قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل السابع والثلاثون

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل السابع والثلاثون

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل السابع والثلاثون

شوق كانت بتتكلم مع سيرين على الموبايل...
سيرين: أنا خلاص إتحركت.
شوق: وأنا هنزل وأقابلك، حابه نتقابل فين؟
سيرين سكتت شويه. مش هتقدر تروح لبيت أمير عشان ماتفتكرش أي حاجة بينهم وماترجعش للصفر من تاني في حالتها...
شوق: سيرين، إنتي معايا؟
سيرين: اه يا شوق، إحم إحم، بصي لو كده هقابلك في نفس المكان إللي قابلتك فيه مرة إللي فاتت.
شوق بتفهم: ماشي يا حبيبتي، أنا هنزل وتكوني إنتي وصلتي.

سيرين بإبتسامة: تمام، إحنا يومنا طويل جدا.
شوق بإستفسار: ليه؟
سيرين بضحكة خفيفة: هتفهمى بعدين، يلا سلام.
شوق: سلام.
شوق قفلت المكالمة وإتنهدت تنهيدة بسيطة وأخدت شنطتها وخرجت من الشقة، عمر كان بيسوق عربيته وبيتكلم في الموبايل مع إسماعيل...
عمر: مين قال إني هعمل كتب كتاب بس؟
إسماعيل بإستفسار: أومال هتعمل إيه؟ مش المفروض كتب كتاب وخلاص أنا ومحمد هنشهد؟
عمر بإستفسار: هو جوازي أنا ولا جوازك إنت؟

إسماعيل: يا عمر ماتدققش في كلامي، طب هتعمل إيه؟
عمر بإبتسامة عشق وهو بيفتكر إللي هو ناوي عليه: هعمل كل إللي يخليها مبسوطه، وبعدين إللي هيشهد على العقد إنت وبشير مش محمد خالص، وكتب الكتاب هيبقى آخر النهار. يعني أولادك لازم ييجوا.
إسماعيل بتنهيدة بسيطة: خلاص هييجوا. بس إسلام مش عارف فيه إيه.
عمر بإستفسار: ماله؟

إسماعيل: لما قولتله إن كتب كتابك على شوق بعد 3 أيام لقيته إتوتر وقال إنه مش هيقدر يحضر وقعد يتحجج.
عمر بتنهيدة وتفهم: أنا هكلمه وأقنعه، بأكد عليك تاني، العيال ييجوا ده مش مجرد كتب كتاب. دي حفلة صغيرة عاملها ليا أنا وشوق. يعنى إتشيكوا وتعالوا، وخلي عفاف تهدى شويه.
إسماعيل: هههههههههههههه، حاضر يا عمر.
عمر بضحكة خفيفة: هكلمك وقت تاني عشان أنا بسوق.
إسماعيل: ماشي يا عمر.

عمر قفل المكالمة وركز في السواقة وبعد مرور فترة بسيطة من السواقة وقف في إشارة مرور، في الدقيقة دي سرح في شوق كمية مشاعر جواه ناحيتها محتاج إنه يكلمها عنها بس مش دلوقتي، وقتهم المناسب بعد 3 أيام. الإشارة فتحت ولسه هيتحرك عيونه جات على حاجة خلته يبتسم بحب...
شوق وصلت المكان إللي إتفقت عليه مع سيرين وإبتسمت لما لقتها مستنياها، سيرين نزلت من العربية أول أما شوق وصلتلها وقربت نحيتها بفرحة وحضنتها.

سيرين بفرحة وعدم تصديق: أنا بجد مش مصدقة، أنا حاسه إني بحلم، أخيرًا ياشوق.
شوق بضحك من تصرفاتها: لا مابتحلميش يا سيرين.
سيرين حضنتها تاني من فرحتها...
شوق بضحك: خلاص ياسيرين الناس بتتفرج علينا.
سيرين بحمحمة: سوري، وبعدين مالنا ومال الناس، أنا بعبر عن فرحتي بيكي.
شوق بضحك: طب عبري عنها طيب بعدين مش في الشارع.
سيرين: عمومًا، الأيام إللي جايه دي أيامك إنتي، هقدر أعبر فيهم عن فرحتي ليكي.

شوق بإبتسامة: ربنا يفرحك يا حبيبة قلبي علطول.
سيرين بتنهيدة وإرتياح: يا رب، يلا بقا عشان ورانا حاجات كتير أوي.
شوق بإستفسار: صحيح، هنعمل إيه؟
سيرين بغمزة: سيبيها عليا، إنتي كل إللي عليكي إنك تسمعي كلامي.
شوق بإستفسار: أسمع كلامك في إيه؟
سيرين وهي بتمسك إيدها: إنتي لسه هتسألي؟ يلا يا شوق ورانا حاجات كتير أوي.
شوق: بس،
سيرين: من غير بس، يلا.
شوق بإستسلام: يلا.

ركبوا العربية وسيرين بدأت تتحرك وشوق كانت بتبص للشوارع وبتسأل نفسها أسأله كتير، ليه عمر ماتصلش بيها النهاردة؟، ليه مبعتش أي حاجة حتى لو رسالة؟، فاقت على صوت سيرين...
سيرين بإنشغال: تفتكري يا شوق، نروح أنهي الأول، بيوتي سنتر ولا نروح المول؟
شوق بعدم فهم: أي حاجة، أنا كده كده عامله حسابي.
سيرين: عاملة حسابك على إيه؟
شوق: على أي حاجة هشتريها أو هعملها ده إللي أقصده.

سيرين بإبتسامة: سوري يا شوق إني هخيب أملك، بس بابي قال إني ما أخليكيش تدفعي جنيه.
شوق بصتلها لما لقتها بتتكلم عن عمر...
سيرين بتنهيدة وهي بتكمل: أنا بقول نروح المول الأول ونشتري كل اللوازم وبعدها نروح على ال.
شوق بإستفسار مع إرتباك وهي بتقاطعها: هو عمر مقالش حاجة غير كده؟
سيرين بإستفسار وهي مركزة في الطريق: مش فاهمة؟
شوق: قصدى هو كويس يعني؟ أصل أنا معرفش عنه حاجة.

سيرين بإبتسامة: ماتقلقيش يا شوق، بابي كويس، ده أنا حتى لما صحيت لقيته صاحي بدري وبيجهزنفسه عشان ينزل.
شوق بإستفسار: ينزل فين؟
سيرين: هو قال وراه كذا حاجة يعملها، يعني قدامه مشوار طويل.
شوق كانت لسه هتتكلم. موبايل سيرين رن. سيرين إتنهدت وبصت للموبايل إبتسمت لما لقته باباها. ردت عليه وفتحت الميكروفون وهي بتسوق...
سيرين: أيوه يا بابي.
شوق ركزت عشان تتطمن عليه وتسمع صوته إللي وحشها...

عمر: أيوه ياروح يابابي، إنتي فين دلوقتي؟
سيرين: أنا دلوقتي رايحه مع شوق نشتري كذا حاجة كده وبعدها هنطلع على البيوتي سنتر.
عمر: طب تمام، خدي منها البطاقة الشخصية بتاعتها عشان محتاجها.
سيرين: حاضر يابابي.
عمر: يلا سلام.
سيرين: مش هتكلمها،
قطع كلامها المكالمة إللي إتقفلت، بصت لشوق بطرف عيونها لقت إن الحزن إنتشر في ملامحها وهي بتبص قدامها...
سيرين بحمحمة: شكله مشغول جدا، ربنا يكون في عونه.

شوق بتنهيدة: ربنا يعينه.
سيرين وهي بتغير الموضوع: المهم بقا يا شوق هنروح،
وبدأت سيرين تتكلم عن مخططاتها لشوق إللي كانت بتبتسم أحيانًا من كلام سيرين بس للأسف بالها كان مشغول بعمر إللي لاحظت إنه بيتجنبها ومش فاهمة السبب أو هي عملت إيه عشان مايكلمهاش؟
بمرور الوقت: بشير: ممممممم، خلاص مافيش مشكلة يا عمر، همشي أنا الموضوع ده، خليك في إللي إنت فيه بس.

عمر بتأكيد: هسيب الموضوع ده عليك، المهم إنك ترد عليا أول ما تخلصه.
بشير: ماتقلقش يا عمر.
عمر: تمام، ماتنساش هتكون الشاهد مع إسماعيل.
بشير بإبتسامة: طبعا لازم أشهد على جوازك ده أنا هرمت وكل الناس هرمت عشان يشوفوا اللحظة دي، ياااه يا عمر أخيرًا هشوفك عريس.
عمر بضحكة خفيفة: حبيبي يا بشير، هستناك.
بشير: ماتقلقش أكيد هاجي.
عمر: ماشي يلا سلام.
بشير: س، إفتكر حاجة كان ناسيها. عمر صحيح.
عمر بإستفسار: في إيه؟

بشير: بخصوص الإجتماع إللي إنت بقالك فترة بتأجله ده أعمل فيه إيه؟
عمر بتنهيدة: أنا فعلا نسيت، هو المفروض يكون إمتى؟
بشير: بكرة.
عمر: خلاص ممكن تكلمهم ويتأجل للشهر الجاي.
بشير بذهول: شهر بحاله؟
عمر: أعمل إيه؟ أنا مش فاضي، إنت بنفسك مش هتقدر تروح عشان إنت وراك كذا حاجة تعملها، أكيد مش هتبقى فاضي تروح مكاني، بلغهم بالتأجيل وأكيد هيتفهموا الموضوع، لا هما ولأ إحنا مستعجلين على حاجة.
بشير بتنهيدة: ماشي تمام.

عمر: سلام.
عمر قفل المكالمة وإتنهد تنهيدة بسيطة وكمل سواقة.
شوق كانت خارجه من محل ووشها واضح عليه الإحمرار، عيونها جات على سيرين إللي بتضحكلها وبترفعلها الشنط إللي في إيديها...
سيرين بضحك: هيفضلوا وراكي.
شوق بضيق وخجل: قولتلك عيب ياسيرين ماينفعش، الحاجات دي للي في سنك مش ليا أنا، أنا كبرت خلاص.
سيرين بلامبالاة: بصي يا شوق، مهما إتكلمتي وقولتي برده الحاجات دي بتاعتك ولازم يتلبسوا.

شوق نفخت بضيق وخجل وحاسه بتوتر شديد بسبب الحاجات إللي سيرين إشترتها ليها...
سيرين بإعجاب: بس بصراحة ياشوق، النبيتي أحلى ما فيهم.
شوق بصت في الأرض وخجلها زاد وده لإنها إفتكرت كل حاجة سيرين جابتها بعد إصرار ورفض كبير منها. بس سيرين عاندتها وإشترتهم...
سيرين: دلوقتي هنروح البيوتي سنتر بس، الله.

سيرين راحت ناحية محل فساتين زفاف وبدأت تتفرج بلهفة على الفساتين، شوق بصت لسيرين وعيونها جات على فساتين الزفاف وإبتسمت إبتسامة خفيفة...
سيرين: شوق، تعالى هنا.
شوق قربت من المحل بهدوء وبدأت تتفرج على الفساتين الموجودة...
سيرين بإنبهار وهي بتشاور على فستان معين: ده تحفة جدا.
شوق بحزن وهي بتبص للفستان: أيوه.

سيرين مانتبهتش لنبرة الحزن إللي شوق إتكلمت بيها، بس حزنها كان ظاهر وهي بتبص للفستان بإنبهار. في يوم من الأيام كانت بتتمنى تلبس الفستان الأبيض لشخص هي بتحبه، كانت بتتمنى تلبس الفستان لأمير، كانت راسمه كل حاجة في خيالها معاه، كل حاجة بلا إستثناء. أخدت نفس عميق وقررت تنسى أي حاجة تقدر تخليها ترجع للصفر، عيونها جات على شوق إللي بتبص للفستان بحزن...
سيرين: شوق.

شوق بصتلها بإنتباه، سيرين سكتت شويه وبعدها بدأت تتكلم.
سيرين بإستفسار: صحيح إنتي ناويه على إيه؟
شوق بإستفسار: ناوية على إيه في إيه مش فاهمة؟
سيرين: قصدى ناوية تلبسي إيه يوم كتب الكتاب؟
شوق بتنهيدة: عندي طقم جديد هلبسه يومها.
سيرين بتفهم: طقم، تمام. يلا يا شوق عشان متأخرين.
شوق: ماظنش هنلحق حاجة خالص.

سيرين: ماهو كل إللي هتعمليه مش هنخليه على مرة واحدة. هنخليه على كذا مرة عشان ورانا لسه حاجات كتير هنقسمها على بكرة كمان وبعده. والتالت كتب الكتاب بتاعك يعني على بكرة نخلص كل حاجة.
شوق بهدوء: إن شاء الله.

رجعت سرحت في عمر إللي ماتصلش بيها لحد الآن ومابعتش ليها أي حاجة، فاقت من إللي هي فيه لما لقت موبايلها بيرن، بصت في الشاشة لقته أمير. بصت بإحراج لسيرين إللي بصت لشاشة موبايلها لإن موبايل شوق كان في مستوي نظرها، ملامحها إتغيرت وقررت تخرج بسرعة...
سيرين: أنا هخرج عشان أجيب العربية، على ما أجيبها تكوني خلصتي.
مشيت بسرعة وماستنتش ردها. شوق إتنهدت تنهيدة بسيطة وردت على أمير...

أمير بإبتسامة: إزيك ياحبيبتي عاملة إيه؟
شوق: الحمدلله ياحبيبي.
أمير: خلصتي ولا لسه؟
شوق بتنهيدة: لسه ياحبيبي، قدامي شويه حاجات كده.
أمير بإستفسار: أهم حاجة الفلوس إللي إديتهالك الصبح مكفياكي ولا محتاجة زيادة؟
شوق إرتبكت ومش عارفه تقول إيه بخصوص الفلوس، بس لازم ماتتكلمش عشان مايحصلش مشاكل...
أمير: شوق إنتي معايا؟
شوق: أه يا حبيبي، مكفياني الحمدلله، ماتقلقش.

أمير بإرتياح: طب الحمدلله، عايزك تنبسطي. وهاتيلك كل إللي نفسك فيه.
شوق: حاضر.
أمير: حاولي تخلصي بدري ماتتأخريش.
شوق: حاضر ياحبيبي.
أمير: يلا السلام عليكم.
شوق: وعليكم السلام يا حبيبي.

قفلت المكالمة وإتنهدت تنهيدة بسيطة وخرجت من المول لقت سيرين قاعدة في عربيتها ومستنياها. راحت ناحية العربية وركبت جنب سيرين إللي إتحركت من غير ماتتكلم، شوق قدرت سكوتها. قطع تفكيرها صوت وصول رسالة على موبايلها. شوق فتحت الرسالة وإبتسمت بتلقائية لما لقتها رسالة من عمر...
وحشتيني.

خدودها إحمرت بخجل شديد ولسه هترد عليه برسالة غيرت رأيها وقفلت الموبايل وفي نفس الوقت قلبها طاير من الفرحة، سيرين إبتسمت إبتسامة خفيفة لما لمحت فرحة شوق...

في المساء: أمير بعد خروجه من الشركة كان بيتمشى في الشوارع وحاسس إنه مرتاح نفسيًا بسبب إنه إختار لشوق مكانها الحقيقي. مكانها إللي هي تستحقه، عيونه جات على محل ملابس محجبات. قرب ناحية المحل بإعجاب من اللبس إللي موجود فيها. عيونه جات على فستانين حسهم لايقين جدا على شوق. فتح المحفطة بتاعته وبدأ يعد المبلغ إللي معاه. إتنهد بإرتياح لما لقاه هيكفي، دخل المحل وقرر يشتريهم لشوق...

شوق كانت مغمضة عيونها بألم من إللي بيحصل...
سيرين بضحك: ده باديكير يا شوق، بتتوجعي على إيه؟
شوق بألم: أول مرة أجرب الحاجات دي.
سيرين: إتعودي عليهم بقا، كل فترة هاخدك معايا هنا.
شوق مردتش عليها بسبب إنها كانت مشغولة في وجعها وتجربتها الأولى في الباديكير، سيرين شاورت لبنت إنها تبدأ تعمل ماسك لشوق، شوق شهقت فتحت عيونها بصدمة لما حست بسخونه في وشها.
سيرين: إهدي ياشوق، هما هيعملولك ماسك.

شوق بإستفسار وعدم فهم: ماسك إيه ده؟
سيرين بإبتسامة: حاجة تخص العناية بالبشرة.
شوق بإستفسار: ماله الصابون بتاعي؟
سيرين حاولت تكتم ضحكتها وإتكلمت بهدوء...
سيرين: بشرتك ليها عليكي حق برده يا شوق، يلا ريلاكس خالص. بصت للبنت إللي بتعملها شعرها، قُصيلي الأطراف بعد ماتخلصي وإعمليلي لوك حلو كده.
؟: حاضر.
شوق غمضت عيونها وبتحاول تفوق من إللي هي فيه ده حاسه إنها في موال كبير مش هيخلص...

أمير روح البيت ومعاه أكل لإنه عامل حساب إن شوق مش هتلحق تطبخ، إتنهد تنهيدة بسيطة لما لقاها لسه مجتش قرر إنه يستناها...
بمرور الوقت...
سيرين بإعجاب وهي بتبص لشوق بطرف عيونها: بس زي القمر برده.
شوق وهي تتحسس معالم وجهها بهدوء: بجد؟

سيرين: طبعا، دول عملوا حاجات كتير أوي في وشك. في لسه ماسكات هيعملوها بكرة وبعده ليكي. ده غير الروتين إللي المفروض حجزته ليكي إللي هتبدأيه بكرة، يعني اليومين الجايين هبقى معاكي فيهم هناك.
شوق بهدوء: حاضر.
سيرين بتذكر: صحيح قبل ما أنسى، هاتي البطاقة بتاعتك.
شوق بإستفسار: ماتعرفيش هو عايزها في إيه؟
سيرين: مش عارفة بصراحة، بس مادام قال إنه محتاجها يبقى فعلا محتاجها.

شوق إدتلها البطاقة بتاعتها وأخدت نفس عميق وبصت للشباك وجواها فرحة غريبة مش قادرة تعبر عنها. فرحة هي مش مصدقاها، لإن يعتبر دي أول مرة تفرح في حياتها...
سيرين: شوق، هو أنا ليه حساكي تايهة؟
شوق بإستيعاب وهي بتبصلها: هاه؟
سيرين بإبتسامة: حساكي تايهة كده يا شوق، فيكي حاجة يعني.
شوق بتنهيدة: حاسه إني بحلم. حلم خايفة أصحى منه دلوقتي. خايفة أكون بحلم كل ده.
سيرين: ليه التشاؤم ده، تفائلوا بالخير تجدوه.

شوق: خير إن شاء الله.
سيرين قربت ناحية الحارة. بصت لشوق وبعدها للطريق وكملت...
شوق بإستفسار: موقفتيش ليه؟
سيرين بإبتسامة: ماينفعش أسيبك بليل كده، لازم أوصلك لحد البيت، بصراحة أخاف تتخطفي مني يا عروسة.

شوق ضحكت على كلامها، سيرين دخلت الحارة ووقفت تحت بيت شوق. بتحاول تتحكم في ضربات قلبها إللي حاسه إنه شويه وهيخرج من مكانه. شوق حضنتها وأخدت الشنط بتاعتها وقبل ماتنزل فتحت الشنطة بتاعتها وأخدت منها مبلغ حطته قدام سيرين في العربية.
شوق: دول تمن كل حاجة إتعملت النهاردة وتمن كل حاجة إنتي جبتيها.
سيرين وهي بتاخد الفلوس وبتقدمهالها: شوق، مايصحش كده خدي الفل،.

قطع كلامها شوق إللي نزلت من العربية ومردتش عليها ودخلت البيت، سيرين إتنهدت بإستسلام وحطت الفلوس جنبها وإتحركت بالعربية وفي نفس الوقت قلبها بيوجعها بسبب الذكريات إللي بتمر في بالها...
شوق وقفت قدام شقتها ولسه هتفتح الباب إتفاجأت بأمير إللي فتحلها...
أمير بإبتسامة وهو بياخد منها الشنط: حمدالله على سلامتك ياشوق.
شوق: الله يسلمك يا حبيبي.
دخل وهي دخلت وراه وبعد ما حط الشنط على الأرض بصلها تاني...

أمير بإبتسامة وإعجاب: إيه القمر ده؟ وشك منور ماشاء الله.
شوق بخجل: بجد؟
إتفاجأت بأمير إللي ضمها لحضنه وهمس في ودنها.
أمير: بجد، مبروك يا عروسة.
ضمته بشده...
شوق: ماتسبنيش يا أمير.
أمير بِعِد وبصلها بإستفسار...
شوق بتأكيد: ماتسبنيش يا حبيبي.
أمير بإستفسار: ومين قال إني هسيبك؟ ده أنا هفضل وراكي، وهفضل في ظهرك ومش هسيبك لحظة واحدة.
إبتسمت وحضنته تاني...
أمير: مش هسيبك ياشوق خليكي عارفة كده.

شوق: ربنا يباركلي فيك ياحبيبي.
أمير: آمين، يلا بقا ياشوق ناكل وبعدها أوريكي الحاجات إللي جبتهالك.
شوق: وليه تكلف نفسك ياحبيبي؟
أمير بحب وهو بيمسك وشها بين إيديه: الفلوس ماتسواش حاجة قدام سعادتك يا شوق، أنا بحاول أعمل إللي أقدر عليه عشان أسعدك.

شوق ضمته لحضنها بشدة. إبنها وحبيبها إللي ياما إتمنى سعادتها قصاد سعادته، إتمنى راحتها قصاد راحته، عمل كل حاجة تسعدها من غير مايشتكي، إتخلى عن حاجات كتير عشانها وخصوصًا لما جاتله كلية فيها إغتراب لمحافظة تانية. على الرغم من إن الكلية دي كانت عالية إلا إنه إختار كلية عاديه قصاد وجود شوق معاه وإنه مايسسيبهاش، وربنا عوضه بالأحسن، عوضه بحاجة هو مرتاح فيها وبينجح في حياته، وكل ده توفيق من ربنا، ثم بدعوات مامته، والأهم من ده كله. إن أمير هو عوض ربنا ليها عن كل إللي هي عاشته، بعد مرور فترة بسيطة، سيرين دخلت الفيلا لقت باباها قاعد ماسك أوراق كتير جدا في إيده وبيراجعها.

سيرين بإبتسامة: مساء الخير يابابي.
عمر إنتبه لدخول سيرين وإبتسملها.
عمر: مساء الخير يا روح بابي.
حضنته وقعدت جنبه...
عمر بإستفسار: عملتي إيه مع شوق؟ وإيه إللي أخرك كده؟
سيرين: كنا بنعمل حاجات تخص البنات وبس.
عمر وهو معقد حواجبه: إيه الحاجات دي؟
سيرين: ماتركزش يابابي، فتحت شنطتها وأخدت البطاقة إتفضل بطاقة شوق.
عمر بإبتسامة وهو بياخدها منها: تسلم إيدك.
بص للبطاقة وإبتسم على إللي في دماغه...

سيرين: إحكيلي بقا إنت عملت إيه في يومك؟
عمر: عملت كذا مشوار ولسه مخلص من شويه.
سيرين بإستفسار: صحيح يابابي يا عريس يا قمر إنت، إنت ناوي على إيه لجوازكم؟
عمر بضحكة خفيفة من كلامها: مش فاهم؟ ناوي على إيه إزاي؟
سيرين: يعني مش ناوي على شهر عسل كده؟
عمر: ومين قال إني مش ناوي؟ سيبيها لله ياسيرين عشان في كذا حاجة في دماغي.
سيرين: ماشي يابابي.

كانت لسه هتقوم. رجعت قعدت تاني وحضنت باباها بشدة، عمر إبتسم وضمها لحضنه بشدة...
سيرين: بابي، أنا مبسوطة جدا عشانك ويمكن أكتر منك إنت وشوق، مبسوطة عشان أخيرا شوفتك مبسوط وفرحان، مبسوطة عشان خلاص هتبقى مع الإنسانة إللي فضلت طول عمرك تحبها، مبسوطة عشان هي أخيرًا هتكون ليك. وعايزه أقولك إني كنت مستعدة أعمل أي حاجة عشان أشوف ضحكتك دي ومش مهم أنا.
عمر بص في عيونها وإبتسم بحب...

عمر: إنتي روحي يا سيرين، وبنتي وحتة مني. إنتي أهم عندي من نفسي. مستعد أعمل أي حاجة عشانك. انا واقف على رجلي ومرتاح لإن بنتي حبيبتي معايا.
دخلت في حضنه تاني ومبسوطة عشان خلاص باباها هيبقى مبسوط ومرتاح في حياته، لكن عمر كان متضايق بسبب الحالة إللي بنته فيها، الحالة إللي أمير وصلها ليها...

مرت الأيام و سيرين بتاخد شوق معاها للبيوتي سنتر. وسيرين حاولت إنها تدي لشوق فلوسها تاني بس ماعرفتش بسبب عِند شوق. عمر عرف بموضوع الفلوس وقال كلمة واحدة عنيدة. أمير كان فرحان من قلبه لمامته إللي رجعت في السن 28 سنة لورا بسبب فرحتها دي، وعمر إللي كان متبهدل في مشاوير كتير كان بيعملها وفي الغالب مكنش بينام كويس. بس هو كان بيعمل كل ده وهو فرحان لإن خلاص شوق هتكون ليه، شوق كانت مستغربه إن عمر بيبعتلها رساله بليل ورسالة في نصف اليوم ومش بيكلمها. واحده منهم بيعد الأيام والتانية بيعبر فيها عن إشتياقه ليها بكلمة واحدة، بس كانت بتُعذره وبتبرر لنفسها إنه يمكن يكون مشغول، إسماعيل كان بيحاول يقنع إسلام إنه يحضر لكنه كان بيرفض وبشدة بس إتفاجئ لما لقى أمير بيتصل بيه بخصوص كتب كتاب مامته زي ماهو معتقد، سيرين وأمير كانوا متوترين جدا بخصوص اليوم ده وده لإنهم هيشوفوا بعض، مافيش حد فيهم عارف رد فعل التاني في اليوم ده، أمير وعمر كانت مكالماتهم ومتابعتهم لبعض مستمرة وده لإنهم بيتفقوا على حاجات كتير عمر ناوي عليها في اليوم المنتظر.

في مساء اليوم المنتظر: شوق كانت ماشية رايحه جايه في البيوتي سنتر ومتوترة وشعرها الحرير الطويل كان منسدل على كتفيها...
سيرين: إهدي يا شوق في إيه؟
شوق بتوتر: نسيت أجيب الطقم إللي كنت قولتلك عليه، وبعت رسالة لأمير إنه يجيبه. زمانه جاي. مش هقدر أبقى مرتاحه وهو مش معايا.
سيرين بهدوء: الطقم هييجي يا شوق.
شوق بتذكر: أنا بجد إللي فاكراه إنه كان معايا. أنا واخداه بإيدي وحطاه في الشنطة معايا راح فين.

سيرين كانت لسه هتتكلم موبايل شوق رن.
شوق بلهفة وهي بترد: ألو.
أمير: أيوه يا شوق، أنا قدام المكان إللي إنتي فيه.
شوق: أيوه ياحبيبي أنا هخرج خلاص.
قربت ناحية باب البيوتي سنتر متناسية إنها مش لابسه حجابها، إتفاجأت بسيرين إللي مسكتها من دراعها...
سيرين بهدوء: شوق. إنتي مش لابسه الطرحة.
شوق شهقت وحطت إيدها على شعرها...
سيرين: إهدي طيب، أنا هخرج أجيب الطقم وإنتي إرجعي كملي إللي بتعمليه.
شوق بتنهيدة: حاضر.

شوق رجعت مكانها وسيرين أخدت نفس عميق وخرجت من المكان. وأول أما خرجت وقفت في مكانها لما عيونها جات في عيون أمير إللي واقف وشايل في إيده شنطة كبيرة جدا، قربت بهدوء ناحيته وبتحاول تتحكم في ضربات قلبها إللي بيدق بشدة جدا أول أما شافته.
سيرين بإستفسار وهي مش بتبصله: فين الطقم؟

أمير كان واقف بيبصلها بهدوء عكس مابداخله. طلتها الجميلة وعيونها وحشوه جدا، ده غير إنها هي وحشاه أصلا، إتكلم بهدوء وحاول يتحكم في كلامه بحيث إنه يطلع موزون.
أمير: هو مش طقم، هو فستان.
سيرين بصتله بعدم فهم...
أمير بهدوء وبيحاول يتحكم في ضربات قلبه لما عيونها جات في عيونه: باباكي جابه هدية ليها، فستان فرحها.
سيرين كانت لسه هتتكلم...
أمير وهو بيقاطعها: هو هيبقى يحكيلك. إتفضلي الفستان، ساعة وهرجعلكم.

أخدت منه الفستان وهو مشي بسرعة قبل ما أي كلمة تطلع منه بالغلط وده لإنه كان بيحاول يتحكم في النطق بتاعه عشان كان متوتر لما شافها، سيرين كانت واقفه مذهولة، إزاي باباها مايقولهاش على الفستان ده؟! فاقت من إللي هي فيه ودخلت بسرعة لشوق إللي إتفاجأت بإللي هي شايلاه أول أما شافتها.
شوق بإستفسار: إيه ده؟
سيرين فضلت ساكته وبصالها بتحاول تستوعب الموقف...
شوق بإستفسار متكرر: إيه ده يا سيرين؟

سيرين إبتسامتها ظهرت وإتكلمت بفرحة.
سيرين: فستان فرحك يا شوق.
حطته جنبها وجريت على شوق إللي مصدومة وحضنتها...
سيرين بفرحة: بابي جابلك الفستان ده يا شوق، بجد مبسوطة أووووووووووي.
شوق بصت بذهول للفستان...
سيرين وهي بتشدها وراها: يلا يا شوق عشان تلبسي الفستان.
شوق وهي بتحاول تتحكم في دموعها: فستان إيه؟ أكيد جه بالغلط، أنا كبرت على الكلام ده.

سيرين وهي بتبص في عيونها: لا ماكبرتيش يا شوق، إنتي لسه صغيرة. إنتي تستاهلي كل خير.
شوق كانت بتحاول تستوعب الموقف إللي هي فيه...
سيرين وهي بتسحبها وراها: مش وقته صدمات يا شوق، يلا عشان تلبسي الفستان.
دخلتها أوضة البروفة وراحت جابتلها الفستان.
سيرين: بسم الله.

فتحت سوسته الشنطة الخاصة بالفستان وبعدها اخدت الفستان من الشنطة وفردته قدام شوق إللي بصت للفستان بذهول وسيرين حالتها مكانتش مختلفة عن حالة شوق. الفستان في الصورة
سيرين وهي بتفوق لنفسها: يلا يا شوق، قدامنا وقت بسيط على ما بابي ييجي، أنا هخرج وإنتي غيري هدومك عشان أساعدك تلبسيه.
شوق بعدم إستيعاب: حاضر.

سيرين سابتلها الفستان وبعدها خرجت وشوق بصت للفستان وبدأت تملس عليه. دموعها نزلت من فرحتها بالمفاجأة دي، حضنت الفستان بقوة وهي بتحاول تتحكم في شهقاتها. هتلبس الفستان الأبيض لعمر! َ!..
عمر لأمير إللي معاه في الموبايل: إديتلها الفستان؟
أمير: أه بس مش هي إللي خرجت، كانت سيرين.
عمر: طيب، انا قدامي نص ساعة وأكون عندكم.
أمير: أنا همشي أنا أسبقكم على هناك و،
عمر وهو بيقاطعه: هنركب مع بعض، كلنا.

أمير أخد نفس عميق وسكت.
عمر: سلام دلوقتي.
أمير: سلام.
عمر عمل مكالمة تانية وبعد عدة ثواني.
إسلام: أيوه يا عمي.
عمر بضيق: بلاش غباء، هتحضر فرحي يعني هتحضر فرحي، وبعدين أكيد هو عزمك على أساس إنه فرح مامته.
إسلام بتنهيدة: حتى لو جيت ياعمي، أبويا وأمي وإخواتي هيكونوا معاك إنت.
عمر بغضب: وهو هيعرف منين يعني؟ بص بقولك إيه؟ إنت تتصرف وتيجي وإلا هطربقها على دماغ إللي جابوك إنت فاهم؟
إسلام بتوتر: فاهم.

عمر قفل المكالمة وحاول يتحكم في غضبه وسع البيبيون إللي هو لابسها وأخد نفس عميق وإتحرك في إتجاه المكان إللي شوقه موجودة فيه.
بعد مرور نصف ساعة...
عمر وصل للمكان إللي شوق موجودة فيه لقى أمير مستنية قدام المكان ده. نزل من العربية وقرب ناحية أمير.
عمر: هما لسه ماطلعوش؟
أمير: لا.
أمير إنتبه إن البيبيون بتاع عمر مفكوك.
أمير: تسمحلي؟
عمر بصله بإستفسار. أمير عدله البيبيون.
عمر: شكرا.
أمير بهدوء: العفو.

عمر مشي رايح جاي قدام أمير بسبب التوتر إللي هو كان فيه. أمير ضحك ضحكة خفيفة على شكله. عمر اخد موبايله من جيبه وبدأ يتصل بسيرين وده لإنه مش قادر يستحمل أكتر من كده...
عمر: ألو.
سيرين بإبتسامة: أيوه يابابي، إنت فين؟
عمر: أنا بره ياحبيبتي، إطلعوا يلا.
سيرين: حاضر ياحبيبي.
قفلت المكالمة وبصت لشوق إللي واقفه قدامها بالفستان الأبيض...
سيرين بإبتسامة: عريسك بره.
شوق بتوتر: يلا.

سيرين مسكتها من إيديها وخرجوا بره المكان، عمر كان ماشي رايح جاي قدام أمير إللي خلاص زهق، بس وقف في مكانه لما شافها خارجه ورا سيرين بالفستان الأبيض، خطفت أنفاسه بشكل كبير. كانت ملكة بتاجها إللي فوق حجابها الأبيض إللي منور وجهها الخالي من مساحيق التجميل. عمر قرب منها بعقل غائب، شوق كانت بتبص لعمر إللي وحشها بحب واضح. أيام بسيطة غابها عنها ولكنها كانت بالنسبة ليها سنين كتير، عمر لما قرب منها مدلها إيده عشان تمسكها بس إتفاجئ بأمير إللي ضمها لحضنه بشدة وباس راسها، وشوق ضمته في المقابل هي كمان...

أمير بإنبهار: إيه الجمال ده يا شوق، ماشاء الله.
شوق: ربنا يباركلي فيك ياحبيبي.
عمر بغيظ وهو بيقاطعهم: إحم إحم. مش يلا ولا إيه؟ تقريبًا أنا العريس ولا أنا بيتهألي؟
شوق ضحكت على ضيق عمر الواضح، أمير أنكج شوق وإتحرك بيها ناحية العربية وفي نفس الوقت بيلمح سيرين بطرف عيونه من ساعة ما خرجت مع شوق. خطفت قلبه بفستانها الرقيق المحتشم. وبحجابها إللي نور وجهها بشكل خطف قلبه...

أمير فتح باب العربية لشوق وساعدها تقعد، عمر مسك إيد سيرين إللي واقفه بعيد وقرب بيها ناحية شوق...
عمر: سيرين هتقعد جنب شوق وإنت تعالى جنبي.
أمير: حاضر.
الكل قعد في مكانه وعمر بدأ يتحرك، سيرين كانت قاعده ورا أمير ومرتبكه بسبب وجوده معاها في مكان واحد وما أخدتش بالها إن أمير بيبصلها من المراية إللي جنبه.
بعد مرور فترة بسيطة...
عمر وصل بعربيته قدام فندق كبير.
عمر: يلا ننزل.

شوق بإستفسار: هو إحنا بنعمل إيه هنا؟
عمر: واحد رايح يتجوز واحده، أكيد مش رايح ياخدها القرافه. في إيه ياشوق، ركزي كده.
أمير وسيرين ضحكوا.
شوق بضيق: بتضحكوا على إيه؟ أنا بس مستغربه إننا جينا مكان زي ده، المفروض نروح لمأذون.
عمر: هتعرفي حالا.
أمير نزل من العربية وفتح الباب لمامته وساعدها تنزل. وسيرين كانت بتساعدها وهي جوا العربية بحيث إنها بتخرج الفستان وراها، عمر كان لسه هيقرب منها عشان يأنكجها.

أمير بإبتسامة وهو بيحط إيده على كتفه: بعد كتب الكتاب إبقى إعمل إللي إنت عايزه.

عمر زفر بضيق. أمير أنكج شوق إللي مش قادرة تبطل ضحك. وسيرين أنكجت عمر ودخلوا قاعة الفندق، أول أما شوق دخلت القاعة بدأ إستقبال العروسين، ذُهلت من كل الحاضرين، كانوا كلهم من سكان الحارة بتاعتها إللي هي عايشه فيها. جيرانها والناس إللي بيتمنولها الخير. عيونها جات على إسماعيل وعفاف وأولادهم زي ماهي عارفه وماستغربتش في إن ليه إسلام قاعد بعيد عن باباه ومامته وإخواته؟ بعدها عيونها جات على المأذون إللي دخل القاعة وقعد على الترابيزة الكبيرة إللي في منتصف القاعة، دموعها نزلت من الفرحة بسبب جمال المنظر إللي قدامها، القاعة كانت مصممة بأحدث الديكورات وكل حاجة كان ليها رونقها كإنه زفاف ملكي...

أمير وهو بيتكلم قريب من ودنها: أنا إستجدعت عمر جدا عشان كان بيدور على سعادتك في اليوم ده، وحبيته لما شوفت الجمال إللي هو عمله ده.

شوق بصت في عيونه. أمير إبتسملها ومسح دموعها وباس راسها وسحبها وراه لترابيزة المأذون، عمر كان ماشي وراهم هو وسيرين إللي مرتبكة بسبب وجود أمير معاها في مكان واحد ده غير إن خطف قلبها بمظهره الوسيم. كان لابس بدلة سوداء مظبوطة على جسمه تمامًا وقميص أبيض. بِعِدت عيونها عنه وأخدت نفس عميق، وصلوا عند ترابيزة المأذون شوق قعدت على رأس الطاولة. و أمير قعد جنب المأذون وعمر قعد جنبه الناحية التانية، وسيرين قعدت ناحية شوق ولحسن حظها إنها كانت قدام أمير. إسماعيل وبشير قعدوا جنب بعض على الترابيزة وبدأ المأذون يقول خطبته، وبعد إنتهاء الخطبه، المأذون حط منديل على إيد عمر وأمير، شوق دموعها كانت بتنزل من الفرحة وهي شايفه المنظر ده، منظر ماتخيلتهوش أبدًا في حياتها. عيونها جات في عيون عمر إللي بيبصلها بنظرة عشق وشوق وهو بيردد ورا الماذون ردًا على أمير...

عمر: إني إستخرت الله، وقبلت زواج موكلتك على كتاب الله وسنة رسول الله- صلى الله عليه وسلم- على الصداق المسمى بيننا عاجله وآجله، والحضور شهود على ذلك والله خير الشاهدين.
المأذون: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير.

ردد كل من في القاعة ورا المأذون وبعد الإنتهاء من الدعوة دي إنتشرت الزغاريط في القاعة، سيرين كانت بتبكي من فرحتها بباباها وشوق. عيونها جات في عيون أمير إللي بيبصلها وهو معقد حواجبه، قامت من مكانها وحاولت تتجاهله وراحت لشوق إللي بتبكي وضمتها بفرحة.
سيرين: مبروك ياشوق، ألف مبروك.
شوق ببكاء: الله يبارك فيكي يا سيرين.

سيرين ضحكت من شكل شوق. رجعت خطوة لورا عشان تروح لباباها خبطت في حد. لفت لقته أمير. إرتبكت وراحت لباباها إللي بيبص لشوق وبيحاول يروحلها لكنه مش عارف بسبب مباركات الجميع ليه، أمير ضم شوق لحضنه بشدة.
أمير: مبروك يا حبيبة قلبي، مبروك.
شوق: الله يبارك فيك ياحبيبي
خرجت من حضنه لما حد خبط على كتفها.
شوق بفرحة: إبتسام.
إبتسام وهي بتحضنها: ألف مبروك يا شوق، ربنا يسعدك ياحبيبتي.
شوق: الله يبارك فيكي.

زهرة: ألف مبروك ياطنط شوق.
شوق وهي بتحضنها: الله يبارك فيكي يا حبيبة طنط.
بعد السلامات، أخيرًا عمر قدر يقرب من شوق. وهما الإتنين وقفوا قدام بعض، فضلوا ساكتين هما الإتنين. بيعبروا عن إشتياقهم بنظراتهم لبعض. عمر قرب خطوة كمان وباس راسها بشغف وقرب من ودنها وبدأ يتكلم.
عمر: أخيرًا ياشوق.
شوق ببكاء: أخيرًا يا عمر.

مسك إيدها وباسها بحب وفي نفس الوقت بيحاول يتحكم في دموعه إللي قربت تنزل من سعادته التي لا توصف...
سيرين كانت واقفه بتبصلهم بحب وبتدعيلهم بالسعادة، بس إتصدمت لما سمعته...
محمد بإبتسامة: عقبالنا.
سيرين بتوتر: إن شاء الله.
عيونها جات في عيون أمير إللي بيبصلها هي ومحمد ومعقد حواجبه بضيق...
سيرين بإرتباك لمحمد: بعد إذنك.
محمد بإستفسار وهو بيبص في عيونها: رايحة فين؟
سيرين: رايحة أعدل الميك أب، نتكلم وقت تاني.

محمد: ماشي.
خرجت من القاعة وأمير خرج وراها. كانت لسه هتقرب من الحمام إتفاجأت من إللي وقف قدامها بسرعة، كان أمير، سيرين إتفزعت وأخدت نفس عميق...
أمير بإستفسار وهو معقد حواجبه بضيق: مين ده؟
سيرين بإستغراب: نعم؟
أمير بضيق: بقولك مين ده؟ مين إللي كان واقف معاكي؟ وبيبصلك كده ليه؟
سيرين بإستفسار: وإنت مالك؟

أمير بذهول: وأنا مالي؟! أنا فعلا مالي؟ إتكلم بغضب أكيد بتخترعي كذبة جديدة عشان تضحكي بيها عليه صح؟ ممكن أعرف إيه هي الكذبة؟
سيرين كانت لسه هتتكلم...
أمير بغضب وهو بيقاطعها: من غير ماتقولي طبعًا، أكيد ناوية تساعديه بشكل غير مباشر، أو تمرمطيه مثلا؟ ناويه تخليه يحبك فينجرح منك بعد كده؟ ناوية تخليه يتعلق بيكي؟ ناوية تخليه يعشقك؟!

سيرين حاولت تتحكم في دموعها وفي أعصابها على قد ماتقدر عشان ماتنفجرش في أمير...
أمير بغضب: ردي عليا، ما هو أكيد في إجابه لسؤالي. عملتيله إيه عشان يبصلك أصلا؟
سيرين بصراخ ودموع: كفاية. كفاية. أنا تعبت مابقتش قادرة خلاص. كفاية. كفاية لحد كده.
أمير: سيرين أ،
سيرين بعصبية: ماتنطقش إسمي على لسانك تاني. إنت فاهم؟
بعدت عنه ولسه هتمشي مسكها من دراعها...
سيرين بغضب وعصبية وهي بتبعده عنها: سيبني، إياك تلمسني.

أمير برجاء وهو بيحاول يهديها: سيرين أنا بس عايز أعرف هو بيكلمك ليه؟
سيرين بدموع: إبعد عني، إمشي مش عايزة أشوفك تاني، أنا جبت آخري منك خلاص.
أمير: يا سيرين إنتي مش فاهماني أن،
قدرت تشيل إيده من على دراعها وخرجت بره الفندق خالص وهي بتبكي، أمير كان لسه هيخرج وراها إتفاجئ بإسلام إللي مسكه من دراعه...
إسلام بتحذير: سيبها يا أمير.

أمير بإصرار: لازم أفهم منها ده كان بيكلمها ليه؟ أو هي كانت واقفه معاه ليه من الأساس؟
جه يمشي. إسلام حكم قبضة إيده على دراعه...
إسلام بهدوء مصطنع: سيبها، هي أكيد محتاجة تهدى، هي أكيد نفسيتها تعبانة. محتاجة ترتاح، روح شوف مامتك. ماتسيبهاش لوحدها في يوم زي ده.

أمير أخد نفس عميق وإفتكر شوق إللي سابها وده لإنه مكنش مركز معاها هي كان مركز مع سيرين في أغلب الأوقات، إستغفر ربنا في سره على لحظة الشيطان إللي كان فيها وإللي خلته يعمل حاجة مش من طبعه وهو إنه مسك دراعها. دخل القاعة تاني ووراه إسلام إللي بيهز راسه بقلة حيلة من الموقف إللي هو فيه والذي لا يُحسد عليه وفي نفس الوقت مش عارف موضوع الخفاء هيفضل لحد إمتى؟ ده هو بالعافيه قاعد بعيد عن أهله عشان يقدر يتكلم مع أمير بدون مايشك فيه.

إسلام بتنهيدة: أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم.
عمر كان ماسك إيد شوق وبيضغط عليها بقوة بيعبرلها بالمسكة دي عن مدى نفاذ صبره في اللحظة دي وإنه مستحمل لحد ما الحفلة دي تنتهي. بص للساعة بنفاذ صبر...
عمر بضيق: لسه ساعة، كده كتير.
شاور لحد من منسقى الحفل إنه يجيله، وبالفعل الشخص ده جاله وعمر طلب منه إنهاء الفرح، المنسق بصله بإستغراب.
عمر بإستفسار: مستغرب ليه؟ إدخل بالبرنامج الأخير بتاعكم. أو زفونا.

المنسق: حاضر.
عمر أنكج شوق إللي بصتله بإستفسار...
عمر وهو مقرب من ودنها: بلا فرح بلا بتاع هو كتب كتاب حلو أوي، أنا ضيعت وقت كتير هنا، مش كان زماننا في أوضتنا.

شوق وشها إحمر من الخجل وبصت في الأرض وماتكلمتش، عمر بدأ يدور على سيرين بعيونه بس مكنش لاقيها. عقد حواجبه بإستغراب من إختفائها وأخد موبايله من جيبه وبدأ يتصل بيها، كانت بتبكي بره الفندق بشهقات عالية جدا بس سكتت لما سمعت رنة موبايلها. بصت للموبايل لقته باباها. أخدت نفس عميق وحاولت تبين إن صوتها عادي.
سيرين وهي بترد: ألو.
عمر: أيوه ياسيري، إنتي فين ياحبيبتي؟

سيرين: أنا كنت بظبط الميك أب بتاعي بس، وجايه علطول.
عمر: ميك أب إيه وزفت إيه بس دلوقتي؟ لعلمك أنا عديت موضوع الميك أب بتاعك ده عشان ده فرحي ماحبتش أنكد على نفسي.
سيرين ضحكت ضحكة خفيفة من كلامه.
عمر: تعالى يا حبيبتي يلا عشان أسلم عليكي قبل ما أطلع.
سيرين: حاضر.

قامت من مكانها وراحت للحمام تظبط شكلها وبعد ما إتأكدت إنها باقت تمام راحت للقاعة. عيونها جات على أمير إللي بيسلم على شوق، قربت ناحية باباها إللي بيبص لشوق...
سيرين: بابي.
عمر بصلها وضمها لحضنه...
سيرين: هتوحشني يابابي.
عمر وهو بيبوس راسها: مش عايز أبعد عنك، إقعدي معايا في الفندق هنا وإطلعي معانا على شهر العسل.
سيرين بإستفسار: شهر عسل؟
عمر: أوبس! أنا قولتلك على مفاجأتي لشوق.

سيرين بضيق: لا والله؟، وليه ماتقوليش يعني؟ وبعدين موضوع الفستان ده لازم أعرف إنت ليه ماقولتليش؟
عمر: عشان إنتي كنتي معاها طول الوقت. وطبيعي كنتي هتقعي بلسانك.
سيرين بضيق طفولي: طيب يابابي، إللي تشوفه.
عمروهو بيضمها لحضنه: خلاص بقا.
سيرين بتنهيدة: مافيش مشكلة ياحبيبي، كنت بهزر معاك.
عمر: بحب هزارك.
سيرين كانت لسه هتتكلم. أغنية الزفة إشتغلت...

بيت حبيبي، المعازيم كلهم إستغربوا من أغنية الزفة إللي إشتغلت بسرعة والفرح لسه يعتبر في أوله. سيرين ضحكت ضحكة خفيفة على إستعجال عمر...
عمر بضحك: مش هتيجي؟
سيرين: لا مش هاجي، سيبهالك يا عريس.
عمر وهو بيبوس راسها: خدي بالك من نفسك يا حبيبتي.
سيرين: حاضر يابابي.

عمر أنكج شوق وخرج بيها من القاعة وهي محرجة ومكسوفة من الموقف إللي هي فيه ده، سيرين كانت ماشية وراهم وبتحاول على قد ماتقدر تتجاهل وجود أمير معاها في نفس المكان، أمير كان متضايق بسبب الموقف إللي حصل ده وفي نفس الوقت شايف إن مافيش داعي للإعتذار لإنها دمرته قبل كده، سيرين خرجت من القاعة بعد ما عمر وشوق طلعوا لجناحهم إللي عمر حجزه وبعدها خرجت من الفندق. عيونها جات على محمد إللي بيجهز عربيته وإخواته إللي بيركبوا معاه. ماعدا إسلام إللي مشي لوحده، محمد نزل من عربيته وقرب ناحيتها...

محمد: مش هتيجي يلا عشان أوصلك؟
في اللحظة دي أمير خرج من الفندق وعيونه جات على محمد إللي واقف مع سيرين...
سيرين بإبتسامة وهي بتبص لمحمد: حاضر.
راحت مع محمد وركبت العربية جنبه ووراهم كان راكب عصام و وليد إللي كانوا بيناموا، أما إسماعيل كان في عربيته ومراته جنبه وإتحركوا من قدام الفندق، أمير حاول يتحكم في غضبه بسبب تصرفاتها إللي هتجننه. قرر إنه لازم يمشي ويروح عشان يرتاح من تعب اليوم كله.

عمر دخل الجناح وهو ماسك إيد شوق إللي بتبص في الأرض بتوتر وخجل شديد. قفل الباب وشوق إتنفضت في مكانها.
عمر: في إيه؟ إهدي.
شوق بإرتعاش: طيب.
عمر لاحظ توترها وإرتعاشها قرر يهديها.
عمر وهو بيبص في عيونها: مالك فيكي إيه؟
شوق بتوتر وهي مش بتبص في عيونه: لا مافيش.
عمر وهو بيمسك وشها بين إيديه وبيبص في عيونها: إنتي خايفة مني؟
شوق: أنا ماقدرش اخاف منك، يستحيل يكون مصدر الأمان بتاعي هو مصدر الخوف.

عمر بإبتسامة وهو بيبص لهيئتها: إيه الجمال ده يا شوق؟
إرتبكت وإتحرجت جدا.
عمر: أنا آسف عشان ماكلمتكيش الفترة إللي فاتت دي.
شوق بصتله بإستفسار: ليه ماكلمتنيش؟
عمر: عشان كان جوايا كلام كتير كنت عايز أعبرلك عنه بشكل تاني.
شوق بإستفسار وهي بتبص في عيونه: وإيه هو الكلام ده ياعمر؟
عمر بضحكة خفيفة: ده كلام يطول شرحه، تعالى ورايا.
مسكها من إيدها ووقفها قدام المرايه وهو سند بدقنه على كتفها...
عمر: فاكره؟

شوق كانت لسه هتتكلم...
عمر وهو بيكمل: فاكرة لما طلبتي مني إني أقفلك سوستة الفستان إللي كنتي لابساه يوم فرح إسماعيل؟
شوق هزت راسها. عمر باسها من خدها...
عمر: فاكرة أنا قولتلك إيه يومها؟
إرتعشت لما حست إنه بيفتح سوسته الفستان...
عمر بحزن كبير في عيونه: عقبال أما أفتح سوستة فستان الفرح.

شوق لفت وبصتله بحزن وماتكلمتش، عمر بدأ يفك طرحتها إللي كانت سهله بالنسباله إنه يفكها. أول أما الطرحة إتشالت من على راسها. شعرها الأسود المختلط بالشعر الأبيض نزل على أكتافها، عمر بدأ يشم في شعرها وده لإن ريحتها إدمان بالنسباله، عيونه جات على شعرها الأبيض دمعه نزلت من عيونه غصب عنه...
عمر: أنا آسف على السنين دي كلها.
شوق وهي بتمسح دموعه: ماتتأسفش ياعمر، ده مكنش بإيدينا، كله نصيب.

مسك وشها بين إيديه ووهو بيبص في عيونها وبعدها عيونه جات على شفايفها، قرب منها بهدوء وبدأ يبوسها برقة وشغف، شوق في البداية إتوترت بس برقة عمر معاها قدرت تغيب في عالم تاني، الإتنين عبروا لبعض عن شوقهم بمختلف الطرق، شوق 28 سنة عدت عليهم، إتعوضت بليلة واحدة. ليلة كلها لهفة وحب وعشق كبير، حب عمره مايتكرر ولا هيتكرر. وأخيرًا إجتمع الحبيبان.
دي ليلة حب حلوة
بألف ليلة وليلة، ألف ليلة وليلة، ألف ليلة وليلة.

ألف ليلة وليلة، ألف ليلة وليلة، ألف ليلة وليلة
بكل العمر هو العمر إيه غير ليلة
زي الليلة، زي الليلة، الليلة زي الليلة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة