قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله فصل ما بعد النهاية الرابع

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله فصل ما بعد النهاية الرابع

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله فصل ما بعد النهاية الرابع

ضيقت سارة عيناها وصاحت
- جيت ازاي هنا؟
قبل كلا وجنتيها وهو ينظر الي ثورها الخاص بمكر ليرمقه الاخر بتأفف قبل ان يرد ببساطة
- جيت مع تيتا وجدو
انفتح الباب مرة اخري ليظهر والديها، كتمت شهقتها وهي تضع يدها علي ثغرها هامسة
- ماما
اقبلت سعاد تقبل جبين ابنتها هامسة بحنان
- حمدلله علي سلامتك يا حبيبتي.

انفجرت سارة باكية وهي تحتضنها بقوة تشم عبق رائحتها الحبيبة، رفعت عيناها ما إن رأت جبلها ينظر اليها بحنان جارف، همست بصوت خافت
- بابا
ربت علي وجنتها وهمس بصوت اثخن بعاطفة ابوية
- والله وبقيتي ام يا شعنونتي
انسلت من حضن والدتها لتسارع دفن وجهها في عنق والدها تبكي في صمت، مشاعر كثيرة تخالطت عليها وهي لا تصدق ان والديها سافرا ليروها...
استمعت الي تعليق يامن المرح.

- كويس ان فيه ولد علشان اعرف انا وهو نلعب كورة مع بعض
جففت دموعها بأناملها وقالت بمشاكسة
- النونة الصغيرة فين؟
تغضنت ملامح يامن للضيق
- مايعة زي بنت اختك
انفجرت ضاحكة بإستمتاع ثم غمزت بمكر
- شكلك كده مش ناوي تجيبها لبر يا يامن، اقعد اتبطر علي النعمة لحد لما تتقفل في وشك
شعرت بتملل خالد وهو ينهض من مجلسه، سألت مستفسرة
- الي اين ستذهب؟

دلك مؤخرة عنقه قبل ان يقترب منها وهو يدخل خصلاتها داخل الكيس الطبي ويلف الشال حول عنقها قائلا
- سأذهب للصلاة لقد تأخرت، واحرصي علي عدم ظهور شعرة منك او اي شيء من جلدك امام اي غريب
كتمت ضحكتها وهي تري بوادر غيرته مشتعلة في الإجواء، حينما انتهي من عمله العظيم همست اسمه بغنج وهي تلف ذارعيها حول عنقه
- خالد.

نظر بطرف عينه الي الجميع الذين صمتوا فجأة يتابعون تلك المسرحية الهزلية، بل ذلك الأزعر الصغير يكاد ينفجر ضاحكًا، سب ذلك الصغير قبل ان يصيح بحزم قائلاً
- نفذي ما قلته حتي ينتهي ذلك اليوم
طبعت قبلة ناعمة علي لحيته الخشنة ثم تمتمت بصوت ناعم يفعل به الأعاجيب
- حسنا حبيبي
سمع صوت حماه يقول وهو يستند علي عكازه قائلا
- سأذهب معك للصلاة، سأعود بعد قليل.

ألقي عبارته الاخيرة للجميع ليترك خالد يوجهه الي غرفة يستطيعا ان يصليا فيها، ما إن غادرا حتي التفتت الي يامن الذي قهقه بصوت مرح لتقول
- تعالي يا شقي قولي اخبار الاروبة معاك ايه
زفر يامن بحنق
- منكدة عيشتي كل شوية زن وعياط وقرف وتقعد تعمل علي نفسها وانا شايلها لأ كله كوم وهند لما تقولي تعالي نحميها
عبثت بخصلات شعره حينما اقترب منها لتقول
- بيني وبينك مضايق يا يويي
صمت للحظات قبل ان يقول بصراحة.

- لا، رغم انها بتعمل كل البلاوي دي لكن انا بحبها
ثم تغضنت ملامحه للاشمئزاز حينما تذكر اسم المدلل
- وبعدين متقوليش يويي دي تاني مش عيل صغير انا قدامك
- ولا فوق كده، انا وانت دافنينه سوا.

تسير الهوينا حتي اقتربت منه وهي تراه يلاعب الصغيرة والتي تضحك بإستمتاع بين ذراعيه، لن تنكر انه نموذج اب رائع
لكن لا تعلم تشعر ان زين يفعل ذلك قصدا، اقترابه من ليان المبالغ به حتي انها لوحظت ان ليان متعلقة به بطريقة غريبة عكسها هي، رفع بصره وابتسم قائلاً بهدوء
- هل سلمتي عليهم؟
هزت رأسها وهي تعلم انه السبب الذي جلبهم الي هنا، تمتمت
- نعم
غمغم بصوت اجش
- هيا لنرحل.

اومأت موافقة وقد سري بها التعب في انحاء جسدها لتهمس
- الي المنزل؟
هز راسه نافيه وقال
- كلا سنعود الي منزل الجدة
عبست متسائلة
- في ذلك الوقت؟!
- نعم
صعدت للسيارة بعد ان تركت زين يتعامل مع الصغيرة وصعد زين الي مقعد السائق وانطلق بسيارته شاقًا زحام لندن،.

لا تعلم اي وقت مر عليها، ولا متي سقطت مغشية عليها والنسيم القادم من النافذة كان العامل الاساسي لتسقط غافية وهي تستند برأسها علي المقعد، توقفت سيارة زين حينما وصل الي المنزل بعد ساعات من القيادة دون توقف،
أقبلت الخادمة نحوه ما إن استمعت الي زمور السيارة، اقترب زين يربت علي وجنتها بخفة قائلاً
- ليان، حبيبتي
خرج من السيارة حينما علم ان ليان تأكل الرز مع الملائكة، وقال للخادمة.

- خذي الانسة الصغيرة الي مضجعها
اومأت الخادمة موافقة وهي تأخذ الصغيرة الي الغرفة الملحقة لغرفة سيدها، فتح زين باب السيارة وفك حزام الامان ووضع ذراعه علي عنقها والاخري اسفل ركبتيها ليحملها علي ذراعيه وانطلق صوب المنزل، شعر بها تزداد قربا به وهي تنكمش حول ذراعيه ليهمس بعذاب
- لقد اصبحتي خفيفة الوزن لياني، يجب ان اغذيك جيدا.

ما إن وضعها علي الفراش حتي سارع بنزع حذائها وجواربها ثم حجابها والتفت الي الخزانة يبحث عن ثوب مريح للنوم، التقط بيجامة قطنية والتفت اليها ليجدها تحضن الوسادة، نزعها وهو ببساطة يفك ازار قميصها لتهمس بصوت ناعس
- زين اريد النوم
تافف وهو يراها غيرمساعدة له، صاح بحزم
- دعيني ابدل ملابسك وتوقفي عن التذمر.

زفرت بضجر وهي تنظر بعيون ناعسة الي يديه التي تبدل ملابسها لبيجامة بيتيه، ما ان انهي حتي سقطت في الفراش وهي تتلمس نعومة الوسادة، لف ذراعه حول خصرها الذي نحف وكم كره تلك الحمية الغذائية اللعينة، همس بصوت ناعم
- نامي هانئة قريرة العين يا عمري.

من رحمها جلبت له نورين
نجمان يلمعان بسطوع في سماءه الحالكة
سماءه التي ازدادت توهجًا بنجمين يتشاركوا مع نجمة قطبته الشمالية
مشاعره خانته وتساقطت دموعه علي وجنتيه
الله رحيم به
رحيم به جدًا وهو ما زال عبدًا حاملاً آثام ماضيه المخجلة
رحلته التي تأخر بالذهاب اليها، سيذهب بها بصحبة عائلته
هم يستحقون ذلك، وهو ايضا يستحق
تمتم بصوت خشن.

- لا اصدق انني اصبحت والد لطفلين، طفلين سأبذل قصاري جهدي كي لا يصبحوا مثلي، بل أفضل هما يستحقان ذلك
تمتمت بصوت هاديء وهي تمسح دموعه باناملها
- خالد
رفع عيناه نحوها وظل محدق بها ولطفليه لثوانٍ قبل ان يغمغم بصوت هاديء
- يجب ان يكونا في ايدي امينة سارة، اقلق عليهما هنا في بلاد الغرب التي تركت اثرا عميقا في داخلي، سيكونا علي تواصل بمسقط رأسهم.

مسدت ذراعه العضلي وهمست بصوت حاني وعيناها تفيضان بعاطفة امومية اجشة
- سنفعل حبيبي لا تقلق
ابتسم وهو يقبل كلا صغيريه والتف الي نجمته قائلاً
- اليوم كان حافل
ربتت علي المكان الفسيح في الفراش قائلة
- نعم، تبدو متعبا تعال
وبالفعل وضع صغيريه في مهدهما بعد ان شبع من النظر لملامحهما واسقط جسده المنهك علي المكان الفسيح في الفراش ليقول بصوت اجش
- كم اشتقت لاحضانك.

دفن وجهه في عنقها ورغم عنه نثر قبلات متفرقة ليجدها تكاد ان تنجرف نحوه قبل ان تهمس ساخرة
- لم امت يا احمق توقف عن هذيانك هذا
تنهد بإنهاك
- لولا انني مستنزف كنت روضت لسانك
تمتمت بمشاكسة
- لا تقدر لانك اخذتني هكذا
قبل فكها وقال متنهدًا
- مغرورة نجمتي
صاحت بغرور اكتسبته منه
- يحق لي
هز كتفيه قائلاً
- يليق بك
نظرت لصغيريها ثم اليه ليستفسر قائلاً
-ماذا سنسميهم؟
اتسعت ابتسامتها وهي تقول بحماس
- صخر و نسمة.

اختفت الابتسامة الرقيقة من وجهه ليحل محلها العبوس والتهكم ليقول
- صخر ماذا يا مجنونة لن اسمي طفلي اي شيء من الجماد
تغضنت ملامح سارة للعبوس ثم صاحت بحماس
- ما رأيك بفهد؟
انفجر صارخًا في وجهها
- ولا حيوان انسي يا مجنونة
تغاضت عن ثورته وهي تفكر للحظات قبل ان تقول
- ما رأيك ب رعد؟
هز رأسه وهو يكاد يعض نواجذه ندما علي ما قاله
- انتي مجنونة لن اتركك تختاري الاسماء ابدا
تخصرت قائلة.

- ماذا الفتيات تكون هائمة في تلك الاسامي الخشنة
شتم ببذائة أخدش حيائها وهو يقول
- تبا للروايات الوردية تلك
اقتربت تناغشه
- لقد خرجت من سطور روايتي
رد بواقعية أصدمتها
- سارة توقفي عن هذيانك لم اخرج من اي مكان بل انتي التي قدمتي لمنزل الجدة
مالت تلمس لحيته قائلة
- إنه اروع يوم الذي رايت فيه عيناك لودي، انهما كالسحر خالد، سأحتفظ بمقلتيك في علبة.

سارة أكثر إمرأة مربكة لعقله، في ثواني ترفعه لسابع سماء وثانية تنقلب به وتخسفه الي سابع أرض
غمغم بتهكم
- وكيف سأري يا ذكية؟
عمقت بعيناها الي تلك العينان الفيروزية لتهمس
- سأكون عيناك خالد، سأكون انا كل حواسك عزيزي
داعب خصلاتها قائلاً بصوت اجش
- اذا خذي كل ما تريدينه مني، لن اعترض ابدا
صمت للحظات قبل ان يقول بعرجفة تليق به
- سأسميه الولد آسر لأنه سيأسر قلوب الفتيات لانه يشبهني والفتاة حياة، حياة خالد.

هزت كتفيها قائلة
- حقا توقعت ان تسمي الفتاة سارة او نجمة
رد بجمود
- نجمتي مخصص لكِ فقط ولن اسمح لاحد ان يشاركني به وإن كانت صغيرتي
لم تشعر سوي انها مالت تقبل شفتيه سريعا ثم اندست في ذراعيه هامسة بنعاس
- حسنا يا ابا آسر ارغب في النوم الان
ربت علي رأسها وهو يراها في ثانية سقطت نائمة بعمق، تنهد بعمق وهو يفكر في مستقبل عائلته الصغيرة.

افاق من نومه حينما شعر بالبرد الساقع للجانب الذي بجواره، عبس وهو يفتح عيناه ليري الغرفة خالية من عبق ليانه، غمغم بخشونة
- ليان
نهض من الفراش وهو يبحث عنها ودق ناقوس الخطر حينما رآي غرفة صغيرته خالية ايضًا، تراجع للحظات ونظر للغرفة بشحوب مميت، أفعلتها ليان؟!، أخذت الصغيرة وغادرت، هل حتي الان ما زالت متذكرة ما حدث؟!
صاح صارخا بصوت جعل الخادمة تنهض فزعة من كرسيها لتري رب عملها
- لياااااااان.

نظر الي الخادمة وعيناه تقدحان شررا لترتعب الخادمة وكادت ان تغادر الا انه صاح بوحشية
- اين السيدة؟
تلعثمت قائلة
- لقد خرجت مع السيدة الصغيرة
زاد اللهيب في عيناه وما قالته بببساطة زاد لهيب النيران
- غادرت الي اين؟
هزت رأسها وقالت بصراحة
- لا اعلم سيدي
شتم بصوت حاد وخرج من الغرفة ينهب السلالم نهبًا
- اللعنة.

لم يهتم انه يقطع الطريق نهبا الي حظيرة الجياد وهو عاري الصدر حافي القدمين، لا يعلم لما يشعر ان صغيرته ستكون هنا، لم يعبأ بنظرات العمال حينما خطا الي الحظيرة الا انه التقط عيناه المشتعلتين بالقسوة شال جدته...
تقلصت المسافات الفاصلة بينهما وتنهد وقد زالت غمته ما إن ابصرها وهي تلاعب صغيرته وتجر العربة وهي تريها الامكان وتحدثها بنضوج ولغة عربية...
- هل جننتي؟

استمعت إلي نبرة خشنة ثم انامل قاسية تضغط علي ذراعها لتشهق وهي تقع علي عينان قاسيتين لم تراهما قبلاً، همست
- زي
صاح صارخا بحدة
- اصمتي
احتقن وجنتيها بالغضب والحنق وهي تفلت ذراعها من براثنه صائحة ببرود
- لا تعنفي امام الجميع هل جننت، ماذا تخال نفسك؟
رد بقسوة وعيناه العاصفتين لا ترحمها
- زوجك
زفرت يائسة وهي تجر العربة غير عابئة به
- انا تعبت حقًا، هيا صغيرتي القي سلاما لبابا قبل ان نتابع رحلتنا.

غادرت من الحظيرة وهي تجر العربة ليتبعها هو كظلها وتكاد تقسم انها تشم رائحة حريق تخرج من انفه واذنيه، زفرت بياس حينما شعرت انها لم تعد تشعر بحيويتها بجواره وهو يمتص كل طاقتها بضرواة، تمتمت ببرود
- بدلا من وجودك معنا وانت عاري هكذا ارتدي شيئا
تلك المرة انفجر صارخا جعل حتي صغيرته تنفجر في البكاء
- لا اريدك باردة اللعنة ما بك؟

نظرت بلوم قبل ان تسحب صغيرتها لاحضانها مهدئة إياها بكلمات عربية لم يفهمها، ثم تابعت ببرود يجعله يشد خصلات شعره
- بل انت ما بك يبدو وكأنك استيقظت من كابوس
اجاب متأففا وصوت صغيرته يخف تدريجيا تحت تلك التعويذات التي تلقيها زوجته
- نعم لقد حدث ولم اجدك جواري
عبست قائلة
- ماذا؟
تنهد وهو يصمت لثواني قبل ان ينفجر ويطلق كلماته قائلاً
- حلمت بك وانت تهجرينني واخذتي صغيرتي معك.

جمدتها تلك الكلمات ولم تشعر انه سحب صغيرتها الي حضنه حينما شعر بأرتعاشة يديها لتهمس بشحوب
- كم مرة؟
أطبق شفتيه وعجز عن الرد لكن عيناها، رباااه ما الذي تفوه به؟!
- كثيرا لكن تلك المرة كانت قاسية
عضت شفتها السفلي هامسة بشحوب
- هل لهذا تربط الصغيرة بك كثيرا، حتي وإن فعلت ذلك الهراء ليان تود قربك
انفجر حينها قائلاً
- نعم افكر بأنانية في كل ما يتعلق بكما.

اغمضت جفنيها لثواني لا تكاد تستوعب نهجه، حتي الان يخاف ان تتركه في يوم؟!، خلعت شال الجدة الذي احتفظت به سابقا وقربته اليه قائلاً
- الجو بارد
سقطت عيناه علي بلوزتها الزرقاء الشاحبة الضيقة المبرزة لتفاصيل ثم الي بنطال الجينز الباهت الي يعانق ساقيها حبًا، اللعنة منذ متي ترتدي تلك الاشياء خارج حدود غرفتهما، عض شفتيه حتي ابيضتا وهو ينفجر صارخًا
- ما هذا الذي ترتدينه واللعنة؟
ردت بجفاء.

- احفظ لسانك امام الطفلة
مرر عيناه بوحشية وقحة جمدتها وهو يهمس بصوت اجش
- يبدو انك تشتاقين للمعاقبة
اتسعت عيناها هلعا وهي تعلم اين ينتهي ذلك العقاب، بللت شفتيها قائلة
- زين اياك، اتسمع اياك ان تفعل اي شيء فاضح امام الفتاة
لم يلقي لها بالا ليضع صغيرته في كرسيها وهمس وهو يضع كفيه علي عيناه
- اغلقي عينيك صغيرتي.

استجابت الصغيرة وهي تعلم تلك اللعبة التي يلعبانها معًا، جحظت عينا ليان لتلك الاستجابة السريعة للصغيرة لتراه يقترب منها بهدوء
- فتاة مطيعة والان لنري لياني
صاحت بجزع وهي تراه يخفض بجذعه ليحملها
- زي،
وقطعت اسمه صارخا حينمت حملها علي كتفه كجوال بطاطا، صاحت معنفة
- أجننت يا رجل، توقف عن تلك الافعال
تمتم ببرود وهو يسحب كرسي صغيرته متوجها للداخل
- غريب لكنك تحبين ذلك
ثم همس بوقاحة لصغيرته التي تصرخ بمرح.

- سأضعك في فراشك صغيرتي ونضع ماما في الفراش لأودب لسانها السليط.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة