قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل السادس

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل السادس

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل السادس

وصلوا للحاره إللى فيها الأوضة إللى عمر كان مأجرها قبل كده، دفع أجرتها لصاحبها وأخد شوق وطلعوا فوق للأوضة دى، عمر كان عايز يرضى غروره وكبرياءه إللى شايف إنهم إنكسروا لما ماقدرش يلمسها في أول مرة. شوق كانت ماسكه في إيده جامد كإنها بتتحامى فيه لإنها خايفة مش حاجه مش عارفه إيه هى. دخلوا الأوضه وعمر قرب بيها نحية السرير وبدأ يبوس فيها بلهفه وعشق حتى هو مستغرب نفسه من الطريقة دى، ولإنعدام خبرتها رغبته ليها بتزيد أكتر، كان بيحاول يتجاهل إنتفاضات شوق ومقاومتها ليه، بس فجأه صوت ضحكتها إللى دايما بيسمعها رنت في ودانه وهو مغمض عيونه، صورتها وهي بتضحك وبتجرى معاه، ولما قالتله ماتسبنيش يا عمر، أنا هموت لو سبتنى، صوت بكاءها وقتها بيعلى في دماغه أكتر، كان مستغرب نفسه جدا، جه على باله هل ده حب؟!، بس لا كالعاده نفض التفكير ده من دماغه وفي نفس الوقت بيحاول يركز في إللى هو بيعمله لكن للأسف شوق ملكت كل تفكيره حتى وهي معاه، بِعِد عنها بسرعه لإنه خلاص بقا رافض إنه يلمسها تمامًا، قام من مكانه بسرعه وبدأ يلبس هدومه وقبل مايخرج من الأوضه...

عمر وهو مديلها ضهره: شوق، إلبسى هدومك، هستناكى بره.
شوق: عمر أ،
عمر بعصبيه وهو مازال على وضعه: بقولك إلبسى هدومك.

خرج بسرعه ورزع الباب وراه وبدأ يهدى نفسه. كانت قاعده في مكانها بتبكى لإنها خلاص فهمت إن عمر هيسيبها وهيبعد عنها. قامت من مكانها وبدأت تلبس هدومها. بعد مرور فترة بسيطه. خرجت من الأوضه ودموعها على خدها، عمر لما لاحظ إنها خرجت ماحسش بنفسه غير وهو بيجرى عليها علطول وبياخدها في حضنه، وهنا شوق إنهارت من البكاء...
عمر: شوق إهدى.
شوق ببكاء وهي ماسكه فيه جامد: ماتسبنيش ياعمر.

عمر وهو بيطبطب عليها: مش هسيبك ياشوق.
شوق ببكاء وهي بتبصله: يعنى مش هتسيبنى خالص؟
عمر بتأكيد وهو بيبص في عيونها: عمرى ماهسيبك ياشوق، عمرى.

كانت متعلقه بيه وخايفه أحسن حياتها تبقى شكلها وحش. عمر مكنش فاهم هو ليه ماقدرش يلمسها؟ ليه مش قادر يسيبها حتى أو يبعد عنها؟ وردا على كل الأسئله إللى بتيجى في باله دى، كانت كلمة واحدة بس لكن هو كالعاده بيبعد الكلمة دى عن دماغه تمامًا لإنه مش بتاع حب، بس ليه معاها؟!، ليه مش عايز يبعد عنها ليه ضحكته بتطلع معاها؟ ليه قلبه نبض معاها هي وبس؟ غمض عيونه بيحاول يطرد الأسئلة دى من باله وهو معاها، مسكها من إيدها...

عمر بإبتسامه وهو بيعدل شعرها: يلا عشان أوصلك للحارة.
شوق بإبتسامة بريئة: حاضر.

فاقت من ذكرياتها على صوت آذان الفجر مسحت دموعها إللى كانت بتنزل بغزارة، قامت من مكانها ودخلت الحمام وإتوضت وصلت. بعد التسليم بدأت تدعى ربنا بالمغفرة، وقالت أدعيه كتير بدون صوت، الأدعيه دى بتقولها جوا قلبها وهي بتبص لموضع القبله بدون كلام وبعدها بدأت تقرأ وِردها من القرآن الكريم. بعد مرور فترة بسيطة. قامت من مكانها وراحت تصحى أمير.
شوق: أمير حبيبى.
أمير إتقلب في مكانه...
شوق: أمير.

فتح عيونه بتكاسل شديد.
أمير بنعاس: مالك ياشوق واقفه على راسى كده ليه؟ حصلك حاجه؟
شوق: الفجر أذِّن يا حبيبى، يلا قوم إتوضى وصلى.
أمير: حاضر ياشوق.
قام من مكانه بنعاس شديد، بس وقف لما سمع صوتها...
شوق: أمير.
أمير بصلها بإستفسار بعيون شبه مقفوله.
شوق بملامح مرهقة: إبقى حضر إنت الفطار أنا مانمتش، فهنام أنا دلوقتى.
أمير: حاضر ياشوق.

خرجت من الأوضه تحت عيون أمير إللى حاسس إن في حاجه مش مظبوطه. بمرور الوقت. حضّر الفطار وبدأ يفطر وبيفكر في شغله وحياته، بعد فترة بسيطة قام من مكانه وحط الأطباق في التلاجة وغسل المواعين إللى هو إستخدمها، ودخل أوضتها. كانت نايمة بكل هدوء وطمأنينة والإبتسامة على وشها، أمير فضل يبصلها وإبتسم لإبتسامتها. قرب منها بهدوء وبدأ يصحيها.
أمير وهو بيملس على شعرها: شوق، إصحى ياشوق.

شوق بنعاس وتخترف مع إبتسامة عشق وهي مغمضة عيونها: عشان خاطرى يا عمر سيبنى أنام شوية.
أمير سكت شويه لما سمع الإسم، وبدأ يتأمل ملامحها والإبتسامة الجميلة دى إللى دايما بيشوفها لما شوق بتبقى نايمة وبس، أخد نفس عميق وبعدها إتكلم.
أمير: أنا همشى ياشوق، سايبلك الأكل في التلاجه، وغسلت المواعين قبل ما أنزل، هتحتاجى حاجه تانيه غير الكرنب أجيبهالك وأنا راجع؟
شوق بنعاس: لا.
أمير وهو بيبوس راسها: إبقى إدعيلى.

شوق: ممممممم.
وقف شويه وفضل يبصلها وهي نايمه، دايمًا شايفها أخته الصغيره أو بنته لكن مامته؟! أبدا، عمره ماشافها مامته، دايما شايف إنها مسئوله منه حتى لما كان طفل صغير ومراهق كان شايفها طفلة برده. إبتسم وبصلها بصة أخيرة وبعدها مشى، بمرور الوقت. دخل المكتب لقى سيرين قاعده مستنياه بإبتسامة كبيرة، إتنهد بعمق وقعد على الكرسى بتاع مكتبة وحاول يبدأ شغله بس قطع لحظته صوتها...

سيرين: على فكرة مامتك دمها خفيف أوى، حبيتها جدا.
مردش عليها وكمل شغله. سيرين إتضايقت من كلامه بس حاولت تهدى نفسها وإتكلمت.
سيرين بهدوء: على فكره أنا بتكلم.
أمير بإستفسار وهو بيبصلها: نعم؟
سيرين: بقول إن شوق عسوله.
أمير بجدية: شكرا، يلا ركزى في شغلك.
سيرين وهي بتكمل: بس تعرف إنت مش شبهها خالص و،.

أمير بهدوء مصطنع وهو بيقاطعها: هو إنتى هتصاحبينى؟ مش عشان والدتى إتكلمت معاكى يبقى تعتبرى نفسك من العيله؟! بلاش كلام كتير ويلا شوفى شغلك.
سيرين وهي بتحاول تتحكم في أعصابها: إنت ليه بتعاملنى كده؟ أنا عملتلك إيه؟

أمير: أرجوكى ماتتكلميش غير في الشغل، وياريت يا آنسة سيرين ماتتصليش عليا في البيت، أظن إن مكنش في سبب مقنع إنك تتصلى وده لإن الشغل ليه وقته، عندك حاجه يبقى تفضلى حطاها في دماغك لحد ماييجى اليوم إللى بعده ونتقابل هنا في الشغل ونتكلم براحتنا.
سيرين بجدية: تمام مقتنعه بكلامك أوى، بس ياريت لما تتكلم معايا بعد كده تتكلم بالزوق والإحترام لإن ده مش أسلوب تعامل زميل لزميلته في الشغل أبدا.

أمير بسخرية: وإنتى بقا هتعلمينى الشغل على أساسه؟ إنتى مجرد واحده جديدة جاية بواسطه، لا تعبتى في حياتك، ولا عملتى أى حاجه في حياتك أصلا.
سيرين برسمية زائدة وهي متجاهلة كلامه: أنا مش هكرر كلامى تانى، إحترم زملائك في الشغل، أنا حاولت أتعامل معاك كويس بحكم إننا زمايل لكن ماينفعش تتعامل كده.
أمير بإبتسامه: لو حابه تكونى صداقات مع زملائك في الشغل يبقى مش في المكتب ده، لإنك هنا في المكتب الغلط.

رجع ركز في الملفات إللى قدامه ومش واخد باله من سيرين إللى بتبص قدامها بشرود. مش قادرة تحدد هو بيتعامل معاها كده ليه؟ طب كل الناس إللى عرفتهم قبل كده كان تعاملهم سهل، طب أمير ده صعب ليه؟ أخدت نفس عميق وحاولت تشوف أى حاجه تعملها، أمير كان متضايق من نفسه لإنه إتكلم معاها كده بس شايف إنها تستاهل، ماينفعش واحده زيها تيجى تاخد كل حاجه بسهولة، بس إفتكر كلام شوق ليه لما قالتله ميزعلش سيرين، ده غير كلامها ليه إن أكيد رزقه في حاجه تانيه، وأدى البرنامج أهوه إتفق عليه مع صاحب الشركة بنفسه، قرر إنه ينقذ كلام شوق...

أمير بتنهيدة وهو مركز في الملفات: أنا آسف.
رفعت عيونها وبصت لأمير إللى مش بيبصلها...
أمير وهو بيكمل: أنا آسف عشان أنا إتكلمت معاكى كده، بس مش آسف على الكلام نفسه لإن أنا عندى حق.
سيرين بإبتسامة وتفهم: أنا فاهماك، إنت متضايق عشان شايف إنى ماتعبتش في حياتى وجايه بواسطه ومرتاحة لكن إنت تعبت على ماتوصل للشغل ده.
أمير بصلها في اللحظه دى...

سيرين وهي بتكمل: بس إللى إنت ماتعرفوش إن كل واحد ليه ظروفه، كل واحد عاش حياته بشكل مختلف، كل واحد ناقصه حاجه، كلنا زى بعض بس بإختلاف الظروف.
ماقدرتش توضح أكتر من كده وحاولت تتحكم في دموعها إللى قربت تنزل. أمير كان بيبصلها وحس إن في حاجه هي ماحبتش تقولها، والحاجه دى هتوجع قلبها لو حكت فيها، فاق على صوتها.
سيرين بإستفسار: ممكن نبقى أصحاب؟
أمير: قولتلك إنتى ف،.

سيرين بإبتسامة وهي بتكمل: فى المكتب الغلط عارفه، بس الفكرة إنى مابعرفش أتعامل مع حد وأنا شايفاه متضايق منى، فحابه أخلى الجو هادى بينا، لإن إحنا زمايل وأنا بالنسبالى الزماله دى الصحوبيه.
أمير وهو معقد حواجبه: الزمالة تختلف عن الصحوبيه.
سيرين: بالنسبالى الإتنين واحد، وماتخفش أنا بالنسبالى الصحاب زى الزمايل بالظبط وعارفه حدودى فين.
أمير: ومين قال إنى خايف؟

سيرين بتنهيدة: قصدى أوعى تكون مفكر إنى من البنات إللى حياتى كلها أصحاب شباب، بالعكس دى مش حياتى أنا إتكلمت في الحوار ده معاك عشان نعرف نتعامل مع بعض، مايبقاش في حزازية بينا، أوك؟
أمير سكت شويه وبعدها بصلها...
أمير: تمام.
سيرين بفرحه وهي بترفع إيدها: Give me five.
أمير بص لإيدها بإستغراب...
سيرين: سورى، قصدى هات كفك.
أمير هنا إنفجر من الضحك من شكلها المضحك.

سيرين: طب مانت طلعت بتضحك أهوه أومال قالبها نكد عليا ليه؟
أمير وهو بيحاول يهدى: أول حاجه أنا فاهم إنجليزى كويس، تانى حاجه إنتى ماشوفتيش نفسك وإنتى بتعملى الحركه دى؟
سيرين كانت لسه هتتكلم، الباب خبط وبشير دخل.
بشير بإبتسامة: ها إيه الأخبار؟ الشغل تمام؟
أمير إتحرج إنه يرد لإنهم مكانوش بيشتغلوا.
سيرين بإبتسامة: طبعا كله تمام يا أونكل.
بشير بإبتسامة: بالتوفيق إن شاء الله، أمير؟
أمير: أفندم يا أ/بشير؟

بشير بإبتسامة: جالى أوامر من الجهة العليا بتنفيذ فكرتك، إيه رأيك نبدأ بكره؟ على ما نعرض الفكرة على الزملاء؟
أمير بإبتسامة: تمام يا أ/بشير، موافق طبعا.
بشير: بالتوفيق، هبلغ زملائك في الشركة، يلا ركزوا في شغلكم.
سيرين بفرحة: تمام يا أونكل.
بشير خرج وسيرين بصت لأمير بفرحه...
سيرين: مبروك، أنا سعيدة جدا عشانك.
أمير إتحرج لفرحتها بيه وبص لنفسه وشاف هو كان بيعاملها إزاى من شويه.
سيرين: على فكرة بقولك مبروك.

أمير بإبتسامة: الله يبارك فيكى.
سيرين: ماتتخيلش الخبر إللى أونكل بشير بلغنا بيه ده فرحنى قد إيه، أنا بحب الناس الطموحه إللى بيعافروا في حياتهم عشان يوصلوا لحاجه معينه، وإنت منهم وحقيقى بتمنالك التوفيق.
ضميره أنبه للمره التانيه.
سيرين: ساكت ليه؟ هنفضل قاعدين كده؟ مش هنكمل شغل؟
أمير: أه أكيد هنكمل، يلا.

بدأوا يكملوا شغلهم إللى هو عباره عن شرح أمير لسيرين الوظائف الخاصه بالقسم بتاعهم وبيدربها، بمرور الوقت، سلم على زملائه وخرج من الشركة ومشى شويه عشان يركب أى مواصلة للمنطقة بتاعته، وهو ماشى بعيد عن الشركه لقى واحد واقف بعربية كرنب، بص حواليه بيشوف حد هيشوفه ولا لا، إتنهد بإرتياح لما ملقاش في حد راح إشترى الكرنبه وحضنها بدارعه الليمين ومسك شنطته بإيده الشمال، مكنش قادر يتخيل منظره لإنه عارف إن شكله مضحك، كمل مشى بس الناس في الشوارع كانوا بيبصوله بإستغراب وفي منهم إللى بيضحك على منظره. حاول يتجاهل الموضوع ده وكمل بس إتحرج أكتر لما سمع صوت بنتين بيتكلموا.

؟: يابختها بجد.
##: يابختها إيه بس؟ إنتى مش شايفه شكله مضحك إزاى؟ ههههههههههه بدلة وكرنب؟! هموت من الضحك.
إتنهد بضيق وكمل مشى. سيرين خرجت من الشركه وركبت عربيتها وبدأت تتحرك. وهي ماشيه بالعربيه وداخله على الطريق العمومى لفت إنتباهها أمير إللى واقف في مكانه كإنه مستنى حاجه، حاولت تكتم ضحكتها لما شافته بالمنظر ده، لاحظت إحراجه من الناس إللى بيبصوله. قربت نحيته بالعربيه، لحد مابقت قدامه.

سيرين: بِس بِس.
أمير بص في إتجاه الصوت ده لقى عربيه قدامه بس مش واضح مين فيها، نزل راسه شوية وبصلها لقاها سيرين...
سيرين: تعالى أوصلك.
أمير بإبتسامة: لا شكرا، مستنى ميكروباص.
سيرين: تعالى بس أوصلك، خليها عليا.
أمير كان محرج من نظرات الناس وقرر إنه يركب وبالفعل ركب، قعد على الكرسى جنبها وحط الكرنبه على رجله ومعاه الشنطه. سيرين حاولت تكتم ضحكتها وإتحركت.
سيرين بإستفسار: أتحرك على فين؟
أمير: هتعرفى الطريق؟

سيرين: يعنى مش أوى.
أمير: خلاص أنا هوصفلك.
سيرين: تمام.
بعد مرور وقت من الصمت ووصف الطريق لسيرين، قررت إنها تتكلم...
سيرين وهي مركزه في السواقة: غريبة.
أمير بإستفسار وهو بيبصلها: هى إيه إللى غريبة؟
سيرين: إللى على رجلك.
أمير بإستغراب: ده كرنب، ماتعرفيش الكرنب؟
سيرين: أعرفه طبعا، بس إنت جايبه ليه؟
أمير: أكيد مش جايبه عشان جماله.

سيرين بضحكة خفيفة: عارفه صدقنى بس مستغربه إنك إنت إللى بتجيبه، كنت مفكره يعنى إن الستات هما إللى بيتسوقوا.
أمير بتنهيدة: عادى في رجالة كتير بيتسوقوا، أنا بنزل السوق بشترى إحتياجات البيت إللى شوق بتقولى عليها يعنى.
سيرين: أها، ربنا يحميها.
أمير بإبتسامه وهو بيبص على الشارع من الشباك: يا رب ويحفظهالى ويباركلى في عمرها.
سيرين كانت ملاحظه إنه مختلف جدا عن الشركه، ده شخصية تانية خالص.
سيرين: ممكن سؤال؟

أمير بإبتسامه وهو بيبصلها: أكيد.
سيرين: هو إنت أ/ أمير إللى معايا في الشغل؟
مكنش عارف يقول إيه بس قرر إنه يلطف الجو شوية...
أمير بضحكه خفيفه: لا، أنا قولتلك وقت الشغل شغل.
سيرين بإبتسامه: خلاص أنا كده هتعامل معاك بره الشغل أحسن.

أمير ضحك ضحكه خفيفه وبعدها فتح موبايله عشان يشوف الساعه. سيرين عيونها جات على خلفية الموبايل إللى عليها صورته ومعاه واحدة محجبة، كانوا هما الإتنين عاملين شكل مضحك، أمير كان بيغمز والبنت إللى معاه رافعه حاجبها ومقربه عيونها للكاميرا، سيرين حستها أخته وده لإنها صغيره وفيها شبه منه...
سيرين بإستفسار: هى دى أختك؟
أمير وهو بيبصلها: هاه؟

سيرين شاورت للصوره إللى على الموبايل: دى أختك؟ بس على ما أعتقد شوق قالت إنك إبنها الوحيد.
أمير بإبتسامة: أنا معنديش إخوات فعلا، دى تبقى شوق مامتى.
سيرين بصتله بإستغراب.
أمير بإستفسار وهو ملاحظ إستغرابها: فى إيه؟
سيرين وهي مركزه في السواقه: دى صغيره أوى! أنا فكرتها أختك لإن شكلها يدى إنها قريبه من سنى.
أمير بتنهيدة: يعنى مش أنا الوحيد إللى بقول كده.
سيرين: هى إتجوزت وهي صغيره صح؟
أمير: أيوه.

سيرين كانت لسه هتتكلم.
أمير: أيوه هنا.
سيرين بإستفسار: هو أنت ساكن على أول الحاره دى؟
أمير: لا، بس عشان مش حابب أتعبك نزلينى هنا.
سمعت كلامه من غير ماتتكلم، وقفت على أول الحاره.
أمير بإبتسامه: شكرا يا آنسه سيرين.
سيرين: العفو.

فتح باب العربيه مسك الكرنبه كويس ونزل، قفل الباب العربيه وإبتسملها ودخل الحاره. وهي كانت متابعاه بعيونها وهو بيمشى في الحاره بس قررت إنها تتحرك، أمير كان ماشى في طريقه بيحاول مايركزش مع الستات إللى مركزين عليه وبيطنش همساتهم المسموعه.
؟: هو في حد كده؟

$$ بحسرة: يابخت شوق بإبنها، بنتى المتخلفه مابتعملش أى حاجة في البيت فالحة تقوم تاكل وتشرب وتمسك الموبايل وتنام، بنات آخر زمن، تيجى تشوف إبن شوق بيعمل إيه لمامته.
؟: ربنا يكون في عونك ياحبيبتى.
أمير وصل للست بتاعة الخضار...
أمير بإبتسامة: إزيك يا أم هدير؟
أم هدير: أنا كويسه يابنى، إنت إزيك؟
أمير: الحمدلله، معلش كنت عايز كوزبره وبقدونس وشبت.
أم هدير: عيونى يابنى، إتفضل، وإبقى سلملى على مامتك.

أمير بإبتسامه وهو بياخد منها الخُضرة: الله يسلمك.
وراح إشترى العيش وبعدها طلع للبيت. فتح الباب بالمفتاح بصعوبه ودخل الشقه ملقاش شوق في الصالة، حط الحاجه على الترابيزه وراح أوضتها لقاها نايمة زى ماهى، قرب منها بهدوء.
أمير وهو بيطبطب عليها: شوق.
شوق إتقلبت...
أمير: شوق حبيبتى، كل ده نوم؟
فتحت عيونها بكسل شديد...
أمير وهو بيبص في عيونها: أنا خلصت شغل ياشوق وإنتى لسه نايمة؟
شوق بنعاس: أنا نمت كتير بجد؟

أمير: كتير أوى ياشوق، بس مافيش مشكلة، يلا قومى وفوقى كده، أنا جبت الكرنب و،
إستوعب إنه نسى...
أمير بإستيعاب: ورق العنب! نسيت أجيبه.
شوق بنعاس: كل معايا كرنب يا أمير، إنت عارف إنى مابحبش آكله لوحدى.
أمير بتنهيدة: أمرى لله، حاضر.
شوق قامت بهدوء من على السرير.
أمير بإبتسامه وهو بيملس على شعرها: قومى إغسلى وشك وفوقى وأنا هجهزلك فطار تاكليه.
شوق بنعاس: حاضر.

خرج من الأوضة وهي قامت من على السرير وراحت الحمام، أمير دخل أوضته وبدأ يغير هدومه. بعد مرور فترة بسيطة. شوق كانت قاعده على الترابيزة في الصالة ورابطة طرحه حوالين دماغها وواضح عليها التعب والإرهاق، أمير خرج من المطبخ وهو شايل أطباق وبيحطها على الترابيزة، قعد قدامها.
أمير: يلا ياشوق كلى.
شوق بتنهيدة وتعب: مصدعه يا أمير مش فايقه ومش قادرة آكل.

أمير: الصداع ده عشان إنتى مانمتيش غير الصبح، حاولى تاكلى يلا وأنا هجهز العلاج بتاعك.
شوق بإبتسامه: حاضر.
بدأت تاكل بهدوء وأمير دخل المطبخ وبدأ يجهز الأدوية بتاعتها، بمرور الوقت، كانت واقفه في المطبخ وبتجهز خلطة المحشى وفي نفس الوقت بتسلق الكرنب، وأمير بره بيجهز الترابيزة وكل حاجه عشان يعملوا المحشى، بمرور الوقت، كانوا قاعدين بيلفوا المحشى قدام بعض على الترابيزه...

شوق بإنشغال: إحكيلى بقا عملت إيه النهارده في يومك؟
أمير بتنهيدة: روحت وقمت بشغلى و،
سكت شوية وضحك، شوق بصتله بإستغراب...
شوق: بتضحك على إيه؟
أمير بضحكة وهو بيبصلها: منظرى كان مضحك النهارده وأنا شايل الكرنبة الناس قعدوا يتفرجوا عليا في الشارع ويتريقوا عليا.
شوق بإستفسار: إزاى؟ هو إنت جبتها من مكان تانى غير هنا؟

أمير: إنتى عارف إن عم مصيلحى مابيقفش بعربية الكرنب بعد العصر، وأنا خارج من الشركه قريب من الطريق العمومى لقيت واحد واقف بعربية كرنب، جبت منه واحده.
شوق: ورجعت البيت بيها كل ده؟
أمير بضحكة خفيفة وهو بيلف الصباع إللى في إيده: كتر خيرها زميلتى في الشغل وصلتنى لحد هنا.
شوق بهدوء: زميلتك؟ إللى هي سيرين؟
أمير بتنهيدة: أيوه ياماما، سيرين.
شوق: ومعزمتهاش هنا ليه؟
أمير: أعزمها ليه؟

شوق: البنت جات وتعبت نفسها ووصلتك يبقى تعزمها عندنا هنا على الأقل تعزمها على كوباية شاى.
أمير بضحكة خفيفة: والله ياشوق إنتى أغلب من الغلب نفسه، مين دى إللى هتقبل عزومة على كوباية شاى؟ سيرين!
شوق: مالها سيرين؟ البنت زوق وكويسه و،
أمير: مش من مكالمة تليفون تقدر تحددى هوية الشخص إللى بتكلميه.
شوق: مش حوار مكالمة تليفون، بس لما كلمتها حسيتها كويسه وطيبه كده زيي.

أمير: مافيش حد زيك ياشوق ولا هيبقى في حد زيك أبدًا.
شوق: مش القصد ياحبيبى، قصدى الفكرة إننا نكون زوق معاها، يعنى هي وصلتك خلاص قولها إتفضلى إشربى معانا حاجه، أو تعالى كلى معانا حاجه.
أمير: عمومًا حصل خير.
شوق بإنشغال: طب ما أكلمها أعزمها عندنا النهارده وتيجى على مانعمل المحشى.
أمير بتنهيدة: بلاش ياشوق، مانعرفهاش ولا هي تعرفنا عشان نعزمها عندنا.
شوق: طب مانعرفها ونتعرف عليها؟
أمير سكت وماتكلمش.

شوق بإبتسامة: أمير حبيبى، في إيه؟ إنت ليه مضطهد البنت؟ مش قولتلك كل واحد وليه رزقه؟ ليه مازلت مش طايقها.
أمير بتنهيدة بسيطة: صدقينى معرفش ياشوق، مش عارف، كل حاجه بتقولها وبتعملها بتستفزنى.
شوق بتفهم: طب ممكن تسيبنى أحل الدنيا بهدوء؟
أمير بإستفسار: تحليها إزاى مش فاهم؟
شوق: يعنى أخلى الحاجز إللى إنت شايفه نحيتها ده يتكسر، مش عايزاك تظلم حد ياحبيبى، إنت عمرك ماكنت كده يا أمير، وعمرك ماجيت على حد.

أمير إتنهد وسكت...
شوق: قولت إيه؟ أعزمها؟
أمير: إعملى إللى تعمليه يا ماما.
شوق بإبتسامة طيبة: قولها من قلبك عشان خاطرى.
أمير بإبتسامة خفيفة: إعملى إللى تعمليه ياشوق، كده حلو؟
شوق: حلو جدا، أنا هقوم أغسل إيدى وأكلمها وإنت كمل.

قامت من مكانها وراحت المطبخ تحت عيون أمير إللى رافع حاجبه بإستغراب، دخلت أوضتها ولبست نظارة النظر بتاعتها ودورت على رقم سيرين ولقته وإتصلت عليها. كانت قاعده في فيلتها الكبيرة الواسعة وبتشوف طيف مامتها حواليها وهي بتلعب معاها وبتجرى وراها، دمعة نزلت من عيونها لإنها إفتكرت وفاة والدتها وهي عندها ست سنين. بس فاقت من تفكيرها على صوت رنة موبايلها، بصت في الموبايل إستغربت لما لقتها شوق، مسحت دموعها وفتحت المكالمه.

شوق بإبتسامة: السلام عليكم.
سيرين بصوت متحشرج: وعليكم السلام.
شوق بإستغراب من نبرة صوتها: مالك ياحبيبتى؟ فيكى حاجه؟ صوتك ماله؟
سيرين وهي بتحاول تهدى نفسها: لا أنا كويسه، شكرا على سؤالك يا شوق.
شوق بهدوء: سيرين، لو حابه تحكى أنا موجودة.
سيرين حاولت تنحكم في أعصابها ودموعها بس للأسف ماقدرتش تمسك نفسها أكتر من كده، وهنا إنهارت من البكاء.

سيرين بدموع: وحشتنى أوى، كان نفسى تفضل معايا وقت أطول، مالحقتش أشبع منها، أنا بموت من جوايا 100 مرة لما بشوف واحده معاها مامتها غضب عنى بتعب يا شوق، مامى وحشتنى أوى، بحاول أبقى قوية قدام الكل عشان مابينش دموعى لكن للأسف أنا ضعيفه من غيرها، بموت من بعدها يا شوق، ماحدش حاسس بيا، شايفينى سيرين العنيدة إللى دماغها ناشفه، سيرين المتكبرة إللى بتاخد كل حاجه هي عايزاها على الجاهز، سيرين الغنية إللى عندها فيلتها وعربيتها وعندها كل حاجه وإللى الكل بيقرب منها عشان كده بس، لكن للأسف الحاجه الوحيدة إللى هي مش معايا هي أم، أم تضمنى وتسمعنى، أم تنصحنى وتوجهنى وتبقى حنينة عليا، أنا تعبانة يا شوق ماحدش شايفنى لنفسى، ماحدش شايفنى سيرين يتيمة الأم، لا شايفنى سيرين الغنيه.

كملت بكائها بقهرة وشوق معاها على الخط ودموعها بتنزل عليها في صمت، شوق حست إنها محتاجة حد تعيط قدامه وشوق قررت تفضل معاها لحد ماتهدى...
سيرين بشهقات خفيفة وهي بتمسح دموعها: سورى أزعجتك معايا و،
شوق وهي بتقاطعها: لا ماتقوليش كده ياحبيبتى، أنا موجوده ليكى في أى وقت.
سيرين: شكرا ياشوق، تعرفى بالرغم من إنى ماشوفتكيش وماتكلمتش معاكى غير مرة واحده، بس حبيتك أوى وإطمنتلك صدقينى، يابخت أمير بيكى.

شوق بإبتسامة وهي بتكمل: ويا بختك بيا.
سيرين في اللحظة دى إستغربت.
شوق: سيرين، أنا عزماكى النهارده عندى على الغداء، ولازم تيجى.
سيرين بإرتباك: أجى؟! هاجى بمناسبة إيه؟ إنتى ماتعرفينيش و،
شوق وهي بتقاطعها: عايزة أتعرف عليكى، وأهى فرصة نبقى أصحاب أنا وإنتى ونبقى مع بعض علطول.
سيرين بإرتباك: طب أمير إبن حضرتك هيعترض و،.

شوق بمكر: هو إللى قايلى أعزمك عندنا إعتذارًا منه على إللى حصل قبل كده، وأتمنى ماترفضيش، عشان خاطرى.
سيرين بتنهيدة: حاضر ياشوق هاجى.
شوق: منتظراكى، هبعتلك العنوان و،
سيرين: عارفه الحارة.
شوق: بس ماتعرفيش البيت، هبعتلك عنوان البيت بالظبط وتلبسى وتيجى علطول.
سيرين: حاضر ياشوق.
شوق: يلا سلام بقا عشان أبعتلك العنوان.
سيرين بإبتسامة أمل: سلام.
شوق قفلت المكالمة مع سيرين وراحت لأمير إللى بيلف المحشى.

شوق: قوم إغسل إيدك وإبعت لسيرين الأبلوكشم ده.
أمير حاول يكتم ضحكته بس ماقدرش وهنا إنفجر من الضحك.
أمير: ههههههههههههههههههههههههههه، أبلوكشم! ههههههههههههههههههههه، أبلوكشم ياشوق! هههههههههههههههه.
شوق بصتله بضيق وهو على أما خلص ضحك بصلها بهدوء...
أمير بإبتسامة: إسمه Location/ لوكيشن يا شوق يعنى الموقع، قوليها موقع وخلاص.
شوق: سميها زى ماتسميها يلا إنجز البنت مستنية.
أمير: براحة طيب.

قام من مكانه وهو بيضحك وهي ماقدرتش تمسك أعصابها مسكت الشبشب إللى في رجلها وحدفته على ضهره...
أمير بوجع وهو بيدلك ظهره: ااااااااااااااااه.
شوق بشماتة: أحسن، عشان تتريق عليا بعد كده.
أمير وهو بيبصلها وماشى: أقول إيه ب، ااااااااااااااااااه.
خبط في الحيطة من غير ما ياخد باله...
شوق بفخر: أحسن، عقاب ربنا ليك عشان بتتريق عليا.
أمير: ماشى ياشوق، ماشى.

دخل الحمام وغسل إيده وخرج لشوق إللى قاعده على الترابيزة ورافعه راسها بكل فخر...
أمير: هاتى الموبايل.
إدتله الموبايل وهو بعت الموقع لسيرين على الواتس آب.
أمير بغمزه وهو بيديلها الموبايل: إتفضلى يا عسل.
شوق أخدت منه الموبايل وبصت للناحية التانيه بقمصة، أمير قعد جنبها وحط إيده على كتفها...
أمير: يا شوق.
مبصتلوش.
أمير وهو بيبوس راسها: أنا آسف، حقك عليا، ماتزعليش منى.
شوق برضا: خلاص مش زعلانه.

أمير: طب والله طيبه وبتتصالحى من أقل حاجه.
شوق: يوووه بقا، يلا نقوم نكمل المحشى ده عشان نلحق نسلقه قبل ما سيرين تيجى.
أمير بإستغراب: إللى يشوفك كده يقول كنتى خلفتيها ونسيتيها!
شوق: يامتخلف، نلحق نعمل الأكل عشان ماتجيش تستنى كده عيب، لازم الضيف ييجى الأكل يتحطله علطول، مسكته من ودنه هفضل أعلم فيك لحد إمتى.
أمير بوجع: اااه طيب إهدى ياشوق.
شوق: يلا بينا نلحق ويادوب الفرخه مش هتاخد نص ساعه في التسوية.

أمير بتنهيدة: ماشى، يلا بينا.
بااااااااااس خلاص، عايزه أقول حاجة ومش عارفة أقولها إزاى بس أنا هقولها بقلب جامد مش بزعل ولا حاجة.
أنا مافيش عندى أى حماس في كتابة الرواية، لإن مش ده إللى إتعودت عليه في الآراء والتوقعات. أنا إتعودت على رغى كتير وده إللى كان بيفرحنى، زى ماقولتش جميله جدا جدا دى بالنسبالى مش رأى ولا توقع، أنا بحب الرغى والكلام الكتيييير في الأأحداث...

عايزه أقولكم حاجه كمان خدوا بالكم من بناتكم أو إخواتكم الصغيرين ماتخنقوهمش بس خلوكم معاهم خطوة بخطوة، ماتسيبوهمش لوحدهم كده، وفي نفس الوقت ماتفضلوش فوق راسهم، واربو الباب لا تقفلوه ولا تفتحوه على الآخر، هتفهموا كلامى إن شاء الله بعد فصل تقريبا من الفصل ده وهتعرفوا أنا أقصد إيه لإنى مش حابه أصرح بوجه عام، بس الحوار هيتفهم في الفصل إللى بعد ده...

علاقة شوق بأمير علاقة قوية وتحفه جدا، سيرين موجوعة وعندها حق في كل كلمة قالتها حتى أمير بنفسه شافها البنت الغنية إللى بتجيلها كل حاجه على الجاهز...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة