قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الثامن عشر

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الثامن عشر

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الثامن عشر

بمنزل رامي.
قضت اليوم باكمله باعداد الطعام وترتيب المنزل، اخذت حماما باردا ارتدت ملابس مريحة ثم جلست اخيرا بارتياح تحتسي ذلك المشروب الساخن وتستمع ببعض الهدوء بعيدا عن صخب رامي وحمزة، طرق باب الغرفة بهدوء ثم دلف رامي وعلى وجهه ابتسامة عريضة:
بتعملي ايه؟
جذبت الغطاء بسرعة على ساقيها مردفة بغضب: على فكرة انت اخدت عليا اوي داخل طالع اوضتي مش عارفة اقعد براحتي..

اغلق الباب بهدوء ثم جلس مقابلها على طرف الفراش مردفا بهدوء: استنيت لما حمزة نام وقولت اجاي اتكلم معاكي شوية.
ثم تابع بصرامة: على فكرة يا شهد مش هاستحمل كتير لسانك او نرفزتك عليا انا بحاول اراعيكي على قد ما اقدر وبحاول متعصبش ولا ازعلك مني فانت كمان حاولي تتحكمي في نفسك اكتر من كدا.
نظرت للاسفل لشعورها بالاحراج من حديثه بينما هتف هو بنبرة هادئة: انا بحاول اخد عليكي وانت على طول بتقفليها في وشي ليه؟

هتفت برقة وكان ذلك عكس طباعها: انا طبعي كدا يعني بص متزعلش مني.
اقترب منها ومد يديه ليمسك بكفيها طابعا قبلة رقيقة عليهم: مش زعلان، قسيتي الهدوم.
اصطبغت وجنيتها باللون الاحمر مردفة بارتباك: لا مقستش وبعدين هما مظبوطين والوانهم حلوة تسلم يارامي، مكنش له لزوم لكل دا.

ارتفعت يدايه يداعب بها وجنتيها: انتي مراتي ومسؤولة مني وانتي لبسك ضيق ومش عاجبني انا كنت امبارح قاعد في المصنع مخنوق اوي من الجيبة الضيقة بتاعتك.
شهد: هي مش ضيقة لدرجادي يا رامي.
هتف باصرار: لا ضيقة جدا انا اللي كنت شايف، وبعدين نهايته انا كنت عاوز اتكلم معاكي في حاجة.
هتفت باهتمام: حاجة ايه؟!
تحدث رامي بجدية: في حد بلغني انك كنتي واقفة مع سامي بتضحكي وبتهزري امبارح صح؟

هتفت بتعجب: بضحك وبهزر! ازاي مش فاهمة.
ثم تابعت: محصلش بالطريقة اللي انت بتقول بيها دي، كل الحكاية هو كان واقف ونادى عليا وجه سلم وانا كنت ناسية اسمه فكرني بيه وسألني على شغلي وفاهمة فيه حاجة والا لا وانا رديت عادي وبعدها مشيت وبس.

ابتسم مردفا: ماشي انا واثق فيك طبعا بس ممنوع الكلام بين الموظفين والموظفات في المصنع منعا للقيل والقال، الكلام بيبقى في اضيق الحدود لكن انتي يا شهد الكلام ممنوع مع اي راجل انا بقولك اهو اي راجل يكلمك مترديش عليه حتى سامي ذات نفسه لو سمحتي.

شهد بضيق: في ايه يا رامي مكلمش رجالة وملبسش ضيق تشتريلي لبس واسع امبارح واقف ورايا في المول علشان محدش يجي جمبي، انا ليه شامة ريحة مش لطيفة، احنا اخوات يا رامي وجوزانا مؤقت.
رمقها بغضب ثم خرج من الغرفة بسرعة البرق، تعجبت هي من ردة فعله ولكنها اظهرت الامبالاة هاتفة لنفسها:
انتي صح يا شهد لازم يعرف ان في حدود انت وهو متنفعوش لبعض وانا منساش لما قال ان انا منفعوش وعاوزة واحد شبهي وهو مش شبهي.

بالاسكندرية وتحديدا على البحر...
وقفت بسعادة تلعب في المياة بمرح طفلة صغيرة بينما اكتفى كريم بالاستمتاع بمشاهدتها حتى هتفت له بسعادة:
مش قادرة اسيب المية انا فرحانة اوي.
ضحك بخفة على مرحها: انتي من وقت ماجيتي وانتي في البحر والليل جه وحضرتك واقفة في المية طب تعالي اقعدي جنبي دا حتى الجو شاعري..

اقتربت منه ثم جلست بجانبه مردفة بعيون تلمع من الفرح والسعادة: كان نفسي كتير اجي اسكندرية واتفسح فيها، انهاردا كان حلو اوي يا كريم شكرا ليك بجد غيرتلي مودي.
هز راسه بغمزة بسيطة: احنا في الخدمة الي نفسك فيه قوليه ويتنفذ على طول.
ليلى بمرح طفولي: عاوزة نخرج دلوقتي نتمشى في الشوارع من غير عربية ونلف ونتفرج على الناس وناكل ايس كريم ودرة مشوي...

ثم تابعت بتذكر: اه ونجيب هدية لعمو نعوضه عن اليوم اللي سيبناه فيه.
أومئ بابتسامة صافية تعبر عن مدى سعادته بهذا اليوم و سعادتها بتلك المفاجأة.

بمنزل زكريا...
هتفت بصوت منخفض للغاية في الهاتف: عملت الي انتي قولتيلي عليه يا ماما وفعلا زكريا اتغير اوي انهاردا مخلنيش اطلع من الاوضة وزعق لامه...
تحدثت سميحة بنبرة تنم عن فرحتها: شوفتي كلام امك طلع صح ازاي، دي ولية سوو انا عارفها وفاهمها على ايه، انتي بس اسمعي كلام امك وقوي شخصيتك دي ومتحسسيهاش انك خايفة من حاجة ابدا.
هتفت سلمى بحيرة: يعني اعمل ايه؟؛ فهميني كدا.

سميحة بمكر: بصي يا ستي يعني مثلا تبقي عارفة انها برا في الصالة وتضحكيلك ضحكة عالية وتقولي اسم زكريا بدلع منها تخلي زكريا زي الخاتم في صباعك ومنها تكيدي مديحة وكمان حطي مكياج غيري من نفسك ادلعي على الاخر يا سلمى زكريا هايجي بكدا صدقيني...

هتفت سلمى بضيق: ياماما انا مش هاعمل كدا انا بعلقه بيا وانا عاوزة اخلص منه ومن امه انا مش طايقهم، انا هارجع زي ما كنت ولما ميلاقوش مني نفعة هايرموني ويطلقني انا متاكدة من كدا.

هتفت سميحة سريعا: لا اوعي يابت انتي كدا تبقي خايبة وغبية، مديحة عاوزة تكسرك ومش هاتسيبك الا وانتي ميتة واحتمال تجوزه وتبقي انتي خدامتهم، اسمعي كلامي مديحة لما تشوفك اخدتي زكريا في صفك هتخاف وهاتخليه يطلقك هاتعمله اي حجة وتصر انه يطلقك.
هتفت سلمى: طب ولما يطلقني بابا هايستقبلني دا احتمال ياخدني ويرجعني ليهم تاني.

تنهدت سميحة: لا متخافيش في كام فكرة في دماغي لغاية ما تنفذي اللي قولتلك عليه وتتطلقي هاخدك ونروح ناخد شهد من خالتك ورامي وترجعوا لحضني من تاني.
هتفت سلمى بفضول: فكرة ايه ياماما في ايه؟!
قالت سميحة باصرار: اسمعي كلامي يا سلمى مش وقته كلامك دا، متخافيش امك مخططة لكل حاجة.

هتفت سلمى سريعا: بصي يا ماما علشان زكريا قرب يطلع من الحمام، انا هانفذ كلامك وعلى امل اننا نطلع من القرف دا بس لو دا هايعرضك للخطر متعمليش حاجة، متتصليش على تليفون زكريا الا لو انا اتصلت، اقفلي عشان امسح رقمك بقى بسرعة.
سميحة: طيب يابنتي ربنا يعينك ويقويكي على اللي انتي فيه.

اغلقت المكالمة سريعا وقامت بمسح الرقم وضعت الهاتف مكانه ثم جلست بتوتر خرج زكريا من المرحاض يدندن بخفوت رفع بصره وجدها تجلس على الفراش مبتسمة، رد ابتسامتها بابتسامة صغيرة: انتي كنتي بتعملي ايه؟
هتفت بتوتر: كنت قاعدة عادي مبعملش حاجة.

اقترب منها ثم جلس مقابلها ثم داعب وجنيتها بيديه قائلا بنبرة حب صادقة: والله يا سلمى انا اسعد واحد في الدنيا دي، انت ممكن تستغربيني يعني علشان حبيتك بسرعة بس اللي اكتشفته بقى اني طلعت مكنتش بحب ليلى بس لما شوفتك وبصتلك على انك مراتي حبيتك جدا، انتي صافية اوي من جواكي وطيبة انا لو طايل اجبلك نجمة من السما وتكوني راضية عني هاعملها.

رفعت بصرها ترمقه باعين دامعة: طب ليه كنت بتعاملني كدا ليه كنت بتضربني وتهيني وتسيبني نايمة على الارض، وانا اصلا مريضة سكر يعني ليا معاملة خاصة ليه يا زكريا اللي اعرفه ان اللي بيحب عمرة ما بيقدر يأذي وانت اذتيني كتير اوي.
هتف بحزن: غصب عني والله يا سلمى، امي لعبت في دماغي وبعدين متنسيش اني اتخدعت في ليلى.

هتفت سلمى بتعجب: اتخدعت فيها!، دا اللي هو ازاي، ليلى مظلومة يا زكريا بلاش تظلم علشان الظلم وحش اوي.
زم شفتيه بضيق: طب قفلي على ام السيرة دي علشان بتعصب لما بسمعها، المهم عندي انتي، انتي مبسوطة معايا.
هتفت بتردد مرتبك للغاية: ااا، اه مبسوطة، ربنا يخليك ليا.

بغرفه مديحة...
جلست تتذكر حديث كريمة وابتسامة عريضة تعتلي وجهها...
(فلاش باك)
هتفت مديحة بتوجس: وانا ايه يخليني اسمع كلامك لامؤاخذة مش يمكن مزقوقة عليا.
تأففت كريمة مردفة: انا مين هايزقني عليكي انتي مش شايفة فرق المستوي.
ابتلعت ريقها بصعوبة مردفة بتردد: طب معلش ياهانم جاوبيني علشان ارتاح انتي وصلتيلي ازاي.

زفرت كريمة بضيق: واحدة ممرضة زميلة زفتة ليلى في المستشفى تعرفها وساكنة قريب من الحارة دي، اللي حكتلي عن ليلى واللي حصلها هي اللي وصلتني بالبنت دي ولما سالتها على خطيب ليلى السابق قالتلي اسمه وبيشتغل ايه وساكن فين وانتي كمان اسمك ايه.

ثم تابعت بنفاذ صبر: بصي انا مش عاوزة اسئلة كتير، انتي تنفذي اللي هاقولك عليه بالحرف وانتي هتاكلي الشهد من ورايا وورا ليلى كمان، ركزي معايا كويس في اول حاجة هاتعمليها علشان لو عملتيها صح الباقي هايبقا سهل اوي، واهم حاجة مفيش بشر يعرف باتفاقنا حتى الراجل دا ابقي قوليله اني كنت عاوزة ابنك في مصلحة في شغله.
أومأت براسها وهي تستمع باهتمام لاول خطط كريمة لايقاع ب(ليلى)
(باااااك ).

عادت من شرودها وهي تهتف بمكر: والله ووقعتي تحت ايدي تاني يا ليلى، الفرصة جتلي وانا لازم استغلها.

بمنزل رامي..
جلس بغرفته يمارس هوايته المفضلة وهي الرسم ويستمع لاغنية عمرو دياب ( انت مغرور)
وبقى يدندن معاها بصوت منخفض: ليك نفس تضحك وتسلم ليك نفس عادي بتتعامل والله عيب دا انا عشت جنبك بتألم وبقول مفيش انسان كامل بس انت غريب
انت مغرور انت معدوم الشعور انت زي الزينة ديكور واللي عاشرك معزور مغرور ايوا مغرور ايوا معدوم الشعور ايوا زي زينى ديكور واللي عاشرك معزور مغرور ايوا مغرور.

فتحت الباب بسرعة تفاجأ رامي من فعلتها، قام بخفض صوت الاغنية ورمقها بتساؤل: في ايه ياشهد.
اقتربت منه بسعادة وهي تهتف: عمرو دياب الله انت بتسمعه، علي الصوت خليني استمتع، انا بحب الاغنية دي اوي.
هتف بعند: لا مش هاتسمعيه واطلعي روحي اوضتك يالا انا عاوز اقعد لوحدي.
جلست بجانبه على السرير تهتف باصرار: لا ابدا شغله دا انا كنت بقعد في المكتبة على الكمبيوتر اجيب البوماته واسمعها، شغل يا رامي بقا متبقاش رخم.

اشار لها على باب الغرفة: طب اقفلي الباب وتعالي اقعدي ومسمعش صوتك علشان ارسم بهدوء.

أومأت بسعادة وذهبت مسرعة تغلق الباب، اعاد رامي تشغيل الاغنية وما ان استمعت للكلمات حتى وقفت في منتصف الغرفة تتمايل بجسدها على لحن الاغنية وتدندن بكلماتها بصوت عالي عذب، تابعها بنظراته الشغوفة، تابع كل حركة تقوم بها بجسدها الصغير ومنامتها القصيرة وشعرها المتطاير خلفها تدور هنا وهناك وكأنها لوحدها ولا يشاركها رامي بالغرفة، اقتربت منه بابتسامة مرحة وهي تغني بمقطعها المفضل من الاغنية:.

مش زيك انا مش بتلون لا هاحن ولا هاعمل خاطر دا انا باب مقفول البعد اوقات بيهون وتعبت من القرب يا ساتر كدا مش معقول، انت مغرور انت معدوم الشعور انت زي الزينة ديكور واللي عاشرك معزور مغرور ايوا مغرور.
انتهت الاغنية مد يديه ليمسكها من ذراعها هاتفا بخشونة:
اقعدي بقى مش هاعرف اركز كدا.

أومأت بضحكة صغيرة وهي تتخذ بجانبه مكانا لها تستمع للاغاني وتركز باهتمام في رسمه، حاول رامي التركيز ولكن وجودها بجانبه يشتت تركيزه، شعر بان قلبه سيكسر قفصه الصدري من قوة نبضه، تمالك اعصابه وحاول عدم انفالتها، اراحت راسها على كتفه نظر لها وجدها تحاول جاهدة فتح عينيها ولكنها فشلت واغلقتهم وغطت في نوم عميق، عدل من وضعية ذراعه حتى يريحها اثناء نومتها وبداخله سعادة لا توصف.

مرت الايام بسلام على ابطالنا، الوضع مستقر بين شهد ورامي اياما تمر بسلام وايام بها شد وجذب، رامي محتفظ بعشقه في قلبه، وشهد متمسكة بفكر (جوزي بس اخويا)، كريم وليلى يعيشون اجمل ايام حياتهم، ليلى اصبحت متفهمة لوضع كريم وباتت تتلهف لسماع غزله بها وجمل الحب التي تنقلها لحياة اخرى حياة سعيدة حالمة حياة بها شهد الحب، اما كريم لا ينكر سعادته بمدى تطور علاقته ب ليلى ولكن توجد غصة في حلقه تجعله يدرك دائما ان هذه السعادة لن تدوم، اما زكريا وسلمى، مازال زكريا يغرقها بالحب وسلمى تمثل امامه انها متيمة فيه، اصبحت تنقذ خطط والدتها بحرفية وتشعل النار بداخل مديحة، شعرت مديحة بان الوضع اصبح خطر بوجود سلمى مستخدمة مثل شعبي اصيل ( اللي تحسبه موسى يطلع فرعون)...

جاء الصباح الباكر محمل الاحداث منها يسعد ابطالنا ومنها يحزنهم...
بمنزل زكريا...
هتفت مديحة بسخرية وهي تعد كوبا من الشاي: صباح الخير يا سبع البورمبه.
التوي فمه بضيق مردفا: ايه ياما احنا الصبح.
التفت له تتحدث بعصبية: قلبي وربي غضابنين عليك ياواد.
هتف بسخرية: اصل انتي متوضية وضامنة الجنة، ايه ياما ربنا مبييرضاش بالظلم.
شهقت بتهكم: وانا ظلمتها في ايه يا عنيا...

قاطعها بحدة: في كلام الافترا اللي طلعتيه عليها وانا كنت زي الاهبل هاصدقك سلمى مفيش انضف منها ومفيش احسن منها وبتحاول ترضيني وانا عندي فرحتها بالدنيا كلها.
رفعت احد حاجبيها باعتراض مردفة: ماشي يا زكريا انا بقى هاثبتلك اني صح وهي غلط لو ثبت كدا هتطلقها.
هز رأسه بنفي قائلا: لا انتي لو ثبتي كدا انا هاموتها وقدامك...

ثم تابع بصرامة: بس من هنا لغاية ما تثبتي كدا ياريت تبعدي عننا وتسيبنا في حالنا اصل اخدها واروح اجر اي مكان برا، وكمان اعملي في حسابك مش هاتشتغل تاني ولا هاتعمل حاجة واياكى بقى اسمع انها عيطت او حصلها حاجة.
هتفت مديحة بتوعد: ماشي يا زكريا ماشي.
خرج زكريا متأففا من اصرار امه على خيانة سلمى له تنهد بقوة خارجا من الشقة باكملها، بينما وقفت هي تنظر بغضب لغرفة سلمى حتى رن هاتفها وكانت المتصلة كريمة.

الو ياهانم.
كريمة بهدوء: نفذي انهاردا البسي وروحي يالا واياكي تنسي حرف ولما تخلصي كلميني.
اجابت بطاعة: حاضر ياهانم.

بمنزل رامي...
وقفت تنهدم نفسها وتضع ذلك ملمع الشفاه دلف رامي فاجأة رمقها بغضب: ايه اللي انتي بتهببيه دا.
تجاهلته مكلمة وضع الملمع بهدوء: بعمل ايه؟!
اقترب منها ومد يديه ينتزع ذلك الشئ من يديها بعصبية مفرطة: انتي اتجننتي يا شهد بتحطي زفت روج.
استغفرت ربها بخفوت ثم تابعت بهدوء مصطنع: دا ملمع شفايف يعني مش روج.

نظر حوله بسرعة لمح المناديل جذب منديلا معطيا ايها قائلا بصرامة: امسحي يالا واوعي تفكري انك ممكن تطلعي كدا.
ابعدت يديه بعنف مردفة: انت مالكش حكم عليا يا رامي...
هتف بنبرة اشبه بالصراخ: لا ليا انا جوزك، امسحي النيلة دي.
هتفت بتحدي: لا يا رامي ووريني بقى هاتعمل فيا ايه.

اقتصر المسافة بينهم بخطوة واحدة مد يديه ممسكا راسها بقوة ثم مال على شفتيها يقبلها بقوة عقابا لها على ما تفوهت به عازما على محو اي اثر لملمع او روج على شفتيها فتلك الشفاه كانت تناديه في كل لحظة وهاهو يبلي النداء، الصدمة الجمتها في بادئ الامر ولكنها استعادت وعيها وحاولت دفعه بقوة بعيدا عنها. ، ابتعد عنها يلهث بقوة من فرط المشاعر التي يحاول كبحها وانفلتت بلحظة وهاهو يهدأ ضربات قلبه المجنونة بها، نظرت له باعين مشتعلة من الغضب وصدرها يعلو ويهبط، وماهي الا ثواني و رفعت يداها تهبط بها على وجينته ولكنه امسكها بقوة، بقت يداها مرفوعه في الهواء ويدة تتمسك بها قوة، نظر لها بغضب مما كانت سوف تقدم عليه، بحركتها تلك افاقته من النشوى التي كان يشعر بها، رجعت بعض خطوات للوراء خوفا من ردة فعله...

بمنزل كريم...
فتح باب المنزل وجد امراءة في وجهه، قطب مابين حاجبيه مردفا: انتي كنتي هاترني الجرس ولا ايه؟
بلعت ريقها بصعوبة وهتفت بتردد مرتبك: اه، مش دا بيت ليلى.
تفحصها جيدا هاتفا بتساؤل: اه، بس هو انا شفتك قبل كدا.
هتفت بتلعثم: مش مش عارفة يمكن شوفتني في الحارة اصل انا جارة ليلى وعاوزاها في موضوع.
أومئ براسه ثم صاح مناديا: كيتي.
جاءت الخادمة على استيحاء: اؤمر دكتور.

اشار عليها: دخليها لمدام ليلى...
ثم وجهه كلامه لها: اتفضلي كيتي هاتدخلك ليها.
اومات بقلق ثم دخلت وسارت تبع ارشادات الخادمة، جلست على كرسي من كراسي الصالون تنظر للمنزل بانبهار واضح من تصميمه هامسة لنفسها: والله لعبت معاكي يابت يا ليلى، وقعتي واقفة.
ثم تابعت بمكر: ياعني دكتور اياه يبقا جوزها، طب كويس انه مفتكرنيش.

طرقت الخادمة غرفة ليلى بهدوء اذنت لها ليلى بالدخول دخلت وهتفت بلهجة بها كسرة : مدام ليلى في واحدة بنت اوزاك (عاوزك )برة.
هتفت ليلى بتعجب: واحدة عاوزني انا!، متأكدة؟
أومأت الخادمة: مش اعرف حاجة، هي قالت كدا.
قامت ليلى من جلستها ثم خرجت وتفاجئت بوجود مديحة، ما ان رأتها مديحة حتى هتفت بمكر:
ليلى حبيبتي وحشتيني اوي يا غالية.

سرت رجفة صغيرة في جسدها، وعادت الذكريات السيئة تداهمها بقوة، جف حلقها واحتل الخوف قلبها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة