قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل التاسع

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل التاسع

رواية شهد الحياة للكاتبة زينب محمد الفصل التاسع

اقترب برأسه اكثر واصبح وجهه مقابلا لوجهها ثم نظر لشفتيها التي تنطق باسمه فيضيع هو في بحور عشقها: هو ايه اللي مينفعش.
بلعت ريقها بصعوبة ثم عزمت على فعل شئ، رفعت يدها ببطئ ثم صفعته على احدى وجنتيه، اتسعت عيناه اثر صفعتها، ارادت هي الهروب خوفا منه، جذب يديها بعنف وقال:
ايه اللي انتي هببتيه دا.
هتفت بتلعثم: اعمل ايه يعني منا لازم افوقك.
هزها بعنف وقال بعصبية مفرطة: تفوقيني من ايه يا هبلة انتي؟

اخفضت بصرها وقالت بهمس: مش انت كنت بتتحرش بيا.
اتسعت عيناه عقب جملتها وقال: بتحرش بيكي، انتي واعية للكلمة دي.
ضربت بكفيها على صدرها وقالت بصدمة: يالهوي يا رامي انت بتتحرش بشهد.
كانت هذة صفاء، فنظر لها كلا من شهد ورامي بصدمة لوجودها، فقالت بصراخ: رد عليا انت كنت بتعمل ايه.
هتف رامي موضحا: مبعملش حاجة يا أمي والله.

اقتربت صفاء وقالت بغضب: دي اخرة تربيتي، تتحرش ببنت خالتك يا رامي، دي امانة يا رامي، انت تعمل كدا يطلع منك كدا.
هتفت شهد بارتباك: استني بس يا خالتي، رامي معمل...
قاطعتها صفاء بحدة: بس والله لاجبلك حقك منه، اوعي تخافي.
تقلصت ملامحه بغضب ثم قال: حق ايه يا ماما، انتي هاتصدقيها دي هبلة، انا اتحرش بدي.
شهقت شهد بصوت عالي ثم اردفت بتهكم: ايه ايه يا خويا، هو سكتناله دخل بحماره، غلطان وبتبجح.

جذب يديها بعنف، ثم قال بعصبية: لمي نفسك يا شهد، اصل والله اقطلعك لسانك دا.
هتفت صفاء بحدة وقالت: بقولك ايه يا رامي والله العظيم اللي هاقوله دلوقتي لو متنفذش انت ولا ابني ولا اعرفك، انا بقولك اهو.
نظرت له شهد بتشفي وابتسمت ابتسامة انتصار، بينما استطردت صفاء بنفس حدتها وقالت:
بكرا تكتب كتابك على شهد، بكرا تكون مراتك رسمي فاهم والا لأ.
سرعان ما تلاشت ابتسامتها ونظرت لصفاء بصدمة فهتفت باندفاع:.

بس يا خالتي الله يكرمك، انتي بتقولي ايه، قال اتجوزه قال.
رفع رامي احد حاجبيه باعتراض ثم هتف بحنق: بقولك ايه اهدي بس شوية كدا، اصل انا اللي مرضاش اتجوزك والله.
اقتربت صفاء منهم واشارت باصبعها السبابة في وجههم واردفت بعصبية: الي قولته هايتنفذ، وانت يا رامي لو بكرة الصبح مكنتش كاتب كتابك عليها انت والا ابني والا اعرفك وهاسيبلك البيت دا ومش هاتعرفلي مكان.

تحركت شهد بعصبية مفرطة صوب غرفتها، بينما نظر رامي لوالدته بغضب وقال: في ايه يا ماما ايه الكلام العجيب اللي انتي بتقوليه دا، جواز ايه، انتي ناسية ولا ايه.
هتفت صفاء معاتبة: لا مش ناسية يا رامي، بس انت الي حطيت نفسك في الحتة دي وزنقت نفسك فيها، انا مكنتش هاتكلم ولا هاطلب منك كدا لو انا مكنتش حسيت منك بمشاعر اتجاهها، انت مش شايف نفسك بقيت زي المراهق.

رفع حاجبيه ببرود وقال: مراهق!، على العموم متزعليش نفسك انا هاسيبلها البيت واقعد في المصنع الفترة اللي انتي مسافرة فيها.
هتفت صفاء بحدة: لا يا رامي انا قولت كتب كتاب، وبعدين متزعلش نفسك هاتفضل على وعدك، دا مجرد كتب كتاب وهاتتعاملو عادي ولا كانها مراتك، بس علشان الحرمانية.
زفر رامي بعصبية ثم جز على اسنانه قائلا: يا أمي انا مش هاكتب عليها دي اخر واحدة ممكن اتجوزها.

دخلت شهد فاجأة ثم وضعت يديها في خصرها قائلة بتهكم: ما تهدى ياعم الشبح قال انا اللي بموت فيك وهاموت واتجوزك.
نظر لها رامي وجدها ممسكة بحقيبتها في يديها وابدلت ثيابها، اقترب منها ببطئ وقال مستفهما: انتي رايحه فين؟
هتفت شهد بحنق: رايحة في داهية، مالكش دعوة.
جذب يديها بعنف واردف بعصبية شديدة: شهد انا عفاريت الدنيا بتنطط في وشي، ادخلي اوضتك.

تجاهلته شهد وتجاهلت يديه الممسكة بها ثم وجهت بصرها لصفاء مردفة: بصي يا خالتي انا هامشي لان مبقاش ينفع اقعد هنا اكتر من كدا، قوليله بقى يسيب ايدي.
شعرت صفاء بارتفاع ضغط دمهها، والالام حادة في رأسها، ترنحت في وقفتها، رأها رامي كذلك اندفع صوبها ثم اخذ بيديها، هتف بقلق: مالك يا امي.
قطبت شهد حاجبيها وهتفت بتوتر: ايه يا خالتي، انتي تعبانة والا ايه.

اغمضت صفاء عينيها بتعب وهتفت بصوت مجهد: وديني اوضتي يا رامي.

في منزل كريم..
جلست تنتظر عودته، منذ خروجه بتلك الحالة، لم يعد الى الان، هاتفته كثيرا لم يجيب، سمعت صوت باب المنزل، خرجت من غرفتها، وجدته يدلف الى المنزل مترنحا، نظرت له باستغراب:
كريم انت بتتطوح كدا ليه.
رفع بصره اليها قائلا بصوت ثقيل للغاية: ليلى، انتي مستنياني؟
اتجهت صوبه قائلة: اوعى تكون شارب حاجة.
ضحك هو بصوت عالي: اه انا شارب حاجات.

زمت شفتيها بضيق ثم همست لنفسها: يالهوي عليا، خليت دكتور كريم يشرب.
تعالت ضحكاته مرة ثانية ثم بدأ بالغناء: يتعلمو، يتعلمو من الرقة، لا لا من القسوة دي يتعلمو..
حزنت كثيرا ثم اقتربت منه وجذبت ذراعه تسنده، وقف هو عن ترنحه وهتف بنبرة شبه ضائعة: انتي ليلى بجد؟
ابتسمت هي ابتسامة صغيرة وقالت بصوت هادئ: اه انا.
ترقرقت الدموع في عينيه ثم هتف بحزن: امال ليه بتعملي فيا كدا، ليه قلبك قاسي كدا.

نظرت لعينيه ولتلك الدموع التي يحاول جاهدا منعها، مدت يديها وحاوطت وجهه بيديها وقالت بصوت حنون:
الدنيا السبب هي اللي خلتني اعمل كدا، سامحني.
دفن وجهه في عنقها وقال بنبرة شبه باكية: حبك بيعذبني يا ليلى، ياريتني ما شوفتك ولا حبيتك.

وقفت هي مصدومة من عناقه لها، ابتلعت ريقها بصعوبة، مشاعر كثيرة متضاربة بداخلها، تريد البعد، وفي نفس الوقت تتمنى قربه لها، تشعر بالخوف لعانقه لها، وتشعر ايضا بالاطمئنان في داخل احضانه، ابتعد هو عنها بعدما شعر بعدم استجابتها، ثم استقام في وقفته جاهد للتحرك نحو غرفته دون مساعدتها، استفاقت هي من الشرود في مشاعرها، انتبهت له فسارعت نحوه تجذب يديه وتسانده، نظر لها بطرف عينيه قائلا بصوت هادئ:.

خلاص يا ليلى هاقدر ادخل اوضتي، مش لدرجادي يعني.
هزت راسها برفض قائلة: لا طبعا هاساعدك يالا.
ادخلته الغرفة ثم ساعدته على الجلوس على طرف الفراش، انخفضت هي بعفوية وجذبت قدمه حتى تقوم بخلع حذائه، جذبها هو بسرعة واجلسها على ساقيه قائلا بحب:
مكانك مش تحت عند رجلي يا ليلى، مكانك هنا جنب قلبي، عمرك ما تعمليها تاني.
خجلت ليلى كثيرا لوضعها ذلك، ثم هتفت بتلعثم: عادي يعني، انت جوزي...

قاطعها مبتسما: انا جوزك، اول مرة تنطقيها.
تسرب اللون الاحمر القاني لوجنيتها ثم هتفت: انت عاوز ايه يا كريم.
هتف هو سريعا: عاوزك.
ثم تابع مصححا: قصدي عاوز فرصة، تفتحي قلبك دا ليا، عاوزك تحسي بقلبي، عاوزك تحسي انا بعشقك قد ايه.
تسارعت دقات قلبها ثم هتفت بهمس: مش هاقدر.
جذبها نحوه اكثر ثم دفن وجه في عنقها قائلا بنفس همسها: ليه يا قلبي.

سالت الدموع من عنينها ثم صمتت، رفع بصره نحوها، فهتف بتساؤل: انتي لسه بتحبيه.
هزت رأسها بنفي ثم قالت بحزن: مش قصدي عليه، انا قصدي على اللى حصلي.
مد يديه وازال دموعها ثم طبع قبلة رقيقة على احدى وجنيتها قائلا بحب: مش مستعجل يا حياتي، خلينا نمشيها واحدة واحدة، ادي فرصة لنفسك تتعرفي عليا، افتحي قلبك دا ليا وللحياة، صدقيني مش هاتندمي.

صمتت هي كثيرا ثم هتفت بنبرة طفولية: خايفة اوي يا كريم، انا مش بعرف اتكلم، مبعرفش اقول اللي جوايا، نفسي اطلع اللي جوايا، نفسي اعرف اتنفس تاني، انا اتكسرت.
زاد من احتضانها ثم قال بحنو: ايه رايك احجزلك عند دكتورة شاطرة اوي، ودي هاتبقى بعيدة عني وعن اي حد وتحكيلها مشاعرك وتتعالجي.
هتفت بتلعثم: قصدك دكتورة نفسيه، هو انا مجنونة.

حرك رأسه بنفي ثم هتف موضحا: انتي المفروض ممرضة ومتعلمة وفاهمة، مش معنى ابقى مخنوق ومش لاقي حد يفهمني او في حاجة اتكسرت جوايا ابقى كدا انا مريض نفسي بالعكس، اوقات في ناس وانتي منهم مبيعرفوش يحكو اللي جواهم، بس لو لاقو حد غريب عنهم ممكن يسمعهم، صدقيني انتي حالك هيتصلح كتير لو روحتي وحكيتي معاها هاترتاحي وترجعي ليلى تاني.
أومأت رأسها بضعف ثم هتفت بهمس: ماشي، موافقة.

صباحا
في بيت حسني..
ارتدت سلمى ثيابها، وقفت في منتصف الغرفة، تحاول كبح مخاوفها، استدرات للخلف ثم نظرت للمرآة، هتفت لنفسها: متخافيش يا سلمى انتي هاتكلميه في وسط الناس مش هايضربك، متخافيش.
دخلت سميحة بوجه متورم ثم هتفت بتعب: انتي رايحة فين يا سلمى.
نظرت لها سلمى بحزن، ثم اقتربت منها ووضعت يديها على وجه سميحة قائلة بحزن: بيوجعك.
ابتسمت سميحة بضعف: عادي يا بنتي، اتعودت يومين كدا ويروق.

ثم تابعت: قوليلي انتي رايحة فين على الصبح كدا.
طبعت سلمى قبلة رقيقة على وجه سميحة ثم قالت بهدوء عكس ما بداخلها: رايحة مع زكريا، اتصل عليا امبارح علشان ننقي اوضة النوم، هاروح معاه علشان لو قولت لأ، هايتصل على بابا وهيبهدلني.
ربتت سميحة على كتفيها قائلة: ربنا يباركلك يابنتي.
ثم استطردت بنبرة حزينة: الا قوليلي شهد مش كلمتك.
تلعثمت سلمى قائلة: ها، لا، بعتت رسالة بطمنا على نفسها.

ابتسمت سميحة بتهكم: بتكدبي يا سلمى، نهايته ابقي سلميلي عليها.
أومأت سلمى برأسها ثم تحركت صوب باب الشقة وهي تدعو بداخلها ان يمر اليوم بسلام، هبطت الدرج ببطئ وهي تفكر في كلامها مع والدها تحاول ترتيبه في ذهنها، تحركت صوب محل الجزارة ملك لابيها، بلعت ريقها بصعوبة، ثم وقفت امام ابيها، نظر هو لها بحدة ثم هتف بصوت غليظ:
نازلة عن معادك عشر دقايق ليه يابت.

نظرت له بخوف، حاولت جاهدا اخراج صوتها بنبرة طبيعية: جاية اتكلم معاك في موضوع.
نظر لها بغضب ثم اشار الى المكان : تتكلمي هنا، ماكنتي تستني نتكلم في البيت.
هتفت بتلعثم: مش هاينفع ماما مينفعش تسمع حاجة.
قطب بين حاجبيه وهتف بغلظة: هو ايه اللي امك مينفعش تسمعه.
نظرت للطريق من حولها ثم قالت: هنتكلم هنا في الشارع يابابا.

صمت ثواني ثم اشار اليها لدخول الى المخزن القابع في نهاية المحل، دخلت هي بخطوات مبعثرة قليلا، ينتبها شعور بالخوف من ردة فعله، ولكنها عزمت علي ما بداخلها.

في منزل رامي المالكي.
جذب يديها بغضب ثم هتف بحنق: بقولك اقفي كلميني، في ايه يا شهد ما تتظبطي.
استدرات شهد ثم هتفت بضيق: عاوز ايه يا رامي، خليني ادخل لخالتي واديها الدوا ربنا يهديك.
زفر هو بعصبية قائلا: اقفي وكلميني عدل.
وقفت على مضدد ثم قالت: اهو نعم.

اخذ نفس طويل ثم اخرجه ببطئ قائلا بهدوء: انا مش عاوزك تزعلي ماما، لو قالتلك جواز قوليلها ماشي، انا خايف عليها، طول الليل نايمة بتعيط وضغطها عالي، بحاول اراضيها ومش راضية، انا عمري مازعلتها ولا اقدر اعمل كدا، انتي مش عارفة هي بالنسبالي ايه، دي كل حياتي.

سرعان ما تجمعت الدموع في عينيها وهتفت بنبرة شبه باكية: طب مانا كمان بحبها اوي، انا اعتبرتها مكان امي اللي رمتني، بس يعني اللي خالتي بتطلبه مني صعب، في حد بيتجوز اخوه.
صدمته هي بجملتها الاخيرة، ابتسم بسخرية: معلش يا حجة شهد، اتنازلي واتجوزيني، معلش يا سنيورة يا كونتيسة يا برنسيسة، مش انتي السبب في كل دا، بقا انا امبارح بتحرش بيكي.
ازالت دموعها بقوة وهتفت بتحدي: اه انت امبارح كنت بتتحرش بيا.

رفع حاجبيه باعتراض ثم جذبها نحو غرفته المجاورة لغرفة صفاء، مغلقا الباب خلفه والصق ظهرها للباب وحاوطها هو بجسده، لم تدرك هي هجومه المفاجئ عليها في ثواني ولكنها شعرت بيه يقف امام وجهها ويديه ارتفعت وتمركزت على احدى وجنيتنها يداعبها بلطف قائلا بمكر:
انا قررت اوريكي يعني ايه اتحرش بيكي، اصل انتي عندك حول تقريبا في مفهوم التحرش.

حاولت هي دفعه عنها، قائلة بتحذير: ابعد عني يا رامي، اصل اصوت والم الناس عليك، انت ايه اللي حصلك، مانت كنت عاقل.
هتف بهمس: مش عارف مالي بشوفك...
اتسعت عيناها بصدمة قائلة: اوعى انت بتحبني يا رامي.
ضربها على رأسها بخفة ثم هتف بمكر: هو انا مش لقيت الا انتي واحبك، هو انا مجنون.
دفعته بغيظ، ثم هتفت بانفعال واضح على ملامحها: اصمالله على جمالك، دا انت حتى اسمك رامي.

خرجت من الغرفة بغيظ، بينما وقف هو مكانه يستوعب جملتها له، تحرك نحو المرآة نظر علي صورته المنعكسة ثم هتف: طب والله حلو، هي البت دي متخلفة ولا ايه، ومالو اسمي.

عند سلمى.
لوى حسني يديها خلف ظهرها بعنف: بتصنتي عليا يابت.
هتفت هي ببكاء: والله يابابا غصب عني، سمعتك غصب، سيب ايدي هاتتكسر.
زمجر حسني بحدة قائلا: دا انا هاكسرلك راسك، اوعي يابت تتخيلي انك ممكن تهدديني انتي مش عارفة انا ممكن اعمل فيكي ايه..
شعرت هي بالام حادة في ذراعها، حاولت جاهدة ان تفلت نفسها من يد ابيها ولكنها فشلت عاودت هي التوسل له بان يتركها: بابا بالله عليك سيبني، خلاص مش قادرة..

دفعها حسني بغضب نحو الارض، اصدرت آه إثر اصدامها بالارض الصلبة، ثم هتف حسني بصوته الجهور: اسمعي يابت مش المعلم حسني هاتيجي حتة بت زيك وتقولي اعمل ايه ومعملش ايه، دا انا اقتلك واخلص منك وامك قبلك، انا رد سجون يابت.
تراجعت هي بخوف ثم هتفت بتلعثم: انا يابابا كل اللي بطلبه منك انك ترجع عن قرارك بالجواز من واحدة تانية، علشان خاطري، انا هاتجوز زكريا علشان خاطر امي.

ابتسم حسني بمكر ثم قال: خلاص طول مانتي حلوة كدا وبتسمعي كلامي مش هاتجوز على امك، ولا هاعمل فيها حاجة، يالا قومي ظبطي نفسك علشان خطيبك زمانه على وصول.

في منزل رامي.
هتفت شهد بعتاب: كدا يا خالتي تتعبي علشان تعرفي معزتك في قلبنا يعني.
نظرت صفاء للجهة الاخرى ولم تعطيها رد، بينما تنهدت شهد وقالت بهدوء يشوبه المشاغبة: انتي مقموصة يا صفصف.
نظرت لها صفاء بصدمة: صفصف!، انا بلعب معاكي يابت ياشهد.
ضحكت شهد بخفة ثم اردفت بسعادة: ضحكت عليكي خليتك تتكلمي.
هتفت صفاء بضيق: والله انتي عيلة، انا مش هارد عليكي.

زفرت شهد بحنق: مالك يا خالتي انا مش عارفة افرفشك، طب قوليلي انتي عاوزة ايه علشان ترضي عليا.
هتفت صفاء بهدوء: انتي عارفة كويس انا عاوزه ايه؟
استغفرت شهد في سرها ثم قالت بنفاذ صبر: ياخالتي والله ما ينفع، رام..

قاطعتها صفاء بحدة: اسمعي يا شهد انتي جيتي البيت دا واعتبرتيني امك، طيب يابنتي انا امك وبقولك لازم اجوزك انتي ورامي، متخافيش كتب كتاب بس علشان اضمن ان مفيش حرمانية عليا ولا عليكو، وبعدين انا كدا هاطمن عليكي اكتر، انا الله اعلم هارجع امتى، لغاية ما ميمي تقوم بالسلامة وتشد عفيتها وتبقى كويسة، من دلوقتي لغاية ما ارجع لازم اطمن عليكي.

طوقت شهد وجه صفاء بيديها ثم قالت بنبرة حنونة: يا حبيبتي والله لو امي ما هاتعمل كدا، حاضر يا خالتي مش هازعلك، اللي انتي عاوزاه هايحصل كله، بس احنا اخوات وبس، وكمان محدش يعرف نهائي بجوازنا، ماشي.
أومأت صفاء بسعادة ثم قالت: حبيبتي يا شهد، بس احنا لازم نتصل بامك وتعرف.
هتفت شهد بتهكم: قال يعني هايفرق معاها، براحتك كلميها وقوليلها.

في احد المستشفيات.
جلست كريمة بتعالي في احدى غرف المشفى ثم جاءت اليها كبيرة الممرضات بملف، و وضعته امامها باستيحاء وهتفت بنبرة مهذبة:
اهو ياهانم ملف ليلى من وقت دخولها المستشفى لغاية دلوقتي.
اخذته كريمة بطرف اصابعها، ثم نظرت فيه نظرة سريعة، رفعت بصرها وتحدثت بعنجهية: البت دي نظامها ايه في المستشفى، سلوكها ايه مع الدكاترة.

لوت كبيرة الممرضات شفتيها: حسرة عليها هي كانت محترمة وطيبة ومخطوبة لموظف في الصحة، بس يعني حصلها مصيبة ضيعتها على الاخر.
ابتسمت كريمة بمكر: اه قوليلي بقى اللي حصل بالظبط واياكي تسيبلي معلومة واحدة.
ثم اخرجت من حقيبتها رزمة من المال ووضعتها امامها، فرحت الاخرى بسعادة قائلة: من عنيا يا هانم، هاقولك من طقطق لسلام عليكو.
ثم تابعت قائلة: بصي ياهانم في يوم...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة