قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الثالث والعشرون

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الثالث والعشرون

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الثالث والعشرون

بمنزل رامي المالكي...
زفرت بضيق وهتفت: ما خلاص بقى يا رامي مكنش بوز دا، ياسيدي قولتلك انا غلطانة، حقك عليا.
رمقها بغضب، ثم حول بصره للجهة الاخرى، سمعها تزفر للمرة الخمسين وتتمتم بكلام غير مفهوم، اقتربت منه، ثم وضعت قبلة رقيقة على احدى وجنيته وهي تهتف بخفوت
: قلبك ابيض بقى، انا مش فاهمة لدرجادي اللي عملته يزعلك مني، وتمتنع عن الاكل؟

تجمدت انفاسه بسبب قبلتها، ضربات قلبه ستكسر صدره من قوة نبضها، تمالك نفسه بصعوبة وهتف بخشونة: انتي شايفة يعني اللي انتي عملتيه مكنش يصح في حقي وحقك، تقفي وتبجحي وتقولي لا مش مراته، انتي مستعرة انك تبقي مراتي يا شهد؟
قالها بأستنكار شديد وهو يشير بيده على نفسه.
هتفت سريعا وباندفاع وهي توضح وجهة نظرها: لا والله انا خوفت بس سامي يكون فاهم غل...

قاطعها وهو يمسك مرفقها بقوة، ويجز على اسنانه وقال: سامي، ماله سي زفت، قوليلي بقى في ايه بينك وبينه.
حاولت ابعاده وهي تهتف بعدم فهم: اه، اوع يارامي، هايكون في ايه...
هتف رامي بغضب وهو يمني نفسه بأجابة تهدئ من بركان الغيظ داخله: امال ليه قعدتي تقولي انك مش مراتي؟ ليييه اتوترتي انه يعرف؟ ليييييييه انطقي.
هتفت شهد بألم: اه رامي ايدك بتوجعني، اوعى بقى.

نفضها بعيدا عنه بقوة وهتف بعدما أيقن انها لن تنطق بما يبرد ناره: بعدنا اهو، اتفضلي اطلعي برا، مش طايق اشوف حد قدامي.

حركت يديها بسرعة على مكان الالم تدعكه بقوة، ثم تقدمت منه وهي تمسك يديه وتطبع قبلة رقيقة في كفه وهتفت بنعومة: على فكرة بقى انت زعلك عندي بالدنيا كلها، انا كنت بصالح ابويا كدا وانا صغيرة، وبدام صالحتك كدا، يبقى انت غلاوتك كبيرة اوي في قلبي دي حاجة، اما الحاجة التانية وهي سامي، انا بس لاقيت الخبر انتشر بسرعة خفت علشان كدا قولت لا مش مراته، واديك شوفت نظرات البنات ليا بعد ما عرفوا اني مراتك، خافوا مني وانا مكنتش عاوزة كدا.

تعجب من قدرتها على تطويعه وتحويله لحمل وديع بين يديها بثانية وبالثانية التي تليها تماما تثير زوابع وعواصف غضبه و هتف بصوت عالي: ما الدنيا كلها تعرف انك مراتي وعلى ذمتي، عاوزاني اقف في الشباك دا واغنيها بصوت عالي، شهددددد مرررراتي، انا اللي بقولهالك قولي لكل الناس انك مراتي.
ابتسمت برقة وهتفت بمزاح: طب ولما تفضح الدنيا، اتجوز ازاي بعد ما تطلقني..

رمقها بصدمة وذهول ثم اقترب منها بسرعة شديدة واقتصر المسافات البسيطة بينهم، وهتف امام شفتيها ونظره معلق بهم: اياكي وكلمة الطلاق، هاقتلك قبل ما تكوني على ذمة حد غيري، خلاص انتي اتكبتي ليا، بقيتي على اسمي وهاتفضلي على اسمي، لاخر نفس فيا...

امسك راسهااا بيديه واطبق شفتيه على شفتيها وقبلها بقوة لم يعرف قبلته كانت بسبب اشتياقه لها، ام عقابا على ما تفوهت بيه، زدات ضربات قلبها في بادئ الامر من هجومه المفاجئ لها واعصاره بشفتيها ولكن مع تحول قبلاته القوية الى قبلات ناعمة هادئة، هدئت هي بين يديه وذابت في بحور عشقه لها، مدت يديها بعفوية تتمسك بمقدمة تيشرته، في هذه اللحظة ومع هدوئها بين يديه، تجرأ اكثر وحرك يديه تحيط بها تجذبها اكثر نحوه، وباليد الاخرى تبعث بازرار منامتها، الان حبيبته بين يديه ولاول مرة لم تمتنع عنه، الان لم يعد يتذكر من هو وماذا يفعل ولا حتى وعوده التي قطعها مع نفسه، ولا وعوده مع اميرة، اميرة!، بدات اجراس الخطر تدق بعقله بقوة، ابتعد عنها ببطئ يتفحصها بهدوء، بداية من عيناها المغلقة بقوة، وشفتيها المتورمة، وشعرها المبعثر، وتورد وجنيتها، طبع قبلة اخرى خفيفة سريعة على ثغرها وهتف بهمس: شهد...

استمرت في اغلاق عينها بقوة لشدة خجلها، داعب وجنيتها بلطف وهو يهتف بهمس: شهد افتحي عيونك.
فتحت عينيها بخجل، لمح تلك اللمعة الغريبة في عيانها، ابتسم، ما ان رأت ابتسامته اخفضت بصرها تهرب من نظراته لها، فمد يده يغلق ازرار منامتها ببطئ شديد وهي تتابع يداه المتنقلة بحرية على جسدها، ثم رفعهم يعيد ترتيب شعرها المبعثر، ابتلع ريقه بصعوبة يحاول كبح رغباته، ثم اردف بنفس همسه: شهد ارفعي عينك بتنزليها ليه...

رفعت بصرها بسرعة وهي تهتف برقة: رامي انت، ، ليه بتعمل معايا كدا.
اطلق تنهيدة قوية، لعلها تريح صدره: مش عارف، كل اللي اعرفه اني بتجنن لما سامي بيجيب اسمك، شهد كلامه ليا انهاردا بيوحيلي انكوا ما بينكوا حاجة.
قطبت مابين حاجبيها وهتفت بعدم فهم: يعني ايه بينا حاجة.
زفر بضيق وهتف: يعني قالي انك بتحبيه، وقالي سيبنا ومتدخلش بينا وتفرق بينا.

اتسعت عيناها بصدمة: انا!، انا بحبه، لا طبعا استحالة سامي يقول كدا، استحاااالة..
لوى فمه بتهكم: اه يعني انا بكدب وبحور، معلش اسف ياستي.
زمت شفتيها بضيق: يووووه يا رامي، انا اقصد انك فهمته غلط، اكيد فهمته غلط، اصل هو هايقول كدا بناءا على ايه، انا بعامله كاخ وبس...
ثم تابعت بابتسامة: علشان خاطري عدي اللي حصل انهاردة انا مبحبش بوزك دا بيقفلني والله من الحياة.

اخذ نفس طويل ثم هتف: خلاص يا شهد، عاوزني افك قولي لاي حد يقابلك في المصنع انك مراتي اوك.
شهد: يعني يا رامي دا اللي هايريحك، حاضر بكرة هاقف في المصنع وامسك ميكرفون واقول انا مرررات رامي.

جذبها لاحضانه وربت على ظهرها بحنان هاتفا بخفوت: بطلي تريقة، قولي للكل كدا اصل واقسم بالله اقول انا ومنزلكيش المصنع تاني، انا عادي اعملها وياريت اعملها ياشهد هاارتاح، بلاش تثيري غيرتي يا شهد علشان واقسم بالله هاتشوفي وش عمرك ما شوفتيه.
اؤمات براسها دليلا على موافقتها: حاضر يا رامي هاعملك اللي انت عاوزو.
ثم رفعت بصرها وتابعت: ممكن تقوم تاكل بقى.

بالحارة.
تجمع الناس بالحارة يراقبون نزول جثة سميحة وهي محملة على ناقلة الاسعاف مغطاة بملاءة بيضاء، وحسني مكبل يداه بكلابشات الشرطة ينظر لسيارة الشرطة بخوف، بينما وقفت سلمى تبكي بصوت عالي وتهتف بحرقة: اه ياماماااااااااا، اوعى سيبني عاوزة اروحلها، خديني معاكي يا ماماااا.
حاوطها زكريا جيدا وهو يمسكها بقوة وينقل بصره بين سلمى الصارخة وجثة سميحة، فهتف بهدوء: اهدي يا سلمى، لاحول ولا قوة الا بالله.

هتفت جارة لهم: اهدي ياحبييتي حرام تصرخي كدا، كدا هي بتتعذب.
مصمصت جارة اخرى لهم: ياعيني يابنتي، ان لله وان اليه راجعون.
جاءت عيناهاا باعين حسني، رمقته بكره شديد وصاحت: حسبي الله ونعم الوكيل فيك، انت قتلتها، انت اللي خدتها مني، طول عمرك شيطان، منك لله، منك لله.

بينما اكتفى حسني بإرسال شرارات الغضب لها ولمن حوله، غادرت سيارة الاسعاف بجثة سميحة مع محاولة سلمى اللحاق بها وهي تبكي بشكل يدمي القلوب، ولكن كانت يدي زكريا اقوى منها تمنعها من ان تخطو خطوة باتجاهها.
وغادرت ايضا سيارة الشرطة، وانفض الناس من حولهم، فاقتربت مديحة متصنعة البكاء: يالا يابني خلينا نطلع.
نفضت سلمى يدي زكريا بغضب بعيدا عنها: اوعى سيبني عاوزة اروح ورا امي.

هتفت مديحة بتهكم: تروحي وراها فين دي ماتت.
رمقتها سلمى بحقد دفين: تلاقيكي مبسوطة فيا صح.
رفعت حاجبيها ببرود: انا هاتبسط ليه ياختي، شوف مراتك يا زكريا وعقلها.
زكريا: خلاص ياما سلمى تعبانه، عديهاااا.
ثم تابع كلامه لسلمى: يالا نطلع ياسلمى، امك زمانها في المشرحة، والدنيا ليل خلينا للصبح والصبح يبقا يحلها ربنا.
هتفت بغضب اكبر: بقولك اوعى سيبني، عاوزاة اروح معاها..

زفر بضيق: يابنت الحلال استهدي بالله، لو روحنا هانعمل ايه، بكرة الصبح نبقى نروح...
تخلصت من قبضته القوية وتحركت بخطوات متعثرة واعين زائغة وهي تهتف بنبرة شبه ضائعة: لا انا هاروحلها، حبيبتي سابتني ومشيت قالتلي انها هتاخدني معاها، سابتني لييييه...
جذبها من مرفقها وهو يهتف بعصبية: بس بقا كفاية فضايح احنا في الشارع، يالا بينا على فوق.

ومع محاولاتها للتخلص منه، وتمسكه الشديد بها، وقعت فاقدة للوعي، مد زكريا يديه بسرعة تلحقها من اصدامها بالارض، وهو ينظر لها بخوف ويهتف بقلق: سلمى، سلممى...

بمنزل كريم...
هتف كريم بابتسامة عريضة على وجهه: ها بقى ياستي ايه اللي مزعلك انهاردا ومخليكي تايهة كدا.
قطبت ما بين حاجبيها مردفة: طب وليه الابتسامة العريضة اللي على وشك دي..
كريم: دي علشان انا فرحان وسعيد، ان كل يوم بكلمك وبحكي معاكي، وعرفنا بعض اكتر، وبقينا قريبين من بعض، وحبك اللي في قلبي زاد اكتر واكتر واكتر...

هتفت ليلى بحزن: بجد انت طيب اوي يا كريم، انا اوقات بحس اني مستهلكش، انت حاجة كبيرة اوي اوي بالنسبالي...
داعب انفها بيديه وهتف بمزاح: متضحكيش عليا وتثبتيني، مالك بجد ماكلتيش حلو و عيونك فيها كلام كتير.
ليلى: انهاردا وانا قاعدة مع عمو جمال سالته ايه اكتر حاجة ممكن تكرهني بسببها، رد عليا وقالي الكدب، طب ولو هو عرف ان احنا كدبنا عليه في موضوعي هايكرهني؟ طب ممكن يكرهك بسببي؟

كريم: يكرهني او يكرهك ليه، احنا كدبنا في ايه، احنا مجرد خبينا حاجة بس عليه، ودا مش علشان خايف منه بالعكس دا علشان انتي تتعاملي معاه براحتك، وبعدين ياستي هو ايه اللي هايعرفه حاجة زي دي، الحاجة دي هاتفضل بيني وبينك وبس، وارجوكي بقا يا ليلى بطلي خوف بقى وارمي ورا ضهرك علشان خاطري.
هزت رأسها وهتفت بخفوت: حاضر يا كريم هاحاول انسى.

ثم نظرت امامها وهتفت في نفسها: الدنيا مش راضية تسيبنا في حالنا ياكريم وحاسة اننا هانفترق قريب، ام زكريا مش هاتسيبني في حالي، بس اوعدك اني هافضل اعافر علشان نفضل مع بعض..

بمنزل رامي.
تنقلت على جانبيها يمينا ويسارا ثم نهضت وفتحت نور الاباجورة وزفرت بضيق وهتفت بصوت هادي: رامي انا قلبي واجعني مش عارفة ليه...
استدار نصف استدارة وهتف بقلق: قلبك وجعك ازاي مش فاهم.
وضعت يديها فوق قلبها وهي تهتف بحزن: مش عارفة والله، قلبي واجعني اوي، حاسة بحاجة حصلت لماما او سلمى.
ثم نظرت له وهي تهتف بقلق: او ممكن ليلى.

اعتدل في نومته ثم هتف مطمئنا اياها: متخافيش هما كلهم كويسين بس انتي تلايقكي مش عارفة تنامي كويس.
شهد: رامي ما تتكلم معايا في اي حاجة خليني اعرف انام.
رامي: امممم، نتكلم في ايه مثلا.
فكرت لوهلة ان تنطق باسم اميرة، زوجته التي لم يذكر اسمها ولو مرة واحدة امامها، هتفت بتلعثم: عن اميرة مراتك...
رامي: اميرة!، اشمعنا.
شهد: علشان انت مجبتش ولا مرة اسمها قدامي، ليه بقى؟!

تصنع الامبالاة: عادي على فكرة، مش لازم اجيب اسمها قدامك، هي في قلبي على طول.
لم تعرف لماذا انتابها شعور بالغضب عقب ذكره لها انها في قلبه على طول، تغاضت بسرعة عن شعورها وهتفت: ايوا بس اللي اعرفه ان اللي بيحب حد بيجيب سيرته على طول.
رامي: مش شرط على فكرة عادي، كل واحد وشخصيته.
ساد الصمت في الغرفة بعد جملته، ولكنها قاطعت الصمت كالعادة بثرثرتها المعتادة: طب قولي انتوا عرفتوا بعض ازاي.

زفر بحنق واردف: يخربيت فضولك هايموتك، ياستي اميرة كانت زميلتي في شغلي في الشركة وبس.
اقتربت منه بحماس وهي تهتف بفضول: يعني ايه وبس، احكي انتوا كنتوا بتحبوا بعض وانتوا بتشتغلوا مع بعض؟
هز راسه بنفي: لأ، عادي هي كانت زميلتي وكانت مقربة مني، بس امي تقريبا كانت بتزن يوميا عليا اتجوز ففكرت فيها هي محترمة وفي حالها، اتقدمت ليها واتجوزنا وبس.

شهد: وبس!، وبس ايه يا رامي، بس كدا الحكاية خلصت امال فين الحب بقى وكدا والمغامرات.
ضربها بخفة على رأسها: ماهي الروايات لحست دماغك، عادي مش شرط اتنين متجوزين يبقو بيحبوا بعض وبيعشقوا بعض، عادي ممكن يكون حب عشرة...
نظر لها وجدها تنظر له بتركيز، فهتف بتلعثم: بس انا كنت بحبها، عادي يعني.
هتفت بمزاح: الحمد لله، مقولتش وبس.

ابتسم على مزاحها ولكنها سألته: طب انت مفيش مرة عشت قصة حب، وسهرت الليل تحب فيها وفي ملامحها، وتوحشك ونفسك تشوفها، جاوب بصراحة...

تنهد بقوة وهتف بعبوس: اممممم حبيت وعشقت وسهرت الليل افكر فيها، وكنت بصحى الصبح على امل اشوفها واتامل ملامحها، واروي شوقي ليها، حبيتها لدرجة الجنون، حبيتها لدرجة ان رسمتها كتير، مع ان مشوفتهاش الا مرة واحدة وبس، خطفت قلبي بنظراتها البريئة، خطفته ومبقتش قادر ارجعه تاني، حبيتها لدرجة ان كل يوم بكتب اسمها في نوتة صغيرة، واشوف حبي خلص ليها والا لأ، والاقيني بشتري نوتات كتير وبكتب اسمها كتير وبسرح فيها.

ارتسمت ابتسامة جميلة على ثغرها وهي تتأمله بشرود واخذت تمني نفسها ان كل هذا الكلام من اجلها وانها حبيبته التي خطفت قلبه وهتفت تنشد ان يرد بما يطمئنها ويقولها انها هي مالكة قلبه: الله!، ايه الكلام الحلو دا، طب ايه مش اتجوزتها ليه، وتعوض اللي عشته في بعدها معاها.
هز راسه بنفي: مينفعش، في سد بيني وبينها.

زائغت شهد بخيبة امل وانفطر قلبها وهو يرد ماحيا امل ان تكون هي المعنية بهذا العشق الجارف وسألت بتوهان: هي السبب في السد دا، والا انت؟
اشار على نفسه مردفا: انا السبب، انا اللي وعدت، انا اللي متزفت ومش قادر اخد خطوة في حياتي، علشان وعد وعدته زمان، خايف تروح من ايدي، مش هاستحمل بجد.
رمقته بغضب وهتفت: هي لسى موجودة!

اؤمئ وهو يرجع رأسه للخلف ويغلق عيناه وهتف: قريبة مني اوي، قريبة مني لدرجة ان مش قادر اطلعها من قلبي، ولا اطلعها من حياتي.
جزت على اسنانها وهي تهتف لنفسها بخوف: يالهوي مين دي اللي قريبة منه اوي، يالهوي لتكون هايدي، لا قلبي هايقف، معقولة، لا لا لا، يعني ايه، دا انا قلبي بدأ يحبك يا رامي، كدا رامي بح، كان عنده حق سامي لما قال انه بيعاملني كاخته.

نظرت له وجدته مازال مغلق عيناه بقوة، هتفت مرة اخرى لنفسها ولكن بصوت عالي: اخته وبيبوسني.
فتح عيناه بسرعة وهتف بتساؤل: نعم؟!
ارتبكت بشدة وهي تسب نفسها على ما تفوهت بيه، ثم هتفت باندفاع: مفيش، مفيش نام نام.
جذب مرفقها بسرعة وجعلها تستدير له: بوسة ايه مش فاهم، مين بيبوسك.

لوت شفتيها بسخرية مريرة على تحطم امالها الوليدة: هو في حد غيرك بيعمل كدا، تصبح على خير، وبكرة تشوف حل للزفتة اللي في اوضتي هي اخدت راحتها ولا ايه.

بمنزل زكريا...
جلست بصدمة وهي تهتف: ايه حامل ازاي.
هتف بفرحة: ايه اللي ازاي ياما، سلمى حامل ياما والله دا كلام الدكتور.
مديحة: يمكن غلط وهو بيكشف يا واد، وتكون غيبوبة السكر.
هز راسه بنفي وهتف بسعادة: لا ما الدكتور اخد منها عينة دم ونزلت روحت المعمل اللي على اول الحارة والبت اللي هناك اكدتلي انها حامل.
ثم تابع بقلق: بس الدكتور قالي ابدأ اروحله علشان يتابع معاها علشان السكر وكدا، ربنا يستر بقى.

اقترب منها بسرعة وجلس بجانبها واحتضنها: انا فرحان اوي ياما الحمد لله ربنا كرمنا، شكل الشيخ مدكور دا شيخ بجد، الحمد لله يارب، انا فرحان ربنا عوضني بسلمى وبالنونو، هاتبقي جدة يا مديحة...
في ظل سعادته وثرثاته عن مدى فرحه بحمل سلمى، كانت هي شاردة في فشل مخططاتها، بدأ كل شئ ينهار بحمل سلمى، كان بداخلها نيران الحقد والكره تتصاعد، استفاقت على يد زكريا وهو ينبهها: ياماااا، سرحانة في ايه.

مديحة: مش حاجة، مراتك عرفت؟
زكريا: لا، هاقولها بكرا لما تصحى، اخدت مهدأ، اكيد هاتفرح ان ربنا عوضها عن موت امها، المهم هاقوم اشوفها كويسة والا لأ...
تابعته ببصرها وهو يدلف لغرفته مغلقا الباب خلفه، هتفت بغضب: اه يا نااااري، حسني اتسجن ومطلعتش منه بحاجة، وادي السنيورة حملت وانا كدا فشلت لا والله ابدا، مش هاتفلتي من ايدي يا سلمى وهاترتمي في الشارع زيك زي شهد وليلى وبفضيحة كمان.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة