قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شظايا قسوته للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس

رواية شظايا قسوته للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس

رواية شظايا قسوته للكاتبة رحمة سيد الفصل السادس

لا يعلم يهدء دقاته الثائرة ويُهلل أم يلوم عقله الذي اصبح الشك جزءً اساسيًا منه يجعله يشك بمن حوله وكانه واجب!
وكأنه لم يستوعب فهمس ببلاهة:
فعلاً؟
اومأ الطبيب مؤكدًا وهو يشرح له بإيجاز:
ايوة، لأن العقل لو كان سليم كنا هنقول بتكذب، إنما الأشعة اثبتت كلامها
ابتسم سليم بهدوء ليقول بعدها بأمتنان:
متشكرين يا دكتور تعبناك معانا
هز رأسه نافيًا:
لا ابدًا يا سليم، ده واجبي ك طبيب العيلة الكريمة.

وسأله مرة اخرى بنرة جادة لا تقبل النقاش:
عاوز الأشعة يا دكتور لو سمحت
عقد الطبيب حاجبيه، لا يفهم هل وصله شكه لمن بينهم سنوات - عِشرة -
هل كبر شكه ليقضي على سنوات من الثقة بناها والده!
وسأله ببعضًا من الضيق:
حضرتك مش واثق في كلامي ولا أية يا استاذ سليم
هز رأسه نافيًا ومن ثم نطق مبررًا:
لا لسمح الله، أنا بس عاوزها عشان حاجة تاني خاصة، وكدة كدة يعني كنت هاخدها ده شيئ طبيعي
اومأ مغمغمًا بجدية:
تمام.

نهض ليجلب له - الأشعة - وخرج، لتقترب جميلة من سليم قائلة بنبرة ذات مغزى:
إية يا سليم ماطلعتش كدابة وطلعت فعلاً مجرد بنت مش لاقية شغل يعني؟
اومأ ليقول بامتعاض:
منا عرفت خلاص يا خالة وصدقت
ابتسمت لتقترب منه تشده من اذنه متابعة بلوم خفي:
قولتلك دي مش من اعدائك، إلا أنك كنت مصمم وكانك شوفتها عملت حاجة ماتصحش
زم شفتيه بضيق كالأطفال ليرد:
كان لازم اتأكد بردو يا خالة
سألته مرة اخرى:
واتأكدت؟
اومأ بارتياح:.

أكييييييد
ربتت على كتفه قائلة بحنان:
طب الحمدلله، يارب بقا وسواس الشك ده يسيبك شوية
غمغم ببعض الضيق الحقيقي:
إن شاء الله يا خالة جميلة
بينما سيلا كانت في عالم اخر..
عالم تتخبط فيه بصدمة!
كيف حدث ذلك! كيف اخبره الطبيب بالكذب!
كيف رمم حبال أمالها الضعيفة لتصبح قوية من جديد؟!
كيف ظهر من العدم من يجذبها من جوف الظلمات!
لا تعلم، لا تعلم ابدًا ولكن لا يهم...
ما يهم الان انها اصبحت بامان!

وكأن القلق فر هاربًا من بين جنبات عقلها ليصبح الأرتياح مكانه..
عادا طيفًا صغيرًا قلق حول كيفية حدوث ذلك!؟
نظرت لسليم لتقول بانتصار:
شوفت إنك كنت ظالمني بس
فاجئها بقوله الحاد:
إخرسي، هتهزري معايا ولا اية ماتنسيش نفسك!
ودوامة من الألم عصفت بها لتذكرها بعدم التدخل بشؤون ذاك الصقر الجارح احيانًا!
سليم
همست بها خالته ليقاطعها مشيرًا بيده بجدية هادئة ولكنها لا تخلو من الحدة:.

لو سمحتي يا خالة سيبيني، دي مجرد خدامة انا مش فاهم إنتِ لية متعاطفة معاها زيادة عن اللزوم؟!
سليم انت من امتى بتجرح في الناس كدة؟
سألته بصوت منخفض مصدوم بالفعل من تصرفاته التي اصبحت غريبة مؤخرًا!
ليجيب بصوته الرخيم:
من بدري يا خالة بس يمكن إنتِ اللي مكنتيش واخدة بالك
خلاص يا سليم بيه أنا اسفة
قالتها سيلا التي كانت تنظر لهم بألم حقيقي احتل نظراتها، خادمة!

كيف وهي سيلاااا، سيلا صاحبة الشأن العالي، الغالية...
آآه كم اشتاقت لجدها الحبيب، أشتياق غُلف بالألم الشديد!
والطريق للعودة لأهلها امامها بالرغم من انه اصبح قصير إلا انها من زواية الحزن والالم التي تعمقتها تراه طويلاً وجدًا!
صمتت خالته وصمتت هي..
كيف لا تصمت والصمت هو وسيلتها الوحيدة..
الصمت الذي يأسرها دائمًا خلف طياته العميقة!

تقدم الطبيب بالأشعة واخذها منه سليم لينهض متجها للخارج دون كلمة اخرى تتبعه خالته التي تعجبت من عودته لكلامه الذي لا يكف عن قطر سمًا مميتًا!

وصل مجدي إلى شقته الأخرى الذي استأجرها مؤخرًا..
لزوجته التي تُعد اهم عقبة في حياة رقية !
رقية التي تركها وركض لتلك العروس التي من المفترض انها ليلة عرسها!
تركها تغلي الدماء بين اوردتها، تتلون باللون الأحمر من شدة الغضب، وكأن ذاك اللون يزداد كلما زاد الغضب
درجات الغضب التي وصلت لها لا تُحصى ولا تعد!
وفتح الباب ليجد بدور تجلس على الأرضية ويدها تنزف الدماء وهي تكتمها بقطعة قطنية بيضاء!

ركض لها ليسألها مسرعًا:
اية اللي حصل يا بدور؟
نظرت له بعينان - كانت - من اللون العسلي، واصبحت حمراء من البكاء!
لتقول بشهقات متقطعة:
إيدي، إيدي وجعاني اوي والازاز دخل فيها يا مجدي
سألها مرة اخرى بتوتر:
طب إزاي!
اجابت بحزن:
كنت آآ كنت بأحضر اكل، والطبق الازاز وقع من فوق على إيدي
لا يعرف ماذا يفعل!
يتأفف لكونها جلبته لإصابة غير خطيرة..
ام يركض ليداوي يدها التي دخل فيها الزجاج!

ومابين تلك الحيرة التي لا تناسب ما يحدث إطلاقًا صرخت فيه هي بحدة:
اعمل حاجة بقولك الازاز دخل في إيدي
نهض مسرعًا ليجلب لها الأسعافات الأولية، وبعد قليل كان قد انتهى من مداواة جرحها...
بينما هي كانت تتفحصه..
مجدي علوان..
الزوج الذي لطالما تمنته، بعيوبه قبل مميزاته، بتتشتاته وعصبيته وعلاقته بزوجته التي رأت فيها سلاسل تقيدهم ببعضهم!
وحتمًا ستفصلهم بمطرقة - الغيرة -.

لا يهم السبب، ولا يهم ذاك العشق الذي يتلاحم بينهم مع الوقت اكثر!
أنتبه لنظراتها ليسألها ببلاهة:
مالك؟
رفعت كتفها العاري الذي لم ينتبه له إلا الان لتجيب:
مليش، منا كويسة جدًا اهوو
اومأ وهو ينهض متجهًا للغرفة التي خصصها له وقال:
انا داخل ارتاح شوية يا بدور
هتفت بسرعة:
طب استنى
بالطبع لن تتركه، بعدما حالفها الحظ واستجاب نداءها ليأتي تتركه؟!

لا والله لن تفعل، سحر عيناه الذي يجذبها كالمغناطيس اساسًا لن يجعلها تتركه!
كاد يغلق الباب إلا انها منعته ثم دلفت واغلقت الباب..
عارضت احدى قوانين الطبيعة واصبحت الفريسة هي من تعرض نفسها على صائدها!؟
نظر لها قاطبًا جبينه بضيق وسألها:
في اية يا بدور.

اقتربت منه ببطئ، وقدماها يتلمسان وهي تسير مترنجة - عن قصد - وكأنها سخرت سيرتها الدلالية لتجذبه هي مرة! وكأنها عارضة ازياء، وأنتبه ل - قميص نومها - الذي ترتديه!
لم ينتبه وكأنه لم يراه، ولكن الان اجبرته عيناه ك رجل للتحديق بتلك الفاتنة التي تعرض نفسها عليه بوضوح!
اصبح امامه متلاصقة به، لتشعره بسخونة جسدها وهمست:
إنت اللي في اية كأنك مش طايقني
هز رأسه نافيًا ومن ثم اجاب ؛.

لا ابدًا كل المشكلة أني تعبان شوية من الشغل وكدة
وضعت اصابعها تحسس على جبينه لتتابع همسها الذي اصبح مثير:
أنا هريحك بطريقتي الخاصة، هتنسي كل همومك
هز رأسه نافيًا ببعضًا من التوتر لهذا القرب الذي يعلم سببه الخفي:
لا انا هنام شوية وهبقى كويس
وقررت أستخدام - الوسيلة الوحيدة - ونقطة الضعف لصالحها..
لتهتف بعدها بدلال يشوبه بعض الحزن:
مجدي النهاردة ليلة فرحنا، وأنت عايز تنام وتسيبني؟

تنهد بضيق وقد أيقن أن لا مفر!
وكاد يكمل:
لا مش كدة بس انا تعبان شوية وآآ
وكانت هي الأسرع بقبلة دامية تكن هي فيها الطرف الراغب!
وكرجل كان الاغراء اول من يراه منها أستسلم لاغوائها!
ومد يده يحيط بخصرها ويبادلها قبلاتها ليحملها ويلقيها على الفراش، ليدلف معها الي عالم، الرغبة فقط!
ما به من عشق او حنان!

في منزل الصقر تحديدًا بجوار المطبخ، جزءً خالي من المنزل، وقف إحدى الرجال، يرتدي الملابس المعتادة لأهل الصعيد جلباب من اللون الرمادي، وعمامة بيضاء، ظل يلتفت حوله يتأكد من عدم مراقبة أي شخص له، ثم اخرج الهاتف الصغير ليجيب على الاتصال:
الووو يا باشا
ايوة يا زفت مابتردش على التليفون لية؟
معلش يا باشا ماعارفشي أتكلم كَتير اليومين دول
ماشي المهم أية الاخبار
مراجبها يا باشا زي ما حضرتك امرتني.

وبلغت بوليس او لاحظت انها بتتكلم ف التليفون مع حد او اي حاجة
لاه يا باشا، انا عيني مابتترفعش من عليها 24 ساعة كأني ظلها
مش عايز تقصير يا حسنين الموضوع ده فيه قطع رقاب، لو البت دي حد عرف انها كانت مخطوفة اهلها لو رجعتلهم هيودونا لحبل المشنقة
متجلجشي يا باشا، ماهتخرجشي ولت هتتكلم مع حد الا وانا عارف
وياريت ماتجتمعش مع الصقر كتير
رغم انها صعبة بس حااضر يا باشا هحاول أنت تجمر وكله بحسابه.

طيب لو في حاجة بلغني
اوامرك
سلام
سلام يا باشا.

أغلق الهاتف وهو ينظر حوله مرة اخرى، وضع الهاتف في جيب جلبابه مرة اخرى، ليتنهد قبل ان يمط شفتاه هامسًا بضيق:
كم هي بت هبلة، جاعدة چمب أجرب الناس ليها وماعرفاش تعمل إية!

منزل كبير، غرف واسعة به، واثاثه حديث يدل على فخامته...
كان يقف هو على السلم يرتدي ملابسه المهندمة والتي كانت عبارة عن بنطال جينز وتيشرت من اللون الأخضر يتناسب مع بشرته القمحية..
بين اصابعه السمراء السيجار، وأمامه هي مُلقاة على الأرض، شعرها الأسود مشعث حول وجهها الأبيض بعشوائية..
نظرت له بعيناها الخضراء الممتلئة بالدموع لتقول برجاء حار:
حرام عليك يا حازم، حرام عليك هروح فين
اجابها ببرود ثلجي:.

معرفش اتصرفي بقا يا نادين، انا حذرتك إنك تبلغي شرطة او تعملي حاجة وإنتِ ماسمعتيش الكلام
هزت رأسها نافية لتتشدق باستنكار:
حرام عليك عايزني أسكت عن حقي في ورث اهلي وتاخد أنت كل حاجة!
اومأ ليجيب بهدوء مستفز:
ايوة لان انا اللي هعرف احافظ على الفلوس دي مش إنتِ
نهضت لتركض له وهي تهمس بصوت مبحوح:
طيب سيبني أقعد وأوعدك هتنازل عن القضية وهسكت خالص
قال نافيًا:.

لأ، قولتِ كدة قبل كدة ومعملتيش كدة، وأنا مش فاضي لوجع الدماغ ده
ثم دفعها بيده لتسقط ارضًا متأوهه بألم يسكن روحها التي كادت تنكسر قبل جسدها، ليكمل بخبث دفين:
لكن كدة، هيفتكروكِ موتي وتبقى كل حاجة ليا رسمي!
حاولت إقناعه بحزن حقيقي:
دي وصية بابا يا حازم؟ طب لو مش عشان بابا عشان ربنا
رمقها بنظرات قاسية وعيناه السوداء تحتد، تناسقًا مع ملامحه الحادة قبل أن يزمجر فيها بغضب:.

وإنتِ معرفتيش ربنا لما روحتي تبلغي وتشحطتي اخوكِ في الأقسام
صرخت فيه بعدم تصديق:
بس متقولش أخوكِ، أنت إستحالة تكون أخويا، أنت مش بني ادم أنت شيطان اكيد شيطااان!
صفق بيده ليستطرد بعدها بابتسامة مستفزة:
أيوة شيطان عاجبك ولا لا؟
وإن كان للشيطان خليفة في الدنيا
فإنه هو خلفيته، وبالطبع الشيطان لا يعرف للرحمة معنًا!
ولكن هي، هي التي ستموت قهرًا، تبحث عن خيطًا واحدًا للرحمة من بين فروع قسوته وجحوده اللانهائي.

خيطًا نابع من طفولتهم سويًا..
وصية أبواه الراحلين، رحمة نابعة من حنانه الفطري تجاه اخته
ولكن، لم تجد، وجدت فقط ينابيع من الجشع وحب المال يتدفقا من عيناه القاسية!
وقالت بهمس يائس:
انا حتى معرفش حد في الأقصر يا حازم
اومأ مؤكدًا ببرود:
وهو ده المطلوب، إنك تكوني هناك ومحدش يعرفك عشان محدش يعرف إنك لسة عايشة
توسلته لأخر مرة:
طيب اديني اي فلوس وحاجتي وانا همشي ومش هاوريك وشي تاني.

مط شفتاه ليجيبها ساخرًا بما صدمها فعليًا:
إذا كان انا مش هاديكِ بطاقتك الشخصية يبقى هديكِ فلوس!؟ اكيد لا
وجحظت عيناها بعدم تصديق، لتهمس بعدها ببلاهة اضحكته:
أنت بتقول اية، أنت مجنووون!
ضحك ليردف مستفزًا:
ايوة للأسف مجنون بالفلوس
ولم يعطيها الفرصة لتستمر بالحديث فصفق بيده ليأتي رجلان مفتولي العضلات، فأشار لنادين وقال:
أنتم عارفين طبعًا هتودوها فين؟
اومأ بتأكيد لتصرخ هي بهلع عندما سمعت كلمته الآمره:.

طب يلا امشوا!
ظلت تصرخ:
لااااااا حرام عليكم سيبوني، بابااااااااا لااااااا
وذهبوا بها، لتواجه باقي جرعة عذابها والتي كانت سببًا أخر لما هي به..
وكأن القدر يختبر قدرتها التي نفذت على الأحتمال!
استيقظت نادين من نومتها القصيرة لتصرخ بفزع حقيقي:
لاااااااا سيبوني
إرتعد ياسين الذي كان يجلس بجوارها منتظرًا استيقاظها..
يراقبها بعيناه التي كانت كالمرصاد عليها، تتلهف لشيئً خفي لا يفهمه!

امسك بيدها يحاول تهدئتها وهو يهمس:
إهدي يا نادين ده مجرد كابوس إهدي
ظلت تردد بهذيان:
شيطان، شيطااان كلكم شياطين
ولم يجد حلاً لتهدأتها سوى احتضانه الحنون، وملجأها الوحيد الذي اصبحت لا تهدأ، إلا بينه!

استأذن سليم من خالته لتذهب هي الي المنزل مع السائق
واخذ هو سيلا بسيارته الخاصة، انطلق بها الي مكان ما!
كانت تجلس بجواره، تنظر له كل ثانية، السؤال الوحيد على حافة لسانها
إحنا رايحين فين؟
ولكن، نظراته الحادة المصوبة نحوها كانت دائمًا الحاجز القوي لتصمت!
واخيرًا نطقت عندما نظر امامه:
ممكن افهم انت واخدني على فين؟
نظر لها بحدة لتلعن لسانها الذي تفوه الان في خلدها..

ولكن حاولت استجماع شجاعتها وهي تهمس ساخرة:
ده انا لو شتمتك مش هتعمل كدة
صاح فيها بحدة مماثلة لنظرات عيناه:
تعرفي تخرسي ولا لا؟
لم تعرف من أين اخترقتها القوة لتعارض كلام الصقر!
كلامه الذي كان دائمًا كالخط الحديدي المستقيم، إن انحرف عنه اي شخص دمره بأشواكه!
فقالت له بعند افتقده لفترة تطيع فيها الأوامر فقط:
لا مبعرفش، أنت مجرجرني من إيدي زي العيلة الصغيرة معاك ومقولتليش إحنا رايحين فين وكمان عايزني اسكت!؟

لم يرد عليها ظل يقود وهو يضغط على المقود علها يكبت غيظه لفترة اطول..
فتابعت هي بغيظ:
لأ وكمان أنت اللي مابتردش عليا، اللي يشوفك يقول إنك تقلان عليا وانا بتحايل عليك تكلمني، كل الموضوع إني عاوزة اعرف احنا فين بس لكن أنت لازم تطنشني زي الكلبة كدة، اه ماهو طبعك ولا هتشريه
اوقف السيارة فجأة لتصدر صريرًا عاليًا، وصرخ فيها وهو يضع يده الخشنة على شفتاها الناعمة:
بسسس، إنتِ اية يخربيتك راديو وإتفتح!؟

كانت تنظر له مذهولة وعيناها متسعة على اخرها، شفتاها ترتجف أسفل يده، وزواية من بين نظرات عيناها تترجاه أن يبتعد، هي تكره أي اقتراب!
لاحظ يده علي شفتاها، للحظة خيل له شيطانه إن كانت شفتاه هي من تطبق على شفتاها!
يتذوقهما مثلما أراد!
لا لا ما هذه الحماقة!
قال هكذا في خلده قبل أن يفيق من شره على صوتها الهامس ببلاهة:
أنت مجنون؟!
اجابها بجدية شابتها الحدة:.

أنا بردو اللي مجنون، ثم أنك أزاي تقولي كدة، قولتلك قبل كدة ماتنسيش مقامك واعرفي إنتِ بتتكلمي مع مين!
هذه المرة لم تصمت بالرغم من الألم الذي احتل كيانها، بل صرخت فيه باهتياج:.

حرام عليك، حراااام عليك بجد انا مش فاهمة انا عملتلك اية، كل ما اتكلم اسمع منك إهانة، او تهزيق او مش بعيد حتى شتيمة، هو انا مرات ابوك، ولا انت دي طبيعتك وكلامك على طول دبش كدة بترميه في وش اي حد، حرام عليك محدش حاسس بيا، أنا مخنوقة اوي، تعبانة اوي وحاسه اني هموت من كتر الضغط، كل شوية ماتنسيش نفسك ماتنسيش نفسك، أنا مش فقيييييرة انا زيي زييك ويمكن أحسن منك.

بدءت تبكِ بحدة، نحيب كانت تحاول كتمه منذ قدومها، ولكن ذاك الحاجز إنهار فعليًا، قدرتها على الأحتمال أنعدمت! وصمت برهه واكملت ما قذفته به:
صدق اللي سماك الصقر، فعلاً اسم على مسمى، وانا معرفش إية اللي وقعني في طريق الصقر ده!
سمعت همسه بنبرة غير مفهومة لها:
القدر!
وفجأة اتسعت حدقتا عيناه وهو يرى..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة