قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الحادي والعشرون

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الحادي والعشرون

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الحادي والعشرون

انحنى رامي لمستوى ابنه وهتف حمزة بهمس شديد: انت جهزت كل حاجة.
ابتسم رامي على حماس حمزة مردفا: اه التورته اهي وهانطلع انا وانت مرة واحدة نغني مع بعض ونقدملها الهدايا.
اتسعت عيني حمزة بصدمة مردفا: بس انا حطيت القطة في الصندوق بتاعها في اوضة شهد.
هتف رامي بهدوء: عادي انا هاقدم هديتي وانت تروح تجيبها، هي دلوقتي قاعدة بتتفرج على التلفزيون صح.

اومئ حمزة برأسه، فهتف رامي بجدية: طيب يالا هاشيل التورته ونغني مرة واحدة، اوك..
حمزة: اوك.

خرجوا من المطبخ وهم يهتفون بكلمات سنة حلوة يا جميل بصوت عالي، التفت شهد بسرعة وهي تقطب مابين حاجبيها باستفهام، ولكنها سرعان ما ابتسمت، نعم اليوم هو عيد ميلاد شهد الحياة، نهضت من جلستها وتقدمت نحوهم وهي تخبئ وجهها بين يديها لخجلها، هتفوا بكل اغاني اعياد الميلاد h. b. d، سنه حلوة يا جميل، ابو الفصاد، اندمجت بسرعة معهم وهي تهتف بحماس، حتى قاطعها رامي قائلا:
يالا يا شهد قبل ما تطفي الشمعة اتمني امنية.

نظرت له بأعين تلمع من السعادة والفرح: انت ازاي عرفت عيد ميلادي، وازاي جبتوا التورته، انا فرحانة اوي ومبسوطة ربنا يخليكوا ليا.
رامي: عرفته من قسيمه الجواز، والتورته جبناها وانتي ماخدتيش بالك، وفرحتك ياستي عندي بالدنيا، اتمني يالا امنية وخليها في سرك.
هزت رأسها بنفي وهي تهتف بابتسامة عريضة تزين وجهها المتورد: لأ، انا هاتمني وهاقول الامنية بصوت عالي..

اخذت نفس طويل ثم اخرجته ببطئ ثم هتفت بأعين مغلقة: بتمنى تفضلوا معايا العمر كله، وتفضلوا الحاجة الحلوة اللي في حياتي، انا بحبكوا اوي.
فتحت عيناها على قبلته الرقيقة على احدى وجينتها وهو يهتف بخفوت: واحنا كمان بنحبك اوي، لا احنا مش بنحبك بس احنا بنعشقك ياشهد الحياة.

توردت وجنيتها باللون الاحمر، وزدات انفاسها اضطرابا لكلماته الخافتة، ولاول مرة يدق قلبها بعنف، لم ترفع عينيها ولكن انزلتهم ارضا لخجلها منه، حتى هتف الصغير:
كل سنة وانتي طيبة يا شوشو، انا جبتلك هدية حلوة اوي.
انحنت لمستواه وهي تهتف بفرحة: بجد هي فين؟
حمزة: في اوضتك استني اجيبها.

تركهم الصغير، فمد رامي يديه يمسكها من مرفقها يرفعها، نظرت له بارتباك بسبب قربه الشديد منها، اخرج من جيب بنطاله علبة زرقاء من القطيفة، تابعتها باعينها وهي تنظر لها بحماس، قام بفتحها فظهرت سلسال من الذهب يتدلى. منه اسمها بالخط العربي شهد الحياة، اتسعت عيناها بذهول وهي تهتف بفرحة: شهد الحياة، انت عملت سلسلة باسمي.

اؤمئ براسه وهو ملتزم الصمت فقط عيناه تتابعها وتتابع كل حركه تصدر عنها، عيناها وجنتيها شفتيها التي يود ان يلتهمهم بقوة ليعبر عن مدى عشقه لها، وضعت شهد يديها على كتفه وهي تهتف بامتنان: شكرا على كل حاجة عملتها ليا، شكرا على الهدية الحلوة دي كلفت نفسك.
اخرج السلسال من العلبة وقام بتلبيسها وهتف بحب: دي بسيطة اوي، اناا هاجبلك كل حاجة نفسك فيها وبتتمنيها، انا لسه معملتش حاجة ليكي، ربنا يخليكي لينا.

لمست طرف السلسال باصبعها وهي تنظر له: اول ماشفتك قولت في سري دا الضهر والسند، برغم خناقتنا الكتيرة..
احتضن وجهها سريعا وهو يطبع قبلة سريعة على شفتيها وهو يهتف: لا مش قادر.
اغلقت عيناها بقوة وهي تستمع بسحر هذة اللحظة، انتبهوا على صوت حمزة وهو يصيح من داخل الغرفة:
بابا تعال طلعها مش راضية تطلع.
ابتعد رامي وهو يلمس شفتيها باصبعه وهو يهتف: واقسم بالله اسعد يوم في حياتي كلها.

ابعدت بصرها عنه وهي تهتف بارتباك: هي ايه دي الي مش راضية تطلع من الاوضة.
رامي: دي تبقا..
قاطعته بسرعه: لا متقوليش خليني اشوف ايه دي بنفسي واتفاجئ.
اؤمئ لها دليلا على موافقته واتجه نحو التورته وهو يمسك السكينة: طيب روحي لغاية ماقطع التورته.
تركته وذهبت لغرفتها بقلب يرقص فرحا، فتحت الغرفة وهي تنظر لحمزة: ايه دي يا حمزة اللي مش راضية تطلع.

اشار حمزة لها وهو يقول بعبوس: اهي واقفة الناحية التانية من السرير، رخمة اوي.
قطبت مابين حاجبيها وهي تتحرك نحو الاتجاه الثاني وتهتف بمزاح: اوعي يكون قط...
سرعان ما اتسعت عيناها بخوف حقيقي، لا ليس خوف وانما رعب، علت انفاسها وهي تهتف بتلعثم: قط، ق، ، ط..
وسرعان ما تحولت هذة النبرة المتلعثمة الي صراخ حاد: يالهوووووووووووي قطططططططة، الحقوني.

نبرتها صارخة حادة وبسببها انتفض الصغير يركض خوفا، وانتفضت القطة تهرول في ارجاء الغرفة مع هرولت شهد...

بمنزل حسني...
هتف بصوته الغليظ: انتي كنتي فين يا وليه انهاردا.
تصنعت الامبالاة: كنت بجيب الخضار من السوق الكبير اسعاره ارخص من اللي في الحارة.
حسني بخشونة: اه، مش المعلم متولي بيهددني وعاوزني ادفع الوصلات.
اعتدلت بجلستها وهي تتفحصه جيدا: بيهددك!، الله هو مش انت كنت دفعتهم قبل كدا ولا بتكدب عليا، دا انا كنت فاكرك واخدهم منه وبتهددني وبس.

حسني: لا منا كنت بكدب ومدفعتش حاجة وكنت بنيمه وبقوله بكرة و بعده، وكنت بستعطفه بحكم الصحوبية بس اظاهر هو قلب عليا وعاوز حقه ٣٠ الف جنيه ايه العمل بقا، لو مش دفعتهم هاتتسجني.
تصنعت الحزن: طب ما تدفعهم يا حسني.
اتسعت عيناه وهو يشير على نفسه: مين انا!، منين ياحسرة دا انا عليا ديون لمعلمين في السوق.
لوت فمهما بسخرية وهي تهتف بنفسها: يالهوي عليك ياحسني الكلب...

ثم استطردت قائلة برجاء مصطنع: لا بالله عليك ياحسني انا مش قد السجن، قوله يأجلها يومين كدا عالله اعرف اتصرف في اي مبلغ.
حك ذقنه وهو يقول بإماءة خفيفة دليلا على موافقته: طيب شوفي كدا كلمي اي حد، صفاء اختك ولا اي حد، اصل متولي يبيع ابوه ولو مدفعتيش هاتسجني يعني هاتسجني.
جزت على اسنانها وهي تهتف بعصبية: ربنا يبعد عني السجن ياحسني وان شاء الله مفيهاش سجن ولا حاجة.
بمنزل كريم...

فتح الحجرة وهو يطل برأسه من الباب وعلى وجهه ابتسامة: ليليتي صحيتي...
تنهدت بعمق وهي تهتف بهدوء: منمتش تعال.
دلف ثم جلس بمقابلها وقال: ليه ياقلبي منمتيش ليه؟!
هتفت بحزن: انام ازاي بعد اللي عرفته، انا متهايلي مش هايجلي نوم خالص الا لما اشوفها واخليها تسامحني.
ربت على يديها بحنان: ان شاء الله هاتسامحك وهاتعذرك، اللي انتي مرتي بيه مكنش سهل بردوا.

ليلى باعين دامعة: هو انت ممكن يا كريم تسيبني تحت اي ظرف وتتخلي عني.

اشار على نفسه وهو يضحك: انا!، انا اسيبك طب ازاي بعد كل حاجة عملتها، بعد المعاناة اللي كنت بعانيها ولسه بعانيها معاكي، اسيبك بعد دا كله، طب انتي عارفة انا بقالي كام سنة بحبك، انا بقالي ٤ سنين عايش على حبك بتنفسه، بنام على صورتك، واصحى عليها، ٤ سنين بايامهم وشهورهم، سنتين قبل ما تتخطبي لخطيبك وانا بحبك وانتي بتصديني، والسنتين التانين وانتي مخطوبة لخطيبك وشايفك مبسوطة اوي وفرحانة، كنت بتخيل فرحتك دي ليا وبسببي مش بسبب غيري، كنتي بتوجعي قلبي اوي يا ليلى، انا اوقات كنت بقف قدام المراية اللي هناك دي، واقعد اكلم نفسي واقول انت بتحبها ليه، انت مش شايفها عيونها بتلمع من الفرح واتخطبت لغيرك، ايه الضعف دا ياكريم، اقوا بقا وبطل تحبها واخد قرار، وتاني يوم بالظبط اول ما اشوفك تلاقيني بضحك وبرجع اتخيل ويرجع قلبي يدق من اول وجديد، وكل اللي انا قولته لنفسي اتبخر طار في الهوا، وتقوليلي اسيبك، طب بذمتك ازاي.

اقتربت منه وهي تضع يديها على وجهه تتحسسه بلطف وبنبرة حب صادقة نابعة من اعماق قلبها ولاول مرا تهتف مافي جوفها:.

من اول يوم جيت المستشفى، قالوا في دكتور وسيم وحلو اوي، وشبه بتوع السينما جه المستشفى، وقتها ضحكت عليهم وعلى دماغهم، بس لما شوفتك عذرتهم، كنت باخد بالي من نظراتك ليا كنت بتوتر وعاوزة الارض تنشق وتبلعني واقول اكيد دي تهيؤات بقا الدكتور كريم يبص على ليلى الممرضة، طب على ايه!، كنت بجري اروح احكي لشهد عليك، وشهد تضحك عليا وتقولي انتي بتفكريني بالروايات يا ليلى اللي بقراهم الفقيرة والوسيم الغني، عارف رغم ان تعليمها على قدها بس ليها صوت وبحة غريبة وهي بتحكيلي الروايات دي كنت بحب انام وتفضل تحكيلي البطل دا عمل ايه والبطلة اتصرفت ازاي، كنت بتخيلك البطل وبتخيل نفسي البطلة، واعيش جوا الروايات على صوت شهد الهادي، بس تاني يوم كنت بصحى على الواقع وكمية الفروقات اللي بيني وبينك، وان مينفعش اعيش في اوهام، زكريا اتقدملي ولقيت ان دا انسب حل علشان انساك واتخطبت خصوصا بعد ما شوفتك كذا مرا وانت قاعد مع دكتورة نهلة والاشاعات اللي طلعت عليكوا في المستشفى وقتها، قررت انساك واتخطبت كنت طول الوقت بقنع نفسي ان انساك بزكريا، انا وهو مكناش متفاهمين اصلا بس في المستشفى كنت بيبن سعادتي، لما جيت وقولتيلي انك بتحبني اتفاجئت اتخضيت بس وقتها فهمت ان الدنيا بتقولي مينفعش هو لو كان نصيبك كان هايبقا من الاول، وكملت مع زكريا...

قاطعها وهو يطبع قبلة في كف يديها: واهو انتي بقيتي مراتي وبين ايديا، انا اسعد واحد في الدنيا دي، انا اللي بقولك اهو يا ليلى افضلي جنبي واوعي تسيبني لاي سبب مهما كان.
ابتعلت ريقها وهي تهتف بارتباك: كريم هو انا ممكن اطلب منك طلب!
كريم: اطلبي الي نفسك فيه، عيوني ليكي.
ليلى: هو انت ممكن تخليني، م، مرات، مراتك..
رفع بصره يرمقها باندهاش عقب جملتها: انتي بتقولي ايه؟!

ليلى بدموع: انا عاوزة اتخلص من كل حاجة في حياتي مرت، عاوزة اصالح شهد، وابقا مراتك انت اكيد هاتقدر تنسيني كل حاجة عدت وفاتت، عاوزة افتكر لمستك انت مش لمسته اللي بتحرقني، انا عاوزك تمحي اي اثر جوايا، عاوزة لما تلمسيني او تحضني مخافش متوترش، نفسي ارجع طبيعية تاني، انا تعبت من اللي جوايا تعبت اوي.
حدق فيها ورد قاطب الجبين مستغربا لما قالته: انا حقيقي مندهش، انت فاجئتيني.

ليلى: فاجئتك بحاجة حلوة ولا وحشة...
كريم: حلوة طبعا، بس انتي يا ليلى بتتسرعي، انتي شايفة ان ممكن لمستي ليكي تريحك بس هي ممكن تحرقك لانها ببساطة هاتبقا في نظرك زيها زي الحيوان دا، انا من رأي يا حبيبتي تهدي وتسيبي نفسك لدكتور هدى وهي هتساعدك تخفي صح.
سالت الدموع من مقلتيها بغزارة وهي تقول بكسرة: انا فهمت ليه، انت مش قادر تلمس واحدة حد قبلك اغتصب...

قاطعها كريم بقلبة قوية على شفتيها، ابتعد عنها وهو يهتف: دا احساسي كل مرة بشوفك فيها، انت بتجنيني انا بحاول اسيطر على مشاعري علشان مش اذيكي، وتقوليلي الكلام الفارغ دا، ليلى انا عاوزك ميهئة ليا ولحياتنا مع بعض، مش عاوز اشوف نظرة ندم او خوف في عينكي.
عانقته وهي تقول: ربنا يخليك ليا، انت نعمة كبيرة اوي في حياتي، انت الحاجة الوحيدة اللي ربنا عوضني بيها عن موت ابويا واللي حصلي.

ابتعد عنها وهو ينظر لها بحب وابتسامة صافية: ويخليكي ليا يا كل حياتي، ايه رايك ننام بقا اصل انا حاسس انك تعتبي اوي انهاردا.
أؤمات براسها دليلا على موافقته وقالت: ماشي، بس الاول ايه رايك ابعت رسالة لشهد اعتذرلها.
هز رأسه بنفي وقال: لا طبعا شهد تستاهل نرتب فكرة حلوة علشان تحاولي تراضيها، مينفعش خالص نبعتلها رسالة.
ليلى: صح، انا عاوزاها تسامحني من قلبها، علشان انا كمان قلبي يرتاح شوية.

كريم بمزاح: لا قلبك دا ليا ولا حد يجي جنبه ولا يتعبه، انا ممكن اقلب بلطجي لو حد فكر يضايقه او يجرحه، دا حاجة كبيرة اوي عندي، دقاته دي اللي بتخليني عايش اصلا.
تجرأت واقتربت منه وطبعت قبلة رقيقة على شفتيه وهتفت بهمس: فعلا هو عايش علشانك انت وبس.

بمنزل رامي المالكي...
جلست ترتعش وتنظر بخوف حقيقي حولها، بينما هو يكاد يكتم ضحكته بصعوبة، نظرت له رأته يحاول جاهدا ان يكتم ضحكته، تجمعت الدموع في عينيها سريعا وبدات بالصراخ مجددا: اعااااا، انت بتتريق عليا، انا بكرهكوا كلكو.
هتف رامي ببرود: معلش.

نهضت واقتربت منه وهي تقوم بتضيق عينيها وتشير بسبابتها في وجهه: اعترف، قول انت اللي اقترحت انك تجيبوا القطة دي، تلاقيك عاوز تنتقم مني، انت اصلا بتكرهني، لا وحاططها في اوضتي علشان ادخل اشوفها اطب اقع اموت، تقوم ترتاح مني صح.
ابتسم رامي بتهكم: طب ما كنت قتلتك احسن من الحورات دي كلها يا شهد.
اتسعت عيناها بصدمة وهي تقول: انت عاوز تقلتني!
وضع كفه على جبهتها يتحسسها وهتف: لا انتي مش سخنة امال مالك.

وضعت يديها على وجهها تتحسسه بقلق: مالي فيا ايه؟!
رامي: مالك هبلة ليه كدا؟
نفضت يديه بعيدا عنها وقالت بعصبية: اوع تتريق عليا فاهم ولا لأ.
ثم استطردت بأمر: يالا روح نام في الاوضة بتاعتي وانا هنام في اوضتك.
هتف ببرود وهو يريح جسده على سريره: لا مبعرفش انام الا هنا، روحي انتي اوضتك، ربنا يسامحك بوظتي اليوم بجنانك.

نظرت له باعين مشتعلة من الغضب وقالت: لا بقا انت اللي هاتروح تنام في اوضتي، مش انت اللي سيبتها في اوضتي تمرح فيها وتلمس في حاجاتي، آه ياني زمانها واخدة الاوضة لحسابها.
رامي: لا حول ولا قوة الا بالله، انت عاوزني ارميها في الشارع، حرام يابنتي انتي قلبك حجر، بكرة ابقا اروح ارجعها لصاحب المحل...
ثم تابع بخبث: دا لو صاحب المحل رضي ورجعها.

زفرت بحنق وجلست تبكي من جديد: يارب اعمل ايه انا دلوقتي انا بخاف منهم، جسمي بيرتعش قلبي بحسه هايقف، مبقدرش اقعد معاهم، دا انا لما كنت بشوفها على السلم كنت بنزل ماما تطلعني من الخوف وبردوا بقعد اصوت.
همس لنفسه: طب والله لو كنت اعرف كدا من زمان، كنت اشتريت واحدة واهو كانت علمتك الادب شوية.
قطبت مابين حاجبيها وهي تهتف بضيق: انت بتقول ايه، انا مش سمعاك.

اطلق تنهيدة قوية وهتف: كنت بقول نامي معايا لغاية ما احل مشكلة شهد بكرا.
هزت رأسها ولكنها سرعان ما انتبهت لشئ وقالت: شهد مين؟!
كتم رامي ضحكته وهتف بجدية مصطنعة: القطة، شهد القطة حمزة سماها كدا اصلها شبهك حلووة ومنورة زيك..
اندفعت نحوه تغرز اسنانها في يديه، انفجر رامي ضاحكا عليها وحاول الابتعاد ونجح في ابعادها بقوة، حتى هتفت بحنق: ايه دا، كل دي عضلات بتربيهم ازاي دول.

استعرض عضلاته امامها وهتف بتفاخر: دول تربية سنين يابنتي.
ابعدت خصلات شعرها بكبرياء وهتفت باستنكار: تربية سودا، المهم انا هاضطر غصب عني انام جنبك هنا، هاحط المخدة دي فاصل ما بينا.
رامي: وليه بقا ان شاء الله المخدة دي، اجرب انا مثلا فخايفة مني.
هتفت بازدراء: لا عضلاتك بتخنقني.
اقترب منها يمسكها بقوة: لا كله الا عضلاتي ياشهد دا انا اروح فيكي في داهية.

ثم استطرد هامسا بالقرب من اذنها: دا البنات في المصنع عينهم مني، هو انتي فاكرني اهبل ومش واخد بالي.
التفت له وهو مازال ممسكا بها بقوة: لا هما هايموتوا منك من عيونك الخضرا.
غمز لها بشقاوة: شفتي حتى عيوني عاملة شغل عالي اوي.
حاولت التملص منه وقالت: لو مسكتش هاروح اقولهم انا مراتك، واقولهم انك متجوز وبتموت في دباديبي.
احكم امسكها وهمس بخفوت شديد: طب وماله قولي كدا انا راضي والله.
شهد: راضي ايه؟!

اكمل رامي بنفس همسه: اني ميت في دباديبك.
شهد: احم، ابعد طيب خلينا ننام.
ابتعد رامي وهو يأخذ تلك الوسادة الموضوعة في المنتصف باحضانه وهتف: تصبحي على خير يا شهد.
رمقته بضيق وهي تريح جسدها على الجانب الاخر من السرير وهتفت: وانت من اهله...

بالصباح...
وقفت تعد الشاي وتعيد ترتيب افكارها جيدا حتى لا تثير شكوك احد، دخل زكريا كعادته كل صباح وهو يلقي عليها تحيته المقتضبة وكالعادة سلمى نائمة في ذلك الوقت، قطع الصمت صوت زكريا بنبرته الذكورية: صباح الخير ياما.
ردت التحية وهي تعطيه ظهرها: صباح النور يا عين امك.
التوى شفتيه بتهكم: ايه الرضا دا كله ياما، خير.

وضعت امامه كوب الشاي وهتفت بضيق: لا يا خويا انا طول عمري راضية عنك، بس انت لما المحروسة رضيت عنك وانت نسيت امك والدنيا.
هز رأسه مستنكرا: انت ياما بتغيري من مراتي، انتي ليكي معزة في قلبي وهي ليها معزة تانية خالص.
هتفت مديحة بمكر: طب ومعزتي اللي في قلبك مش بتقولك كدا كتير.
ارتشف رشفة صغيرة ورد قاطب الجبين: كدا كتير ايه مش فاهم؟!

مديحة: انا يا زكريا مستنياك تيجي تقولي ياما افرحي دي سلمى حامل بس دا مبيحصلش، وانا الصراحة بدات اقلق.
هتف زكريا متعجبا: تقلقي!، تقلقي ايه ياام زكريا دا احنا لسه متجوزين جداد، لسه بدري ياما.
شهقت مستنكرة: بدري، بدري من عمرك ياواد، البنت الي مش معيوبة هي اللي بتحمل على طول، ومراتك طولت وكدا غلط.
زفر بضيق هاتفا: مش فاهم انتي عاوزنا نروح لدكتور يعني نكشف، ماشي هانروح بكرا نطمن.

هزت راسها بنفي وهتفت: لا طبعا دكتور ايه، احنا لسه هانصرف على علاج وبتاع، احنا نروح للشيخ مدكور دا مكشوف عنه الحجاب ونص البنات بتروحله بيحملوا على طول.
ضرب كف على كف وهو يضحك باستهزاء: شيخ ايه ياما، ايه الكلام الفارغ دا، انا لايمكن اودي سلمى عنده ابدا.
هتفت سريعا وباندفاع: لا منا برضه مرضاش اوديها لتتخض، هو بس عاوز صورة وشها علشان يحضر عليها وبس كدا.

هتف بذعر: لا لا يحضر عليها، انتي عاوزاها تتلبس ياما، لا طبعا، وبعدين سلمى عندها السكر يعني هو اكيد السبب في تاخير الخلفة، انا هاخدها ونروح لدكتور.
هتفت بصرامة شديدة: بص بقا يا واد اما اقولك انت هاتجبلي صورة ليها والا اخدها عند الشيخ بنفسها، اسمع كلامي يا زكريا وابقا روح ياخويا براحتك عند الدكتور.
زم شفتيه بضيق مردفا: طيب ياما هاديكي صورة ليها واياكي بقا سلمى تعرف هاتزعل مني اوي.

اخرج محفظته من جيب بنطاله الخلفي واخرج منها صورة صغيرة لسلمى، مدت يديها سريعا تلتقطها بفرح: هاات ياخويا، خايف على زعلها ياواد، شكلها ركبت ودلدلت.
زفر بعصبية مردفا: اهو جينا للكلام االي مالوش لزمة، انتي ماخدتيش اللي انتي عاوزاه يبقا خلاص اسكتي، سلام.

تركها زكريا وهو يزفر بضيق، بينما هي ابتسمت بمكر وهتفت بصوت كفيفح الافاعي: الخطة ماشية زي مانتي رسمتيها بالظبط يا مديحة، اما وريتك ياسلمى مبقاش انا يومك قرب اوي..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة