قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شهد الأفاعي (سنابل الحب ج3) للكاتبة منال سالم الفصل السادس

رواية شهد الأفاعي (سنابل الحب ج3) للكاتبة منال سالم الفصل السادس

رواية شهد الأفاعي (سنابل الحب ج3) للكاتبة منال سالم الفصل السادس

إقتربت العربة من المنحنى، فأشار القائد جاد نيجرفان بيده للأميرة لتنفذ ما أمرها به، وصاح بصرامة رغم الحزن البادي في عينيه:
-الآن أميرتي. اقفزي الآن!
قبضت فاليري على يد أميرتها آنيا، ونظرت لها بثقة لتبث إليها الطمأنينة والأمان. فأخذت الأميرة نفسا عميقا، وحبسته للحظة في صدرها، ثم ألقت بنفسها خارج العربة ليرتطم جسدها بالمرج الأخضر ويدور حول نفسه عدة مرات حتى سكن تماما.

قفزت فاليري هي الأخرى من العربة، ودار جسدها نتيجة الإرتطام لعدة مرات.
تابعهما جاد نيجرفان بعينيه الدامعتين قبل أن تزداد المسافات بينهم ويصعب عليه رؤيتهما بوضوح. وهمس بتحسر:
-إلى اللقاء حبيبتي!
بعد ثوان معدودة كانت العربة والفرسان قد تلاشوا تماما عن الأنظار.
رفعت فاليري رأسها أولا، وتأوهت بصوت شبه خافت وهي تحاول الإعتدال في جلستها. ثم بحثت بأعينها الزائغة عن أميرتها، ورددت بإضطراب:.

-أميرتي. أين أنت؟
لمحتها وهي مكفاة على وجهها، فنهضت بتثاقل عن المرج، وركضت نحوها. ثم جثت على ركبتيها، ومدت ذراعيها لترفع وجهها إليها، وهمست بذعر:
-مولاتي! هل أنت بخير؟ مولاتي، أجيبني من فضلك!
تأوهت آنيا هي الأخرى من الآلم، وأصدرت أنينا خافتا وهي تجيبها: -نعم. أنا بخير
تنهدت فاليري بإرتياح لعدم إصابة الأميرة بمكروه، ثم انحنت على جبينها لتقبلها بحنو، وأضافت بسعادة:.

-حمدا لله أنك بخير، لقد خشيت أن يحدث معك الأسوأ.
ابتسمت لها آنيا بإمتنان، وتعاونت معها على الجلوس بإعتدال. فهتفت الأميرة وهي تضغط على شفتيها:
-ظهري يؤلمني
ردت عليها فاليري مبررة: -هذا من أثر الإرتطام!
ثم تحولت نبرتها –وكذلك نظراتها – إلى الجدية الشديدة وهي تقول: -هيا بنا أميرتي، لابد أن نختبيء في الغابة كما أخبرنا القائد جاد نيجرفان
ردت عليها آنيا بنبرة متألمة: -ولكني متعبة. لا أستطيع.

وضعت فاليري كفيها أسفل إبطي الأميرة، ورفعتها عن المرج قائلة بإصرار: -تحاملي على نفسك، وأنا سأساعدك. هيا.
وبالفعل نهضت الأميرة، وسارت مع مربيتها بخطوات أقرب إلى الركض نحو الأشجار الكثيفة لتتوارى كلتاهما بداخل الغابة.

تعثرت آنيا لأكثر من مرة في ذيل فستانها، واضطرت في النهاية إلى رفعه بيديها حتى تركض بسهولة.

مرت دقائق معدودة وكلتاهما تواصلان الركض داخل أعماق الغابة.
ولكن تسمرت فاليري في مكانها، ونظرت حولها بذعر، ثم همست بخوف: -لحظة أميرتي. أنا أسمع شيئا ما
انقبض قلب آنيا، وتسائلت بتوجس: -ما الأمر فاليري؟
صمتت الإثنين، وأصغيتا بإنتباه تام للأصوات من حولهما، وبالفعل إستمعتا إلى أصوات صهيل الخيول، وصياح بعض الرجال. فزادت رجفتهما...

همست آنيا بذعر وهي تتلفت حولها: -أنا خائفة فاليري! سيقتلونا
ابتلعت فاليري ريقها وأجابتها بحذر: -اهدئي مولاتي ولا تصدري أي صوت.!
ثم أشارت بإصبعها للأمام وهي تتابع: -هيا بنا نختبيء هناك
-حسنا
ركضت الإثنتين نحو مجموعة من الشجيرات، وأفسحت فاليري المجال لأميرتها لتختبيء أولا، ثم انحنت هي ورائها، وأخفضت كلتاهما رأسيهما للأسفل.

تحرك محاربي السلطان أسيد على مقربة منهما، وصاح أحدهم بصوت جهوري: -أنتم! إذهبوا خلف العربة واسقطوها، ثم اقتلوا ابنة شيروان!
-حسنا سيدي
وأضاف بلهجة مخيفة: -والبقية تفتش في الغابة لعلنا نجد أي فارون فنذبحهم بنصل سيوفنا
شهقت آنيا بصوت شبه مسموع، فأسرعت فاليري بتكميم فمها، وهمست: -لا تجزعي مولاتي. لن تطالك أيديهم النجسة!

وبعد لحظات كانت الأصوات قد إبتعدت تماما، فأردفت فاليري قائلة بجدية: -لا يمكننا البقاء هنا، لابد أن نتحرك في عمق الغابة اكثر
ثم سحبت الأميرة من ذراعها، وركضتا بحذر نحو المجهول.
همست آنيا بصوت لاهث ومختنق: -ماذا اقترفت ليقتلوني فاليري؟
-لا شيء مولاتي. أنت فقط مجرد وسيلة للضغط على الملك شيروان
ترقرقت العبرات في عينيها، وانتحبت قائلة: -أنا خائفة.

ردت عليها بنبرة حانية وثابتة: -اطمئني، سننجو، وسيصل إلينا جاد نيجرفان!

على الجانب الأخر، تمكن القائد جاد نيجرفان من إبعاد مقاتلي السلطان أسيد قدر المستطاع عن المكان الذي قفزت فيه أميرته.

ورغم عددهم الذي يفوق عدد فرسانه إلا أنه تمكن من التصدي لهم بمهارة، وإسقاط عدد لا بأس به منهم.

ولكي يضمن إنطلاء الخدعة عليهم، صاح في فرسانه بصوت جهوري غاضب: -احموا العربة، إفدوا الأميرة بأرواحكم
ما لم يتوقعه جاد وجود مجموعة أخرى من المقاتلين قادمين من الأمام ليهجموا على العربة بشراسة، وحاولوا إشعال النيران بها.

التف الفرسان حول قائدهم، ودافعوا بكل ما أوتيوا من قوة عن العربة، وزادت حمية القتال.

بحث جاد نيجرفان بعينيه عن الأمير عقاب، لكنه لم يكن ضمن المقاتلين، فزادت رجفة قلبه على الأميرة. وهمس لنفسه بذعر:
-عقاب ليس هنا!
زاغت نظراته، وجفل بشدة، وأكمل حديث نفسه: -الأميرة في خطر حقيقي، أوه. لقد أخفقت في حمايتها، وأساءت التقدير!
فقد تركيزه للحظة، فلم ينتبه للقادم من الخلف، حيث استغل الفرصة أحد المقاتلين، وهجم عليه فباغته بطعنة غائرة في ظهره، فصرخ على إثرها بصوت عميق:
-لا.!

ثم لكز بكوعه المقاتل في فكه بشراسة، وباليد الأخرى أطاح برأسه. ثم سقط هو على ركبتيه.

رأه أحد الفرسان فأسرع إليه، وأمسك به قائلا بقلق: -سيدي القائد!
قبض جاد نيجرفانعلى عنق الفارس، وصاح به بصوت مكتوم: -احموا الأميرة، جدوها، وأفدوها بأرواحكم
-لن نستطيع الوصول إليها، لقد قضوا على معظمنا سيدي، وأنا سأنقذك
هز رأسه معترضا، وصاح بإصرار وهو يكز على أسنانه: -لا. اتركني. الأميرة. الأميرة فقط
ثم هوى على ظهره، وإرتخى جسده. فحاول الفارس إنقاذه...

في نفس التوقيت، كان عقاب على رأس فرقة اخرى من مقاتليه، ويتجه صوب الغابة، فسأله أحدهم مستفهما:
-لماذا لم نتبع ركب الأميرة؟
ابتسم له عقاب، وأجابه بمكر: -جاد نيجرفان ليس بهذا الغباء ليبقي على الأميرة بالعربة لفترة طويلة. لابد أنه أرسلها إلى الغابة.

سألها المقاتل مجددا بنبرة حائرة: -وكيف سنتأكد من وجودها؟
رد عليه الأمير عقاب بثقة بالغة: -حينما نجدها!

بدى على وجه الأميرة التعب والإرهاق، خاصة أنها بذلت مجهودا كبيرا في الركض. كما لم يساعدها المشد الصدري الملفوف حول جسدها على التنفس بسهولة. فظلت تلهث من أقل مجهود إلى أن شعرت بعجزها عن الإستمرار، فهتفت بصوت لاهث:
-لا. لا. أستطيع المواصلة
نظرت لها فاليري بإشفاق، وتوسلت لها: -اصمدي مولاتي، لم يتبق إلا القليل.

زادت صعوبة التنفس لديها وهي تحاول الإستمرار في الركض. فتوقفت في مكانها. وأردفت قائلة بصوت متقطع:
-لا. أستطيع التنفس! فاليري أنا. أنا أختنق!
نظرت لها فاليري بتوجس بعد أن توقفت عن الحركة، وسألتها بخوف: -ما الأمر أميرتي
ردت عليها بنبرة واهنة وهي تشير إلى صدرها: -س. ساعدني. إنه. إنه المشد
اتسعت مقلتيها أكثر، وهتفت بهلع: -ماذا؟!

تمكن الأمير عقاب من إقتفاء أثر الأميرة الهاربة. ووصل إلى أقرب بقعة حفر فيها أثار أقدامها. فصاح بتلذذ ووجهه يكسوه علامات الشراسة:
-إنها هنا. أكاد أشم رائحة فريستي!
رد عليه أحد مقاتليه بهدوء: -بالفعل مولاي، فأثار الأقدام مازالت حديثة.

سمعت فاليري صوت صهيل الخيول بوضوح، فجفلت بشدة، وهمست بنبرة مرتعدة: -اختبئي أميرتي، أعداء الملك هنا
نظرت لها آنيا بهلع، وزادت رجفة قلبها، وردت عليها بصوت مرتعش: -لا. لا أستطيع الركض أو. أو التنفس
استدارت فاليري لتواجهها، ووضعت قبضتيها على ذراعي الأميرة، وهزتها وهي تقول بجدية:
-لا وقت للخوف أوالضعف، تعاوني معي لننجو ببدننا!
-لن تنجو إحداكما، فقد وقعتما في شباكي!

قالها عقاب بصوت مخيف وهو يتجه بجواده نحوهما.
خفق قلب فاليري برعب حقيقي، وحدقت آنيا في وجه فاليري بنظرات مذعورة، وتسارعت أنفاسها من شدة الخوف...

التفتت فاليري بجسدها ببطء لتواجه أكبر أعداء الملك، وخبأت بذراعها الأميرة خلفها. فلم يتمكن عقاب من رؤيتها بوضوح...

ابتلعت المربية ريقها، وهتفت بشجاعة زائفة حاولت أن تظهرها له: -ابتعد عنا
ترجل الأمير عقاب عن جواده، ورمق المربية بنظرات نارية، وأجابها بصوت مميت: -سيحدث فقط عندما أعلق رأسيكما على باب مملكتي
ثم أشار لها بإصبعيه وهو يتابع بنبرته المرعبة: -افسحي يا بائسة
تلاحقت أنفاس آنيا بشدة من فرط الخوف والرعب، وتسارعت دقات قلبها، فزادت من اختناقها، ومن زرقة شفتيها. فوضعت يدها على صدرها، وهمست بصعوبة بالغة:.

-آآ. أنقذيني ف. فاليري، أنا. أنا أختنق!
لم تنتبه لها فاليري، فقد كان تركيزها منصبا بالكامل على ذلك الأمير القاتل الذي تفرست ملامحه بتمعن، ورأت في عينيه شر دفين، وتصريح جلي بالقتل دون إبداء الندم...

صاح عقاب قائلا بقسوة: -سيتذوق سيفى طعم دماء أميرتك الغالية، وسأكون رحيما معها. لن أتركها تعاني، فقط ساقتلع قلبها وأرسله لأبيها قبل أن أعلق رأسها.

شهقت فاليري بفزع، بينما تابع هو حديثه بلهجة آمرة: -تحركي يا امرأة! هيا!
رفعت فاليري يدها أمام وجهه قائلة بتحدي: -لن أدعك تصل إليها، عليك أن تقتلني أولا!
رد عليها بنبرته المخيفة وهو يرمقها بنظرات قاتمة: -لك ما شئت!
وبالفعل أشهر سيفه عاليا، فشهقت آنيا بخوف كبير: -لا. ف. فال.
لم تكمل جملتها الأخيرة حيث تهاوى جسدها وسقطت على الأرضية العشبية. وظلت تلهث بصعوبة وهي ترتجف بشدة.

صرخت فاليري بهلع: -أميرتي!
توقف عقاب في مكانه، وأخفض سيفه قليلا. ونظر إليها بجمود. فهو لم يتوقع سقوطها.

جثت فاليري على ركبتيها، وأحاطت بالأميرة بذراعيها، فوجدتها تنظر لها بتوسل واستعطاف. فهتفت بخوف:
-تنفسي أميرتي. تنفسي!
بدت آنيا كمن يلفظ أنفاسه الأخيرة، ولمعت عينيها ببريق غريب. خاصة أنها تكافح لإلتقاط أنفاسها.

رفعت فاليري رأسها في إتجاه عقاب، وصاحت فيه بصوت متشنج: -إنها. أنهاتختنق، ساعدها!
رمقها بنظرات باردة، وصاح بها بجمود: -اتركيها
صرخت فاليري بعناد وهي تهز رأسها محتجة: -لا!
ثم مالت على أميرتها، وضمتها أكثر إلى صدرها، وامتزجت عبراتها الخائفة بدموع الأميرة التي على حافة الموت، وهمست لها:
-أنا معك أميرتي!

أشار عقاب بعينيه لمقاتليه، فتحرك إثنين منهما، وقاما بإبعادها عنوة عن الأميرة، وجرها للخلف، فمدت فاليري ذراعيها في محاولة بائسة منها للإمساك بالأميرة، وظلت تصرخ بهياج:
-اتركوني. اميرتي!
إلتوى فم عقاب بإبتسامة قاسية، وأعاد سيفه إلى جرابه، ثم انحنى بجذعه للأسفل ليخرج خنجره الذهبي من غمده المربوط في ساقه. ثم سار بخطوات واثقة في إتجاه الأميرة...

حركت آنيا رأسها بتوتر في إتجاه قاتلها، وجفلت بشدة من هيبته المخيفة.
وقعت عيني عقاب على وجه الأميرة، وتأملها للحظة بتدقيق، فقد كانت المرة الأولى التي يراها فيها.

لم ينكر تلك الرغبة العارمة بالإنتصار التي إستحوذت عليه وهو يرى الذعر في عينيها الخضراوتين، وتشدق قائلا ببرود قاتل:
-أنا محظوظ للظفر بك في النهاية!
أصبحت حشرجة صوتها واضحة بعد عبارته الأخيرة، وزاد شحوب بشرتها وتحوله للزرقة المخيفة. بينما ضيق عقاب عينيه ليتفرس في تعابير وجهها المتشنجة.

ثم جثى على ركبته أمامها، ونظر لها مطولا.
إلتقتت نظراتها الزائغة نظراته المسلطة عليها، وشهقت بتحشرج أشد وهي ترى ذراعه يمتد من أسفلها ليرفع ظهرها عن الأرضية العشبية، فتقلصت المسافات بينهما، وقرأت فيه عينيه نشوة القاتل. فعجزت عن المقاومة، وظلت شفتيها منفرجتين.

ثم رأت يده الأخرى تشهر الخنجر عاليا، فإتسعت حدقتيها بهلع كبير. ومال عليها برأسه ليهمس لها بنبرة أقرب لفحيح الأفعى:
-ستموتين بإذن مني، وليس رغما عني!
ثم أخفض عقاب ذراعه ليهوى بخنجره على ظهرها، فأغمضت عينيها قسرا.
في تلك اللحظة صرخت فاليري بصوت مخيف: -لا. أميرتي آنيا! اتركها يا قاتل
-اصمتي يا امرأة.!
قالها أحد المقاتلين وهو يسدد لكمة قوية في وجه المربية لتسقط مغشيا عليها.

لم تشعر آنيا بإختراق الخنجر لجسدها الهزيل. حيث قام عقاب بتلمس أربطة مشدها الصدري بنصله ثم مزقها دفعة واحدة لتشهق هي بصوت مرتفع، وإنتفض جسدها عفويا للأعلى بعد أن تمكنت من سحب جرعة كبيرة من الهواء لداخل صدرها. فلامست شفتيها صدغه – دون قصد – ليشعر هو بملمسهما البارد على حرارة وجهه. فلمعت عينيه بشدة ببريق مخيف. ورمقها بنظرات شرسة، وكان على وشك الحديث لكنه تفاجيء برأسها ينحني بسرعة للأعلى لتفقد وعيها على ذراعه. فأسندها جيدا.

زاد عبوس وجهه وتجهمه وهو يتأمل سكونها المستفز. وكز على أسنانه بغضب. ثم تشدق قائلا بصوت محتد:
-لن ينالك الموت إلا بحد سيفي!
أعاد عقاب خنجره إلى غمده، ومد ذراعه الأخر أسفل ركبتي الأميرة، ونهض بحذر حاملا إياها بين ذراعيه، ثم إستدار بجسده ليواجه جنوده، وصاح بهم بنبرة عدائية تحمل التهديد:
-ابلغوا شيروان أن أميرته باتت سجينتي، وسأذيقها من ألوان العذاب ما سيدمرها قبل أن تلقى حتفها!

ثم سار بها في إتجاه جواده، وألقى بجسدها عليه، وأمسك باللجام، ووثب بمهارة عليه، وتابع بصرامة:
-فلنعد الآن إلى السلطان، هيا!
سأله أحدهم وهو يشير بيده نحو المربية فاليري: -وماذا عن تلك اللعينة؟
رد بجمود وهو يلكز جواده: -خذوها أسيرة!
أحكم عقاب إمساكه على اللجام، وتقوس فمه بإبتسامة انتصار رهيبة فبرزت أسنانه، وحدث نفسه بتفاخر:
-فليعرف أبيك أي مصير أسود ينتظر،!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة