قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية شركة المنقذين المحدودة للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل السادس

رواية شركة المنقذين المحدودة للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل السادس

رواية شركة المنقذين المحدودة للكاتب عبد الرحمن أحمد الفصل السادس

- لن تذهب إلى العمل بعد اليوم
قالتها «يارمايار» ل «مراد» الذي عقد حاجبيه بحيرة قائلًا:
- أيوة لماذا؟
أشارت إلى القصر وقالت بهدوء:
- أولا اذهب إلى مفعوصة وأرسلها إلى غرفتي، سأُرسل أسمهان لكي تساعدها على ارتداء ملابسها الجديدة، هيا تحرك لا يوجد وقت
حرك رأسه بالإيجاب ورحل من أمامها بينما اتجهت هي إلى «أسمهان» ورددت بجدية:.

- اذهبي إلى غرفتي، مراد سيجلب مفعوصة إليكِ، ساعديها على ارتداء الملابس الجديدة التي أعدتها ميران
هزت رأسها بالإيجاب واستعدت للرحيل وهي تقول بجدية:
- حسنًا مولاتي.

على الجانب الآخر هز هو «نور» بهدوء وهو يقول:
- نور! مفعوصة؟ اصحي يابت أنتي جالك غيبوبة
تململت الطفلة في الفراش قبل أن تفتح عينيها بصعوبة وهي تقول بعدم رضا:
- اتركني يا مراد أنا أريد النوم الآن
رفع أحد حاجبيه بتعجب كبير وأردف:
- الملكة تتكلم عامي وأنتي تتكلمي فصحى، محدش بقى فاهم حاجة خالص في أم القصر ده، قومي يابت الملكة عاوزانا اخلصي.

بعد محاولات عديدة نهضت بالفعل وأرسلها إلى غرفة الملكة ثم انتظر بالخارج وبعد مرور نصف ساعة خرجت من الغرفة وكانت ترتدي فستان لامع وجميل للغاية كما أنها كانت تضع تاجًا على رأسها وشعرها ناعم للغاية ومنسدل فوق كتفها وظهرها، فتح فمه بصدمة مما شاهده واقترب منها وهو يقول بعدم تصديق:
- يخربيتك يا نور أنتي اتحولتي ولا ايه، ما شاء الله نضفتي وحطيتي تاج، الله يرحم
نظرت إليه بعدم رضا وقالت بصوتها الطفولي:.

- أنا نضفت عقبالك يا خالو
رفع أحد حاجبيه بصدمة قبل أن ينخفض بجسده قائلًا:
- عقبالي ايه يا بت أنتي حد قالك إني مش بستحمى ولا القمل محتل شعري؟ وربنا هشدلك شعرك اللي فرحانة بيه ده
رفعت يديها على الفور لتدافع نفسها قائلة:
- اقصد عقبال ما تحط تاج أنت كمان يا خالو مش تفهمني غلط بقى
ضيق نظراته لها وصمت لثوانٍ قبل أن يقول:
- ماشي يا مفعوصة هصدقك وهعمل نفسي من بنها، يلا بينا الملكة تحت مستنية.

أمسك بيدها وقبل أن يتحرك أوقفته «أسمهان» قائلة:
- يجب أن تستحم وتبدل ملابسك أيضًا، أرسلت الخادمة ملابسك الجديدة إلى الغرفة الخاصة بك
رفع أحد حاجبيه وأشار إلى نفسه بحيرة قائلًا:
- أنا؟
هزت رأسها بالإيجاب وأكدت له:
- نعم أنت، هيا لا يوجد وقت.

ترك «نور» لها واتجه إلى غرفته ونفذ ما أخبرته به «أسمهان» وما إن انتهى حتى نظر إلى نفسه في المرآة وتفاجئ بما أصبح عليه، كانت ملابسه ملكية حقًا حيث كان بنطاله أسود اللون وقميصه كان أبيض اللون وسترته كانت سوداء طويلة، ابتسم لنفسه في المرآة وقام بتثبيت خصلات شعره ووضع من العطر الذي وجده بجوار الملابس ثم ألقى نظرة أخيرة وهو يقول بابتسامة:
- عسل والله ياض يا مراد.

اتجه إلى الخارج ونزل الدرج ليجد «نور» بانتظاره وما إن رأته حتى قالت بإعجاب:
- أول مرة أعرف إن عندي خال مز
ضحك على ما قالته وفرد ذراعيه في الهواء وهو يقول:
- طول عمري يا بنتي بس خالك متواضع
اقترب منها وأمسك بيدها ثم اتجها إلى الخارج وبينما كانت «يارمايار» تجلس في انتظارهما وقعت نظراتها عليهما وهما يتوجهان ناحيتها فوقفت على الفور وقالت بابتسامة:
- ايه الجمال ده، هتتحسدوا كدا.

أسرع «مراد» وضحك وهو يقول:
- وربنا ما فيه حد هيتحسد غيرك، بتتكلمي عامي ولا أكنك مصرية زينا
ضحكت بصوت مرتفع ونظرت إلى «نور» قائلة:
- همتكِ معي مفعوصة أريد تعلم الكثير
هزت الصغيرة رأسها وقالت بابتسامة:
- خلصانة
رفعت أحد حاجبيها وقالت بحيرة:
- ماذا تقصدين بخلصانة؟ هل نفذ منكِ شيء!
أسرع «مراد» ووضح لها قائلًا:.

- لا هذا تعبير لدينا ويعني اشطا أو حسنًا كما تسمونها وأحيانًا لا تأتي وحدها بل تكون خلصانة ومعاها حصانة، خلصانة في بيتها ومعاها الهدايا بتاعتها، كدا يعني
ضحكت الملكة وقالت بسعادة:
- خلصانة
نظر هو إلى «نور» وردد مازحًا:
- الملكة دي مش هتاخد في ايدنا غلوة وهتبقى مولايد حواري شبرا.

ثم وجه بصره إليها وقال بتساؤل:
- لماذا لن أذهب إلى العمل بعد اليوم؟
رفعت إصبعها أمام وجهه ورددت بجدية:
- ستأتي أنت ومفعوصة معي إلى المملكة المجاورة اليوم وبعدها سأخبرك
رفع كتفيه وقال بقلة حيلة:
- ماشي، وهو كذلك
في تلك اللحظة هبطت الطائرة الهليكوبتر في حديقة القصر وقالت الملكة:
- هيا
رفع هو أحد حاجبيه وقال باعتراض شديد:.

- هيا ايه؟ لا انسوا طيارة نووو، المرة اللي فاتت عدت على خير، أنا أخاف الطائرات يا عالم
اقتربت منه ووضعت يدها على كتفه وهي تقول بابتسامة:
- لا تقلق أنت معي، سأكون معك في الطائرة
نظر إلى الطائرة ثم عاد ببصره إليها وقال بتردد:
- بصي هو أنا مرعوب بس طالما هبقى جنبك يبقى اشطا بس خلي السواق يسوق على مهله مش مستعجلين إحنا بدل ما نروح للسماء بدل المملكة
ضحكت بصوت مرتفع وقالت بهدوء:
- لا تقلق إنه ماهر، هيا بنا.

بالفعل استقلوا جميعًا الطائرة التي اتجهت بهم إلى المملكة المجاورة وكان في انتظارهم الملك «خاروف»، هبطت الطائرة ونزلت الملكة منها لتجد الملك أمامها فابتسمت له قائلة:
- شكرا لك على استقبالنا
رسم ابتسامة على وجهه وأشار بيده في الهواء قائلًا:
- مرحبًا بكِ في مملكتنا، تلك الزيارة أسعدتني كثيرًا.

خرج «مراد» من الطائرة ومعه «نور» ثم اتجها إلى الملكة التي كانت تتحدث مع الملك وما إن اقتربا حتى أشارت هي إليهم قائلة:
- مراد مساعدي الخاص وابنة شقيقته مفعوصة
ثم أشارت إلى الملك وتابعت:
- الملك خاروف
وضع «مراد» يده على فمه ومنع ضحكه قبل أن يمد يده قائلًا:
- أهلا ملك خروف
فرد الملك ذراعه وصافحه قائلًا:
- خاروف وليس خروف
ضحك «مراد» وقال على الفور:.

- ونبي ما هتفرق كلهم بيقولوا ماء
رفع الملك أحد حاجبيه وردد بعدم فهم:
- ماذا؟
أشارت الملكة إلى «مراد» ووضحت له قائلة:
- إنهما من عالم آخر غير عالمنا وتلك هي لغتهم، يقول لك أن اسمك جميل ومختلف
نظر الملك له وردد بابتسامة:
- شكرا لك
رسم ابتسامة مزيفة على وجهه وقال:
- العفو يا استاذ خروف.

استعد الملك للرحيل وردد بجدية:
- هيا سنكمل حديثنا في الداخل
وبالفعل توجهوا جميعًا إلى الداخل وجلسوا على سفرة الطعام التي كان يوجد عليها الكثير من أصناف الطعام، جلس الملك في مقدمة السفرة وأشار إليهم بالجلوس فجلسوا ليقول هو بجدية:
- أريد نفاذ هذا الطعام
ابتسمت الملكة وأسرعت لتقول:
- خلصانة
عبثت ملامح الملك وقال بتعجب:
- ماذا؟
ارتبكت الملكة وصححت لغتها على الفور:
- أقصد حسنًا، لا تقلق.

ضحك «مراد» ومال على «نور» ليهمس لها قائلًا:
- بتقوله خلصانة، فاكرة نفسها قاعدة مع زيزو النتن
ضحكت الصغيرة وهمست هي الأخرى بأذنه:
- عايزة أقولك إن الملك ده شبه سكار اللي قتل موفاسا
حاول «مراد» كتم ضحكه لكنه لم يستطيع وانفجر ضاحكًا مما جعل الملك ينظر إليه بحيرة وما إن انتهى حتى قال بتساؤل:
- ما الذي يُضحكك إلى هذا الحد؟ أضحكنا معك.

نظر إليه بإحراج وفكر في شيء يقوله لكن أسرعت الصغيرة وأنقذته قائلة:
- إنه مريض، عندما يجلس على سفرة الطعام ينفجر ضاحكًا
شعر الملك بالحرج لأنه قام بسؤاله عن سبب ضحكه وغير مجرى الحديث على الفور.

بعد انتهاء الطعام انتقلوا إلى غرفة الاجتماعات لكي يتحدثوا بما جائت الملكة لأجله وبالفعل تحدثت الملكة قائلة:
- نحن جئنا لنعزز شراكتنا، يجب على المملكتين الإتحاد سويًا
هنا ابتسم الملك ومال بيديه إلى الأمام ليستند على المنضدة الموضوعة أمامه وقال بجدية:
- تلك المبادرة جيدة للغاية، أنا معكِ في هذا الأمر لذلك سنعزز شراكتنا تلك بالزواج...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة