قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شيطان العشق الفصل الرابع والعشرون (اختيار)

رواية شيطان العشق بقلم أسماء الأباصيري

الفصل الرابع والعشرون (اختيار)

 

ظلت تفكر كثيراً و تتخبط بأفكارها حتى نظرت نحو آسر بقوة و قد قررت اخيراً اي جانب ستختار

آيات بإستسلام: حاضر يا آسر همشي من هنا بس ...

آسر مقاطعاً بلهفة: بس ايه ؟

آيات بحذر: لازم الاول ابلغ طائف بمشياني ده هو برضو مهما كان عمل كل ده لمصلحتى انا

نظر آسر نحوها بشك و عدم اقتناع لتلاحظ هي نظراته تلك فتهتف بقوة

آيات: بلاش تبصلي بالطريقة دي انا لو كنت بكدب او مش عايزة امشي من هنا فكنت هقولهالك صريحة .. مفيش حاجة تجبرني اني اوافق

تنحنح هو فى حرج ليردف

آسر: مش قصدي اللي فهمتيه بس بصراحة بقى كل ثانية بتعدي عليكي و انتي فى بيته انا ببقى هموت من القلق عليكي

آيات بتأفف: هنعيده تاني يا آسر ... ثم اكملت بجدية ... زي ما قولتلك هكلم طائف و لما اجي امشي من هنا هكلمك ... امشي بقى دلوقتى عشان لو طائف جه و لقاك هنا الدنيا هتولع اكتر

تنهد بنفاذ صبر قبل ان ينهض من جلسته يستعد للمغادرة لكن عاد بأنظاره نحوها مرة اخرى يسألها بإهتمام

آسر: مقولتليش صح ... كنتي فى المستشفى ليه و بعدين قعدتك غريبة مش مريحاني ... فيه حاجة وجعاكي ؟

آيات بتوتر و كذب: لا ده انا اتعورت فى جنبي تعويرة بسيطة كده بس طائف اصر اننا نروح المستشفى

نظر نحوها بشك قبل ان يومأ لها دون اقتناع متوجهاً الى خارج الفيلا لتذفر هى انفاسها براحة و تنادي على منى لمعاونتها فى العودة الى الفراش قبل رجوع طائف للمنزل

فى حين كان هو يقود السيارة بعصبية ليتناول بعدها هاتفه يجري اتصال ما ... انتظر لحظات حتى جاءه الرد ليهتف بقوة و غضب

طائف: مازن ركز معايا شوية ... فى واحد ** *** جاب سيرتي فى تحقيق تبع شحنة امبارح عايزه عندي فى خلال ساعات

مازن بدهشة: مين ده اللي اتجرأ و عملها و بعدين انت بتقول تحقيق و بوليس يعنى اكيد محجوز عندهم اجبهولك ازاى ده

طائف بعصبية: مااااااازن اقسم بالله لو الولا ده مبقاش قدامي النهاردة هيطلع كل اللي عمله عليك انت ... ثم ضرب مقود السيارة بكفه ليكمل بصراخ و جنون ... اتصرف احسنلك يا ماااازن انت فاااااااهم

ثم اغلق الهاتف دون سماع رد من صديقه ملقيا بهاتفه بجانبه

شعر بغضبه يسيطر عليه و يجعله غير قادر على مواصلة القيادة ليوقف السيارة الى جانب الطريق محاولاً استدعاء بعضاً من هدوءه فيجد هاتفه يعلن عن اتصال اخر ... تجاهله ظاناً انه لابد ان يكون مازن محاولاً كسب بعض الوقت لكن معاودة الهاتف للرنين مرة اخرى اخرجه عن شعوره ليمسك الهاتف بعصبية و يجيب قائلاً

طائف بغضب: انا قولتك اللى عندي يا مازن بطل زن

احد رجاله: طائف بيه انا مصطفى من امن الفيلا

عقد حاجبيه بقلق و خوف من حدوث امر ما بمنزله يستدعي اتصال من الامن ... هل اصابها مكروه ؟

طائف بسرعة: خير يا مصطفى الهانم حصلها حاجة ؟

مصطفى بتوتر: لا يا بيه الهانم كويسة ... على حد علمي ... بس فى حاجة تانية حصلت و كان لازم ابلغ سعادتك بيها ضروري .. انا حاولت اكلمك من شوية بس تليفون حضرتك كان مقفول

طائف: مكنتش فاضي ... اخلص و قول فى ايه

مصطفى: أصل سعادتك يعنى ... آسر بيه كان هنا من شوية

ضاقت عيناه ترقباً لما يقُال

طائف: مممم و بعدين بلغتوه انى مش موجود

مصطفي: بلغناه يا افندم بس هو اصر انه يدخل و يقابل الهانم

طائف بعصبية: و انهي حمار فيكم اللى بلغه انها موجودة فى الفيلا ... و اوعى تقولى انك اتهفيت فى عقلك و دخلته

مصطفى بخوف: محدش قاله ياباشا انها جوة الظاهر هو كان جي و عارف ... احنا منعناه كتير انه يدخل بس فى الاخر جالنا امر من الهانم اننا نسمحله يقابلها

طائف بترقب: و قابلها ؟

مصطفى: ايوة يا باشا حصل ... قعد نص ساعة و مشي

طائف بقلق مخفي: مشي ؟ لوحده ؟

مصطفى: ايوة ياباشا لوحده

طائف بتوتر: و الهانم ؟

مصطفى: على حد علمي ياباشا هى جوة ... محدش خرج غيره

طائف براحة و جدية: طب اسمعنى كويس بقى لو خايف على اكل عيشك ... مفيش نملة تدخل ولا تخرج من الفيلا لحد ما اوصل ... فاهمني ولا تحب افهمك بطريقتى

مصطفى بخوف: فاهم ياباشا فاهم

ثم وجد سيده يغلق الهاتف بوجهه دون اى كلمة اخرى

فى حين كان هو على الطرف الاخر يكاد يجن من توتره و عصبيته ليهتف بحدة

طائف: هلاقيها منك يا آسر ولا من حازم ... و ياترى يا قطتى ناوية توديني على فين

ثم اعاد تشغيل سيارته مرة اخرى ليتجه مباشرة نحو منزله و يرى ما حدث بغيابه

بعد نصف ساعة من مغادرة آسر لفيلا العمري وجظت الخادمة منى تدلف بهدوء الى غرفتها قائلة

منى: آيات هانم فى تليفون عشان ساعدتك تحبي احولهولك على هنا

آيات بتعب: ياريت يا منى ... بس مين اللى على التليفون

منى: واحدة بتقول انها زميلة حضرتك

آيات بتخمين: دي تلاقيها سهام بس عرفت منين انى هنا

تنحنحت منى لتجذب انتباه سيدتها قائلة

آيات: خير يا منى في حاجة تاني

منى: اصل طائف بيه كان مقرر انى اجازة من اول بكرة و ان كل الخدم ممكن يرجعو بيوتهم فكنت بستأذن حضرتك اننا نروح

آيات: غريبة يعنى مقاليش ... ثم همست لنفسها ... و انتي تبقى مين يعني عشان يقولك ... اردفت بعدها بصوت عالٍ ... بس مفيش مشكلة يا منى تقدرو تمشو

منى بإبتسامة: تسلمي يا هانم ... ثوانى و هحولك المكالمة على الاوضة

ثم ذهبت سريعاً للخارج لتستقبل آيات الاتصال

آيات: الو ؟

علا: يويو حبيبتي وحشتيني جداً ... عاملة ايه و طائف عامل ايه؟

آيات بدهشة و صوت عال: علا ... ثم اخفضت من نبرة صوتها لتكمل ... انتي ازاى بتتكلمي هنا .. ده مش خطر عليكي؟

علا بضحك: متقلقيش يا ستي فيلا العمري مش متراقبة لدرجة التليفونات ... قوليلي بس ايه اخبارك مع طائف ؟

آيات بتوتر: هيكون ايه يعنى .. زي ما احنا

علا: ناقر و نقير يعنى معقول طائف لسة مستحمل الوضع ده

آيات بنزق: زي ما انا مستحملاه ولا هو يعنى كان احسن مني

علا بضحك: مش قصدي والله بس كنت بحسبه نطق

آيات بتساؤل: نطق ؟

علا بمكر: لا متخديش فى بالك ... المهم بقى ... انتي ايه اخبارك الامور تمام عندكم ؟

آيات: اه و خطة طائف ماشية تمام لغاية دلوقتى ... بيتهيألي يعنى

علا: طب و آآ ... و آسر عامل ايه ؟ بقى كويس من بعد الحادثة ؟

آيات بإبتسامة: اطمنى يا علا هو كويس جداً ده كان لسة معايا من دقايق

علا بدهشة: معاكي ؟ فين ؟ فى فيلا طائف ؟

آيات: ايوة كان جاي يقنعني انى اسيب طائف و ابقى فى حمايته هو

علا بقلق: و انتي قولتيله ايه ؟

صمتت للحظات تفكر ان كان من الجيد اخبارها بقرارها لتجد انها على اية حال ستخبر طائف به

آيات بتنهيدة: انا وافقت ... انا اعرف آسر من زمان لكن طتئف معرفتي بيه محدودة جداً

علا بذعر: يعني هتسيبي طائف يا آيات ... بعد كل ده هتسيبيه ... معقول محستيش بأي حاجة لغاية دلوقتى

آيات: حاجة زي ايه ؟

علا: يعنى عايزة تفهميني انك مش حاسة بتغير طائف معاكي ... مش حاسة اد ايه انتي مهمة بالنسباله و وجودك اد ايه مهم

آيات: و لو... ده مش هيغير حاجة

علا: متأكدة يا آيات ... متأكدة انه مش هيغير حاجة

آيات: قصدك ايه يا علا انتي بتلمحي لأيه فهميني

علا: مش بلمح لحاجة يا آيات بس مش كل حاجة لازم تفكري فيها بعقلك ... شاوري قلبك كمان و شوفي مين اللي يستاهل انك تفضلي جنبه

آيات: انتي غريبة فعلاً مش ملاحظة انك اخدة صف طائف اللى هو المفروض مش اقرب لك من آسر شقيقك

علا بثقة: عشان شايفة ان آسر مش الراجل اللى يكفيكي ... مش بقلل منه ولا حاجة بس انتو اللى الاتنين مش هتقدرو تكملو بعض

آيات: مش اخدة بالك برضو انك ودتينا فى منطقة تانية خالص

علا: هى دي المنطقة اللي انتي فيها دلوقتى يا آيات و اللي بتحاولى تهربي منها ... على العموم انا مش هقدر اطول معاكي اكتر من كده بس هقولهالك تاني شاوري قلبك بجانب عقلك يا آيات عشان متخسريش ... سلام

آيات بتفكير: سلام

رن هاتفه برقم مجهول اثناء تناوله طعام الغداء ليجيب سريعاً ظناً منه انها آيات

آسر: الو

لينا: آسر ازيك ... يا ترى فاكرني ولا لا ؟

آسر بدهشة: لينا ... اكيد فاكرك طبعاً ... بس غريبة يعنى الرقم مش دولي

لينا: و مين قال انه المفروض يبقى دولي انا فى مصر لسة و مسافرتش

آسر: و ايه سر مكالمتك دي يا ترى فيه جديد؟

لينا بدلع: و هو عشان اكلمك لازم يبقى فيه جديد ... انا كنت حابة اعزمك مرة على العشا نتعرف اكتر على بعض ده لو مكنش عندك مانع يعنى

آسر بإبتسامة: ده شرف ليا ان ليدي جميلة زيك تحب تتعرف عليا ... اختاري المكان و الزمان وانا تحت امرك

لينا: تمام اتفقنا هظبط جدولي و اكلمك

آسر: تمام ... سلام ؟

لينا بإبتسامة: سلام

ثم اغلق الهاتف ليردف هامساً

آسر: لما نشوف اخرتها ايه معاكي يا ست لينا

بفيلا العمرى

وصل الى منزله و توجه مباشرة الى غرفة منعزلة عن فيلته والتى يتواجد بها افراد الامن ... القي عليهم كلماته القاسية و التى تحمل الكثير من التأنيب و التحذير ليتركهم بعدها متجهاً الى الفيلا نفسها

دلف الى الداخل ينادي احد خدمه لكن لا رد ... توجه بعد ذلك الى المطبخ لكن وجده فارغاً تماماً .. دب الذعر بأوصاله ليتحرك مسرعاً الى الاعلى نحو غرفتها و يقتحمها بعنف فيجدها تجلس بهدوء على الفراش تنظر نحوه بصدمة و دهشة من دخوله بتلك الطريقة لتهتف به

آيات: في ايه ؟ داخل بزعابيبك كده ليه

تنفس الصعداء لرؤيتها سليمة تماماً تعاتبه على اقتحام غرفتها ... تنحنح محاولاً استعادة هدوءه بل بروده ليردف

طائف: امال فين منى و الباقى

نظرت نحوه بدهشة لتهتف

آيات: الله ... انت مش كنت مديهم اجازة ... هما استأذنو و مشيو

ضرب جبينه بيديه متذكراً ليردف

طائف: يووووه ده كان من شهر ... بس الظروف اتغيرت دلوقتى

رفعت كتفاها لاعلى و لاسفل بقلة حيلة لتجده يتجه نحو الاريكة الوحيدة الموجودة بالغرفة و يجلس فوقها بأريحية

آيات بحدة: أنت بتعمل ايه ؟

طائف بتعب: آيات و حياة ابوكي سيبينى فى حالى انا بقالي ليلتين منمتش

نظرت نحوه بحنق و صمتت للحظات قبل ان تهتف فجأة

آيات: عملت ايه مع الناس اللى جم الصبح ... ثم اكملت بتوجس ... عرفو حاجة ؟

طائف بلا مبالاة مصطنعة: ده موضوع اهبل و خلص خلاص متحطيش في بالك

وجهت نحوه نظراتها المليئة بالشك ليقابلها بأخرى مطمئنة

تنهد بقوة قبل ان يهتف بوجه متذمر

طائف: انا جعان

طالعته بدهشة و اعين متسعة قبل ان تجيب

آيات: جعان ... انزل كل

طائف بحيرة: اكل ايه ؟ مفيش حد تحت يعمل اكل

آيات: و هو انت لازم حد يحضرلك اكل ... ليه .. طفل حضرتك

طائف بتهكم: و الله اللي زيي مش محتاجين يحضرو لنفسهم اي حاجة

آيات بحنق: اللي زيك ؟ طب شوفلك حل بقى بعيد عن اللي زيي انا

تحرك من مكانه متجهاً نحو فراشها بخطوات بطيئة ليصل بعدها اليها و يجلس بجانبها على طرف الفراش لتبتعد هى بتلقائية عن جلسته هاتفة بتوتر

آيات: ايه ؟ فى ايه ؟ مالك ؟

طائف بنبرة غريبة: بقى يرضيكي برضو يا يويو طفطف حبيبك يكون جعان و تسيبيه كده

حدقت به بذهول و دهشة و قد رُبط لسانها تماماً لتجده يهتف مرة اخرى بعيون متلاعبة

طائف: ده حتى مبقاش فى غيرنا فى الفيلا ... يعنى انا و انتي و ... الشيطان تالتنا

هتفت به فى ذهول

آيات: انت ... انت بتقول ايه ؟

هم بالاجابة عليها و مازالت نظراته تخترقها بعبث لتقاطعه دافعة اياه فجأة للخلف و تهب هى واقفة مبتعدة عن الفراش

آيات: ابقى خلى بقى الشيطان يحضرلك الاكل

ثم انطلقت مسرعة الى خارج الغرفة لترتسم ابتسامة واسعة على محياه و يرتمي بجسده بتعب على الفراش

طائف: البيت صفصف علينا يا آيات و هوقعك يعنى هوقعك ... يا انا يا انتي

ثم تحرك بعدها مغادراً الغرفة هو الاخر ... هبط الدرج بهدوء يبحث عنها بعيناه لكن لا اثر لها بأية غرفة من الغرف ... خمن وجودها بالمطبخ ليتوجه نحوه و يصدق ظنه ... فها هى تقف امام الثلاجة تلتقط شيئاً ما منها و تضعه بفمها ثم تعيد الكرة مرة اخرة بسرعة و كأنها تخشى الامساك بها

طائف بحدة مصطنعة: آنسة آيات ... بتعملي ايه عندك

اجفلها صوته لتسقط قطعة مما كانت بيديها ارضاً فتنظر نحوها كألاطفال بحسرة على ضياعها ... و ارتفعت بأنظارها نحوه بغيظ

آيات: انت مش لوحدك اللي متغدتش ... و بعدين شايف عملت ايه

ثم اشارت الى ما سقط منها لينظر هو الاخر اليه فيجده قطعة شيكولا دائرية الشكل

طائف بتهكم: شيكولاتة ... بتتغدي شيكولاتة

آيات: الجيش قالك اتصرف ... و بعدين انا مفييش حيل اني اقف اعمل اي اكل لنفسي ... انا واحدة لسة مضروبة بالنار و جرحي جديد و محتاجة راحة ... مش ده كلامك

اتجه نحوها يمسك بها من مرفقها ليسير معها نحوه احد المقاعد و يجلسها عليه ليتحرك هو بحرية مشمراً عن ساعديه مرتدياً مريول المطبخ

آيات بدهشة: أنت .. أنت بتعمل ايه ؟

طائف بغرور: شايفة ايه ؟

آيات: لا متقولش انك هتتجن و تعملها

طائف بحنق: شايفة حل تاني ؟ الجيش قالك اتصرف ... قال جملته تلك بغمزة لتردف هي

آيات: انت مش بتعرف حتى تحضر الاكل لنفسك .. عايز تطبخ ؟ طب اقولك خلينا نطلب اي اكل جاهز

طائف: واضح انك مخدتيش بالك الفيلا موجودة فى منطقة عاملة ازاى ... مفيش حد هيكلف نفسه و يوصل اى اكل دليفري لحد هنا

آيات: يعنى خلاص مفيش حل تاني ... ربنا يستر بقى و بعد اكلك ده مرجعش للمستشفى تاني

طائف بفخر: عيب عليكي

بدأ بإعداد الطعام و قد ظهر اخفاقه فى خطواته الاولى لكن حاول تدارك الامر بصعوبة لتكتم هى ضحكاتها بداخلها على تصرفاته الخرقاء و التي تراه بها لاول مرة

و اخيراً يبدو انه قد انتهى تماماً من التحضير و حالياً ينتظر نضج الطعام ... توجه نحوها ينظر اليها بغرور و تكبر

طائف: شوفتى

آيات بضحك: العبرة بالنهاية

اومأ هو بغرور ليجدها تنظر نحوه بإبتسامة غريبة ليسأل

طائف: ايه ؟

آيات بنفس الابتسامة: ايه انت ؟

طائف: بتبصيلي كده ليه ؟ هو انا عارف اني مز بس توقعتك لاحظتي ده من زمان

آيات: بصراحة ده سبب انى ببصلك فعلاً ... من امتي بنقعد انا وانت كده

طائف: كده ؟

آيات: بهدوء ... لا و طائف بيه العمري بيهزر و يضحك براحته خالص ... كإنك شخص تاني

طائف بتفهم: مفيش انسان جد على طول

آيات: اتعودت انك تكون استثناء ... عمري ما توقعت رد فعلك

طائف بإبتسامة: ولا انا ... نظرت له بإستفهام ليوضح ... ولا انا توقعت رد فعلك

آيات فجأة: آسر كان هنا النهاردة

تجهمت ملامحه فجأة و لكن مازال متمسكاً بهدوءه

طائف: مش قولتلك عمري ما توقعت رد فعلك ... ها و بعدين ؟

آية بتعجب: متفاجئتش يعني

طائف: مظنش انك متخيلة انى مش هعرف حاجة زي دي و خصوصاً انها حصلت فى بيتي

اومأت بهدوء لتكمل

آيات: طلب مني امشي معاه و اسيب هنا

طائف بهدوء مصطنع: و انتي ايه رأيك ... هتمشي

هدوءه اجفلها و تسبب فى توترها ... بهذه السهولة يسألها ان كانت ستقبل بالذهاب ام لا ... وجدت نفسها تلقائياً تجيبه قائلة

آيات: قولتله يديني فرصة افكر

طائف: و فكرتي ؟

الى هنا و كفى ... هتفت به بحدة

آيات بقوة: ايه عايزني اقبل و امشي ... خلاص بقيت حمل تقيل على حضرتك .. طب ايه رأيك بقى اني مش رايحة فى حتة و هفضل على قلبك ... متنساش يا بيه انك انت السبب فى اللي انا فيه

اتسعت ابتسامته لينظر لها بخبث و مكر فتدرك هي تحقيقه لمراده فها هي قد اتخذت قرارها بالبقاء دون تفكير ... اخذ كلاً منهما يتبادلا النظرات حتى اصبح استنشاق الهواء امراً صعباً ... ظناه بسبب وضعهما و افكارهما و التى اتخذت منحنى اخر و لكن كانت هى اول من انتبه لما يحدث لتجد المكان قد امتلأ عن آخره بالدخان لتهتف بصراخ

آيات بصراخ: الاكل ... الاكل اتحرق ... هتولع فينا عشان ناكل

انتفض اثر صراخها ذاك ليتوجه نحو الموقد محاولاً انقاذ ما يمكن انقاذه لكن قد فات الاوان على ذلك

نجدهم بعد فترة يتناولان بعضاً من البيض المقلي و انواعاً مختلفة من الجبن

آيات: و ادي اخرتها ... كنا هنولع مع البيت و فى الآخر رست على بيض و جبنات

طائف بتذمر: كلى وانتى ساكتة

انتهيا من تناول الطعام ليطلب منها الانتظار للحظات ... توجه للخارج ليعود و بيده شيئاً ما مُغلف كهدية ليناولها اياه

آيات: ايه ده ؟

طائف: ده ليكي... شوفيه بنفسك

تناولته منه بهدوء و بدأت فى فتحه لتجده هاتف احدث طراز

آيات: موبايل

طائف: بدل القديم

آيات بعتاب: قصدك بدل اللي رميته

طائف: انسي بقى ... ساعتها كنت متعصب

تنهدت بإستسلام و همهمت شاكرة قبل ان تستأذن منه لتستريح بغرفتها بعض الوقت ... اومأ بهدوء ليخبرها انه هو الاخر سينعم ببعض النوم بعد تعب يومان دون راحة

و اتجها كلاً منهما نحو غرفته للراحة و النوم

دلفت الى غرفتها بهدوء و جلست على فراشها تفكر بحيرة ... هل تسرعت بإتخاذ قرارها بالبقاء و هل جاء كرد فعل على حديثه ام نتيجة لاقتناعها بداخلها ان بقائها معه هو الحل الامثل ... ظلت فترة على حيرتها تلك لتردف بعدها

آيات: متكذبيش على نفسك يا آيات ده كان اختيارك فعلاً ... ده غير انك مكنتيش حاسة براحة لما قولتى لآسر انك هتمشي و حكاية انك هتفضلي لغاية ما تبلغي طائف ده كانت حجة ... طب و آسر ؟

ظلت تفكر بطريقة ما لاخباره بقرارها ذاك لتصل اخيراً الى انها ستبعث به كرسالة له ... فعلت ما توصلت اليه لتغلق هاتفها بعدها و تخلد الى النوم بسلام

بفيلا الرفاعي

آسر بصراخ: مؤنسسسسس انت يا زفت

مؤنس بخوف: اوامرك يا باشا

آسر بوعيد: احسن رجالة عندنا تحضرهوملي عايزهم قدامى بسرعة ... ورانا مشوار مهم ولازم يخلص

مؤنس بتوتر: عيوني يا باشا

آسر: غور من قدامى اتحرك ... يلااا

انصرف مؤنس ليمسك آسر بهاتفه مرة اخرى يعيد قراءة تلك الرسالة والتى بعثت بها آيات منذ لحظات

" آسر انا آيات

انا آسفة للي هقوله بس انا فكرت فى الموضوع مرة تانية و لقيت اني مرتاحة اكتر هنا ... مع طائف ... و بخصوص اللي بينا فأنت هتفضل اخويا و سندي اللى عمري م اقدر استغنى عنه

آسفة "

آسر بغضب: ليه يا آيات ليييييييييييه ... بس يا ويلك مني يا طائف لو كان كل ده بسببك و كنت انت اللى اجبرتها على كده

شعر بهاتفه يهتز بين يداه ليجده اتصال من لينا ... قطع الاتصال بضيق ليهتف

آسر: مش وقتك انتى كمان دلوقتى

مرت عدة ساعات نعم فيها بنوم هانيء ليفتح عيناه بكسل ... ينظر لسقف غرفته بشرود فيبتسم ابتسامة واسعة عند تذكره حديثها و اختيارها له للبقاء بجانبه ... بعد لحظات تحرك من فراشه بهدوء متجهاً الى خارج الغرفة نحو غرفتها للاطمئنان عليها ... طرق الباب برفق لكن لا رد ... توقع استغراقها فى النوم ليفتح الباب بهدوء و يدلف الى الداخل لكن لم يجدها بالفراش ... عقد حاجبيه بدهشة ليترك الغرفة باحثاً عنها بالاسفل

و بعد لحظات من البحث بجميع ارجاء الفيلا ... لا وجود لها ... ظل يهتف بإسمها بصراخ لكن لا رد ... بدأ شعوره بالقلق يتفاقم ليتحول هدوءه الى سراب و يظل يهتف و ينادي كالمجنون... توجه من فوره الى غرفة الامن لعلهم قد رأوها اثناء خروجها من المنزل لشراء غرض ما لكنه تسمر بمكانه عند دلوفه لغرفتهم ... فلم يكن بإستطاعته سؤالهم اذ كانو جميعاً مدرجين بدماءهم ... لم يصبحو سوى جثث هامدة و قد تيقن ان الامر جلل و احتمال كونها بخطر اصبح شئ مؤكد

نهش القلق و الذعر قلبه ليتوجه من فوره الى شاشات المراقبة المتواجدة بالغرفة و بدأ بإسترجاع اخر ساعات قد لقطتها الكاميرات ... ظل يراقب و يراقب بتحفز ... يشعر بجسده الذي يرتجف و لاول مرة قلقاً و خوفاً من اصابتها بمكروه ... لكن لابد من تماسكه و محاولة استعادته لبعض من الهدوء و هو ما اصبح مستحيلاً فور رؤيته اقتحام بعضاً من رجال آسر منزله ... كان التعرف عليهم سهلاً فهم خيرة رجاله المعروفين ... ضرب بيداه شاشات المراقبة لتقع ارضاً مُحطمة تماماً ليذئر فى غضب

طائف: آسر عديتلك كتير اوي بس خلاص ده اخرك معايا بعد كده ملكش عندي دية

ثم انطلق خارج الغرفة متجهاً الى الفيلا مرة اخرى ليلتقط هاتفه و يجري اتصالاً بالشخص الوحيد القادر على رصد تحركات آسر و ادراك مكانه الحالي

طائف بوعيد: عايز مكان آسر دلوقتي ... من غير كُتر كلام عايزه فى رسالة

ثم اغلق الهاتف دون سماع رد من الطرف الاخر

استيقظت من نومها لتفتح عيناها ببطئ و ترمش عدة لحظات تحاول التعرف على محيطها لتدرك خلال ثوان انها ليست بغرفتها بفيلا طائف ... انتفضت تجلس بمكانها تتفحص المكان حولها لتجد انها بغرفة ليست بالنظيفة ولا المتسخة لكن يمكن القول انها قابلة للعيش بها و ها هي ترقد على فراش ليس بوثير لكن مقبول ... وباقي الغرفة فارغة ... وجدت باب الغرفة يفتح ليطل منها هو بملامح جامدة سرعان ما لانت فور رؤيتها مستيقظة

آيات بدهشة و قلق: آسر ؟

آسر: مالك قلقانة كده ليه ؟ ايوة آسر يا آيات

آيات: أنا .. انا جيت هنا ازاى و امتى و انت بتعمل ايه هنا

آسر: اهدي يا يويو انا اللى جبتك هنا ... كنت مستحيل اسيبه يأثر عليكي اكتر من كده

آيات بحدة: هو مين ده اللى بيأثر عليا ؟ طائف ؟

آسر بغضب: و هو فيه غيره ... اكيد هددك بإنك لو مشيتي و سيبتيه مش هيسكت

آيات: محدش هددني يا آسر ده كان قراري انا

آسر و قد اقترب منها اكثر: آيات حبيبتي هو مش هنا مش هيقدر يعملك حاجة قوليلي الحقيقة متخافيش

نظرت نحوه بقلق و خوف و آثرت الصمت على مجاراته فى الحديث فهو يبدو بحالة غير طبيعية

آيات: آسر خلينا نمشي من هنا و رجعني مكان ما اخدتني ... صدقنى طائف مش هيسكت و كفاية اوي العداوة اللي بينكم متزودهاش

آسر بحدة: محدش هيمشي من هنا يا آيات لا انا و لا انتى و بخصوص العداوة فهي موجودة من زمان و هو اللي بدأ

ظلت تنظر نحوه بضعف و قلق ... لأول مرة تهابه و تقلق فى وجوده .. لطالما كان الاخ و الصديق لطالما كان سندها و الان هو مصدر خوفها و قلقها ... ظلت تراقبه للحظات حتى تعلقت انظارها بشيء ما خلفه لتتسع عيناها ذعراً و قلقاً هاتفة بأسمه

آيات: طائف

التفت سريعاً للخلف ليجد طائف يقف بثبات مُشهراً سلاحه بوجهه و ينظر نحوه بغضب و كره رآه لاول مره بعينه

آسر بقلق: ازاى عرفت المكان ... و ازاى قدرت تدخل هنا ... و رجالتي ؟

طائف بتهكم: رجالتك فى خبر كان ... شكلك نسيت انت بتتعامل مع مين ... غريبة يا آسر ده انت اكتر واحد عارفني و انت اللي ادتني لقبي ... الشيطان فاكر؟ ... فى شيطان بقى ميعرفش يوصل للشياطين الصغيرة

آسر: عايز ايه يا طائف عايز ايه مش كفاية اللي حصل زمان ... عايز تعيده تاني

طائف: اللى حصل زمان حصل و انتهى خلاص احنا فى دلوقتي

آسر: آيات تخصني يا طائف ... بتاعتي انا

اشتعلت النيران بداخله ليهتف بها

طائف بصراخ: آيات تعالي هنا جنبي

اجفلت من صوته لتتحرك بذعر متجهة نحوه لكن قاطع طريقها آسر ليسحبها نحوه يحيط عنقها بذراعه مُشهراً سلاحه نحو رأسها ليصرخ طائف به

طائف بتوتر و صراخ: انت اتجننت يا آسر ... ايه خلاص عقلك طار ... سيبها ... سيبها بقولك

آسر بجنون: لو مبقتش ليا مش هتبقى لغيري

آيات ببكاء: طاااائف

طائف: آسر بلاش جنان سيبها و هنتفاهم انا و انت ... ثم اكمل بصراخ ... متداريش ورا الستات متبقاش جبان و ***

استفزه كلامه ليضغط على الزناد بتسرع فتنطلق رصاصته و تستقر بصدر طائف فيسقط ارضاً غارقاً بدماؤه

جحظت عيناها بصدمة و ذهول لتصرخ بإسمه بجنون محاولة التخلص من ذراع آسر التى تكبلها فتشعر بها ترتخي عن عنقها اثر صدمته هو الاخر لما حدث

قفزت نحو طائف لتجلس بجانبه واضعة رأسه بأحضانها و تهتف بإسمه ببكاء

آيات: طائف لا يا طائف ابوس ايدك فوق متروحش مني ... طااائف لالااااا متغمضش عينك عشان خاطري

حاول الحديث و طمأنتها لكن دون جدوى

فى حين كان الاخر يقف بذهول محدقاً فيما يحدث ... ليستيقظ على صوتها ترجوه بخوف و ذعر ان لا يتركها فيعود جنونه و يتجه نحوه و مازال مشهراً سلاحه نحو طائف

آسر دون وعي: خلاص خلصت الحكاية يا طائف خلاص جت نهايتك و هتدفع تمن كل اللى عملته

آيات برجاء باكي: آسر ابوس ايدك كفاية كفاااااية بقى حرام عليك

اخفض يداه الحاملة لمسدسه لينظر نحوها بصدمة صارخاً بها

آسر بصراح: حرام عليا و مكنش حرام عليه اللى عمله زمان ... مكنش حرام عليه يحرمني من اختي ... دي كانت اخر حاجة بقيالي ... بس خلاص مش هسمحله يكرر اللى عمله تاني مش هسمحله يخدك منى انتي كمان مستحيييييل

ثم اعاد رفع مسدسه و توجيهه نحو الملقى ارضاً لانهاء الامر فيقطعه صوتها تصرخ بإنهيار و انفعال

آيات بصراخ: لا لا لا مقتلهاش والله العظيم ما قتلها اختك عايشة .. عُلا عايشة ... ابوس ايدك كفاية كفاااااااية حرام عليك سيبنا فى حالنا بقي

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة