رواية شريط لاصق الجزء الأول للكاتبة يارا رشدي الفصل الحادي والأربعون
طفح الكيل لم تتوقف علي الاتصال وارسال الرسائل ضغط علي زر الرد وهو يقول بانفعال:
انا مش قولتلك مترنيش عليا تاني انتي ايه مبتفهميش 500 رنه في ساعه ليه يا امي
هتفت هي بكاء:
رامز انا في مصيبه ونبي اسمعني بلاش تتخلي عني
كله كان بمزاجكك يا روحي مفيش حاجه حصلت غصب عنك
لتقول هي:
انت لو بكره مجتش تقابلني انا هفرج عليك جامعه كلها.
شوف بردو بتهدد تاني! علي فكره بقي ولا تقدري تعملي حاجه انتي جبانه يا زهوتي اصلا وجدعنه مني هاجي اقابلك عشان تطلعي من دماغي وتبطلي اتصالاتك دي نفس معادنا بتاع مره الي فاتت في شقه
قالها وانهي المكالمه دون ان ينتظر ردها..!
نظرت الي شاشه الهاتف وهي تقول:
انا ازاي كنت مخدوعه فيك كده يا رامز!
تقلبت في فراشها اكثر من مره تحاول النوم ولكنها لم تستطع حاتم دمر كل شئ خططت له هي..
نهضت من فراشها وخرجت من الغرفه باكملها...
علي الناحيه الاخري.
يجلس هادي امام احدي لوحاته يقوم برسمها توقف عن رسم اكثر من لوحه فكلما يبدا برسم تتحول الرسمه الي دنيا، تشغل تفكيره باكمله منذ ان تحدث مع حاتم في الهاتف الذي اخبره بكل شئ منذ بدايته ارتاح عقل هادي قليلا فثائر كان ينوي الزواج بها كما اخبره حاتم ولكنه تراجع عندما علم بما فعله عمه، دنيا ليست مذنبه فهي ضحيه لزوج والدتها...
وصل اليه صوت خطوات من الخارج نهض هو الاخر من مكانه وخرج من الغرفه ليجدها تسير في الممر
سهرانه ليه
قالها هادي وهو ينظر اليها
استدارت وهي تقول بتوتر:
مش عارفه انام
تصدقي ولا انا كمان الله يسامحه بقي حاتم طير النوم من عيني
صغط علي شفتيها بضيق وهي تزيح خصلات شعرها للخلف ليكمل هو:
طب وانتي دلوقتي ناويه تعملي ايه هتجوزي حاتم
هتفت هي بنفي:
لا كله الا حاتم مش هقدر اعيش معاه في مكان واحد.
يعني اي حد غير حاتم هتوافقي عادي؟
مش عايزه اتجوز حد ابدآ متكلمش معايا زي رامز مش عايزه قسيمه طلاق ولا غيره الشحص الوحيد الي انا كنت عايزاه هو ثائر بس رفض يتجوزني
وها هي تنطق اسم ثائر امامه مره اخري قال وهو يكتم غضبه:
لازم نفكر في حل يخلصك من مشكله الي انتي واقعه فيها دي.
مفيش حل تفتكر هلاقي حد غير حاتم بقبل يتجوزني ويبقي ليا بيت اكيد لا والي هياخدني هيجي وقت ويعايرني انه قبل علي نفسه يتجوز واحده زي حاتم عايز يتجوزني بس عشان عجباه وهو متعود الي الحاجه الي بتعجبه بياخدها..
انا عايز اتجوزك يا دنيا بس جواز بجد مش خطوبه fake زي ما اتفقنا
اااه وده بقي عشان انت تطلع النبيل الشهم الي هيستر علي بنت عمه ويتجوزها
قالتها بسخريه واضحه.
انا بحبك من قبل ما اشوفك او حتي اعرف انك بنت عمي موضوع غريب وانا مش عارف افسره بس انا شوفتك من غير ما اقابلك واعرفك
انت بتقول ايه؟!
ليجيبها هو:
شوفتك في احلامي من خمس سنين لحد ما ظهرتي في حياتنا رسمت ملامحك من غير ما اقابلك في الحقيقه
تراجعت هي للخلف وهي تري كل شئ مظلم امامها لمده ثواني معدوده وقلبها ينبض بقوه
هتف هادي مره اخري:
قولتي ايه
قالت هي بتوتر ونبره مرتعشه:.
انا مينفعش اتحب ظروفي غير اي حد محدش هيقبل علي نفسه يتجوز ويعيش مع واح
بترت عبارتها عندما اقترب منها هو ووضع انامله برقه علي شفيتها وهو يهتف:
ميهمنيش كل ده مفيش حاجه تهميني غيرك انتي هو مش الي حصلك ده كان غصب عنك؟!
حركت راسها بنعم ليقول هو:
يبقي ملكيش ذنب عشان احاسبك
تمنت ان تسمع تلك الكلمات من ثائر يخبرها انها ليست المذنبه ويتزوجها...
بكره اطلب ايدك من عمو؟!
قالها هادي بتساؤل.
هتعيش عمرك كله مع واحده زي انا؟
تنهد هادي وهو يقول:
ما انا قولتلك الي حصل انتي ملكيش ذنب فيه عشان احاسبك عليه
بس لو اتجوزنا تاخدني بعيد عن الفيلا دي انا مش عايزه اشوف حد منهم غير رامز
ابتسم هاتفآ:
حاضر قولي كل الي انتي عايزه وانا هنفذلهولك
لمست تلك الدبله التي في يديها هاتفه:
مش عايزه اقلع دبله بتاعه ثائر مش قصدي حاجه وحشه ليك بس عايزه اقلعها لما اكون انا حابه كده من جوايا.
هوافق علي طلب ده عشان خاطرك بس خلي بالك لازم تقلعيها قبل ما تبقي مراتي وعلي ذمتي
هزت راسها بالموافقه ثم قالت:
انا هروح انام تصبح علي خير
وانتي اهله..
رحلت دنيا اما هو كان يتابعها بعينيه وعلي شفتيه ابتسامه، برغم ان كل شئ امامه معقد ولكنه يآمل ان يتغير كل شئ يومآ ما وتخرج من عقلها ثائر هذا!
في اليوم التالي..
مر اكثر من ساعه وهي تقف امام الشقه تطرق بابها ولكن لا مجيب تقوم بالاتصال برامز لا يجيبها ايضآ
نظرت الي اسفل الدرج وجدته يصعد بهدوء تام تنهدت بارتياح اخيرآ قد وصل
واقفه من بدري شكلك معلش اتاخرت لاني مكنتش ناوي اجي اصلا بس علي اخر لحظه غيرت راي
هتفت زهوه بانفعال:
طب كويس انك تكرمت غيرت رايك وجيت تشوف الكلبه الي بقالها ساعتين واقفه قدام الشقه.
ليقول وهو يدير المفتاح في الباب ويقوم بفتحه:
اوباااا لا ده انتي عديتي بقيتي بتعرفي تهددي ولسانك كمان طوول اوي
دلفت معه الي داخل الشقه وهي تقول:
البركه فيك
اخلصي طيب عايزاني في ايه عشان بجد مش طايق اشوفك قدامي
اغمضت عينيها من كلماته تلك التي تحرق روحها كيف احبته ووثقت فيه الي هذه الدرجه؟!
انا حامل يا رامز وانت لازم تجوزني
نعم يا اختي؟! حامل ايه انتي هتستعبطي انا ملمستكيش غير مره واحده حالآ حصل حمل.
لتقول هي بصدق:
والله العظيم امبارح اكتشفت اني حامل لو مش مصدقني تعال معايا لدكتور اتاكد
ما يمكن مش مني عادي يعني تلاقيكي استحليتيها وجايه تلبسيني عيل مش تبعي
زعقت به هاتفه:
ما كفايه بقي الحقاره بتاعتك الي كل يوم بتظهر عن اليوم الي قبله انت لازم تجوزني قبل ما بطني تكبر
كان علي عيني والله انا مش بتجوز بنات رخيصه والله
قالها ببرود واضح
هتفت هي بانهيار:.
يعني ايه؟! انا اعمل ايه اتصرف ازاي بقولك حامل حامل يعني كلها كام شهر وبطني تكبر ويبان الحمل انت مستوعب ده انت المسئول عن كل ده
بصي يا شاطره انا مشربتكيش حاجه صفره وجبتك شقه انتي جيتي بمزاجك والي حصل بينا بردو كان بمزاجكك متحملنيش ذنبك بقي الي في بطنك ده تخلصي منه بهدوء كده ووشك الجميل ده مش عايز اشوفه تاني اوكي؟!
نظر اليها وهي تجثو ارضآ امامه وتلمس قدميه هاتفه بتوسل:.
ابوس رجلك اتجوزني ونبي يا رامز انا هتفضح بابا هيقتلني لو عرف حاجه زي كده انا غلطت ورخيصه فعلا زي ما انت بتقول اعمل معروف في واحده رخيصه دي اتجوزني حتي كام شهر وطلقني
انخفض لمستواها ورفعها من علي الارضيه وهو يقول:
بس يا زهوه متعمليش في نفسك كده قومي
ونبي يا رامز اتجوزني
قالتها وهي تحاول تقبيل يديه برجاء اوقفها هو عما تفعله هذا هاتفآ:.
خلاص يا زهوه خلاص هتجوزك فتره مؤقته وبعدها كل واحد يروح لحاله بس الي في بطنك ده لازم ينزل انا مش عايز حاجه تربطني بيكي بعد كده ولا الطفل الي هيجي ده يدفع تمن غلطتي ويتعذب طول حياته بسببي
انزله ازاي انا مقدرش اروح لدكتور لوحدي اعمل عمليه واصلا مش معايا فلوس لحاجه زي كده مفيش غير مصروفي الي باخده
اخرج من سترته بطاقة ائتمان الخاصه به ثم قال وهو يناولها اياها:.
الفيزا بتاعتي اهي شوفي العمليه تكلف كام واسحبي منها المبلغ الباسورد بتاعها اربع اصفار سهل اهو تقدري تحفظيه اما تروحي لدكتور لوحدك ازاي وتعملي عمليه دي مش مشكلتي اتصرفي
انا اخاف اروح اعمل عمليه زي كده لوحدي طب انت تعال معايا
اسف ميينفعش اجي بعد ما تخلضي من الي في بطنك ده اتصلي بيا بلغيني تاني يوم هاجي انا وبابا اتقدملك اظن كده عملت الي عليا وزياده كمان ولا ايه؟!
ضغط علي بطاقه الائتمان التي في يديها وهي تهتف:
اه الي عليك وزياده فعلا.