قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الثامن

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الثامن

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل الثامن

بعد مرور اسبوع.
في منزل كريم.
وضعت الطعام على المائدة، نظرت بطرف عينيها لكريم، ثم همست بضيق:
بقولك ايه يا دكتور، دا اخر تحذير ليك.
رفع كريم حاجبيه ببرود وقال: تحذير على ايه مش فاهم.
هتفت ليلى بغيظ: لا انت فاهم كويس وعارف، اللي حصل من اسبوع عمره ما يتتكرر يا دكتور، وبلاش نظراتك وابتسامتك بتاعت كل يوم دي.
وضع كريم اللقمة في فمه وقال بهدوء: نظرات وابتسامات ايه شكلك بتتوهمي يا ليلى.

كانت تسكب الماء في الكوب، عقب انهاء جملته وضعت الكوب امامه بعنف فجاءت بعض قطرات الماء على يده وملابسه، رفع بصره لها باندهاش اثر حركتها، بينما هي نظرت له بتحدي ثم قالت وكانها لم تفعل شئ:
انا رايحة ادي لعمي الدوا.

في منزل رامي.
كانت تدور وراءه مثل النحلة وهي تهتف بضيق: انت وعدتني يا رامي اني اشتغل.
توقف هو عن جمع اوراقه والتفت لها قائلا ببرود: فين دا محصلش، بطلي كدب.
لكزته في كتفه بخفة وقالت: رامي متعصبنيش مش خالتو كلمتك وانت قولت ماشي وفتحت مشروعك المفروض انزل بقى اشتغل.
رفع يده امام وجهها وقام بالعد على اصابعه قائلا: اولا ماما كلمتني وانا وافقت في حالة لما تسافر السعودية هاتنزلي تشتغلي،.

ثانيا انا اه فتحت المشروع بس بعمل كام موديل يعني الشغل لسه مبدأش،
ثالثا ودا الاهم بطلي زن علشان انا خلقي ضيق،
رابعا لو الحركة اللي عملتيها في كتفي اتكررت هاكسرلك ايدك.
ثم التفت لجمع باقي اوراقه، بينما هي استطردت قائلة:
معلش يا رامي نسيت خامسا.
حاول جاهدا منع ظهور ابتسامته وقال بجدية: مفيش هما اربع حاجات بس.
قالت شهد ببرود: لا بس خامسا دي عندي بقى.

استدار لها ببطئ ورفع حاجبيه وقال: قوليلي بقى خامسا اللي عندك.
ابتعدت هي بضع خطوات وقالت باندفاع: انك ارخم واحد شفته في حياتي.
فور انتهاء جملتها، فرت هاربة منه، بينما هو ابتسم على طفولتها هاتفا لنفسه:
مش كفاية عليا البيت يا شهد يبقى بيت و مصنع، انا بتعذب في قربك، ربنا يصبرني.

في منزل حسني.
جلست سلمى تقرأ القرأن الكريم، لعلها تهدأ، قاطع قرأتها صوت رنين هاتفها، صدقت على قرأتها و نظرت فيه وجدت اسم شهد يضيئ الشاشة، ابتسمت بسعادة ثم أمسكت الهاتف ووضعته على اذنها وهتفت بفرحة:
شهد حبيبتي، وحشتيني اوي.
قالت شهد بصوت حنون: وانتي كمان وحشتيني يا سلمى، معلش لو مكنتش برضى ارد، كنت زعلانة منكو ومش قادرة ارد عليكو.

ترقرت الدموع في عينيها وقالت: حبيبتي يا شهد حقك والله، حقك كمان تقاطعينا العمر كله
ثم تابعت قائلة: قوليلي اخبارك ايه واخبار خالتي معاكي.
قالت شهد بحزن: خالتي دي مفيش اطيب منها، دا انا متهيائلي انها اطيب من امي نفسها، ربنا عوضني بجد، عارفة يا سلمى مشيت من عندكو وانا كنت تايهة، كنت رايحلهم وانا ميتة من الخوف يقفلو بابهم في وشي، بس الحمد لله ربنا جبرني اوي، وكرمني بخالتي ورامي.

هتفت سلمى بصوت مبحوح: معلش يا شهد، والله ماما غصب عنها معلش، يالا ربنا يسامح اللي كان السبب.
قالت شهد بقلق: مالك يا سلمى صوتك ماله، اوعي يكون ابوكي بيعمل فيكي حاجة، قوليلي وانا والله اجاي انط في كرشه وميهمنيش حد.
ابتسمت سلمي بحزن وقالت: حبيبتي يا شهد ربنا يخليكي ليا، انا كويسة وبابا مبيعمليش حاجة، بس المهم انتي خلي بالك من نفسك.

تنهدت شهد وقالت: طيب وانتي بردو خلي بالك من نفسك ومتقوليش لماما ان اتصلت علشان متزعلش ان مكلمتهاش.
قالت سلمى بحزن: هو انتي لسى زعلانة منها يا شهد.
قالت شهد بتهكم: هي اللي عملته فيا قليل، اللي عملته دا هايفضل مأثر فيا العمر كله.
ثم استطردت قائلة: يالا انا هاقفل في حد بيرن الجرس، سلام.
ودعتها سلمى بدموع وكانها لاخر مرة تسمع صوتها وقالت: سلام.

ثم اغلقت الهاتف ونظرت له، فسقطت بعض قطرات من دموعها على شاشة الهاتف:
هاتوحشيني اوي يا شهد، مش عارفة كنت عاوزة اسمع صوتك اكتر واشبع منه، قلبي مقبوض، استر يارب.

في منزل كريم.
جلست ليلى في غرفتها بتوتر شديد، قالت لنفسها: يارب ما تنادي عليا، مش ناقصة اسمع كلام يسم بدني، يارب...
لم تكمل جملتها ووجدت كريمة تفتح الباب وتدخل للغرفة، رأتها ليلى انتفضت واقفه تنظر لها بتوتر، بينما اردفت كريمة بتهكم:
ايه شوفتي عفريت ولا ايه.
ابتلعت ليلى ريقها بتوتر وقالت: لا انا اسفة بس...
قاطعتها كريمة بحدة: هشش، اقعدي عاوزة اتكلم معاكي.

جلست كريمة بتكبر وتعالي، بينما جلست ليلى بتوتر شديد، ثم قالت كريمة بحدة:
مش المفروض عرفتي اني برة تطلعي تستقبليني وتخدمي عليا ولا اهلك معلموكيش كدا.

نظرت لها ليلى بصدمة من اهانتها لها وقالت بأدب: البنت المسؤولة برا تخدم على حضرتك، مع ان انا شايفة مالوش لزمة، لان حضرتك صاحبة بيت وتقدري تتحكمي في البيت زي مانتي عاوزة، واهلي علموني واجب الضيافة، بس انا شايفة انك مش طايقني، يبقى مالوش لزمة اخرج واضايق حضرتك بوجودي.

نظرت لها كريمة بحدة وقالت: لا بتعرفي تردي ولسانك طويل، كريم جابك من انهي داهية، انتي ولا من مستوانا، ولا من بيئتنا، معرفش اتهبل في دماغه ولا ايه.
حاولت ليلى التحكم في اعصابها، التزمت الصمت وعدم الرد عليها، نهضت كريمة بضيق وقالت بهمس مسموع: قليلة الادب.
ثم خرجت من الغرفة، فور خروجها انفجرت ليلى بالبكاء.

في المصنع.
دلف رامي مكتبه بعد يوم طويل وشاق وجد سامي ينتظره، نظر له رامي نظرة سريعة ثم جلس على مكتبه دون القاء تحيته على صديقه، ابتسم سامي بسخرية وقال:
على فكرة انا المفروض ازعل مش انت.
هتف رامي بحدة: خلاص انا وانت زعلانين من بعض عادي حكاية بسيطة.

قال سامي بضيق: انا نفسي اعرف انت زعلان مني على ايه، انت اللي غلطت فيا يا رامي ومش عملت حساب العشرة اللي بينا وفي الاخر رايح تعطي لهايدي بنت عمي الفلوس اللي انت سالفها مني وكانك بتقولي مبقتش عاوز اعرفك تاني.
قال رامي ببرود: عادي يا سامي هي مش بنت عمك والا حد غريب، وبعدين زي مانت عارف انا كنت مشغول بالمصنع وهي بتعطي درس لحمزة، شوفتها وقولتلها وصليهم لسامي بس.

نهض سامي واخذ مفاتيحه وهاتفه واتجه صوب الباب سارع رامي بجذب يديه وقال: انت رايح فين احنا مش بنتكلم.
زم سامي شفتيه بضيق وقال: رايح في داهية، بس قعدة معاك لا، خلاص انا فهمت انت عاوز تقولي ايه.
هتف رامي بتهكم: وانا عاوز اقولك ايه بقى يا فكيك.
ابعد سامي بصره وقال بضيق: عاوز تقولي خلاص الصحوبية ما بينا انتهت.

قهقه رامي عقب انهاء جملة سامي وقال من بين ضحكاته: انت فظيع يا سامي انت ليه محسسني ان انا وانت بنفركش، اهدى يابني كدا.
جذب سامي يده بعنف وقال: طب بطل استفزاز، ولو جدع قولي انا غلطت في ايه.

اخذ رامي نفس طويل ثم اخرجه وقال بهدوء: بص يا سامي انت غلطان، اولا انت عارف كويس اني في الوقت دا ببقى في الشركة، متستعبطش وتقولي اصل انا قولت ان الشاي اتكب فقولت مش هاتروح، لا انت جيت البيت علشان تشوف شهد فضولك اخدك لكدا، والغلط الاكبر بقى يا سامي انك تتكلم عليها وقدامي وكاني ماليش اي لزمة ولا حتى في احترام، ليا ازعل بقى ولا لأ، وعلى فكرة انا في جملة على طول بقولهالك انا بكره اللي يستغباني، وانت مبتاخدش بالك منها، او بتعمل نفسك اهبل وبتتصرف على الاساس دا.

اصاب سامي التوتر عقب كلمات رامي له وقال: وانا بستغباك في ايه، لا حقيقي دا كان وقتها تفكيري.
ثم تابع باندفاع وقال: بس على العموم حصل خير.
ابتسم رامي نصف ابتسامة وقال: حصل خير فعلا.

في منزل رامي المالكي.
خلاص يا شوشو، كدا فهمتي البيت بيمشي ازاي والمصاريف وكل حاجه.
كان صوت صفاء جاد حازم، أومأت شهد وقالت:
اه ياخالتي فهمت كل حاجة متقلقيش، انا شاطرة والله.
ابتسمت صفاء وقالت: شاطرة بس ايدك سايبة شوية، انتي عارفة يابت يا شهد انتي ماشية بمبدأ ايه.
عقدت شهد حاجبيها وقالت: ايه؟!
ضربتها صفاء بخفة على وجينتها وقالت: اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب.

ضحكت شهد بصوت عالي وغمزت لخالتها: طب دا حتى احلى مبدأ الواحد يمشي بيه، انا طول عمري مابشلش هم لبكرة، الواحد بيعيش مره واحدة، هانتعب ونفكر ليه.
وضعت صفاء يديها على فم شهد وقالت: يابت وطي صوتك لهايدي تتضايق.
اخفضت شهد صوتها وقالت بعبوس: مش عارفة البت دي قارشة ملحتي ليه يا خالتي رخمة اوي، ومش عارفة اصلا حمزة بيستحملها ازاي.
ضحكت صفاء بخفة وقالت: انا عارفة هي مخنوقة منك ليه؟

هتفت شهد بفضول: ليه يا خالتي؟
ابتسمت صفاء بمكر وقالت: فاكراكي هتاخدي منها رامي.
عقدت شهد حاجبيها وقالت: اخده منها ازاي لامؤاخذة.
زمت صفاء شفتيها بضيق وقالت: انتي هبلة ياشهد ولا ايه، هي فاكرة ان رامي بيحبك، وهي بتحب رامي وبترسم عليه وعاوزة تتجوزه ورامي بينفضلها فهمتي.
اتسعت عينيها باندهاش وقالت: وربنا انا قولت، البت دي مش مظبوطة وجاية هنا تشقط.

رمقتها صفاء بعتاب وقالت: يابت وطي صوتك، هاتتبسطي انتي لما هي تسمع كلامنا.
ثم تابعت بخبث: بس ايه هي مش هاتبقى هنا وبس هاتروح مع رامي المصنع هاتنزل تشتغل، رامي حكالي امبارح.
تقلصت ملامحها بغضب وقالت: حكالك ايه يا خالتي ايه هايودي البت دي المصنع هي مش مدرسة، ايه فهمها هي في التصنيع والا الخياطة.

هتفت صفاء موضحة: ماهو هايدي ما شاء الله عليها بتفهم بكل حاجة وشاطرة اوي، ورامي هايحتاجها في العلاقات العامة، وبعدين ياستي هي اصلا تبقى بنت عم سامي صاحب رامي.
قالت شهد بحنق: اه ابنك ياخدها معاه المصنع وانا يقولي لما ماما تسافر السعودية.
ثم تابعت في سرها: ماشي يا رامي.

في منزل كريم. ( ليلا).
تحرك ببطئ حتي لايوقظ من في البيت، اقترب من باب غرفته، ثم سمع صوت بكائها اندفع للداخل بسرعة، رائها جالسة على السرير تبكي، ازداد القلق بداخله:
مالك يا ليلى.
رفعت بصرها اليه ثم هتفت بحزن: مفيش.
اقترب منها وجلس على طرف الفراش، ثم مد يديه وازال دموعها وقال بصوت حنون:
لا فيه يا قلبي، بتعيطي ليه يا حبيبتي.
ابعدت يديه بعنف وهتفت بعصبية: انا مش قلب حد ولا حبيبة حد.

تمالك هو اعصابه وقال بهودء: طيب يا ليلى، في ايه؟
ابعدت بصرها عنه، ولكن ما لبثت ثواني ونظرت اليه وقالت بغضب: كريم انا عاوزة امشي من هنا، خدلي شقة بعيد عن هنا، او حتى اوضة فوق سطوح، بس قعدة هنا لأ.
رفع احد حاجبيه وقال: تمشي من هنا ازاي، في ايه يا ليلى؟
اتتفضت ليلى واقفة وقالت بصوت عالي: بقولك عاوزة امشي من هنا، ايه مبتفهمش ولا ايه، قرفت منك ومن البيت دا وقرفت من الاهانة، عاوزة امشي، طلقني.

الى هذا الحد وكفى، بدأ الغضب يتصاعد بداخله، وعند نطقها لكلمة ( قرفت منك ) رفع يده وصفعها بكل قسوة على وجهها حتى اختل توازنها وسقطت على الفراش، رفعت بصرها ونظرت له بصدمة، بينما احتدت نظراته لها وقال بصوته الجهور:
لغاية هنا وبس يا ليلى، اياكي تتخيلي للحظه اني ممكن اعديلك اهانتك، فاهمة والا لأ.

ازالت دموعها بعنف ونهضت مرة اخرى وقالت بتحدي: لا دي مش اهانة يا دكتور، بالعكس دي الحقيقة، انا قرفانة منك ومن نفسي ومن الدنيا كلها، انا قرفانة من اهانة عمتك ليا، انا تعبت مكنش المفروض نتجوز، انت غيري وانا غيرك، انت فوق اوي وانا تحت اوي، طلقني وسيبني.

اردف كريم بتهكم: اطلقك!، بعد دا كله اطلقك، جايه دلوقتي عاوزة تبعدي عني علشان سمعتي كلام من عمتي ضايقك، طب وانا، انا اللي عشت في حبك سنين، حبك اللي بيكبر جوايا كل ثانية، انا اللي كنت كل يوم بتمنى تبصيلي والا حتى تحسي بيا جاية دلوقتي تقوليلي اطلقك، عارفة! حاجة واحدة في حياتي ندمت عليها وللاسف مش قادر اتخلى عنها هي بس اني حبيتك في يوم من الايام، اخترت واحدة قلبها جاحد مبتحسش.

امسكت قميصه بعنف وهتفت بغضب: وانت ليه مش حاسس بيا، انا البنت اللي ضاعت احلامها وحياتها، انا البنت اللي اغتصبت بكل وحشية، انا اللي هافضل في نظر الكل حتى نظرك ضعيفة وفيا حاجة ناقصة، اوعى تضحك على نفسك يا دكتور وتقولي ان الحاجة دي مش فارقة معاك، انت ممكن تذليني عليها بعد كدا.

وضع يديه فوق يديها الممسكة بمقدمة قميصه وهتف بهمس حزين: لا يا ليلى عمري ما اعمل كدا، عارفة ليه؟، لاني بحبك مش بس بحبك انا بموت فيكي، انا بعشقك وبعشق كل تفصيلة فيكي، انا بخليكي تنامي وبقعد اتأمل في ملامحك، انتي عارفة ليه مش حاسة بحبي، لانك للاسف مدقتيش طعم الحب، متعرفيش الحبيب ممكن يعمل ايه علشان يوصل لحبيبته، ممكن يبيع نفسه ومبادئه وكل حاجة بس علشان بيتمنى نظرة رضا وحب من عنيها، علشان يتمنى بس وجودها جنبه.

سالت الدموع مجددا من عينيها وهتفت بانكسار: وانت بعت مبادئك في ايه يا دكتور، بعتها لما اتجوزتني صح، لما تنازلت عن مستواك واتجوزت ليلى الممرضة صح.
ضحك هو بصوت عالي واردف بعصبية تشبه الجنون: هو انا هافضل كام مرة اقولك بحبك، ارحميني بقى، حسيها مني ولو مرة واحدة.
ابعدها عنه بعنف ثم خرج من الغرفة بل من المنزل باكمله، بينما هي جلست مكانها وبكت بكاء مرير، ثم هتفت لنفسها:.

حاسة بيك، وزمان كنت بحس بيك، بس زمان كان بينا سد، دلوقتي بقى فيه ما بينا الف سد، الحياة مابينا مستحيلة، يارب انت حسبي ووكيلي.

في منزل حسني.
كان حسني يقف في المطبخ ويمسك بهاتفه ويهمس:
مش عارف ولية منحوسة صحيح، كل ما احاول اخلص منها مبعرفش.
هتف صوت انثوي بخبث: علشان انت حنين معاها، اجمد كدا يا راجل واديها على دماغها.
اتسعت عيناه بصدمة: اكتر من كدا، دا انا بقالي اسبوع بصبحها بعلقة وبمسيها بعلقة وهي زي الجاموسة تاخد الضرب من هنا وتقول حاضر.

ذفرت هي بضيق وقالت: انت طولت ياحسني، اخرك معايا بعد فرح بنتك، تسجنها بقى تموتها تطلقها تعمل اللي تعمله، المهم انا مدخلش على ضرة ابدا..
ابتسم حسني بمكر وقال: طبعا يا جميل انت مينفعش يبقى معاك ضرة.
وقفت هي مصدومة، تسمع لكلمات ابيها مع امرأة، اندفعت نحو غرفتها، جلست على فراشها وهتفت بصدمة:
بابا، بيكلم واحدة، وهايتجوزها، وبيعمل دا كله علشان يخلص من ماما، طيب مين دي، انا لازم اعرف.

في منزل رامي المالكي.
شعرت شهد بالعطش، ارتدت حجابها باهمال، ثم خرجت الى المطبخ، وقفت تسكب المياه، شعرت بانفاس شخص ورائها استدرات بسرعة، وجدت رامي يقف متأملا فيها، هتفت بوجه شاحب:
خضتني يا رامي.
حمحم رامي بحرج وقال: احم، معلش كنت جعان بس.
هتفت شهد بضيق: ابقى كح طيب او اعمل اي صوت.
قال رامي بحنق: براحة يا شهد، بقولك كنت جعان.
استدرات تضع الكوب مكانه ثم هتفت بضيق: انا بكلمك ليه اصلا، انا مخصامك.

شعرت بيه يقف خلفها مباشرة، ثم مد يديه وقام بعدل حجابها، توترت هي اثر لمسته، شعر بها وبتوترها، اراد تخفيف حدة التوتر قال بصوت حنون: مالك يا شوشو زعلانة ليه، انا مقدرش على زعلك.
اغلقت عينيها بقوة، تجمدت انفاسها، صوته يديدغ مشاعرها البسيطة، سمعته ينادي عليها مرة ثانية:
شوشو.
فتحت عينيها وهتفت بارتباك: نعم.
هتف هو بهمس: مالك، زعلانة مني ليه.

اغلقت عينيها مرة اخرى وقالت في نفسها: يالهوي عليا، اجمدي كدا يا شهد، هايغمى عليا.
هتف رامي بهمس شديد: شهد.
استدرات مرة واحدة وقالت باندفاع غير مدركة انعدام المسافة بينهم: ايه شهد، شهد سمعت والله، عاوز ايه يا رامي.
نظر لعينيها تحت ضوء المطبخ الخافت، حقا جميلة ملامحها البسيطة، خصلاتها المتمردة من حجابها، جزء من عنقها يظهر له، ابتلع ريقه بصعوبة، حاول ان يكبح رغباته، ثم اردف بهيام متناسيا كل شئ:.

متنرفزة ليه يا شهد، مخاصمني ليه.
ضاعت هي في نبرة صوته، نظراته لها، ثارت انفاسها، اردات ان ترجع لخلف اصطدمت بالمنضدة خلفها، وضعت يديها تلقائيا على صدره وهتفت بهمس: رامي مينفعش.
اقترب برأسه اكثر واصبح وجهه مقابلا لوجهها ونظر لشفتيها التي تنطق باسمه فيضيع هو في بحور عشقها: هو ايه اللي مينفعش.

ابتلعت ريقها بصعوبة ثم عزمت على فعل شئ، رفعت يدها ببطئ ثم صفعته على احد وجنتيه، اتسعت عيناه اثر صفعتها، اردات الهروب خوفا منه، جذب يديها بعنف وقال:
ايه اللي انتي هببتيه دا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة