قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله فصل ما بعد النهاية الخامس

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله فصل ما بعد النهاية الخامس

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله فصل ما بعد النهاية الخامس

مشهد عائلة الهندي
أخذ يامن نفس عميق وزفره علي مهل، هند تحت ضغط عصبي كبير بسبب قرب موعد ولادتها، ووالده بالكاد يتخلص من العمل المتراكم عليه لينطلق أليها بأقسي سرعة ويمضي وقته بين دلالها ونزقها وغضبها وسخطها، وينتهي الأمر بأن يسحب وشادة وشرشف وينام في غرفة المكتب.
طرق بخفة علي باب غرفتها ثم دلف بصخبه المعتاد
- صباح الاناناس لاجمل ناس.

رمقته هند بغضب، لما ابنه يشبهه بدرحة كبيرة، لما على ذلك الراشد الصغير أن يتحمل نوبات جنونها والأب يتحجج بالعمل الذي لا ينتهي منذ سحب يدي ابيه وهي والاثقال تتراكم علي كتفيه، سحقت شفتها السفلي بألم وهي تشعر بحركات صغيرتها العنيفة في بطنها لتهمس
- صباح الضرب اتهدي واتلم
ابتسم يامن بحلاوة وهو يغمز بمكر
- وليه بس كدا يا هدهد الجناين، طب والله لولا الحج مرتضي كنت قلبتلك المكان شقلبظات.

هذا الألم لا يحتمل، اخذت تهدأ من روعها وهي تكز علي أسنانها بحنق
- ياااامن
اسبل يامن أهدابه واجاب
- عيوني يا هدهد
اعصابها أفلتت تماما، مثل راشد ذلك الصغير، ياتي الي المنزل هاديء البال بل لديه مزاج عالي للفكاهة، صاحت بجنون
- هولد علي ايديك يا حبيبي، امشي برا عشان انا ماسكة نفسي بالعافية
بعيونه الماكرة الشبيهة بعيني والده، غمفم ببراءة وهو يتعمد ذكر تدليلها بأكثر إسم تمقته.

- ليه بس يا هدهد الجناين، هو انا عملت حاجه
لقد بلغ منها الصبر منتهاه، امسكت بطنها بجنون وصاحت بصراخ
- براااااااا
هز يامن كتفيه بلا مبالاة وأخذ طرده بروح رياضية لا يتمتع بها سواه ليهمس
- خلاص متزقيش كدا.

خرج من غرفتها واسرع باللحاق الي غرفته وهو يفتح الحاسوب ليتصل بصديقته سارة، بعث رسالة علي هاتفها وانتظر لدقائق قبل ان ترد عليه و تخبره انها دقيقتان وستجهز حاسوبها هي الاخري، مرور الوقت جعله يشعر بالكآبة وهو يطرق بأنامله علي سطح مكتبه قبل أن يرفع عيناه ليجدها تجيب علي اتصال المرئي
انشرحت أساريره وصاح بحلاوة
- صباح الاناناس لاجمل ناس.

تنهدت سارة بنعومة وهي تقترب من حاسوبها لتنظر إلى حدقتي عيني صديقها، لطاما يثير جنونها تغير لون عينا قبطان طبقا لاختلافه المزاجي، همست بحلاوة
- صباح الجنون لاجمل عيون، قلبك لسه مايل ليه يا قشطة
غمزت بعبث ليطلق يامن صفيرا عاليا، وهو يسجل المكالمة، سيبعث هذا للقبطان في يوما ما، ربما سيستخدمه حينما يصل لتلك الصغيرة الناعمة المتلصقة بثياب أبيها، تلك المائعة الناعمة
غمغم يامن وابتسامة ناعمة تزين ثغره.

- دا انت القلب ودقاته يا سوو
ضيقت سارة عيناها وهي تنظر إلى البريق المتلألأ في عيني الصغير، معذرة الكبير، ذلك البريق تعلمه جيدا، لطاما علمت أن القبطان يخفي امرًا عابثًا وتفضحه عيناه، هل يسجل المكالمة؟!
تنحنحت بجدية صارمة وهي تتذكر تعليمات القبطان حينما تتحدث مع الصغير
- ولاااا، اتعدل كدا
لا إبتسامة
لا غزل
لا عبث
ببساطة أن تصدر وجه خشب
المكالمة تستغرق فقط خمس دقائق
والمكالمة الهاتفية مرتين كل اسبوع.

والمرئية مرة كل شهر
وحينما أخبرته هل يود أن ترتدي شيئا ملائمًا للصغير
اخبرها ان ترتدي عباءة فضفاضة وأن تعقد شعرها بتسريحة الجدة المتزمتة، لكن هو ليس هنا
وتستطيع أن تساوم ذلك الصغير
لن تكون سارة حتمًا إن لم تروض ذلك الصغير العابث كما فعلت بقبطانها، لكن سرعان ما ابتسمت بجنون، صغيرتها ليان تروض ذلك التنين الصغير.

ظهر النزق علي ملامح يامن وهو يراها تماطل في الحديث معه، رغم انها تعلم انه يتصل بها خصيصا في وقت وجودها في منزل شقيقتها،
غمغم بحنق
- فين العروسة؟
عبست سارة وقالت متصنعة البلاهة
- عروسة مين
غمغم ببرودة أعصاب
- مراتي، لو لولو
تجهمت ملامح سارة وصاحت بحنق
- لو لولو؟ انت مربي كلب!، ليان الحديدي ارقي من كدا بكتير.

ابتسم بسخرية وهو يدقق نظره الي بطنها؟!، يحمد ربه انه لن يكون موجودا ويتلقي اثار جنونها وغضبها، يكفي هند الرزينة التي تحولت إلى إمرأة خارجة من العباسية.
غمغم ببرود
- بطنك هتتنفخ امتي؟
استمعت الي ضحكات ليان الشامتة لتزجرها بعيناها قبل ان تلتفت الي يامن وصاحت بحنق
- وانت مالك ببطني، ركز في شغلك
قال بلا مبالاة
- هند شكلها هتولد علي بكرا او بعده، ( ثم صاح متحمسًا) المهم هاتي اشوف العرق سوس بتاعي.

تجهمت ملامحها للضيق
- يامن اقفل
اقترب من الشاشة وغمغم بنبرة ناعمة
- الله يا ست الكل، بهزر يلا هاتيها
نفت برأسها وهي تري ليان تداعب الصغيرة من خلف الحاسوب
- انسي
صاح بحدة وهو يخبط علي المكتب بقبضته
- سارااااا
قامت ليان من مجلسها وسارعت بحمل الحاسوب امام وجهها هي وصغيرتها لتهمس برقة لصغيرتها
- اهدي شوية خلينا نتكلم مع العريس
رفرف يامن باهدابه وهو يراقب الصغيرة التي تضحك بنعومةبين يدي والدتها، ابتسم وهو يقول.

- حماتي، صباح كل حاجه حلوة يا قمر
انفجرت ليان ضاحكة وهي تداعب صغيرتها وتهمس ليامن بخبث
- انت بتعاكس الكل كدا
اقر يامن معترفًل
- حد يصحي يشوف ٣ قمرات كدا مرة، يا بختي
سمعت انفجار سارة الهستيري في الضحك لتتحدث بجدية
- لسانك حلو يا حبيبي
هز رأسه موافقًا وأجاب
- مفيش غيرك يا ست الكل انتي اللي نصراني
هزت رأسها يائسة وقالت
- يامن
وضع يامن يده علي ذقنه وهمس
- عيونه يا ست الكل.

تجهمت ملامحها للعبوس وضمت جسد صغيرتها بحميمية شديدة
- عايز بنتي ليه
برم يامن شفتيه وغمغم بنزق
- يعني البت بتتهدد لما بشوفها
صاحت ليان بهدوء
- قولت حاجه يا حبيبي
نفي برأسه وصاح بابتسامة ناعمة
- بقول البت قمر بكل حالاتها
امسكت ليان بكف صغيرتها ولوحتها امام الحاسوب قائلة
- سلمي يا حبيبتي علي عمو يامن
من حالة البهجة للصدمة ثم العبوس، والعبوس تحول للضيق
والضيق جعلت ملامح وجهه تتشنج ليصيح بحنق.

- عمو مين بس يا حماتي، لا احنا متقفناش علي كدا
غمغمت للصغيرة
- ابعثي بقبلة له
بدون تردد كانت الصغيرة تقبب كفها ثم تلوحها امام الحاسوب، كانت تفعل ذلك مرارا أمام جديها، قبلتها ليان بنعومة علي وجنتيها وهي تشجعها بكلمات عربية لتستمع الي همسة يامن الحارة
- رشقت جوا قلبي
غمزت ليان وصاحت بجدية
- اهتم بهند ها، متغلبهاش
اومأ موافقا وهمس بهدوء
- كله فداء للعيون الزرقا.

ثم اغلق المكالمة وهو في حالة عدم تصديق، هل ابتسمت تلك العرق سوس أمامه؟!، بل بعثت بقبلة في الهواء له!

اقترب مرتضي من هند التي تتمسك ببطنها بشدة، تحاول التقاط انفاسها بصعوبة، صاح بقلق شديد وهو يجتذبها نحو اقرب مقعد
جلست علي الاريكة وهي تحمد ربها انها هبطت بسلام وتشكر وجود حماها في تلك اللحظة، الألم يفتك بها بقوة
- انتي كويسة، ايه بس اللي نزلك لتحت
صاحت بألم وهي تمسح العرق المتصفد علي جبينها
- زهقت وانا قاعدة لوحدي مش عارفة الالم بيزيد
اقترب مربتا علي رأسها وقال
- الدكتورة قالت الاسبوع الجاي مش كدا؟

اطلقت صرخة قوية وهي تتمسك بمسند المقعد ليسارع مرتضي ينادي الخادمة بصوت جهوري واقترب ماسحا علي وجه ابنته
- هند
هب يامن من مقعده حينما استمع إلى صراخ هند، هبط الدرج بسرعة قياسية واستمع الي صوت هند المتألم
- مش قادرة شكلي هولد
القلق يعصف بوجدانه وهو يري قسمات وجهها المتشنجة والشحوب الذي يأكلها بشراسة، ازدرد ريقه وتمتم بمرح سخيف
- تولدي مين، مش ميعادك دلوقتي.

اغمضت هند عيناها والالام المخاض جعلها علي شفيرة الوقوع في الجنون، صاحت بصراخ هز أركان القصر
- ياااااامن
اقتربت الخادمة وهي تساعد هند علي الوصول للسيارة، غمغم مرتضي بجدية لابنه
- اتصل بابوك وبلغه يحصلنا علي المستشفي
اومأ يامن برأسه، وقته هذا لكي يصبح رجل تلك العائلة في غياب والده، وقف بتصلب وهو يهز راسه موافقًا، يحاول ألا يفقد رشده بسبب صراخ هند،
اقترب مرتضي متسائلا
- الشنطة فين.

عضت علي شفتيها بقهر وصاحت بألم
- مجهزاها في الدولاب
غمغم بصلابة ليامن
- هات الشنطة يا يامن وحصلنا علي العربية.

سارع يامن باحضار الحقيبة من الغرفة والخادمة تساند هند حتي السيارة وما إن عاد يامن حتي وضع جسده في السيارة وهو يتمسك بكف هند التي تعتصر يده بقوة، وهو يغمفم بصلابة شديدة ان تهدأ لكن كيف تهدأ وهي تبدأ في شتم الزواج ومن يقرر الانجاب، تندب حظها أنها تزوجت من رجل بارد المشاعر، لا يهتم بها، توسعت عينا يامن باستدارك لم يتصل بوالده حتي الان، نظر الي جده الذي يستعجل للسائق كي يقتحم بوابة المشفي، انتسل الهاتف من جيب بنطاله واتصل بوالده وانتظر للحظات عصيبة بصوت رنين الهاتف التريب وما أن سمع صوته.

- بابااااااا الحق هند بتولد
صاح بها يامن بفزع وهو يقضم اظافره وحالة من التوتر تكاد تقضي عليه، لم يختبر تلك المرحلة ابدًا، لم يشعر ان علي شفا جرف ان يفقد توازنه ويخلع ثوب الرزانة الذي حافظ عليه بالكاد عشر دقائق امام صراخ وعويل هند.
زفر راشد بحدة وهو يغلق الحاسوب ويهب من مقعده متحدثًا عبر الهاتف لأبنه
- يا حبيبي هند بتولد كل يوم، روح يا بابا العب بعيد انا.

كتم سبابته التي كادت تخرج حينما سمع صراخ منها يكاد يثقب طبلة اذنه
- راااااااااشد
تجمد مكانه للحظات، تلك هي الساعة المنشودة اذًا، قدوم فتاة جديدة تطيء العائلة الذكورية والاكثر جاذبية، غمغم ببلاهة
- دي بتصوت
التفت يامن نحوها وهو يخرج من السيارة ويجذب هند التي تحاملت بقوة وهي تتمسك بصغيرها الراشد وتتجه بخطوات بطيئة نحو المشفي، سارع الممرضات بجلب كرسي متحرك واستدعوا الطبيبى النسائية،.

ارهف راشد باذنيه ليسمعها تلعنه وتلعن من يريد الزواج، ابتسم ساخرا وابنه يغمغم بتوتر
- وهتجرسنا في المستشفي يا معلم، وهتخلي وشنا زي التوست المحروق قدام الناس كلها
التقط مفاتيحه وصاح بصلابة
- اقفل انا جاي، يامن انا معتمد عليك لحد لما اجي
هز يامن راسه موافقًا، ليلتفت نحو هند التي تبكي بجنون
- مش مسمحاه، مش مسمحااااه
اقترب منها وهو يربت علي رأسها قائلا
- اهدي، اهدي يا هند.

قبلت خد يامن ونظرت اليه بامتنان شديد، قبل أن تتجهم ملامحها وتصيح بصراخ
- انسوا الخلفة دي تاني، تبت خلاص
صاح بجدية لا تتناسب صغر عمره
- استحملي وارجعيلي
عضت علي شفتيها وهي تهمس بعذاب
- انا بحبك اووي
ابتسم يامن من بين قلقه ليهمس بمرح
- الكلمة دي تقوليها للبوص مش انا
تبرمت شفتيها وصاحت بضيق
- اششش، انا بقولهالك انت
امسك كفها بجدية وغمغم
- ارجعي.

هزت رأسها وراقبها حتي اختفت خلف الباب، هوي علي اقرب مقعد وهو يراقب جده الذي بجواره ويسبح بمسبحته، تنفس يامن بعمق، لم يتخيل نفسه ان يكون هو المسؤول لجوزة الهند، لم يتخيل اطلاقا أن يحط في ذلك الموقف اطلاقا، انتبه علي وصول والده الذي صاح بقلق
- خير طمنوني
صاح يامن بضيق
- دي فضحتنا، هودي وشي فين دلوقتي قدام بنات النادي
الجم يامن لسانه تحت نظرات والده ليطبق شفتيه صامتًا وهو يسمعه يتحدث مع جده
- بابا.

ابتسم مرتضي مطمئنًا وقال
- هتقوملنا بالسلامة ادعيلها
ارتمي راشد علي اقرب مقعد وهو يشبك يديه واضعا ذراعيه علي فخذيه، يغمض جفنيه والقلق يعصف بوجدانه
استمع يامن لصرخة الحياة من المولود لينتفض واقفًا وهو يهتف بلهفة
- سمعت صوت النونو
استقام راشد من مقعده وهو يقترب من باب غرفة العمليات، جسده متلهف بشدة لرؤية قطعة منه ومنها، خرجت الطبيبة وهي تبتسم بعملية شديدة حاملة الصغيرة بين ذراعيها لتقول.

- ماشاء الله بنت زي القمر
شعر بقرب والده منه ويداه متيبسة بشدة للمس الكائن الصغير، يخشي أن يسحقها، امسك الجد الصغيرة وهو يكبر في أذنها ولسانه يردد
- بسم الله تبارك الله
راقبهما يامن وعيناه تهبط الي ذلك الكائن الهش، الصغيرة اتت وسحرت الرجلين أمامه، ازدرد ريقه وهمس
- وهج راشد الهندي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة