قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الثاني والعشرون

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الثاني والعشرون

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الثاني والعشرون

يعني ايه يا رامي القطة مش هاترجع، والله اسبلك البيت.
رمقها باندهاش عقب جملتها ثم هتف: عاوزة تسيبي البيت علشان قطة!
هزت رأسها بعنف وهي تردف بغيظ: اه اسيب الييت واسيبك انت شخصيا لو فكرت تخليها هنا يانا ياهي.
زفر بضيق: يا شهد اهدي كدا انتي مالك مهيبرة ليه كدا، انتي عارفة بتتكلمي عن ايه دي قطة ياماما، انتي ليه محسساني انها عدوتك.

هتفت شهد بنبرة يصاحبها البكاء: انت ليه مش قادر تفهم اني بخاف منهم، قلبي بيقف لما بشوفهم.

اقترب منها ليحتضنها وهو يربت على ظهرها بحنان وهتف: اولا سلامة قلبك من كل شر، ثانيا متعيطيش انا الدنيا بتقف في وشي لما بتعيطي، ثالثا بقى انا قولت ان هاسيبها هنا على طول؟ انا قلت لغاية بس ما اشوف حل في موضوع صاحب المحل اللي مش راضي يرجعها، انا هاعرضها على النت وحد ياخدها وخلاص، رابعا بقى عمرك ما تهدديني بانك تسيبي البيت، البيت دا بيتك انتي، انا اللي اسيبه وانتي لا.

ابتسمت من بين دموعها وهتفت بمرح: نسيت خامسا يا رامي وانت دايما بتناسها.
ضيق عيناه بتركيز وهتف بتوعد: والله لو قولتي اني ارخ...
قاطعته بوضع يديها على فمه تمنعه من اكمال حديثه وهتفت بخجل: خامسا بقى ودا الاهم، انك احن واحد في الدنيا دي كلها.
ثم اكملت حديثها سريعا: ويالا بقى اتاخرنا على المصنع.
اتسعت ابتسامته عقب ما تفوهت بيه: يالا ياستي، بس استني احطلها اكل الاول.

شهد: انت متاكد انك نقلت كل حاجاتي في الاوضة عندك.
هتف رامي بتأكيد: اه والله نقلتها كلها، بسببك معرفتش انام مصحياني من النجمه انقلك حاجاتك.
شهد: امال عاوزني اسيبلها حاجاتي تشبع بيها، معلش بقى خنقت عليك في اوضتك.
هتف رامي بمكر: اوضتي اوضتك ياشوشو البيت كله ملكك اصلا.

اؤمات شهد بابتسامة ولكنها عادت وسالت بعبوس: هي خالتو ليه قفلت باب اوضتها بالمفتاح قبل ما تسافر، انا مش فاكرة انها كانت قافلة بالمفتاح وهي ماشية.
اعطها رامي ظهره وهتف بارتباك: مش عارف، هي ماما كدا بتحب تحافظ على حاجتها، سيبني بقا اروح احط للقطة اكلها..

اخذ رامي طعام الهرة ودخل عليها الغرفة، مغلقا الباب خلفه وموجه حديثه للهرة: انتي جيتلي من السما، انا لو اعرف انها هتخاف من القطط وتنام جنبي طول الليل، كنت مليت الاوضة دي قطط، المهم بقى يا حلوة خدي راحتك الاوضة اوضتك، انا عاوزها لما انتي تمشي تشوف الاوضة تكرهها نفسها وتفضل جنبي...
ثم ابتسم بمكر وهو يعود بذاكرته قليلا،
(فلاش باك ).

ظل طوال الليل يتأملها ويتأمل كل تفصيلة في وجهها المحبب له، ابتسم بسعادة لرؤيته لسلساله في رقبتها تلمسه بخفة، شكر في سره الهرة لانها السبب في ذلك الوضع، ثم جاءت في ذهنه فكرة خبيثة، نهض بخفوت وهو يسير على اطراف اصابعه حتى لا يوقظها وخرج من الغرفة متوجهها لغرفة والدته، دلف الى الحجرة وبحث عن مفاتيحها، حتى وجدها واغلق الغرفة جيدا، واخفى المفاتيح، وهتف لنفسه بسعادة:.

كدا هي هاتنام معايا ومفيش مجال تنام في حتة تانية.
( باااك )
ابتسم بمكر وهو يداعب الهرة: ياخرابي دي لو عرفت اني بكدب بموضوع صاحب المحل دا واني مكلمتوش اصلا، وان انا اللي قافل اوضة ماما، هاتولع في البيت كله، هبلة وانا عارفها كويس.

بمنزل زكريا...
هتفت سلمى بضيق وهي ممسكة بسماعة الهاتف: انا اتخنقت من العيشة دي، كل يوم امثل اني بحبه حاسة اني هاطق هاموت.
حاولت سميحة تهدئتها: اهدي يا ضنايا وكل حاجة هاتبقى تمام، قوليلي بس المخفية مديحة مبتاخدوش على جنب تكلمه او اي حاجة.
سلمى: لا يا ماما ابدا، دي مستسلمة للوضع بطريقة غريبة، وكمان مبتكلمنيش لما زكريا بيمشي ولا بتخليني اعمل شغل البيت.

سميحة: لا كدا الوضع بدء يبقى خطر، الولية دي بتحضرلك حاجة.
سلمى بخوف: بتحضرلي ايه يعني.
سميحة: مش عارفة، بصي خليكي بعيد عنها، انا خلاص دبرت اموري وقدرت اجيب كام قرش كدا، وكلها يومين بالكتير هاخدك حتى لو زكريا مطلقكيش، وهاخد شهد ونسافر اي محافظة تانية نقعد فيها ونبعد عن هنا خالص.
سلمى: جبتي فلوس منين ياماما؟!
سميحة: جبتهم من اي حتة بقى، مش انتي عاوزة تهربي من زكريا، انا هاساعدك.

سلمى: المهم عندي اني ابقى معاكي انتي وشهد، شهد وحشتيني اوي.
سميحة: ان شاء الله هانتجمع من جديد، وهاترجعوا لحضني.

صاح حسني مناديا: ست مديحة، ام زكريااا.
التفت له مديحة وهتفت بضيق: خير يا حسني.
عبث حسني بشاربه وهتف: امال انتي مخاصمنا ولا ايه؟!
مديحة: لا ومخاصمك ولا حاجة، انت حر، الي بياكل على درسه بينفع نفسه.
هتف حسني بخشونة: الله، الله ايه بس عملت ايه لدا كله.

رفعت حاجبيها ببرود وهتفت: بقالك قد ايه بتتخلص من الولية مراتك علشان نتجوز، كل يوم تقول بكرا و بعده وانا ساكتة، بس لا دا انا مديحة الي كل الحارة بتتمني قربي يامعلم.
حسني: طب ويمين الله ياام زكريا، انا كنت بخلص في الموضوع، وكنت هاسجنها بالوصلات اللي معايا، بس بنت الرفدي قالتلي هاتتصرف في فلوس، فقولت استنى اقلب منها قرشين وبعدين اسجنها، اهو البحر يحب الزيادة.

مديحة: اه قول كدا بقى، هو الموضوع كدا، طيب ماشي بس بردوا سرع في الموضوع.
حسني: من عنيا يا ست الكل، مش تامريني باي حاجة.
مديحة: لا شكرا...
ولكنها سرعان ما تابعت بمكر: كنت عاوزة اطلب منك طلب بس ماليش غيرك اطلب منه.
حسني: اؤمريني.
مديحة: تلاجتي باظت ياخويا، وكنت عاوزة اشتري واحدة جديدة فانا كنت عاوزة على الفلوس عالى اللي معايا، عاوزة فوقهم ٣ الاف جنيه، لغاية ما الواد زكريا يقبض الجمعية و ادهوملك..

اتسعت عيناه بصدمة ثم سعل بشدة: كح، كح ٣ الاف جنيه مرة واحدة.
لوت شفتيها بتهكم: ايه تقيلة عليك ولا ايه، دا انا قولت انت قدها وقدود..
هتف بضيق: اه قدها طبعا، بصي انتي عدي عليا بليل في البيت ومتخافيش هاحبس الولية سميحة في الاوضة مش هاخليها تشوفك نقعد مع بعض واتصرفلك في الفلوس.
هتفت بغنج مصاحبة غمزة خفيفة. : يووووه يا راجل، الحارة تقول ايه...

اتسعت ابتسامته وهو يهتف بخشونة: هايقولو انك طالعة عند حمات ابنك متخافيش.
مديحة: خلاص على معادنا بليل.

بمنزل كريم...
احلى شاي لاحلى عمو جمال في الدنيا.
هتف جمال بهدوء: تسلمي يابنتي، امال كريم نزل الشغل ولا ايه...
اؤمات براسها، بينما هتف جمال بتساؤل: امال مالك الايام دي يا ليلى حاسك مجهدة وتعبانة ووشك اصفر، اوعي تكوني حامل ومخبية.
كانت ترتشف من الشاي بتلذذ بعد سماع جملته سعلت بشدة، هتف جمال سريعا: يا ساتر يارب، اهدي يابنتي، ياساتر.
هدأت ليلى وهتفت: الحمد لله انا كويسة ياعمي متقلقش.

ثم استطردت: احنا مبنفكرش في خلفة دلوقتي، سايبن الامور تهدي الاول، انت عارف طبعا ان وانا كريم لسه بناخد على بعض، مش عاوزين نتسرع.
هتف بضيق: اه وانتوا هتاخدوا القرار امتي بقى، بصي ياليلي انا مش عاوز ادخل مابينكوا، بس انا بكبر يابنتي واللي مضى من عمري كتير عاوز اشوفلي حفيد من صلب كريم العب معاه ويقولي ياجدو.
ليلى: حاضر ياعمي، المهم متضايقيش انت بس.

جمال: وانا هاضايق ليه يابنتي، ربنا ما يجيب زعل او ضيق ما بينا.
هتفت ليلى بارتباك: عمي هو ايه اكتر حاجة ممكن تضايقك مني او تخليك تكرهني...
ثم تابعت بارتباك واضح: قصدي يعني تكره اي حد.
هتفت بكلمة واحدة صارمة حادة: الكدب.
رفعت بصرها ترمقه بخوف: قصدك ايه، يعني انا مثلا لو كدبت عليك في حاجة او خبيت حاجة تكرهني وكدا.

اؤمئ وهو يهتف بقوة: مش اكرهك وبس، لا انا اطردك من حياتي كلها، اصل يا ليلى اللي بيكدب يبقى في ايده يقول الحقيقة والكذب بس بيلجأ للكذب مع انه ممكن يقول الحقيقة ويخلص نفسه، انا عندي اللي بيواجه دا شخص يستاهل التقدير والحب والاهتمام وكل حاجة، علشان كدا انا بنيت قصة حبي مع ام كريم على المبدأ دا وهو الصراحة وممنوع الكدب، وربيت ابني على كدا.

ثم تابع باعين لامعة ونبرة يصاحبها فخر: عندك كريم ابني انا مصاحبه ولا يمكن يخبي عني اي حاجة ابدا.
اغلقت عيناها بقوة تأنب نفسها على ما فعلته في حق كريم وكذبها عليه، فاقت على صوته: ليلى تليفونك بيرن يابنتي.
تنحنحت بحرج ثم اتجهت بصوب هاتفها تلتقطه بخفة نظرت فيه وجدت اسم مديحة يضئ بيه الشاشة، خفق قلبها بشدة، دلفت غرفتها ثم اجابت بعصبية: الو، عاوزة ايه.
هتفت مديحة بسخرية: ماتهدي على نفسك ياختي.

زفرت ليلى بغضب: بقولك ايه اخلصي مش فايقلك عاوزة ايه مني على الصبح.
هتفت مديحة بمكر: عاوزة ٢٠٠٠٠ الف جنيه ياحبيبتي.
جحظت عيناها بصدمة وهتفت باندفاع: كام؟!
هتفت مديحة بتهكم: سلامة السمع، ايه باظ عندك، عاوزة عشرين الف جنيه وبكرة بالكتير يكونوا عندي.

هتفت ليلى بتوبيخ: انتي مجنونة ولا فيكي ايه، انا منبه عليكي ان العشر االاف دول اخر حاجة ممكن ادفعهالك، ولا المحروس ابنك مش عارف يكمل بقية جوازته، فجايلي انا لا بقى مش هاصرف عليكوا.
ضحكت مديحة بقوة وهتفت: انتي هبلة اوي يا ليلى، انا بقى حابة اصدمك، زكريا ياختي اتجوز من زمان واقولك الكبيرة اتجوز سلمى اخت شهد، شفتي ياختي الزمن.
هتفت ليلى بصدمة: سلمى اتجوزت زكريا ازاي!

هتفت مديحة بتأفف: اخلصي انا مش ناقصكي، هاتديني الفلوس امتى؟!.
هتفت ليلى بعصبية مفرطة: والله ما يحصل تاخدي مني فلوس تاني، واعلى ما في خيلك اركبيه، فاهمة والا لأ.
هتفت مديحة بغيظ: هي بقت كدا، بقى مش همك، خافي مني يا ليلى والله هاوريكي وش عمرك ماشوفتيه، وهافضحك عند حماكي، وهايطردك برا بيته زي ما انا طردتك برة الحارة، وهافضحك تاني.

ارتعدت اوصالها لحديث تلك اللعينة، ولكنها سرعان ما تذكرت حديثه: بيلجأ للكذب مع انه ممكن يقول الحقيقة ويخلص نفسه، انا عندي اللي بيواجه دا شخص يستاهل التقدير والحب والاهتمام وكل حاجة، علشان كدا انا بنيت قصة حبي مع ام كريم على المبدأ دا وهو الصراحة وممنوع الكدب...
عادت للواقع وهي تهتف بقوة: انا قولتلك قبل كدا وبقولهالك تاني اعلى ما في خيلك اركبيه، قولي للدنيا كلها مبقاش عندي حاجة اخاف منها.

اغلقت المكالمة سريعا وهي تهتف بنبرة شبه باكية: مبقاش عندي حاجة اخسرها، خلاص اللي يحصل يحصل، مش هاضعف تاني ابدا.

بالمصنع...
فهمتي هاتقولي ايه بالظبط، اياكي وتغلطي في حرف.
كان هذا صوت هايدي الواعد بينما اؤمات شيماء بقوة وهي تهتف بحقد: متخافيش هادخل اعكها فوق دماغها شهد الزفتة دي واخلي مستر رامي يطردها..
زفرت هايدي بغضب وهتفت بقلة صبر: خليكي في اللي انتي فيه وركزي في اللي بقولهولك يالا ادخلي..

طرقت شيماء غرفة رامي، سمعته ياذن لها بالدخول، دلفت بقلق، رفع رامي بصره يرمقها بتفحص، قطب مابين حاجبيه باستفهام واضح: خير، في حاجة..
ابتسمت بقلق وهتفت: ازيك يا مستر رامي.
رفع احد حاجبيه ببرود: انتي جاية هنا علشان تساليني عامل ايه؟!، انتي اسمك ايه وبتشتغلي في انهي قسم.
تنحنحت شيماء ثم هتفت بتلعثم: انا شيماء بشتغل في قسم الجودة، والصراحة كنت جاية اشتكيلك.
رامي: تشتكيلي من ايه في حد بيضايقك.

هزت شيماء راسها بنفي وهتفت: لأ، بس يعني اللي بيحصل دا ظلم وكمان يعني قلة ادب، دا مكان اكل عيش وكلنا مضايقين من اللي بيحصل.
زفر رامي بضيق: اخلصي، هو انتي لسه هاتقعدي تحكي معايا، في ايه بالظبط ووضوح.

ارتبكت شيماء من نبرته الحادة: يعني، ااا اقصد، ان حضرتك شهد كل يوم واقفة تضحك مع واحد شكل ومش بتشتغل، وبالذات بقى مستر سامي واقفة بتضحك وتهزر معاه وحاولنا ننصحها بردوا مفيش فايدة، وكدا ميرضيش ربنا ممكن البنات الصغيرة اللي بيشتغلوا على المكن يقلدوها، معندهاش حيا خالص.
اتتفض رامي من جلسته بغضب وهتف بصوته الحاد: انتي اتجننتي، ازاي تقولي كدا...

قاطعه دخول شهد المفاجئ وعلى وجهها ابتسامة، وقفت تحدق بهم وخاصا بعدما رأت ملامح رامي الغاضبة وانكماش شيماء هتفت باندفاع: في ايه يا رامي...
حولت شيماء بصرها لشهد بتعجب من نطقها لاسمه دون القاب، تحدث رامي بلهجة آمرة: بصيلي هنا يابت انتي.
نظرت له شيماء بخوف: ن، نعم يامستر.

اشار رامي على شهد وهو يهتف بغضب: اللي انتي جاية تتكلمي في حقها دي تبقى مراتي، يعني ياحلوة تلمي لسانك، اصل والله اقطعهولك واقطعه لاي كلب يفكر ينطق اسمها على لسانه، وطبيعي انها متشتغلش لانها مرات صاحب المصنع، دي بتنزل مراقبة عليكوا، وسامي دا يبقى صاحبي وقريبي فطبيعي انها تقف تسلم عليه لما تشوفه.

صدمت شهد من كم الاعترافات التي اعترف بها رامي، حاولت ان تستشف الموضوع ولكنها فشلت ما علاقتها بسامي والعمل وشيماء، التزمت الصمت حينما اشار لها رامي ان تتقدم منه، وبالفعل تقدمت منه حاوطها بيده وهو يقول: يالا اطلعي برا، واستني بقى لما ابقى اشوف هارفدك ولا هتاخدي خصم...
خرجت تعتلي قسمات وجهها الدهشة، شهد زوجة مالك المصنع، وعند تذكرها لامر رفده لها، ذهبت مسرعة لهايدي، دلفت حجرة هايدي باندفاع:.

الحقي، يا مس هايدي الحقي روحت في داهية.
قطبت ما بين حاجبيها وهي تسأل: في ايه؟!، اوعي يكون رامي عرف ان انا وراكي.
هزت راسها بنفي وقالت: لا، الموضوع اكبر من كدا، دي طلعت مراته...
جحظت عيناها بصدمة وهتفت: ايه، انتي اتجننتي.
شيماء: هاحكيلك يامس هايدي.

بمكتب رامي...
هتفت شهد بعدم فهم: في ايه يا رامي، مالها شيماء بتقول ايه في حقي..
تنفس ببطء وهو يهدأ نفسه حتى لا ينفعل عليها: هو انا كام مرة قولت بلاش زفت وقفة مع سامي يا شهد.
شهد: في ايه يا رامي هو بينادي عليا بيسلم عليا باحترام، فين الغلط.
اشتعلت عيناه بنيران الغيرة وهتف بغضب مكتوم: في اني مش عاوزك تقفي مع بشر، حتى هو بالذات اسمعي كلامي ولو مرة واحدة، انتي ليه بتحبي تتعبي قلبي.

وضعت يداها بعفوية وهي تهتف بتهكم: سلامة قلبك يا رامي، هو انا تاعبة قلبك في ايه..
وضع يده فوق يديها وهو يتمسك بها بقوة ويهتف بتحذير: لاخر مرا بقولك متقفيش مع راجل ياشهد، لاخر مرا بقولك بلاش سامي ياشهد، المرة الجاية هاتشوفي وش عمرك ماشوفتيه، اتمنى انك مش تشوفيه.
دلف سامي فاجأة وهو يهتف بعبوس: رامي...

تسمر مكانه من رؤيته لشهد ويديها الموضوعة على صدر رامي بحرية، ويد رامي الممسكة بها وانعدام المسافات مابينهم، لوى فمه بتهكم وقال: اه يعني كلام البنات صح، انتي طلعتي مراته، طب مش تقولو كنا نبارك.
سحبت شهد يديها بسرعة بارتباك، بينما هتف رامي بضيق: وانت مالك مضايق ليه، فيها ايه لما تبقى مراتي.
هتفت شهد سريعا باندفاع: ااااا، لا رامي قال كدا علشان هي تبطل كلام عليا، احنا مش متجوزين ولا حاجة.

تحولت انظاره لها وهو يرفع حاجبيه باعتراض، ابتعلت ريقها بصعوبة وهتفت: خلاص ياجماعة حصل خير، صدقني يا سامي مفيش حاجة بيني وبين رامي.
هتف رامي بصوته الجهور: شهد في ايه، مالك اتظبطي كدا، انتي بتبرري ايه.
هتف سامي بابتسامة خبيثة: خلاص، خلاص مصدقك ياشهد، ملهاش لزمى تحلفي.
اؤمات شهد بارتباك، وتركت الغرفة هربا خوفا من غضب رامي، وعلمت انها سوف تخوض حرب قوية ليلا، والعقاب هو عدم مرواح المصنع...

ساد الصمت في الغرفة الى ان قطعه رامي بحدة: انت مالك ومال شهد يا سامي حاططها في دماغك ليه...
اشار على نفسه وهو يتصنع الصدمة: مين انا!، فين دا وانا مالي بيها، هو انت مش شايفها كانت بتحاول ازاي تقنعني ان مفيش بينكوا حاجة.
هتف رامي بخشونة: قصدك ايه ياسامي وضح كلامك اكتر..

ابتسم سامي بخبث وهتف وهو يتصنع البراءة: قصدي متقفش قصاد حبنا يارامي، انت شايف قد ايه هي خافت على زعلي ان لو عرفت انك متجوزها، ليه عاوز تعمل مشاكل مابينا، رامي انا وشهد اتولد مابينا حب ولسه بيكبر ارجوك متقفش في وشنا، عن اذنك.
ابتلع غصة في حلقه، وهتف بصدمة: حب، شهد وسامي ازاي، وانا بتقرطس نهارك اسود يا شهد.

امام سايبر سامح..
فتحت حقيبتها وجذبت الصورة واعطتها لسامح بخفة وهتفت: الصورة اهي واضحة لوشها والا لأ...
نظر سامح في الصورة واطلق صفيرا: ايه البت الموزة دي، جبتها منين دي.
هتفت بضيق: مش حلوة اوي كدا يا اخويا..
نظر لها بذهول وهتف بغلظة: دي مش حلوة انتي عامية لامؤاخذة، دي فلقة قمر، المهم عاوزة صور ايه قاعدة مع واحد في كافيه، ولا صور في اوضة نوم، ولا صور وهي عريانة عاوزة ايه بالظبط.

اتسعت عيناها بذهول وهتفت بتساؤل: يالهوي انت ممكن تعمل دا كله.
اؤمئ وهو يبتسم بمكر: اه، واعمل اللي أمر من كدا.
مديحة: طب بص عاوزة صور وهي قاعدة في كافيه، او جنينة مع واحد، ولامؤاخذة يعني مميلة عليه عاوزة صور اللي يوشفها يتأكد انها ماشية مع الواد دا.
سامح: طيب تعالي بعد يومين خدي الصور ومعاكي بقية المبلغ.
مديحة: طيب ياخويا سلام ربنا يقدرك على فعل الخير.

تركته مديحة وهي تبتسم بفخر لنفسها، رن هاتفها نظرت فيه وجدت اسم كريمة زفرت بحنق ثم هتفت: الو يا هانم.
هتفت كريمة بتوبيخ: ايه يا متخلفة عمالة اتصل بيكي تليفونك مغلق، عملتي ايه هاتديلك فلوس بكرة.
كتمت مديحة غيظها وهتفت: لا ياهانم رفضت وقالتلي اعلى ما خيلك اركبيه، وكمان قالتلي مبقاش عندي حاجة اخسرها.

هتفت كريمة بتعجب: والله!، خلصت اللعبة بدري بدري، طب جهزي نفسك بقى هاتصل عليكي خلال يومين تيجلي وهاقولك نعمل ايه.
مديحة: طيب ياهانم تحت امرك.
اغلقت هاتفها ثم هتفت لنفسها: اعوذ بالله وليه معفنة، مالحق اروح لسبع البورمبة حسني الهف القرشين، اه هو انا هافضح بنته من جيبي ولا ايه.

بمنزل رامي...
هتف حمزة ببراءة: هو بابا ماله يا شهد مش عاوز ياكل ليه؟!
زفرت شهد بضيق وقالت: زعلان مني.
حمزة: ليه ياشهد، عملتي ايه...
شهد: نيلت الدنيا كعادتي، هنام انا فين زفتة الطين مرزوعة في اوضتي، وسي رامي مقموص مني.
حمزة: نامي معايا.
شهد: فين بقى على الالعاب ولااحط راسي على السرير ورجللي على الارض، انت مبتشوفش سريرك عامل ازاي، في حد سريره على هيئة مركب.

حمزة: اه انا عاوز اطلع قبطان، وبابا لما عرف جابلي الاوضة دي.
زفرت شهد بضيق: مبدهاش بقى، اقوم اصالحه وامري لله، واي حاجة يقولي انتي غلط اقوله صح.
ثم تابعت وهي توجه حديثها لحمزة: حمزة اشرب اللبن والعب بالمكعبات لغاية ما ادخل لبابا اصالحه واجاي.

بمنزل حسني..
دلفت للغرفة وهي تتفحصها بخوف، كل شئ مقلوب، وحسني يقف في منتصف الغرفة يلهث بقوة، وعيناه تبث شرارات الغضب منها، هتفت بصوت مرتبك: في ايه ياحسني بدور على ايه...
التفت لها حسني وهتف بغلظة: فين يا وليه الفلوس اللي كانت تحت البلاطة دي.
نظرت لحيث اشار باعين مرتبكة، بدأت وتيرة الخوف تتصاعد لديها، خططها كلها فشلت، سمعته يهتف بصوته الجهور الغليظ: بقولك فين يا ولية الفلوس انطقي.

هتفت سميحة بخوف: مش، مش عارفة فلوس ايه انت عاين فلوس هنا؟
اقترب منها بسرعة البرق وامسك مرفقها بقوة: بقولك فين فلوسي، طلعيهم لاحسن والله اقتلك.
حاولت الابتعاد وهي تهتف بتلعثم: مش عارفة، الله وانا مالي، يمكن حرامي دخل وسرقهم، ولا شوف انت عاينهم فين.

رفع يداه وهبط بكفه على وجينتها يصفعها بقوة، من شدة الصفعة اندفعت وجسدها ارتطم بالارضية الصلبة، تأوهت بضعف، بينما هتف بغل: هاقتلك ياسميحة لو مش قولتي فين، دول تاعبي وشقايا، ١٠٠٠٠٠ الف جنيه يا ولية راحو فين.

نهضت وعلى وجهها ملامح الالم وبدأت تستعيد بذاكرتها عدد المرات التي ارعبها بسجنها بسبب وصولات الامانة التي كتبتها على نفسها من اجله، أيأخذ هو النقود وهي تهدد بالسجن؟ عندها هتفت بضعف بمحاولة اخيرة لتشتييت انتباهه: معاك مية الف جنيه ومستسخر فيا تدفعلي ٣٠ الف جنيه تسددلي الوصولات؟ اخص عليك هانت عليك العشرة.

امسك ذراعها بقوة وهتف بحقد دفين: انطقي قولي فين فلوسي ياحرامية، والله هاسجنك بالوصلات، الوصلات دي معايا، هاسجنك بيهم، واتجوز ستك وتاج راسك مديحة.
رفعت بصرها ترمقه بصدمة: عاوز تسجني علشان تتجوز مديحة، اه يا واطي ياكلب، والله لاحرق قلبك، الفلوس معايا ومش هتطول منها ولا مليم، خلاص بح.

ابتعد عنها وهو ينظر لها بشر، و دلف للمطبخ بسرعة، بينما هي تلتفت حولها، علمت انه سوف ياتي بسكينا، اندفعت صوب باب الشقة، وما ان وضعت يديها على المقبض، وفتحت الباب فتحة صغيرة، شهقت بألم، وشعرت بسكينا حاد ينغرس في ظهرها، ومع انغراس السكين بظهرها شعرت بقلبها ينزف ألما على بناتها اللاتي فرطت بهن خوفا من السجن وفرطت بحقوقهن وزجت بهن الى براثن المجهول والضياع، بناتها اللاتي أثرت حياتها على حياتهن بجبنها وضعفها وقلة حيلتها، وبدت تلوح لها ملامح شهد الساخطة بعد ان كانت مفعمة بالحياة والحيوية والبهجة، هي بيديها قتلت احلامها واخرجتها من بيت والدها؛ ذاك البيت الذي سلمته لمعدوم الضمير والنخوة بجهلها، اما حسني اخرج السكينة مع انحائها للامام وهي تتمسك بالباب وتتسارع انفاسها، فغرس بكل قوته السكينة مرة اخرى في ظهرها، شهقت بقوة اكبر، واندفعت صوب الارض، تلتقط انفاسها الاخيرة، وهذه المرة رأت سلمى هزيلة محنية الظهر وفكرت بما يمكن لمديحة ان تفعله بها بعد ان انكسر ظهرها وخسرت اخر من ممكن ان تستند عليه فها هي تلفظ انفاسها الاخيرة وحسني اما يسجن واما يهرب، هنا اصبحت سلمى بلا سند على الرغم انه كان سندا هشا الا انهم كانو بحياتها بأي حال من الاحوال، عندها اغلقت عينيها حتى تبقى صورة ابنتيها اخر ما يلوح في افق حياتها المظلمة التي رأتها بشريط سريع يمر امامها حياة عاشتها منكسرة خاضعة ومهزوزة.

اندفع نحوها وهو يهتف بغضب: انطقي قولي فين فلوسي.
هزها بعنف اكبر: فين فلوووسي، انطقي يا ولية.
وقفت تتابع المشهد من خلف باب الشقة خلسة، وما ان راته يصرخ بها، حتى هتفت صارخة بكل قوتها:
الحقواااا ياناس حسني قتل سميحة، يالهووووووووووووووووووى حسني قتل سميحة، الحقوووووا ياناس، الراجل قتل الوليييية بالسكينة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة