قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الثاني

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الثاني

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الثاني

في المشفى.
كانت شهد تدور ذهابا وايابا بقلق واضح على صديقتها، حتى خرج الطبيب، من غرفة ليلى، تحدثت شهد بلهفة: ها يا دكتور، ليلى مالها.
حمحم الطبيب في حرج: حضرتك تعرفي ليلى؟
هتفت شهد باندفاع: اه اعرفها، انا اختها.
ضيق الطبيب عينيه واردف: بس ليلى ملهاش اخوات.
ن شهد بضيق: هو حضرتك هاتقعد تستفسر مني، انا قريبة ليلى ولا اختها ولا صاحبتها، ماتقولي حالتها.

زم الطبيب شفتيه في ضيق ومد يديه نحو شهد: انا الدكتور كريم، دكتور نساء وتوليد، ليلى بتشتغل ممرضة هنا.
مدت شهد يديها بفتور: اه اهلا، خير حضرتك مالها ليلى.

اردف كريم بحزن: ليلى خرجت من هنا باين متأخر وبعدها بساعتين لقيانها جاية مع واحد شاب وامه وكانت فاقدة للوعي وهدومها متغرقة دم وواضح من الحالة انها كانت حالة اعتداء، لما سالنا الشاب دا قال انه كان معدي مع امه مروح بيته ولقاها مرمية في شارع قريب من المستشفى فجابوها على هنا على طول، انا كشفت عليها وللاسف هي اتعرضت لحالة اغتصاب.
ضربت شهد بكفيها على صدرها واردفت بصدمة: يالهوي، يعني، يعني هي مش بن...

ابتلع كريم ريقه بصعوبة واردف بتوتر: بصي ادخليلها هي محتاجك دلوقتي، وكمان ياريت تساعديها تتكلم لان هنبلغ الشرطة.

تحركت شهد بصعوبة نحو الغرفة القابعة بها ليلى، وفتحت الباب ودلفت رأتها نائمة وعيونها متركزة على نقطة ما في السقف، دموعها تسيل بغزارة، اقتربت ببطء، وجلست على طرف الفراش ثم مدت يديها نحو دموع ليلى وازالتها، قائله بصوت حزين: ليلى.

نظرت ليلى نحوها، وظلت صامتة، بينما استطردت شهد : بصي انا عارفة انه موقف صعب، بس انتي يا حبيبتي لازم تحكيلي علشان لما الشرطة تيجي نقولهم ويمسكوا الحيوان اللي عمل كدا.
هزت ليلى رأسها بعنف وهتفت بغضب: لا، لا، لا، اوعي حد يعرف، هاتفضح يا شهد سيرتي هاتبقى على كل لسان، لا يا شهد اوعي.
نظرت لها شهد بصدمة: فضيحة ايه يا ليلى، دا حقك يا حبيبتي، لازم الحيوان دا يتمسك، انتي كدا بتسكتي على حقك.

حاولت ليلى النهوض من رقدتها، رأتها شهد وساعدتها في النهوض: انتي رايحة فين انتي تعبانة.
هتفت ليلى بتعب: لازم امشي من هنا يا شهد ساعديني، لازم اختفي من عيون الكل، انا مش هاستحمل اشوف نظراتهم ليا.

ساعدتها شهد في ارتداء حاجبها واخذتها خرجت من الغرفة ودلتها ليلى على طريق سري للخروج من المشفى، خرجوا من المشفى وساندتها شهد في السير، رغم تعب ليلى الواضح والالام التي تغزو جسدها بأكمله، لكنها اصرت على الهروب من المشفى باكمله.

بس ياض هو دا اللي حصل.
نظر له عبده بصدمة: يالهوي يعني ابلة ليلى، ماشية مشي لامؤاخذة.
حسين بتعجب: انا قولتلك كدا؟، بقولك اتعرضت للاغتصاب.
هتف عبده بحنق: يابني ماهي السبب في كل دا، يعني ايه اللي يخليها لامؤاخذة تمشي في وقت زي دا، هي بتدعو الشباب انه يعملو فيها كدا.
حسين بخبث: بس انا ايه، لولا البت شهد لو مش شفتها وهي نازلة من بيتهم تتسحب ومشيت وراها مكنتش هاعرف حاجة.

ضحك عبده بسخرية: اه يا اخويا وانت ايه حدق، دفعت للممرضة وقالتك كل حاجة.
زم حسين شفتيه بضيق: بالله عليك ما تفكرني بالخمسين جنيه حار ونار في جتتها بنت ال دي.
وتابع حديثه:
طب ايه المفروض نروح نقول لاستاذ زكريا بدام هو نايم على ودانه كدا ومش عارف اللي خطيبته بتعمله.
ابتسم عبده بغل: اه يالا، دا حتى الواجب الحارة كلها تعرف، انا بعزها والله ليلى دي، هي و ابوها اللي عامل نفسه راجل صالح، يروح يربي بنته الاول.

ضرب حسين عبدة بقدمه بخفة وابتسم بمكر: لا وكمان نفضح البت شهد، اصل انا مش طايق امها من وقت ما اتخانقت مع امي وانا هاموت وافرح فيها.

وصلت ليلى على باب منزلها واخذت نفس طويل، ثم فتحت الباب بهدوء ودلفت للداخل لتجد والدها يجلس نائما على احد الكراسي بالصالون، تجمعت الدموع سريعا في عينيها، حاولت التحكم بعدم نزولها ولكنها فشلت، ازالتها بطرف حاجبها، ثم تقدمت نحو ابيها وجلست برفق على الارض وحركت يديها ببطء على يديه: بابا، اصحى انا جيت.
فتح عم احمد عينيه بتكاسل: ليلى، انتى جيتي، كنتي فين، هي شهد كلمتك ولا ايه؟

بلعت غصه بحلقها واردفت كاذبة: اه يابابا كلمتني وانا لما عرفت انك قلقان عليا جيت على طول.
ضيق عم احمد عينيه متسائلا: في ايه يا ليلى، ايه الحزن اللي في عينيكي دا.
استقامت ليلى في جلستها: ولا حاجة، دا من التعب، انا هادخل انام عن اذنك.
هتف عم احمد بحدة: ليلى دا مش لبسك اللي انتي خارجة بيه الصبح.

استدرات ليلي بتوتر: ما انت عارف يا بابا ان بسيب كام طقم غيار ليا في المستشفى، وانا هدومي اللي خارجة بيها اتبهدلت، قولت اغير وانا جاية.
ابتسم عم احمد وقال: طيب يابنتي، قومي انتي نامي، وانا هاقوم اصلي الضحى وانام شوية.

صباحا في شقة رامي المالكي.
ها يا حمزة جهزت علشان نروح النادي.
اشار له حمزة على رباط حذائه، فانحنى رامي بابتسامة وقام بربط حذائه وعقب انتهائه طبع قبلة على احدى وجنتي حمزة: يالا يا بطل ندخل نصبح على تيتة وبعدها نروح النادي.
دلف رامي ممسكا بيد حمزة الى غرفة والدته وابتسم: صباح الخير يا ست الكل.

رفعت صفاء عينيها ونظرت لابنها وحفيدها، واغلقت المصحف الشريف وصدقت بصوت عالي: صدق الله العظيم، رايحين النادي؟
اقبل عليها رامي، وطبع قبلة على جبينها وقبلة على يديها: اه يا امي، هاروح الجيم وحمزة ياخد تمرين السباحة.
اقترب الصغير من جدته وصعد على الفراش وفعل مثل ما فعله والده: صباح الخير يا تيتة يا جميلة انتي.
قهقهت صفاء على مداعبة صغيرها: انت اللي جميل، صباح النور يا روح تيتة.

وتابعت باهتمام: رامي قبل ما تنزل افتحلي التليفون على النت علشان اطمن على اختك هي قالتلي هاتكلمني يوم الجمعة.
حاضر يا ست الكل، هافتحهولك واول ما تتصل اضغطي على الزرار الاخضر زي ما علمتك.

في منزل ليلى.
كانت ليلى جالسة على سجادة الصلاة، وتناجي ربها، انهت صلاتها وقامت بخطوات متعثرة نحو فراشها، الالام تزداد في جسدها، فعينيها لم تذق طعم النوم، ظلت خائفة طوال الليل، خائفة من ما يخبئه لها المستقبل، العديد من الاسئلة جاءت في عقلها ماذا تفعل مع زكريا، كيف تختلق كذبة لكي تقوم بفسخ خطوبتها، هل يقتنع والدها باسبابها، انتفضت على صوت طرق باب الشقة وصوت زكريا: افتحي يا ليلى، افتحي.

تشبثت بفراشها وارتعدت خوفا من صوته، اغمضت عينيها تحاول السيطرة على انفاسها المرتفعة، سمعت حديث والدها له.
جرى ايه يا زكريا يا ابني، في حد يخبط كدا.
هتف زكريا بغضب: اخبط!، دا انا هاكسر البيت دا عليكوا.
هتف عم احمد معاتبا: عيب يا ابني، احترمني، في حد يتكلم كدا مع اللي اكبر منه، يا تتكلم وتقول اللي عندك يا تطلع برا بيتي.

ضحك زكريا بسخرية: والله انت غريب يا جدع يعني انت هادي كدا ولا على بالك اللي بنتك عملته.
قطب عم احمد ما بين حاجبيه مستغربا: وبنتي عملت ايه ان شاء الله.
تحدث زكريا بصوت جهوري: بنتك المحترمة ماشية على حل شعرها، امبارح واحد اغتصبها والله اعلم عمل برضاها ولا ايه، وجاية بليل عادي، اه ما تلاقيها مش اول مرا يحصل فيها كدا، تلاقيها متعودة.

ارتد عم احمد للخلف وتحدث بتلعثم: انت بتقول ايه، انت كداب، بنتي سليمة، بنتي راجعة عادي من شغلها.
تحدث زكريا بعصبية شديدة: لو مكنتش مصدقني، اسال شهد صاحبتها اللي راحت خدتها من المستشفى امبارح، ولا اقولك متسالهاش يمكن شهد كمان ماشية معاها في الخط.
في الداخل.
اغلقت ليلى عينيها بعصبية وتحدثت بصوت مكتوم: ليه كدا يا شهد ليه، اناحلفتك متقوليش لحد كدا تفضحيني.

اندفع والدها الى داخل الغرفة وتفاجئ بانها يقظة وتسمع تلك الاهانات، وقف مصدوما وحاول التكلم: انتي سامعة بيقول ايه يا ليلى.
اندفع زكريا الاخر الى داخل الغرفة واتجه نحوها وجذب شعرها في يديه وقام بصفعها حتى اختل توازنها، وظلت تحاول ان تدفعه بعيدا عنها، ولكن ما المها نظرة والدها لها، توقف زكريا عن ضربها عندما هتفت بصراخ باسم ابيها: بابا.

استدار زكريا وجد عم احمد ملقى على الارض فاقد للوعي، ابتسم بغل واردف: اهو ابوكي احتمال يموت فيها من اللي انتي عملتيه، انا هافضحك في الحارة كلها يا كلبة، انا عرفت انتي بتحبي تقضي نبطشية ليه علشان تعملي اللي انتي عاوزاه ومحدش يعرف بس شهد فضحتك وسيرتك بقت على كل لسان، دبلتك اهي يا و.
دفعها زكريا نحو الارض بعنف وخرج من البيت باكمله، قامت هي ببطء، حاولت الوصول لوالدها: بابا رد عليا
يالهوي مفيش نبض.

بحثت عن هاتفها حتى وجدته وضغطت على زر الاتصال وانتظرت قليلا حتى اتاها صوتا يشوبه القلق: ليلى انتي ازاي تمشي وانتي تعبانة.
هتفت ليلى باندفاع: مش وقته يا دكتور كريم ارجوك والدي وقع اغمى عليه وانا مش عارفة اتصرف ولوحدي.
تحدث كريم بلهفة: اديني عنوان بيتكو بسرعة.

كانت واقفة امام المرآه تهندم ثيابها حتى تفاجئت باندفاع زوج امها للغرفة: اه ياختي واقفة تتظبطي قدام المراية.
رفعت شهد احد حاجييها قائله : جرى ايه يا جوز امي، في ايه، ازاي تدخل كدا من غير ما تخبط.
اهدى يا ابو سلمى، اكيد في سوء تفاهم مش معقول شهد بنتي تعمل كدا.
ضيقت شهد عينيها بتركيز: عملت ايه يا ماما، ما تتكلمو وتفهموني.

نفض حسني يد زوجته الممسكة بيه واندفع ناحية شهد وجذبها من شعرها: بقا يابت تستغفلينا وتنزلي في نصاص الليالي وتروحي لليلى اللي ماشية على حل شعرها.
فتحت شهد عينيها على وسعها: نعم، وانتو ايه اللي عرفكو.
ضربت سميحة بكفيها على صدرها: يالهوي يعني انتي فعلا نزلتي من البيت في نص الليل.
هتفت شهد بعصبية: اه، علشان اروح لليلى المستشفى.

هجم حسني عليها مرة اخرى وضربها بعنف، حاولت شهد التخلص منه ونجحت ثم اندفعت نحو المطبخ، فتحت احد ادراجه وجذبت منه سكينا واشارته في اتجاه حسني ثم اردفت بعنف: لو ضربتني، او جيت جنبي والله لاموتك.
هتفت سلمى الواقفة برعب: لأ يا شهد بلاش شيطانك يضحك عليكي.
ضحك حسني بتهكم: انتي فاكرة حتة السكينة دي هاتخوفني يا بت.

اندفع حسني باتجاه شهد وحاول جذب السكين منها، بينما صرخت سميحة برعب، ازداد الامر سوء بين شهد المتشبثة بالسكين وحسني محاولا اخذه منها، وقفت سلمى برعب حقيقي لا تقوى على التدخل بينهم حتى شعرت بانفاسها تقل تدريجيا واصبح كل شئ اسود اللون ووقعت على الارض مغشيا عليها.
يالهوى الحقنى يا حسني، سلمى اغمى عليها.

تركت شهد السكين فور سماع جملة والدتها وذهبت مسرعة نحو سلمى، حاولت افاقتها وفشلت، هتفت برعب: باين عليها دخلت في غيبوبة السكر لازم ننقلها المستشفى.

في منزل ليلى.
هتف كريم بحزن: البقاء لله يا ليلى والدك اتوفى.
ايه؟!
تحرك كريم نحوها ببطء وامسك كتفيها واردف: انا مش عارف اقولك ايه، البقاء لله.
نفضت ليلى يديه وتحركت نحو والدها وهزته بعنف: قوم يابابا، قوم والله انا مغلطتش، بابا اوعى تسيبني، انا ماليش غيرك، والله كان غصب عني، انا حاولت اقاوم بس مقدرتش، لا انت مش هاتسيبني، قوم مين هايجبلي حقي من زكريا والكلب اللي عمل فيا كدا.

جذبها كريم بعيدا عن والدها واردف بصوت حاني: استهدي بالله يا ليلى، حرام اللي بتعمليه دا.
نظرت له ليلى واردفت بعصبية وبكاء مرير: حرام!، ومش حرام اللي حصلي، انا مبقتش بنت، انا اغتصبت، ابويا مات وفاكرني ماشية مشي بطال، ابويا مات ومش هايسمعني ويعرف ان بنته بريئة.
هتف كريم بحزن: ليلى ابوس ايدك اهدي، واستغفري ربك، يالا علشان امشي في اجراءات الدفن، اكرام الميت دفنه.

في المشفى.
الانسة سلمى دخلت في غيبوبة سكر.
هجم حسني على شهد ضربا: شفتي عملتي ايه يا بت، والله مهاسيبك عايشة.
تجمع الممرضين والدكاترة وحاولو ابعاد حسني عن شهد حتى نجحو.
هتفت سميحة ببكاء: روحي دلوقتي على البيت مش عاوزة اشوف وشك.
نظرت لها شهد بصدمة واردفت: هو انتي يا ماما مصدقة اللي هو بيقوله دا كذب، انا بنتك اعمل كدا.
هدر حسني بغضب: مسمعش صوتك يا بنت ال.
صاحت شهد بصوت عالي: متشتمش ابويا فاهم ولا لأ.

صرخت سميحة: بس بقا يا شهد بقولك روحي وحسابنا بعدين.
ماشى يا ماما انا هاخرج اقعد برا بس وهامشي لما اطمن على سلمى.
تحركت شهد بصعوبة نحو باب المشفى وجلست على احد ارصفة الطريق وحاولت الاتصال بليلى حتى تفهم ما حدث ومن اخبر الحارة بتلك القصة، ولكن لا رد.

في احد النوادي.
اهو يابابا حمزة اللي ضربني.
نظر والد الطفل بغضب لحمزة وتحرك نحوه وجذبه بعنف من وسط زملائه في التمرين وقام بضربه على وجهه حتى سقط حمزة ارضا.
انت يا اخينا، انت ازاي تتهجم على طفل كدا.
كان ذلك صوت الكابتن ، التفت اليه والد الطفل وهتف بعصبية: بقولك انت لو خايف على اكل عيشك، يبقى تخرس.
دا انا اللي هاخرسك العمر كله.

التفت والد الطفل وتفاجئ بحضور رامي، فهو قد تأكد من وجوده في صالة الجيم، قلق قليلا من منظر رامي، فكانت ملامح الغضب تملكت من وجهه وعضلات جسده، وانسحب الجميع من الساحة حتى الاطفال، فمن الواضح ان اليوم لن يمر مرور الكرام.

في المساء.
خرجت سميحة من المشفى و رأت ابنتها امامها تهرول اتجاهها، تصنعت الجمود والقسوة: انا مش قولتلك روحي، ايه مقعدك هنا.
هتفت شهد بعتاب: هو انتي يا ماما مصدقة الراجل الخرفان دا، احلفلك على القرآن ان ما حاجة حصلت من دي، بس هي كل الحكا...
نظرت لها امها عن كثب واردفت: ايه وقفتي ليه ما تكملي.
اردفت شهد ببراءة: علشان ليلى محلفاني يا ماما مقولش لحد.

جذبتها سميحة من يديها وذهبت باتجاه ممر ضيق ومظلم: لا ماهو انتي هاتحكيلي يعني تحكيلي، انا مش هافضل كدا، انتي عارفة حسني بيقول عليكي ايه جوا، براءي نفسك حتى قدامي.
امسكت شهد كتفي سميحة محاولة منها تهدئتها واردفت: يا ماما ليلى وهي مروحة من نبطشية ركبت تاكسي وراجل منه لله ضربها واعتدى عليها ورماها في نفس شارع اللي اخدها منه وفي واحد ابن حلال هو وامه معدين لقوها و جابوها المستشفى.

جحظت عيني سمحية من هول مصيبة ليلى: لا حول ولا قوة الا بالله ياحبيبتي يابنتي، طيب مين اللي قال ان...
قاطعتها شهد: ماهو دا اللي انا عاوزة افهمه ليلى مأكدة عليا مجبش سيرة لحد مين اتكلم كدا وقال الكلام دا.
فتحت سميحة حقيبتها واخرجت بعض من النقود واعطتهم ل( شهد): خدي روحي استفهمي من ليلى وبعد كدا على البيت على طول.
تحدثت شهد قائلة: طيب بس ابقي طمنيني على سلمى.

جلست ليلى تبكي وحيدة في بيتها بعد دفن والدها لم يأتي احد من الحارة في جنازته، قاطع بكائها صوت شهد الباكي: والله يا ليلى لسه عارفة دلوقتي.
قامت ليلى باندفاع باتجاه الباب واشارت عليه: اطلعي برا مش عاوزة اشوف وشك.
وقفت شهد مصدومة من هجوم ليلى: ليه يا ليلى، انتي بتكلميني كدا ليه؟
ضحكت ليلى بتهكم : بكلمك كدا ليه!، ليه يا شهد كدا، ليه تفضحيني في الحارة.

اشارت شهد على نفسها بذهول: انا افضحك!، فين دا، والله ما عملت حاجة.
صاحت ليلى بعصبية: امال مين اللي قال للحارة كلها اللي حصل امبارح، زكريا جه ضربني وقالي كلام زي السم وفضحني قدام ابويا، ابويا مات يا شهد وهو فاكرني واحدة مش مظبوطة ابويا مات يا شهد.
ذرفت شهد الدموع من عينيها: والله العظيم ما قولت حاجة لحد ولا اتكلمت.
صرخت ليلى في غضب: لأ انتي كدابة، الحارة كلها بتقول انك انتي اللي فضحتيني.

اندفعت ليلى نحو شهد وجذبتها من مرفقها واخرجتها خارج البيت واغلقت الباب في وجهها وصاحت بصوت عالي: مش عاوزة اعرفك تاني، انتي عار على اسم الصحاب.

في احد اقسام الشرطة..
انا من رأى انكو تتصالحو، اصل انتو الاتنين غلطانين.
نظر رامي بغضب للضابط المسؤول عن المحضر واردف: دا ضرب ابني قدام زمايله والكابتن شاهد والنادي كله شاهد وحضرتك تقولي غلطان.
تحدث الظابط برسمية شديدة: وانت كمان يا استاذ رامي ضربته وبهدلته والنادي بردو كله شاهد.
عقد رامي حاجبيه في ضيق: دا رد فعلي على ضرب ابني.

حضرتك مفيش رد فعل، في قسم وشرطة تيجي تعمل ضده محضر، في قانون في البلد.
تحدث والد الطفل بتعب: خلاص انا متنازل عن حقي، بس يدفعلي حق اللي صرفته على علاجي.
نظر رامي للضابط الذي تحدث بجدية: اظن من حقه حضرتك تقريبا مخلتش مكان سليم فيه.
وياترى حق التكاليف كام؟
كان ذلك صوت سامي صديق رامي المقرب.
همس له رامي: انت بتساله على تكاليف ما تسكت يا سامي.

امال سامي علي رامي وتحدث بهمس: انت ناسي جهاز تنمية المشروعات لو سمعو انك مشبوه ولا دخلت اقسام المشروع طار من ايدك.
زفر رامي في ضيق: قولت تكاليفك كام؟
ابتسم والد الطفل بخبث: ٥٠٠٠ جنيه.
جحظت عيني رامي: كام!؟

في منزل ليلى.
ردك ايه يا ليلى؟
تمتمت ليلي بالاستغفار، ثم اردفت: حضرتك واعي يا دكتور للي بتقوله، حضرتك عاوز تتجوزني يوم وفاة والدي، وياترى بقا هاتتجوزني شفقة ولا ايه؟
حمحم كريم في حرج لقد اخطأ في اختيار الوقت المناسب: لا طبعا مش شفقة يا ليلى، انتي عارفة كويس اني بحبك من سنين، من اول مرة شفتك فيها وانا بحبك، انا بس شايفك يعني وحيدة، انا خايف عليكي، انا..

قاطعته ليلى بحدة: خلاص يا دكتور، لو سمحت متفتحش معايا الكلام دا تاني لان انا مش هاتجوز نهائي.
عقد كريم حاجبيه: ازاي يعني مش هاتتجوزي تاني.
اردفت ليلى بتهكم: عادي يا دكتور، مش هاتجوز، مين هايرضى بيا وانا بالحالة دي.
اردف كريم باندفاع في كلامه: انا.
نظرت له ليلى والدموع تتجمع في عيونها: كتر خيرك، بس انا مش عاوزة.
قام كريم من جلسته بغضب: انتي لسه بتحبي اللي اسمه زكريا دا حتى بعد اللي عمله فيكي.

ازالت ليلى دموعها بقسوة: لأ، وعن اذنك بقى اتفضل علشان كلام الناس، كفاية اوي اللي بيتقال عليا.
هتف كريم بحزن: على فكرة يا ليلى انا عاوز اقولك حاجة مهمة، اوعي تفتكري حبي ليكي ضعف، بالعكس من كتر حبي ليكي بيخليني اعافر علشان اوصلك، دا الفرق بيني وبينك انا بحبك بجد لكن انتي عمرك ما دوقتي طعم الحب، لسى عرضي موجود، عن اذنك.

في منزل شهد.
تحدثت سميحة ببكاء: ابوس ايدك يا حسني وطي صوتك هاتسمعك.
نظر لها حسني بغضب: ما تسمع ولا تولع، انا خلاص بقولك بكرة بالكتير تمشي من هنا، مبقتش عاوز اشوفها.
اردفت سميحة بعتاب: اخص عليك يا حسني تمشي تروح فين دا بيت ابوها.
جذبها حسني من مرفقها بغضب: لاااا، دا بيتي انا، دا بيت حسني مش مصطفى، انتي ناسية انك بعتهولي.

نظرت له سميحة بذهول: يعني ايه، بقى بيتك من حقك تطرد البت منه، لا يا حسني انا لسى عايشة مموتش، وبعدين البت مظلومة، دي بنتي وانا مربيها كويس.

تحدث حسني بغضب: يعني ايه يا ولية انتي لسى عايشة مموتيش، هاخاف مثلا لا ابدا، دا انا ممكن اطردك معاها ولا يهمني، وبعدين ياختي انا ماليش فيه انا ليا اللي الناس بتقوله بنتك مشيت مشي بطال نزلت من البيت تتسحب ورجعت مع الابلة ليلى في نص الليل الله اعلم كانو بيعملو ايه.
حركت سميحة رأسها بعنف: لا والله، دي نزلت علش...

قاطعها حسني بغضب: اسمعي يا ولية اخر كلام هاقوله، بنتك بكرا تمشي، ماليش فيه، ولو عاوزة تمشي معاها امشي مش فارقة بس الله في سماه مانتي شايفة سلمى تاني وهاخفيها من على وش الارض، وهاقولها امك اختارت شهد ومختارتكيش، وشوفي بقا هاتتعب ازاي.

في منزل رامي.
رامي بغضب: يعني ايه يا أمي مالوش ذنب، لأ بقى له ذنب في كل حاجة، ادبست في زفت ٥٠٠٠ الاف جنيه من الهوا.
سارت رجفة في جسد الصغير واختبئ في حضن جدته، بينما اردفت صفاء: يابني اهدى، خلاص اللي حصل حصل وبعدين انت ادبست فيهم لمين، مش لصاحب عمرك سامي.

جلس رامي بتعب: يا ماما، انا داخل على مشروع وتوفير فلوس، انا بعمل دا كله لمين، مش بعمله له، علشان يكبر يلاقي اللي يتسند عليه، انا بتعب وبنحت في الصخر علشان مين، وبعدين ماشي سامي على عيني وراسي، بس انا كدا طبعي كدا، مبحبش يكون عليا فلوس لحد.

استغفرت صفاء ثم ابعدت الصغير عنها وقامت نحو ابنها وجلست بجانبه واردفت: يابني والله انا حاسة بيك، وحاسة قد ايه انت مضغوط وتعبان، وبتحاول على قد ما تقدر توفر لينا حياة كريمة وحلوة بس معلش هدي نفسك، الواد خايف من وقت ما جيت، من صوت زعيقك ونرفزتك، دا بدل ما تاخده في حضنك وتحتويه، حمزة اضرب يا رامي ووسط زمايله.

نظر رامي لحمزة، وجده ينظر له بخوف، رق قلبه واشار له يأتي، سار حمزة في خوف، حتى اقترب وجذبه رامي له: متزعلش مني، انا ربيته على اللي عمله فيك، متخافش ابوك في ضهرك.
ضم الصغير جسد والده له بقوة واردف: أنا بحبك اوي يا بابا.
ابتسم رامي واردف بصوت حاني: وانا مبحبش حد الا انت.

في منزل ليلى.
جلست تقرأ في القرأن الكريم وتبكي، لعلها تهدأ، توقفت عندما سمعت صوت طرق على الباب، قامت بتعب وفتحت، تفاجئت بام زكريا، لم تتوقع مجيئها فهي اخر شخص تتوقع مجيئه، طوال الوقت تظهر لها كرهها وعدم قبولها فكرة زواجها من زكريا، ف(زكريا ) موظف في الصحة لا تناسبه ليلى بوظفيتها كممرضة في مشفى.
تحدثت ليلى بتعب: اتفضلي يا طنط.

دلفت ام زكريا ووقفت في منتصف الصالة واردفت بصوت مرتفع: بصي ياحبيبتي، انا مش جايلك علشان اعزيكي والكلام دا انتي متستاهليش اصلا، بصي بقى ياختى هلا هلا على الجد والجد هلا هلا عليه، انتي مبقاش ليكي قعاد هنا، انا زكريا ابني زعلان ومقهور انه خطب واحدة زيك، وكل ما يعدي من تحت باب البيت يجي مقهور ودا ابني ويعز علي ابني كدا، فانا كلمت ام حسين وقولتها انا هاشتري الشقة دي منها بس شرط تكرشك برا البيت، وهي وافقت، مشوفكيش بقى من بكرا الصبح، امشي من دلوقتي مانتي متعودة على كدا، وانا مش قلقانة عليكي، انا عارفة سهل تلاقي بيت من البيوت اللي كنتي بتروحيها، عن اذنك يا حبيبتي.

وقفت ليلى مصدومة من هول الحديث، لم تقوى على الرد، جلست مكانها ودموعها تسيل بغزارة، لماذا كل هذا، هل هو عقاب ام بلاء.

في منزل شهد.
وقفت شهد بعصبية: انا كنت عارفة انك هاتعملي كدا، تبيعله الشقة ومع اول فرصة يطردني وارتمي في الشارع وبيت ابويا موجود.
بكت سميحة: والله يابنتي غصب، قالي اكتبيها باسمي علشان وصلات الكهرباء والميه وكدا، اعمل ايه؟
هدرت شهد بغضب: اعمل ايه انا، ودتيني في ستين داهية هاروح لمين يا ماما، ليلى طردتني امبارح علشان شاكة ان انا السبب في فضحيتها، اروح اقعد في الشارع.

صرخت سميحة : وانا اعمل ايه اطلق واروح بيكي فين، طب وسلمى اللي محتاجة حد يراعيها.
كتمت شهد غيظها: خلاص يا ماما، انا هالم هدومي وامشي وزي ماتيجي تيجي.
هدأت سميحة نوعا ما واردفت: بصي يا بنتي خالتك صفاء هي اختي من امي، ساكنة في، ، روحيلها وعرفيها بنفسك واقعدي معاها هي طيبة وحنينة اوي وهتاخد بالها منك.
تحدثت شهد بضعف: هي هاترضى تستقبلني يا ماما، دا انا عمري ما شوفتها.

اومات سميحة: هاترضى والله دي اطيب خلق الله بس منه لله حسني خلاني استلف منها ١٠٠٠٠ جنيه زمان ومعرفتش اردهم وحلف عليا طلاق منا مكلماها تاني، فقطعت معاها تليفونات وغيرت رقم تليفوني.
ضحكت شهد بتهكم: مستلفه منها ١٠٠٠٠ جنيه وبتتهربي منها وعاوزني اروحلها، دي احتمال تطردني او تتف في وشي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة