قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل الخامس عشر

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل الخامس عشر

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل الخامس عشر

مجدى بِعِد عن شوق إللى خلاص فاقدة النفس وماتت من نحية كل حاجة ومبقاش عندها أى أمل في إنها تعيش.
مجدى بإبتسامة: مانتى طلعتى سليمة أهوه، أومال مين عمر ده؟ وأبوكى رماكى ليا ليه؟ بس تصدقى مش خسارة المهر إللى دفعته فيكى بص لجسمها وغمز بوقاحة تستاهلى أكتر يا قطة.
سابها ودخل للحمام وهي بكت بقهرة وبتحاول تغطى جسمها بصعوبه وده لإنها مش قادرة تتحرك وبالفعل قدرت تغطيه.
شوق بقهرة: عمر.

فضلت تبكى على حالها لحد ماراحت في النوم...
فى الصباح الباكر: شوق كانت نايمة بتحلم بعمر وفجأه صحيت بشهقة عالية لما إترمى عليها مياه مثلجة.
فاطمة بغضب: جرا إيه ياحيلتها إنتى جاية تنامى هنا؟
شوق كانت بتشهق وبتترعش وبتحاول تفوق وبتبص حواليها بعدم إستيعاب كإنها فاقت على كابوس.
فاطمة: ماتقومى يابت إنتى، شوفى إيه يتعمل في البيت.
شوق بصتلها بعدم فهم...

فاطمة: شكلك مش فاهمة، لا أنا مابحبش الأغبياء، إنتى مرات إبنى يعنى من النهاردة كل طلباتى وطلبات إبنى مجابة، يلا قومى شوفى إيه إللى يتعمل في الشقة دى، بس خدى دوش الأول ياحبيبتى عشان تفوقى من ليلة إمبارح ههههههههههههههههههه، مجدى حبيب أمه كان مبسوط إمبارح وهو بيورينى المنديل، وإبنى عشان مراعى تعبك سابك ونام في أوضة تانية، غلبان يا قلب أمه.

شوق فضلت بصالها وبتحاول تستوعب كلامها لإنها فعلا إكتشفت إنها في الواقع.
فاطمة بعصبية: هتفضلى تبصيلى كده كتير؟ بقولك إيه يابت إنتى أنا مابحبش شغل الدلع ده، قومى يلا.
شوق قامت من مكانها بخوف وبصت حواليها ومش عارفة تروح فين.
فاطمة بتأفف: الحمام أهوه يا حيلتها، وهدومك في دولابك وماتفضليش لافه نفسك بالملاية كده.

فتحت الدولاب وأخدت لبس ليها وهي بتبكى في صمت ودخلت الحمام وهي بتتحرك بصعوبة. دخلت تحت الدوش وشغلت المياه إللى نزلت على جسمها، كانت بتبكى بقهرة وبتحاول تمحى آثار مجدى من على جسمها بأى طريقة لكنها مش عارفة تعملها إزاى فضلت وقت طويل تحت الدوش بتبكى إتنفضت في مكانها لما سمعت رزع على باب الحمام.
فاطمة بزعيق: يلا ياختى شهلي شوية، بنات آخر زمن.

شوق قفلت الحنفية وبدأت تلبس هدومها إللى بتغطى جسمها إللى كله كدمات بسبب الضرب. خرجت من الحمام وفاطمة مسكتها من دراعها وشدتها وراها وأخدتها لأوضة فوق السطوح. فتحت الباب.

فاطمة: دى أوضة المنظفات، عايزاكى تمسحى سلالم البيت كله وتخليهم يلمعوا، وبعدها تحضريلى الغداء أنا ومجدى ياعينى حبيب أمه بيرجع من القهوة جعان وهفتان وعلى لحم بطنه، حضريله لقمة حلوة ياكلها، وبعدها عايزاكى تلمعى الشقة كلها ماتخليش فيها ذرة تراب.
شوق بصتلها بعدم إستيعاب...
فاطمة: هتفضلى بصالى كده كتير؟ إنتى مش فاهمانى يابت إنتى ولا إيه؟
شوق مردتش عليها وفضلت بصالها وهي بتترعش من الخوف، فجأه شوق صرخت...

فاطمة بغضب وهي بتشدها من شعرها: مابحبش أتكلم عمال على بطّال يابت إنتى، لما أقولك كلمة تقولى قصادها إنتى تؤمرى يا حماتى، شغل الدلع إللى شوفتية في بيت أبوكى ده تنسيه خالص، إنتى هنا في بيتى مش في بيت أبوكى، تشيلينى وتشيلى إبنى على راسك، ولو بس لقيتك بتعصينى أو بتعصيه يبقى بموتك يابت إنتى، فاهمانى؟
شوق كانت بتبكى وبتصرخ وبتحاول تشيل شعرها من إيدها.
فاطمة بغضب شديد وهي بتشد شعرها أكتر: فاهمانى؟

شوق بصراخ وبكاء: فاهمة، حاضر.
فاطمة زقتها وبدأت تتكلم.
فاطمة: يلا إبدأى شغل زى ماقولتلك، بسرعة.
شوق بإرتعاش ودموع وخوف: حاضر.
فاطمة نزلت من السطح وشوق قعدت على الأرض وبكت بقهرة، حسين كان فارد جسمه على السرير وبيبص قدامه بشرود، عيونه جات على مكان رانيا الفارغ، قام من مكانه وخرج من الأوضة، وراح لأوضة شوق المغلقة، رانيا كانت حاضنة مخدة شوق بشدة وبتبكى بقهرة وهي بتشم ريحتها على المخدة...

حسين وهو بيخبط على الباب: رانيا.
مردتش عليه وبكت بشدة على بنتها إللى راحت من حضنها.
حسين: رانيا، إفتحى إحنا لازم نمشى.
وهنا رانيا إتملكها الغضب وقامت من مكانها وفتحت.
رانيا بغضب شديد: كان من الأول، كان لازم نمشى من الأول، ليه تعمل فيها كده؟ ليه تدفنى وتدفن بنتك بالحياة؟
حسين بهدوء: لو مشينا من غير ما أثبت للكل إنها بريئة يبقى هيفضلوا يتكلموا كتي،.

رانيا بعصبيه ودموع وهي بتقاطعه: يغور الناس في داهية، كلام الناس مابيخلصش، أنا عايزة آخد بنتى من هناك.
حسين بغضب: بنتك في بيت جوزها.
رانيا: يغور في ستين داهية، بنتى لازم تبقى في حضنى، بنتى لازم ترجعلى، خدنى على هناك.
حسين: ننقل الأول وساعتها نبقى نشوف بنتك، يلا إجهزى.
خرج من الأوضة من غير مايستنى رد منها وهي قعدت على سرير شوق وبكت بقهرة وهي بتحضن مخدتها وبتشم فيها.

رانيا ببكاء: هو السبب، ضيعك منى، يا أنا يا أنت يا حسين، أشوف بنتى الأول وأطمن عليها وبعدها مابقاش أنا رانيا إن ماخليتك تتمنى الموت.
شوق كانت بتمسح في آخر السلم وبتبكى وفي نفس الوقت مش عارفة تتنفس بسبب إن المنظفات ريحتها نفاذة، وفاطمة واقفة بتتفرج عليها...
فاطمة بغضب: بت إنتى، نضفى كويس، إرجعى عيدى على السلم من تانى يلا.

شوق هزت راسها بخوف شديد ورجعت مسحت السلم من تانى، مرت الأيام على شوق إللى متبهدله من جوزها إللى بييجى البيت آخر الليل وبياخد منها إللى هو عايزه بالغصب والضرب ومابيأثرش فيه صريخها إللى بإسم عمر ولا رجاءها في إنه يسيبها، وبعد ما بينتهى منها بيمسكها من شعرها وبياخدها على الأوضة المنظفات إللى فوق السطوح وبيحبسها فيها وهي عريانه ودايما بيقولها...
مجدى بقرف: مقرفة.

ده غير فاطمة إللى بتعذبها بالنهار بتنضيف البيت والترويق ومسح السلالم والطبيخ إللى أغلبه شوق كانت بتحرقه وده لإنها مابتعرفش تطبخ، وكانت بتتضرب من فاطمة بسبب الأكل إللى بيتحرق، وكانت بتديلها أكل لما بتبقى راضية عن تنضيفها للشقة وأغلب الأوقات مكانتش بتبقى راضية، بعد يومين من جواز شوق حسين ورانيا نقلوا من الحارة وراحوا لبيت تانى بعيد عن الحارة بكتير (شقة شوق الحالية) ورانيا بتتخانق معاه في إنها عايزة تشوف شوق لكن حسين كان بيماطل معاها، وكل أما بيروح الشغل بيقفل عليها باب الشقة بالمفتاح. وهي بتبكى وده لإنها ماتعرفش بنتها فين وماتعرفش أى حاجة، وبتدعى على حسين في كل سجدة هي بتسجدها وبتدعى لبنتها، وفي مرة، شوق كانت بتروق الشقة وفجأه حست بدوخه بس كملت تنضيف الشقة بخوف شديد عشان فاطمة ماتضربهاش بس للأسف الدنيا إسودت حواليها ووقعت على الأرض، فاطمة سمعت صوت هبدة حصلت في الصالة، قامت بسرعة من مكانها...

فاطمة بعصبية وهي بتخرج من الأوضة: رميتى إيه يا زفته إنتى،
شهقت لما لقتها واقعه على الأرض...
فاطمة: ينيلك إنتى بترتاحى؟ قومى يابت إنتى.
بدأت تضربها برجلها عشان تصحيها لكن شوق مابتقومش.
فاطمة: إنتى يابت.
لما لقت شوق مافيش أى حركة منها.
فاطمة بفزع: يا مصيبتى لتكون ماتت!
راحت بسرعة على تليفون البيت وبدأت تتصل بمجدى...
فاطمة: إلحقنى يابنى، المدهولة مراتك وقعت على الأرض وبصحيها بس مابتصحاش.

مجدى بتأفف: أنا ناقص! طيب جاى أهوه.
قفلت معاه و بصت لشوق إللى نايمة على الأرض. بمرور الوقت...
فى المستشفى: الدكتور بإبتسامة: ألف مبروك المدام حامل.
فاطمة بفرحة: إبنى هيجيله الولد!
الدكتور: إن شاء الله.
مجدى: شكرا يا دكتور.
كانوا لسه هيقوموا...
الدكتور: إستنوا بس مستعجلين ليه؟ هكتبلها أدوية وفيتامينات تغذيها شكلها مابتاكلش حاجة، لازم تهتموا بأكلها شويه عشان صحة الطفل.

فاطمة ومجدى بصوا لبعض وبعدها مجدى بص للدكتور.
مجدى بإبتسامة مصطنعة للدكتور: حاضر يادكتور.
أخدوا شوق وروحوا على بيتهم.
مجدى بتحذير لشوق إللى واضح عليها التعب: إوعى تفكرى النغنغة إللى هتعيشى فيها دى بسبب إنى حنيت عليكى، لا كل ده عشان خاطر إبنى صحته تبقى كويسه، وطول مانتى حامل في إبنى، هتنامى هنا في الشقة يا، إتكلم بسخرية يا بتاعة عمر.

سابها ونزل عشان يجيبلها الأدوية وهي قعدت على السرير بقلة حيلة، عيونها جات على بطنها بكت بقهرة وده لإنها كانت بتتمنى إن يوم أما تخلف يكون من عمر، مجدى طلع الشقة ولقى مامته بتحضر الغداء بوجهٍ متجهم.
مجدى: معلش يا أما، إستحملى كلها تسع شهور.
فاطمة بتأفف: طيب.
راح لشوق إللى قاعدة بتعيط.
مجدى: خدى الأدوية.
هزت راسها بخوف شديد وأخدت منه الأدوية. خرج من الأوضة وراح لتليفون البيت وبدأ يعمل مكالمة.

فى مكتب مدير الحسابات/ حسين عبد الله: حسين كان واضح عليه الإرهاق ومش مركز في أى حاجة حواليه وبيفكر في بنته إللى بسببها عايش بإحساس بالذنب كبير ده غير مراته إللى بتبكى وبتتمنى تشوف بنتها بس هو حابسها وخايف يحصل مشاكل لو رانيا راحت لشوق وإللى أقلهم هتصمم تاخد شوق معاها. فاق على صوت التليفون وبدأ يرد...
حسين: ألو.
مجدي: إزيك يا حمايا؟
حسين: بخير الحمدلله، إنت أخبارك إيه يابنى وبنتى أخبارها إيه؟

مجدي: الحمدلله، بمناسبة بنتك، شوق حامل.
حسين إتصدم من الخبر وفضل متنح شويه.
مجدي: حمايا، ألو.
حسين وهو بيفوق لنفسه: معاك يابنى، بس، بس إنتوا مالحقتوش إنتوا متجوزين مبقالكوش شهر!
مجدي بإبتسامة كبيرة: رزق ربنا حد يقول للرزق لا؟
حسين بإرتباك: أكيد لا، ألف مبروك يابنى.
مجدي: الله يبارك فيك، كمل كلامه بمكر ألا صحيح يا حمايا إنت ماجيتش من ساعة ماتجوزنا ليه؟ خير في حاجة؟ لعل المانع خير.

حسين: لا أبدا يابنى، مافيش مانع قولت أسيبكم على راحتكم شويه.
مجدي بعدم إقتناع: ماشى يا حمايا.
حسين فكر شويه وبعدها إتكلم: خلاص هجيلكم النهارده أزوركم بعد الشغل.
مجدي: تنورنا ياحمايا إنت وحماتي.
حسين: إن شاء الله.

قفلوا ع بعض وحسين متوتر ومش عارف ليه مش قادر يروح لشوق ولا حتى يبص في عيونها، كإنه مكسوف أو بيتمنى إن الأرض تنشق وتبلعه لو هي بس بصتله. بمرور الوقت. وصل شقتهم وفتح الباب بالمفتاح ورانيا جريت عليه بدموع...
رانيا بدموع ورجاء: عشان خاطرى خدنى عند بنتى، عايزة أطمن عليها.
حسين: يلا إلبسى، هنروحلها بس إياكى يا رانيا إياكى تعملى حركة مش تمام، فاهمة؟
رانيا بدموع وفرحة: فاهمة، المهم إنى أطمن عليها.

كانت لسه هتتحرك وقفت مذهولة في مكانها لما حسين نطق.
حسين: شوق حامل.
رانيا بصتله بذهول: نعم؟ إزاى؟
حسين بضيق من ردة فعلها: زى الناس، واحدة متجوزة طبيعى هتبقى حامل، يلا روحى إلبسى
فاقت من ذهولها وراحت بسرعة للأوضة وبدأت تغير. بمرور الوقت. وصلوا قدام شقتهم وحسين بدأ يخبط لكن اللهفة كانت واضحة على رانيا. مجدي فتح الباب ورانيا ماستنتش ودخلت بسرعة وبدأت تدور بعيونها على شوق بس مش لاقياها.

رانيا بصوت مسموع: شوق إنتى فين؟
شوق كانت بتبكى في أوضتها بس هديت لما سمعت صوت مامتها كإنها بيتهيألها...
رانيا بتكرار: شوق.
شوق قامت من مكانها بسرعة وخرجت من الأوضة وجريت على رانيا إللى جريت عليها بالمقابل. وأول أما دخلت في حضنها شوق بدأت تبكى بقهرة.
رانيا بدموع وهي بتضمها بقوة: شششششششش، إهدى ياحبيبتى أنا هنا خلاص.
شوق بدموع: ماما.

حسين كان واقف بيبصلهم ومحرج جدا وبيتمنى إن الأرض تنشق وتبلعه وده لإنه السبب في وجع القلب ده، بعد تهدئة رانيا لشوق قعدوا بهدوء على كنبة الأنترية وكل ده رانيا واخده شوق في حضنها. شوق عيونها جات في عيون مجدي إللى بيبصلها بتهديد وإفتكرت تحذيره ليها بإنها لو قالتلهم حاجة هيموتلها إللى في بطنها. حسين كان قاعد بعيد ومش قادر يبص في عيون شوق إللى مش بتبصله أصلا ومش معتبراه موجود. فاطمه كانت قاعدة على جنب وبتبص للموقف بتريقة...

رانيا وهي بتعدل لشوق شعرها: طمنينى عليكى ياحبيبتى، أخبارك إيه؟ وحشانى
شوق: أنا كويسه ياماما، إنتى كمان وحشتينى أوى، خليكى معايا.
رانيا عيونها جات في عيون حسين إللى بيبصلها بغضب.
رانيا: مرة تانية يا روحى، اه صحيح ألف مبروك ياحبيبة ماما.
شوق إبتلعت غصة مريرة وهي بتبص لمجدي وبعدها بصت لمامتها.
شوق: الله يبارك فيكى ياماما.
رانيا فضلت تطبطب عليها لحد ماشوق نامت في حضنها...

فاطمة بسخرية لنفسها: قولت عيلة صغيرة ماحدش صدقنى.
رانيا عيونها جات على بطن شوق وملست عليها بفرحة.
حسين: مش يلا يا رانيا.
رانيا بصتله وبعدها بصت لشوق إللى نايمة في حضنها بهدوء.
حسين بتكرار: يلا يا رانيا نمشي، بلاش نزعجهم أكتر من كده.
جات تبعد شوق عنها، شوق فتحت عيونها ولقت رانيا بتبعد عنها، مسكت فيها جامد وبدأت تبكي.
شوق: خليكي يا ماما، عشان خاطرى خليكي معايا ماتمشيش.
حسين: يلا يا رانيا.

مجدى مسك شوق من دراعها عشان يبعدها عن رانيا وبدأت تصرخ...
رانيا وهي بتحاول تهديها: هجيلك ياشوق، هجيلك تانى ياحبيبتى، خدى بالك من نفسك ومن إللي في بطنك.
حسين: بنتى أمانة عندك يامجدى، خد بالك منها.
مجدى بمكر: ماتقلقش يا حمايا دى في عينيا.
حسين مسك رانيا وخرجوا من الشقة وشوق فضلت تبكى...

مجدى بغضب وهو بيمسك شوق إللى بتبكى من شعرها: كفاية بقا، إيه القرف ده؟، عايش في قرف من يوم ما إتجوزتك، أنا مش عارف إيه إللى مصبرنى عليكى؟!
فاطمة بمصمصة وسخرية: فعلا إيه إللى مصبرك عليها دى؟ ده إنت بقالك شهر بس متجوزها وشايف كل ده، ياما قولتلك إسمع منى وأنا أختارلك عروسة، بس إحنا فيها أهوه، شاور بس وأنا هجبلك زوجة تانية زى القمر وأحلى من دى بكتير وإللى معاك دى تخدمنا كلنا.

مجدى وهو بيرمى شوق على كنبة الأنترية: مانا فعلا ناوي على كده بس لما إللى في بطنها ده ييجى الأول، بص لشوق بغضب إدخلى على أوضتك ومش عايز أشوف وشك أبدا.

قامت من مكانها بخوف شديد ودخلت على أوضتها وقفلت الباب، قعدت على سريرها وهي بتبكى ونفسها تقول لمامتها بس خايفة مجدى يعمل في الطفل حاجة، على الرغم من إنها مش حابه حاجة من البنى آدم ده، لكنها خايفة على طفلها إللى لسه مجاش للدنيا، عيونها جات على بطنها وقربت إيدها ببطئ نحيتها وبدأت تملس على بطنها بإرتباك...
شوق بإرتباك وخفوت: إنتي هنا؟
إستنت شوية كإنها معتقدة إنها هترد عليها.

شوق بهمس: ماتخافيش مش هخليه يأذيكي، خليكي إنتي بس جوا هنا في أمان وهو مش هيشوفك خالص.
مكانتش تعرف يعنى إيه حمل على الرغم من إنها درست مراحل تكوين الجنين في الثانوي، لكن الواقع حاجة تانية بالنسبالها، معتقدة ومصدقة إن بنتها سامعاها وبتستخبى فيها عشان عايزة الأمان، لكنها مش واخدة بالها إنها هي إللى بتتحامى فيها...
شوق ببراءة: نفسى تبقى بنت عشان نبقى أصحاب كملت بغصة ودموع وأحكيلك عن عمر.

نامت على السرير وهي حاطه إيديها الإتنين على بطنها وبتبكى على عمر...
لم تكن تعلم أن القادم هو عوض الله لها، سيرزقها بمن سيدمر من يتسبب لها بدمعة واحدة، بمن سيحارب كل مخلوق آذاها نفسيا حتى لو للحظة، بأمير قلبها ونور حياتها...
حسين ورانيا دخلوا شقتهم وهنا رانيا إنفجرت فيه...
رانيا: عاجبك بنتك إللى إنت بهدلتها وضيعتها؟ عاجبك عياطها؟ أنا يومها قولتلك إنى مش راضية عن الجوازة دى وعمرى ما هرضى عنها أبدًا.

حسين بلامبالاة: دلع بنات، طبيعى كنتى وحشاها فهتمسك فيكى، وسواء رضيتى بالجوازة دى أو مرضتيش بيها، خلاص بنتك متجوة وعلى زمة راجل وهتخلف قريب أهيه يعنى ريحي نفسك.
رانيا بعصبية: لا ده إنت بقيت غريب جدا، نفسى أفهم إيه إللى قساك على بنتك كده؟ كل ده عشان كلام الناس؟!
حسين بتحذير: صوتك مايعلاش.
رانيا: هتعمل إيه لو عليت صوتى عليك؟ هتضربنى تانى؟

حسين بغضب مكتوم: إتقى شري يا رانيا وإدخلى حضرى الأكل عشان أنا جعان.

سابها ومشى وراح أوضتهم وبدأ يغير، رانيا كانت واقفة في مكانها مغلولة وبتتوعد لحسين في سرها بأيام هيتمنى فيها الموت المهم إنها تتطمن على بنتها على الرغم من إنها مش متطمنه لحياتها دي، حسين لما خلص تغيير هدومه قعد على السرير بقلة حيلة وبيفكر في ذنبه إللى عمله وبنته إللى مش راضيه تبص في عيونه، يمكن يلاقى الحب فيهم زى ماكان متعود، كان خايف يروحلها ويلاقي رد الفعل ده وزى ماتوقع تمامًا هو خسر بنته نهائيًا. عيونه جات على شنطة شوق إللى حطها في ركن بعيد في الأوضة ومخبيها عن رانيا، قام من مكانه وفتح الشنطة دى وكانت كلها عبارة عن رسائل فقط. رسائل مرسلة إلى شوق العُمَر. رسائل كتير كلها موجهة لشوق بنته، فتح رسالة بإرتعاش وبدأ يقرأ.

إلى شوق العُمَر.

حبيبتي، باقى من الزمن 4 شهور وأسبوع و يومين على رجوعي لمصر، ماتعرفيش أنا بعانى قد إيه هنا عشان أقدر أجيب تمن شقتك، بس ماتقلقيش خليكي واثقة فيا وصدقينى أنا ناوي على حاجات كتير أوى هتعجبك، هعوضك يا شوق على كل لحظة غياب عشتيها في بُعدى عنك، هعوضك عن كل دمعة نزلت عشانى، أنا عاملك مفاجأة كبيرة هتعرفيها لما أرجع، ومش هقولك عليها عشان إنتى عارفانى كتوم وبحب أدارى كويس، أسبوعى عدا بشكل طبيعى، لقيت شغلانة رابعة ليا ومش عارف أوفق بين التلاتة الأولانيين، إنتى عارفة إنى يادوب بنام أربع ساعات في اليوم بالعافية، ومش لاقى وقت للوظيفة الرابعة دى، بس ماتقلقيش أنا هتصرف وربنا هيوفقنى طول مانا عايزك في حلاله، ردى عليا برسالة، إحكي فيها يومك كله بأدق التفاصيل، وهستنى الرسالة بفارغ الصبر.

التائه في عشقك عمر
حسين قفل الجواب بضيق شديد وإحساس بالذنب وفتح جواب تانى...
إلى شوق العُمَر.

حبيبتى، باقى من الزمن 8 شهور على رجوعي لمصر، أنا مش قادر أتأقلم على أى حاجة في غيابك، وفي نفس الوقت بشوفك حواليا في كل مكان وده إللى مصبرني على إللي أنا فيه، عارف إنك هتستنيني العمر كله، بس أنا مش عايزك تستنينى العمر كله، هستحمل وهعافر عشانك، وهعمل المستحيل، كله يهون المهم إنتي تبقى مرتاحة وهترتاحي أكتر لما نتجوز إن شاء الله، أوعدك بكده.
التائه في عشقك عمر
فتح جواب تالت...
إلى شوق العُمَر.

حبيبتي، باقى من الزمن شهر و 5 أيام على رجوعى لمصر، حبيت أطمنك إن خلاص كل حاجة جاهزة، شبكتك، مهرك، فلوس جوازنا وإللى بعد جوازنا إن شاء الله، ومعايا مبلغ محترم أقدر أحققلك بيه كل إللى إنتى عايزاه، وزى ماقولتلك ماتنسيش إنى عاملك مفاجأه هتحبيها أوي يا شوق، حاجة إنتى بتحبيها أوي مش هقدر أحرمك منها وفي العموم مش هقدر أحرمك من أى حاجة، إنتى بس تشاورى وأنا أنفذ، أهم حاجة تكونى مرتاحة، بعشقك وبعشق التراب إللى إنتى بتمشي عليه وأخيرًا هقنع الأستاذ حسين بيا وهيوافق بدون أى رفض وأنا واثق من كده، وى ماقولتلك هتكملى تعليم في بيتنا، مش هقدر أحرمك من تعليمك المهم إنك تبقى مبسوطه.

التائه في عشقك عمر
حسين من غضبه من نفسه وإحساسه بالذنب الشديد فتح كل الجوابات إللى عمر بعتها لشوق في فترة سفره وإللى كلها عباره عن وصفه في شوقه ليها وحكاويه عن أيامه والمرمطة إللى شافها فداءًا ليها، وحكاويه عن إسماعيل صاحبه وعفاف، وعن كل تفاصيل حياته في الغُربة...

رمى الجوابات في الصندوق بغضب شديد وعيونه جات على حصالة كسر الحصالة ولقى فيها مبالغ شوق عايناها فيها كانت أغلبها بعملة أجنبية، رمى الفلوس في الصندوق معاهم وراح للمطبخ بغضب شديد وأخد علبة كبريت تحت عيون رانيا إللى مستغربه تصرفه المفاجئ وقررت تمشى وراه، دخل الأوضة وولع عود كبريت ورماه في الصندوق رانيا دخلت الأوضة وصرخت بفزع لما لقت جوابات عمر لبنتها بتتحرق والفلوس إللى شوق فضلت تحوشها عشان جوازها هي وعمر حتى مكانتش بتصرف الفلوس إللى هو كان بيبعتها وكانت بتاخد من مصروفها وبتضيفهم على فلوس عمر. رانيا جات تقرب عشان تطفى النار حسين مسكها.

رانيا ببكاء: لا ياحسين، حرام عليك إللى بتعمله ده، حرام.
حسين بشرود وحزن غير واضح: كده أحسن للكل.

مرت الأيام وشوق قاعده في أوضتها دايما وبتاكل بشراهة والأدوية بتاخدها بمواعيد، وزيارات رانيا لشوق مستمرة هي وحسين إللى مش قادر يبص في عيون شوق وهي مازالت مابتبصلوش ولا بتكلمه، كل ده وتمثيلية معاملة مجدى وفاطمة اللطيفة لشوق قدام أهلها مش بتخلص وبتعدى بنجاح مستمر، شوق طلبت من مامتها تجبلها جوابات عمر في الخفاء لكن رانيا قالتلها كل إللى حصل بندم، شوق بكت في اليوم ده بقهرة خلاص خسرت كل حاجة باقية من عمر، مجدى كان مغلول من جواه نحية شوق إللى بترفضه وبتبعد عنه وبيطلع غله في السجاير والشرب لدرجة إنها بقا بياخد ممنوعات بشكل دائم، وفاطمة بتعد الأيام عشان تخلص من شوق وتخليها خدامة تحت رجليها وتجوز إبنها واحدة تانية من إختيارها هي، عرفوا نوع الجنين ومجدى فرح جدا بإنه هيجيله ولد لكن شوق زعلت بسبب إنها كان نفسها في بنت أوى وفي اليوم ده عيطت جامد.

بعد مرور ثمانية أشهر: شوق كانت نايمة بهدوء في أوضتها في المستشفى وجنبها رانيا إللى بتملس على شعرها بحنان أمومى وحسين قاعد بعيد عنهم ومش قادر يقرب منهم، فتحت عيونها ببطئ وإبتسمت لما لقت مامتها معاها.
شوق بإرهاق: فين إبني؟
رانيا: فى الحضّانة ومعاه باباه وحماتك يا حبيبتي.
شوق بإرهاق: أنا عايزة أشوفه.

حسين قام من مكانه وخرج راح للحضّانة، مجدى كان شايل أمير إللى شبه الملاك وجنبه مامته إللى بتملس على وش أمير بحب.
حسين مد إيده ليهم بحيث إنهم يدوله أمير، لكن مجدى ضم أمير لحضنه وبص لحسين بحذر...
حسين بإستغراب من رد فعله: بنتى عايزة تشوف إبنها.
مجدى فضل باصصله كتير بس إبتسم إبتسامة ماكرة وإدا أمير لحسين.
حسين: مش هتطمن على مراتك يابنى؟

مجدى بسخرية غير واضحة: هتطمن عليها في البيت، المهم إنتوا تتطمنوا عليها.
حسين بإبتسامة: ماشى يابنى.
حسين مشي وبص لأمير إللى في حضنه بحب وفرحة وقلبه كان بيدق بشدة وده لإن الفرحة مش سايعاه دخل لأوضة شوق إللى عيونها جات على أمير إللى في حضن أبوها دموعها نزلت بفرحة ورفعت إيدها عشان تاخد أمير، حسين كان لسه هيديلها أمير شوق ديرت وشها بعيد عنه، رانيا أخدت أمير من حضن حسين وإبتسمت بحب.

رانيا بهمس في ودن أمير: حبيب تيته، أغلى ما أملك، كبرتنى بدري يا أمير، أنا عندي 38 سنة وبقيت تيته في السن ده، ضحكت ضحكة خفيفة مش مشكلة كله يهون عشانك.
فى اللحظة دى ضحكة إترسمت على وش أمير البرئ وهو نايم، رانيا ضحكت ضحكة خفيفة وقربت بأمير نحية شوق.
رانيا: شوق يلا ياحبيبتى أكلي إبنك.
شوق عيونها جات على أمير إللى الإبتسامة مرسومة على شفايفه الناعمة وهو نايم جات تاخده منها...
رانيا: إستني هساعدك.

رانيا خلتها تشيله بوضعية مريحة وعدلتلها المخدة بميل على السرير وشوق سندت بظهرها على السرير. حسين كان واقف حزين وقلبه بيوجعه بسبب تجاهل بنته ليه ده غير إنه مش قادر ينطق ويقولها بتعملى كده ليه؟ مع إنه عارف السبب كويس، رانيا ساعدت شوق في إنها تأكل إبنها وفي نفس الوقت كانت بتبصلها بحزن شديد لإن إللى يشوف المنظر ده يشوف عيله وطفل مش أم وطفل. مر اليوم على خير وشوق روحت بإبنها إللى متمسكة بيه في حضنها لشقة مجدى وكان معاها حسين ورانيا إللى جابولها أكل كتير عشان تغذى نفسها وبعد ما قعدوا معاها وإتطمنوا عليها، رانيا قالت لحسين إنها عايزة شوق تقعد عندهم في فترة السبوع لكنه رفض وبشدة وقال مكانها في بيت جوزها كتمت غضبها نحيته ومشيوا وهي فضلت مع مجدي ومامته كانت بتضم أمير لحضنها أكتر وخايفة من مجدى إللى بيبصلها بنظرات كلها غضب.

مجدى بتحذير: كلها أسبوع واحد وأخلص من أهلك وأفوق ليكى وهتشوفى أنا هعمل إيه، صبرك عليا.
فاطمة وهي بتقرب منها: هاتى حفيدى يابت إنتى عايزه آخده في حضني.
أخدت أمير من حضن شوق بالعافيه، وشوق دموعها نزلت بخوف أحسن يحرموها من إبنها...
مجدي: خايفة كده ليه؟ أنا مضطر أستحملك سنتين الرضاعة بتوع إبنك.
فاطمه بسخرية: بس مكانك فوق ياحبيبتى مش هنا.
خرجوا من الأوضة وسابوها تبكى لوحدها في أوضتها.

مرت الأيام وشوق مابتاكلش إلا قليل بسبب نفسيتها الضعيفة مما زاد من ضعفها مجدى كان بيضربها بسبب قلة أكلها وده لإنه محتاج غذاء إبنه منها وكان بيخليها تاكل بالعافية، رانيا بتيجى تزور شوق كل يوم ومش بتسيبها أبدا وطول ماهى عندها بتبقى واخده أمير في حضنها.
رانيا بإنشغال وهي بتلبس أمير: عدينا السبوع أهوه، مش راضية برده تقوليلى مالك؟
شوق بغصة: مالى إزاى يا ماما؟

رانيا برجاء وهي بتبصلها: عشان خاطرى ياشوق، لو آذوكى بس قوليلى وماتقلقيش مش هعمل حاجة أنا بس هاخدك من هنا.
شوق عيونها جات على أمير وبعدها بصت لمامتها إللى فهمت.
رانيا بإبتسامة وهي بتملس على شعرها: وهناخد أمير معانا، أنا وإنتى نهرب من كل ده.
شوق: بس، بس أنا خايفة.

رانيا: ماتخافيش، هنهرب أنا وإنتى وأمير هيكون معانا، من يوم مانتى إتجوزتى وأنا بخطط لكل ده ماكنتش عاملة حساب أمير بس خلاص الخلبوص ده بقا في الحسبة.
شوق: طب إزاى؟ هنهرب إزاى؟

رانيا بدأت تحكيلها الخطة وكل ده بيحصل وهما مش واخدين بالهم من فاطمة إللى بتتصنت عليهم وبتضحك بخبث، بعد مرور يومين، رانيا إستغلت خروج حسين للشغل وكالعادة كان بيقفل الباب عليها وراه، ضحكت بسخرية وأخدت نسخة من مفتاح باب الشقة من تحت مخدتها.
رانيا بهمس: كويس إنى إستغليت وقت نومك ونزلت عملت نسخة للمفتاح.

لمت هدومها في شنطة كبيرة وكتبت جواب لحسين حطتهوله على مكتبه تحت كتاب كان بيقرأه آخر مرة وأخدت مبلغ كبير من شنطته إللى هي تعرف الرقم السرى بتاعها، فتحت باب الشقة بالمفتاح وخرجت، حسين وصل تحت بيت مجدي إللى كان مستنيه هو ومامته.
حسين: أنا حاسس إنكم بتضحكوا عليا، بنتى ومراتى يستحيل يعملوها، رانيا مقفول عليها الباب في البيت.

فاطمة بخبث: أنا سامعاهم بودنى دول وهما بيتفقوا إن مراتك هتجيلها هنا في الشارع المقفول إللى جنب البيت الساعة 10 الصبح وشوق هتستغل إني بريح في الوقت ده وإن مجدي في القهوة ومش بيرجع غير الظهر وهتهرب بحفيدي.
حسين برفض تام: لا أكيد بيتهيألكم.
مجدي بتحدي: هنشوف.

شوق كانت بتلم هدومها وهدوم أمير في شنطة وبتجهز عشان تهرب، رانيا كانت في الطريق وراكبه ولسوء حظها الطريق كان زحمة وإستنتجت إنها هتوصل متأخر، شوق لمت هدومها وشالت أمير وخرجت من الشقة بهدوء وهي بتتسحب إتنهدت بإرتياح أول أما خرجت من الشقة وبعدها نزلت من البيت وراحت للشارع المقفول، فضلت واقفه في مكانها مستنية مامتها لكنها مش لاقيالها أثر، وكل ده تحت عيون حسين إللى واقف في ركن بعيد مع جوزها وحماتها ومش مصدق إللى بيحصل. قلبه وجعه جدا بدأ يدور على رانيا بعيونه لكنه مش لاقيها ومن جواه واثق إنها مش هتعرف تنزل من البيت لإنه قافل عليها، قرر إنه يستناها على الرغم من إعتقادة، عدا وقت بسيط لكن شوق فضلت واقفه في مكانها بتتجمد من البرد وأمير بدأ يبكى وهي بتحاول تهديه وتدفيه أكتر، فاطمة إتضايقت أكتر وماحستش بنفسها غير وهي بتجرى على شوق.

فاطمة بغضب: منك لله، هتسيبى الواد يموت من البرد.

شوق إتفزعت لما سمعت صوتها وبصت جهة صوت فاطمة لقت باباها بيبصلها بوجع وخيبة أمل ومجدي عيونه بتلمع من الكُره، فاطمة أخدت أمير من حضن شوق ودخلت بيه على البيت علطول. ومجدي راح مسك شوق من شعرها وبدأت تصرخ وأخدها وطلعوا على فوق بالعافية وده لإن شوق كانت بتحاول تفلت منه، حسين بدأ يدور بعيونه على رانيا إللى مصدومة وبتتفرج على كل إللى حصل ده من بعيد وده لإنها لسه واصلة حالًا، بلعت ريقها بخوف لما لقت نظرات حسين إتحولت للغضب الشديد وإتحرك من مكانه وراح بسرعة يركب عشان يروح شقتهم. غمضت عيونها وبتحاول تاخد نفس عميق وبتفكر في حاجات كتير ومش عارفة تعمل إيه، عيونها جات على بيت مجدى ولسه هتروح لقت إنها هتكون ظاهرة لحسين أكتر...

رانيا بحسرة ودموع: هرجعلك ياشوق وهنقذك من إللى إنتى فيه ده.
هربت بسرعة وأخدت طريق بعيد عن حسين الغاضب، وهنا رانيا إختفت تمامًا، حسين وصل بسرعة لشقتهم وبدأ يدور بعيونه على رانيا بغضب شديد...
حسين بغضب: رانيا إنتى فين؟
راح لأوضتهم وبدأ يدور على هدومها لكنه ملقاش حاجة قلبه وقع في رجله وحس إنه مش قادر يتنفس، قعد على الأرض وفك زراير قميصه.
حسين بوجع: رانيا.

قام بتعب من مكانه وخرج من الشقة ونزل للشارع وجرى بتعب وركب تاكسي لمحطة القطر. وبعد أما وصل بدأ يدور عليها في كل مكان لكنه مش لاقيها، راح لموقف ميكروباصات وعربيات خاصة بالسفر وبيدور عليها بعيونه وبلفهة وخوف شديدين لكنها إختفت مش لاقيها، قعد على الأرض في الشارع بقلة حيلة، وحس بألم فقدان الحبيب إللى كان أصعب مما يقدر يتخيله. شوق كانت بتصرخ وبتبكى بسبب إنها كانت بتتضرب من مجدى وبعد ما خلص ضرب فيها شدها من شعرها وأخدها على أوضة المنظفات إللى فوق السطح ورماها فيها وقفل الباب عليها، مرت الأيام وحسين بيدور على رانيا في كل مكان بجنون ونسي شوق بنته إللى بتتعذب من مجدى ومامته وما أخدش باله من الجواب إللى رانيا سابتهوله لحد دلوقتى لإنه مابقاش بيقرب من مكتبه إللى في أوضتهم كان كل همه إنه يدور عليها، ومش بتشوف أمير غير في الخمس دقايق إللى بترضعه فيهم وبعدها بياخدوه من حضنها، رانيا كانت بتراقب حسين من بعيد وهو تعبان ومرهق ومبقاش بيروح شغله بإنتظام، ومن جواها كانت بتضعف لكنها بتمسك نفسها وده لإنه عمره ماهيتغير، كانت دايما بتراقب بيت مجدى لكنها مش عارفه تشوف شوق ولا عارفه تطلع وده لإنهم أغلب الأوقات قافلين باب البوابة بالمفتاح وهي عارفة كويس لو راحتلهم هيمسكوها لحد ماحسين يجيلها. وبتفكر إزاى تخرج بنتها من السجن ده. مرت الأيام وعذاب شوق مستمر من جهة ضرب مجدي ليها، ومن جهة تانية إبنها إللى مش بتشوفه غير عشان يرضع منها، ومن جهة تالته أمها إللى وحشتها ونفسها تشوفها، ومن جهة رابعة وأساسية موت عمر إللى مش بيفارقها حتى وهي في أحلامها، ومن كتر وجودها في وسط المنظفات ذات الروائح النفاذة ده غير البرد الشديد جالها كحة شديدة، والوضع تطور بسبب إهمالهم فيها وأصبح عندها مرض الربو وكانوا بيعذبوها لحد مابتستنشق بالعافية وفي نفس الوقت مش قادرين يأذوها أكتر من كده عشان أمير يتغذى كويس...

عمر بحنان وهو بيملس على شعرها: شوق.
فتحت عيونها بضعف وهي نايمة على أرضية الأوضة المظلمة المثلجة.
شوق بتعب: عمر، إنت جيت؟
عمر بإبتسامة وهو بيملس على خدودها: أنا دايما موجود معاكى، أنا ماغبتش عنك يا حبيبتي.
شوق بدموع: مش هتاخدنى معاك يا عمر بقا؟
عمر عقد حواجبه وبص حواليه وبعدها بصلها...
عمر: أنا لازم أمشى، ماينفعش أفضل هنا.
قام من جنبها في الأوضة المظلمة وفجأة إختفى...
شوق بصراخ: عمر لا ماتمشيش، يا عمر!

فى الوقت الحالى: كان كل إللى مسموع صوت خبط شديد على باب السطح وشوق عقدت حواجبها وهي نايمة على الكنبة إتقلبت في مكانها وفي نفس الوقت حاسه بحاجة بتملس على شعرها، إتنفضت فجأة في مكانها وبصت حواليها وهي بتنهج وبتدور بعيونها على أى حد يكون موجود بس إتنهدت وده لإن الهواء كان بيطير شعرها إللى الطرحة وقعت من عليه وحمدت ربنا إن السطح متغطى عشان ماحدش يشوفها بشعرها.
؟: ياست شوق، إفتحى.

عدلت طرحتها وهدومها ومسكت شنطتها. قبل ما تقوم عيونها جات على مكان عمر إبتسمت بحزن.
شوق: مش هتأخر.
راحت للباب وفتحت باب السطح للبواب...
؟: ياست شوق حضرتك قايله ساعتين بس ودلوقتى عدا أربع ساعات.
شوق بإبتسامة: ده إللى مضايقك يعني؟
فتحت شنطتها وإدتله مبلغ زيادة...
؟ بإحراج: ياست شوق ماقصدش، قصدى قلقت عليكى لما إتأخرتى.
شوق بإبتسامة: حاضر مش هخليك تقلق عليا المرة الجايه.

إدتله المفتاح ونزلت من البيت أخدت موبايلها من شنطتها وبدأت تتصل بأمير، كان قاعد على مكتبه بيبص لسيرين وسرحان في ملامحها وهي مركزة في شغلها. عيونها جات في عيونه وهو إتعدل بسرعة وبص في الملفات إللى قدامه. إبتسمت بإحراج وخجل وفجأه سمعت صوت وصول رسالة على موبايلها. فتحت الموبايل لقت باباها باعتلها على الواتس آب. في نفس الوقت أمير موبايله رن، إبتسم لما لقاها شوق ورد بسرعة.
شوق: السلام عليكم.

أمير: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
شوق: إزيك يا حبيبىي عامل إيه؟
أمير: بخير الحمدلله يا شوق، سيرين بصتله وإبتسمت وهو إبتسملها أخبارك إيه؟
شوق: الحمدلله، هتعوز تاكل إيه النهاردة ياحبيبي؟
أمير بتنهيدة: نفسى رايحة على طاجن السمك إللى بتعمليه دايما.
شوق: خلاص هجيب سمك.
سيرين بهمس مسموع: سلملي عليها.
شوق سمعت صوت همسها.
شوق لأمير: إدي الموبايل لسيرين ياحبيبي.
أمير قدملها الموبايل وهي بصتله بإستفهام.

أمير: كلمي شوق.
سيرين أخدت منه الموبايل وحطت موبايلها على مكتبها...
سيرين: ألو.
شوق بحزم: من غير سلامات ولا ألوهات، نفسي أفهم مش بتكلميني ليه بدل مانتى بتهمسيله كده؟
سيرين بضحك: هتصدقينى لو قولتلك إنى كنت برد على بابي على الواتس آب صح؟
شوق بقمصة: برده، قوليله معلش يا حج هكلم صاحبتى وبعدها هرد عليك.

سيرين بضحكة خفيفة: حلوة حج دى، بس ماتزعليش منى ياشوق كنت برد على بابي فعلًا ولو كنت إتأخرت عليه ممكن يقلب الدنيا ويقلق أكتر.
شوق: ربنا يباركلكم في بعض ياحبيبتى، مش زعلانة ياسيرين أنا بهزر معاكى.
سيرين بإرتياح: وقعتي قلبي.
شوق: بعد الشر عليكى، المهم إنتى هتتغدى معانا النهاردة.
سيرين بإحراج: مش عارفه ياشوق هشوف وأقولك.
شوق بإستغراب: تشوفى إيه يابنت؟ أنا مش بسألك أنا بعرفك، هستناكي في البيت إنتى وأمير.

سيرين بإرتباك: حاضر.
شوق: يلا سلام ياحبيبتى.
سيرين: سلام.
شوق قفلت المكالمة وكملت مشي، سيرين إدت الموبايل لأمير بإرتباك.
أمير بإستغراب من إرتباكها: مالك؟ إيه إللى حصل؟
سيرين بتنهيدة وإحراج: شوق عزمتنى عندكم على الأكل.
أمير لوهله كان هيبتسم بفرحة بس إتحكم في إبتسامته بسرعة...
أمير: هتنورينا ياسيرين.
سيرين بإحراج: شكرا يا أمير.
أمير قعد على مكتبه وهي فتحت موبايلها على رسالته...
آنجري: ماذا يُشغلك عنى يافتاة؟

سيرين بدأت تكتب.
سيرين: عذرًا أبى، كنت أتحدث مع صديقة لي.
آنجرى: أتتركيننى لأجل صديقتك؟
سيرين: أبي لا تتحدث هكذا، أنت تعلم بأنك أغلى ما لدي وليس لي سواك.
آنجرى: حسنًا إذًا، سأغير الموضوع، ماذا تنوين أن تفعلي اليوم؟
سيرين: بعد العمل سأتوجه إلى بيت صديقتى لأتناول الغداء عندها.
آنجرى: سيرين، ألا تلاحظين أن أصدقائك يأخذونكي مني؟!
سيرين ضحكت ضحكة خفيفة.
سيرين: أبي ألا زلت تغار علي؟

آنجري: وهل لي غيركِ لكي أغار عليها؟
سيرين إتنهدت وإبتسمت لرسالته وبعدها جه على بالها الصور إللى إتصورتها لما كانت بتجرب الفستان بتاع شوق. فتحت الملفات وبعتتله الصور. جالها إنه شاف الرسايل وفضلت مستنيه رده، إستغربت إنه إتأخر لخمس دقايق بس إبتسمت لما لقته بيكتب...
آنجري: تعلمين أنكي دائما رائعة وجميلة للغاية في أى شكل ولكن إذا كنتى أقصر قليلًا سيكون هذا الفستان رائعًا عليكى للغاية.

سيرين: ولكنه ليس لي أبي، إنه لصديقتى القصيرة إيموشنات بتضحك.
آنجري: حسنًا إذًا مباركٌ لتلك القصيرة.
إبتسمت وسكتت شوية لقته بيكتب.
آنجري: حسنًا، ماذا إذًا؟
سيرين: ماذا هناك؟
آنجري: متى تنوين أن تأخذي هذه الخطوة؟، خطوة الحجاب.
سيرين كتبت بإحراج: لا أعلم ولكنني أفكر في ذلك كثيرًا.
آنجري: إعلمي جيدًا، أننى سأدعمك في أى قرار ستأخذينه وسأساعدك على الإلتزام به.
سيرين: أحبك أبي.

آنجري: وأنا تائهٌ في عشقك عزيزة أبيكي، سأترككي تركزين في عملك، إلى اللقاء.

ساب الموبايل وقلع النظارة الطبية إللى لابسها ورجع شعره الأبيض المختلط باللون الأسود للخلف، عيونه البنية جات على صورة طفلة صغيرة في برواز صورة جنبه، إبتسم بحب وبعدها عيونه جات على ساعة الحائط لقاها لسه 8 الصبح، قام من مكانه وخرج من البيت الضخم الحديث من مجاميعه وبدأ يجري عشان يحافظ على نشاطه وصحته وبعدها بدأ يعمل تمارينه الصباحية، إسماعيل دخل بيته وإترمى على الكنبة بإرهاق. خرجت من المطبخ بعبائتها البيتيه وإبتسمتله بحب وقربت منه وكان كل إللى مسموع منها صوت رنة غوايشها الذهب إللى بيخبطوا في بعض...

عفاف بفرحة: نورت بيتك يا إسماعيل.
إسماعيل: ده نورك يا عفاف.
بدأت تساعده في إنه يقلع جزمته...
إسماعيل بإستفسار: الأولاد عاملين إيه؟
عفاف: بخير الحمدلله، كلهم كويسين ياحبيبي ماتشغلش بالك بيهم.
راحت جابت طبق فيه مياه دافيه، وهو حط رجله في المياه وبدأت تدلكله رجله...
عفاف بإنشغال: إنت أخبار صحتك إيه؟، طمنى عليك.
إسماعيل: الحمدلله.

عفاف: محمد قالي إن إتهيألك إنك شوفت واحدة تعرفها من زمان، تانى يا إسماعيل؟ هندخل في الموال ده تانى.
إسماعيل: أنا مش بخرف، أنا واثق إنى شوفتها.
عفاف وهي بتبصله: حتى لو شوفتها، إيه هيحصل؟ كفايه إللى هي عملته زمان، هنعوز منها إيه تانى؟
إسماعيل بتعب: ولا عايزين أى حاجة، أنا بس محتاج أتكلم معاها.
عفاف: تتكلموا في إيه؟ مش قولنا بلاش نفكر في الموضوع ده تاني.
إسماعيل: ربنا يسهل، محمد فين؟

عفاف بحب: حبيبي وقلب مامته راح العيادة إنت عارف إننا بقينا بعد العصر وده ميعاده مع المرضى بتوعه.
إسماعيل: وفين إسلام وعصام ووليد؟
عفاف: إسلام نايم جوا إنت عارف إنه تعبان، بقاله فترة بيدور على شغل ونفسيته تعبانة جدا بسبب إنه مش لاقي.
إسماعيل بضيق: مانا قولتله شغله موجود هو إللى حابب يعيش في جو مسلسل لن أعيش في جلباب أبي ربنا يهديه، وفين عصام ووليد؟

عصام خرج وهو ماسك كتاب في إيده ولابس نظارة نظر وبيعدلها.
عصام بجدية: أنا هنا يا بابا، ووليد في درس الأحياء.
إسماعيل إبتسمله وعصام قرب منه ومسك إيده وباسها.
إسماعيل وهو يربت على كتفه: ربنا يبارك فيك ياحبيبي، رجعت من الكلية إمتى يابشمهندس؟
عصام وهو بيعدل نظارته: رجعت من حوالى ساعتين يابابا، وبذاكر من ساعتها.
إسماعيل بضحكة خفيفة: ماتتعبش نفسك ياحبيبي، يلا إستريح شويه عشان ناكل.
عصام: حاضر.

عفاف بإرتياح: خلصت.
إسماعيل: رجلى إرتاحت خلاص، تسلم إيدك يا حبيبتي.
عفاف بخجل وحب: يوووه يا إسماعيل، ده واجبي.
مسك إيدها وباسها.
إسماعيل: ده مش واجبك، دي طريقة حبك ليا.
عصام بحمحمة: بابا أنا واقف معاكم.
عفاف ضحكت وإسماعيل بص لإبنه بطرف عيونه...
إسماعيل: عايز إيه؟
عصام: مش حضرتك قولت هناكل مع بعض؟
إسماعيل بتصحيح: قولت إستريح شوية عشان ناكل مع بعض، يلا يافالح روح صحي إسلام، وأنا هساعد أمك.

عفاف: خليك يا إسماعيل إنت تعبان.
إسماعيل بغمزة: سيبينى أساعدك بقا يا فوفه.
عفاف بخجل: طيب.

شوق كانت بتروق البيت وفي نفس الوقت متابعة الطبيخ وبعد فترة خلصت كل حاجة، عيونها جات على الوقت وإتنهدت بإرتياح وده لإن لسه فاضل نص ساعة على مايطلعوا من الشغل. راحت الحمام وأخدت شاور عشان تفوق. وهي بتلبس هدومها إفتكرت زهرة إتنهدت بضيق وكملت لبس وبعدها لبست طرحة وطلعت للدور الخامس، خبطت على الباب لحد مافتحتلها مامت زهرة.
إبتسام بإبتسامة وهي بتسلم عليها: يا دى النور يا دى النور، إزيك ياشوق عاملة إيه؟

زهرة كانت قاعدة في الصالة بتتفرج على التليفزيون وأول أما سمعت إسم شوق إتنفضت في مكانها وجريت بسرعة لأوضتها...
شوق: ده نورك ياحبيبتى، إنتى عاملة إيه؟
إبتسام: الحمدلله، تعالى إتفضلى ماتقفيش كده.
دخلت شقتهم وبعدها بصت لإبتسام إللى قفلت الباب...
شوق: ألا هي بنتك ياحبيبتى؟
إبتسام: أكيد في أوضتها، ليه ياحبيبتي في حاجة؟ هي زعلتك في حاجة؟

شوق: لا أبدا يا إبتسام، كنت عايزة أتكلم معاها ليا واحدة معرفة سألتنى على عناوين دروس لبنتها فجه على بالي زهرة أهى تساعدنى شويه بما إنهم في سن بعض.
إبتسام: ماشى ياحبيبتى إدخليلها الأوضة شاورتلها على الأوضة هي في الأوضة دى.
شوق: تُشكرى يا إبتسام.
إبتسام: العفو ياحبيبتى على إيه بس.
شوق راحت لأوضة زهرة...
زهرة بإرتباك: مين؟

شوق بإبتسامه عشان إبتسام ماتشكش في حاجة: أنا طنط شوق ياحبيبتى، عايزه أتكلم معاكى أسألك في حاجة تبع الدروس.
زهرة فتحت الباب بإرتباك وشوق إبتسمتلها ودخلت. إبتسام إتنهدت وراحت المطبخ عشان تعمل شاي. زهرة كانت واقفه بإرتباك وبتبص في الأرض وشوق إتنهدت لإنها بتفكرها بنفسها...
شوق: ممكن أسألك سؤال؟
زهرة: إيه هو ياطنط؟

شوق: ليه كده يابنتي؟ ليه بتتصرفى بالشكل ده؟ ليه بتجرى ورا واحد وإنتى في سنك ده؟ تعرفى إنتى لو فضلتى كده الناس كلها هتنفر منك؟ ده غير مامتك إللى بتثق فيكى، إزاى جالك قلب تعملى فيها كده؟
زهرة بحزن: أنا بحب أمير.
شوق برفض: مش مبرر لتصرفك ده، إنتى بتتصرفي من غير تفكير كإن حد بيقولك تعملى إيه وماتعمليش إيه وفي الغالب الحد ده شخص مش كويس وعايز يبقى أحسن منك.
زهرة: بس ممكن يكون الحد ده بيرشدني للصح؟

شوق بضيق: للصح؟! إنتى متخيلة إن لما حد ينصحك ويقولك على حاجة غلط تعمليها ده معناه إيه؟ معناه إنه مش بيحبك نهائيًا وبيستغلك وخلاص.
زهرة إرتبكت ومش عارفة تقول إيه، موبايلها رن وعيونها جات على رقم صاحبتها. شوق لاحظت نظراتها وأخدت موبايلها من جنبها وهي إللى فتحت المكالمة وشغلت المايك بس متكلمتش، سابت الطرف التانى يتكلم...

آيات: زهرة، أخبارك إيه؟ إتفرجتى على الفيلم الأجنبى إللى بعتهولك إمبارح؟ وعملتى زى ماهي عملت في الفيلم ولا إيه؟ روحتى لأمير؟
شوق برقت. وزهرة إتحرجت...
آيات: ألو! زهرة.
شوق: ألو.
آيات: مين؟
شوق بحزم: أنا مامتها.
آيات بإرتباك: أهلا ياطنط، أومال فين زهرة؟
شوق: زهرة نايمة.
آيات: طب هتصل وقت تانى.
كانت لسه هتقفل...
شوق: مين أمير ده؟
آيات بإرتباك: أمير؟ هو أنا جبت سيرة حد بالإسم ده؟

شوق: أيوه إنتى قولتى روحتى لأمير؟، عايزة أعرف مين ده؟
آيات حست إنها إتحبست ولازم تبين نفسها الملاك البرئ.
آيات: صدقينى يا طنط فضلت أحذرها كتير، وأقولها مافيش حب في السن ده وماتكلميش ولاد، خليكى زيي، لكن هي صممت، صدقينى ماليش دخل في أى حاجة، أنا،
قطع كلامها شوق إللى قفلت المكالمة وبصت لزهرة إللى بتبص في الأرض ومحرجة ومصدومة في صاحبتها...
شوق وهي رافعة حاجبها: صاحبتك باعتك من أول مطب.

زهرة بعدم إستيعاب: إزاى؟
شوق: زى الناس، قولتلك إللى بيطلب منك تعملى كده عايز يبقى أحسن منك، تخيلي بقا إن مامتك هي إللى كانت ردت بجد، إيه إللى كان هيحصل؟
زهرة دموعها نزلت من الإحراج، شوق أخدتها في حضنها وطبطبت عليها...
شوق: مهما كان ياحبيبتى إنتى لسه صغيرة ولسه الحياة قدامك، ياما هتقابلى الحلو والوحش، ولما تكبرى وتبقي آنسة زى القمر كده هيجيلك فارس أحلامك إللى مش هتبقى عاملة حسابك عليه أصلا.

جه على بالها عمر وإتكلمت بغصة...
شوق: هيخاف عليكى أكتر مابيخاف على نفسه، وهيحافظ عليكى، بس إنتى لسه صغيرة يازهرة، عيشي حياتك براحتك أنا بقولك ماتعيشيهاش، بس عيشيها صح يا حبيبتي.
شوق بصتلها ومسحتلها دموعها.
زهرة بدموع: إزاى صاحبتى تقول كده؟

شوق: عيله صغيرة مش فاهمة حاجة، حابه ترمى التهمة عليكى وخلاص عشان تهرب من كل ده، هي مش حِمل أى مسئولية، خليكى في حالك وربنا يرزقك بالناس إللى شبهك، وترفعى راسك أهلك إن شاء الله.
زهرة هزت راسها بالموافقة...
شوق بتنهيدة: أقدر أنزل بقا عشان أنا فعلا مشغولة، ولو إحتجتينى في حاجة أنا تحت تعليلى أنا ببقى قاعدة لوحدى أهو تسلينى شوية ضحكت ضحكة خفيفة.
زهرة: حاضر يا طنط.

شوق باستها من راسها وطبطبت عليها ولسه هتمشي.
زهرة: طنط.
شوق بصتلها بإستفسار...
زهرة بإحراج: أنا آسفة، وقولى لأبيه أمير مايزعلش منى.
شوق: حاضر ياحبيبتى، حصل خير.
خرجت من الأوضة وقابلتها إبتسام إللى كانت داخله عشان تديلها الشاى...
إبتسام: إقعدى شوية إنتى مقعدتيش كتير.
شوق: مرة تانية ياحبيبتى، الجيران لبعضيها الأيام قدامنا كتير إن أحيانا الله، أستأذن بقا عشان أمير جاى وأنا لازم أجهزله الأكل ضروري.

إبتسام: ماشى ياحبيبتى سلميلى عليه.
شوق: يوصل.
نزلت من شقتهم ودخلت شقتها، إتنهدت بإرتياح وبدأت تجهز الأكل، سيرين خرجت من الشركة هي وأمير ومعاهم باقى الموظفين، راحت لعربيتها وأمير وقف محرج. سيرين ركبت العربية وإستنت أمير يركب لكنه ماركبش نزلت تانى وإستغربت إنه واقف في مكانه.
سيرين: مش هتركب؟
أمير بإحراج: هو لازم نروح بعربيتك كل مرة؟
سيرين بإستغراب: فيها حاجة دى؟
أمير بإحراج شديد: مافيش.

ركب العربية من غير كلام وفي نفس الوقت محرج، وهي ركبت وفي نفس الوقت مستغربة من رد فعله...
سيرين: فى حاجة؟
أمير بإبتسامة مترددة: لا مافيش، أنا كويس.
سيرين بإستغراب: ماشى.
إتحركت بالعربية. بمرور الوقت وصلوا الحارة وأمير نزل من العربية وهي ركنتها ونزلت وطلعوا مع بعض وفي نفس الوقت كانوا محرجين جدا من وجودهم مع بعض في كل الأوقات وفي كل مكان، أمير فتح باب الشقة وبدأ ينادى.
أمير: ياشوق.

شوق خرجت من المطبخ وإبتسمت بفرحة لما شافت سيرين إللى جريت عليها وحضنتها...
شوق وهي بتضمها بشدة: وحشتينى.
سيرين: وإنتى كمان وحشتينى أوى.
شوق بعتاب وهي بتبصلها: مادام وحشتك مابتجيش ليه؟
سيرين: عايزة أقولك يا شوق، إنى أعتبر بجيلك كل يوم أصلا.
شوق: نعم؟ معتقدش، أنا شايفة إنك بتجيلى مرة في السنة.
سيرين بضحكة: مرة في السنه؟ شوق أنا هنا مابقاليش فترة أصلا.
شوق: برده تجيلى علطول.
سيرين: حاضر ياشوق.

شوق حضنت أمير...
شوق: يلا الأكل جاهز يادوب هحطه على الترابيزة إنتوا تعبانين، إرتاحوا.
سيرين: لا لازم أساعدك.
شوق كانت لسه هتتكلم...
سيرين: عشان خاطرى يا شوق.
شوق بإستسلام: إللى يريحك.
أمير: طيب أنا هدخل أغير.
شوق: ماشى ياحبيبي.

حطوا الأكل على الترابيزة وأمير غير هدومه وبدأوا ياكلوا سيرين عجبها الأكل جدا وشكرت شوق عليه جدًا، وأمير كان أغلب الوقت بيبصلها بطرف عيونه عشان مايتكشفش، لكن شوق كانت واخدة بالها كويس جدا من الموضوع ده، بعد الأكل أمير كان بيصلى في المسجد وشوق وسيرين كانوا بيصلوا جماعة في الشقة وبعد التسليم، شوق بصت لسيرين إللى لسه هتقلع الطرحة.
شوق: خليكى زى مانتى.
سيرين بصتلها بإستغراب...
شوق: ممكن أسألك سؤال؟

سيرين: أكيد.
شوق: ليه ماتحجبتيش؟
سيرين بإبتسامة: محتاجة آخد الخطوة وفي نفس الوقت خايفة جدا.
شوق: خايفة ليه؟
سيرين: خايفة أتقيد بحاجة معينة، خايفة لما أتحجب يبقى شكلى وحش، خايفة من حاجات كتير أوى، إستايل لبسي أكيد هيختلف، كل حاجة في حياتى هتختلف، حاجات جديدة عليا.
شوق: مش أنا قولتلك إن الحجاب بيخفى جمال البنت وده لإنه سترة؟

سيرين بنتنهيدة: أكيد بس أنا إتعودت على حاجة معينة وصعب إنى أغيرها، محتاجة خطوة كبيرة.
شوق: أو يمكن تكونى إنتى إللى بتوهمي نفسك؟
سيرين سكتت ومردتش.
شوق بإبتسامة: ممكن طيب تغيرى هدومك والمرة دى هتلبسى حاجة على زوقى، وبما إنك محتاجة الخطوة أنا هخليكي تاخديها.

سيرين إرتبكت بس شوق مسكتها من إيدها وخلتها تقوم وبدأت تدور على حاجة في دولابها تناسب سيرين لحد ما عيونها جات على الفستان إللى أمير جابهولها، إتنهدت وبصت لسيرين...
شوق: مافيش غير ده ينفع للى في سنك.
سيرين بإرتباك: لا خلاص مش مهم، مرة تانية.
شوق بحزم: مافيش مرة تانية، في دلوقتي يا إما بلاش، يلا.

شوق ساعدتها تغير هدومها وخلتها تلبس الفستان وعملتلها لفة طرحة لايقه عليها جدا. سيرين وقفت مبهورة بشكلها قدام المراية...
شوق: مش كده أحسن؟
سيرين بإنبهار: حلوة أوى.
شوق سمعت صوت باب الشقة بيتقفل راحت فتحت باب أوضتها وندهت لأمير...
شوق: أمير تعالى كده.
أمير قرب منهم وإتصنم في مكانه لما شاف سيرين للمرة التالته بالشكل المميز ده.
شوق: إيه رأيك؟
أمير بتلعثم: ح، ح، حلو.

شوق لسيرين: مش قولتلك حلو، عايزاكى بقا تروحى البيت النهاردة وإنتى لابسه اللبس ده وشوفي إيه إللى هيحصل تاني يوم.
سيرين بصتلها بإستفهام.
شوق: هتفهمينى بكره من نفسك، بس روحي بيه.
سيرين: حاضر، مش هتعوزى حاجة طيب عشان لازم أمشى.
شوق: سلامتك ياحبيبتى، وصلها يا أمير لتحت.

أمير وسيرين ضحكوا وبالفعل نزلوا وأمير كان تايه فيها وفي شكلها ده. وصلوا للعربية وسيرين كانت مرتبكة من منظرها في الشارع وكانت خايفة الكل ينتقدها في لبسها ده حتى لو بنظراتهم لكنها مالقتش حد منتبه ليها، عيونها جات في عيون أمير إللى بيبصلها بإبتسامة صافية ورضا وعيونه بتلمع، حست بالخجل الشديد وركبت عربتيها وإتحركت تحت عيون شوق إللى واقفه عند الشباك وعيون أمير إللى متسمر في مكانه ومتابعها بعيونه، طلع الشقة ولسه يبقفل الباب وبيلف لقى شوق في وشه.

أمير بفزع: بسم الله الرحمن الرحيم، في إيه ياشوق؟
شوق وهي مضيقة عيونها: مش هتقِر وتعترف بقا؟
أمير بعدم فهم: مش فاهم؟ أعترف بإيه؟
شوق: ماتتعبنيش معاك يا ولد، أنا عارفة إللى فيها، إنت شايفنى هبلة؟!
أمير بإرتباك: فى إيه ياشوق؟
شوق: إعترف وقول إن البنت عاجباك، ده أنت عيونك كانت هتخرج من جسمك من كتر البص عليها.
أمير وهو بيبلع ريقة بإرتباك: وإنتى جبتى الكلام ده منين؟
شوق: شوفتك بعيونى ياحبيبي، يلا قول.

أمير فضل باصصلها كتير وهي فضلت بصاله بتحدي، إتنهد بإستسلام وإبتسم بإحراج.
أمير: أيوه ياماما عاجبانى.
شوق ماحستش بنفسها غير وهي بتحضنه بشدة...
شوق: فرحتنى يا أهبل، يا رب أفرح بيك وأشوفك عريس زى القمر.
أمير بضحك: حيلك ياشوق، لسه مانعرفش بعض كويس.
شوق بضيق: كل ده وماتعرفوش بعض كويس؟ لا طبعا تعرفوا بعض دى بنت عسل وطيبة وبنت ناس، وإنت جدع وشهم وراجل وألف واحدة تتمناك وأنا مش عايزة غير دى.

أمير بإرتباك: بس أنا،
شوق وهي بتكمل: عايز تاخد فرصة وتتعرفوا أكتر، هساعدك ماتقلقش.
أمير بإبتسامة: بجد؟
شوق وهي بتقرصه من خدوده: طبعا بجد، هو أنا ليا غيرك؟ سيبها لله وعليها وإن شاء الله كلها شهر وهتبقوا سوا مش بعيد كمان تكونوا مخطوبين.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة