قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل السابع عشر

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل السابع عشر

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل السابع عشر

رامي...
كان هذا صوتها الباكي الضعيف، التفت بسرعة رأها تقف ودموعها تنهمر بغزارة، بعد ان كانت ملامحه غاضبة تحولت بسرعه كبيرة الى القلق فور رؤيته لدموعها هتف بقلق: مالك يا شهد، بتعيطي ليه، كنتي فين اص.

قاطعته هي عندما اندفعت نحوه تعانقه بقوة وتحاول تخبئة نفسها بداخله، نظر لها بتعجب ثم نظر حوله رأى الابتسامات والتهكمات في وجوه من حوله ولكنه انتبه الى شهاقتها الخافتة المستمرة حاوطها بيديه هاتفا بخفوت:
اهدي يا شهد في ايه حصل لدا كله.
فهتفت هي بين شهاقتها المستمرة: روحني عاوزة اروح...
زادت وتيرة القلق لديه: حاضر، يالا.

كان يجلس خلف عجلة القيادة يزفر بخفوت هاتفا للمرة الثامنة تقريبا: معلش يا ليلى اهدي يا قلبي.
رمقته بغضب: اهدى ايه هي ليها عين البجحة تنادي عليا وتكلمني، ربنا يسامحها.
هتف بهدوء: اديكي اهو قولتي ربنا يسامحها، ايه بقا معصبك...
ثم استطرد قائلا بحكمة: وبعدين انت المفروض تتحكمي في اعصابك شوية وتسمعيها مش يمكن انت ظالمها.

التفت له ثم هتفت بصراخ: ظالمها!، ولما هي فضحتني في الحارة كلها وحكت اللي حصل معايا دا كان ايه، ولما زكريا ضربني واتهمني في شرفي بسببها، ولما ابويا مات بسببها ولما مشيت من الحارة مزلولة مكسورة عيني في الارض بسببها ولما رضيت اتجوزك بسبب...
انفلت هدوء اعصابه هاتفا بقوة: خلاص بقا يا ليلى اسكتي لو سمحتي.
نظرت له بضيق ثم حولت بصرها للناحية الاخرى حابسة تلك الدموع في عينيها...

بمنزل رامي...

اطمئن على حمزة دثره جيدا محكما الغطاء عليه ثم خرج من الغرفة باحثا بعينيه عنها لم يراها اقترب من غرفتها سمع صوت بكائها الحاد رغم معرفته بها لعدة اشهر فادرك انها لا تبكي بسهولة ماذا حدث لكل هذا، اسئلة كثيرة بداخله يريد معرفة اجوبتها قلبه ينبض بعنف لبكائها منذ ان وصلوا للمنزل وهي معتزلة بغرفتها، نظر حوله رأى حقائب الملابس خاصتها اخذهم ثم طرق الباب بهدوء ولم ينتظر اذنها للدخول بل فتح الباب ودلف بنصف بابتسامة، بحث بعينيه لم يجدها ولكنه سمع صوت بكائها اقترب من صوتها وجدها تجلس على الارضية بين السرير والنافذة تبكي انخلع قلبه لرؤيتها هكذا، اندفع نحوها هاتفا بقلق:.

مالك يا شهد فيكي ايه بس...
رفعت وجهها الحزين وعيونها الحمراء من كثرة البكاء مردفة بصوت متقطع من كثرة البكاء: انا قلبي واجعني اوي يا رامي كل الناس جاية عليا، كلهم حتى اقرب الناس ليا.
مسح دموعها برقة مردفا بحنان: سلامة قلبك من الوجع، ليه بتقولي كدا؟
زدات شهاقتها مردفة بصوت مبحوح: بقول كدا من الظلم، الظلم وحش اوي يا رامي وميحسش بيه الا اللي اتظلم، وانا اتظلمت كتير اوي.

مسح على شعرها بحنان: شهد قوليلي في ايه حصلك، احكيلي يمكن ترتاحي وتريحي قلبك وعيونك اللي مش مبطلة عياط دي.
أومات برأسها مردفة ببكاء: هاحكيلك يمكن ارتاح..
بلعت ريقها ثم تابعت بشرود: كنت قاعدة مستنياك انت وحمزة لما كنت بتجيب الايس كريم وانا قاعدة كدا لمحت ضهر ليلى صاحبتي ماشية مع واحد انا عرفتها على طول فرحت اني لقيتها جريت وراها لغاية ما وصلت للباب الرئيسي خرجت وانا خرجت ونادتها بسرعة..

( فلاش بااك )
شهد بانفاس لاهثة: ليلى..
التفت ليلى بسرعة ثم احتدت عيناها فور رؤيتها لشهد: انتي.
اندفعت شهد نحوها تجذبها لاحضانها وتعانقها بقوة: وحشتيني اوي يا ليلى كل يوم بدعي ربنا الاقيكي وترجعيلي تاني.
دفعتها ليلى بعيدا عنها ثم نهرتها بقوة: بطلي كدب بقى وتمثيل خلاص كذبك وتمثيلك اتكشف.

وقف كريم يتابع الموقف بصمت دون التدخل بينما هتفت شهد بحزن: انت لسى مصدقة ان انا السبب يا ليلى، والله ما ليا ذنب انا مظلومة.
جزت ليلى على اسنانها هاتفة بغضب مكتوم: قولتلك بطلي كدب بقى، انت الوحيدة اللي كنتي عارفة انا اتحايلت عليك متقوليش لحد ليه فضحتيني هان عليك العشرة طب هان عليك ابويا الي كان مشغلك عنده وبيأويكي من جوز امك، ابويا اللي ماات بسببك.

انهمرت دموعها بشهدة لسماعها حديث ليلى اللاذع، حمحم كريم بإحراج مردفا بهدوء: ليلى لو سمحتي اهدي واسمعيها انتي اتظلمتي بلاش تظلمي.
هزت شهد رأسها بسرعة مؤكدة على حديث كريم: اه والله يا ليلى انا مظلومة انا اطر...
قاطعتها ليلى بحدة: بس اخرسي لو عندك ذرة دم تمشي من قدامي حالا مش طاية اشوف وشك قدامي كل ما اشوفك افتكرة وهو بيقع قدامي ميت، امشي من قدامي انا بكرهك حسبي الله ونعم الوكيل فيك.

نظرت لها شهد بذهول بينما هي جذبت كريم بقوة تاركة خلفها قلب ينزف من الظلم...
( باااااااك ).

صمتت بعد انهاء حديثها واستمر بكائها، زم شفتيه بضيق: اهدى يا شهد هي متستهلش عياطك دا.

نظرت له بحزن: هي ليه مش مصدقاني يا رامي، طب انا هاجيب الفضيحة لنفسي، منا اطردت زيها منا اتبهدلت زيها اهو انا هافضحها ليه، طب ليه مستنتش تسمعني وتعرف ان انا مظلومة، ليه حكمت ونفذت حكمها من غير ما تسمع دا انا صاحبة عمرها، عمرها ما شافت مني غير كل خير، عمري ما زعلتها ولا هي ولا عم احمد، جاية دلوقتي بتعايرني ان ابوها مشغلني، طب والله جالي شغل في اماكن حلوة اوي وبمرتبات كبيرة موت بس رفضت عارف ليه؟، علشان بحب عم احمد كان طيب وغلبان وبيحبني وبيحسسني بحضن ابويا اللي نفسي فيه، كانت القعدة معاه احسن من مية شغلانة واحسن من مية مرتب كبير، هي فاكرني مش زعلانة على موت ابوها لا انا زعلانة اوي ولسى متأثرة بموته وحاسة كأن حاجة ناقصاني، ياااه ليلى مفتكرتش ولا حاجة حلوة ليا، ولا موقف حلو، دا كله اتمسح باستيكة وصدقت اني فضحتها وعلقت كل حاجة على شماعتي.

جذب يديها ثم وضع قبلة رقيقة في راحتيها هاتفا: اهو اديكي قولتي علقت كل حاجة على شماعتك، بصي يا شهد في نوعين من الناس في ناس لما بتتظلم بتخاف تظلم أوي، وفي ناس لما بتتظلم بتظلم وبتحب تدوق اللي قدامها من نفس الكاس ودي ليلى صاحبتك، محدش في الدنيا دي يستاهل دموعك الغالية دي وبعدين انتي خلاص حاولتي مرة واتنين تبيني انك مظلومة وهي رفضت ومصرة على حكمها يبقى خلاص سيبها لوقتها واتاكدي ان ربنا هايردلك حقك في يوم من الايام وهي هاتعرف انك اتظلمتي.

هتفت بصوت مهزوز: امتى يا رامي هي مشيت وانا مشيت من الحارة هاتعرف ازاي اني اتظلمت.
هتف بحدة: مش مهم تعرف يا شهد انشالله عنها ما عرفت هي تفرق معاكي في ايه.
هتفت ببكاء: تفرق انها صاحبة عمري وانا مش سهل عليا اخون العشرة يارامي.
جذبها بقوة ثم عانقها هاتفا: اللي يشوفك من برا يقول عليكي مبيفرقش معاكي حد لكن انتي من جواكي هشة وضعيفة.

دفنت وجهها في عنقه قائلة بصوت مكتوم: الدنيا دي جاية عليا بزيادة اوي، كلهم سابوني واتخلوا عني مبقاش ليا الا انت وخالتي لو سبتوني هاضيع.
زاد من احتضانه لها ثم طبع قبلة رقيقة على احدى وجنيتها هاتفا بهمس: انتي لو سبتيني هاضيع، انا مش هاسمحلك تطلعي برا البيت دا ابدا، دا بيتك قبل ما يكون بيتي.
انا تعبانة يا رامي عاوزة انام، محتاجة النوم دلوقتي...

كان صوتها مجهد متعب حزين يسيطر عليه بحة غريبة من كثرة البكاء.
نهض رامي بخفة ثم جذبها من مرفقها أوقفها واتجه بها صوب السرير اجلسها ثم جلس بجانبها ووضع الغطاء عليهم نظرت اليه بعيونها الحمراء بتعجب: انت هتنام هنا ولا ايه!
هز رأسه مؤكدا قائلا بخبث: اه هنام جنبك علشان خايف عليك.
قطبت ما بين حاجييها مردفة: خايف عليا من ايه؟!

لاحت على ثغرة ابتسامة ماكرة: هو انت متعرفيش ان لما الواحد بيعيط كتير لو نام لوحده قرينه بيظهرله.
سرت رجفة خفيفة في جسدها ثم هتفت بخفوت: يالهوي بسم الله الرحمن الرحيم، احفظنا يارب بلاش السيرة دي جتتي بتتلبش.
ابعد الغطاء عنه وحاول النهوض بتمثيل: لا عندك حق نامي لوحدك انا هاروح انام.
جذبت يديه بسرعة هاتفة بخوف: نام يا رامي جنبي انا كدا هاخاف وانا نفسي انام انا تعبانة اوي.

كتم ضحكته بصعوبة ثم جذبها لصدره معانقا لها بقوة هاتفا بحنان: نامي يا شهدي متخافيش من اي حاجة في الدنيا دي طول مانا جنبك وفي ضهرك.

اراحت رأسها على صدره مغلقة عينيها شعرت بالراحة بالامان والاطمئنان تمنت بداخلها ان تبقى هكذا طوال العمر دعت ربها في سرها ان تنعم هكذا بذلك الحضن الدافئ الحنون ولا يفرقهما غدر الزمان، سرعان ما انتظمت انفاسها وغطت في نوم عميق، بينما الحال مختلف بداخل رامي شعر بمشاعر مختلفة متناقضة جعلت الحرب تدق داخل صدره شعوره بالسعادة لنومها بحضنه، شعوره بالحزن لكمية الالام التي تتحملها صغيرته، هذه الليلة من اجمل ليالي عمره هذه الليلة نامت باحضانه شهده شهد حياته التي تمنى رؤيتها فقط ها هي الان نائمة بسلام وبارداتها بالقرب من قلبه، وضع قبلة رقيقه اعلى جبينها ثم اغمض عينيه ليستسلم لنومه هنيئا...

بمنزل كريم...
دلف غرفته وجدها تقف تنظر من خلف زجاج النافذة بشرود تنهد بقوة ثم وقف ورائها مردفا بهدوء: وبعدين يا ليلى ايه اخرة اللي انت فيه.
هتفت بصوت حزين: مش عارفة.
عقد مابين حاجبيه مردفا بعتاب: انت ليه مبتسمعيش الا نفسك.
التفت له ثم قالت: ولما اسمعك هاتقولي ايه غير انك يا ليلى غلطتي المفروض تسمعيها وكلام من الذي منه استفدت ايه بقى.

استفدتي انك تعيدي تفكيرك وبلاش تظلميها لو هانفترض انها بتمثل طيب هاتقدر تمثل بكمية الدموع دي، انتي علشان الغضب متحكم فيكي مشوفتيش رياكشانات وشها الي كانت بتتبدل من الحزن والدفاع عن نفسها لصدمة من كلامك القاسي، تقدري تقوليلي هي هتستفاد ايه لما تفضحك؟ بتكرهك ليه؟ حصل بينكوا حاجة قبل كدا؟فانتي قولتي اه دي طول عمرها بتكرهني يبقا كلام زكريا صح، وزكريا دا اصلا مش راجل ولا فيه صنف الرجولة انتي عارفة الغريب فيك ايه؟

حولت بصرها نحو النافذة قائله: ايه؟
هتف باندفاع بنبرة حادة قوية: انك مش جايبة اللوم على زكريا ولا على امه ولا عليكي حتى، انت جايبة اللوم على شهد لما مجرد كلام اتقالك من خطيبك السابق زكريا اللي انت لغاية دلوقتي حزينة عليه.

استدرات مرة واحدة ترمقه بغضب: انا حزينة على زكريا بعد دا كله تقولي الكلمة دي، انت ازاي اصلا قادر تنطقها انا مبجبش سيرته علشان حاجه واحدة بس هو مش لازمني ولا يهمني وميستهلش دمعة واحدة من عيوني عليه يا كريم ميستهلش لساني يجيب سيرته لكن هي صاحبة عمري والضربة والوجع كان اقوى بكتير من زكريا ومليون واحد زيه.
ثم استطردت بضيق: انت على فكرة واقف معاها ضدي.
اشار على نفسه بتعجب: انا واقف معاها ضدك!

طب بصي يا ليلى ايه رأيك تروحي لدكتورة هدى بقالك كتير مش روحتيلها وتتكلمي معاها بخصوص موضوع شهد واهي حد بعيد عننا ويقدر يحكم كويس.
أومأت براسها: فعلا انا عاوزة اروحلها محتاجة اتكلم معاها.
استدار ثم اتجه الى السرير بصمت ذهبت خلفه تهتف بخفوت: كريم انا اسفة بوظت اليوم عليك انهاردا.
ابتسم بتهكم: لا عادي واخد على كدا.
جذبته من مرفقه تهتف بنعومة: متزعلش بجد ولا اتبسطت علشان تخلع من المفاجأة بتاعت بكرا.

نظر لها بذهول مصطنع: ايه دا انتي فاكرة المفاجأة وانا اللي قولت ان يومك انضرب ونسيتي.
تنهدت بتعب ثم هتفت: معلش بقى متزعلش مني متبقاش كدا بقمصة.
قهقه بصوت عالي: انا بقمصة اخدتي عليا اوي يا ليلى.
شعرت بالاحراج لزلة لسانها فهتفت بخفوت: اسفه مقصدتش والله.

جذبها من مرفقها اجلسها بجانبه ثم حاوطها بيده قائلا بحنان: قولي كل اللي انت عاوزاه يا ليلى انت مراتي ياقلبي وانا جوزك والست بتقول لجوزها كل اللي هي عاوزاه.
اخفضت بصرها قائلة بهمس: ربنا يخليك ليا يارب.
طبع قبلة رقيقة على احدى وجنيتها هاتفا بهمس شديد بجانب اذنها:
ويخليكي ليا يا قلبي، بكرة هاتتبسطي اوي.

صباح يوم جديد...
حاولت فتح عينيها ولكنها فشلت، حاولت مجددا حتى استطاعت فتحهما بصعوبة شعرت بصلب تحت رأسها تحركت بعينيها لاعلى وجدت رامي يغط في نوم عميق، اصطبغت وجنيتها باللون الاحمر شعرت بالاحراج لوضعهما نهضت بهدوء ثم خرجت من الغرفة وجدت حمزة يتابع الكارتون باهتمام هتفت بابتسامة وصوت ناعس: صباح الخير يا زيزو.
التفت اليها الصغير: صباح الخير يا شهد.
ذهبت نحو ثم جلست بجانبه: انت صاحي من بدري.

أومئ حمزة وهو يتابع المشاهدة على التلفاز باهتمام: اه صحيت دورت على بابا لقيته نايم جنبك طلعت وفتحت التلفزيون وبتفرج على كونان.
ربتت على شعره بحنان: طب وماكلتش.
هز راسه بنفي: فتحت التلاجة وشربت عصير.
طبعت قبلة اعلى جبينه ثم هتف بحماس: هاقوم اعملك احلى ساندوتش في الدنيا.
التفت اليها بابتسامة: ماشي
ولكن سرعان ما هتف بتساؤل طفولي: انت بقيتي تقعدي بشعرك قدام بابا.

قطبت ما بين حاجبيها ثم وضعت يديها تلقائيا على رأسها تتحسسها بقوة اتسعت عيناها بصدمة مردفة: يالهوي انا قاعدة قدام رامي بشعري.
فاجأها هو عندما طبع قبلة في عنقها هاتفا بخفوت: طب وبالنسبة لحضني اللي نايمة فيه طول الليل اخباره ايه، والقميص التحفة القصير اللي انتي لابساه دا نظامه ايه.
اجابتها كانت اندفاعة منها للامام للابتعااد عنه ثم التفت له بتوتر: انت صحيت.

جلس على طرف الاريكة غامزا لها بشقاوة: اه قلقت وانت بتقومي من جنبي.
اخفضت بصرها اصدمت بساقيها العاريتين حاولت جذب قميصها القطني للاسفل، بينما هتف رامي لحمزة: حمزة قوم جيبلي ازازة مية من التلاجة.
نهض الصغير بخفة وما ان اختفى حتى اقترب رامي منها بسرعى جاذبا يديها برفق قائلا بحنان: بتغطي ايه انت مراتي وربنا، وبعدين انا مبسوط اوي انك قعدتي بشعرك قدامي.

حاولت الابتعاد ولكنه كان اسرع عندما حاوط خصرها بيديه، رفعت بصرها ترمقه بضيق: رامي ابعد مينفعش.
زاد من قبضته عليها مردفا بحدة: هو ايه اللي مينفعش يا شهد.
وضعت يديها على صدره تدفعه بعيدا عنها: رامي، حمزة بين لحظة والتانية هايطلع يشوفنا كدا عيب والله.
بحركة سريعة منه جذب يديها ثم لواها خلف ظهرها مقربا ايها بقوة: لا ماهو هايقف يحتار يجيب انهي ازازاة اسقع.
هتفت بغضب مكتوم: طب والله مافي اسقع منك.

ارتفع حاجبه بدهشة، شعرت هي بزلة لسانها متحدثة بلهفة: مني، اقصد مني.
هز رأسه برفض: لا انتي قولتي منك، والله ياشهد ان ما صالحتيني لاعقابك ودلوقتي.
زمت شفتيها بضيق: اصالحك ازاي، اطبطب عليك معلش يا رامي.
ابتسم بسخرية ثم هتف: لا طبعا يا ظريفة، اديني بوسة.
توسعت عيناها بصدمة لجرأة حديثه مردفة: انت بتشرب ايه يارامي انت اوقات بتبقى دماغك لامؤاخذة ضاربة.

ضحك بخفة ثم هتف بمزاح: طب والله انتي اللي ضاربة قومي قفلتيني.
ابتعدت على الفور تسحب منامتها للاسفل متجهة نحو غرفتها ولكن صوته الحازم اوقفها: شهد متغيريش البتاعة دي خليكي لابساها ودا بقى ياستي عقابك على كلمتك ليا.
قال اخر حديثه بابتسامة سمجة، تجاهلت حديثه وكملت سيرها فهتف بصرامة: شهد مبهزرش على فكرة لو تحبي اثبتلك واقوم اكمل عقابي اقوم عادي.

توقفت مرة واحدة ثم استدرات بغضب قابلت وجه البارد زفرت بحنق متجهة نحو المطبخ.

بسيارة كريم...
هتفت بفضول: لو تقولي بس احنا رايحين فين هرتاح.
هز رأسه بنفي قائلا بإصرار: لا طبعا اقولك ايه دي خليها مفاجأة نامي بس واسترخي كدا.
انام ايه يا كريم انا لسه صاحية من شوية، مانشوف اخرتها ايه.

بمنزل زكريا
طرقت الباب بعنف انتفضت سلمى من نومتها بينما زكريا يغط في نوما عميق، سمعت صياح مديحة من الخارج:
قومي يا حيلتهاااا انتي هاتفضلي نايملي اليوم كله.
لكزته في كتفه تهتف بخفوت: زكريا قوم، امك بتخبط على الباب انت مش سامع.
هتف بصوت ناعس: لا سامع بس طنشيها.
زاد طرق الباب بعنف، نهض بغضب ثم فتح الباب هاتفا بقوة: في ايه ياما، نايمين بتخبطي كدا ليه.
دفعته للوراء دخلت الغرفة تضع يديها في منتصف خصرها.

وتقول بسخرية: جرى ايه يا نن عين امك هو حد قالك ان فاتحها لكوندا تنامي براحتك وتصحي براحتك قومي يابت انجري شوفي وراكي ايه.

انصاعت لاوامر مديحة ولكن حديث زكريا الزاعق اوقفها: خليكي مكانك ايه ياما هو انا مش راجل مراتي تنام وتصحي وقت ما انا انام واصحى ويوم الجمعة تقعد معايا اليوم كله وهنا في الاوضة دي انا متجوز ليه ان شاء الله وكمان من اول ما رجلي دخلت وعتبت باب البيت تفضل جنبي خلصت طلباتك مخلصتش مش مشكلتي، دا اخر كلام عندي.
هتفت بتوعد: ماشي يا زكريا ماشي يابن بطني مانشوف انا ولا انت.

خرجت من الغرفة بغضب دلفت غرفتها حاولت التحكم في اعصابها لعلها تهدأ وتفكر في تدبير مكيدة لسلمى ويعود زكريا لاحضانها، رن هاتفها التقطته مجيبه: الو.
ايوا يا مديحة انت فين؟
هتفت بضيق: عاوز ايه يا حسني على الصبح.
في ست حلوة اوي وشكلها غنية موت عاوزكي يا مديحة هي قاعدة في المحل مستنياكي..
هتفت بتعجب: عاوزاني انا!
ثم تابعت: لتكون عاوزة الولية مديحة الخياطة.

هتف حسني بنفي موضحا: لا عاوزكي انتي قالت مديحة ام زكريا وبتستعجلك بسرعة.
طيب طيب جاية مانشوف الست دي عاوزة ايه...
بداخل غرفة زكريا..
تجلس على السرير وزكريا يجلس مقابلها يهتف بابتسامة عريضة: شوفتي يا ست سلمى انا زعلت امي علشان خاطرك.
رفعت بصرها تهتف بصوت مجهد: لو عاوزني اطلع اروق وامسح ماشي موافقة..
هتف سريعا: لا لا مش عاوزك طبعا تعملي كدا، انا عاوزك جنبي، دا انا مش مصدق نفسي انك راضية عني.

سلمى: انا هافضل راضية عنك بس تبعد امك عني يا زكريا علشان خاطري.
زكريا بابتسامة عريضة: من عنيا ياحبيبتي.

جلست بتأفف في ذلك المكان المتسخ تنتظر قدوم مديحة مرت ما يقارب عشر دقائق وجاءت مديحة وعلى وجهها مئات الاسئلة تفحصتها مديحة جيدا بينما ابتسمت كريمة بسخرية قائلة:
انتي مديحة ام زكريا...
نظرت مديحة لحسني بتوتر ثم هتفت: اه يا ست هانم.
نظرت كريمة لحسني قائلة بتعالي وتكبر: انت بقولك اطلع واقفل الباب دا علينا.
أومئ حسني قائلا: حاضر ياست هانم.

خرج حسني وبقي مديحة وكريمة معا تنظر كلا منهما للاخرى بنظرات مختلفة الى ان قطعت كريمة الصمت قائلة بمكر:
انتي خطيبة ابنك السابقة اسمها ليلى احمد.
أومأت مديحة براسها فهتفت كريمة مستطردة: اممم ومتهايلي اطردت من هنا صح.
أومأت مديحة بقلق، تأففت كريمة قائله: هو انتي هاتفضلي تهزي في راسك كتير ولا ايه.

هتفت مديحة بارتباك: اصل يا ست هانم لامؤاخذة دخلتك علينا تخض وعمالة تساليني عن المخفية ليلى وانا مش فاهمة حاجة.
ابتسمت كريمة بخبث مردفة: هاقولك ليلى دي انا بعزها اوي وعرفت انك كنت بتعزيها زي ويمكن اكتر، فكنت محتاجك معايا.
اعتدلت في جلستها وهي تقول باهتمام: لا يا هانم بالله عليك فهميني صح انتي عاوزني معاكي في ايه بالظبط.

اشارت لها بمكر وهي تقول: تعالي هنا قربي بالكرسي دا وفتحيلي مخك دا وافهمي كويس اللي هاقوله لو نفذتيه زي مانا عاوزاة هتاكلي الشهد.
معاكي يا ست هانم، دا انا بفهمها وهي طايرة ولما جبتي سيرة المخفية فهمت على طول انك بتعزيها اوي.
تعالت ضحكات الاثنتين بشر...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة