قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل الثامن

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل الثامن

رواية شوق العمر للكاتبة سارة بركات الفصل الثامن

الصدمة ألجمتها ده غير إنها مكانتش لابسه حجابها، فاقت لما إفتكرت، جات تقفل الباب، الشخص ده مد دراعه ومنع إن الباب يتقفل، بدأت تدور بعيونها على طرحتها لقتها على الكنبه جريت بسرعه ودارت شعرها، دخل بكل بجاحة وبدأ يتكلم بسخرية وقلة حياء.
؟: بتدارى نفسك منى ليه؟ ده على أساس إنى مش حافظ جسمك كله.
شوق وهي بتحاول تاخد نفسها ومابتبصلوش: أمير مش هنا.
قعد بكل بجاحة على الكنبه وحط رجل على رجل...

؟: مش مهم، أنا قاعد مستنيه.
شوق بتحاول تتحكم في أعصابها وفي ذكريات كتير بتهاجمها بسبب وجوده.
؟ بسخرية: واقفه كده ليه ياشوق؟
شوق ماتكلمتش وفي نفس الوقت أزمة الربو بتاعتها بدأت بسبب الذكريات الصعبه دى. قام من مكانه وقرب نحيتها وهي بدأت ترجع لورا بخوف شديد وبتحول تتحكم في تنفسها بس مش عارفه وبتدور بعيونها على البخاخه بتاعتها بس مالقتهاش ومش فاكره أمير حطهالها فين...
؟: القطة أكلت لسانك ولا إيه؟

شوق بنفس متقطع: عايز إيه يا مجدى؟
مجدى بوقاحة: ولو إنى واحشنى القمر، بس أنا جاى عشان عايز فلوس.
شوق بنفس متقطع: أمير، مش هنا.
مجدى ببجاحة: مانا هستناه، بروح أمه إبن ال بتصل عليه بقالى يومين ومابيردش عليا، قاعدله لحد ماييجى.
شوق سندت على الحيطة بسبب إن الأزمة زادت...
شوق بنفس متقطع: الب. خ. اخه.
مجدى ببرود ولا مبالاة: مالهاش لازمه.
شوق قعدت على الأرض وهي بتحاول تتنفس ودموعها بدأت تنزل.

والذكريات بتهاجمها، أوضة ضلمة، أرض متلجة، برودة الهواء الشديدة، ريحة منظفات نفاذة. فاقت على صوت مجدى إللى بيهمسلها في ودنها...
مجدى بجرأة: ماتيجى نريح جوا على ما إبنك ييجى؟
شوق كان نفسها ترد عليه تقوله أى حاجه، أو تبعده عنها لكن أزمة الربو مش مخلياها قادره تتكلم أو تعمل أى حاجه. مجدى مسكها من دراعها وشوق حاولت تشيل دراعها من إيده بس معرفتش وبدأت تصرخ لكن للأسف صراخها مكنش عالى.

شوق بصراخ ونفس متقطع: أمير.
فى نفس التوقيت: نزلوا هما الإتنين من العربية ودخلوا البيت، طلعوا للدور التالت أمير بدأ يفتح الباب بالمفتاح بس إتخشب في مكانه لما سمع صوتها.
شوق برجاء ونفس متقطع ودموع: أرجوك سيبنى.
مجدى: نريح جوا الأول وبعدها هسيبك.

أمير فتح الباب بسرعة ودخل وسيرين مستغربه مش فاهمة حاجة، أمير لقى مجدى ماسك شوق من دراعها وبيحاول يقرب منها وهي بتبعده عنها وبتزقه بعيد عنها، رمى الشنط على الأرض وراح مسكه من لياقته وزقه بعيد عنها وأخدها في حضنه وهي بتبكى وبتشهق شهقات كبيرة جدا كإنها بتفقد روحها.
أمير برجاء وخوف شديد: شوق أبوس إيدك، إهدى ماتروحيش منى دلوقتى بدأ يتكلم بصوت عالى ودموعه بتنزل سيرين.

سيرين كانت واقفه في مكانها ومصدومة ومش مستوعبه إللى بيحصل، بس فاقت على صوته...
أمير: سيرين أرجوكى، في بخاخه جوا في باب التلاجه في الرف التانى هاتيها بسرعه، أرجوكى كمل بدموع لشوق عشان خاطرى ماتروحيش منى دلوقتى بلاش يا ماما حرام تسيبينى كده.
سيرين دخلت المطبخ بسرعة وبدأت تدور على البخاخه بإيدين مرتعشه. وصلها صوت أمير...
أمير بدموع وهو بيضم شوق بشده لحضنه: بسرعه ياسيرين أرجوكى.

سيرين لقتها وخرجت بسرعة من المطبخ، أمير أخدها منها بسرعه وحطها في بوق شوق إللى خلاص وشها بقا لونه أزرق من قلة التنفس، بدأ يديلها الإستنشاق بتاعها وبيطبطب عليها وبيضمها كإنه عاوز يخبيها جوا ضلوعه عشان يحميها من أى حاجة وحشة. سيرين كانت واقفه في مكانها مش مستوعبه إللى بيحصل عيونها جات على الشخص إللى بيبص لشوق وأمير بسخرية. شوق قدرت تاخد نفسها كإن روحها بتتردلها.

مجدى بسخرية: حلو أوى العرض الجميل ده، إتكلم بغضب فين الفلوس ياروح أمك؟
أمير حاول يتحكم في أعصابة بس للأسف شوق إللى بكائها بيزيد خلى الغضب ملى عيونه، بعد عنها وقام من مكانه وراح مسكه من اللياقه، وسيرين راحت بسرعه لشوق وبدأت تهديها.
أمير بغضب: مش قولتلك ماتقربش نحيتها تانى؟ جيت ليه؟
مجدى مسك إيد أمير إللى على لياقته ونفضها من عليه.

مجدى بإستهزاء: جرا إيه يابن شوق؟، هتبقى عاق على آخر الزمن؟ إتكلم بقرف وبعدين أنا أقرب لشوق؟ أنا بس كنت بهوش عليها زى زمان، وحشنى محايلتها ورجائها ليا في إنى أسيبها وأبعد عنها غمز بحقارة لشوق إللى في حضن سيرين.
أمير الغضب عمى عيونه كور إيديه بغضب شديد ولسه هيرفع إيده...
شوق بصراخ ودموع: إياك، إياك ترفع إيدك على أبوك، إياك أنا مربتكش على كده، إياك يا أمير.
أمير نزل إيده وهو بيبص لأبوه بغضب شديد...

مجدى بسخرية وهو بيضربه أقلام خفيفه متعاقبه على وجهه: برافو عليك، أيوه كده خليك زى الشاطر وإسمع كلام أمك يابن أمك.
أمير بغضب مكتوم وهو بيبعد إيده من على خده: عايز كام؟
مجدى: إنت المفروض قبضت من كام يوم، أنا بقا عايز نص المرتب بتاعك.
أمير بقرف وأمر: أقف قدام باب الشقة وإستنى لحد ما أجيلك.
مجدى بسخرية: ماشى يا إبن شوق، عيونه جات على سيرين وبدأ يتفحصها بكل جرأه. حلوه المزه مش حرام تاخدها لوحدك.

أمير بغضب: أقسم بالله لو قولت كلمه تانية يبقى تنسى إن في فلوس وإياك تقرب من حد فيهم إنت فاهم؟
مجدى ببرود: إهدى ليطقلك عرق ولا حاجة، بص لسيرين تانى وبعدها بص لأمير وضربه قلم خفيف على خده أنا بس ببدى إعجابى بالقمر عرفت تختار يا مفعوض وبتفرد عضلاتك عليا قدامها، ههههههههه.
أمير بعد وشه عن إيد أبوه...
أمير بغضب: يلا إطلع بره.
مجدى: عيونى.

مجدى خرج من الشقة بس فضل واقف قدام الباب قصاد شوق إللى بتبكى في حضن سيرين في الصالة، عيون شوق جات في عيون مجدى إللى غمزلها بوقاحة للمرة التانية، شوق كشت في حضن سيرين من نظرات مجدى ليها. أمير خرج من أوضته.
أمير بغضب: إمسك.
مجدى أخد منه المبلغ بلهفة وبدأ يِعِد في الفلوس قدامه...
مجدى: ناقصين 200ج، بس مافيش مشكلة، بص لسيرين وإتكلم بسخرية مع السلامه يا قمر.

مجدى مشى وأمير رزع باب الشقة وراه، راح لشوق إللى قاعده على الأرض في حضن سيرين.
أمير بلهفة وخوف: شوق إنتى كويسه؟ طمنينى عليكى؟ عمل فيكى حاجة؟
شوق بدموع ورجاء: عشان خاطرى ماتخليهوش ييجى هنا تانى، عشان خاطرى يا أمير.
أمير ضمها بقوة لحضنه.
أمير: أنا آسف يا شوق، هو جه عشان ماكنتش برد عليه، مش هتتكرر تانى ماتزعليش منى.

فضلت تبكى في حضنه بشهقات متقطعة، وسيرين قاعدة على الأرض ومذهولة من كل إللى حصل ده ومش فاهمة أى حاجة، بعد مرور فترة بسيطة، كانوا قاعدين على الكنبه وهي في حضنه.
أمير: خلاص بقا ماتزعليش منى، حقك عليا يا عمرى كله.
شوق بصوت متحشرج: خلاص ماحصلش حاجه.
سيرين خرجت من المطبخ وقدمتلها كوباية عصير عشان تهدى. أمير أخد الكوباية منها.
أمير بإحراج: شكرا يا سيرين تعبناكى معانا.

سيرين: مافيش تعب ولا حاجه، إنتى كويسه يا شوق؟
شوق هزت راسها بالموافقه وبعدها إتكلمت.
شوق: أنا آسفه على الكلام إللى هو قالهولك، معلش حقك عليا يابنتى.
سيرين بإبتسامة: ياحبيبتى ولا يهمك، ولا كإنى سمعت حاجة.
أمير: يلا ياشوق إشربى العصير.
شوق بدأت تشرب العصير بهدوء وبعد ماخلصت.
شوق: تسلم إيديكى يا سيرين.
سيرين بإبتسامة: الله يسلمك، بقيتى كويسه؟
شوق: الحمدلله.

أمير وهو بيحاول يغير الجو: مش هنفضل في النكد ده كتير، معقوله ياشوق، أكون جايبلك هدية وتنكدى عليا بالشكل ده.
شوق إنتبهتله. أمير قام من مكانه تحت عيون شوق إللى متابعاه بعيونها وبتبصله بإستغراب، راح للشنط إللى سيرين حطتها على على الأرض نحية الباب أخدهم ورجع لشوق وقعد جنبها. أخد الفستان من الشنطة.
أمير بإبتسامة: عايزك تقومى بسرعة تغيرى هدومك وتلبسى الفستان ده هو والحاجات إللى معاه دى.

شوق بصتله بعدم إستيعاب، سيرين قررت إنها تتكلم هي كمان.
سيرين: شوفى بقا يا شوق أنا جبتلك إيه.
قامت من مكانها وراحت لشنطتها إللى فيها علبة الساعة، ورجعتلها تانى، أخدت العلبه من شنطتها وفتحتهالها.
سيرين: أجمل هدية لأجمل وأحلى شوق في الدنيا دى.
شوق بصتلها بعدم إستيعاب وفي نفس الوقت مش فاهمه حاجه أو لسه تحت تأثير الصدمة.

أمير وهو بيمسح دموعها: إيه يا شوق، هتفضلى كده كتير؟ يلا قومى قيسى الهدوم دى وأنا وسيرين منتظرينك.

شوق إبتسمتلهم بضعف هما الإتنين، وقامت من مكانها. دخلت الأوضة وفي نفس الوقت بتحاول تنسى إللى حصل من شوية بس إزاى والكابوس ده بيلاحقها لمدة 27 سنة، كابوس إسمه مجدى، الشخص إللى سرق منها برائتها سرق منها حياتها، سرق ضحتكها، حاولت تدعى عليه كتير في سجودها لكن إللى كان مانعها إنه أبو إبنها، بتكرهه بس خايفة على زعل أمير حتى لو أمير مش بيحبه لكن حبه لأبوه مدفون جواه مهما حصل، مسحت دموعها إللى نزلت بحسرة وأخدت نفس عميق وعيونها جات على الفستان إللى في إيديها إبتسمت من قلبها وبصت للهدية بتاعة سيرين إللى ذهلتها ملست على الساعة برقة كإنها خايفة توقعها أو تبوظها وبدأت تغير هدومها وتلبس الفستان وكل المتعلقات الخاصة بيه، كانوا قاعدين هما الإتنين بره في الصالة والإتنين مُحرجين. أمير مُحرج من الكلام إللى أبوه قاله عن سيرين ده غير إن بالمنظر ده شكله وحش جدا بالنسبالها لإن عنده أب زى ده، وسيرين كانت مُحرجة لأمير نفسه مش مُحرجة منه، فاهماه كويس جدا، وحاسه بإحراجه، وعارفه إنه متضايق عشان كل ده حصل قدامها، قررت إنها لازم تتكلم، بس هما الإتنين إتكلموا في وقت واحد.

أمير: سيرين.
سيرين: أمير.
الإتنين عيونهم جات في عيون بعض وإبتسموا بإحراج، أمير قرر إنه يبدأ كلام...
أمير بإحراج: أنا آسف يا سيرين على إللى حصل قدامك ده أن،
سيرين وهي بتقاطعه: إنت مُحرج ليه؟ هو مش إحنا أصحاب؟ يبقى مافيش بينا إحراج، وبعدين كل واحد فينا حياته فيها عقبه، وفي الغالب بتبقى من الأهل.
أمير: بس أنا آسف على الكلام إللى هو قاله و،.

سيرين بإبتسامة مطمئنة: أنا عملت نفسى مش سامعه حاجه ماتقلقش، ماتضايقتش.
أخد نفس عميق وفي نفس الوقت بيفكر في شوق وسيرين كمان كانت بتفكر في شوق إللى صعبانه عليها...
سيرين بإحراج: أمير.
أمير وهو بيبصلها: نعم؟
سيرين بإرتباك: لو مافيهاش إحراج، ممكن أعرف ليه باباك بيتعامل كده مع شوق؟ لو الموضوع مُحرج بالنسبالك خلاص مافيش مشكلة.

بصلها شوية وبيسأل نفسه أسأله كتير لحد أما قرر يتكلم عشان ماتسألش شوق إللى هتتعب لمجرد السؤال، أخد نفس عميق.
أمير بتنهيدة: أنا ذات نفسى معرفش.
سيرين بإستغراب: إزاى؟

أمير بحزن وهو بيبص في الأرض: من يوم ماوعيت على الدنيا وأنا شايف شوق بتتعذب قدامى، أنا كنت عيل صغير متدلع في حضن جدتى إللى هي أم والدى، ووالدى كمان كان مدلعنى كانوا هما الإتنين مانعنى عن شوق إللى كانت محبوسة في أوضة ضلمة ومابشوفهاش غير من وراهم عشان أقعد معاها شوية وأخدلها أكل من وراهم كمان، إتكلم بحسرة كانت دايمًا بتترجانى وبتقولى إنها جعانه، ماكنتش فاهم هما ليه حابسينها ليه بيعملوا فيها كده، بس،.

قطع كلامه خروج شوق إللى ضحكتها وفرحتها منورين وشها البرئ، على الرغم من أن علامات النضج ظاهرة عليها لكن البراءة إحتلت ملامحها، لسه زى ماهى البنت الصغيرة إللى كان بيجيبلها الأكل في الأوضة من وراهم، ويمكن صغرت أكتر بسبب الفستان الرائع إللى هي لابساه، طرحتها إللى عاملة رسمة معينه لوجهها، أنفها الصغير، شفايفها الصغيره، إللى يشوفها عيله صغيره عمره مايقول أبدا إنها كبيره في نص الأربعينات، شوق كانت مبتسمه بفرحه وبتلف قدامهم عشان يقولوا رأيهم، لكن أمير كان مركز عليها هى، وسيرين كانت بتسأل نفسها أسألة كتيره عنها، ده غير إنها لسه صغيرة، مش فاهمة حاجة تماما، عيونها جات على أمير إللى بيتأمل شوق، شوق من فرحتها بالفستان إتنططت في مكانها وجريت حضنت أمير جامد...

شوق وهي بتضمه بشدة: الفستان حلو أوى يا أمير، أنا مبسوطة بيه جدا، كل حاجة إنت جبتها حلوة أوى، ربنا يباركلى في عمرك يا حبيبى ويرزقك ويصلح حالك.
بعدت عنه وبصت في عيونه إللى بتبصلها بحب.
أمير: أنا مش عايز من الدنيا دى غير ضحكتك يا شوق.
باس راسها وحضنها بشدة، بِعِدِت عنه وحضنت سيرين جامد، للمرة التانية سيرين تحس بالإحتواء والدفئ الأمومى.

شوق بإبتسامة وفرحة وإمتنان وهي بتبصلها: شكرا أوى على الساعة، دى حاجة غاليه أوى عليا، مكنش ليه لازمه إنك تتعبى نفسك يا حبيبتى.
سيرين: لا تعب ولا حاجة إنتى تستاهلى أكتر من كده يا شوق.
شوق مسكت إيدها إللى هي لابسه فيها الساعة...
شوق بهمس وبعيون كلها حب وشوق وهي بتبص للساعة: حلوة أوى.
سيرين سمعت همسها وده لإنها قريبة منها...
سيرين بإرتياح: مبسوطة أوى إنها عجبتك يا شوق.

فضلت تتأمل شوق وهي بتبص للساعة بفرحة كإنها جابتلها حاجة كبيرة جدا على الرغم من إنها مجرد ساعة ده غير الفستان إللى عماله بتلف بيه، وفي نفس الوقت بتفكر في إللى حصل لشوق قبل كده وعايزه تعرف أكتر. أمير كان بيتأمل فرحة شوق وكان سعيد جدا بفرحتها دى، حمد ربنا إنه قدر يخليها تنسى إللى حصل بسبب الهدية دى. هما الإتنين فاقوا على صوتها...
شوق: أنا هدخل أغير بقا عشان أجهزلكم الغداء.

سيرين: مالهوش لزوم يا شوق انا همشى إتأخرت و،
شوق بحزم: لا هتفضلى قاعدة، ولو مشيتى ياسيرين هزعل منك، أنا ملحقتش أتعرف عليكى المرة إللى فاتت عشان كنتى مستعجلة برده.
سيرين: ياشوق أ،
شوق بتحذير وهي بتقاطعها: هزعل، وإنتى ماتعرفيش زعلى عامل إزاى.
أمير وهو بيتدخل: خلاص يا سيرين إقعدى وماتزعليش شوق، أنا جربت زعلها وبقولك ملس على دماغه كإنها بتوجعه خليكى قاعدة عشان شوق ماتزعلش.
سيرين بإبتسامة: حاضر.

شوق: عين العقل، أمير حبيبى أنا عاملالك مفاجأة حلوة أوى، هغير هدومى وهجيلكم.
دخلت الأوضة وهما الإتنين ضحكوا ضحكة خفيفة عليها، سيرين بصت لأمير...
سيرين: ممكن تكمل قصة شوق.
أمير كان لسه هيتكلم موبايل سيرين رن، سيرين فتحت شنطتها وقامت من مكانها بسرعة.
سيرين بإرتباك لأمير: بعد إذنك هرد على التليفون وهرجع.
أمير بإستغراب من إرتباكها: تمام.

مشيت في الشقة ومش عارفة هي رايحة فين، فتحت أوضة ودخلت فيها وبدأت ترد على الموبايل...
الحوار مترجم من اللغة الإنجليزية: سيرين بإبتسامة حب: مرحبًا يا عزيزى.
؟ بحب: مرحبًا عزيزتى، إشتقت إليكى كثيرا، أرجوكى عودى.
سيرين: أنا أخبرتك من قبل أننى سأعود بعد ثلاثة أشهر وها قد مضى على عودتى إلى هنا أسبوع واحد فقط، ثم إننى قلت لك أنى لن أعود حينما أتعلم ما أريد.

؟ بضعف وحزن: لكنها فترة طويلة جدا، أنتى تعلمين جيدا أنى لا أستطيع العيش بدونك.
سيرين بتنهيدة وضعف: أبى لا تفعل هذا معى، لا تضغط على في نقطة ضعفى ألا وهي أنت، أرجوك إسمح لى أن أثبت نفسى لك.
والدها: أنتى لا تحتاجين أن تثبتى نفسك لى، أنا أثق بكى ولكن قلت لكى من قبل، أننى لا أقبل المعاناة لكى.
سيرين: بضحكة خفيفة: ومن قال أننى أعانى، بالعكس أنا أتعلم كثيرًا وأحببت العمل أكثر.

والدها بإستسلام: حسنًا يا مدللة أبيكى، أخبرينى أين أنتى؟
سيرين: أنا عند بعض الأصدقاء.
والدها بإستغراب: أصدقاء؟ لم أكن أعلم أن لديكى أصدقاء؟ لماذا لم تخبرينى؟
سيرين: لم يمر وقت طويل على معرفتى بهم ولكن صدقنى إنهم طيبى القلب يا أبى.
والدها بتنهيدة: حسنًا يا صغيرتى أنا أثق بك ولكن إذا إقترب منكى أحد سأقتله هل فهمتى؟
سيرين: هههههههههه، فهمت يا أبى الغيور لا تقلق.

والدها: وهل لى سواكى؟ أنت الوحيدة التي بقلبى يا مدللتى.
سيرين بإبتسامة حزينة: أعلم يا أبى.
سمعت صوت شوق وهي بتكلم أمير وبتسأله عنها ولإنها في أوضه بعيد شوية الصوت مش واصل أوى...
سيرين: أبى سأتحدث إليك لا حقًا.
والدها: وأنا في إنتظارك حتى لو كان الإنتظار سيأخذ منى عمرًا كاملًا.
سيرين بحب: وأنا لن أتأخر عنك عمرًا كاملًا يا عزيزى، إلى اللقاء.
والدها: إلى اللقاء حبيبتى.

قفلت المكالمة وأخدت نفس عميق وخرجت من الأوضه.
شوق بإرتياح لما شافتها: كنت هزعل بجد لو مشيتى.
سيرين: ماقدرش أسيبك يا شوق.
سيرين حضنتها وشوق حضنتها هي كمان...
شوق: أنا لازم أروح أغرفلكم الأكل.
أمير: وأنا هغير يا ماما على ماتحضرى الأكل.
شوق بحب: ماشى ياحبيبى.
أمير راح الأوضة بتاعته تحت عيون سيرين المُحرجة لإنها إكتشفت إنها دخلت أوضته، شوق كانت لسه هتتحرك...

سيرين برجاء: عشان خاطرى يا شوق، خلينى أساعدك، بليييييييز.
شوق: يابنتى إرتاحى و،
سيرين: مش عايزة أزعل منك ياشوق، عشان خاطرى.
شوق بتنهيدة: براحتك، تعالى ورايا.
سيرين فرحت ودخلت المطبخ ورا شوق.
سيرين بحماس: قوليلى أعمل إيه؟
شوق بضحكة من حماسها وبدأت تغرف الأكل: بتفكرينى بنفسى وأنا صغيرة، كنت بحب أقف مع ماما في المطبخ، وكنت بقولها عشان خاطرى خلينى أساعدك.

سيرين: وبعدين، كنتى بتعملى إيه عشان أعمل زيك ونخلص كل حاجة.
ملامحها إتحولت للحزن وإتنهدت تنهيدة بسيطة...
شوق: ماكنتش بعمل حاجة.
سيرين إستغربت من نبرة الحزن، شوق غيرت الموضوع بسرعة.
شوق: كلمينى عن نفسك.
سيرين: مانا قولتلك عنى ياشوق.
شوق بإنشغال: كلمينى عنك أكتر، هاتيلى طبق من المطبقية إللى فوقك.
سيرين بالفعل رفعت عيونها لاحظت المطبقية وجابتلها طبق وإدتهولها.

شوق بإنشغال: إللى يشوفك كده ويشوفك وإنتى عارفة يعنى إيه مطبقية يستغرب، إنتى منين بالظبط؟، لا تكونى من عابدين وأنا معرفش وبتضحكى عليا بشكلك الحلو ده يابت، بس أرجع وأقول لا البنت دى ممكن تكون مصرية أه، بس مش عايشه هنا زى ماقولتيلى بس مش عارفه أحدد.
سيرين: هههههههههههه، مانا قولتلك ياشوق، عشت عمرى كله مع بابى في أميريكا.

شوق وهي بتبصلها: يا بكاشة، أكيد إتربيتى في مصر مش في أمريكا بتاعتكم دى، وبعدين سؤال هو إنتى إزاى بتنطقى مصرى طلقة كده؟ لا يبقى بتضحكى عليا.
سيرين بتنهيدة: يا شوق صدقينى، أنا مش بكذب عليكى، أنا بس موضحتش في أول مرة، هو أنا معايا جنسيتين الجنسية المصرية والجنسيه الأمريكية، وكنت باجى هنا مصر دايما مع إتكلمت بغصة مامى.

شوق لما حست بنبرة صوتها سابت إللى في إيديها وبصتلها، لمحت دموعها إللى هي بتحاول تداريها وبتبص بعيد عن شوق. شوق قربت منها وأخدتها في حضنها وبدأت تطبطب عليها بحنان أمومى، وهنا سيرين إنفجرت في البكاء.
شوق بحنان أمومى: عيطى ياحبيبتى، عيطى وإحكى كل إللى في قلبك ليا.

سيرين بقهرة وهي في حضنها: سابتنى وأنا صغيرة، مالحقتش أشبع منها، كانت حنينة عليا أوى، مشيت بسرعة يا شوق، كان نفسى تفضل معايا شوية تنصحنى عشان حياتى، تنصحنى أبعد عن أصدقاء السوء، تبقى هي صديقتى الوحيدة، كان نفسى تكون موجودة في كل مناسبة ليا، في حفلة تخرجى، في كل المسابقات إللى كنت بدخلها وبفوز فيها، تبقى معايا في كل خطوة أنا بخطيها في حياتى، في كل ذكرى عيد أم بموت من قهرتى وده لإن كلهم معاهم أمهاتهم وأنا لا، على الرغم من إن بابى حاول بأقصى طاقته إنه يعوضنى عن غيابها إلا إنه مش عارف يعوضنى لإن مهما كان الأم غير الأب وماحدش هيعرف يعوض حد عن وجود الأم.

كملت بكاء في حضن شوق إللى دموعها بتنزل عليها وعلى نفسها، وكل ده بيحصل غافلين عن أمير إللى سمع كل حاجة وهو واقف قدام المطبخ بس بعيد شوية، زعل عليها جدا وصعبت عليه، فاهمها وحاسس بيها، كان دايما بيخاف من إن شوق تروح منه، بيخاف للحظة إنه يصحى ويلاقيها ماتت، بيبقى قلقان وحاطط إيده على قلبه خوفًا من إن شوق ممكن يجرالها حاجة وحشة، هي كل حياته كل دنيته، الأم عمرها ماتتعوض، مايهمهوش أبوه القاسى راح فين أو عمل إيه، لكنه رافض فكرة غياب شوق إللى كانت دايما طول عمرها قلبها عليه قبل مايكون قلبه عليها. عذر سيرين على كل حاجه حصلت منها بدون قصد منها، سامحها على كل حاجة، على الرغم من إنه كان مازال متضايق شوية من إللى حصل منها لكن كل ده إنتهى لما حس بيها وعذرها، فعلا كل الناس متساويين بإختلاف القصص والحياة، مافيش حد كامل، قلبه وجعه بسبب عياطها إللى سامعه، بيتمنى إنه يدخل المطبخ ويهديها لكن ما باليد حيلة، بس قرر قرار بينه وبين نفسه إنه هيبقى معاها كصديق ويخرجها من إللى هي فيه، طب ليه مايبقاش كأخ ليها؟ أمير سأل نفسه، وليه مابقاش أخ؟ حاول يتخيل فكرة إنهم يبقوا زى الإخوات ماتقبلش الفكرة، هي أصحاب حلوه، إستغرب تفكيرة الغريب ده، فاق لما سمع صوتها...

سيرين وهي بتبعد من حضن شوق: أنا آسفه يا شوق أنا، إنتى بتعيطى!
شوق بدموع: فكرتينى بماما، ماما كانت دايما ساندانى في كل حاجة، عمرها ماسابتنى، ماما وقفت جنبى لما كله مشى لكن هي مسابتنيش، ماما كانت قوية وبميت راجل، ماما أنقذت حياتى من. من. حياة إتفرضت عليا من 27 سنه، أنقذتنى منها بعد معاناه في الحياة دى، ماما دى كانت بطلة حياتى، الله يرحمها ويرحم مامتك.
سيرين: يا رب.
شوق قررت تغير الموضوع.

شوق بمرح وهي بتمسح دموع سيرين: مش هنفضل نعيط كده كتير، الأكل هيبرد وكلنا جعانين وأمير شوية وهيقول بعلو صوته بتقلد صوته بشكل غليظ فين الأكل يا شووووووق.
سيرين ضحكت، أمير إتحرج وهو واقف بره ده غير دموع مامته إللى مش مخلياه مستحمل بُعده عنها كده، عايز ياخدها في حضنه ويهديها زى ماكان بيعمل زمان، وخاصة إن جدته رانيا موصياه على أمه بشكل كبير وحتى لو مش موصياه، فشوق في قلبه قبل عيونه...

شوق: أيوه كده إضحكى، الواحد بيعيش عشان يضحك، ضحكتك حلوة إياكى تخبيها.
سيرين بإبتسامة حب: تعرفى إن بابى دايما بيقولى كده.
شوق بتنهيدة: يبقى بتوجعى قلوبنا ليه معاكى؟ إسمعى كلامنا بقا.
سيرين بإبتسامة: حاضر يا شوق.
شوق بعدت عن سيرين ومسحت دموعها هي كمان، وكملت إللى كانت بتعمله...
سيرين: أعمل إيه طيب؟
شوق: إتفرجى عليا بس كده.

شوق راحت للتلاجة وأخدت منها طبق السلطة، وحطتها على الرخام وأخدت العيش من الفريزر وبدأت تسخنه على البوتوجاز...
سيرين: بس الأكل شكله حلو أوى يا شوق، تسلم إيديكى.
شوق: دوقى الأول وبعد كده إحكمى، كفايه بكش بقا.
سيرين: هههههههههه أنا عملت إيه بس؟
شوق: أكتر حاجه بكرهها في حياتى المجاملات.
سيرين: بس أنا مش بجامل.

شوق: وأنا بحب الرأى بعد ما الشخص يدوق الأكل، يلا كفاية رغى، وخدى الطبقين دول وحطيهم على الترابيزة بره.
سيرين: عيونى.
أخدت الطبقين وخرجت من المطبخ، أمير عمل كإنه هيدخل المطبخ عشان ماحدش يشك إنه سمعهم، قابلها في طريقه. سيرين إرتبكت لما شافته قدامها، أمير لاحظ عيونها الحمراء من البكاء وأنفها الأحمر، ومش فاهم ليه إتضايق لما شافها كده، وكل ده تحت عيون شوق إللى بتبصلهم بخبث، فاق على صوتها.

سيرين بإحراج: ممكن تعدينى.
أمير بإستيعاب: آسف، هاتى عنك.
سيرين بإرتباك: مالهوش لزوم أنا،
قطع كلامها أمير إللى أخد الأطباق منها وراح حطهم على الترابيزة، وهي فضلت واقفة في مكانها بتبصله ومتابعاه بعيونها. بس فاقت على صوت شوق.
شوق: تعالى ياسيرين خدى الطبق ده منى.
راحتلها وأخدت الطبق وخرجت ونفس الوضع، أمير أخد منها الطبق وهي إتحرجت وفي نفس الوقت حاسه بالخجل الشديد ومش عارفة ليه...

شوق وهي واقفه وراها: واقفه كده ليه؟ ماتعدينى يابنتى.
سيرين فاقت وخرجت بسرعة من المطبخ. وشوق وراها وبتضحك عليها وحطت طبق السلطة والعيش على الترابيزة.
أمير إبتسامته كانت كبيرة وهو بيبص لصنف الأكل إللى شوق عاملاه. سيرين قعدت على كرسى وشوق قعدت جنبها.
وأمير كان قاعد قدامهم.
أمير بإبتسامة: تسلم إيدك يا حبيبتى على الكوسة بالبشاميل، إنتى ماتعرفيش أنا بحبها قد إيه.

شوق بمرح: حبيبى، إنت أى حاجه فيها بشاميل بتموت فيها، يلا سموا الله وكلوا.
سموا الله وبدأوا ياكلوا، سيرين عجبتها الأكلة أوى وفي نفس الوقت بتحاول تلمح أمير وهو بياكل وشايفه على وشه ملامح الإستمتاع بالأكل، عيونه جات في عيونها وهي إتحرجت وبصت لطبقها وهو كمان إتحرج وكمل أكله. وشوق قاعدة وشايفة كل ده و إبتسمت إبتسامة خفيفة.
شوق لنفسها: يا رب أفرح بيك يا حبيبى وأطمن عليك قبل ما،.

غمضت عيونها بألم وأخدت نفس عميق وكملت أكل. بعد مرور فترة بسيطة، خلصوا الأكل وقعدوا مع بعض في الصالة.
أمير: بس غريبة يعنى يا شوق يا ترى إيه إللى غير رأيك وخلاكى تعملى أكله أنا بحبها؟ مع إن مافيش مناسبة.
شوق: عشان نجاحك النهارده ياحبيبى، كل خطوة إنت بتعملها في حياتك بتبقى بالنسبالى عبارة عن مناسبة كبيرة.
أمير: مش فاهم؟

شوق وهي بتبص لسيرين: سيرين ربنا يباركلى فيها سجلتلى فيديو صغير ليك وإنت بتشرح البرنامج النهارده في الشركة، بسم الله ماشاء الله كنت زى القمر وبدر منور في الفيديو، فكنت مبسوطة وعشان كده قررت أعملك الكوسة بالبشاميل.
أمير بحب: ربنا يباركلى في عمرك ياحبيبتى وتفضلى مبسوطه بيا دايما.
سيرين كانت متابعة نظرات أمير لشوق وحابه حبه ليها أوى ده غير خوفه عليها. فاقت على صوت شوق.

شوق: ألا قوليلى يا سيرين، هو إنتى مرتبطة؟
أمير في اللحظة دى ركز ومستنى ردها ومش فاهم ليه عايز يعرف وفي نفس الوقت مش مبين أى حاجه. سيرين إتصدمت من السؤال إللى مش متوقع.
شوق: سكتى ليه؟
سيرين بتلقائية: لا طبعا يا شوق.
شوق بإبتسامة وإرتياح: طب والله حلو جدا.

سيرين إبتسمتلها وهي مش فاهمة قصدها. شوق عيونها جات على أمير إللى بيبص لسيرين بطرف عيونه وهو بيشرب العصير. وفجأة سمعوا آذان العشاء. أمير إستغفر ربنا في سره على نظراته لسيرين إللى مش فاهملها أى سبب وقام من مكانه.
أمير: أنا هنزل أصلى العشاء في الجامع هتعوزوا حاجه أجيبها من بره وأنا راجع؟
شوق: عايزة سلامتك ياحبيبى، إنت متوضى؟
أمير: هتوضى هناك، هسيبكم تاخدوا راحتكم، يلا سلام.

خرج من الشقة ونزل من البيت تحت عيون الطفلة إللى بتراقبه دايما من بعيد وهي واقفة في الشباك، إتنهدت بهيام وبدأت تعمل مكالمة لحد ما الطرف التانى رد.
؟: الكراش بتاعى لسه نازل حالا من البيت، قمور أوى وهو داخل الجامع كده، طول بعرض ودقن خفيفة حلوة كده، ويالهوى على ضحكته يالهوى.
@@: إنتى لسه ماعترفتيلهوش يازهرة؟ هو مش انا قولتلك كلميه وقوليله إنك حابه إنكم ترتبطوا؟

إتحركت زهرة بحسمها الطفولى فهى صاحبة الثالثة عشر عامًا، بس إللى يشوف دماغها وتفكيرها يقول عليها عدت العشرينات...
زهرة بتنهيدة: مش عارفة يا آيات، تفتكرى هو كمان بيحبنى؟
آيات: بصى إنتى تروحى تقوليله وش كده إنك بتحبيه، ولو مرتبطش بيكى هترتبطى بغيره عادى ولا يفرق معاكى ببصلة.
زهرة: ماتقوليش كده على أمير حبيبى، بس أنا متضايقة.
آيات: من إيه؟

زهرة: فى واحدة كده بتجيلهم هنا في البيت، جات إمبارح والنهارده، بس كانوا جايين مع بعض النهارده بجد هتششششل، نفسى أفهم بيعمل معاها إيه دى.
وقفت قدام مرايتها وعدلت شعرها الأسود الطويل.
زهرة: ده أنا حتى أحلى منها بكتير.
آيات: طبعا ياحبيبتى إنتى أحلى من غير ما أشوفها كمان، بقولك إيه أنا هقفل دلوقتى عشان حبيبى بيتصل.
زهرة: والعة معاكى بقا.
آيات: أسيبك بقا على ما الكراش بتاعك يخلص صلاة.

زهرة: ماشى، ولما تخلصى كلام مع حبيبك ده إبعتيلى أى فيلم أجنبى رومانسى كده أفك بيه عن نفسى شوية بدل الزهق ده.
آيات: إنتى تؤمرى.
قفلت المكالمة معاها...
زهرة بهيام طفولى وهي بتلعب في شعرها: أمير.
شوق: أنا هقوم أتوضى وإنتى تتوضى بعدى تمام؟
سيرين: أكيد.
شوق دخلت الحمام وبدأت تتوضى. بعد مرور فترة بسيطة، سيرين دخلت بعدها وبدأت تتوضى هي كمان وبعدها خرجت...
شوق بإستغراب: متأكدة إنك مش من عابدين؟

سيرين: ههههههههههههه، لا ليه يا شوق؟
شوق: أصلك ماشاء الله بتتوضى زينا أهوه، فكرتك ماتعرفيش تعملى حاجة وكنت متوقعة إنك تقوليلى أعلمك.
سيرين: لا ياستى وبعدين طبيعى أبقى عارفه الوضوء والصلاة، كل حاجة أساسية في دينى عارفاها.
شوق سكتت شوية وبصت لشعر سيرين المكشوف وقالت لنفسها: ماعدا شوية حاجات بسيطة كده، مافيش مشكلة كله بالصبر.
شوق بتنهيدة: طيب يلا بينا، هديلك إسدال من عندى.
سيرين بإبتسامة: ماشى.

دخلوا أوضة شوق إللى إدتلها إسدال كانت معلقاه على الباب وسيرين لبسته وشوق بدأت تتأملها.
سيرين: بتبصيلى كده ليه؟
شوق بإبتسامة: تعرفى إن شكلك كده أحلى؟ على الرغم من إن الحجاب المفروض يكون ساتر وبيخفى جمال البنت، لكن إنتى شكلك بقى مميز، إنتى بيه حاجة جميله جدا تستحق إنها تظهر كده قدام الناس، لكن الشكل التانى إللى إنتى ماشيه بيه ده يستحق إنه يكون لشخص واحد بس، زوجك، وأتمنى ماتزعليش منى ده مجرد رأى.

سيرين بإبتسامة: ورأيك ده على راسى صدقينى، مازعلتش.
شوق بإبتسامة: يلا نصلى.
سيرين: يلا.
فرشوا المصليات ووقفوا جنب بعض وبدأوا يصلوا بإمامة شوق.

خرج من الجامع بعد الصلاة ومشى في إتجاه البيت تحت عيون إللى متابعاه بهيام. شوق سلمت من الصلاة وسيرين سلمت بعدها. وشوق سجدت تانى وبدأت تدعى، سيرين فضلت قاعدة في مكانها وبتبص لشوق إللى ساجدة وبتدعى. بتسأل نفسها أسألة كتير تخصها، محتاجة تعرف عنها أكتر بحكم إنها معتبراها صاحبتها. فاقت من إللى هي فيه على صوت الجرس، قامت من مكانها بسرعة متناسية إنها لسه لابسه الإسدال وراحت فتحت الباب، لقت أمير في وشها. أمير ذُهل من شكلها المميز إللى شايفه قدامه للمرة التانيه والمرة دى بإسدال صلاة، ده غير وجهها النقى الخالى من مساحيق التجميل، كانت كتلة براءة قدامه، فاق لنفسه بسرعة وإستغفر ربنا، وهي كمان فضلت واقفة ومش منتبهه إنها واقفه عند الباب وهو لسه مدخلش.

أمير بحمحمة وإحراج: آسف، نسيت المفتاح.
سيرين بإستيعاب: أها، عموما إحنا لسه مخلصين صلاة، إتفضل.
بعدت عن الباب وهو دخل الشقة وقفل الباب وراه.
أمير بإستفسار: أومال فين شوق؟
سيرين بإرتباك: شوق بتدعى جوه.
أمير بضحكة خفيفة: يبقى لسه قدامها شوية.
سيرين بإستفسار: على إيه مش فاهمه؟
أمير: على ماتخلص دعاء يعنى.
سيرين: أها.
أمير بإرتباك لوجودهم لوحدهم: أنا هروح أوضتى بقا، لو عوزتى حاجه نادى عليا.
سيرين: إتفضل.

مشى من قدامها وأول أما دخل أوضته إتنهد بإرتياح. وفي نفس الوقت بيفكر في شكلها الحلو إللى شافه ده. وهي كانت واقفه مرتبكة من نظراته ليها ومش فاهمة ليه بتتوتر كده لما هو بيكون معاها، عيونها جات على ساعة الحائط وبعدها بصت قدامها تانى، بصت لساعة الحائط بصدمة ولقت إن الوقت إتأخر على وجودها معاهم، كانت ناسية الوقت في وجودها معاهم. راحت بسرعة لأوضة شوق وقلعت الإسدال إللى كانت لابسه هدومها تحته. شوق قامت من مكانها وبصت لسيرين إللى بتعدل شعرها وبتحط ميك أب.

شوق: رايحة فين يا سيرين؟
سيرين بإنشغال: همشى أنا بقا يا شوق، مش هتعوزى حاجة؟
شوق: بس انا كنت عاملة حسابى إنك هتباتى معايا.
سيرين بإحراج وهي بتبصلها: قولتلك يا شوق خليها مرة تانية.
شوق: نفسى أفهم، بتتهربى ليه كل أما أقولك إنى عايزاكى تباتى عندى؟
سيرين بإحراج وخجل خافى: مش بتهرب ولا حاجة، بس أنا بيبقى ورايا حاجات كتير مهمة لازم أعملها بليل في الفيلا، وأنا كده إتأخرت.

شوق بتنهيدة: ماشى، مش هتحايل عليكى، إبقى خدى بالك من نفسك وكلمينى أول اما توصلى.
سيرين: عيونى.
خلصت الميك أب بتاعها وحضنت شوق إللى بادلتها الحضن وخرجت من الأوضة وشوق وراها.
شوق بصوت مسموع: أمير.
وبعد ثوانى أمير خرج.
أمير: نعم يا شوق؟
شوق: معلش ياحبيبى إنزل وصل سيرين لعربيتها.
سيرين: تانى ياشوق؟ خليك يا أمير إرتاح.
أمير: مايصحش، مادام شوق قالت أوصلك يبقى لازم أوصلك.
سيرين بإستسلام: أوك.

خرجت من الشقة هي وأمير وهو نزل قدامها وهي نزلت وراه. وخرجوا من البيت.
أمير بتذكير: إبقى كلمى شوق لما توصلى ماتنسيش.
سيرين بإبتسامة: حاضر، يلا سلام.
أمير بإبتسامة أربكتها: سلام.
بلعت ريقها بتوتر وراحت لعربيتها وركبتها وإتحركت، أمير فضل واقف في مكانه متابع عربتيها وهي بتخرج من الحارة. وكل ده تحت عيون زهرة إللى هتنفجر من الغيرة. لبست بسرعة الإسدال وخرجت من أوضتها ولسه هتخرج من الشقة.
؟: رايحة فين يابنت؟

زهرة بإرتباك: هنزل أشتريلى شيبسى ياماما.
والدة زهرة: طيب ماتتأخريش.
زهرة: حاضر.
خرجت من الشقة ونزلت من البيت إللى هو نفسه البيت إللى ساكنه فيه شوق ولكنها في الدور الخامس. بعد ما عربية سيرين إختفت من الحارة أمير لف عشان يدخل البيت إتصدم من إللى واقفه قدامة.
زهرة بضيق: مين دى يا سى أمير؟
أمير رفع حاجبه بدهشه وإستغراب من طريقتها في الكلام.
أمير وهو بياخدها على قد عقلها: مافيش إزيك يا أبيه أمير الأول؟

زهرة بضيق: بقولك مين دى؟
أمير حاول يمسك نفسه بالعافية عشان مايرزعهاش قلم على وشها يموتها بيه، أخد نفس عميق.
أمير وهو بيجز على أسنانة: مالكيش فيه يا شاطرة، عدينى.
زهرة بإصرار: لا مش هعدى، ويلا قول بسرعة مين دى؟
أمير بغضب مكتوم: ضيفة.
زهرة: وبتعمل إيه هنا يعنى؟ وبتيجى كل يوم ليه؟

أمير بغضب مكتوم: أستغفر الله العظيم يارب، بقولك إيه يابت إنت، ى أقسم بالله لو مامشيتى من قدامى هتلاقيينى سفختك قلم هيجيبك الأرض، إوعى من وشى.
زقها من قدامه وطلع لشقته وبدأ يخبط على الباب بسرعة، وشوق فتحت ومستغربة من الخبط بتاعة، دخل الشقه وقفل الباب وراه، كان واقف بياخد نفسه بإرتياح وشوق بتبصله بإستغراب أكتر.
شوق: فى إيه يا أمير؟
أمير: يا الله يا شوق، أنا كنت في حرب تحت.
شوق: فى إيه؟

أمير: البت زهرة بنت طنط إبتسام، وقفتنى للمرة المليون عند المدخل.
وهنا شوق ماقدرتش تمسك نفسها من الضحك.
شوق: ههههههههههههههههههههه، ويا ترى بقا عاكستك المره دى قالتلك إيه؟ عيونك حلوه؟، ولا دقنك حلوة؟

أمير: أستغفر الله العظيم يا رب، ياريت تقولى لأمها على إللى هي بتعمله كده كتير بجد، دى عيلة عندها 13 سنة هو إيه إللى حصل في الدنيا دى! أندر إيدج وكمان بجحة!، ده إيه قلة الأدب دى؟، حسبى الله ونعم الوكيل وأستغفر الله العظيم.
شوق: ههههههههههه، ماشى ياحبيبى أنا هتصرف، إهدى إنت بس.
أمير بتنهيدة: ماشى ياشوق.
شوق بإبتسامة حنونة: ماتيجى نقعد نتفرج على التليفزيون شوية.
أمير: حاضر.

راحوا الصالة ولبست نظارتها النظر وبدأت تشغل التليفزيون وقعدوا جنب بعض فضلت تقلب في القنوات لحد ما لقت فيلم لحن الوفاء لعبد الحليم حافظ وكانت أغنية على قد الشوق شغالة. إبتسمت بحزن وجه على بالها حوار بينها هي وعمر وكانت الأغنية دى شغالة وقتها.
فلاش باك: كانوا قاعدين على كنبة وهو بيعملها ضفيرة في شعرها.
شوق بتأفف: الأغنية دى مش عاجبانى، إقفلها.
عمر بإستفسار مع إنشغال: ليه؟

شوق: دى فيها فراق مابحبش الحاجة دى.
عمر وهو بيبص في عيونها: بس أنا بحب أى حاجة فيها كلمة شوق حتى لو فيها تعب وفراق.
فاقت من ذكرياتها وبصت بشرود للتليفزيون. أمير من طبعة إنه مش ميال أوى للأفلام القديمة، مسك موبايله وبدأ يقلب فيه على الفيس وهو قاعد جنبها، عيونه جات على منشور على الفيس.
بُص لمامتك وهي سرحانة وساكته، هتحس إنها أغلب واحده في الدنيا دى.

أمير فضل يبص للمنشور ده كتير وبيتأمله كإن كل كلمة على شوق بالظبط، بعدها رفع عيونه وبص لشوق إللى سرحانة في الفيلم.

عيونها وملامحها إللى الحزن ظاهر فيهم بشكل كبير ودائم، شعرها الأبيض إللى طلعلها بدرى جدا عن ميعاده، نظرها إللى ضعف بشكل كبير بسبب كثرة البكاء على حبيبٍ وعاشق مجنون غائب ولن يعود أبدًا مهما طال إنتظارها، أمير إتنهد بحزن على حال مامته إللى لحد الآن ماتعرفش إن إبنها يعرف بموضوع عمر، عرف الموضوع كله من جدته رانيا إللى وصته على شوق قبل ماتموت لما كان عنده 14 سنه. مر الوقت وكل واحد فيهم بيفكر في إللى شاغل باله أمير بيفكر في قصة الحب إللى مامته عاشتها زمان وكان نتيجتها قهرة ودمار، وشوق كانت بتفكر في إللى شاغل قلبها وعقلها دايما، مالك قلبها إللى عمرها ماحبت غيره ولا هتحب غيره. ماحسوش بالوقت إللى عدا وفاقوا على صوت رنة موبايل شوق. شوق بصت لموبايلها إبتسمت لما لقتها سيرين وردت.

سيرين وهي بتدخل الفيلا: ما قدرتش أدخل الفيلا غير لما أكلمك الأول، أنا وصلت ياحبيبتى خلاص.
شوق: حمدالله على سلامتك يا حبيبة قلبى.
سيرين: الله يسلمك يا أحلى شوق.
شوق: أنا خلاص كده إتطمنت عليكى، هسيبك بقا عشان تنامى.
سيرين: حاضر ياحبيبتى.
شوق: تصبحى على خير.
سيرين: وإنتى من أهله.
شوق قفلت المكالمة وعيونها جات في عيون أمير إللى متابعها.
شوق بإستغراب: فى إيه؟ بتبصلى كده ليه؟

أمير بإبتسامة: هو حرام إنى أبصلك ياماما.
شوق: لا مش حرام وبعدين مالك كده مركز معايا، هو في إيه؟
أمير: معجب بيكى غمزلها حد قالك قبل كده إنك زى القمر؟
إبتسمت بحزن لتذكرها عاشقها المجنون، بس قررت تغير الموضوع بسرعة.
شوق وهي رافعه حاجبها: فى إيه يا أمير عايز إيه؟
أمير بتنهيدة: قفشتينى.
شوق: إنطق.
أمير: عايزأقولك إنى بحبك يا أحلى شوق.

باس راسها وأخدها في حضنه وبدأ يطبطب عليها. شوق إستغربت من حنيته المفاجأة دى.
أمير: عايزك تعرفى إن أنا جنبك ومعاكى مهما حصل يا شوق، أنا وإنتى إيد واحدة، هنفضل مع بعض دايما إن شاء الله و،
شوق بضيق وهي بتقاطعه وبتخرج من حضنه: نفضل مع بعض دايما؟! ليه؟! هو أنت ناوى تقعد في أرابيزى؟!
أمير بزهق: يا شوق أقصد بإنى هفضل معاكى يعنى هبقى سندك وظهرك ده المقصود.
شوق بإبتسامة: عارفه يا عبيط، أنا بس بهزر معاك.

أمير: ماشى ياشوق.
شوق: أمير.
أمير: نعم ياحبيبتى؟
شوق: تعرف إن سيرين حلوه أوى.
أمير بصلها بإنتباه...
شوق بإبتسامة: محترمة، وكويسة، وعسوله، وبحبها أوى.
أمير بضحكة خفيفة: أكيد ياشوق حقك تحبيها ماهى صاحبتك.
شوق: أكيد، بس فيها حاجه مختلفة، أقدر أقول إنها مميزة، جدعة أوى.
أمير وهو بيبص في موبايله وهو بيمثل اللامبالاه وبيفتكر شكلها بالفستان والإسدال: مممممم.

سوق بضيق من لامبالاته: أنا غلطانه، سيب الزفت ده ويلا نكمل فُرجَه على التليفزيون.
أمير بضحكة خفيفة وهو بيسيب الموبايل من إيده: حاضر ياشوق.

شوق قلبت القناة لإن جه إعلان على قناة الفيلم القديم وجابت فيلم كوميدى وهي وأمير مابطلوش ضحك على الفيلم لحد ما خلص. بمرور الوقت. دخل أوضته وقعد على سريره وفتح الواتس آب ومن غير مايحس دخل على الشات الفارغ بينه وبين سيرين، شاف آخر ظهور ليها لقاها كانت فاتحه من ساعتين.
أمير بضحكة خفيفة: دى بتنام بدرى أوى.

إستغرب نفسه لإهتمامه بيها، قفل موبايله بعدم إستيعاب وبدأ يستسلم للنوم وفي نفس الوقت كلام شوق عنها بيتردد في ذهنه. حلوة أوى، محترمة، وكويسة، وعسوله، وبحبها أوى، مميزة، جدعة أوى، مميزة،
شوق كانت بتسرح شعرها قدام مرايتها لما خلصت راحت لسريرها، نامت على جنبها الليمين، وبدأ النوم يسيطر عليها لحد ما إستسلمت للنوم و بدأت تحلم بذكرياتها كاملة...

منذ ثمانيةً وعشرون عامًا: كانوا ماشيين في طريقهم للحارة وعمر كان ماسك إيدها جامد من ساعة ما نزلوا من السطح لحد الآن كإنه خايف تروح منه، ومش فاهم ليه بيعمل كده، شوق كانت ماشيه جنبه ومبسوطه بشكل طفولى إن عمر مش هيسيبها أبدا. فضلت تبصله وهو ماشى ومعقد حاجبه بتفكير وبتسأل نفسها هو بيفكر في إيه؟، بعد مرور فترة بسيطة، كانوا قربوا على دخولهم للحارة بس فجأه عمر وقف في مكانه وسحبها وراه ودخل لمدخل بيت ووقفها قدامه وبدأ يتكلم.

عمر بهدوء وهو بيمسكها من أكتافها الإتنين وبيبص في عيونها: شوق إنتى خلاص خلصتى إمتحانات صح ولا أنا غلط؟
هزت راسها بإرتباك شديد. أخد نفس عميق.
عمر بإستفسار وهمس مسموع وهو بيبص في عيونها: هنتقابل إزاى بعد كده؟
شوق بتلقائية وبراءة: هقف في الشباك وهنشوف بعض، هنبقى قدام بعض علطول.
عمر عقد حاجبه بغضب شديد وبدأ يتكلم بنبرة غريبة أول مرة تسمعها.
عمر بغضب: عشان إللى رايح وإللى جاى يتفرج عليكى صح؟

شوق بخوف من شكله: بس أنا كنت بقف في الشباك علطول و،
عمر بحدة وهو بيقاطعها: الوضع إتغير، إنتى بقيتى حاجة تانية.
شوق بعدم فهم: يعنى إيه؟
عمر مش فاهم هو بيقول إيه ومتلغبط بسبب مشاعرة وقلبة إللى بيدق بشكل غريب.
عمر: هتعرفى بعدين، المهم إتكلم بتحذير إياكى يا شوق ألمحك واقفه في الشباك تانى.
شوق ببراءة: طب هنشوف بعض إزاى؟

عمر وهو بيمسك وشها بين إيديه: أنا هتصرف، هو كلها شهر أجازة هنشوف بعض فيه أكيد سيبيها عليا، يلا عشان تروحى، إخرجى من هنا و روحى البيت وأنا همشى وراكى، فاهمة هتقولى إيه لمامتك؟
شوق وهي بتهز راسها بطاعة: فاهمه، هقولها إنى زهقت من إنى أستناها، فأخدتها مشى وروحت البيت.
عمر وهو بيملس على شعرها: برافو عليكى ياشوق، يلا إمشى.
شوق: حاضر.

عمر تابعها بعيونه وهي بتلف عشان تخرج من المدخل، حاسس بمشاعر كتير جواه، بركان من المشاعر، قلبه إللى بيدق بشدة، قلبة إللى عايزها تفضل أكتر، مع كل خطوة هي بتتحركها قلبه كان بيتخلع من مكانه، لما وصلت لبوابة المدخل لفت وبصتله مرة أخيرة، وهنا عمر ماحسش بنفسه غير وهو بيقرب منها، ضمها بشدة ورجع بيها لورا بعيدا عن أعين الناس، شوق كانت مصدومة من حضن عمر المفاجئ ليها، ومرتبكة وحاسه بخجل وإرتباك شديدين، عمر كان بيبص قدامه بشرود وهي في حضنه، كان متأكد إنه داخل على ملحمة وكوارث هو هيكون السبب فيها، وهو شارد الذهن شم ريحة أول مره ياخد باله منها الريحة دى كانت جايه من شوق، كانت ريحة شعرها الأسود الطويل، تاه في ريحتها بدون وعى ونسى تماما إنه بيضمها بشدة أكتر وهو بيشم ريحتها، فاق من إللى هو فيه لما حس بإنها بتحاول تخرج من حضنه. إرتبك لإنه تاه فيها بِعِد عنها وبصلها. كانت بتبص في الأرض من الإحراج، عمر رفع راسها وبص في عيونها.

عمر: شوق ماتتحرجيش منى بعد كده، فاهمانى؟
شوق بتلعثم: فاهمة.
عمر: يلا روحى.
هزت راسها وخرجت بسرعة من المدخل وراحت للحارة، عمر إتنهد تنهيدة بسيطة وخرج من البيت إللى كانوا واقفين فيه ومشى وراها بعقل غائب...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة