قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الثلاثون والأخير

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الثلاثون والأخير

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الثلاثون والأخير

بمنزل رامي.
دلف غرفته وهو يتحدث مع سامي على الهاتف: وبس الحمد لله كدا انتيهنا، ارجع بقى اتابع الشغل، انا عارف اني بضغط عليك الايام دي.
سامي بعتاب: متقولش كدا احنا اخوات ياعم، خد وقتك، وبعدين انت عريس جديد.
هتف رامي بتوبيخ: خفة اوي ياخويا.
اردف سامي بضحك: ياعم بهزر، من حق اخبار سلمى ايه؟!، كويسة.
رامي: اممم بقت احسن كتير اوي الحمد لله.

هتف سامي بارتباك: ما تبقى تجيبها معانا المصنع تفك عن نفسها يا رامي وتشغل وقتها..
هتف رامي بمكر: طب والله قولت انك مش هاتعديها من تحت ايدك، ارحم يابني.
هتف سامي بضيق: على طول فهماني غلط، والله ما اقصد، وبعدين يعني انت مش قادر تنسالي زمان اني كنت صايع، ياعم اتأدبت والله، وبعدين يا رامي دي الوحيدة اللي مقدرش اجاي جنبها ولا اضحك عليها، سلمى دي قاست كتير وكفايه اوي اللي عاشته.

رامي: متأكد يا صاحبي من كدا، انا بهزر معاك، انا فعلا هاعرض عليها كدا، يالا سلام اصل شهد بتنادي عليا، شكلهم جهزوا الغدا.
سامي: سلام وسلميلي على سلمى بالاخص..
رامي بضحك: ماشي يا خويا سلام.
انهى رامي المكالمة وعلى وجهه ابتسامة رضا، خرج وجدهم يجلسون على المائدة جلس بهدوء، ومع تناولهم للطعام لاحظ ضيق شهد، رمقها باستفهام واردف: مالك يا شهد مبتاكليش ليه؟!؟
ليلى: زعلانة مني؟!
رامي: ليه في ايه؟!

ليلى: انا بقول يعني انا طولت عليكوا كدا، فاكنت عاوزة أجر شقة وانزل ادور على شغل، انا مش متعودة على القعدة دي.
رامي: ياستي هو احنا كنا اشتكينا، وبعدين انتوا منورني والله، انتي مش هاتسبي البيت ولا تروحي في حتة.
هتفت شهد بضيق: عاوزاة تسبني، وسلمى شبطت فيها وقالت اروح معاها...

رامي بعتاب: ينفع كدا يا ليلى، تسيبوا بيتي وتروحوا فين؟!، وبعدين لو على الشغل ياستي مصنعي مفتوح ليكوا انتي وسلمى اشتغلوا فيه ومن بكرة لو حبيتوا..
هتفت شهد سريعا: لا يا رامي، سلمى لا هاتتعب.
هتفت سلمى بابتسامة: متخافيش يا حبيبتي مش هاتعب ولا حاجة والله.
هتف رامي: متخافيش يا حبيبتي، هو انتي يا سلمى معاكي شهادة ايه؟!
سلمى: معهد خدمة اجتماعية.

رامي بابتسامة: طيب ياستي محلولة، هاتبقي سكرتيرة سامي صاحبي هو محتاج حد يساعده.
هتفت ليلى باصرار: بس انا مصرة ان أجر شقة، معلش ريحوني انا هارتاح كدا.
زفرت شهد بضيق: يابنتي هو احنا كنا اشتكينا..
رامي: خلاص ياشهد في شقة في الدور التاسع تقريبا هاتفضى ممكن اكلم البواب وناخدها يا ليلى، واهو بكدا تبقي جنبنا.
ليلى: اوك اسأله كدا وابقى جنب شهد علشان متزعلش.
شهد وجهت حديثها لسلمى: وطبعا حضرتك هاتروحي معاها.

سلمى: اه طبعا ليلى هاتكون لوحدها، وبعدين انتي هنا معاكي رامي وحمزة.
شهد بضيق: براحتكوا اعملوا اللي انتوا عاوزينه...
رامي: سلمى طبعا بعد تحقيقات اللي حصلت واعلان الوراثه، وجالكوا اخطار من البنك، فعلا والدتك كانت حاطه في حساب في البنك ميه الف جنيه واظاهر دي الفلوس اللي اخدتها من والدك علشان كدا قتلها، فالفلوس دي من حقكوا انتي وشهد حاليا.

شهد قاطعته: رامي الفلوس دي كانت بتاعت حسني ابوها وايا كان ماما اخدت الفلوس من وراة ليه؟!، فهي في الاصل بتاعت حسني يبقا بتاعت سلمى هي ليها حق التصرف.
سلمى: بس هو خلاه ماما تبعله الشقه اللي هي المفروض بتاعتك يا شهد يبقا دي من حقك اللي راح.
شهد بحدة: لا مش عاوزة حاجه دي فلوسك يا قلبي انتي حرة فيهم.
سلمى بحزن: وانا كمان مش عاوزاهم مش دول اللي قتلت بسببهم وضيعت عمرها علشانهم مش عاوزاهم.

ليلى: طيب اعملوا بيها حاجه خيريه على روحها هي يا جماعه بدام انتوا الاتنين رافضينها.
سلمى بعد تفكير: بص يا رامي ياريت تدور على جامع عاوز يتبني ونحط المبلغ فيه انا كنت عايشه من غيرو ومش هايزودني حاجه، واهم حاجه انتوا جنبي، وبدام شهد رافضاه هي كمان يبقا يروح لحاجه تنفعها وتبقا صدقه على روحها.
رامي: اوك زي مانتوا عاوزين.

دق جرس الباب، نهض وفتح الباب وجد كريم بهيئته المشعثة، حدق به جيدا وهتف بتهكم: طب كنت ظبطت حالك يا دكتور.
هتف كريم بلهفة: هي فين؟!
افسح له المجال لكي يدخل واردف: جوا اتفضل.
دلف وجد ليلى تقوم بجمع الاطباق، نظرت صوبهم، خفق قلبها بعنف لرؤيته، حدقت فيه جيدا وجدت حالته مشعثة، حزنت كثيرا، نظرت لعيناه وجدته يحدق بها بلهفة، بخوف، بحب، بعشق، قطع رامي الصمت وهو يردف: اسيبكوا مع بعض.

دلف للمطبخ وجد شهد وسلمى، فهتفت شهد: مين يا رامي.
رامي: دكتور كريم سيبتهم لوحدهم.
اندفعت هي وسلمى صوب الخارج ينظرون خلسة عليهم، اندفع ورائهم وهو يهمس: عيب كدا ادخلوا جوا..
ثم تابع حديثه لشهد: ادخلي جوا ياهاانم شعرك باين..
فكان الوضع كالاتي سلمى منحينه بجذعها الاعلى وفوقها شهد وفوقهم رامي، هتفت شهد بحنق: بس يارامي عاوزة اشوفه بيحبها ولا لأ.

جذبها رامي بيده نحوه وهو يدراي شعرها، فابتسمت له بحب، وقف معاهم يتابع الموقف.
بينما الوضع مختلف في الخارج، كان الصمت سيد الموقف، ولكن العيون ابت ورفضت وبدأت لغة العيون في الحديث، الى ان تساقطت دموعها بسرعة، ازالتها بسرعة وهتفت: البقاء لله يا دكتور.
هتف بصوت حزين للغاية: البقاء لله وحده، انتي عاملة ايه؟!
ليلى وهي تتصنع القوة: كويسة الحمد لله، اكيد لازم اكون كويسة.

كريم: ليلى انا مش عارف اقولك ايه، انو...
قاطعته بحدة: دكتور مبقاش فيه كلام يتقال، اللي تقال تقال، والي حصل حصل، انا عمري ما انسالك الي عملته فيا، احنا ولاد انهاردا انا عمري بردوا ما انسي معاملتك ليا وكرمك وهاشيلو فوق دماغي، احنا ناس كبار ومتفهمين،
احنا الحياة ما بينا بقت مستحيلة، انا بقول نطلق بالذوق، احسن من المحاكم وكدا.

هتف بهدوء بعكس حالته: بس انا مش هاطلقك، انتي هاتفضلي على ذمتي لغاية اخر نفس فيا يا ليلى، حتى لو قعدتي العمر كله تتمعني عني، فاهمة ولا لأ، انا مش اعمل دا كله واخالف مبدأي واخلاقي علشان خاطرك وتيجي انتي تقومي بالسهولة دي تقوليلى اطلق ف لأ يا ليلى لأ والف لأ، انتي ليه مش قادرة تفهمي اني بحبك، ليه مش قادرة تفهمي اني لغاية دلوقتي لسى بتعذب في حبك اضعاف مضاعفة، انا خسرتك وخسرت ابويا في يوم واحد، هو انا امتى يا ليلى هارتاح في حبك امتى بس انا زهقت من العذاب دا ارحميني شوية، هو انا حبي ليكي دا مش شفيع عندك، متلومنيش وانتي السبب ايوا انتي السبب في كل دا، ارحميني بقى، ارجعيلي وريحي قلبي ولو مرة واحدة.

نهض مرة واحدة واردف بقوة: زي ما عافرت زمان علشان اكسبك، هاعافر تاني وهاترجعيلي، هاسيبك شهر اتنين تلاتة ولو حتى سنين يا ليلى مش هازهق، بس اتاكدي في المدة اللي انتي هاتتحديها وتبعدي عني فيها وهاعتبرها عقاب، بردوا مش هاسيبك وهافضل وراكي وفي ضهرك وزي ضلك، سلام.
ترك البيت، وترك قلبه خلفه يتعذب، دلفت لغرفتها تبكي، هتفت شهد: مش قولتلكوا انه بيحبها اوي.

رامي بضيق: اه بس متخلف حكم على نفسه بعقاب، انا لو منه اشدها من شعرها واروحها بيتي واحبسها.
سلمى بمزاح: انت عنيف اوي يا رامي في حبك.
رامي بضحك: اه عنيف جدا جدا.
شهد: انا هادخلها هي محتاجني دلوقتي.

بعد مرور شهر
وانتقال سلمى وليلى الي شقتهم بنفس البناية، واستمرار نزولهم للعمل في المصنع، ومعاملة سامي اللطيفة لسلمى وخجلها منه، واستمرار مجئ كريم لليلى ومعاملتها الجافة معه، اما شهد ورامي فكانت حياتهم هادئة رومانسية...
زكريا اخذ المال وباع شقتهم وترك الحارة باكملها، ومديحة، اليوم نطق بالحكم في قضيتها...

وقفت خلف القبضان تنصت جيدا لحكم القاضي بعد حكمه على اشخاص قبلها بالاعدام، نظرت له بخوف وهو يقول:
حكمت المحكمة حضوريا على المتهمة مديحة محمد احمد سالم في قضية رقم، ، بالسجن ثلاث سنوات مع الشغل والنفاذ والزامها بدفع غرامة مالية قدرها خمسون الف جنيها، ، رفعت الجلسة.
صرخت باعلى صوتها: يالهوي تلات سنين ايه يابيه انا مظلومة..
جذبها العسكري من يديها: يالا خلصونااا.
هتفت بحنق: ما براحة يا خويا.

وضعها مع امراءى اخرى بكلابشات واحدة، فسمعت وهي تتحدث مع شخص بجانبها بخفوت: بصي يا معلمة المطوة اهي والمفتاح اهو وانتوا في عربية الترحيلات هانمشوا وراكوا تفتحي الكلابشات وبعدها تضربي العسكري بالمطوة وتفتحي الباب، واحنا هانضرب نار ونهربك احنا معاكي يا معلمة متخافيش.

التزمت الصمت وركبت عربية الترحيلات تفكر جيدا في حديث هذا الشخص، وقررت تهديد المرأة، امالت عليها وهتفت بخفوت: بقولك ايه انا سمعت انك هاتهربي لامؤاخذة من العربية، هربيني معاكي..
هتفت الاخرى بحدة: اكتمي يا ولية اصل اكتمك العمر كله.
هتفت مديحة بمكر: بقولك هربيني معاكي اصل والله انادي على العسكري واقوله وافضحك.

رفعت حاجبيها ببرود وهتفت بغضب اجرامي: انتي بتهدديني انا، انتي عارفة اخر حد هددني عملت في ايه؟!
هتفت مديحة بسخرية: ايه ياختي؟!
اخرجت المطوة وضربتها في بطنها بقوة وهتفت باجرام حقيقي: اخدت فيه اعدام ياروح امك.

سقطت ارضا تتصارع مع انفاسها تنظر لبقية المسجونات لكي يساعدنها، ولكن الكل كتم الشهقة وهم يتابعون الموقف بخوف وصمت، مسكت المعلمة منديلا ومسحت البصمات من عليها وهتفت بصوت مسموع: انا عملت فيها حاجة ياست انتي وهي؟
هزوا رأسهم بنفي واعينهم تطالعها بخوف، فهتفت مرة اخرى: بسلامتها كانت عاوزة تهرب وعاوزة تموت العسكري اللي برا واحنا منعناها، لما رفضنا اتجننت وطلعت المطوة وقتلت نفسها، صح ولا لأ..

هتفوا جميعا بخوف: صح..
وضعت المعلمة السكين بيد مديحة واحكمت اغلاقها عليها، وتركتها بإهمال.
نظرت مديحة لهم نظرة اخيرة بأعين زائغة وهلعة، ومشوار حياتها يمر امامها بكل الاذى الذي يتخلله لكل من هم حولها وبعدها اغلقت عيناها وارخت يدها لتلاقي الارض وبها السكين، وذهبت روحها لخالقها، وماتت مديحة بكل شرها وظلمها، ماتت ولم تاخذ معاها سوف عملها السئ...

بمنزل رامي
اكمل ارتداء ملابسه، لاحظ خروجها من المرحاض وهي تأن وتمسك جزئها السفلي من بطنها، اقترب منها بسرعة وهو يهتف بقلق: مغص تاني يا شهد.
استندت عليه وذهبت الى السرير ونامت وهي تهتف بصوت هادئ: متقلقش يا رامي دا برد في معدتي انا عارفة بيجيلي كل شوية كدا انا كويسة، هنام وابقى كويسة.

طبع قبلة اعلى جبينها وهتف بصوت حنون: نامي يا حبيبتي ودفي نفسك، وانا هاحاول متاخرش في الشغل، لو رجعت ولاقيتك تعبانة هانروح لدكتور سوا اوك.
هزت رأسها بتعب وهي تغلق عيناها وتسقط في نوم عميق، تنهد بقوة، ثم قام باكمال ثيابه وخرج الى عمله.

بالمصنع.
: ست ليلى، الدكتور جوزك عاوزك برا..
زمت شفتيها بضيق وزفرت بقوة، تجاهلت انظار الفتيات وهما ينظرون له بلهفة لوسامته واناقته، حتى لا تفتعل مشاكل معاهم، خرجت وهي تجذبه بعيد، ثم وقفت وهتفت بغضب: هو انت مش هاتبطل تيجي هنا يا كريم.
كريم بابتسامة: امال اجيلك فين، الشقة ومنعتيني اجيلك الشقة علشان سلمى موجودة ولا عاوزاني اجيلك هنا امال اجيلك فين علشان اشوفك واملي عينك مني.

قال جملته الاخيرة بابتسامة سمجة، اغتاظت من بروده وهتفت بضيق: كريم متجننيش، مش عاوزاة اشوفك اصلا، وبعدين انا قولتلهالك قبل كدا الحياة مابينا انتهت نهائي.
كريم ومازالت ابتسامته لم تفارقه: بحبك والله يا ليلتي.
زفرت بقوة وهتفت بصوت عالي وهي تشير بسبابتها في وجهه: انت عاوز ايه، عاوز تجنني كل يوم ورد ورسايل حب هو احنا هنراهق ياكريم، ولابس كويس ومتشيك جاي هنا ليه؟!

كريم بمكر: وايه مشكلتك لو جيت بلبس شيك ومنظري حلو، حتى البنات اللي جوا يشوفوا جوزك حلو ازاي.
هزت رأسها بقوة وهتفت: اه قول كدا بقى انت جاي علشان تتعاكس من البنات انا حقيقي كل يوم بكتشف فيك حاجة جديدة.
اشار على نفسه بصدمة مفتعلة وهتف: انا؟!

زفرت بحنق في وجهه وذهبت دون اي رد فعل، تنهد بقوة وهو يتابعها بعينيه تدخل المصنع واردف: اظاهر كنت غلطان لما سمحت انها تعاقبني كان المفروض اشدها من شعرها وارجعها بيتي زي ما رامي قال، بس على مين هافضل وراكي العمر كله ياوردتي.

هتف سامي بصياح: سلمى؟!
استدرات ترمقه بخجل، فهذا السامي يصيبها بالتوتر كلما نظرت في عينيه، اقترب منها فاردف بابتسامة عريضة: سكرتيرتي الحلوة رايحة فين؟ وسايبة مكتبها؟!.
توردت وجنيتها نظرا لمشاكسته التي لم يترك فرصة الا واذا القى عليها كلمة تثير الخجل لديها، هتفت بصوت مرتبك كعادتها معه: رايحة لليلي.
هتف متسائلا باهتمام: ليه في حاجة؟!.

هزت رأسها بنفي واردفت: اصل كريم جه تحت وباين شدو مع بعض واكيد هي مضايقة فهنزل ليها اراضيها..
ابتسم برضا لقلب تلك الصغيرة: اوك خلي بالك من نفسك واطلعي بسرعة، انا هاروح لرامي.
اؤمات وهي تتجه للاسفل لليلى، اما سامي دلف غرفة رامي وهو يدندن بكلمات اغنيته المفضلة: قولي احبك كي تصير...
قاطعه رامي وهو يشير في وجهه: صوتك تلوث سمعي يابني.
جلس على مقدمة المكتب وهو يهتف بمزاح: في ايه ماتسيبوني براحتي.

ثم تابع باهتمام: من حق فين مراتك؟!..
هتف وهو يتابع عمله: في البيت تعبانة شوية.
هتف الاخر بحزن مصطنع: الف سلامة كويس انها مجتش.
هتف رامي بضحك: اه علشان بتقطع عليك، ياخي دي مش طايقك في سما ولا في ارض، انا متهايلي بتنزل الشغل مخصوص علشان ترخم عليك.

هتف موضحا: يابني والله فهماني غلط خالص والله مكنتش اقصد، سلمى اتكعبلت في سجادة كانت هاتقع على وشها، خفت جريت مسكتها بسرعة، مراتك دخلت وانا ماسكها، وعينك ما تشوف الا النور على المحاضرة اللي اخدتها في القيم والاخلاق، بجد الله يكون في عونك لسانها اطول منها.
رامي: شهد دي تعمل اللي هي عاوزاة، وتقول اللي نفسها فيه، وانت تسمع وتقول حاضر، لو حد فكر يزعلها هاولع فيه.

سامي بسخرية: اوووبااا دا الحب ولع في الدرة.
رامي بتهكم وهو يقوم بجمع متعلقاته: من زمان ياقلبي والله، انا رايح اطمن عليها شكلها كان تعبان الصبح.

بمنزل رامي.
خرجت من المرحاض تتأوه مجددا، جلست على طرف الفراش وامسكت هاتفها، وقامت بالاتصال ب ليلى: الو..
ليلى: ايوا يا شهد، ايه دا مال صوتك.
شهد بتعب: بطني يا ليلى بتوجعني اوي، قوليلي على اي اسم دوا اتصل على الصيدلية اجيبه.
ليلى: هو البرد مطول معاكي كدا.
شهد: اظاهر دا برد مقرف بجد.
ليلى: شهد هي جت ولا لسه؟!
شهد بعدم فهم: هي مين دي؟!.
ولكنها تذكرت سريعا: اه قصدك ال، ، لا مجتش لسه، ليه؟!

ليلى: هو ايه اللي ليه، ياهانم انتي بتاخدي دوا وممكن يكون دا حمل.
خفق قلبها بشدة وهتفت بتوتر: حمل؟!، ازاي؟!.
ليلى بضحك: هو ايه اللي ازاي، بصي اسمعي كلامي اتصلي على صيدلية خليهم يبعتولك اختبار حمل منزلي، بصي خليهم يبعتوا اتنين تلاتة زيادة تاكيد، اوقات بيبقى فيهم بايظ.
ارتبكت شهد واردفت: طيب، اقفلي يالا...
ليلى: على فكرة رامي لسه ماشي، مش عارفة رايح فين؟!.
شهد: تلاقيه رايح مشوار، اقفلي يالا.

خرج من المصعد وجد شخص يكاد ان يدق جرس المنزل، هتف بسرعة: ايوا حضرتك مين؟!
التفت عامل الصيدلية: الشقة دي طلبت اوردر من الصيدلية، منزل الاستاذ رامي المالكي.
اؤمى رامي براسه واخذ من الكيس البلاستيكي، واعطاه نقوده، دلف المنزل ونظر فيه وجد اختبارات حمل، قطب مابين حاجبيه وهو يهتف بهمس: اختبار حمل.
رفع راسه وجدها تنظر له بارتباك، تقدم منها وهتف بتساؤل: حبيبي انتي طلبتي اختبارات حمل..

اؤمات برأسها وسردت له كل ما اخبرتها به ليلى، ظهر الحماس على وجهه، فجذبها بسرعة ورائه وادخلها المرحاض وهتف بفرحة: يالا اعمليه..
ضحكت بقوة: اعمل ايه يارامي وبعدين متعشمش نفسك.
رامي: ياستي اتوكلي على الله اعملي ونعمل الاتنين ونشوف.
عضت على شفتيها بخجل وهتفت: طب اطلع برا.
تعجب قليلا ولكن تفهم الموقف وهم ان يخرج ولكنه توقف بسرعة: بصي اوعي تعمليه لما اكون جنبك اوك.

اؤماات دليلا على موافقتها، خرج وزدات وتيرة التوتر لديه..

اسفل البناية..
هتفت بتعب واضح على ملامحها: بس هنا يابني الله يكرمك...
هبطت من التاكسي، فراها حارس البناية، تهلهلت اساريره واردف: حمد لله على سلامتك يا ست صفاء..
ابتسمت له بود واردفت: الله يسلمك، طلعلي الشنط دي يالا، هو رامي فوق.
اؤمي براسه: اه ياهانم، فوق.

وقفوا يحدقون يالاختبار وماهي الا ثواني معدودة حتى ظهر في كلا الشريطين علامتين، نظر لها بتوتر ثم امسك الورقة وقرأها جيدا وما ان انهاها حتى هتف بصراخ: حاااامل يا حب عمررري كله.
امسكت يديه بقوة وهتفت بسعادة: بجد يا رامي، حامل..
اؤمي لها بقوة واردف: اه والله حامل، في الشريطين حامل، مبروووك يا حبيبتي.

ابتسمت بسعادة، فالتقطها كالريشة يدور بها بفرحة عارمة، الان يصبح حلمه حقيقة ويتجسد امامه، وشهد حياته تحمل في احشائها طفلا منه، تمسكت به بقوة ودفنت وجهها في عنقه وهي تهمس له: بحبك يا روح القلب...
رامي بحب: وانا بحبك يا شه...
لمح خيالا يقف يشاهد هذا المشهد بأعين متسعة، انزلها بسرعة، فهتفوا بسرعة معا: ماما، خالتي!
صفاء: ايه دا هو اللي بيحصل بالظبط.

اقترب منها رامي بسرعة واحتضانها بقوة وهو يهتف بسعادة: ماما شهد حامل مني، حاااامل ياماما.
شهد بهمس: يالهوي على الكسوف.
صفاء بصدمه: حامل؟!..
اقتربت شهد بتوتر: والله يا خالتي ضحك عليا، وانا اظاهر مكنتش في وعي، انا مؤدبه صدقيني.
رامي بضحك هيستري: ضحكت عليك، انا كل يوم بتاكد ان كنت بحب واحدة هبله.
رفعت صفاء احد حاجبيها وهتفت بتعجب: بتحب؟!، لا بقا في تطورات ولازم اعرفها.

رامي بخبث: لا التطورات عندك انتي وسامي ولا ايه؟!
لكزته صفاء في يديه وهتفت: اه قول كدا بقا وانا اقول ليه واقف وقلبك جامد ومش خايف مني، انت فهمت بقا الخطه.
شهد بعدم فهم: خطه ايه يا خالتي وسامي ايه دخله...

نظرت صفاء لرامي بمكر ثم حولت بصرها لشهد وتحدثت بفرحه باديه على وجهها: هاحكيلك يا حبيبتي المهم الف مليون مبروك ياروح قلبي، طمنتوا قلبي يا حبايب قلبي، تعالوا بقا احكيولي اللي حصل وانا مسافرة وانا احكيلكوا الخطه.

بعد مرور ٧ شهور.
وقفت بتعب في المطبخ وهي تتنهد بقوة، دلفت عليها ليلى وهي تهتف بضيق: بجد انتي حرقتي دمي، يعني كان لازم رامي يعزمه يا شهد.
استدرات لها شهد وهتفت بنفاذ صبر: ليلى وربنا انا على اخري والحمل تاعبني، ارحميني من جنانك دا، فيها ايه لما يعزموا رامي وسامي وكريم بقوا اصحاب وطبيعي انه يعزمه على الغدا.
ليلى بتذمر: لا يا شهد رامي مصر يجمعنا سوا فاكر ان كدا هارجعله.

جلست وهي تمسك بطنها بالم واردفت: يابنتي ارحميني وبطلي بقى جنان، هاتفضلي لغاية امتى بعيدة عنه، يا ليلى انتي بتحبيه وبتموتي فيه وهو بيحبك وبيتمنى قربك، ليه بقى متقربوش وتنسي اللي فات وتعيشوا حياتكوا...
دلفت سلمى هي وحمزة واردفت: لا يابنتي دي هاتفضل كدا عايشة في الماضي، الماضي فات يا ليلى ارميه ورا ضهرك وعيشي بقى الحاضر بحلوه ومره..

جذبت شهد حمزة وقبلته في كلا وجنته فداعب الصغير بطنها بحنان واضح، عانقته بقوة واردفت: يا ليلى اسمعي كلام سلمى، شفتيها عاقلة ازاي ونسيت الماضي، وعاشت حيااتها وفاتحها على البحري لو متلمتش هي والاستاذ سامي، هانزل المصنع تاني والمهم بنفسي.
ارتبكت سلمى وقالت: والله انتي فهماني غلط، هو اللي بيقعد يعاكسني في الرايحة والجاية.
شهد بحدة: انتي لو مش عاجبك الموضوع مكنتيش سكتي ياحبيبتي.

دق جرس الباب فهتفت سلمى بسرعة وهي تتجه صوبه: دي خالتو اكيد هافتحلها.
وما ان خرجت حتى هتفت ليلى: انتي بتخنقيها عليهم ليه يا شهد، ما تسيبهم باين عليه معجب بيها.

شهد وهي تداعب وجنتي حمزة بالقبلات اردفت: اديكي قولتي اهو معجب بيها وانا مش عاوزة يفتكر انها صيدة سهلة اكامنها متجوزة ومطلقه قبل كدا، دي اختي واللي باقيلي ويوم ما اسلمها لحد يبقا قلبي مطمن، وانا قلبي مش هايطمن الا لما يجي ويتقدم ليها ويقولي بحبها، ورامي قالي بدام هو ساكت كدا ومبيخدش خطوة يبقى هو مش عاوز يتسرع وسايب نفسه يتعرف عليها اكتر، فهمتي ليه بقى انا حازمة معاهم.

اؤمات براسها وهتفت بمزاح: بقيتي شبه رامي يا شهد حتى تفكيره.
هتف حمزة بطفولة: انتي شبه بابا يا شهد ازاي؟!، ولا طنط ليلى قصدها النونو شبه بابا.
تنهدت بقوة وهي تبتسم بحالمية: يارب يا حمزة تطلع شبه بابا، وتطلع لون عيونها زي لون عيونه، وخدودها زي خدودك، وقلبها ابيض زيك كدا.
احتضنها الصغير بسعادة: يارب يا شوشو تطلع شبهك انتي، علشان انتي حلوة اوي.

سلمى وهي تضع كوب الماء امام صفاء: سلمتيلي على ماما يا خالتو.
اؤمات صفاء واردفت: اه يابنتي سلمت عليها وحكتلها عنك، وعن شهد المجنونة و الوحم بتاعها على الفروالة واتكلمت معاها كتير اوي في حاجات كتيرة اوي.
سلمى: طب ليه مش سبتيني اروح معاكي.

صفاء بحزن: لا انتو تروحوا مع نفسكوا، لكن انا اروح لوحدي انا اتحرمت منها سنين وسنين يا سلمى، يوم ما اقدر اتجمع بيها اقعد معاها لوحدي واتكلم واحكي واقولها كل اللي نفسي فيه.
سلمى: والله يا خالتي انتي نعمة كبيرة اوي اوي، صدقت شهد فعلا لما قالت كدا عليكي.
ابتسمت صفاء برضا واردفت: حبيبتي يا سلمى انتوا اللي احسن نعمة في حياتي، انتو من ريحتها طول مانا شايفكوا كاني شيفاها قدامي بالظبط.

سلمى: ربنا يخليكي ليا ياخالتي.
صفاء بحب: ويخليكي ليا ياروح خالتك، تعالي بقى احكيلي الواد سامي دا عمل معاكي ايه امبارح.
اقتربت منها وهي تهتف بخفوت: يوووه وطي صوتك اصل شهد تسمعنا وتيجي تزعقلي.
صفاء بهمس: احكي، احكي، زمان ليلى هبلتها بحكايتها مع كريم بتاعها دا.

تجمعت العائلة باكملها على المائدة، بداية من رامي وبجانبه شهد ويجلس على ساقيه حمزة، وهو يطعم الاثنين معا بسعادة، وسامي يجلس امام سلمى وما ان يلاحظ عدم انتباه شهد يغمز لسلمى بخفة فتتورد وجنيتها بسرعة ويدق قلبها بعنف، اما كريم يجلس امام ليلى وهو ينظر لها بعتاب لتطويل مدة عقابه وهي تبتعد باعينها بعيدا عنه حتى لا تضعف، واخيرا صفاء التي تنظر لهم بسعادة وهتفت في سرها: والله كبرت عيلتك يا صفاء.

بعد مرور شهرين...

جلست في شقتها بملل، فاليوم سلمى تنام بجانب صفاء في شقة رامي، وتجلس هي وحيدة، شردت بافكارها لكريم وما يفعله معاها لمراضتها، بارساله يوميا الورد والكروت المكتوب بها ارق الكلمات، وايضا لم يكف عن مهاتفها يوميا، ومشجارتها معه، و مقابلتها يوميا سواء امام البناية او امام المصنع فتتذمر هي بسبب نظرات الفتيات له، شعرت بحركة خلفها، تسمرت مكانها بخوف، ودق قلبها بجنون، حبست انفاسها، ايعقل وجود حرامي بالمنزل، زدات الحركة خلفها، وشعرت بانها تتقدم نحوها، تمسكت بالكوب جيدا حتى تقوم بمهاجمته، فاقترب منها وقام باحتضانها من الخلف وهمس بحب: وحشتيني اوي يا حياتي.

ما ان سمعت صوته حتى تنفست الصعداء وارتخى الكوب من يديها فسقط يتهشم مئة قطعة، استدار اليها بسرعة وهو يهتف بقلق: ليلى انتي كويسة؟!
ابتلعت ريقها بصعوبة وهتفت: حرام عليك يا كريم رعبتني، وقعت قلبي.
كريم بأسف: انا اسف يا ليلتي والله مكنتش اقصد.
قطبت مابين حاجبيها وهتفت بتساؤل: انت ازاي دخلت هنا.

كريم: سلمى ادتني المفتاح، حست انك وحشتيني وانك بقالك يومين مش راضية تردي على تليفوناتي، ولا تقابليني فادتني المفتاح.
نهضت بغضب وهتفت وهي تشير الي الباب واردفت: اتفضل اطلع برا لو سمحت.
تحكم في اعصابه قليلا وهتف بهدوء: اهدي ياحبيبتي.
هتفت بضيق: انا مش حبيبتك.

وقف امامها وهو يهتف بعصبية مفرطة: لا انتي حبيبتي وغصب عنك كمان، ومن دلوقتي مش هاتفارقيني لحظة فاهمة والا لأ، ارحميني بقى يا شيخة قلبك دا ايه، حجر؟! حسي بيا وحسي بحبي وعشقي ليكي، اتعاقبت شهور وانا بعيد عنك، رغم انك عارفة كويس اوي يا ليلى انك اكتر حد محتاجه في حياتي بعد موت ابويا، محتاج حضنك دا يحتويني، انت ايه هاتفضلي لغاية امتى تعذبيني في غلطة غلطتها في لحظة شيطان مكنتش في وعي، حبي ليكي هو اللي حركني، ايه مبتسمعيش ان اوقات العاشق بيقلب مجنون، مبتسمعيش عن مجنون ليلى، انا بقا مجنون ليلى، عقدتيني وكرهتيني في الحب يا شيخة.

هتفت بحزن وببكاء: انت السبب انت غلطت غلطة لا يمكن اغفرلك...
قاطعها بحدة وهو يهتف: ومين فينا مغلطش في حياته، ومين فينا سليم، ومين فينا مثالي يا ليلى، حتى انتي غلطتي وسامحتك.
ليلى بنفي واستنكار: انا غلطت؟ ف أيه بقى؟

كريم بتعب: يوم ما وافقتي تتجوزي الزفت زكريا وانتي بتحبيني، عذبتي نفسك وعذبتيني معاكي وحرمتي نفسك من الحب وحرمتيني، لولا غلطتك يومها كنا ارتحنا واتجمعنا، ومكنش كل دا حصل لينا، ولا شفتي العذاب ولا انا، ومع كدا لما اعترفتيلي ما عاتبتكيش ولا لومت عليكي، عارفة ليه؟ لان زي ما قلتلك كلنا بشر وبنغلط، ولان دا مكتوب ومقدر ولازم نرضى بيه، لكن انتي دايما عايزة شماعة تعلقي عليها اي خيبة او ظلم حصل ليكي ودايما عايشة دور الضحية اللي الكل جاي عليها، ليه يا ليلى؟ ليه مش بتعترفي بأخطاءك؟ ما انا اهو غلطت واعترفت واتأسفت واتحملت نتيجت غلطي واتعقبت كتير وخسرت اكبر خسارة بحياتي وراضي، لكن مش محملك ولا محمل اي حد غلطي.

تنهد كريم بعمق وزفر تنهيدته بهدوء واكمل: كنت اقدر احط اللوم كله على عمتي كريمة وافضل اقول هي السبب بموت بابا، وابرء نفسي واعيش دور الضحية زي ما بتعملي، لكن لأ حملت عمتي الجزء الخاص بيها من الاذى وحملت نفسي الباقي من الغلط، لاني غلطت ومعترف بدا.

هدئ ونظر اليها بعمق وبنبرة توسل: سامحيني بقى، انا اتعاقبت كتير قبل مانتي تعاقبيني بعذاب ضميري ووجعه من ناحيتك، وبموت ابويا، وكمان ببعدك عني وشايفك ومش قادر اطولك، ارحميني بقى، مبتعرفيش حاجة اسمها الرحمة.
هتفت بهمس: لا اعرفها طبعا، لكن انت قسيت عليا فعلا دلوقتي وحملتني اللوم كله، انت شايفني شريرة لدراجادي؟

رد سريعا بنفي: ابدا يا حبيبتي، انتي طيبة جدا وابعد ما تكوني عن الشر، بس بقول الحقيقة اللي انتي دايما بتتجاهليها، فاكرة شهد وقسوتك عليها، واهي طلعت مظلومة زيك واتعاقبت زيك بالزبط، بس انتي مش بتسامحي بسهولة يا قلبي، وخايف عليكي تخسري اللي بتحبيهم بسبب عندك دا، وخايف اخسرك بردو.
اقترب منها وهو يمسك بكلتا يديها ووضع جبينه على جبينها: طب ايه فين الرحمة والقلب الطيب دا من ناحيتي؟

هتفت بهمس: كل ما اجاي اصفالك ارجع افتكرلك كل حاجة.
اغلق عينيه وهتف وهو يجاهد في كبح رغباته، فصوتها اثار الدفئ والشوق في قلبه ولكنه استنفذ كل طاقته بمراضاتها: ليلتي لو مصرة على تعذيبي و قولتيلي امشي واطلع برا البيت دا ومتجيش تاني ولا اشوفك هاسافر واسيبلك البلد واوعدك متشوفيش وشي تاني، بس كوني متأكدة اني مش هاكون مرتاح وهافضل اتعذب عمري كله ببعدك، لكن المهم عندي انتي تكوني راضية ومسمحاني.

رفعت بصرها ترمقه بخوف حقيقي من فكرته تلك وهتفت باندفاع: لا اوعى تروح في مكان، خليك معايا
فتح عينيه بسرعة، نظر لشفتيها بشوق والتهمهم بسرعة، بقبلة جامحة طويلة كان قد تاق اليها كثيرا، جاهد ليبتعد عنها والتقط انفاسه ليستجمع الحروف بحلقه: افهم ان دا قبول من ناحيتك ليا وانك سامحتيني؟
اخفضت نظراتها بخجل وهي تبحث عن صوتها الذي احسته اندثر واختفى ولكنها دفنت نفسها كلها بحضنه.

كانت حركتها التلقائية تلك اقوى من الرد الذي تاق اليه طويلا واكثر املا بقربها باقي عمرهم، ولكنه أصر على ان تكون موثقة بصوتها فأردف: ليلتي، انتي بتحبيني صح؟
دفنت نفسها فيه اكثر، ولكنه أبى الا التصريح الكامل، فأبعد رأسها عنه قليلا ورفعه لتتلاقى العيون وسألها: ليلتي، لو قربتي اكتر مش هأبعد عنك ابدا ولو ايه.

عانقت عنقه بقوة وهي تجذبه نحوها اكثر، فحينها عادت شفتيه تعرف طريقها الى شفتيها والتقطهما بقبلة حارة متطالبة،
وما هي الا ثواني ووجدت نفسها مرفوعة بين يديه، ويسير بها نحو غرفة نومها، واغلق الباب بقدمه ليكملا حياتهما معا، هو الآن مع ليلته وهي مع مجنونها المحب، واصبحت زوجته اخيرا امام الله، وارتاح قلب المجنون بحبها وارتاح قلبها اخيرا لتخطيها تلك الخطوة الصعبة في حياتهم.

بمنزل رامي...
نظرت الى سقف الغرفه بتأمل وهتفت بخفوت: ياترى اتصالحوا ولا لأ.
حرك يديه بلطف على بطنها المنتفخه وهتفت بحنان: اكيد انا قايل لكريم يصالحها غصب عنها، كفايه دلع بقا.
رمقته بحب وهتفت بصوت مجهد: امتى اخلص من الكورة دي يا رامي حاسه ان طولت اوي، مبقتش قادرة امشي ولا اعمل حاجه.
طبع قبله اعلى بطنها وهتف بمزاح: هاتخلصي انشاء الله على خير، وبعدها نملها تاني.

نظرت له بفزع: ايه، انت عاوزني احمل تاني لايمكن، كفايه اوي ست كارما دي تيجي بالسلامه، هي وحمزة عندي بالدنيا اربيهم انا بس واكبرهم واخليهم حاجه حلوة، انا اكتفيت بيهم..
رامي بمكر: بس حمزة مش ابن..

قاطعته بحدة: اوعى تكملها، والله ازعل منك، ياعني هو كامنه مش بيقولي ماما، ابقا مش امه، ومن امتى اصلا الامومه باالاسم، الامومه بحاجات كتيرة اوي حلوة، مشاعرها كدا متتوصفش، انا اختبرت المشاعر دي مع حمزة قبل ما احمل في كارما، مش شرط يقولي ماما، بس احساسه ان انا كل حياته دي يكيفيني يا رامي، وبعدين اصلا كارما كمان مش هاخليها تقولي ماما هاخليها تقولي شهد زيه.

رامي بضحك: اه انتي عاوزة تدلعي وكدا، لا انا خلي في بالك انا كل شويه عاوز عيل وانا بحب العزوة انا امي خلفتتي انا وميمي وبعدنا عن بعض، انا عاوز ولاد في ضهر بعض.
شهد باصرار: لا انا بعد كارما هاكمل تعليمي، مش هافضا لحمل وولادة.
رامي باصرار ايضا: كملي براحتك انا عمري ما امانعك يا قلبي عن الحاجه دي، بس انا لسه عند كلمتي هاخلف كمان منك..
شهد بحنق: يووووه انت مين بس حط الفكرة دي في دماغك، ماما صفاء صح.

رامي بنفي: لا والله ماهي، بس الصراحه كان من قريب في التلفزيون في رجل اعمال كبير اسمه زين الجارحي بيفتتح منتجع في الساحل على مستوى دولي ياعني، فهي قالتلي انه ام زين دا تبقا قريبه ابويا من بعيد، في صله قرابه ياعني ما بينا، المهم ولادة كانوا واقفين جنبه مشاء الله اربع ولاد وبنت ومراته ماسكها في ايدة، حقيقي انا جو العيله اللي ظهر في التلفزيون دا ريحني وبسطني نفسيا كدا، امي بتقولي انه بيعشق مراته وهو اصلا وحيد علشان كدا خلف كتير، وانا شايف عياله يشرفوة اي حد، فعجبتني الفكرة واتمنيت ابقا زيه في يوم من الايام، ابقا عندي طموح بالشكل دا وولادي واقفين جنبي وانتي كمان جنبي.

شهد ابتسمت بحب: طب هو خلف ٤ ولاد وبنت، انت نفسك في ايه؟!، زيه بردوا؟!
رامي بمكر: اربع بنات وولد انا اكتفيت بحمزة، يكون ليهم الضهر والسند.
اقترب منه بغنج: انا مكتفيه بحمزة من زمان اصلا.
رامي بمكر: حمزة بس؟!
شهد: وابو حمزة قبل اي حد اصلا.
.

بعد مرور يومين، وقف رامي على اعتاب غرفة العمليات ينتظر بخوف يهنش في قلبه، حتى اندفعت ليلى وبجانبها كريم يحملون مولودة صغيرة، فهتف كريم بسعادة: الف مبروك يا رامي ست الحسن والجمال وصلت بالسلامة.
هتف بقلق واضح على ملامحه: شهد فين مطلعتش ليه؟!
كريم: متقلقش هي بخير، ثواني وهاتكون في اوضتها.
التقط رامي المولودة بسعادة وهو ينظر لها ويهمس بعشق: نورتي حياتي يا كارما هانم، ماما هاتفرح اوي لما تشوفك كدا.

امال كريم على ليلى هامسا: عقبالنا يا حبيبتي، لما نجيب ناني الصغيرة.
ضغطت براسها على كتفه وهي تهمس: امين يارب.
وقف سامي خلف سلمى مباشرة وهتف بخفوت: مبروك يا سلمى.
التفت بسرعة فوجدته امامها مباشرة فتوردت وجنيتها: الله يبارك فيك، عقبالك ان شاء الله.
اشار الي وجنتيها وهتف بمكر: هما هايفضلو كتير يحمروا كدا لما اكلمك.

ابتسمت بخجل فتابع حديثه: على العموم انا عقبالي فعلا، لان نويت اكلم رامي واتقدم واخطبك، انا زهقت من كسوفك، وزهقت مني.
فلتت منها ضحكة صغيرة، وذهبت سريعا لتجاور خالتها.

حفله السبوع
كانت الشقة تتزين باحلى الزينة لحفلة المولودة الصغيرة، كارما رامي المالكي، وضعتها شهد برقة في مهدها، وهزته بهدوء، وقف رامي ورائها وهو يهتف بهمس: انتي تأخرتي على فكرة المفروض تلبسي.
هتفت بهمس: حاضر هالبس اهو، هو حمزة جهز صح.
اؤمئ لها واردف: اه متقلقيش لبسته وقاعد مع سلمى وسامي.
هتفت بضيق: سلمى وسامي.
رامي: على فكرة كلمني يوم ولادتك وقالي عاوز يتجوزها بس انا انشغلت بيكي ونسيت اقولك.

هتفت بسعادة: بجد اخد خطوة اخيرا.
رامي: اظاهر لما شاف كارما نفسه اتفتحت على الجواز.
شهد بحب: اي حد يشوفها نفسه تتفتح اصلا كفاية لون عينيها زي لون عينيك يا روح قلبي.
احتضنها بخفة وهتف: بحبك اوي، يا شهدي...
شهد: وانا بحبك جدا.

صمتوا قليلا وهم ينظرون لكارما النائمة بسلام حتى هتفت شهد متذكرة: رامي فاكر لما كنا مرة واقفين في المطبخ وقولتلي ان حبيبتك بتشبه الرواية، وبما ان طلعت انا حبيبتك فكنت هاتسمي روايتي ايه؟!.
صمت قليلا ثم ابتسم بسعادة وطبع قبلة على ثغرها وهتف بعشق: كنت هاسميها شهد الحياة، يا شهد حياتي انا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة