتى وجد باب الغرفة يفتح و يطل منه شاب يقاربه السن يبدو مألوف بالنسبة له ... يرتدى زيه الرسمي و الذي تعّرف منه على رتبته كعقيد

تقدم منه الشاب و مازال هو جالس بمقعده حتى وجده يتحرك ببطئ نحو مقعد خلف مكتبه يجلس عليه و على وجهه ابتسامة ملتوية ... شبك اصابعه ببعضها البعض و نظر نحو طائف بسخرية ليردف

حازم: ياااااااااه طائف بيه العمري قدامي دلوقتى ... اد ايه الدنيا دوارة

عقد طائف حاجبيه بدهشة مصطنعة فقد تذكره بعد ثوان قليلة من التحديق به ... حازم نشأت صديق قديم له .. كانا كالإخوة حتى اجبره والده على قطع اي صلة به لتجنب اية مشاكل بأعمالهم المشبوهة كون حازم قد التحق بالشرطة فى حين التحق طائف بعصابات المافيا ... لكن الطريقة التى انهت علاقتهم سوياً لم تكن من فِعل طائف على الاطلاق بل كان القدر له اليد العليا بها ... فما ذنبه هو ان الفتاة الوحيدة التي وقع صديقه لها وقعت هى فى غرامه.

تنحنح طائف ليردف بثبات

طائف: حازم نشأت ... دي ايه الصدف دي

حازم بتهكم: ربك لما يريد بقى

اومأ طائف بسخرية ليكمل

طائف: و ياترى بقى ايه سبب استدعاءك ليا يا ... سيادة المقدم

تقدم حازم مستنداً بيداه على سطح مكتبه ليضيق عيناه بتركيز قائلاً

حازم: اسلحة يا طائف ... طب طالما قلبك جامد كده ما تغطي بقى على شغلك كويس

ارتسمت ابتسامة صغيرة على ثغره قبل ان تزداد اتساعاً و بعدها تعالت ضحكاته منتشرة بأرجاء الغرفة لينظر نحوه حازم بدهشة ... و بعد ثوان قليلة هدأ فجأة ليردف بثقة

طائف: اسلحة ؟ اسلحة ايه يا سيادة المقدم ... انا شغلى استيراد و تصدير يعنى اخرى اجيب هدوم ابعت جزم استلم اجهزة ... لكن اسلحة ... ثم غمز قائلاً ... صعبة دي

هب واقفاً يضرب بيداه على سطح مكتبه بعصبية ليردف بصراخ

حازم: طائف بيه انا مش جايبك تهزر هنا

طائف بهدوء: اعصابك يا حازم ... اه سوري اقصد يا سيادة المقدم ... ممكن اعرف ايه دليلك على اتهامك ده

حازم بثقة: واحد من رجالتك اعترف

طائف: مممم رجالتي ... و هو اي حد يتبلى عليا هتجيبني هنا و تحقق معايا ... ثم نظر نحوه بتهديد قائلاً ... ياريت متنساش انت بتكلم مين يا حازم بيه ... انا ابقى طائف العمري و مش كلمة من عيل صغير تخليني فى موضع اتهام

ثم هب واقفاً يعدل بدلته مستعداً للذهاب

طائف بغرور: و مرة تانية قبل ما تطلب مني اجي هنا ياريت تبقى محضر ادلة تديني فعلاً

حازم بوعيد: ساعتها مش هيبقى امر استدعى ... ساعتها هيبقى امر بالقبض عليك

نظر طائف نحوه بسخرية غامزاً بإحدى عينيه

طائف: Buena suerte

ثم خرج من الغرفة تاركاً حازم ينظر فى اثره بغيظ و حنق

آيات: آسر ؟

هتفت بها آيات فور السماح للضيف بالدخول فتتأكد ظنونها فور دلوفه للداخل

وجدته يتقدم سريعاً نحوها يفحصها بعيناه قائلاً

آسر بقلق: آيات ؟ انتي كويسة ؟

آيات بدهشة: الحمد لله انا تمام ... مالك قلقان كده ليه و بعدين انت ايه اللي جابك لفيلا طائف ... و عرفت منين مكاني

آسر بغضب: و الله انا اللى المفروض اسألك انني بتعملي ايه هنا ؟

آيات بتوتر: تاني يا آسر هنرجع لاسئلتك دي تاني

آسر: تاني و تالت و عاشر ... من امتي يا آيات بتقبلي تقعدى فى مكان مش مكانك ... من امتى تقبلي على نفسك يتقفل باب عليكي انتى و واحد غريب

آيات بدفاع: طائف مش غريب آآآ انا قولتلك اننا بنحب بعض

آسر: كدب كل ده كدب

اتسعت عيناها فور هجومه ذاك ... هل ادرك حقيقتهم و ان علاقتها ما هى سوى كذبة

آسر: مستحيل اصدق انك تربطك علاقة مع طائف ... ثم اتجه نحوها يمسك بيداها و يردف برجاء ... صح يا آيات ... كل ده كدب مش كده ... انتى و هو قولتو كده عشان يحميكي صح ؟

نظرت نحوه و قد استعادت بعضاً من هدوئها عند ادراكها ان كلامه لا يستند الى اي دليل و ماهو الا تكهنات

آيات: انا مش فاهمة ايه مشكلتك فى اني اكون انا و طائف فى علاقة

آسر بصراخ و استسلام: عشان بحبك ... عشان كنت مستني الوقت المناسب اللى اقولك فيه عن مشاعري ... كنت مستني انضف و ابعد عن شغلى الزبالة ... كنت عايز حياة نضيفة و هادية ... عايز متتلوثيش بالقرف اللى انا فيه ... كنت عايز اعترف باللي جوايا من واحنا اطفال صغيرين... عايز حياة معاكي ... ثم اردف بشراسة ... بس بعد كل ده و انتظاري السنين دي كلها الاقيكي بتحبي غيري و مستسلمة له ... لا وياريته شخص ممكن أئتمنه عليكي لا ده اخر شخص ممكن اخلى بينك و بينه اي علاقة ... مستحيل فاااااهمة

انتهى من صراخه ليجدها ترتجف بين يداه من شده بكائها ... كيف لم تدرك او تستشعر احسايسه و مشاعره نحوها أكانت غبية الي تلك الدرجة

نظر نحوها بحنو و حزن ... يقتله بكائها و يفطر قلبه منظرها ذاك ليردف قائلاً

آسر: آيات انا مش بلومك ولا بعاتبك انا كنت براعي انى مبينش اي مشاعر جوايا ليكي الا لما يجي الوقت المناسب وقررت جوايا طالما مش عارف اطلع من المستنقع ده فأنا اللي هسلمك بنفسي للشخص المناسب اللي يستاهلك بس ... بس صدقيني طائف مش هو الشخص المناسب ... مش هو الشخص اللى تثقي فيه ... ده ممكن يبيع اقرب الناس ليه

تمالكت نفسها لتردف وسط بكائها

آيات: قصدك عليك انت و اختك ... علا

فور نطقها بإسم شقيقته احتلت ملامح الحزن و الاسى وجهه ليكمل

آسر: عرفتي منين ؟

آيات بتوتر: هو ... هو قالي ... و قالي كمان ان كل اللي بيعمله ده لحمايتي

آسر برجاء: آيات عشان خاطري طاوعيني و امشي معايا من هنا مش عشان اعترافي ليكي و مش عشان عاوزك ليا ... لا عشان انا و انتي عارفين ان ده مش مكانك ولا ده العالم اللي هتقدري تعيشي فيه

آيات بحيرة: بس بس ان...

آسر: اوعدك يا آيات ان القرار هيكون ليكي سواء هتقبلي بمشاعري دي او لا ده غير انك هتكوني فى حمايتي و محدش هيقدر يقربلك بس انتي وافقى

نظرت نحوه بحيرة تفكر جدياً بحديثه ... فمن هو طائف ذاك الذي فضلته على صديق طفولتها و قررت وضع كل ثقتها به ... لكن هو فعل الكثير لحمايتها و انقاذها ... ليجيب عقلها قائلاً انه هو المتسبب الرئيسي لوضعك هذا و ربما اراد اشراكك بالفعل بأعمالهم القذرة حتى لا تستطيعي افشاء سره ... ظلت تفكر كثيراً و تتخبط بأفكارها حتى نظرت نحو آسر بقوة و قد قررت اخيراً اي جانب ستختار

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة