قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل الرابع عشر

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل الرابع عشر

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل الرابع عشر

بعد مرور فترة بسيطة.
سيرين وصلت الشركة وراحت لأوضة المكتب بتاعها هي وأمير، بس إستغربت تأخيره، فتحت الموبايل بتاعها ولسه هتتصل عليه لقته بيتصل عليها...
سيرين بإبتسامة وهي بترد: صباح ال،
أمير وهو بيقاطعها: صباح النور، معلش يا سيرين محتاجك في خدمة.
سيرين: أكيد يا أمير، إتفضل.
أمير إتنهد بحزن وعيونه جات على شوق إللى بتبص قدامها بتعب وشرود ومعاها ممرضة بتديلها حقنة في دراعها...

أمير: عايزك تبلغى أستاذ بشير إنى مش هعرف أجى النهاردة.
سيرين بقلق: ليه في إيه؟ إنت كويس؟ شوق كويسه؟
أمير بتنهيدة: إحنا بخير الحمدلله، بس أنا محتاج الأجازة دى ضرورى، معلش هضطر أقفل دلوقتى، يلا مع السلامة.
قفل المكالمة بسرعة وراح لشوق إللى ثابته في مكانها مابتتحركش.
أمير للممرضة: طمنينى عليها يا آنسة أسماء.
أسماء: هى خلاص باقت كويسه الحمدلله، بلاش تخليها تضغط على نفسها لإن حضرتك شايف هي تعبت إزاى.

أمير: حاضر.
أسماء لشوق: حمدالله على سلامتك يا طنط وماما بتقولك ألف سلامة.
شوق بصتلها بتعب وإتكلمت بصوت مبحوح: الله يسلمك، سلميلى عليها كتير.
أسماء: يوصل يا طنط إن شاء الله، بصت للطفل الصغير إللى قاعد على جنب يلا يا شريف.
شريف بصوت طفولى: حاضر يا أبله.
مسكته من إيده وخرجوا من الأوضة وأمير خرج وراهم يوصلهم، وبعدها خرجوا من الشقة، إتنهد وراح لأوضة شوق وقعد جنبها وضمها لحضنه...

أمير: كده يا شوق؟ تخضينى عليكى وتخلينى أروح لطنط شيرين جارتنا وأجر بنتها ورايا عشان تفوقك، بلاش توجعى قلبى عليكى تانى عشان خاطرى.
شوق كانت محرجة ومرتبكة بسبب إنها إفتكرت كلامها لما قامت من النوم، وإسم عمر إللى إتذكر قدام إبنها.
بِعِدت عنه وبصتله بإحراج وتعب.
شوق: ممكن ماتسألنيش في حاجة عن إللى أنا قولته لما صحيت؟
أمير بإستعباط: وإنتى قولتى إيه يا شوق لما صحيتى من النوم؟

شوق بصت لكل حاجة حواليها ماعدا هو، ودمعة نزلت من عيونها.
شوق بوجع: نطقت إسم عمر.
أمير بمرح وهو بيمسح دموعها: عمر مين؟ النمرة غلط يا عماد.
شوق بصتله وإبتسمتله وهي بتبكى و ده لإنها فهمت إنه مش حابب يضغط عليها...
أمير: بقولك إيه؟ هتفضلى تعيطيلى كده؟ مش لازم نستغل أجازتى ولا إنتى إيه رأيك؟
شوق: إنت ليه أخدت أجازة؟ روح شغلك يابنى أنا بقيت كويسه الحمدلله.

أمير: لا طبعا ماينفعش، يلا تعالى أغسلك وشك القمر ده، وغيرى هدومك عشان أخرجك أحلى خروجة.
باسها من راسها.
شوق: حاضر.
أمير: هروح أغير هدومى بقا.
قام من مكانه وخرج من الأوضة تحت عيونها الحزينة، سيرين إتنهدت بعد ما أمير قفل معاها وقعدت على كرسى المكتب وهنا جه في بالها فكرة. طلبت حد من تليفون المكتب.
سيرين بجدية: أ/ بشير، ممكن تجبلى حسابات الشركة كلها.
بشير بإستغراب: وأمير؟

سيرين بتنهيدة: أمير طلب أجازة النهاردة، ممكن تجيبهملى.
بشير: أوك تمام هيكونوا عند حضرتك.
قفلت المكالمة أخدت نفس عميق وبصت لمكتب أمير الفارغ.
سيرين: سورى يا أمير.
بصت قدامها بشرود وفي نفس الوقت بتفكر في كذا حاجة، فاقت لما سمعت صوت خبط على الباب.
سيرين: إتفضل.
بشير دخل ومعاه ملفات كتير وقدمهم لسيرين وفضل واقف في مكانه...
سيرين: إتفضل إقعد يا أونكل مايصحش تفضل واقف كده.

بشير بإبتسامة تظهر تجاعيد وجهه: لازم أحترم صاحبة الشركة.
سيرين بتنهيدة وهي بتبصله: وبعدين معاك يا أونكل؟
بشير بضحكة خفيفة: بهزر معاكى يا بنتى.
بشير قعد وسيرين فضلت تقلب في الدفاتر.
سيرين بإنشغال: كنت محتاجة أتناقش مع حضرتك في موضوع.
بشير: أكيد إتفضلى.
سيرين وهي بتبصله: كنت عايزة أطلب من حضرتك طلب ممكن؟
بشير: أكيد يا بنتى إتفضلى.
سيرين: المكافأة بتاعة أ/ أمير، هتتصرف إمتى؟

بشير: معروف إنه بعد مايخلص شرح البرنامج هخلى الحسابات تصرفهاله.
سيرين رجعت في كرسيها لورا وبصت لبشير بتفكير.
بشير بإستفسار: خير في حاجة يابنتى؟
سيرين بإستفسار: هى ماينفعش تتصرفله بدرى؟
بشير بحيرة: معتقدش، لازم يصدر قرار رسمى بحاجة تخص كده، مش هعمل حاجة من نفسى.
سيرين رفعتله حاجبها وإبتسمتله...
بشير بضحكة خفيفة: نسيت، خلاص تمام هتتصرفله.
سيرين: شكرا يا أونكل.
بشير: العفو يابنتى.

كان لسه هيقوم من مكانه رجع قعد تاني...
بشير بإستفسار: لحد إمتى؟
سيرين: لحد إمتى إيه؟
بشير: لحد إمتى هتفضلى سيرين المتدربة إللى جايه بواسطة مش سيرين رئيسة مجلس الإدارة لشركة O إنتى خلاص بتتدربى أهوه وبقيتى كويسه، هتمسكى المنصب إمتى؟
سيرين بتنهيدة: حضرتك عارف إنى ماقولتش أنا مين في أول مرة عشان أنا مش حابه، وبالنسبة لهمسك المنصب إمتى هيكون بعد التدريب إن شاء الله.
بشير: إن شاء الله بس إزاى مش حابه كده؟

سيرين عيونها جات على مكتب أمير وإتكلمت بإحراج فيه نبرة خجل وحزن.
سيرين: مش عايزة أخسر حد.
بشير: مش فاهم؟

سيرين وهي بتبصله: حضرتك عارف يا أونكل إنى مابحبش أسلوب المعاملة الخاصة، أنا جيت هنا عشان أحس إنى زيي زي الكل، مش عايزة أعيش في إحساس إن الكل بيبصلى بنظرة شايفيني فيها عاليه ومغرورة ومتكبرة وإن مش أى حد يبقى صديق ليا، أنا أبسط مما يتخيلوا، أنا لو كنت جيت وعرفت نفسى في الشركة على أساس إنى صاحبة الشركة أو أيًا يكن يعنى، الناس هتعاملنى معاملة مميزة مش هيبقى ليا أصحاب مش هيبقى ليا حد، في حين إنى لما جيت كسيرين المتدربة بصت لمكتب أمير تانى حسيت إنى وسط أهلى، أى نعم في البداية حصلت أمور صعبة شوية بس إتحلت خلاص، بقيت مرتاحة نفسيا وبقا عندى أصحاب كمان.

ضحكت ضحكة خفيفة لما إفتكرت شوق وبصت لبشير إللى بيبصلها بتركيز...
سيرين بإبتسامة: ده المقصود من الإختيار إللى انا إختارته.
بشير: أتمنى تكونى إختارتى صح، بس خلى بالك الحقيقة مسيرها تنكشف في يوم من الأيام وساعتها ماتلوميش غير نفسك يا سيري.
سيرين بتنهيدة: عارفة يا أونكل، بس للأسف أنا مش عاملة حساب اليوم ده، أنا سايباها تيجى زى ماتيجى، المهم إنى أفرح وما أحسش إنى متكتفه.

بشير: أوك يا حبيبتى، بالتوفيق. أستأذن أنا.
سيرين: إذنك معاك يا أونكل، إتفضل.
بشير خرج من المكتب وسيرين إتنهدت وبصت لمكتب أمير بحزن.
سيرين: سورى يا أمير، بس أنا كنت عايزة معاملة مختلفة.
إبتسمت إبتسامة حزينة ورجعت ركزت في الملفات إللى في إيديها...
فى بيت شوق: كانت بتصلى بخشوع وفي نفس الوقت دموعها بتنزل في صمت وبعد ما سلمت من الصلاة سجدت وإنهارت من البكاء.

شوق ببكاء: يا رب إرحمه وإغفرله وأسكنه فسيح جناتك وصبرنى على فراقه، يا رب أنا تعبت إدينى القوة في إنى أفضل متماسكة في غيابه وأجبر بخاطرى أنا ماليش غيرك، اللهم ارضني و راضيني وارضى عني، اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد.
إتنهدت بإرتياح ولسه جايه تقوم إتفاجأت بأمير واقف عند باب الأوضة، إتحرجت ومش عارفة تقول إيه وده لإنها مش عارفه هو دخل عليها إمتى...

أمير بإبتسامة وهو ملاحظ إحراجها: معلش ياست الكل خضيتك أنا بس كنت بشوفك جهزتى ولا لا ولسه داخل حالًا، بس إنتى شكلك جاهزة، يلا نمشى؟
شوق بإبتسامة: حاضر.
طبقت المصلية وأخدت شنطتها إللى على السرير وخرجت من أوضتها.
أمير: ماما إوعى تكونى مادعيتليش؟
شوق وهي بتبصتله بعيونها الحمراء بسبب البكاء: ماتقلقش إنت دايما ليك نصيب أكبر من أى شئ في دعائى، إنت روحى وحبيب قلبى.

أمير إبتسم وهو بيبصلها وإتكلم بينه وبين نفسه.
أمير: كان نفسى بجد أكون فعلا ليا نصيب كبير بس أنا عارف مين إللى له النصيب الأكبر.
مدلها دراعه وهي أنكجته وخرجوا من الشقة، بمرور الوقت. كانوا بيتمشوا هما الإتنين على الكورنيش وشوق كانت بتبص لكل حاجة حواليها وبتفتكر ذكرياتها مع عمر لما ركبوا المركب مع بعض. فاقت على صوت أمير...
أمير: ها، قوليلى بقا نفسك في إيه؟

شوق بإبتسامة: مش عايزة حاجة يا حبيبى، ربنا يباركلى فيك.
أمير: بقولك إيه أنا مش مخرجك عشان نتمشى، قوليلى نفسك في إيه؟ قوليلي أى حاجة إن شاء الله حتى لو عايزة لبان سمارة أنا مش هعترض أطلبى وأنا أنفذ.
شوق بضحكة خفيفة: فلنفرض إنى عايزة حاجة، هتجيب فلوس منين يا أستاذ إنت مش معاك غير مبلغ بسيط في جيبك وإحنا لسه في أول الشهر، خليهم لفلوس مواصلاتك.

أمير: ماتشيليش هم الفلوس ياشوق ربنا بيرزق، مش أنا صح ولا إيه؟
شوق: أصل،
أمير وهو بيقاطعها: من غير أصل ولا فصل، يلا قولى بقا نفسك في إيه وأنا هجيبهولك لحد عندك؟
شوق إتنهدت بإستسلام وفضلت تفكر كتير لحد ما جه على مناخيرها ريحة أكلة معينة كانت بتحبها زمان بدأت تدور بعيونها على مكان الريحة لحد ماعيونها جات على عربية كبدة وكفته، إبتسمت إبتسامة حزينة.
شوق: عايزة آكل هناك.

أمير وهو ملاحظ المكان: غريبة أول مرة تاكلى من بره البيت، ده إنتى دايما مديانى مرشح في إن أكل البيت صحى ومعروف هو بيتعمل إزاى، لكن أكل بره دايمًا بتقولى إنه مضر ومش معروف مصدره إيه.
شوق بإبتسامة وهي بتبصله: مش إنت قولت أنا نفسى في إيه؟ يبقى نفذلى طلبى وإنت ساكت.
أمير بإبتسامة وتفهم: ماشى ياشوق.
مسكها من إيدها وراحوا عند عربية الكبدة...
أمير بإبتسامة: قوليلى بقا عايزة إيه؟

شوق بصت لأمير في اللحظة دى وشافت قدامها عمر وده لإنه سألها نفس السؤال في نفس الموقف.
منذ سنوات عديدة مضت: كان واقف مستنيها قدام المدرسة كالعادة لحد ما خرجت وجريت بسرعة نحيته وأول اما وصلتله دخلت في حضنه...
عمر وهو بيضمها بشدة: وحشتينى.
شوق بحماس وهي بتبصله: وإنت كمان ياعمر وحشتنى أوى أوى أوى.
عمر بإستغراب من حماسها: مالك متحمسة كده ليه؟
شوق برجاء: هو أنا ممكن أطلب طلب وعشان خاطرى ماترفضوش.

عمر بإستغراب أكتر: إطلبى ياشوق.
شوق: ممكن مانروحش النهاردة على مكاننا ونتمشى شويه، عايزة نغير جو شويه.
عمر بإبتسامة: بس كده؟ خلاص مافيش مشكلة يلا نتمشى شوية.
شوق فرحت وهو ضحك ومسك إيدها وبدأوا يتمشوا لحد ما شوق وقفت في مكانها وبدأت تشم حاجة...
عمر بإستفسار: فى إيه؟
شوق وهي بتبصله: هاه؟ لا مافيش، يلا نكمل.
كانت لسه هتمشى عمر مسك إيدها.
عمر بتكرار: فى إيه مالك؟ مش هكرر كلامى.

شوق شاورتله براسها وبإحراج شديد على المكان إللى جايه منه الريحة، عمر عيونه جات على عربية كبدة وكفته وبعدها بصلها.
عمر: شوق إنتى مكسوفة منى؟
بصت في الأرض بإحراج شديد، مسك دقنها وخلاها تبص في عيونه.
عمر: بعد كده لما يبقى نفسك في حاجة قوليلى عليها، يلا بينا.
مسابش ليها أى فرصة في إنها تتكلم وراحوا عند عربية الكبدة، عمر بإبتسامة: قوليلى بقا عايزة إيه؟

شوق بإرتباك: هو أنا معرفش طعمهم عامل إزاى لإنى أول مره آكل بره البيت، بس ريحة الأكل حلوة ونفسى أجربهم أوى.
عمر: عندك الأكل أهوه أطلبى إللى ييجى في بالك.
شوق: عايزة من كل نوع سندوتش واحد.
عمر بتأكيد: متأكدة؟ يعنى مش عايزة زيادة؟
شوق وهي بتهز راسها: اه متأكدة، أنا بس عايزة أجربه.
عمر بإبتسامة: ماشى يا حبيبتى، شويه وراجعلك خليكى هنا.

هزت راسها بالموافقه وعمر راح وقف بعيد شويه عن العربية وبدأ يدور على الفلوس إللى في جيبه لحد مالقى مبلغ بسيط جدا، يادوب يكفى طلب شوق ومش هيقدر يطلب لنفسه وهو أصلا جعان، إتنهد بحزن وبعدها إبتسم إبتسامة مصطنعه عشان متاخدش بالها من أى حاجة، راح لعربية الكبدة وطلب إللى هي كانت عايزاه ومطلبش لنفسه وشوق إستغربت ده لإنها إتعودت إنهم ياكلوا مع بعض. عمر حاسب الشاب على السندوتشات وقدمهم لشوق.

عمر: يلا كلى يا حبيبتى.
شوق بإستفسار: عمر، إنت ماطلبتش لنفسك ليه؟
عمر بإبتسامة: مش جعان ياشوق، لسه واكل كتير قبل ما أجيلك، يلا كُلى وإتغذى.
شوق: حاضر.
أخدت منه السندوتشات بس فضلت بصالهم.
عمر: فى إيه؟
شوق بإرتباك: أنا مابعرفش آكل لوحدى، وإنت عارف ده كويس، إتعودت إن ماما وبابا ياكلوا معايا، وإتعودت إنى أفطر معاك دايمًا مابعرفش آكل لوحدى خالص، ممكن تاكل معايا؟
عمر: مش جعان كُلى وإتغذى.

شوق: الموضوع مالهوش دعوة بإنك جعان ولا لا، أنا مش بعرف آكل لوحدي يا عمر، أنا إتعودت إننا ناكل مع بعض، عشان خاطرى كُل معايا.
عمر بتنهيدة: ماشى.
إبتسمتله بفرحة وقسمت السندوتشات بينهم بالتساوي وقدمتله نصيبه، أخده منها بإحراج خافى وبدأوا ياكلوا.
شوق بفرحة: طعمه حلو أوى.
عمر وهو مركز في أكله بسبب جوعه الشديد: مممممم، فعلا طعمه حلو.
شوق: عمر.
إنتبهلها وبص في عيونها.
شوق بإبتسامة حب: أنا بحبك أوى ياعمر.

عمر وهو بيقرص خدودها: وأنا بموت فيكى يا روح عمر.
فى الوقت الحالى: دموعها كانت بتنزل في صمت وإتكلمت بهمس مسموع إلى حد ما...
شوق بشرود: لو كنت أعرف إن مكنش معاك فلوس يومها مكنش زمانى طلبت حاجة.
أمير وهو مديلها ظهره وبيشوف الأصناف الموجودة: يا شوق قولتلك معايا فلوس، يلا قولى عايزة إيه؟
فاقت من إللى هي فيه وبصت لأمير بعدم إستيعاب ولسه جايه تمسح دموعها.
أمير وهو بيبصلها: ساكته لي، إنتى بتعيطى ليه؟!

مسحت دموعها بسرعة.
شوق: لا مش بعيط في حاجة دخلت في عينى بس.
أمير: إنتى شايفانى عبيط صح؟
شوق بتأفف وهي بتتهرب منه: بقولك إيه هتفضل ترغى كده كتير؟، أنا جعانه إنت نسيت إنى مافطرتش؟
أمير: ده على أساس إنى فطرت أنا كمان، وبعدين هو في حد يفطر كبدة وكفته والكلام ده؟
شوق: ريحة الأكل حلوة وعايزة أجرب.
أمير بتنهيدة: ماشى ياشوق، قولى بقا هتطلبى إيه؟
شوق بتفكير: واحد وواحد.
أمير: بس كده؟

شوق: اه بس خليه يتوصى يعنى يملى السندوتش على الآخر كده.
أمير: ماشى.
شوق: إنت هتطلب إيه؟
أمير بتنهيدة: هطلب زيك.
شوق: ماشى يلا إطلب وأنا هقعد على الكرسى إللى هناك ده لحد ماتخلص.
أمير: حاضر.

راحت قعدت على كرسى بعيد شوية عن العربية وأمير بدأ يطلب الأكل إللى هما عايزينه. طول الوقت أمير كان بيحاول يخرج شوق من إللى هي فيه وبيحاول يفرحها بأى حاجه، جابلها أيس كريم بعد ما خلصوا أكل، وبعدها أمير أخدها وراحوا سينما من 12 ل 3 وإتفرجوا على فيلم كوميدي وضحكوا كتير هما الإتنين وأمير كان مركز في ضحكة مامته وبيدعى ربنا إن ضحكتها تفضل دايمًا منوره وشها، اليوم عدا برخامة شوق إللى بتحاول تداري حزنها عن إبنها عشان مايزعلش عليها لكنه عارف مامته كويس أكتر من روحه، كان بيهزر معاها بأى طريقة عشان يخليها تضحك وبالفعل كانت بتضحك بنفس صافية كفايه إن إبنها إللى مالهاش غيره بعد ربنا موجود معاها، مش عايزه غيره من الدنيا دى...

فى المساء: دخلوا الشقة وأمير كان تعبان من مشوار اليوم كله...
شوق وهي بتبصله: يلا ياحبيبى إدخل خد شاور على السريع كده على ما أحضر العشاء.
أمير: إنتى ماتعبتيش ياشوق؟ إحنا بره طول اليوم؟
شوق: ربنا يدينى الصحة عشان أقدر أنفذلك طلباتك، يلا روح شوف هتعمل إيه وأنا هجهز العشاء وهاخد شاور بعدك.
أمير: ماشى يا حبيبتى.

دخل أوضته عشان ياخد هدومه وبالفعل أخدها وأخد المحفظة من بنطلونه وبدأ يحسب الفلوس إللى معاه، إتنهد بحزن لما لقاها فلوس قليلة ومش هيعرف يكمل بيها يومين...
أمير لنفسه: مافيش مشكلة، المهم إنها فرحت.

شوق راحت للمطبخ وبدأت تجهز الأأصناف إللى هياكلوها، بعد مرور فترة بسيطة، كانوا قاعدين جنب بعض بيتفرجوا على التليفزيون، شوق جه على بالها سيرين وقررت تتصل بيها عشان تتطمن عليها مسكت الموبايل بتاعها وبدأت تتصل بيها، الخط إتفتح.
شوق: السلام عليكم.
سيرين بإنشغال وهي بتفتح اللاب توب: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وحشانى ياشوق أخبارك إيه؟

شوق: أنا بخير الحمدلله على كل حال، وإنتى كمان وحشانى جدا طمنينى عليكى أخبارك إيه؟
سيرين بتنهيدة وهي بتفتح إسم مستخدم من على اللاب بتاعها: أنا بخير الحمدلله ياحبيبتى.
شوق: آسفة على إزعاجك بصت لأمير إللى منتبه ليها بس عامل نفسه مش مهتم بس حبيت أتطمن عليكى.
سيرين: ماتقوليش كده مافيهاش إزعاج ولا حاجة يا شوق، سؤالك ده عندى بالدنيا كلها.
شوق: مممممممممم، ماشى قوليلى بقا بتعملى إيه؟

سيرين وهي بتفتح الإيميلات: مش بعمل أى حاجة يا شوق خالص، قاعدة فاضية أهوه، تعرفى إن نفسى أشوفك جدا؟
شوق: وهو أنا لازم أقولك تعاليلى؟ البيت بيتك يا سيرين، تعالى في الوقت إللى إنتى عايزاه يا حبيبتى.
سيرين بتثاؤب: حاضر يا شوق.
شوق: مالك ياحبيبتى؟
أمير ركز أكتر...
سيرين: مافيش حاجة يا شوق، هو شوية إرهاق ومحتاجة أنام.
شوق: ماتضغطيش على نفسك ياحبيبتى، ربنا يكون في عونك.
سيرين: يا رب.

شوق: أسيبك دلوقتى ونامى ياحبيبتى وريحى، وإن شاء الله هكلمك بكرة أطمن عليكى كمان كملت بمرح لو افيهاش رخامة يعنى.
سيرين بضحكة خفيفة: ههههههههههه، يا سلام؟ ده أنا بفرح جدا لما بتتصلى بيا ياشوق، تقريبا كده صفصفت عليكى إنتى وبابى في السؤال عنى، أنا ماليش حد غيركم أصلا و،
كانت هتقول وأمير كمان بس حست بالخجل الشديد وسكتت ماكملتش.

شوق برخامة وهي بتبص لأمير: طبعا مالكيش غيري أنا وأبوكي، ربنا يباركلك في عمره ياحبيبتى ويفرح بيكى قرييييييب أوى، حطى مليون خط تحت كلمة قريب دى.
سيرين بنعاس: ههههههههههههههههه، حاضر يا شوق، آمين.
شوق: أسيبك بقا، تصبحى على خير ياحبيبتى.
سيرين: وإنتى من أهل الخير يا شوق.
قفلوا مع بعض وأمير عمل نفسه بيبص في موبايله.
شوق: ربنا يكون في عونها شكلها تعبت كتير في حياتها.

أمير بلا مبالاة مصطنعة وفي نفس الوقت حاسس بفضول كبير نحيتها: أه أكيد ربنا معاها.
شوق سكتت شويه وأمير مستنيها تقول هي مالها، كانت لسه هتقوم...
أمير بإستفسار مع إرتباك: هى كان مالها؟ فيها حاجة؟
شوق وهي بتبصله: هى كويسة الحمدلله بس مرهقة شوية، قولتلها إنها ماينفعش تضغط على نفسها ولازم ترتاح زى مانت سمعت، عيب يا أمير خف عليها شويه في الشغل دى لسه بتتدرب.

أمير: أعمل إيه ياشوق؟، هي بتبقى عايزة تشتغل في كذا حاجة وأنا حابب إصرارها فبشوف مجهودها عامل إزاى.
شوق بتنهيدة: معلش يا حبيبى خليك خفيف عليها شويه.
أمير: إن شاء الله.
شوق كانت لسه هتتكلم. أمير إنتبه لرسالة جات على موبايله خاصة بالإيميل. فتحها بسرعة من على موبايله وبدأ يقرأها في صمت، شوق كانت ملاحظة فرحته وهو بيقرأ...
شوق: فى إيه يابنى؟
أمير بإبتسامة: ده صاحب الشركة باعتلى رسالة.
شوق: إيه هى؟

أمير بدأ يقرأ بصوت مسموع...
إزيك يا أمير أخبارك إيه؟ بتمنى إنك تكون بخير. برجاء التوجه غدا لقسم الحسابات لإستلام مكافأة تدريبك لزملائك بالشركة وأشكرك لمجهودك العظيم، وأتمنى منك تقديم الأفضل فيما هو قادم.
أمير كمل بإستغراب وفرحة في نفس الوقت: بس غريبة ده صرفهالى بدرى.
شوق: رزق ربنا يابنى، في حد يقول للرزق لا؟ ربنا يرزقك ياحبيبى كمان وكمان، يلا إشكره.
أمير: حاضر.
أمير فتح شاشة الرد من موبايله وبدأ يرد.

أنا مش عارف أقول إيه لحضرتك، بس شكرا ليك إنك صرفتهالى بدرى، وأكيد هقدم أفضل ماعندى الفترة الجاية.
سيرين كانت بتفرد جسمها على السرير واللاب قدامها كإنها مستنية الرد وبالفعل الرد جالها بسرعة...
أنا مش عارف أقول إيه لحضرتك، بس شكرا ليك إنك صرفتهالى بدرى، وأكيد هقدم أفضل ماعندى الفترة الجاية.
سيرين إبتسمت إبتسامة خفيفة وبدأت تكتب الرد.

العفو يا إبنى ده مجهودك وحقك، وأنا متوقع منك الأفضل يا أمير، بالتوفيق يابنى إنت وكل إللى زيك.
بعتتله الرد وضحكت بصوت غليظ نوعا ما كإنها بتقلد صوت راجل.
سيرين: هاهاها، بدأت تكح كحكحكح، أه يا حنجرتى.
وصلها الرد بسرعة...
وإن شاء الله هتلاقينى عند حسن ظن حضرتك.
سيرين بإبتسامة وهي بتبص للشاشة: بالتوفيق يا أمير.

إتنهدت بإرتياح وقفلت اللاب، عيونها جات على الموبايل فتحته وبصت للساعة وحست بنعاس شديد. عيونها جات على الملفات إللى على مكتبها في الأوضة إتنهدت بتعب.
سيرين: أنا إللى جبته لنفسى، أنا إللى صممت وجبت لنفسى المرمطة دي، بس لا أنا استرونج إندبندت وومان اه، بس أأجلها لبكره بقا، عشان دلوقتىكملت بتثاؤب أنا سيرين الدلوعة.

فردت ظهرها على السرير وبصت لسقف أوضتها بشرود، بس إتعدلت كإنها إفتكرت حاجة، فتحت موبايلها وبدأت تبعت تسجيل صوتى بصوت مرهق على الواتس آب باللغة الإنجليزية.
سيرين بنعاس: إشتقت إليك أبى.

بعتت التسجيل وبعدها خرجت من المحادثة. وجه على بالها أمير وقررت تشوف هو فاتح ولا لا. دخلت على المحادثة الفارغة بينهم ولقته أونلاين، في نفس التوقيت. أمير كان بيبص للمحادثة الفارغة بينه وبين سيرين، برق لما لقاها أونلاين وحس إنه متوتر ومش عارف إيه السبب، ومش فاهم ليه حاسس إنها مسئولة منه على الرغم إنه مايعرفهاش غير من فترة بسيطة، لكن كلام شوق خلاه يقلق عليها ويحس بمسئولية أكبر نحيتها، قرر إنه لازم يطمن عليها، أخد نفس عميق وبدأ يكتب بتوتر، سيرين رمت الموبايل من إيدها بفزع لما لقت إنه بيكتبلها رسالة، حست إنه كشفها، سمعت صوت وصول رسالة، فتحتها بإرتباك بشديد...

أمير: مساء الخير.
بدأت تكتب بإيدين مرتعشه.
سيرين: مساء النور.
أمير كان محتار يكتب إيه فكان كل شوية يكتب حاجة ويمسحها وسيرين لاحظت ده قررت إنها تبدأ...
سيرين: ممكن أعرف ماجيتش ليه؟
إتنهد وبدأ يرد.
أمير: حصلي ظرف وماقدرتش أجي، المهم إنك ماتكونيش خربتى الدنيا في غيابى في الشغل.
سيرين: ماقدرش أعمل حاجة من غير إذنك يامستر أمير: D.
أمير: حلوه مستر دى، بس بلاش تقوليها تانى، مش حلوة منك.
سيرين: ليه بقا؟: D.

أمير كتب بإحراج: عشان مافيش بينا الكلام ده، غير الموضوع وبعدين إيه الإيموشن ده؟ إنتى لازقاه في كل سطر بتقوليه؟!
سيرين ضحكت وبدأت تكتب.
سيرين: حلوة لازقاه دى، إيموشنات ضحك أنا بغير في الإيموشنات وبعدين إنت مابتكتبش ليه من غير إيموشن؟
أمير: ماليش في كلامكم ده.
سيرين: ممممممممم, أوك.
أمير قعد على سريره ومحتار يكتب إيه، قرر يكتب إللى ييجى في باله وخلاص وزى ماتيجى...
أمير: عملتى إيه في يومك؟

سيرين: ولا أى حاجة، أ/أمير إللى بيدربنى كان أجازة النهاردة، تقريبا قعدت ألعب شوية وإشتغلت شوية.
أمير: كويس برده، إرتاحى ماترهقيش نفسك، إنتى لسه في البداية.
سيرين إبتسمت وبدأت تكتب: شوق بتعمل إيه؟
أمير: شوق سابتنى ودخلت تنام، صحيح.
سيرين: إيه؟
أمير: صاحب الشركة كلمنى وقالى أصرف مكافأتى بكرة.
سيرين إبتسمت.
سيرين: مبروك يا أمير إنت تستاهل أكتر من كده بكتير، أنا بجد مبسوطه عشانك.
أمير: شكرا يا سيرين.

سيرين: العفو على إيه بس؟
أمير سكت وبص كتير لرسالتها أنا بجد مبسوطه عشانك. وبدأ يسجل تسجيل صوتى. سيرين إتنفضت في مكانها لما لقته بيسجل وإتوترت أكتر...

أمير: بشكرك عشان إنتى بتدعمينى، أو بمعنى أصح في حد في حياتى بيدعمنى غير شوق، مبسوط إن في حد مقدر مجهودى وكل إللى بعمله، مكنش في غير شوق ودلوقتى جيتى إنتى، كنت متوقع إن شوق بتدعمنى لمجرد إنى إبنها وطبيعى لازم تشجعه وتشوف كل حاجة هو بيعملها صح أى نعم كان في حاجات بتقولى غلط ماينفعش، بس دعمها الزائد ليا كان بيحسسنى إنها بتعمل كده عشان أنا إبنها وخلاص.
سيرين سمعت التسجيل الصوتى وبدأت تسجل هي كمان.

سيرين بخجل وإحراج: شوق عندها حق، هي شايفة فيك حاجة كبيرة وإنت تستحق أكتر من كده بكتير، ثق في نفسك أكتر من كده، بلاش تخلى كل إللى حواليك يهزوا ثقتك في نفسك.
أمير رد من غير مايحس: أنا كنت واثق في نفسى لحد مانتي جيتي، من بعدها مش عارف إيه إللى حصل.
بعت التسجيل وسكت شوية وبعدها برّق لإنه إستوعب الكلام إللى قاله ولسه جاى يمسح التسجيل سيرين سمعته، ضرب مقدمة رأسه بكف إيده بتأفف.
سيرين: مش فاهمة.

أمير كتب: ماتركزيش.
سيرين إتنهدت وماحبتش تتكلم في الموضوع أكتر لإنها مش حابه تحرج، بس مصممة إنها لازم تفهم منه لما تشوفه حتى لو هتعرف منه بدون ما ياخد باله...
سيرين بدأت تسجل: أنا كمان مكنش ليا غير بابى إللى بيدعمنى، بس بيدعمنى في الدلع ضحكت ضحكة خفيفة.

أمير كتب بخجل واضح لدرجة إن ودانه إحمرت: تعرفى إن نفسى أعرف عنك أكتر يعنى طفولتك عيشتيها إزاى؟ ليكى أصحاب؟ ولا مالكيش؟ إحنا أصحاب ومعرفش عنك أى حاجة.
سيرين ردت: أنا مكنش ليا أصحاب أصلا، كل إللى كانوا بيعرفونى كانوا بيشوفونى سيرين المغرورة المتكبرة الدلوعة إللى بتجيلها كل حاجة لحد عندها، كملت بحزن كانوا بيبصوا دايما للى في إيدى ومش بيبصوا للى أنا مفتقداه.

أمير سمع التسجيل وبدأ يسجل لما حس بنبرة الحزن إللى في صوتها...
أمير بتنهيدة: إنتى قولتيلى قبل كده إن الناس متساويين بإختلاف القصص والحياة، وإنتى عندك حق، يمكن هما كانوا شايفين عندك حاجة مش عندهم هما، وإنتى شايفه إن عندهم حاجة مش عندك إنتى وهكذا وبرده بيبقى غصب عننا كلنا، يعنى مش بمزاجنا فاهمانى.
سيرين بتنهيدة: فاهماك.
أمير: إحكيلى بقا عن والدك.
سيرين: من نحية إيه؟

أمير: أى حاجة، دوره كان إيه في طفولتك مثلا.
سيرين بإبتسامة: بابى ده بطل حياتى، ضحكت ضحكة خفيفة هحكيلك حاجة، مرة في عيد ميلادى ال 16 ولد زميلى في المدرسة جالى البيت وبابى قابله وسأله عن السبب في إنه جاى ليه يعنى، قاله أنا معجب بسيرى وجاى أطلب منك إننا نخرج سوا ونبقى أصحاب.
بعتت التسجيل ومستنية رد أمير إللى سمعه وحس إن الدم بيغلى في عروقة ومش عارف إيه السبب.
أمير كتب بضيق: وبعدين؟

سيرين سجلت: هو أنا وقتها كنت في أوضتى وبجهز عشان بابى كان هيخرجنى نحتفل في مكان بره، بس سمعت صوت صريخ الولد من فوق وجريت بسرعة لقيت بابى مش موجود وبيجرى وراه عشان يضربه بس لحسن حظ الولد إنه عرف يهرب من بابى، ولما بابى رجعلى حكالى كل حاجة.
أمير فطس من الضحك وقال أحسن أحسن.
أمير سجل: ههههههههههههه، بصراحة عنده حق، ده إيه البجاحة دى؟

سيرين: ده عادى جدا عندنا في أميريكا بس بابى بيتضايق برده، أنا وهو مالناش غير بعض وإتعودنا على وجودنا في حياة بعض بشكل كبير يعنى أنا وهو أصحاب زيك إنت وشوق كده.
أمير: ممممممممم، طب كويس.
كملوا كلامهم مع بعض وماحسوش بالوقت وهو بيعدى وبيمر، سيرين كانت بتحكى عن طفولتها المضحكة، وبيضحكوا هي وأمير مع بعض لحد ما هما الإتنين راحوا في النوم من غير مايحسوا...

بعد مرور أربع ساعات: شوق كانت بتسلم من الصلاة وبدأت تدعى لعمر بالرحمة، وأمير بالتوفيق والرزق، ولسيرين براحة البال ودعت لنفسها في الآخر، وبدأت تقرأ وِردها من القرآن الكريم، بعد مرور فترة بسيطة، راحت أوضة أمير لقته نايم مش معدول والموبايل في إيده إستغربت إنه إتأخر في نومه، فتحت الستاير وبدأت تصحيه.
شوق: أمير.
مردش عليها...
شوق: حبيبى قوم يلا عشان تصلى وتفطر معايا وتلبس وتروح شغلك بسرعة.

كان غرقان في النوم ومش حاسس بأى حاجة...
شوق بزهق: قوم بقا يا أمير كده هتتأخر.
مردش عليها فضلت تفكر تصحيه إزاى، لحد ماقررت.
شوق: يا رب سامحنى.
أخدت مياه من جنبه وبدأت ترميها عليه. أمير إتنفض في مكانه وقام بسرعة وبص بفزع لشوق إللى مبرقاله بصدمة.
أمير وهو بينهج: فى إيه؟
شوق: أمير، فاضل ساعة على الشغل.
أمير بصدمة: يانهار أزرق.

بص للمنبه إللى جنبه لقى إنه إتأخر فعلا، قام من مكانه بسرعة وجرى نحية الدولاب وبدأت ياخد لبس ليه...
شوق: نفسى أفهم إنت ماصحتش بدرى ليه؟
أمير بإنشغال ونعاس: مش عارف، ده حتى ماسمعتش المنبة.
شوق بتنهيدة: حصل خير، خلص بسرعة وأنا هعملك سندوتشات عشان تفطر في شغلك.
أمير: حاضر.

خرجت من الأوضة وبدأت تجهزله فطاره، سيرين كانت نايمة بهدوء ومش حاسه بأى حاجة حواليها بس حست بإرتجاج الموبايل بتاعها إللى موجود جنب راسها. مدت إيدها بنعاس للموبايل وهي نايمة وردت من غير ماتشوف الإسم...
سيرين بنوم: ألو.
والدها بإرتياح: يا الله، لقد قلقت عليكى كثيرا، أرسلت لكى مئات الرسائل على الواتس آب وإتصلت بكى كثيرا ولكنكى لم تجيب، لماذا أنتى نائمة إلى الآن؟

سيرين بنعاس: ماذا تعنى بأننى نائمة إلى الآن؟، ألا يحق للإنسان أن يحظى بنومة هنيئة في هذه الحياة ولو لمرة واحدة يا أبى؟
والدها بمرح: كسولتى العزيزة لا تعيشى هذه الدراما علي، لقد تأخرتى على العمل، قلت لكى إبقى بالبيت ولكنكى عنيدة وكسولة أيضا، يا الله لا أعلم كيف تتحملين الحياة وحدكى هكذا وأنتى تجمعين بين هاتين الشخصيتين.
سيرين فتحت عيونها بصدمة وبصت للساعة، إتنفضت في مكانها وقامت بسرعة...

والدها: سيري؟
سيرين: عذرا يا سيد آنجرى ولكنى يجب أن أغلق الآن سأكلمك لاحقًا أبى.

آنجرى: حسنًا، أنا بإنتظارك ولا تتأخرى لأن وقت نومى مضى عليه ساعة يا فتاة لا تنسى أنه يوجد فرق توقيت كبير بيننا وأنا سهرت لأننى كنت قلقا عليكى ولم أستطع الوصول إليكى، وأريد أن أخبركى أيضًا عن ميليسا الفتاة التي إقترحتها لى مساء أمس، إنها ليست جيدة لم تعجبنى أبدًا، وأشياء كثيرة أريد أن أتحدث بها معكى سيرين، أشياء كثيرة ولا تتهربي مني أبدا.
سيرين بنعاس وهي بتقوم من على سريرها: حسنًا أبى، إلى اللقاء.

آنجرى: إلى اللقاء عزيزتى.
قفلت المكالمة وقامت بسرعة من على سريرها وبدأت تغير هدومها وفي نفس الوقت بتفكر في كلامها هي وأمير وقد إيه هما نسيوا الوقت وهما بيتكلموا، أمير أخد الأكل من شوق حطهم في شنطة شغله وباس راسها...
شوق: ماتنساش تدى لسيرين نصيبها من الفطار ده، أكيد مافيش عندها حد يعملها فطار.
أمير: ماتقلقيش مش هنسى يا شوق، يلا لا إله إلا الله.
شوق: محمدٌ رسول الله.

خرج من الشقة وشوق إتنهدت وبدأت تدعيله وراحت تحضر الفطار لنفسها وفي نفس الوقت بتفكر في ذكرياتها مع عمر إللى عمرها ماتنتهى بالنسبالها، بمرور الوقت، أمير دخل الشركة وراح لقسم الحسابات أولًا وإستلم مكافأته وبعدها راح لمكتبه ملقاش سيرين، قلق عليها ولسه هيتصل بيها لقاها دخلت المكتب وهي لابسه نظارة شمس وماشية بتوهان، ضحك على منظرها...
سيرين بنعاس: إنت السبب، إنتى إللى فضلت ترغى كتير.

أمير بضحكة خفيفة: أنا معترف بكده.
قعدت على كرسى المكتب بتاعها وسندت براسها على المكتب
أمير: سيرين.
سيرين: ممممممممممم.
أمير: سيرين خدى بالك إننا في المكتب.
هزت راسها وكملت نوم.
أمير بإحراج: طب فطرتى طيب؟ أنا معايا فطار قصدى شوق بعتالك فطار.
رفعت راسها من على المكتب وبصتله...
سيرين: بجد؟
أمير بإبتسامة: أه بجد يلا قومى فوقى كده، عشان أنا مدير مش سهل ومش هتساهل معاكى في نومك هنا في المكتب، يلا.

سيرين بتأفف: طيب حاضر.
قامت من مكانها وراحت للحمام وبدأت تفوق نفسها، أمير كان بيبص على مكان خروجها ومش فاهم ليه محتاج يهتم بيها أكتر من كده بس فاق لنفسه وبدأ يجهز الفطار ليه وليها، شوق خلصت لبس ولسه هتخرج من شقتها، لقت زهرة في وشها...
زهرة بإبتسامة: صباح الخير يا طنط.
شوق بتأفف لنفسها: أهو ده إللى ناقص.
شوق لزهرة بإبتسامة مصطنعة: صباح النور يا حبيبتى.

زهرة دخلت الشقة من غير ماتستنى رد شوق في أى حاجة وبدأت تبص حواليها وبعدها بصت لشوق إللى بتبصلها بحذر.
زهرة: هو حضرتك كنتى خارجة ياطنط وأنا جيت عطلتك؟
شوق: لا عادى، خير في حاجة يا حبيبتى؟
زهرة وهي بتبص حواليها: مافيش يا طنط كل خير طبعا، سمعت إنك تعبانة قولت أجى أزورك.
شوق: ااااه، أنا كويسه الحمدلله يا حبيبتى، كتر خيرك.
زهرة: هو أمير مش هنا؟
شوق وهي معقدة حاجبها: ليه السؤال ده؟

زهرة بإرتباك: عادى يعنى يا طنط بسأل عادى، هو فين طيب؟
شوق: أستغفر الله العظيم يا رب، إبنى في شغله.
زهرة: طيب، أنا همشى بقا.
شوق بحزم: إستنى هنا يابنت إنتى، هي وكالة من غير بواب ولا إيه؟
زهرة: مش فاهمة يا طنط تقصدى إيه؟
شوق: مامتك فين؟
زهرة: ماما راحت السوق.
شوق: ومامتك تعرف إنك جايه هنا عشان تسألى عن إبنى؟
زهرة بإرتباك: لا.
شوق: بتسألى عن إبنى ليه يا زهرة؟

زهرة بدأت تفرك في صوابع إيديها بإرتباك: أنا وهو مرتبطين وماتكلمناش بقالنا فترة فقلقت عليه.
شوق برقت بصدمة من كذبها...
زهرة وهي بتتهرب: لما يرجع إبقى خليه يكلمنى يا طنط، يلا سلام.
زهرة خرجت وشوق فضلت واقفة في مكانها مذهولة من معاملتها وطريقة كلامها وبجاحتها بس فاقت لنفسها بسرعة...
شوق: لا حول ولا قوة إلا بالله، لا لازم أتصرف، لازم أنصحها. هكلمها لما أرجع إن شاء الله.

إتنهدت وخرجت من الشقة وبعدها خرجت من البيت...
سيرين: الفطار كان طعمه حلو أوى، إشكرلى شوق جدا وقولها تسلم إيديكى.
أمير: أكيد طبعا هقولها.
هما الإتنين نضفوا المكاتب بتاعتهم وبعدها أمير إتكلم بجدية...
أمير: مش يلا بقا نشوف شغلنا قبل ما أشرح البرنامج؟
سيرين بتنهيدة: يلا بينا.

أمير بدأ يشرحلها طريقة الشغل وأحيانًا كان بيبصلها وهي مش واخده بالها منه ومركزة في الشرح، كان حابب إصرارها في التعلم على الرغم من إنها مش فايقه وعايزة تنام زيه، خلص شرح ليها وبدأوا يشتغلوا مع بعض شويه، شوق كانت ماشيه في شوارع معينه وبتبص قدامها بشرود وحزن، دخلت الحارة إللى إتبنى فيها قصة حبها هي وعمر، عيونها جات على بيتها القديم والشباك إللى كانت دايما بتفتحه لعمر، وبعدها عيونها جات على الدكان إللى عمر كان بينام فيه وإللى كان صغير زمان، ودلوقتى بقا محل عطارة كبير بإسم الحاج إسماعيل وأولاده. قربت لمحل العطارة بس وقفت بعيد شويه، عيونها جات على إسماعيل إللى الشيب غطى على شعر رأسه، ووزنه زاد إلى حد معقول وبيتكلم مع شاب في أواخر الثلاثينيات واقف قدامه.

؟: يابابا أنا قولت لحضرتك ساعدنى في الموضوع ده، أنا قلقان أصلا.
إسماعيل وهو بيضربه ضربه خفيفه على راسه: يا ولد إهمد شويه بقا، ماتزنش على ودانى انا صدعت منك.
؟: أعمل إيه طيب؟ يعنى هتعجبك قعدتى جنبك لما أترفض يوم أما أتقدم للإنسانه إللى بحبها؟
إسماعيل: لا عاش ولا كان إللى يرفض الدكتور محمد إسماعيل عبدالرحيم، إنت مستقل بنفسك وبيا يا ولد ولا إيه؟ ماتقلقش هتصرف.

محمد وهو بيبوس راسه: حبيبى يا حاج، الله يسترك دنيا وآخرة آمين يا رب.
إسماعيل: اللهم آمين، يلا بقا سيبنى أنا صدعت وروح شوف أمك كانت عاوزه إيه، عماله بترن على المحل من الصبح.
محمد: ماشى يا حاج بس بقولك إيه، ماتنساش إللى إتفقنا عليه هاه؟
إسماعيل: غور يا ولد من وشى ده إنت زنان زى أمك كده عيل رخم و،
لمح شوق إللى واقفه بتتفرج عليهم على جنب، برّق ولسه هيروح نحيتها، محمد إتكعبل في شكارة مكرونة...

محمد: اه رجلى.
إسماعيل بصله وإتنهد بضيق...
إسماعيل: يا متخلف خد بالك من نفسك.
رجع بص تانى لمكان شوق لقاها إختفت خرج بسرعة من المحل وبدأ يدور عليها بعيونه حوالين المحل بس مش لاقيها. جرى حاجة بسيطة بس ماقدرش يكمل وبدأ ينهج. محمد جرى وراه وسنده.
محمد بعتاب: بتجرى ليه يابابا؟ إنت ناقص تعب؟ عايز تموتنا ناقصين عمر، مش أنا قولت ممنوع النشاط الزائد عن حده؟
إسماعيل وهو بينهج: إتهيألى إنى شوفت حد.

محمد: تانى يا بابا؟ كل شهر على الحال ده، تجرى من المحل وتقول إنك شوفت واحدة كانت معرفة من زمان.
إسماعيل حط إيده على مكان قلبه وبيحاول ياخد نفسه بإنتظام...
محمد: تعالى أوديك المحل يا بابا، إنت تعبان و،
إسماعيل وهو بيضربه على راسه ضربة خفيفة: وإنت مالك إنت؟ روح شوف أمك عاوزة منك إيه وسيبنى في حالى، سيبنى أشوف شغلى بقا.

محمد: طب أكلم إسلام ييجى يشوف الشغل مكانك؟ مش إبنك محاسب؟ لازم يعمل بلقمته بدل ماهو قاعدلنا في البيت كده.
إسماعيل: لا سيبه يرتاح أخوك تعبان، أنا مديله أجازة النهاردة، يلا روح شوف أمك كانت عاوزه إيه وشوف طلبات البيت وأخواتك هيحتاجوا إيه؟، وماتنساش تجيب حد ينضف العيادة بتاعتك.
محمد: ماشى يا حاج، مع السلامة.

محمد مشى وإسماعيل إتنهد بحزن وإفتكر شوق إللى دايما بيلمحها بس مش لاقيها أو مش عارف إذا كانت حقيقة أصلا ولا لا، راح للمحل وبدأ يشوف شغله، شوق كانت بتتمشى وبتبص قدامها بشرود لحد أما وقفت نحية بيت قديم ومقفول ببوابه حديد وفي بواب شاب قاعد جنب الباب ده، شوق قربت نحية البواب وإبتسمتله وأخدت مبلغ من شنطتها وإدتهوله...
شوق: كالعادة محتاجاها إيجار ساعتين بس.
البواب إبتسملها وإدالها مفتاح...

؟: الله يكرمك ياست شوق حاولى ماتخليش حد يشوفك، المالك هيبهدلنى لو عرف إنى بطلع حد للسطح، مش بعيد يطردنى.
شوق وهي بتاخد منه المفتاح: ماتقلقش، ماحدش هيحس بوجودى كالعادة.

دخلت البيت وطلعت للسطح إللى موجود عليه باب مكنش موجود قبل كده وفتحت القفل بالمفتاح إللى معاها وقفلت من جوا السطح عليها، عيونها جات على الكنبه القديمة إللى لسه ماحدش شالها من مكانها والأوضة إللى لسه موجودة زى ماهى، إبتسمت بحزن وقربت للكنبه ونامت عليها وأول أما حطت راسها على المكان إللى المفروض يكون قاعد فيه بكت بقهرة.

شوق ببكاء: أنا آسفه يا عمر، كان غضب عنى، صدقنى مكنش بمزاجى إنى أبقى لغيرك، بابا كان قصده يساعدنى ويحمينى من أى حد، سامحني أنا حاولت بأى طريقة إنى أفضل ليك وبس، لكن،.

منذ سنوات عديدة مضت: بعد مرور يوم من وفاة عمر: كانت نايمة على سريرها وبتبص للسقف بشرود كإنها بلا روح ودموعها بتنزل في صمت. رانيا كانت جنبها وماسكه إيدها وبتبكى على بنتها إللى فضلت على الحال ده من وقت وفاة عمر، حسين كان ماشى رايح جاي بغضب ومستحمل كل حاجة بالعافية وفي نفس الوقت مش فاهم حاجة، ليه صرخت بإسم عمر الشاب إللى إتحداه بيها...

حسين بغضب لشوق: نفسى أفهم بتعيطى عليه ليه؟ هو كان قريبك؟ ردى عليا ساكته ليه؟
رانيا: البنت تعبانه ياحسين عشان خاطرى ب،
حسين لرانيا بغضب شديد: إنتى بالذات تخرسى خالص مبقاش مسموح ليكى بأى كلمة في حق بنتك، لميتوا علينا الناس وفضحتونى في المنطقة، الناس بيتكلموا على بنتك وعليكى وعليا أنا كمان، الناس سمعوا صوت صريخ بنتك إللى طلع لآخر الحارة إللى كان بإسمه، خليتوا سيرتي على كل لسان، منكم لله.

شوق ببكاء ووعي معدوم: عمر.
حسين بغضب شديد: بتعيطى عليه ليه؟ إيه إللى كان بينكم يخليكى تعيطى علي،
حسين سكت شويه كده كإنه كان إستوعب حاجة.
حسين بعدم إستيعاب: إن واحد يتحدانى بالشكل ده عشانك يبقى أكيد في حاجة، يصلح غلطة!
قلبه وجعه بشده لمجرد الفكرة، قرب منها بسرعة ومسكها من دراعها جامد...
حسين بغضب هيستيرى: إنطقى، عملك إيه؟ قولى إيه إللى حصل؟

شوق مردتش وفضلت تبكى. ضغط على دراعها جامد كإنها هيكسره ورانيا بتحاول تبعده عنها.
رانيا: ياحسين ماحصلش حاجة، كانوا بيحبوا بعض و،
قطع كلامها حسين إللى زقها ورماها على الأرض.
حسين: كلمة تانية وهيكون بموتك بص لشوق علاقتك بيه إيه يابنت ال؟، عملك إيه عشان تصرخى بإسمه وتلمى علينا الناس؟ إنطقى يا.
شوق كانت بتبكى ومابتردش وفي نفس الوقت بتحاول تكتم وجع دراعها.

حسين بغضب شديد وهو بيمسكها جامد من شعرها: هتسكتى ماشى أنا هعرف بنفسى، بس لو إللى في دماغى حصل أنا هقتلك وهشرب من دمك، هقتلك وهعمل فرح بإنى خلصت منك، يلا قدامى يابنت ال أما أشوف عمل فيكى إيه.
مسكها جامد وشدها وراه وشوق بتصرخ من وجع فروة راسها ورانيا ماسكة في حسين وبتحاول تمنعه...
رانيا بدموع: ماحصلش حاجة ياحسين، البنت سليمة هي كويسه.

زقها ورماها على الأرض ومشى بشوق إللى بتحاول تقف بالعافيه عشان تخفف من وجع فروة راسها، خرج من الشقة وقفل الباب بالمفتاح على رانيا، ساب شعر شوق وهي وقعت على الأرض وده لإن أعصابها سايبه، مسكها من دراعها وخلاها تقوم بالعافيه وبالفعل قامت ونزل بيها من البيت خرج بيها من الحارة تحت عيون كل ستات الحارة، وبدأ يسمع همساتهم إللى وصلتله...
؟: أكيد كان في بينهم حاجة، أنا شوفتهم قبل كده في فرح مع بعض.

$$: أكيد كانت واحدة من ضمن إللى كان يعرفهم، ياما تحت السواهى دواهى، شكله ضيعها عشان كده صرخت.
حسين غمض عيونه بوجع وحاول يتحكم في دموعه، لإن قبل كل شئ لازم يتأكد ويخلى الكل يخرس. بمرور الوقت. وصلوا عند عيادة دكتورة نساء...
حسين بغضب للبنت إللى قاعده على مكتب العيادة: كشف مستعجل بسرعة.
؟ بخوف من نبرته: تمنه.
رمالها الفلوس ودخل أوضة الدكتورة إللى إتنفضت من دخوله ورمى شوق على السرير.

الدكتورة: يافندم مايصحش كده.
حسين للدكتورة بغضب: بسرعة عايز أطمن عليها.
للدكتورة بخوف من غضبه: من نحية إيه؟
حسين: يعنى عايز أعرف هي سليمة ولا لا بسرعة.
الدكتورة قامت من مكانها وراحت لشوق إللى بتبكى بقهرة ومش قادرة تتكلم، الدكتورة حاولت تنيمها لكن شوق رفضت وزقتها...
حسين قرب منها بغضب وثبتها...
حسين للدكتورة: يلا إنجزى إربطيها.
شوق فضلت تصرخ وبتفرك لحد ما أغمى عليها من التعب...

الدكتورة بدأت تكشف عليها وحسين واقف بغضب.
الدكتورة بإرتياح: بنت حضرتك سليمة الحمدلله.
حسين حس إن هموم كتير إنزاحت من عليه، عدل هدوم شوق وبدأ يفوقها، شوق فتحت عيونها بضعف.
شوق بهمس وتعب: عمر.
حسين بغضب: قومى.

مسكها من دراعها وخلاها تقوم غصب عنها وشدها وراه وخرج من العياده. بعد مرور فترة بسيطة. حسين وصل بشوق نحية الكورنيش وخلاها تقعد جنبه على كرسى. كانت بدون روح وبتبص للبحر بشرود وصعبان عليها نفسها جدًا، حسين كان حاطط إيديه الإتنين على راسه بخيبة أمل وبيفكر في حاجات كتير هتحصل الفترة الجاية، فاق لنفسه لما لقى شوق قامت من جنبه وبدأت تجرى، حسين ماحسش بنفسه غير وهو بيجرى وراها...
حسين: شوق!

شوق وصلت لحافة المكان إللى هي واقفه عليه ولسه هترمى نفسها في النيل حسين مسكها جامد وضمها ليه...
شوق بصراخ وهي بتفرك وبتحاول تخرج من حضنه: سيبنى، أنا عايزة أروحله، سيبنى أموت، أنا ماقدرش أعيش من غيره، يا عمر!
أغمى عليها في حضن باباها إللى دموعه نزلت عليها وضمها بشدة، بمرور الوقت، وصل البيت وهو شايلها بين إيديه وفتح بالمفتاح بصعوبة، ودخل الشقة، أول أما رانيا شافته جريت عليه بسرعة.

رانيا: عملت فيها إيه؟ هي مالها؟ إيه إللى حصل؟
حسين مردش عليها ودخل أوضتها ونيمها على سريرها بهدوء...
رانيا بدموع: البنت مالها؟
مسكها من دراعها وشدها وراه وقفل الباب بتاع أوضة شوق...
حسين: أنا عايز أعرف كل حاجة، كل حاجة يا رانيا لازم أعرفها بالتفصيل، عرفوا بعض إزاى؟ وإمتى؟ وإيه إللى كان بيحصل من ورا ضهرى.
رانيا فضلت تبكى وخايفة تقول أحسن يعملها هي وبنتها حاجة.
حسين بغضب شديدة: إنطقى.

رانيا بدأت تحكى حكاية شوق مع عمر وحسين قلبه وجعه بشدة بسبب بنته إللى كذبت عليه طول الوقت، بنته إللى دايمًا دلعها وإختار التعليم ليها عشان تبقى عزيزة بنفسها وليها مكان في المجتمع بنته إللى عمره ماتوقع منها أى حاجة وحشة عملت كل ده من وراه، رانيا كانت بتبص لحسين إللى واضح عليه علامات الوجع.
رانيا بهدوء: حسين.
حسين بتعب: بنتك بهدلتنى وفضحتنى، دمرتنى، حط إيده على مكان قلبه، لازم أخلى الكل يسكت.

رانيا قربت منه بفزع: حسين مالك في إيه؟ قلبك بيوجعك؟ مش كنت عملت العملية خلاص ونجحت؟!
حسين: إبعدى عنى، إنتى كمان خبيتى عنى، خُنتى ثقتى فيكى يا رانيا.
رانيا: صدقنى ياحسين، أنا بس كنت خايفه عليها منك، كنت خايفة تعملها حاجة لو عرفت، ماتقولش إنك كنت واثق فيا، لإنك عمرك ماوثقت فيا.
حسين بتعب: الكلام مابقاش ليه لزوم دلوقتى، أنا هتصرف إنتوا إللى وصلتونى للقرار ده.

خرج من الشقة وقفل عليهم بالمفتاح. إتنهدت بتعب وخرج من البيت وراح مشوار معين، رانيا راحت بسرعة لشوق إللى فتحت عيونها بضعف وبكت.
شوق: سيبونى أروحله.
رانيا وهي بتحضنها: حبيبة قلبة إهدى.
شوق بقهرة: عمر مات يا ماما.
رانيا: الله يرحمه ياحبيبتى، إدعيله دايما بالرحمة.

حسين وصل لبيت في مكان بعيد عن حارتهم وطلع لشقة في الدور التانى وبدأ يخبط على الباب، فتحله شاب في أواخر الثلاثينيات وهيئته مخلتش حسين مرتاح أبدًا بس لازم يعمل إللى هو ناوى عليه...
؟: إنت مين؟
حسين: أنا حسين عبدالله زميل الأستاذ محمود حسن الله يرحمه.
؟: أه إنت صاحب أبويا الله يرحمه.
حسين: بالظبط، وإنت مجدى إبنه؟
مجدى: بشحمه ولحمه.
حسين: كنت محتاج أتكلم معاك شويه.
مجدى: أكيد إتفضل.

؟ بصوت مسموع: مين يا مجدى؟
مجدى بصوت مسموع: ده عم حسين ياما جاى يزورنا.
حسين: إزيك يا ست فاطمة؟
فاطمة: يا دى النور، نورتنا يا أستاذ حسين، إتفضل إقعد.
حسين: ده نورك.
حسين دخل شقتهم الضخمة وقعد على كرسى أنتريه ومجدى قعد جنبه وفاطمه قدامه.
حسين: أخباركم إيه؟
فاطمة ومجدى بصوت واحد: إحنا بخير الحمدلله.
حسين: طب الحمدلله، بص لمجدى إنت رجعت إمتى من الإمارات يابنى؟
مجدى: من حوالى شهرين.
حسين: بالتوفيق يابنى.

حسين سكت شويه وعارف إنه داخل على خطوة كبيرة وصعبة جدا...
مجدى: خير يا أستاذ حسين؟
حسين بتنهيدة: من 3سنين أبوك الله يرحمه طلب منى إيد شوق بنتى ليك.
مجدى: أيوه فاكر الموضوع ده، وحضرتك رفضت وقتها.
حسين: أنا كنت رفضت عشان هي كانت لسه طفلة ودلوقتى هي خلاص كبرت وباقت آنسة.
مقالش كل الأسباب. رفض مجدى لإنه مش مكمل تعليم وولد شوارعى وبتاع بنات ده غير سمعته إللى زى الزفت.
مجدى بشك: أفهم منك إيه يا عم حسين؟

حسين بصعوبة: أنا موافق على جوازكم.
مامت مجدى إستغربت طلب حسين وإزاى أب ييجى بعد السنين دى كلها ويتكلم في جواز بنته.
حسين بصعوبة أكبر: بس جوازكم يكون في خلال أسبوع.
حسين قلبه كان مقبوض بشكل كبير...
مجدى بإستغراب: بس ده بدرى أوى أنا مالحقتش أجيب شقة ولا أعمل أى حاجة وهي هتجهز إزاى؟

حسين: ماتقلقش جهازها هيكون كامل من مجاميعه، وأنا معنديش أى إعتراض على إنها تقعد معاك هنا في شقة أبوك، ست فاطمه مننا وعلينا ولا إيه؟
فاطمه بتفكير: أكيد.
فضلت تفكر كتير، إزاى أب يجوز بنته لواحد معاشرهوش بالسرعة دى؟ وفي خلال أسبوع!..
حسين: إنت أكيد تعرفها يا مجدى، كنت بتشوفها معايا لما كانت صغيرة.
مجدى: أكيد لسه فاكرها.
حسين: قولت إيه؟
مجدى فكر شويه وبعدها بصله: موافق.
فاطمه بصت لإبنها بضيق...

حسين بإبتسامة: نقول مبروك، الفرح هيكون بعد خمس أيام كده حلو؟
مجدى: أه حلو.
حسين: شكرا يابنى.
مجدى: طب والمهر والشبكة و،
فاطمة قرصت مجدى في دراعه وخلته يسكت...
حسين وهو بيبصله: إللى تقدر عليه يابنى، أستأذن أنا.
خرج من الشقة...
فاطمه: إزاى توافق بالسرعة دى؟
مجدى: البنت حلوة يا أمى، وزمانها باقت أحلى
فاطمه: يابنى إسمعنى أكيد معيوبه أو فيها حاجة.

مجدى: معتقدش، دى كانت زى القمر لما كانت صغيرة، فأكيد دلوقتى باقت قمرين.
تفكيرة نحية شوق إتحول لجشع وطمع...
فى المساء: حسين فتح باب الشقة بالمفتاح وقعد على كرسى الأنترية بقلة حيلة وتعب، رانيا جاتله بسرعة.
رانيا: كنت فين؟ في إيه؟ طمنى؟
حسين ببرود: إعملى حسابك فرح بنتك بعد خمس أيام، هننزل أنا وإنتى ونجهزها من كل حاجة.
رانيا بعدم إستيعاب: يعنى إيه؟
حسين: زى ماسمعتى، بنتك هتتجوز لقيت واحد هيسترها.

رانيا برفض: لا مش موافقة، بنتى مش هتتجوز و،
حسين بغضب: يبقى أنا إللى هجوزها بنفسى، ولو مش عاجبك غورى في ستين ألف داهية، دمرتوا سمعتى وبهدلتونى معاكم، وفي الآخر سايبه لنفسك الحق في إنك ترفضى؟ أنا كان نفسى بنتى تكون أحسن منى ومنك، كان نفسى تدخل كليتها إللى جاتلها وتتخرج منها وتبقى حاجة أحسن، لكن إنتوا دمرتوا كل ده، الناس مش بتبطل كلام علينا، لازم أثبتلهم إنها مالهاش علاقة بيه.
رانيا: بس،.

حسين وهو بيقاطعها: من غير بس، يلا شوفى هنجهزها إزاى ولا هنعمل إيه.

رانيا رضيت بالأمر الواقع ورجلها فوق رقبتها. مرت الأيام وشوق لسه تايهه ومش مستوعبه أى حاجة بتحصل حواليها، وحسين ورانيا إللى رافضة جوازها بيخلصوا في تجهيزاتها ومعاهم عماتها إللى عرفوا كل حاجة وده لإنهم سمعوا كلام الناس عن شوق في الحارة، في الفترة دى إسماعيل كان تعبان نفسيا بسبب موت ومكنش بيروح شغله وكان في بيته وعفاف معاه بتهديه لكنه مابيهداش وده لإن عمر كان أخ مش مجرد صديق...

يوم فرح شوق: كانت الحارة مليانه بالأضواء وخاصة على بيت شوق، وصلت عربية تحت البيت نزل منها مجدى ومامته وطلعوا البيت تحت عيون ستات الحارة...
؟: ده شكله غنى!
$$: لا بقا ده إحنا نطلع ونبارك، يا حبة عينى شكلنا ظلمناها.
%%: يلا بينا نطلع نبارك.
طلعوا الشقة إللى كان فيها المعازيم وشوق كانت في أوضتها بتبص قدامها بشرود وهي لابسه الفستان الأبيض.
حسين دخل الأوضة وقعد قدامها ومسك إيدها: شوق.

بصتله بعيونها إللى كلها دموع.
حسين: أنا آسف ياحبيبتى بس مضطر غصب عنى، لازم تتجوزى ياشوق وإلا كلنا هنتضر.
شوق فضلت بصاله ودموعها بتنزل في صمت.
حسين: أرجوكى إسمعى كلامى، ده هيسترك، ومش هيخلى حد يتكلم عليكى أبدا.
شوق ببكاء: بس أنا عايزة عمر ومش هقدر أبقى لغيره.
حسين بغضب: عمر مات وشبع موت، ولو مش موافقة أنا هجوزك غصب عنك.
شوق ببكاء: بابا أن،.

حسين خرج من الأوضة وبدأ كتب الكتاب. وبعدها راح أخدها من أوضتها وخلاها تمضى على عقد الجواز وكان بيشاورلها إنها لو رفضت هيبهدلها ويبهدل أمها. تم كتب الكتاب. والفرح إللى كان في الشقة خلص وطول الفرح شوق كانت شاردة وحست إنها ماتت خلاص لإنها باقت لواحد تانى غير عمر، فاقت على صوتمجدى.
مجدى: مش يلا يا عروسة؟

مسابش ليها فرصة في إنها تتكلم ومسكها من إيدها وهي حاولت تسحبها منه لكنها معرفتش. رانيا كانت بتبكى على بنتها وفي نفس الوقت قلبها مقبوض عليها جدا وحسين كان ماسكها ومانعها إنها تجرى عليها وتاخدها من مجدي إللى خرج بشوق من الشقة وهو بيسحبها وراه وهي كانت بتقاوم لكنه كان ماسكها جامد، نزلوا من البيت وهنا شوق عيونها جات في عيون إسماعيل إللى بيبصلها بتعب وبيهز راسه بخيبة أمل، ماقدرتش تبص في عيونه وإتمنت إن الأرض تنشق وتبلعها. مجدى ركبها العربية وركب جنبها ومامته ركبت قدام والسواق إتحرك بيهم، رانيا إنهارت من البكاء أول ما شوق مشيت ولأول مرة تبص لحسين بكُره وبعدها طلعت لشقتهم وحسين طلع وراها، بمرور الوقت. عربية مجدى وصلت تحت بيت كبير وهو نزل من العربية ومسك شوق وأجبرها تنزل وراه، فاطمه مكانتش طايقة شوق ولا حابه وجودها أبدا، وشايفه إنها معيوبة. شوق كانت تايهه ومش حاسه بنفسها غير وهي في أوضة مجدى إللى بيقلع بدلته، بعدت عنه بخوف شديد.

مجدى بخبث: يلا يا قطة إقلعى.
دموعها نزلت بهيستيريا...
مجدى: بت إنتى، أنا مش فاضى، إنجزى أومال أنا متجوزك ليه؟
شوق برجاء: الله يخليك بلاش.
مجدى: هو إيه إللى بلاش؟
شوق: بلاش تقرب منى عشان خاطرى، الله يخليك خلينا كده فترة و بعدها كل واحد يروح لحاله.
مجدى بغضب: نعم يا روح أمك؟ َ! إنتى فاكرانى أهبل عشان أسيبك ولا إيه؟ هو في حد يسيب الحلاوة دى كلها في ليلة زى دى.

قرب منها وحاول يقلعها الفستان وشوق بدأت تصرخ بإسم عمر...
شوق: عمر!
مجدى إتصدم لما سمع الإسم ده وضربها قلم جامد على وشها.
مجدى بغضب: مين عمر ده يابنت ال.
شوق رجعت لورا بخوف وهي حاطه إيدها على خدها مكان الصفعة...
مجدى: إنطقى مين ده؟
شوق مردتش وفضلت تبكى.
مجدى: ده واحد إنتى غلطتى معاه صح؟
شوق ببكاء هستيرى متجاهلة كلامه: الله يخليك إبعد عنى.

مجدى وه وبيقرب منها: أبعد عنك! للدرجادى مش عايزة غيره يلمسك؟ إنتى فاكرانى طيب يا بنت ال؟
شوق بصراخ: أبوس إيدك إبعد عنى أ،
قطع كلامها صفعة قوية على وجهها وبعدها مسكها من شعرها.
مجدى: طب خلينا نشوف مين الأحسن أنا ولا هو.

رماها على السرير وهي لسه جايه تقوم ضربها تانى وشوق كانت بتصرخ بإسم عمر بإستمرار وبتستنجد بيه، ومجدى تجاهل صرخاتها، وهي بتحاول تتفاداه وتبعد عنه لكنها خلاص باقت بين إيديه، قطعلها الفستان بإيد واحده وثبتها بإيده التانية، وهي بتصرخ، وبسبب جسمها الضعيف قصاد جسم مجدى ماقدرتش تمنعه عنها ومجدى أخد منها إللى هو عايزة...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة