قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل السادس عشر

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل السادس عشر

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل السادس عشر

سيرين وصلت الفيلا ونزلت من العربية وطلعت لأوضتها. بصت لنفسها في المرايه وهي باللبس ده ومش فاهمة هي ليه مبسوطه وحاسه بإرتياح شديد؟، جه على بالها والدها قررت تبعتله صورتها بالفستان وهي في البيت، فتحت موبايلها وبدأت تتصور وبعدها كتبت على الصورة لقد أصّرت صديقتي أن أرتديه وأنا في طريق العودة إلى المنزل، ما رأيك؟ بعتتهاله وغيرت هدومها وجهزت الملفات إللى هتشتغل عليها، في منزل كبير وضخم بالولايات المتحدة الأمريكية وخاصة في مدينة نيو جيرسي، كانت آشعة الشمس ساطعة في كل ركن من أركان البيت ده، كان قاعد على سريره ولابس النظارة الطبية وبيتفرج على ألبوم صورها وهو مبتسم إبتسامة كبيرة. صورة منهم كانت عبارة عن هما الإتنين كانوا واقفين في ملعب كبير ولابسين نفس طقم كرة القدم. ضحك ضحكة خفيفة لما إفتكر اليوم ده.

منذ ستة عشرة عامًا: كانت بتجرى بالكرة بجسمها الصغير وبخطواتها الصغيرة، وهو بيجري وراها ببطئ شديد.
آنجري: سأصل إليكى يا فتاة، ها قد آتيت.
حاولت تجري أكتر وبالفعل وصلت نحية المرمى وسددت الكرة في إتجارة المرمى وبالفعل أصابت الهدف.
سيرين بفرحة شديدة طفولية: قمت بها أبي.

رفعت دراعاتها الإتنين وبدأت تتنطط من فرحتها وهو جرى عليها وشالها وقعدها على أكتافه وجري بيها في وسط الملعب كله وهنا كاميرة شخص من أصدقاءه لقطت الصورة في لحظة فرحة وبهجة...

فى الوقت الحالى: إبتسم بحب لذكراه مع بنته الوحيدة وأغلى حاجة في حياته، قفل الألبوم وفتح تليفونه ودخل على الواتس آب لقاها بعتاله رسالة من نص ساعة فتحها ولقى صورتها بالفستان ومكتوب مع الرسالة ملحوظة لقد أصّرت صديقتي أن أرتديه وأنا في طريق العودة إلى المنزل، ما رأيك؟
إتنهد وبص للفستان كتير ومش حاسس برده إنه يليق على بنته، عقد حواجبه بضيق وسرح مع نفسه شويه وبعدها فاق وبدأ يكتب...

آنجري: قُلت لكِ عزيزتي أنتى دائما رائعة، ولكن هذا الفستان يلائم القصيرين، ثم منذ متى وأنتى ترتدين ثياب غيركِ! هل أنتِ متسولة يافتاة؟! هل قصرت معكِ في شئ؟!
سيرين كانت خارجة من الحمام وهي بتنشف شعرها المبلول، بس جريت على التليفون بسرعة لما سمعت صوت وصول رسالة.
فتحت الرسالة بتاعة باباها وبدأت تقرأ رسالته وبدأت ترد عليه.

سيرين: أبي، هذا ليس المقصود من أن أرتدي فستانها، ولكنها تقصد أن تشجعنى على إرتداء الحجاب فلم تترك لي أية فرصة في الرفض، إنها عنيدة.
الرسالة وصلتله وقرأها...
أنجري: حسنًا إذًا، بماذا شعرتي عندما خرجتى من منزلها بالفستان والحجاب؟
سيرين إتنهدت لما شافت الرسالة دى وبدأت تفتكر هي حست بإيه، وبعدها ردت.
سيرين: لا أعلم بالضبط، ولكن يمكن أن يكون شعوري عبارة عن إرتياح، وخوف، لا أعلم يا أبي أنا مرتبكة قليلًا.

آنجري شاف الرسالة وقرر يكلمها وش لوش، بدأ يعمل مكالمة فيديو، سيرين ضحكت ضحكة خفيفة وردت على المكالمة...
ظهرت صورته في شاشة موبايلها وإبتسم إبتسامة كبيرة لما شافها.
سيرين بإبتسامة وهي بتشاورله: مرحبًا أبى.
آنجري: مرحبًا عزيزتى، هل تعلمين يا فتاة؟ في غيابك كنت أشعر وكأنى كبرت عشرون عامًا ولكن عندما رأيتك صغرت خمسون عامًا وعدت شابًا قويًا يهابه الجميع، يا الله لم أكن أعلم أنى مشتاق إليكى لهذه الدرجة.

سيرين بحب: وأنا أيضا إشتقت إليك كثيرًا أبي، أعتذر لم أكن أستطيع أن أحدثك فيديو لأني كنت تعبه للغاية.
آنجري: لا يهم، المهم أنني رأيتكي، حسنًا قلتي لي أنكِ خائفة، خائفة من ماذا؟
سيرين إتنهدت وبدأت تتكلم.
سيرين: خايفة من أن ينظر الناس لى بنظرة تحمل السخرية إذا إرتديته، خائفة من أدفن نفسي وحياتي بالحجاب، خائفة من كل شئ يا أبي.

آنجري بتفهم: أولًا، الناس لا يوجد لهم أى دور في هذه الحياة سوى السخرية من الآخرين، ثانيًا أنتِ لا تدفنين نفسكِ بل أنتِ تسترين ما أمر الله به أن يُستر، وتحافظين على نفسكِ، ثم لمَ الخوف، أنتِ بنفسكِ قلت أنك تشعرين بالراحة؟ إذًا ماذا هناك؟
سيرين بتنهيدة: صدقنى لا أعلم، لكنني سأفكر بذلك الموضوع.
آنجري بإبتسامة: حسنًا عزيزتي.

فضلوا ساكتين هما الإتنين لثواني بس آنجري عقد حواجبه وقرب وشه للكاميرا كإنه بيدقق في حاجة معينه...
آنجري بغضب: يا فتاة ماهذا؟!
سيرين بصدمة من رد فعله: ماذا هناك؟
آنجري: لقد خسرتي وزنًا كبيرًا في هذه الفترة القصيرة! لقد إختفى جسدك بالكامل، أين ملامح الأنوثة فيكى؟ لقد إختفت هذه الملامح كليًا يا فتاة، إنه يترككي جائعة؟!

سيرين بإحراج وخجل: أبي، إنه ليس ذنبه هو يهتم بي بشكل مستمر، فأنا آكل عنده وآكل عند صديقتي أيضًا، لكنني لا آكل بالبيت هنا.
آنجري: لماذا تهملين نفسك يا فتاة؟ لماذا تصرين على قتلي هاه؟
سيرين: أبي لا تقل ذلك، سأهتم بطعامي لا تقلق علي.

آنجري: قلت لكي لا تسافري وإبقي معي لكنكِ كنت مصرة على السفر ومواجهة الحياة والصعوبات وقلتِ أنكِ تريدين الإعتماد على نفسك، وبعد ضغوطاتٍ منكِ علي، وافقت بصعوبة ولكن الآن أرى أنكِ مازلت كما أنتِ تهملين طعامك، تهملين شُربكِ للماء حتى أنظري بشرتكِ صارت جافة أكثر من اللازم، هيا عودي لن أسمح ببقاءكِ هنا ولو للحظة أخرى، يومان أيضا وسوف يظهر هيكلك العظمي، لن أتحمل ذلك.

سيرين بتنهيدة: لن أعود أبي ليس الآن، أترك لي فرصة أخرى، وأعدك أنني سأهتم بطعامي وشُربي للماء.
آنجري: ولا كلمة واحدة، كلامي سينفذ فورًا سأحجز لكِ طائرة من عندك قادمة إلى هنا في صباح الغد.
سيرين بنبرة حزن: أبي أرجوك لا تفعل ذلك، ليس الآن.
طنشها تمامًا وفتح اللاب بتاعه إللى كان جنبه وسيرين قاعدة في مكانها مخنوقة ومتضايقة، بدأت تتكلم بغصة، وهو إنتبه لنبرة صوتها.

سيرين: أنت دائمًا تتحكم في حياتي، لا تترك لي الفرصة في فعل أي شئ، تُشعرني دائما بأنني مازلت طفلة صغيرة، دموعها نزلت وبدأت تتكلم بنبرة قريبة لنبرة صوته ~ممنوع أن يكون لديكِ أصدقاء، أنا موجود دائما، ممنوع أن تخرجي بدون علمي، ممنوع وممنوع وممنوع~، إلى متى؟
آنجري بهدوء: هذا لمصلحتكِ، ثم،
سيرين وهي بتقاطعه: مصلحتي؟ ألا ترى أني أحزن بسبب تحكماتك أبي؟

آنجري بحزن: أنتى تعلمين أننى لا أرضى بالحزن لكِ أبدًا، ولا أرضى بدموعكِ تلك، حسنًا سيرين إفعلي ما تشائين، لكن إذا علمت أنك أهملتي في طعامكِ مجددًا سأحجز لكِ تذكرة بالقوة وستعودين إلى حضني مجددًا، ولن يمنعني أحد، وسأتحدث إليه وأخبره أن يتأكد من تناولكِ للطعام جيدا، وأن يستضيفكِ في بيته كل يوم، فيجب أن لا يتركك أبدًا فهو عيناي وذراعي الثانية هو أنا، ثم يجب أن تسمني قليلًا يا فتاة لقد أصبحتِ كعود الثقاب.

سيرين ضحكت غصب عنها ف وسط دموعها...
آنجري بإرتياح وحب: أخيرًا قد أشرق وجهكِ وأشرقتِ قلبي الخالي من الحياة.
سيرين كانت لسه هتتكلم، ظهرتلها رسالة على الشاشة...
أمير: صاحيه؟
إتنفضت في مكانها وباباها إستغرب رد فعلها.
آنجري بإستفسار: ماذا هناك؟
سيرين بإرتباك: لا شئ، حاولت تتهرب منه أبي أنا سأغلق لدي أعمال كثيرة ولا أقوى على السهر، أكلمك لا حقا، باى.
آنجري بإستغراب: أوك.

قفلت المكالمة وفتحت رسالة أمير بسرعة وبدأت ترد...
سيرين: أكيد.
أمير إبتسم لما لقاها ردت وبدأ يكتب.
أمير: بتعملي إيه؟
سيرين سجلت: كنت بكلم بابي بس هو قفل معايا خلاص، وإنت بقا بتعمل إيه؟
أمير سجل: مافيش، قاعد في أوضتي، وشوق نامت عشان كانت تعبانة شويه.
سيرين كتبت بقلق: مالها فيها إيه؟
أمير بتنهيدة وهو بيسجل: مافيش كانت مجهدة بس من ترويق الشقة.
سيرين سجلت: ربنا يكون في عونها.
أمير كتب: اللهم آمين.

سكتوا هما الإتنين شوية، أمير كتب بتردد.
أمير: تعرفي إن كان شكلك حلو النهارده وإنتي مروحه.
سيرين حست بالخجل الشديد وكتبت بإرتباك.
سيرين: معلش بقا لبست الفستان إللى إنت جبته هديه لشوق.
أمير كتب بإحراج شديد.
أمير: ولا يهمك المهم إني شوفتك بالشكل ده، خليكي كده دايمًا.
رمت الموبايل جنبها على السرير وحست إن الجو بقا حر جدا.

أمير إتحرج أكتر لما هي مردتش وإتمنى إنه مكنش بعت الرسالة دي، بس غير رأيه بسرعه لما لقاها بتكتب...
سيرين: شكرا يا أمير.
أمير رفع حاجبه للرد ده.
أمير: هتعملي إيه بقا؟
سيرين بصت للملفات وبعدها بصت للشات وبدأت تكتب...
سيرين: مش هعمل حاجة، وإنت؟
أمير سجل: إيه الصدفة الحلوة دى، أنا كمان مش هعمل حاجة.
ضحكت وبدأت تسجل.
سيرين: طب حلو جدا، كنت عايزة أسألك سؤال، ممكن؟
أمير: أكيد.
سيرين: ليه ماكنتش طايقنى في أول مرة.

أمير إتنهد وبص للرسالة كتير وبعدها بدأ يسجل...

أمير: اليوم إللى إنتى كنتي جايه فيه ده كان يوم عرض مشروع كل فرد في الإدارة على أ/ بشير، وكان صاحب أحسن مشروع هيترقى، وأنا كنت مستني اليوم ده من زمان جدا، كإن حياتي بتعتمد عليه، وكنت واثق من نجاحي لإن فكرتي أنا كانت حاجة مختلفة غير أى حد، جيتي إنتي وعرضتى الفكرة إللى كانت معاكي إللي بصراحة مش أحلى من فكرتي برده ضحك ضحكة خفيفة كنت متضايق من بعدها لكن خلاص حاليا أنا مش متضايق.

سيرين سمعت التسجيل وإتضايقت عشانه، وبتتمنى إن باباها مكنش إدالها الفكرة دى عشان تعرضها بشكل مؤقت بحيث إن أمير يكون قدامه فرصة في إنه يعرض فكرته وتتقبل، بدأت تسجل...
سيرين بنبرة حزينة: أنا آسفة يا أمير.
أمير إستغرب من نبرة الحزن بتاعتها وبدأ يسجل...
أمير: مافيش حاجة حصلت، عادي يعنى هو رزق وراح لصاحب نصيبه، هزعل ليه؟ وبعدين صوتك ماله؟
سيرين: مافيش، بس أنا مابحبش أقطع رزق حد.

أمير ضحك وسجل: إنتى لطيفة أوي يا سيرين، شوق كان ليها نظرة فيكي فعلًا، وبعدين إيه مابحبش أقطع رزق حد دى؟ هو إنتى خلتينى أتطرد من الشركة؟ لا عادي ده مجرد نصيب، وبعدين الأيام جايه كتير وهغلبك ماتقلقيش.
سيرين بضحكة وهي بتسجل: أكيد طبعا، ده أنا هدى صوتي ليك وهخلي كل إللى في الشركة يصوتولك كمان مش بعيد صاحب الشركة يصوتلك.
أمير سجل: هههههههههههههه، وبالمرة نجيب شوق تسقفلى في الشركة.

سيرين: إنت بتقول فيها؟ أنا فعلا هعمل كده.
أمير بضحكة خفيفة: للدرجادي أنا أستاهل كل ده؟ َ
سيرين: وليه ماتستاهلش؟ إنت إنسان شاطر ومجتهد، وأنا واثقة إنك هتبدع.
كملوا كلامهم مع بعض وهما مش حاسين بالوقت وكالعادة ناموا وهما مش حاسين بنفسهم...

فى صباح اليوم التالي: شوق سلمت من الصلاة وبدأت تدعى لوالدها ووالدتها وعمر بالرحمة ودعت لإبنها وسيرين بإن ربنا يجمعهم على خير، غيرت هدومها وخرجت من أوضتها وراحت لأوضة أمير إبتسمت لما لقته واقف قدام مرايته وبيظبط هدومه.
شوق بإبتسامة وهي بتقرب منه: إيه النشاط ده كله؟
أمير بإبتسامة وهو بيبصلها من المراية: صحيت بدري على الرغم من إنى مانمتش كتير.
شوق بدأت تظبط معاه هدومه...

شوق بإنشغال مع إبتسامة: يا بخت الحاجة إللى مخلياك مبسوط كده.
أمير: سبب إنبساطي هو إنك موجودة في حياتي.
باس راسها وأخدها في حضنه.
شوق: ربنا يباركلي فيك ياحبيبي، أنا هروح أجهز الفطار ليك إنت وسيرين.
أمير بإبتسامة: ماشي.

راحت المطبخ وبدأت تجهز الفطار وأمير إبتسم بينه وبين نفسه لتذكره كلامه وهو سيرين مع بعض، سيرين خلصت الميك أب بتاعها وعدلت شعرها. نزلت من أوضتها وفي إيديها الشنطة إللى فيها فستان شوق ولسه هتخرج من باب الفيلا وقفت في مكانها لما حست إنها لو خرجت هتبقى عريانة للكل. أخدت نفس عميق وحاولت تتجاهل الإحساس ده بس ماقدرتش تخرج من الفيلا وده لإنها حاسه بالذنب، بصت للشنطة إللى في إيديها وإتنهدت بإستسلام ورجعت لأوضتها تاني، راحت للدولاب وبدأت تدور على أى حاجة بكٌم وبالفعل لقت بلوزة طويلة نوعًا ما لحد فوق الركبة بحاجة بسيطة، ولإنها كانت بتلبس تحتها ليجن، بدأت تدور في البناطيل بتاعتها على أى بنطلون يليق عليها وبالفعل لقت واحد ولحسن حظها إن طرحة الفستان بتاع شوق هتليق على الطقم إللى هي إختارته، إتنهدت وبدأت تغير هدومها. بمرور الوقت.

أمير دخل الشركة وراح لمكتبه، لقى سيرين مش موجودة، حط الحاجات إللى كان شايلها على مكتبه وأخد موبايله من جيبه وبدأ يتصل بيها، في نفس الوقت باب المكتب إتفتح لف بشكل تلقائي وهو ماسك الموبايل وحاطه على ودنه، دخلت المكتب بإبتسامة مشرقة، أمير بصلها من فوق لتحت، ونسي تمامًا إنه بيتصل بيها...
سيرين وهي بتشاورله بموبايلها: أنا جيت خلاص.
نزل موبايلها وحمحم بإحراج...

أمير: إستغربت بس إنك إتأخرتي قولت يمكن يكون حصل حاجة.
سيرين بإبتسامة: لا محصلش حاجة.
أمير بص لطرحتها إللى مش مظبوطة.
أمير بضيق غير واضح: الطرحة.
سيرين بإستفسار: مالها؟
أمير: الطرحة مش معدولة.
إتأففت بضيق.
سيرين بزهق: قعدت كتير على ماعملتها لا كده كتير بجد.
أمير بضحكة خفيفة: هعدلهالك عادي.

قرب بإرتباك وهي إتحرجت بشدة من قربه، أمير عدل الطرحة من الأطراف وحاول على قد مايقدر مايلمسش وشها، وبالفعل مالمسش وشها، بعد ما خلص إتنهد بإرتياح ورجع عشان يشوفها...
أمير بإبتسامة: كده أحسن بكتير.
سيرين بخجل وإرتباك: شكرا.
أمير بص للبنطلون الضيق وعقد حواجبه.
أمير بإستفسار ونبرة سخرية وغضب: مالقيتيش بنطلون أضيق من كده تلبسيه؟
سيرين بإستغراب: ده أوسع بنطلون عندى.
أمير: طيب.

راح وفتح الشنطة إللى فيها الفطار وفي نفس الوقت متضايق ومش فاهم إيه مبرر كلامه ده، ليه متضايق لما شافها بالنطلون ده مع إنها إمبارح كانت مش محجبة وبتلبس إللى يريحها. سيرين قربت من شنطة الأكل.
سيرين بحماس: شوق عملت فطار إيه؟
أمير بتنهيدة: بيض بالبسطرمة و معاه جبَن.

سيرين: حلو أوى أنا جعانة جدا، وقبل أى حاجة، قدمتله شنطة الفستان بتاع شوق إشكرلي شوق جدا، وقولها إنى هديلها الطرحة بكره عشان هنزل أشتريلى لبس وطرح وبناطيل واسعه.
أمير بإبتسامة وإرتياح: تقدري تاخدي الفستان ليكي.
سيرين برفض: لا، الفستان ده بتاع شوق ويليق بيها، عشان خاطري خده بقا.
ضحك ضحكة خفيفة وأخد الشنطة منها...
أمير: ماشي، يلا ناكل بقا.
سيرين: يلا بينا.

شوق كانت لابسة نظارتها النظر وبتتفرج على التليفزيون بس مش مركزة مع أى حرف بيتقال في الفيلم إللى شغال، قفلت التليفزيون وعيونها جات على صورتها هي وأمير إللى موجودة في برواز مسكت البرواز وبدأت تملس على صورة أمير بحب...
شوق بحب: حياتي قبلك كانت عذاب ولما إنت جيت نورتهالي من غير ما آخد بالي.

منذ سنوات عديدة مضت: حسين كان قاعد قدامها وهي مش بتبصله، كان واضح عليه التعب الشديد كإنه بلا روح، غياب رانيا كبره 20 سنة بدري، عيونه إللى حواليها الهالات السودة والتجاعيد إللى إنتشرت حوالين عيونه بشكل كبير.
حسين برجاء وتعب: أرجوكي يا بنتي قوليلي مامتك راحت فين؟
شوق بغصة وهي مش بتبصله: معرفش هي قالت هنهرب وماحددتش هنهرب على فين بالظبط.

حسين دموعه نزلت: بقالي 3 سنين بدور عليها ومش لاقيها، ساعديني، أنا ضيعت إللي ورايا وإللي قدماي عشان ألاقيها، كلمت إعمامها في يوم على أساس إني بطمن عليهم، وهما بيسألوا عليها فبقولهم نايمه، روحت الحارة القديمة مش لاقيها، بقالي 3 سنين ماشي في نفس الموال ده، وبرجع للصفر بعد أما أكون فكرت إني وصلت لأى حاجة.
ضحكت بسخرية ودموعها نزلت في صمت...

شوق: معرفش مكانها وللأسف مش هقدر أساعدك، كان نفسي أدور عليها أنا كمان عشان أتطمن عليها، لكن مابعرفش أ،
قطع كلامها أمير إللى خرج من أوضة فاطمة وهو بيمشي براحة وبيسند في الحيطة عشان مايقعش.
أمير بصوت طفولي: دِدو.

حسين بصله وشوق بصت لأمير بلهفة وده لإنها مابتشوفهوش، بحيث إنهم بينزلوها من الأوضة إللى فوق السطوح لما بيعرفوا إن أبوها جاي عشان يزورها، أمير رفع إيده لحسين عشان ييجي يشيله وبالفعل حسين إبتسمله وقام شاله وحضنه بس مالحقش وده لإن شوق قامت بسرعة وأخدت أمير منه وضمته لحضنها جامد وبدأت تشم ريحته.
شوق بدموع: وحشتني.
حسين إستغرب إشتياقها لأمير كإنها كانت مسافرة ولسه راجعه...

أمير لف إيده الصغيره حوالين رقبتها وهي حست بيه بيحاول يشدد من حضنه ليها لكنه صغير وقوته ضعيفة...
حسين: فى إيه مش فاهم؟ إزاى واحشك كإنك ماشوفتيهوش بقالك سنين وإنتي معاه في نفس البيت؟، ده إبنك يعنى مكانه في حضنك، إزاى وحشك؟
أمير بص لشوق إللى بتعيط ومسحلها دموعها بإيده الصغيرة وكشر بشكل طفولي وعيونه دمعت. شوق إتنفضت لما سمعت صوت فاطمة.
فاطمة بصوت مسموع يحمل نبرة تهديد: شوق، تعالي عايزاكي.

حسين أخده من حضنها.
حسين: روحي شوفي حماتك عايزة إيه.
بكت بشدة...
فاطمة: يا شوق.
مسحت دموعها بسرعة وراحت لفاطمة.
فاطمة بتهديد وهمس: لو قولتيله حاجة هيكون بموتك يابت إنتى.
شوق بخوف: حاضر.
فاطمة: أحسن برده خليكي قاعدة شويه معايا نضفيلي الأوضة.
شوق بإرتعاش: حاضر.
حسين قعد على كرسي الأنتريه وقعد أمير على رجله...
حسين لأمير إللى مكشر: في إيه يا أمير ماما مالها؟ بتعيط ليه؟

أمير بدأ يتكلم بصوت طفولي وكلمات نصها مش مفهوم...
أمير: ماما ثعلانة مني عثان مث تَلت.
(ماما زعلانة مني عشان مش كلت. )
حسين بعدم فهم: مش فاهم، وإنت ما أكلتش ليه؟
أمير ببراءة: لا يا ددو ماما هي إللي مث تلت، معرفتث أطلع الثطح النهالده.
(لا يا جدو ماما هي إللى مش كلت، معرفتش أطلع السطح النهاردة)
حسين بإستفسار: سطح إيه؟
أمير: ماما بتنام ننه فوق في الثطح.
(ماما بتنام فوق في السطح).

حسين وهو معقد حاجبه: بتنام في السطح ليه؟
أمير بخوف وهمس: بابا بيضلبها.
(بابا بيضربها)
حسين بغضب مكتوم: بيضربها ليه؟
أمير: معلفث خالث يا ددو، أنا علفت تده لما تُنت بلعب مع ثاحبي في الثطح، تانت بتعيط وبتقول أنا جعانه.
(معرفش خالص يا جدو، أنا عرفت كده لما كنت بلعب مع صاحبي في السطح، كانت بتعيط وبتقول أنا جعانه)
حسين بلع ريقه...
حسين: وإنت عملت إيه؟
أمير: بثتلها من تحت الباب وعيطت لما ثافتنى.

(بصتلها من تحت الباب وعيطت لما شافتني. )
حسين: وبعدين؟
أمير ببراءة: أخدت أتل من ولا تيتا وإديتهولها من تحت الباب، أنا علطول بعمل تده.
(أخدت أكل من ورا تيتا وإديتهولها من تحت الباب، أنا علطول بعمل كده).

حسين إتنهد بتعب وإفتكر رسالة رانيا إللى لقاها صدفة وإللى كانت عبارة عن عتاب منها ليه في إنه مش متابع حياة بنته وإنه خلاص خسرهم هما الإتنين ومش هيرجعوا تاني، دعك جفون عيونه بتعب وإكتشف قد إيه هو عاجز ولأول مرة يحس بالتقصير في حق بنته...
حسين قام بأمير وراح نحية أوضة فاطمة وبدأ يخبط، فاطمة فتحت الباب وبصت لحسين إللي بيبصلها بعيون كلها شر...

حسين بنبرة جافة: كنت عايز أتكلم مع شوق شويه قبل ما أمشي، أنا جاي أقعد معاها مش مع الولد.
فاطمه بإرتباك: أه أه ماشي، بت يا شوق.
شوق سابت إللى في إيديها بسرعة وراحت نحيتهم.
حسين: تعالي.
مسكها من إيدها وإدا أمير لفاطمة وقفل باب الأوضة بتاع فاطمة، سحبها وراه وخلاها تقعد جنبه، محتاج يتأكد، محتاج يعرف...
حسين بهمس: فى إيه؟ إيه إللي بيحصل هنا؟ الكلام إللى إبنك بيقوله ده صح؟
شوق بإرتباك: كلام إيه؟

حسين بهمس غاضب: إنك بتنامي فوق في السطح، وجوزك نازل فيكي ضرب، الكلام ده بجد؟
شوق سكتت وماتكلمتش ودموعها نزلت. حسين غمض عيونه بتعب.
حسين: إيه إللى حصل؟ عيونه جات على خيال فاطمة إللى موجود تحت عقب الباب ووطي صوتك وإنتي بتتكلمي.
شوق بدأت تحكي بهمس كل حاجة حصلت من أول يوم مجدي إتجوزها فيه لحد ما تم فطام أمير.

شوق ببكاء وهي بتكمل بهمس: وبعد مافطمت أمير بيوم، خلاني أنزل هنا في الشقة وقالوا إنهم هيروحوا مشوار وهيرجعوا، قفلوا باب الشقة عليا أنا وأمير، وبليل لقيت باب الشقة بيتفتح كان مجدي وأمه وواحدة لابسة فستان أبيض،
منذ سنة: شوق كانت بتبصلهم بصدمة وهي شايله أمير في حضنها، بس إتنفضت في مكانها لما مجدي إتكلم...
مجدي بغضب: فى إيه ياروح أمك؟ واقفه كده ليه؟ حضري العشاء لستك منى يابت إنتى.

فاطمة بعصبية وهي بتاخد منها أمير: يلا إنجري يابت إنتى، هتضايقي إبني في ليلة دخلته ولا إيه؟
شوق عيونها جات في عيون منى إللى بتبصلها بتكبر وقرف، مجدي راح مسكها من شعرها وشدها وراه وهي بتصرخ، رماها في المطبخ.
مجدي بتحذير: فى ظرف دقايق تكوني محضرالنا العشاء وإلا هرمي مياة نار في وشك، عدل بدلته وإتكلم بكبرياء أنا عريس ولازم أتدلع في ليلة دخلتي.
بصلها بقرف وخرج من المطبخ وراح لعروسته.

فاطمة: بسم الله ماشاء الله، عرسان زي القمر.
مُنى: شكرا يا طنط.
فاطمة: ياروح طنط إنتى، هسيبكم بقا وأدخل أنام وهاخد الواد ده في حضنى.
دخلت أوضتها وسابت مجدي مع منى.
مجدي: الشقة دي شقتك، والبت إللى جوه في المطبخ دى تحت جزمتك إعملي فيها ما بدالك لو بس ماسمعتش كلامك.
منى بإمتعاض: هى هتعيش معانا هنا في الشقة؟
مجدي: أومال هتخدمك إزاى؟ ده أنا جايبها هنا عشان تبقى تحت رجليكي.

منى بدلع وهي بتقرب منه: بس إنت كنت بتقول إنك بتحبسها في السطح، خليها زي ماهي بس لما أحتاجها تبقى موجودة هنا.
مجدي وهو بيبص في عيونها: حاضر، كله يهون عشان خاطر عيونك الحلوين دول.
منى بشر: ولو ماسمعتش كلامي عاقبها ومتخليهاش تاكل لمدة 3 أيام لحد ماتبوس رجلي وتتأسفلي.
مجدي: حاضر من عيوني.
شوق خرجت من المطبخ وهي شايله صينينة وبتعيط...

مجدي بغضب وهو بيبصلها: بتعيطي ليه ياروح أمك؟ إنجزي حطي الصينية على الترابيزة وإدخلي المطبخ.
حطت الصينية على الترابيزة ودخلت المطبخ بسرعة، مجدي مسك إيد مراته وخلاها تقعد جنبه وبدأ يأكلها، خلاها تشرب شوربه بس إتقرفت منها وبعدت...
مجدي: فى إيه مالك؟
منى: الشوربه طعمها مش حلو خالص.
مجدي بصوت مسموع: بت يا شوق.
شوق خرجت من المطبخ وهي خايفة منه جدا وقفت قدامه ولسه هتتكلم...
مجدي بغضب: الشوربة طعمها وحش.

رمى طبق الشوربة المغليه على الأرض والشوربة طارت على هدوم شوق إللى صرخت بشدة من غليانها، بعدت هدومها عن جسمها إللى إتلسع بسبب الشوربة. قام من مكانه ومسكها من شعرها وهي بتصرخ وشدها وراه وطلع بيها للسطح ورماها في الأوضة...
مجدي: إبقي شوفي هتجيبي جلابيه تانية منين غير دى يا.

قفل الباب بالمفتاح وشوق بتصرخ من سخونة الجلابية قلعتها بسرعة وقلعت الهدوم إللى كانت لابساها وجابت أى حاجة تهوي بيها جسمها وفي نفس الوقت بتبكي بحرقة بسبب إللى هي شايفاه في حياتها.
شوق بقهرة: حسبي الله ونعم الوكيل
قعدت في ركن في الأوضة وبتبكى بقهرة وهي بتدعي ربنا يخلصها منهم بسرعة، مجدي نزل لشقته وقرب من عروسته.
مجدي: بقولك إيه بلاها أكل، أنا مش جعان.
منى بضحكة خليعة: إستنى بس.

جدي: بلا إستنى بلا نيلة، أنا عريس يلا يا منى.
شالها بين إيديه ودخل بيها على أوضته، بعد مرور عدة دقايق. مجدي كان قاعد على سريره ومحرج ومكسوف يبصلها وهي قاعدة بتتحسر على نفسها وبتضرب نفسها أقلام خفيفة وهي بتبصله بطرف عيونها...
مجدي: إحنا لازم نجرب تاني.
منى بإستهزاء: وماله ياخويا جرب، هو أنت وراك إيه غير إنك تجرب.
بعد مرور فترة بسيطة...
منى بحسرة: يا ميلة بختك يا منى، إتجوزتى أختك و،
مجدي كتم بوقها.

مجدي: هتفضحيني الله يفضحك.
منى شالت إيده وبعدت عنه.
منى وهي بتضرب نفسها بالأقلام: أفضحك؟ ده أنا كده إللى هتفضح، على آخر الزمن أتجوز أختى.
مجدي بغضب: أختك مين يابت إنتى؟ أومال العيل إللي بره ده أنا جبته إزاى؟
منى: مش يمكن تكون جبتلها واحد،
قطع كلامها صفعة قوية من مجدي...
مجدي وهو بيمسكها من شعرها: بت إنتى، إنتى شكلك عايزة تتربي
منى بدأت تصوت بصوت عالي لدرجة إنها لمت الجيران عليهم...

منى بصراخ: مابيعرفش ياناس وبيضربنى عشان خايف أفضحه.
مجدي بغضب وهو بيكتم بوقها: بس. ااااااااااااااااااه،
عضت إيده وخرجت من الأوضة بسرعة، وهو جري وراها، فتحت باب الشقة ولسه هتخرج منها مجدي مسكها...
منى بصراخ: يا ناااس، إلحقوني.

الناس كلها إتلمت عليهم ده غير أهل منى إللى كانوا واقفين قدام البيت طلعوا بسرعة لما سمعوها صوت صراخها، وشوق إللى قامت بسرعة من الركن إللى كانت قاعدة فيه لما وصلها صوت صراخ وهي قاعدة في السطح سندت براسها على الباب وحاولت تعرف في إيه، منى إخواتها الشباب واحد منهم مسك مجدي وإداله بالروصية عشان يبعدها عنه، والتانيين بيحاولوا يعرفوا منها السبب...
منى في وسط شهقاتها: مابيعرفش وبيضربني عشان ما أقولش حاجة.

إخواتها الشباب إتلموا حوالين مجدي ونزلوا فيه ضرب، فاطمة كانت واقفة مصدومة من إللى بيحصل وكانت متجمدة في مكانها وبتبص لإبنها إللى متغرق في دمه.
؟ وهو بيدي مجدي بالروصية للمرة التانية: طلقها بالتلاتة يابن ال.
مجدي بتعب: حاضر.
؟: بسرعة.
مجدي بص لمنى ومكنش شايف بوضوح بسبب الدم إللى في وشه...
مجدي: إنتى طالق، طالق، طالق.

إداله مرة تالته بالروصية ورماه على الأرض وأخد أخته ومعاه إخواته الشباب ونزلوا، فاطمة جريت على مجدي إللى سايح في دمه وبصت للناس إللى بيتفرجوا عليهم وبيتشاوشوا مع بعض، إتمنت وقتها إن الأرض تنشق وتبلعها، سحبت إبنها وقفلت الباب وراها...
فاطمة: فوق يابني، إصحى ياحبيبي.

حاولت تشيله بس معرفتش، راحت تدور على مفتاح في أوضته لحد أما لقته، خرجت من الشقة والناس كانوا مازالوا واقفين بصت في الأرض وطلعت للسطح وفتحت الباب للشوق...
فاطمة: قومي يا مدهولة إنتي بسرعة، إلبسي جلابيتك وتعالي معايا.
شوق: في إيه؟
فاطمة بعصبية: إنتي لسه هتسألي يلا تعالي.

شوق قامت ولبست جلابيتها إللى خلاص مكان الشوربة كان سقع فيها ونزلت مع فاطمة، إستغربت إن سكّان العمارة واقفين عند شقتهم، سمعت بعض الهمسات...
؟: مابيعرفش!
: أومال جاب إبنه ده إزاى؟
$$: لا حول ولا قوة إلا بالله، شكلهم عيلة أستغفر الله العظيم.
دخلوا الشقة وشوق برقّت لما شافت مجدي غرقان في دمه.
فاطمة: يلا يابت إنتى، شيلي قصادي.

شوق مسكته من رجله وفاطمه مسكته من دراعاته الإتنين، دخلوا أوضته بصعوبه ورموه على السرير...
فاطمة: بسرعة هاتي أى قماشة عشان أمسح الدم ده.
خرجت من الأوضة بسرعة وفي نفس الوقت مبسوطة من جواها ومرتاحة نفسيًا...

شوق بدموع لحسين: ومن يومها كل مايحس إنى ببصله أصلا بيضربني برده بدون أى سبب، بيطلع غله فيا، حاول كذا مرة معايا بالغصب بس معرفش، وكل مرة بيضربني أكتر بسبب كده، وبعدها عرف السبب، الحاجات إللى بيشربها هي إللى عملت فيه كده.

حسين قلبه وجعه بشده بسبب إللى سمعه من بنته ضمها لحضنه وهي بتعيط وبدأ يطبطب عليها. وهي لأول مرة تحس بحنانه وعطفه عليها وشددت من حضنها ليه وده لإنها محتاجة الأمان، بِعد عنها وبص في عيونها السوداء إللى تشبه عيونه...
حسين: هجبلك حقك، أنا ياقاتل يا مقتول.
قام بتعب من مكانه وفي نفس الوقت حاسس بدوار شديد كإن الدنيا بتضيق عليه وروحه بتطلع، رزع على الباب وفاطمة فتحت الباب...
فاطمة: خير في إيه يا أستاذ حسين؟

حسين: إبنك فين؟
فاطمة كانت لسه هتتكلم، باب الشقة إتفتح. مجدي كان واقف عند الباب سكران وفي نفس الوقت في إسود تحت عيونه...
مجدي: خير يا حمايا؟ في حاجة؟
حسين قرب منه بغضب ومسكه من لياقته...
حسين: إنت إزاى تعمل كده في بنتي؟ إزاى؟ أنا قايل إنها أمانة في رقبتك، إزاى تبهدلها وتضربها.
جاب أقصى طاقة عنده ولكم مجدي بقوة، مجدي وقع على الأرض بسبب سُكره وعدم إتزانه ده غير لكمة حسين له...

حسين مسكه من لياقته تاني ووقفه قدامه وإداله بالروصية، حسين كان بيحاول يتحكم في دوارة وضيق التنفس إللى هو فيه وده لإن روحه بتتسحب منه.
حسين بتعب شديد: هتطلقها، وهوديك في داهية، هحبسك و،.

حسين حط إيده على مكان قلبه وحاول يتسند على أى حاجة قدامه بس ملقاش ووقع على الأرض، شوق جريت بسرعة على أبوها إللى بيشهق شهقات عاليه وهو حاطط إيده على مكان قلبه، شوق فتحت زراير قميصه عشان يقدر يتنفس كويس. بصلها بعيونه إللى الدموع بتنزل منها...
حسين بنفس متقطع: كان نفسي، أكمل وأجبلك حقك، قبل. قبل ما أموت،
شوق ببكاء: لا يابابا، لا، بصت لفاطمة و مجدي إللى بيبصولهم إلحقوه أرجوكم إلحقوه أبويا هيروح مني.

حسين: س. سامحيني يا شوق، سامحيني يابنتي على كل حاجة.
شوق ببكاء: مسامحاك يابابا، مسامحاك والله، مسامحاك.
حسين: ر. رانيا، خليها تسا، تسامحني.
شوق كانت بتهز راسها ببكاء هيستيري، عيونه باقت خاليه من الروح وهو بيبصلها، إيده إللى كانت على إيديها وقعت على الأرض...
شوق كانت بتبص لإيده إللى وقعت على الأرض بعدم إستيعاب وبعدها بصت في عيونه وبدأت تهز فيه.
شوق: بابا.

كانت بتهز فيه بشكل هيستيري لكنه مكنش بيتحرك، حضنت راسه وبدأت تهز نفسها بهيستيريا...
شوق بصراخ: يابابا، إصحى، قوم خد حقي.
مجدي قرب منها بسُكر ومسكها وبعدها عن حسين.
مجدي: أبوكي مات.
زقت مجدي وجريت على أبوها تاني وحاولت تصحيه تاني لكنه مابيصحاش.
شوق بصراخ عالي: يابابا!، قوم يا بابا قوم، عشان خاطري قوم، قوم خدنى في حضنك يابابا، قوم، يابابا!

قبل وقت قصير: رانيا كانت واقفة تحت البيت ومستغربه إن حسين إتأخر الوقت ده، كانت مستنياه عشان قررت خلاص ترجعله لإنها تعبت في بُعده، كانت غبيه لما قررت تبعد عنه، لازم ترجعله ويجيبوا حق بينتهم بالعقل. إتسمرت في مكانها لما سمعت صوت صراخها...
شوق: يابابا!

رانيا ماحستش بنفسها غير وهي بتجري وبتطلع لشقة مجدي، وصلت قدام باب الشقة وهي بتنهج إتصدمت لما لقت حسين مرمي على الأرض وشوق بتصرخ بإسمه والجيران كلهم ملمومين حواليهم، دخلت الشقه بسرعه وجريت على حسين...
رانيا بلهفة وهي بتمسك وشه بين إيديها وبتبص في عيونه: حسين، حبيبي أنا هنا.
دموعها بدأت تنزل لما لقت عيونه مافيهاش روح.
رانيا بدموع: حسين.
أخدته في حضنها وبكت بقهرة.

رانيا ببكاء شديد: أنا آسفة ياحبيبي، سامحني، أنا مراعتش تعبك، أنا السبب يا حسين.
فى الوقت الحالي: شوق مسحت دموعها ودعت لباباها ومامتها وعمر بالرحمة وقامت من مكانها وراحت للمطبخ عشان تجهز الغداء ليها هي وأمير...
سيرين وأمير كانوا قاعدين مركزين في شغلهم وأمير كان بيبصلها بطرف عيونه ومعجب بشكلها في الحجاب، وفجأة سيرين إتأففت وسابت إللي في إيديها.

سيرين وهي بتبصله: أنا إتخنقت، مش هفضل طول الوقت شغل شغل، محتاجين بريك، محتاجين نتنفس شوية، محتاجين أى حاجة تبعدنا شويه عن روتين الشغل.
أمير ضحك ضحكة خفيفة...
سيرين: إنت بتضحك عليا ليه؟ مش أنا عندى حق؟ لازم يصدر قرار إداري بإن الموظفين من حقهم بريك كل ساعة.
أمير: هههههههههه، ده إزاى بقا؟ ده إنتى بتحلمي.
سيرين بتأفف: أنا فعلا بحلم، ماينفعش أصلا، بس أنا مخنوقة حاسه بملل، عايزة أبعد شويه عن روتين الشغل.

أمير بإستفسار وهو بيسيب إللى في إيده: طب قولي ناوية تعملي إيه وأنا معاكي.
سيرين بصتله كتير وإبتسمت.
سيرين: نتكلم مع بعض مثلا.
أمير بإستفسار: في إيه بقا؟
سيرين فكرت كتير لحد ماجه على بالها حاجة قديمة هي سألته فيها قبل كده، لكنها نسيت تسأله عنها تاني...
سيرين بإبتسامة: إنت ماحكتليش قصة شوق، إزاى إتجوزت مجدي باباك، وإزاى إتطلقت منه؟
أمير إتنهد تنهيدة بسيطة. وبعدها بدأ يتكلم.

أمير: عادي جوازها من بابايا كان تسرع من جدي الله يرحمه،
بدأ يحكي عن معاناة شوق في البيت ده...
أمير: وبعد ماجدي توفى، جدتي رانيا دخلت في حالة نفسية وشوق كانت تعبت جدًا، عارفة إنتى لما تبقى مسنوده على ظهر حد وإنتى مش واخده بالك إنه موجود وفجأة يختفي؟ دي كانت حالتهم، عدت سنين وشوق كانت متبهدلة كالعادة بس الأمور زادت بعد ما جدي توفى. وفي مرة،.

منذ سنوات عديدة مضت: رانيا مسحت على وشها بتعب وقعدت على كرسي عشان ترتاح وبصت لمكتب المحاماة إللى هي كانت بتنضفه وبدأت تسترجع ذكرياتها في السنين إللى فاتت من بعد وفاة حسين حبيبها، زياراتها لشوق وأمير وكلام مجدي وأمه إللي يسد النفس. بدأت تدلك رجلها بتعب بس قامت وقفت بسرعة لما دخل المحامي صاحب المكتب. كان رجل خمسينى وسيم عيونه رقاء وبشرته بيضاء وشعره أسود يتتخله بعض الشعيرات البيضاء، كان يبدو إنه شاب من مظهرة وأناقته، إبتسملها...

سليم: صباح الخير يا مدام رانيا.
رانيا: صباح النور.
سليم قعد على مكتبه وهي إتحركت بصعوبه.
سليم: إستنى يا مدام رانيا إرتاحى شويه ماتتعبيش نفسك.
رانيا: لازم أمشي عشان أروح لبنتي وحفيدي، أنا خلصت ترويق المكتب كله، حضرتك مش هتعوز مني حاجة تانية قبل ما أمشي؟
سليم ضحك ضحكة خفيفة.
سليم: أنا لحد الآن مش مصدق إنك جدة.
رانيا بإبتسامة حب: النصيب وأحلى نصيب.

سليم بإرتباك من إبتسامتها إللى بترد روحه دايما: تمام، تقدري تروحي.
رانيا: شكرا.
كانت لسه هتمشي وقفت في مكانها لما جه على بالها سؤال...
رانيا: هو أنا ممكن أسأل سؤال؟
سليم بإبتسامة: أكيد، إتفضلي إقعدي الأول.
قعدت بهدوء على كرسى قدام المكتب وبدأت تسأل.
رانيا: هو أنت أقل قضية طلاق بتقعد معاك قد إيه؟ وهي بكام؟
سليم بإستغراب من سؤالها: ليه السؤال ده؟
رانيا: جاوبني أرجوك.

سليم: هو في الغالب أنا مش بفرق في قضايا الطلاق كلها عندي واحدة بس الأدلة والإثباتات بتختلف.
رانيا: تمام، بكام بقا؟
سليم: ب.
رانيا بتأفف لنفسها: ييجى تمن معاش حسين لمدة 5 شهور.
سليم: أفندم؟
رانيا بإرتباك: لا مافيش، شكرًا.
سليم بإستفسار: في إيه؟ بتسألي ليه؟
رانيا بتنهيدة: أنا كنت عايزة أطلق بنتي من جوزها بأقل الخساير يعنى تاخد حقوقها كاملة منه، والحضانة لازم تكون معاها، بس أنا مش معا،.

سليم بإبتسامة وهو بيقاطعها: موافق، قولي الأسباب وأنا هشتغل عليها.
رانيا بعدم إستيعاب: بس أنا مش معايا التمن ده.
سليم: هاخد تمنه بشكل تاني.
رانيا: إزاى مش فاهمة؟ إيه التمن في إنك ترفع قضية طلاق بنتي؟
سليم بإبتسامة: هتجوزك.
رانيا عقدت حاجبها وقامت من مكانها وخرج من المكتب بدون كلام، سليم قام من مكانه وخرج وراها بسرعة.
سليم: مدام رانيا إستني، إسمعيني.
رانيا وقفت وبصتله بضيق...

سليم: مشيتي من غير أما وضحلك سبب طلبي ده.
رانيا: مش مهم، لإنى مش موافقة.
كانت لسه هتمشي...
سليم: يا مدام رانيا إنتي بتيجي تنضفي المكتب عندي هنا بقالك سنة، خطفتي قلبي من أول يوم شوفتك فيه، رديتي فيا الحياة من تاني، من بعد ما مراتي الله يرحمها ماتت، وأنا قفلت حياتي كلها على الشغل وأولادي وبس، سيبي لنفسك فرصة، إديني فرصة.
رانيا دموعها كانت بتنزل، لفت وبصتله...

رانيا بدموع: بس أنا ماحدش هيرد فيا الروح بعد ماجوزي مات، ولا هقابل أي حد يرد فيا الروح من بعده، لإن الروح لما بتموت مابترجعش، أنا لو رجعت بالزمن لورا هتجوز حسين، تعرف إن وقوفك معايا بالشكل ده هو خيانة ليه؟
سليم بهدوء: أنا آسف.
رانيا مشيت خطوات بسيطة بس وقفت لما سمعته...

سليم: هرفع القضية بدون أى مقابل مادي، المهم إنى أشوف ضحكتك إللى بتردلي روحي من تاني، حتى لو العلاقة بيني وبينك هتكون عبارة عن إنى مجرد صاحب المكتب إللي إنتى بتنضفيله مكتبة كل يوم.
رانيا وهي بتبصله: بجد هترفع القضية؟
سليم: أكيد، بس محتاج أشوف ضحكتك الأول.
إبتسمت من قلبها.
رانيا: شكرًا بجد.
سليم: العفو أنا معملتش غير الواجب، روحيلها دلوقتى وبكرة تقوليلي على كل التفاصيل.
رانيا: حاضر.

مشيت تحت عيونه إللى بتبصلها بحزن. مرت الأيام في زيارة رانيا لشوق وأمير إللى عنده 7 سنين، وفي نفس الوقت بتجمع معلومات للمحامي لحد ما جمعوا كل الأدلة والتفاصيل الخاصة بالقضية من جميع جوانبها، القضية إترفعت ومجدي وصله جواب بحضوره هو وزوجته وإبنه في المحكمة بعد يومان ولم يُذكر السبب. مجدي عقد حواجبه ولوهله فكر إن ده له علاقة بورث شوق إللى أبوها كان المفروض مات وماحيلتهوش حاجة.

مجدي بجشع: شكل أبوها ساب حاجة غير الشقة إللى أمها وشوق وأمير ورثوها دي، أكيد مبلغ كبير.
فضل يحلم مع نفسه بكل المبالغ إللى يقدر يتخيلها، بعد مرور يومان، مجدي كان ماسك شوق من دراعها عشان ماتهربش وأمير كان ماشي جنبهم وبيبص للأرض بحزن شديد بسبب معاملة أبوه لمامته، دخلوا قاعة المحكمة وهنا شافوا رانيا إللى قاعده وجنبها راجل لابس روب محاماة...
مجدي بسخرية لشوق: أمك شافتلها صرفة، وليه.

قعد هو وشوق وأمير جنب بعض، مجدي عيونه كانت على الراجل إللى جنب رانيا وبيتكلم معاها وهي بتهز راسها. شوق مكانتش فاهمة حاجة وليه هي هنا؟، دخل القضاة للقاعة والأبواب إتقفلت ومجدي مكنش فاهم إيه إللى بيحصل، بس لما المحاكمة بدأت فهم كل حاجة بص لشوق بغضب شديد ووعيد...

فى الوقت الحالي: أمير: طبعا أنا ماكنتش رايح من فراغ، تقريبًا المحامي إللي جدتي عينته، جابني كشاهد للي بيحصل في ماما، وجدتي رانيا شهدت ضده، وأنا كمان شهدت ضده، والمحامي أصر إنه لازم يبين كدمات الضرب إللى بابايا عملها في شوق، والقضاة شافوا كل الأدلة وسمعوا بشهادة الجيران كمان، وأمي إللى هي شوق أخدت حريتها بالكامل في اليوم ده وفازت بحضانتي، عشنا بعدها أنا وجدتي رانيا وشوق في شقة جدي حسين الله يرحمه، عيونه دمعت بعد 7 سنين من اليوم ده جدتي رانيا ماتت، ماتت وهي بتنطق إسم جدي الله يرحمه، وصيتها ليا كانت إنى آخد بالي من شوق وأحطها في عيوني لإنها شافت كتير في حياتها، ولازم مهما حصل تتشال فوق الراس وماينفعش تتبهدل أبدًا.

سيرين دموعها كانت بتنزل في صمت بسبب إللى سمعته ده.
سيرين بدموع: شوق عاشت معاناه كبيرة جدا.
أمير بصلها وهي بتبكي وبشكل تلقائي مسح دموعها، سيرين إتنفضت وقامت من مكانها وأمير إستوعب إللى حصل...
أمير بإحراج: أنا آسف، مكنش قصدي.
سيرين بإرتباك: حصل خير.

راحت لمكتبها وقعدت بإرتباك شديد وفي نفس الوقت بتفرك في صوابع إيديها من الإحراج والخجل، أمير كان محرج جدًا من إللى حصل وبيبص قدامه بإحراج شديد. سيرين موبايلها رن بصت للموبايل بإبتسامة كبيرة لما شافت إسمه، فتحت المكالمة...
؟: السلام عليكم.
سيرين: وعليكم السلام، إزيك يا أونكل عامل إيه؟
؟: بخير الحمدلله على كل حال، عامله إيه ياحبيبة أونكل؟
سيرين: الحمدلله.

؟ بعتاب: كده يا سيرين؟ كده تخلي أبوكي يتصل بيا يهزأني؟ ده بهدلني على التليفون ده مسابليش حتى فرصة إني أدافع عن نفسي.
سيرين ضحكت بحرج.
سيرين: سوري يا أونكل أنا حاولت أقنعه فعلا إن حضرتك مالكش ذنب و،
؟ وهو بيقاطعها: حتى لو ماليش ذنب، إنتي يابت إنتي مش بتاكلي ليه؟ كده تخلي أبوكي يزعل عشان خسيتي ومبقاش فيكي حاجة؟!
سيرين بتأفف: تاني يا أونكل هتدخل في المرشح بتاع بابي.
أمير إنتبهلها...

؟: أنا غير أبوكي، أنا هنا معاكي في كل الأوقات بيتي هو بيتك، أنا لحد الآن مش فاهم إنتي ليه مش راضية تقعدي في بيتي؟
سيرين بإحراج: بتكسف أبات عندك و،
؟ وهو بيقاطعها: بتتكسفي ليه؟ أنا عمك، وأولادي يبقوا إخواتك، سكت شويه وبعدها كمل سيرين هستناكي النهاردة على الغداء وإياكي أسمع منك رفض، يلا سلام.
قفل المكالمة من غير مايستنى رد منها...
إتنهدت بضيق وعيونها جات في عيون أمير إللى بيبصلها بإستفسار.

أمير بإستفسار: مالك في إيه؟
سيرين: معزومة النهاردة على الغداء.
أمير: وإيه إللى يضايق في كده؟
سيرين بتنهيدة: مافيش، كنت عامله حسابي على حاجات تانية، بس مافيش مشكلة هأجلها.

أمير كان نفسه يسألها هي رايحة العزومة فين بالظبط بس قرر إنه يسكت، شوق خلصت طبيخ ودخلت الحمام عشان تتوضي. بمرور الوقت، سلمت من الصلاة وبدأت تدعي باباها ومامتها وعمر بالرحمة وكل ده وهي بتبكي على عمر إللى راح منها ومش قادرة تعيش من غيره من يوم ما مات. قامت من مكانها وراحت الصالة وشغلت التليفزيون عشان تشغل نفسها بأي حاجة لحد ما أمير يرجع. لبست النظارة النظر وحاولت تبص للتليفزيون بس الرؤية بالنسباله مكانتش واضحة. قلعت النظارة ومسحت الإزاز بتاعها بقماشة صغيرة ورجعت لبستها تاني وبدأت تقلب بالريموت لحد ماجابت قناة عليها برنامج طبخ جابت كشكول وبدأت تكتب ورا الشيف وصفات الأكل إللى هو بيعملها، بمرور الوقت. أمير دخل الشقة لقى شوق قاعدة بتكتب في كشكول ومشغلة برنامج طبخ، ضحك ضحكة خفيفة وقرب منها...

أمير: شوق.
شوق بإنشغال: حمدالله على سلامتك ياحبيبي، الأكل جاهز إدخل المطبخ وسخنه عشان زمانه برد.
أمير وهو بيبوس راسها: وياترى الشيف شوق عاملالنا إيه النهاردة؟
شوق بإنشغال: سبانخ بالحمص.
أمير برق وبصلها وبعدها عيونه جات على برنامج الطبخ إللى شغال، ورجع بصلها تاني.
أمير: بس كده؟
شوق إتأففت وسابت إللى في إيديها.
شوق وهي بتبصله: في إيه يا ولد إنت؟ عايز إيه تاني؟

أمير بإستغراب: مافيش حاجة يا شوق، أنا كنت متخيل إنك هتعملي حاجة حلوة كده زى الوصفات إللى إنتى بتكتبيها.
شوق بلامبالاة: عادي يعنى، وبعدين من إمتى بعمل أكلة بالوصفات إللي أنا بكتبها دي، أنا بس بضيع وقتي، كملت بتأفف وعلى فكرة بقا إنت فصلتنى أنا هقوم أسخن الأكل.

أمير بضحكة: خلاص ياشوق، ماتتضايقيش، ياستي إعملي إللى يريحك أنا مش هتكلم كفاية إن الأكل بيكون من إيدك الحلوين دول، مالها يعنى السبانخ ده أنا بحبها.
شوق وهي معقدة حاجبها: أيوة كده إتعدل.
أمير وهو بياخدها في حضنه: خلاص بقا ياشوق ماتزعليش.
شوق وهي في حضنه: خلاص مش زعلانه.

أمير باسها من راسها وهي بصت في عيونه بحب وفضلت تتأمل في ملامحة إللى ظاهر فيها الطيبة والبشاشة، حواجبه الكثيفة وشعره البني الغامق، وأكتافه العريضة، مسكت وشه بين إيديها وملست على دقنه الخفيفة...
شوق بحب: إنت كبرت يا أمير، وبقيت شاب زي القمر، ويا رب أفرح بيك قبل ما أمو،
أمير وهو بيقاطعها: بتجيبي سيرة الموت ليه؟ ماتقوليش كده يا شوق، مش دلوقتي بلاش توجعي قلبي بالكلمة دي تاني.
شوق بإبتسامة حزينة: حاضر.

أمير حاول يغير الموضوع: صحيح مش سيرين جات الشغل بالحجاب، شاور على شنطة الفستان إللى حطها في ركن في الشقة وبعتت معايا فستانك.
أشوق بلهفة: إزاي لبسته؟، إحكيلي.
أمير بدأ يحكي إللى حصل، بعد مرور فترة بسيطة...
شوق بتفكير: أنا كنت واثقة إن ده هيحصل، بس هي لسه في البداية، مش هتلتزم بيه أوي لإنها ماتعرفش كتير عنه أو لسه مش هتقدر تتعود بالسرعة دي، بس الأيام جاية كتير وأنا معاها هتروح مني فين؟

أمير بإبتسامة: أكيد.

مرت الأيام وزيارات سيرين مستمرة لقرايبها. وشوق دايما بتكلمها بتعاتبها إنها مش بتسأل فيها ولا بتعبرها، وسيرين بتعتذرلها دايما إنها فترة وهتعدي وهتشوفها كتير، سيرين بدأت تجيب لنفسها لبس بس مش لبس محجبات، مجرد لبس عادس، حاجة تغطي جسمها وخلاص، وأمير كان متضايق جدا من اللبس ده، ودايمًا بيعلق على طريقة لبسها ونوعًا ما عجبتها غيرته الواضحة عليها، دايما بيتكلموا بليل قبل مايناموا وخلاص إتعلقوا ببعض جدا، لدرجة إن كل واحد فيهم بقا جزء أساسي في حياة التاني بس سيرين محرجة وخجولة من إللى هي حاسة بيه نحية أمير، وأمير برده كذلك، وبشير واخد باله من قرب أمير وسيرين إللى بقا ملحوظ بشكل كبير، وفي يوم من الأيام...

شوق وهي بتتكلم في الموبايل: مافيش عُذر ومافيش مبرر، أنا بقالي فترة ماشوفتكيش، وأنا كده خلاص زعلت.
سيرين بتنهيدة: ياشوق إفهمينى أنا كنت مشغولة الفترة إللى فاتت دي جدا.
شوق سكتت وماتكلمتش.
سيرين بتعب من المناهدة: قولي أرضيكي إزاي طيب؟
شوق إتنهدت: تجيلي النهاردة، أمير هيغسل السجاد عشان العيد بعد يومين وكل سنة وإنتي طيبة وأنا عايزة إللى يقعد معايا.
سيرين إنفجرت من الضحك لما سمعت كلامها.

سيرين في وسط ضحكاتها: أمير. هيغسل السجاد؟
شوق بضحكة خفيفة: إنتى عارفة إللي فيها أنا مش بقدر أقرب للمنظفات، وعايزة أقولك إنه بيعمل أكتر من كده عمومًا بجانب غسيل السجاد، يعني بيغسل مواعين، بيغسل هدوم، بيكنس وبيمسح الشقة كمان، وهكذا.
سيرين بإنبهار: وهو بيلاقي وقت إزاي لكل ده؟
شوق بتنهيدة: ربنا بيباركله في وقته، الحمدلله.
سيرين: الحمدلله.
شوق: ها قولتي إيه؟
سيرين بتنهيدة: خلاص هلبس وأجيلك.

شوق بفرحة: حلو أوي، مستنياكي يا روحي.
سيرين: ماشي ياحبيبتي.
شوق قفلت مع سيرين وراحت لأمير إللى مشمر بنطلون البيت لحد ركبته ورابط حوالين راسه قماشه عشان مصدع ورايح للسجادة وماسك في إيده طبق بلاستيك كبير مليان مياه مختلطة بأنواع كثيرة من مساحيق الغسيل...
شوق بتشجيع: يلا ياحبيبي برافو عليك، وزع المياه على السجادة كلها.
أمير بصلها بتنهيدة وبعدها إتكلم...

أمير: طيب ياشوق، بعد إذنك إدخلي بقا أوضتك عشان أغسل السجاد.
شوق: طيب ياحبيبي بالتوفيق.

دخلت أوضتها بسرعة، وأمير وزع المياه على السجاد وإنتشرت رائحة الكلور والمنظفات في الشقة، شوق شمت ريحة بسيطة ولبست كمامة بسرعة عشان ماتتعبش، أمير بدأ يدعك السجاد بالفرشاة ولما كان بيخلص سجادة بيلفها وبيحطها على جنب، كان باقيله سجادة كبيرة ولسه هيبدأ فيها فاق على صوت جرس الشقة. إتنهد تنهيدة عميقة وراح فتح الباب بس إتصدم لما لقاها واقفة قدامه بمنظره ده، سيرين حاولت تكتم ضحكتها بس ماقدرتش، منظره كان مضحك جدا، القماشه إللى كان رابطها حوالين راسه كانت مربوطة بهرجله ده غير البنطلون إللى مشمره لحد الركبة وهدومه المبلوله والصابون إللى في إيده. كان واقف مذهول من الموقف إللى هو فيه ده. شوق خرجت من الأوضة وهي لابسه الكمامة وراحت للباب...

شوق بفرحة: سيرين.
حضنوا بعض...
شوق: إدخلي يا حبيبتي واقفة كده ليه، وسع يا أمير.
أمير رجع لورا وهي دخلت الشقة وبتحاول تكتم ضحكتها...
شوق لأمير: إنت خلاص باقيلك قد إيه؟
أمير كان محرج وحاسس بالخجل وماقدرش ينطق بس شاورلها براسه على السجادة الكبيرة...
شوق: الله يكون في عونك، نسيبك إحنا ياحبيبي مانعطلكش، يلا ياسيرين.

مسكت سيرين من إيدها ودخلوا الأوضة أما أمير إتنهد وقفل باب الشقة وبدأ يشتغل على السجادة الكبيرة وفي نفس الوقت بيفكر في سيرين والموقف البايخ إللى إتحط فيه، شوق كانت بتبص لحجاب سيرين المعدول تقريبًا، وطريقة لبسها إللى إتغيرت للأحسن شويه.
شوق بحب: حلو أوي التغيير ده.
سيرين: البركة فيكي ياشوق، يا إما نتمسك بالفرصة يا إما تضيع من إيدينا وماترجعش تاني.

شوق وهي بتملس على حجابها: ربنا يبارك فيكي ياحبيبتي ويكملك بعقلك، إحكيلي بقا أخبارك إيه؟
سيرين: الحمدلله، كله تمام.
سيرين ركزت في صوت المياه إللى بتترمي على الأرض وصوت الفرشاة إللى أمير بيغسل بيها...
شوق: سيرين أنا بتكلم.
سيرين وهي بتبصلها: هاه؟
شوق وهي مضيقة عيونها بشك: في إيه؟
سيرين بإرتباك: هو أمير هيغسل السجاد لوحده بجد؟

شوق: هو بيغسله من الصبح أصلا وهو هيطول في السجادة دي شويه، ومش هعرف أغسل معاه لإني تعبانه.
سيرين: هو أنا ممكن أساعده؟
شوق برفض: لا، إنتي مش جايه عشان تتبهدلي، إنتي جايه عشان تقعدي معايا.
سيرين بإصرار: أنا عايزة أساعدة.

وبعد عِند من شوق وسيرين في الموضوع ده أخيرًا سيرين إنتصرت وشوق إدتلها جلابية من عندها عشان تغسل بيها مع أمير. خرجت من الأوضة وشوق وراها، أمير كان مشغول بغسيل السجاد ومش مركز مع سيرين إللى واقفه قدامه لحد عيونه جات على حد لابس جلابيه، رفع عيونه من على الأرض على إعتقاده إنها شوق بس إتسمر في مكانه لما لقاها سيرين.
سيرين بإحراج: هاي، حبيت أساعدك.
أمير بص لشوق إللي شاورتله براسها إن مافيش فايدة.

أمير بتمتمه: عنيدة.
أمير بجمود: أنا قربت أخلص.
سيرين: بس أنا شايفة عكس كده، كملت بعِند وحماس يلا قول أبدأ منين.
أمير ماحبش يعند قصادها لإنه مش فايق إتنهد بإستسلام وقام من مكانه وحط إيده على ظهره إللى بيوجعه، إدالها فرشاة بعصايه طويلة عشان متوطيش.
أمير وهو بيشاورلها على ركن في السجادة: إبدأي بهناك.
سيرين بحماس: حاضر.

شوق هزت راسها بيأس منها. سيرين بصت لأمير وحاولت تشوف وتتعلم هو بيغسل السجاد إزاى، قررت تقلده. كان مديلها ظهره وساند بركبته على الأرض وبيغسل السجاد، وهي إدتله ظهرها وبدأت تقلده تمامًا، وشوق متضايقة عشان سيرين مصممة على عنادها ومصرة تبهدل نفسها، راحت للمطبخ عشان تعملهم حاجة يشربوها، سيرين وهي بترجع لورا خبطت في أمير وبصتله بإحراج وخجل...
سيرين: أنا آسفة.

أمير بضحكة خفيفة: حتى في دي بتتأسفي؟!، الله يكرمك ياسيرين خلينا نركز في البلوة دى.
سيرين بضحكة: حاضر.

كملوا تركيز في غسيل السجادة وفي نفس الوقت أمير بيبصلها بطرف عيونه في أغلب الأوقات وكانت كل ثانية بتعدي عليه بتخليه يغرق في حبها أكتر. سيرين مكانتش مصدقة إنها بتساعده في حاجة تخص البيت ولوهله تخيلت إنهم هما الإتنين متجوزين وبيساعدوا بعض في البيت، فاقت بسرعة من تفكيرها وحست بالخجل الشديد وكملت إللى بتعمله، شوق خرجت من المطبخ وشافتهم مشغولين وعلامات الجدية واضحة عليهم قررت إنها تفرفشهم شويه وفي نفس الوقت تقوي العلاقة بينهم، راحت وملت مياة من المطبخ وراحت للصالة وإستغلت إنشغالهم هما الإتنين وحدفت المياه دي عليهم هما الإتنين، شهقوا بصدمة وبصوا لشوق إللى بتضحك عليهم، جريوا عليها هما الإتنين ورموا عليها باقي المياه إللى هي كانت ملياها، وضحكوا هما التلاته مع بعض، بمرور الوقت، سيرين كانت قاعدة مع شوق في أوضتها وبتبص في الساعة، نص الليل كان قرب يدخل عليهم وفي نفس الوقت بتتمنى تشوف أمير شويه. فاقت على صوت شوق...

شوق: سرحانة في إيه؟ إنتي متضايقة عشان إنتي هتباتي عندي؟
سيرين بإبتسامة: أبدًا ياشوق ده أنا مبسوطة جدا.
شوق بإبتسامة: طب كويس، إتظاهرت بالنعاس معلش ياسيرين قومي هاتيلي الدواء بتاعي من المطبخ عشان هنام.
سيرين: حاضر ياشوق.
سيرين خرجت من أوضتها ودخلت المطبخ وفي نفس الوقت شوق راحت لأوضة أمير وقومته من على سريره...
أمير بصدمة: في إيه ياشوق؟

شوق بهمس: وطي صوتك، قدامك الفرصة أهوه، يلا روح قولها إنك بتحبها، البنت واقفة في المطبخ وبتدور على الدواء بتاعي وماتعرفش أصلا إني عايناه عندي في الأوضة، يلا يا أمير إتحرك، أنا مش مخلياها تبات عندنا من فراغ.
أمير بإحراج: بس،
شوق: من غير بس، يلا بسرعة.

أمير هز راسه بالموافقة وخرج من أوضته بإرتباك شديد وراح للمطبخ، وشوق وقفت بعيد عن المطبخ وفي نفس الوقت بتحاول تتصنت عليهم. سيرين كانت بتدور على الأدوية بتاعة شوق بس مش لاقياها إتنفضت في مكانها لما سمعت صوته...
أمير بإحراج: سيرين.
بصتله بإرتباك شديد. فضل واقف يبصلها بإحراج وخجل لدرجة إنها حست بإحراجه ده.
سيرين بإبتسامة وإرتباك: أيوه، إنت عايز مني حاجة؟
أمير إتنهد بصعوبه بسبب إبتسامتها ليه.

أمير بتردد: أنا كنت عايز أقولك، سكت شويه وبعدها إتكلم. طلعتي ست بيت شاطرة، بتعرفي تغسلي السجاد.
سيرين بضحكة خفيفة: البركة فيك إنت المستر بتاعي بتعلمني كل حاجة.
أمير بإرتباك: اه فعلا.
بص حواليه ومش عارف يقول إيه وفي نفس الوقت عيونه فيها كلام كتير وهي ملاحظة ده.
سيرين: أمير إنت كنت عايز تقول إيه؟
أمير بإحراج: إنتي مرتبطة؟

سيرين بإستغراب: لا، ليه السؤال ده؟ وبعدين إنت عارف كل حاجة عني، أنا مش بخبي عنك حاجة، إنت متوتر كده ليه؟
أمير بنفاذ صبر: عشان أنا بحبك ومش عارف أقولك إزاى إني بحبك فهمتي متوتر ليه و،
سكت لما إستوعب الكلام إللى قاله، وهي عيونها وسعت بسبب كلامه، شوق إتنططت في مكانها بفرحة ومستنيه رد سيرين بفارغ الصبر، سيرين كانت بتبصله وساكته ومذهوله من إعترافه ليها...

أمير بضيق وإحراج من سكوتها: شكلي عكيت كتير، أنا آسف.
كان لسه هيخرج من المطبخ...
سيرين: إنت متخيل إنى إستنيت كتير عشان أسمعها، بس ماكنتش أتوقع إنى أسمعها هنا وبالشكل ده.
أمير لف وبصلها بعدم إستيعاب.
سيرين بإبتسامة وتوضيح: تفتكر إن المطبخ هو المكان المناسب إن الواحد يعترف بحبه لحبيبته فيه؟
أمير بهدوء: حبيبته؟
سيرين: إنت شايف إيه؟
أمير قرب منها بهدوء...

أمير بجرأه لم يعهدها من قبل: أنا قولت إللى عندي، أنا عايز أسمع إللى عندك.
سيرين بإرتباك من قربه: أنا حبيتك من أول يوم شوفتك فيه.
أمير عقد حواجبه بشك: إزاي؟

سيرين بخجل: في اليوم ده شوفت فيك حاجة مختلفة عن أى حد، كان حواليك غموض كتير وكنت حاسه إنى لازم أعرف إيه سبب الغموض ده حتى وأنا معرفكش، وأنا بحاول أعرف سبب الغموض ده لقيت نفسي وقعت في حبك من زمان، وإنت كنت مجرد لغز أنا بحله أو أنا كنت واخده كل ده حجة عشان بس أقرب منك.

أمير ضحك ضحكة خفيفة بس سكت لما أخد باله إنه قريب منها جدا، وهي كانت محرجة جدا بسبب وجودهم مع بعض لوحدهم، شوق كانت واقفه بره ودموعها بتنزل في صمت وده لإنها إفتكرت اليوم إللى عمر إعترفلها فيه بحبه، أمير عيونه جات في عيونها ومش فاهم إيه السبب في إنه عاوز يقرب أكتر، وبالفعل سمع النداء إللى جواه، سيرين في جرس إنذار بيضرب في دماغها بيزيد صوته من كل خطوة أمير بيقربها منها بس قررت تتجاهل كل ده وتسمع لصوت قلبها، شوق إستغربت سكوتهم ومش فاهمة في إيه، قررت إنها لازم تشوف. حمحمت بصوت مسموع وأمير إتنفض ورجع خطوات لورا بسرعة ووشه إحمر من الخجل، وردد في سره.

أمير: أستغفر الله.
وخرج من المطبخ بسرعة. سيرين كانت واقفة في مكانها ومصدومة ومش مستوعبة إيه إللى كان هيحصل لو شوق مجتش، شوق كانت بتبص لسيرين بإستغراب ومش فاهمة في إيه، بس قررت تتصرف بشكل طبيعي.
شوق: معلش ياحبيبتي تعبتك معايا، أنا لقيت العلاج في الأوضة.
سيرين بصتلها بعدم فهم...
شوق: إنتي معايا ياحبيبتي؟
سيرين وهي بتفوق لنفسها وبتبص لشوق: اه اه معلش عايزة أنام.

شوق بإبتسامة وإرتياح: ماشي ياحبيبتي، يلا بينا.
سيرين هزت راسها ومشيت مع شوق، أمير كان قاعد على سريره محرج ومرتبك بسبب إللى كان هيعمله، عيونه جات على الموبايل، أخده وفتح الواتس آب وقرر يبعتلها رسالة، كتب بإرتباك شديد.

أمير: أنا مبسوط جدا إني قدرت أتخطى حاجز كبير بيني وبينك، إنتي من النهاردة سيرين حبيبتي مش سيرين صاحبتي، ماكنتش عارف أقول الكلام ده وش لوش، بس أنا يا سيرين عايز علاقتنا تكون رسمية أنا شايف فيكي الإنسانه إللى هكمل معاها حياتي، أنا حابب أتكلم مع والدك وربنا يقدم كل إللي فيه الخير.

فرد جسمه على السرير، ومن تعبه وإرهاق اليوم كله غرق في النوم، شوق نامت جنب سيرين وهي مبسوطة من التقدم العظيم ده، غمضت عيونها بهدوء ونامت بإرتياح وده لإنها إتطمنت على إبنها، سيرين كانت نايمة جنبها على السرير وبتقلب في الموبايل وصلها رسالة أمير وقرأتها. عيونها جات على أنا حابب أتكلم مع والدك وربنا يقدم كل إللي فيه الخير، فاقت من وهم كبير وإفتكرت إنها مخبيه عليه حاجات كتير ومش عارفة هتقدمه لباباها إزاى؟ وهتقدم باباها ليه إزاى؟، حست إن الدنيا إتقفلت في وشها وماحستش بنفسها غير ودموعها بتنزل، كذبت وخبت ودارت كتير، وكانت السبب في حاجات كتير تخصه من مكافآت و حوافز ولو أمير عرف حقيقتها مش هيفهم إن كل ده بسبب مجهودة هيفهم إنها بتشتريه بفلوسها، وكرامته هتوجعه ومش بعيد يبعد عنها وده لإن كرامته عنده فوق كل شئ، خايفه يعرف هي تبقى مين، خايفة اللحظات الحلوة دى تخلص بسرعة، معرفتش تنام بسبب تأنيبها لضميرها، مش عارفة تقوله إزاى هي مين. ماحستش إن الوقت بيعدي عليها من كثرة بكائها وتأنيبها لضميرها. فاقت على صوت رسالة جاتلها، فتحت الرسالة.

آنجري: لماذا أنتي مستيقظة إلى الآن؟
شافت الرسالة ومردتش لإنها مش قادرة ترد. آنجري بعتلها تاني...
آنجري: أنتي يا فتاة ماذا يحدث؟ ماذا هناك؟
شافتها وبرده مردتش، آنجري قلق عليها أكتر وقرر يتصل بيها وبالقعل إتصل، سيرين قامت بهدوء من جنب شوق إللى إنزعجت من رنة الموبايل أثناء نومها بس كملت نوم عادي. راحت للمطبخ وردت عليه.
آنجري بقلق: ماذا هناك سيرين؟ لا تقلقيني.
سيرين ببكاء: أبي.
آنجري بإصرار: ماذا هناك؟

سيرين: لا يوجد أي شئ، انا فقط إشتقت إليك كثيرًا أبي، أحتاجك كثيرا.
شهقت شهقات خفيفة وبصوت منخفض عشان ماحدش يسمعها...
آنجري بنبرة حزن: لماذا تبكين سيرين؟ ماذا هناك؟
سيرين فضلت تبكي ومش بترد عليه، قعدت في ركن في المطبخ وعم الصمت بينهم هما الإتنين، بس سيرين إتصدمت لما سمعته...
آنجري: سأكون عندكي في الغد، سأصل إلى مطار القاهرة في الساعة الحادية عشر صباحًا، نامي سيرين وأرتاحي، لن أترككِ.

سيرين بعدم إستيعاب: أبي، هل ستعود؟!
آنجري بنبرة حزن شديدة: سأعود لأجلكِ فقط.
فى صباح اليوم التالي: شوق كانت بتفطر مع أمير وسيرين وعلى وشها إبتسامة كبيرة وبتبصلهم هما الإتنين بحب شديد، أمير وسيرين كانوا بيبصوا لبعض بطرف عيونهم وكل أما بتتقابل نظراتهم لبعض بيحسوا بخجل شديد، بعد مرور فترة بسيطة، شوق كانت بتغسل إيديها بصابونه جديدة بالنسبة لسيرين...
سيرين بإعجاب شديد: الصابونه دى ريحتها حلوه أوى.

شوق بإبتسامة وهي بتغسل إيدها: ماما زمان كانت بتجيبلي نوع الصابونه دي دايما، ومن كتر إدماني لريحتها كنت بستخدمها وبخلصها علطول، وريحتي كانت دايما من ريحتها.
ضحكت ضحكة خفيفة وسيرين إستنشقت ريحة الصابونه إللى موجود في إيديها.
سيرين: ريحتها جميلة أوي بجد.
شوق بحب وهي بتبصلها: مافيش أجمل منك ياروحي إنتى.
قرصتها من خدودها والصابون في إيديها...
شوق بضحكة: أوبس، إغسلى وشك بقا معلش.

سيرين بضحكة خفيفة: ماشي ياشوق.
سيرين غسلت وشها من تاني وبعدها راحت الصالة هي وشوق وقعدوا مع بعض وأمير كان قاعد في الصالة هو كمان...
سيرين بإبتسامة: صحيح ياشوق، كل سنة وإنتي طيبة.
شوق: وإنتي طيبة ياحبيبة ياقلبي، وعقبال أما أشوفك العيد الجاي في بيت عريسك.
سيرين وأمير إتحرجوا ووشهم إحمر من الخجل، شوق إبتسمت لإحراجهم الواضح وقررت تغير الموضوع...
شوق: إقعدي هنا هروح أعمل عصير.

سيرين إبتسمتلها ولسه هتقعد عيونها جات على ساعة الحائط المعلقه برقت بصدمة لما لقتها 10 ونص...
سيرين بصدمة: الساعة 10 ونص. فاضل نص ساعة وأنا قدامي ساعة لحد أما أروح هناك.
شوق بعدم فهم: مش فاهمة في إيه؟
سيرين بتسرع: أنا لازم أمشي ضروري ورايا مشوار مهم.
حضنت شوق بسرعة وخرجت من الشقة تحت عيون شوق وأمير إللى بيبصولها بإستغراب...

كان قاعد في الطيارة وجواه حرب شغاله، بين إن بنته محتاجاه، و بين إن ده المكان إللى مات فيه روحًا وقلبًا، كفاية إن هواء مصر بيفكره بيها، كفايه إن فكرة رجوعه لمصر بعد السنين دي كلها محسساه إنه هيرجع للصفر من تاني، هرب من ذكرياتها المؤلمة بس أديه أهوه رجع مصر برضاه. عيونه البنيه كان فيها حزن وفي نفس الوقت غضب شديد لمجرد الذكرى دي، كإن في نار جواها محبوسه لسنين وعايزة تخرج، أضواء الشمس الذهبيه جات عليه وأظهرت جمال عيونه البنية وجمال شعره الأسود المختلط بشعره الأبيض، وذقنه الكثيفة بعض الشئ، عيونه جات على طفلة صغيرة بتشد في هدوم باباها وبتقوله إنها عايزة تلعب، ضحك ضحكة خفيفة لتذكره سيرين، فاق على صوت المضيفة...

سيداتي وسادتي اسعد الله صباحكم بكل خير. تستعد الطائرة للهبوط التدريجي نحو مدرج ومطار القاهرة الدولي، ومن اجل سلامتكم وراحتكم، يرجى البقاء في مقاعدكم وربط احزمتكم، شكرا لكم.

ربط حزام الكرسي إللى هو قاعد عليه والطائرة بدأت في الهبوط. بعد مرور فترة بسيطة، دخل المطار بجسدة الممشوق الرياضي ومشي بخطوات ثابته وقوية ومليئة بالثقه بالنفس. بدأ يدور عليها بعيونه بس مش لاقيها، إتنهد بضيق وبص لكل المسافرين إللي أهاليهم بيستقبلوهم.
آنجري بتأفف: دائما متأخرة.
فضل واقف في مكانه لفترة بسيطة وهو بيبص للساعة إللي في إيده، وفجأه سمع صوتها.
سيرين بفرحة وصوت مسموع: بابي.

رفع عيونه إللى جات في عيونها، كانت واقفه قدامه بحجابها إللي نور وشها، عيونه لمعت لما شافها بعد غياب عدا عليه كإنه سنين كتير، سيرين دموعها نزلت وجريت بسرعة ودخلت في حضنه وهو ضمها بشدة، كان بيستنشق ريحتها إللى إشتاقلها بشدة بس فجأه عقد حواجبه لما لقي ريحتها مختلطة بريحة تانية قديمة يعرفها كويس وحافظها، ريحة عمره ماهينساها أبدًا...
آنجري بإستفسار وبلهجة مصرية قوية جدا: إيه الريحة دي؟

كده نهاية فصلنا القمر وهنا خلاص كده خلصنا مقدمة الرواية، الجاي كله جد، ميعادنا الأساسي. كل يوم إتنين الساعة 10 مساءا بتوقيت القاهرة، لما بنزل بدري بتبقى لظروف خاصة زى النهاردة كده مافيش نت أصلا ومش معروف هيرجع إمتى فاتصرفت. فنزلته وعلى حظكم إنى خلصته الفجر.

آرائكم؟ توقعاتكم؟ عايزاكم ترغوا وتتكلموا في كل تفصيله في الرواية ماتسيبوش فتفوته كده هاه؟ الفصل ده مهم جدا بالنسبالي لإن ظهري وجعني بسببه فلازم أشوف كلام كتير في رأيكم عنه.
مين آنجري بقا؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة