قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شريط لاصق الجزء الثاني للكاتبة يارا رشدي الفصل العاشر

رواية شريط لاصق الجزء الثاني للكاتبة يارا رشدي الفصل العاشر

رواية شريط لاصق الجزء الثاني للكاتبة يارا رشدي الفصل العاشر

تقلبت في فراشها وهي تفتح عينيها لتجد هادي يقف بجانب الفراش علي المصليه ويقوم بالسجود..
لاول مره تري امامها احد يصلي حتي ثائر لم تراه من قبل يصلي، كانت هي تصلي في حصه الدين عندما كانت في الخامسه من عمرها ولكنها لا تذكر خطوات الوضوء والصلاه ايضآ
اعتدلت من فراش وظلت تنظر اليه وتتابعه بعينيها الي ان انتهي..
هتف هادي باستغراب:
مالك؟
حركت راسها بالنفي وهي تقول:
مفيش حاجه عادي.

انا مش هسالك هحصل ايه امبارح بينك وبين ثائر ولا حتي حابب اعرف كل الي يهمني انك تكملي جلسات العلاج بتاعتك عشان نقدر نعيش حياتنا سوا
اجابته هي بانفعال:
انا مش مجنونه يا هادي لو مصمم اني مجنونه يبقي خلاص طلقني مش ناقصه هي
براحتك يا دنيا
ولا يدري لما اصبحث عصبيه لهذه الدرجه منذ اخر مقابله بينها وبين ثائر!

نازله كليه نهارده يا جميل انا هناك علي كده
قالها رامز وهو يحدث مياده في الهاتف
يا ابني ما قولتلك انا مش بنزل كليه غير علي الفاينل والميدترم بس
ليقول هو:
طيب انا اشوفك ازاي بقي دلوقتي؟
وتشوفني ليه؟
ممكن عشان وحشتيني مثلا!
اجابته مياده بسخريه واضحه:
لا يا راجل عارفني من يوم ووحشتك! طبيعي الي انت بتقوله ده
ماشي يا ستي كتر خيرك اعتبريني مقولتش حاجه سلام
لتقول هي ببساطه:
سلام.

وانهت المكالمه علي الفور نظر رامز لشاشه هاتفه ثم قال ;
اتقلي يا مياده براحتك بردو هتوقعي تحت ايدي الصبر حلو
رامز اخيرآ لقيتك
قالتها زهوه وهي تجلس امامه علي الطاوله ليقول هو بزهق ;
عايزه ايه؟! متوصلهاش افركش ام خطوبه دي
بالله عليك ما تهددني كل شويه كده وحياه اغلي حاجه عندك
بلاش اسلوب الشحاته بتاعك ده احنا مش قاعدين في الحاره بتاعه بيتكم وهاتي من الاخر عايزه ايه
هتفت هي بضيق من كلماته تلك:
ربنا يسامحك.

رفع يديه الي اعلي وهو يقول ;
امين يارب
ثم تابع وهو ينهض من مكانه:
انا مش عايز وجع دماغ منك ولا عايز اسمع صوتك واشوف وشك لحد يوم الفرح فاهمه
ورحل تاركآ اياها لم يستمع حتي لما تريد ان تخبره به..
اخفت وجهها بين يديه بتعب واضح..

توقف بسيارته امام فيلا صبري فدنيا بالامس كشفت كل شئ خطط له ولكن ثائر لم يتركها بحالها هكذا سيزور عمه ويعود الي اسكندريه مره اخري يلاحق دنيا..
يثق تمامآ انه نقطه ضعفها ويستطيع السيطره عليها...
ثائر اخيرآ جيت شوفت الي حصل لعمك ومراته
قالها جاره الذي يسكن في الفيلا المقابله
حصل ايه؟!

من كام شهر البوليس جه فتش الفيلا وطلعوا منها ستات ورجاله مع بعض بالهبل واكتشفوا ان عمك ومراته قالبين الفيلا دعاره وبعد شهر سمعنا ان عمك مات في سجن!

وفي المساء
فتح هادي الباب للطارق ليجده حاتم ويحمل علي يدبه علبه من الكارتون مغلفه
حاتم!
قالها هادي باستغراب دلف حاتم الي الشقه وهو يصافح رفيقه بحب هاتفآ:
مبروك يا عريس
انت جاي ليه!
فهم حاتم ما يدور بداخل هادي ليقول:
علي فكره انا مش هبص لمرات صحبي يعني انا جتلك عشان اباركلك احنا صحاب بردو وعشره ولا ايه
اشار له هادي بالجلوس ثم قال:
مش قصدي كده بس
قاطعه حاتم وهو يقول:.

فاهم قصدك بس صدقني انا طلعت دنيا من دماغي يوم خطوبتكم لانك بقت تخصك وهي دلوقتي بنسبالي مش اكتر من مرات صحبي واخويا
ابتسم هادي له ثم قال وهو ينظر الي تلك العلبه الموضوغه علي طاوله:
كلفت نفسك ليه انت مش جاي بيت غريب
وفي احدي الغرف كانت دنيا تقف بجانب الباب وتستمع الي كل هذا...
وبرغم كلماته تلك مع هادي الي انها مازلت تكره حاتم بشده...

وينتظر اتصالها يثق تمامآ انها من المفترض ان تقوم بالاتصال به حتي تعتذر له مثلما يحدث دومآ مع الفتيات ولكنها لم تتصل..
ماذا الان يا مياده؟! كيف فتاه تخلف قاعده رامز!
هتف رامز لنفسه:
يمكن لان مده قليله الي اتكمنا فيها كام يوم ملحقتش تتعلق بيا؟ بس لا اي واحده بتعلق بيا من ساعه كلام
ولكنه حسم امره وقرر الاتصال بها...
وعندما اجابته هتف هو:
لا زعلان منك بجد يا مياده حتي مفكرتيش تتصلي تصالحيني.

اصالحك علي ايه؟!
تنهد وهو يقول:
يعني صبح اقولك وحشتيني وعايز اشوفك تردي عليا بطريقه دي؟
رامز انا مش بتاعه محن وكلام سهوكه من ده عايز نبقي صحاب انا معنديش مانع بس اعدل كلامك معايا وفكك من شغل المحن ده
حاضر يا مياده مش هقولك اي كلام من ده تاني اي حاجه هكتمها في قلبي
والله انت حر تكتمها في قلبك تولع فيها دي حاجه ترجعلك.

ومن الواضح ان مياده هذه مختلفه عن جميع الانواع التي تعرف عليهم نوع جديد عليه وبعد كلماتها تلك فمياده اصبحت في عقل رامز ولم تخرج الي ان يصل لما يريده...

وبعد ان رحل حاتم تحدث هادي مع دنيا وهو يقول:
مطلعتيش ليه تسلمي علي حاتم
مش بطيقه ومتخلهوش يجي البيت ده تاني
الراجل كان جاي يبارك يا دنيا
تجاهلت دنيا حديثه هذا ثم قالت ;
انا عايزه تجبلي عربيه وتعلمني السواقه وتعرفني كل الشوارع بتاعه اسكندريه عشان احفظها وانزل واتحرك لوحدي وعايزه كمان اخد ثانويه عامه وادخل كليه ويبقي معايا شهاده
تفاجي من طلباتها تلك فهتف هو:.

طيب واحده واحده مش كله كده مره واحده نبدا الاول بثانويه عامه واعرفك الاماكن في اسكندريه عشان تعرفي تتحركي لوحدك ونشوف الباقي بعدين
ومات راسها بالايجاب ثم قالت بتوتر:
وفي حاجه تانيه
قولي
متقربش مني دلوقتي ولا الفتره دي انا عارفه انه حقك وكلام ده بس انا مش عايزه كده سيبني وقت لحد ما انا ابقي مستعده ومبقاش متخيلاك صبري
تنهد هادي وهو يقول:.

انا فاهم وعارف كل ده ومن غير ما تقولي انا كنت هعمل كده، بس الافضل تروحي لدكتور هيساعدك اكتر يا دنيا بلاش تعاندي
شوفلي دكتوره تكون كويسه مش عايزه دكتور
واخيرآ تخلت عن عنادها ووافقت علي العلاج النفسي...

ويوم حفل زفاف رامز وزهوه..
وفي المركز التجميل تحديدآ..
هتفت زهوه وهي تنظر الي انعاكس صورتها في المرآه:
ينفع تكويلي شعري يبقي مفرود بس يفضل لاخر اليوم مش اول ما يشم الهواء يتعقد تاني
اجابتها مصففه الشعر:
ممكن اعملك كيراتين يقعد معاكي فتره ويفضل شعرك مفرود
حلو ده اعمليلي منه وعايزه لينسيز يكون نوعها حلو متتعبش عيني
شعرك هيكلف 4500 جنيه كيراتين..

مش مشكله الفلوس عادي بس يكون فعلا هيخلي شعري مفرود وميبقاش متعقد كده
لا اكيد متقلقيش خالص.

تقف في مطبخ تحاول فعل اي طعام حتي يتناوله هادي عندما يعود لو كان معها هاتفها لكانت بحثت عن طريقه اكثر من طعام علي شبكه الانترنت ولكن هاتفها هادي حطمه من قبل حاولت معه اكثر من مره ان يشتري لها هاتف ولكنه رفض وتعلم سبب رفضه يخشي ان تحادث ثائر مره اخري...
خساره البصل الي حرقتيه ده طفي يا فالحه علي الحله
نظرت الي الاناء الموضوع علي نار ثم قالت:.

دي هي دقيقه الي سرحت فيها حالا البصل اتحرق امال كان مستنياني اسرح عشان تتحرق!
ضحك هادي وهو يقول:
قولتلك سيبك من شغل الطبخ ده مش كارك يا بنتي والله مالر الدليفري الي بجيبه كل يوم وانا جاي زي الفل
بس انا عايزه اطبخ واخبط في الحلل هاتلي موبيل وانا هدخل علي نت واتعلم وبعدين انا زهقت من الفراخ المشويه الي مبناكلش غيرها دي
هتف قبل ان يغادر من المطبخ:.

طفي علي البصل المحروق ده وهاتي اطباق ومعالق في ايدك انا جايب اكل معايا
طفئت المطباخ وهي تزفر بضيق...

يراقبها من بعيد دون تراه وما يحرق قلبه انه يراها دائما مع هشام هذا..
ومن الواضح انها سعيده، سعيده للغايه...
ابتسم وهو يري لمعه عينيها تلك مع هشام؟! تلك اللمعه التي كان دومآ يراها عندما تكون معه والان اصبح هشام يراها..
ادار مقبض سيارته وهو يحرك راسه باستنكار فمن الواضح ان غرام قامت بمحو من عقلها وهو يعذب نفسه بلا فائده...

تنتاول الطعام بضيق واضح علي ملامحها لاحظه هادي كلما تحدثوا عن شراء هاتف حدث خلاف بينهما هكذا
انتي محتاجه الموبيل في ايه؟ قولتلك الاكل انا هجيبه جاهز وانا جاي ركزي انتي في الكتب الي جبتهالك عشان لما تبدائي ثانويه عامه بعد كام شهر يبقي عندك فكره عن المنهج
هزت قدميها بغضب ثم قالت:
علي فكره انا لو عايزه اكلمه هتصرف واعرف اكلمه حتي وانا مش معايا موبيل
ضيق بين حاجبيه وهو يقول:
تكلمي مين؟

وهو يفهم من تقصد ولكنه لا يريد فتح سيرته بينهما لتقول دنيا:
ولا حاجه حلو الاكل ده مره جايه ابقي هات حاجه غير الفراخ الي بقالنا سنه بناكل فيها
مالها الفراخ ما حلوه اهي ومحمره كمان
قالها وهو يتناول قطعه منها ويضعها في فمه..
زهقت منها انت بتحب الفراخ اووي كده هاتها ليك وشوفلي انا اي اكل تاني
ابتسم قبل ان يردف:
لا انا بحبك انتي.

ها ايه رايك كده
هتفت زهوه بعدم تصديق:
حلو اووي اول مره اشرف شعري مفرود كده وناعم
قالت جملتها الاخيره وهي تمرر يديها علي شعرها
ابتسمت مصففه الشعر ثم قالت:
اعملك تسريحه الي اتفقنا عليها قبل كده ولا عايزه تسريحه تانيه
حركت زهوه راسها وهي تقول:
لا انا مش عايزه تسريحه اصلا سيبيه مفرود حطي طرحه الفستان من وراه كده
اومات المصففه راسها بالايجاب ثم قالت:
البسي الفستان دلوقتي عشان اعملك الميكب.

واليوم زفافه علي زهوه سوف يبقي معها بمكان واحد هو اخطئ ويجب دفاع ثمن ذلك الخطا...
ومياده الذي ما زال يحاول معها بكافه الطرق وهي تراه مجرد صديق لها فقط، ولكنه لم يمل وسيظل يكرر ما يفعله حتي تصبح مثلما يريد هو...

وفي المساء
خرجت غرام من صيدليه بعد انتهاء دوامها اتصل هشام بها واعتذر عن عدم امكانيته توصيلها اليوم...
اشارت الي سياره الاجره واستقلت في المقعد الخلفي ابلغته غرام بمكان الذي تريده ان يوصلها له وعينيه علي شاشه هاتفها تحرك سائق وتوقف في مكان ما وقال:
اتفضلي يا استاذه
نظرت غرام حولها وهي تقول:
مش ده العنوان الي قولتلك عليه
التفت اليها هاتفآ:
ايوه عارف انا جايبك هنا نصفي حسابنا مع بعض.

لمعت عينيها بالرعب وحاولت النزول من سياره الاجره ولكنه اوقفها وهو يجذبها من بيديها ويضع امامه السكينه:
لو اتحركتي سنتي واحد هشرحك يا عروسه
اصدرت صرخه هي ليقول:
اصرخي براحتك هنا محدش هيسمعك
خد الفلوس كلها الي في شنطه والموبيل اهو لو بعته هيجبلك فلوس كتير بس سيبني امشي
انت نسيتني ولا ايه؟ انا فتحي الي بلغتي عنه
متاسفه والله مخدتش بالي من شكل حضرتك بس انا مبلغتش عنك
قالتها بتوتر واضح ليقول هو بغضب.

خفي كدب يا مرا انتي وحقي مش هسيبه مش علي اخر الزمن فتحي تحبسه واحده زيك كنت مستني اخلص مدتي بفارغ الصبر عشان اخد حقي منك
قال جملته الاخيره وهو يمرر السكينه ناحيه وجهها الايمن ويغرسها بقوه...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة