قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله فصل ما بعد النهاية السادس والأخير

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله فصل ما بعد النهاية السادس والأخير

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله فصل ما بعد النهاية السادس والأخير

امتلأ قلب راشد بالسعادة وهو يرى نسخة مصغره من جوزة الهند الخاصة به، لاحت ابتسامة ناعمة علي شفتيه وهو يقترب من الجافئة معه يقبل جبهتها برقة ليهمس بصوت اجش
- حمدلله علي سلامتك يا جوزة الهند
ما زالت محتفظة بعبوسها، لا تصدق انه جعلها تواجه الموقف بمفردها، لولا ابنها الكبير وعمها مرتضي كانت من الممكن ان تفقد أعصابها، صاحت ببرود
- الله يسلمك
عبس ملامح راشد بإستياء وقال
- قابلة بوز ليه.

البجح، لا يتعلم، ذلك الرجل لا يعلم حتي أين ومتي أخطأ؟ هل تقتله الآن؟ لكن ما ذنب صغيرتها؟، ليست مشكله ستخبرها ان والدها بارد، عديم الشعور، تسبب في حزنها ودموعها التي لم تجف بعد،
صاحت بحدة وهي تضغط علي اسنانها
- يعني انت مش عارف قالبة وشي ليه
غمغم راشد ببساطة وهو بقوته وخشونته المعهودة يحتضنها لتكيل اللكمات في صدره وذراعه وهو يتأوه بخفة
- وهعرف من فين.

جحظت عينا هند وهي تنفض بيدها بعيدة عنه لتنظر الي السقف هامسة
- اللهم طولك يا روح
ابتسم ببساطة شديدة وهو ينظر الي الصغيرة ثم نحوها قائلاً
- جبتي بنت زي القمر
ابتسمت بجفاء وهمست بلا مبالاة
- عارفة
عاد يقبل جبهتها ثم لثم جيدها ووجنتيها برقة اذابتها حرفيًا ليقول بصوت اجش
- مالك؟
إشهدي يا صغيرة، والدك يتحرش بي بل يغويني، لما جسدها يفضحها دائما بل لما يستميل له وكأنه يملك مقاليدها؟!
همست بيأس.

- انا تعبانة ومفيش فيا حيل عشان ارد عليك
ربت راشد علي خصلات شعرها وهو يقبل كل انش في وجهها، يحاول ان يعتذر عن قلة تهذبيه ووعده الذي خالفه كونه لم يكن موجودا في غرفة العمليات كما وعدها، همس
- زعلتي اني مكنتش موجود جوا
الاب استوعب اخيرا يا صغيرة فداحة ما ارتكبه، جيد لقد ظنته للحظة أصاب بالبلاهة، ابتسامة صفراء زينت شفتيها لتقول
- وهزعل ليه، فيه البديل ليك ربنا يخليهولي.

تجهم وجه راشد ليبتسم بجمود وهو يتمتم بغلظة
- افردي وشك طيب عشان مفردهوش انا
اشاحت بوجهها للجهة الاخري لتقول بحدة
- ابعد كدا خليني ارتاح شوية
وكأنها اخبرته ان يقترب حتي دفن وجه في عنقها، عضت علي شفتها السفلي وهي تغمغم بحذر خشية أن يقتحم يامن الغرفة
- راشد ابعد
غمغم بخشونة نافيا
- ابدا
زفر راشد بحرارة في عنق هند ليرتجف جسد هند بلا رحمة، طبع قبلة في عنقها قبل أن ينظر نحوها وقال بأسف صادق يتخلل نبرة صوته.

- اسف، عارف ان كلمة اسف دي عمرها ما هتخليكي تسامحيني، بس صدقيني وانتي جوا حضني بنسي كل تعب اليوم في الشغل
هزت رأسها يائسة لتنظر نحو مهد صغيرتها ثم اليه، عيناه غائمة بالحب والسعادة، كأن شق مفقود اكتمل
همست بنبرة هادئة
- قررت تسميها ايه
- يامن سماها
عبست متسائلة بعيناها ليجيبها قائلا بزفرة حارة
- وهج الهندي
اتسعت ابتسامة هند تدريجيا وهي تنظر نحو صغيرتها ثم اليه لتقول
- حلو اسم وهج، هو فين صح؟

زمجر راشد بحدة، جعلها تجفل، هل عاد التنين من مخبأه؟
- بتقلب وشك ليه
امسك كفها ببعض من الخشونة ثم اقترب صائحًا بحدة
- مش قولتلك اي لحظة خاصة ما بينا، تنسيه خالص
اغمضت هند عيناها بيأس، سيظل كما هو لن يتغير.

هز يامن رأسه يائسًا وهو جالس علي المقعد خارج غرفة منتظىا خروج والده، رغم تعليماته الصارمة إلا هناك جزء خفي يرغب بمعرفةماذا يحدث في الداخل لكن حفاظا علي السلامة العامة وسلامته الشخصية سينتظر فترة من الوقت ثم سيقتحم الغرفة.
- واقف برا ليه يا وحش
تساءل مرتضي وهو يقترب من حفيده الجالس علي مقعده بملل، همس يامن بحنق
- من ساعة ما البوص ما دخل وهو محرم عليا ادخل لحد لما يطلع.

هز مرتضي رأسه يائسًا وهو يربت علي المقعد بجواره
- تعالي اقعد هنا جنبي
استجاب يامن فورا للجلوس بجوار جده، ليهتف بجمود
- جدو، لازم نعمل ترتيب جديد بسبب وجود بنت في عيلتنا
غمغم مرتضي بتساؤل
- ترتيب ايه؟
صاح يامن بجدية شديدة
- انت عارف عيلتنا كلها رجالة ووجودها ده هيخلينا...
لكزه جده بعصاه ليتأوه يامن بألم قائلا
- براحة يا جدو.

ابتسم مرتضي من ببن شفتيه، سعيد جدا من داخله لوجود انثي تروض هؤلاء التنانين كما تقول هند، قال بهدوء
- عرفتك يا زئرد، عشان تتهد شوية وانت كل يوم مع واحدة شكل
عقد يامن ذراعيه علي صدره وقال
- يعني كان لازم تكون بنت
هز مرتضي رأسه قائلا
- والله جت اللي هتربيك، عشان تتهد زي عمك
- هما مجوش ليه صح
هم مرتضي بالرد عليه ليفزعا الاثنان من صوت كريم الصاخب
- واخيرا شرفت بنت في عيلتنا.

اتي وحاملا معه بالونات من اللون الوردي وعلبة ضخمة مغلفة ايضا باللون الوردي وبجواره زوجته سلمي، ما ان نظر يامن للون الوردي حتي عبس ملامح وجهه، منزله لا يوجد نهائيا لون وردي بل أصر علي طلاء لون غرفتها بالاصفر ثم ترك حائط به رسومات كرتونية، يعلم جيدا ان هند تستطيع تغير لون الحائط في عدة ساعات لكنهااستمالت لطلبه الأول بحسن نية وهو يشارك معها بشغب اختيار الدمي و متعلقات الصغيرة.

هزت سلمي رأسها بيأس لتقترب منه
- كريم تصرف برشد، نحن في مشفي لا تزعج المرضي
لم يكترث بل قال بصخب
- انتِ لا تعلمين شيء لقد قدمت فتاة لعائلتنا
تساءل كريم
- هي البت في اي اوضه؟
اشار نحو الغرفة قائلا
- البوص مستفرد ليها
صاح كريم بثبات
- هندخل احنا
وثواني اقتحم الغرفة وصاح بسعادة
- هي فييين؟
شهقت هند واضعة يدها علي صدرها، ليزمجر راشد بحدة وهو يصيح في وجهه
- فيه حد بيخض حد كدا.

ابتسم ببرود وهو يقترب نحو مهد الصغيرة قائلا
- يا عم انا مش جايلك، انا جاي للبنوتة
صغيرة للغاية، ناعمة وهشة، تخشي حتي ان تحملها، وجهها به ضوء مبهر أسر ناظريه، همس بانبهار وهو يمسك كفها بأصبعه
- بسم الله ماشاء الله
ابتسمت سلمي وقالت
- تبارك الله، الفتاة جميلة يا هند.

هزت هند رأسها وهي تعود النظر نحو دخان عينا زوجها، تلك اللمعة التي اضاءت زاحت غيوما لتشرق سماء وهج، التفتت نحو يامن العابس الواقف بجوار الباب، سألته
- انت واقف برا ليه
تمتم بجمود
- جاي هستفرد بيها لوحدي
ثم استدار غالقا الباب وهو يزفر بحنق
- كدا مش هينفع خالص.

بعد قليل من الوقت،
احتل يامن غرفة هند بعد ان رحل الجميع ولا يهمه اين ذهبوا، الأهم هو هنا مع هدهد الجناين والصغيرة التي خطفت لب رجال العائلة.
- بقي البنت المفعوصة دي هتدمر سمعة الهندي
غمغم بها يامن بحنق وهو يرمق بضيق إلى الكائن الصغير أمامه، وبخته هند قائلة
- يامن، بطل قلة أدب.

تهدل يامن كتفيه بأسي، تلك الصغيرة الفاتنة ستقتل الرجال بفتنتها، بحجمها الصغير ووجنتيها النضرتين إستحوذت علي انتباه جميع رجال عائلته مندفعين في حماية ذلك الكائن الهش، ماذا ستفعل بهم حينما تتحول الى إمرأة مكتملة الجمال وتفرد أجنحة أنوثتها؟! أستقتلهم؟!
- قلة أدب ايه بس، بنتك دي هتتفوق عليا، يخسارة
حدجته هند بشرر وقالت
- يامن، انت مش متقبل أختك ليه
هز رأسه نافيا وغمغم بنبرة مترددة.

- مين قال اني مش متقبلها، الموضوع انه، البنت حلوة وشكلها كدا هتطلع كل الجديد والقديم علينا، سمعتنا هتدمر بسببها اديني قولتلك أهو، شدوا اللجام عليها عشان لو البت عملت شغل البنات ده مش بعيد اقصلها شعرها، البيت ده طاهر وهيفضل طول عمره طاهر
لم تتحمل هند كبح ضحكاتها لتنفجر ضاحكة، عبس ملامح يامن وقال بحنق
- انتي بتضحكي
غمزت هند بمكر وهي تربت علي الفراش بجوارها ليتقدم يامن جالسا بجوارها، همست هند.

- طبعًا، انا فرحانة عارف ليه
رأت الفضول في عيني الصغير لتمرر يدها علي خصلات شعره برقة وهي تقول
- لانك هتكون امانها وحاميها، سندها، اخوها وصاحبها
زينت ابتسامة واسعة علي شفتي يامن ليقول بحرج
- ينفع اشيلها؟
اومأت هند براسها عدة مرات
- اكيد.

شعر يامن بالقلق وهو ينظر نحو الصغيرة النائمة بسلام، اقترب يدنو بوجهه نحوها وهو مرتعب حملها، هو بالنهاية في جسد طفل يخشي ان يؤذيها، رغم ثقة هند به الإ انه فضل رؤيتها دون حملها وحينما تكتسب ملامح ولحم سيحملها كيفما شاء، مشاعر الحماية اندفعت اليه لا إراديا من مجرد النظر اليها، هل تبتسم له الان؟!
صاح بذهول
- دي بتضحكلي
ابتسمت هند وهي تحاول أن تعتدل في جلستها لتقول
- اتعرفت عليك يا حبيبي.

تمتم يامن بلهفة وهو غير قادر علي ان يشيح بوجهه عن صغيرته، بل طفلته، أخته الصغري
- بجد؟!
مد يامن اصبعه ليشعر بعد فترة بضم كفها حول اصبعه، رمش باهدابه عدة مرات وهو يقول بذهول
- دي لفت ايدها حوالين صباعي
همست هند بنعومة
- بتطلب منك الحماية
سارع يامن بدون تردد
- وانا عمري ما هخذلها
قبل كفها الصغير ثم عاد يجلس بجوارها علي الفراش، دقائق ورن هاتفه ليقول
- اكيد دول سارة وحماتي.

كبحت هند ضحكتها ليتسل يامن الهاتف وهو يرد علي مكالمة الفيديو، يتفاعل بضحك معها ثم يوجهه الكاميرا نحو الصغيرة، وجه الكاميرا نحو هند، ابتسمت سارة وهي تنظر الي معالم هند المجهدة لتقول
- حبيبتي حمدلله علي سلامتك، البت طالعة زي القمر، شبه مامتها
ابتسمت هند واجابت
- الله يسلمك، شدي حيلك انتي كمان
تنهدت سارة وهي تربت علي بطنها قائلة
- والله ربنا يصبر خالد ومطيفش مني
زفرت بحرارة قائلة بحزن.

- كان نفسي بجد اجيلك، بس ههحاول في يوم انزل مصر واشوفك
قبلت وجنة يامن وهمست بنعومة
- كفاية سؤالك، متتعبيش نفسك، معايا ابني
اقترب يامن متسائلا
- فين ليان؟
تساءلت سارة بمكر
- ماما ولا البنت؟
زجرته هند بحدة الا انه قال
- البنت طبعا وحماتي
اقتربت ليان من شاشة هاتف سارة ل تبارك هند قائلة
- حمدلله علي سلامتك يا هند، تتربي في عزك ان شاء الله، ههحاول اضبط مواعيدي عشان ازورك
- تنوري في اي وقت.

اقتحم يامن شاشة الهاتف وهو يسأل بلهفة
- هي ليان فين؟
كتمت ليان ضحكتها لتهمس لنبرة لعوب
- مع بباها
اتسعت ابتسامة يامن وهو يهتف بحبور
- حمايا العزيز، عايز اشوفه
قهقهت سارة وهي تلاعب حاجبيها باستفزاز
- بلاش
أصر يامن قائلا
- فكك يا سوو، عايزة اشوفها
شاكست سارة بمرح
- فكر يا حبيبي، انت شوية وممكن تترجم
صاح بثقة
- ابدًا
لكزته هند وهي ترشقه بسهام نارية الا انه رفرف اهدابه ببراءة لتهمس هند بحرج
- اعذريني يا ليان بجد.

ابتسامة ليان ما زالت تزين ثغرها لتقول بهدوء
- دقيقتين وهاجي
ما ان استقامت ليان مستاذنه حتي صاحت هند بحدة
- ايه اللي انت بتعمله ده
تلاعب بحاجبيه قائلا
- بفرض سيطرتي
- سيطرة ايه؟
تنهد يامن زافرا بحرارة، يخشي جدا من مقابلة والد عروسه الصغيرة، بل يرتعب، بالله كيف تزوجت حماته الرائغة من ذلك الرجل البارد الإنجليزي، تركت رجال العالم، بل رجال العرب أصحاب الدماء الحارة وتزوجت من القطب الشمالي، قال بتحدي.

- بوريه اني مش خايف منه
تذكرت منذ فترة رغبة يامن من الزواج بصديقته من المدرسة، بل رد راشد المتهور، هزت رأسها وقالت
- نفسي اشوف رد بباك
هز يامن رأسه وقال بثقة
- ولا هيعمل حاجه، قولتلك عيلة الهندي مبتتحطش في مقارنة مع اي عيلة
تخشب جسده حينما استمع الي صوت بارد يتسلل بخبث الي أذنيه
- مرحبا ايها الأزعر.

جحظ عيناه وهو يمسك الهاتف لينظر الي مقلتي غريمه الزرقاء، هل يوجد عيون أكثر بردوة منه؟!، ابتسم بمجاملة لطيفة وهو يخرج من غرفة هند ويجلس علي احدي المقاعد بعيدا عن تطفل الناس
- سيدي كيف حالك
لوي زين شفتيه وهو يحدج نحو ليان التي تبتسم بشقاوة، اللعنة، لما وافق لرؤيته، ليانه تتعلق بذلك الشقي، حتما سيخصص مواعيد معينة حتي لا يستفز مشاعر أمومة حبيبته، غمغم بجفاء
- كنت بخير
هز يامن رأسه بلا مبالاة وقال.

- جيد، كيف هي اخبار عروسي؟
صاح بنبرة هادئة نحو ليان
- عزيزتي هل تسمحي لي بالانفراد مع الصغير
همست بعبرات هادئة، بل تعليمات صارمة بالمعني الأدق كي يأخذ حذره أنه ما زال طفل صغير، يجب مراعاة سنه ويكون لطيف وهاديء معه، لطيف وهاديء مع من؟!
الازعر؟!
ما إن غادرت حتي إلتفت نحو يامن وقال بنبرة جادة
- مهما حاولت ايها الصغير لن تفلح، أعلم سبب تقربك الدائم لزوجتي
رفرف يامن أهدابه ببراءة وهمس.

- لما كل ذلك العداء، اسمعني انا رجل صغير بارع في العديد من الأشياء وسأعجبك حتما وسترضي بي صهرا لطفلتك
عض زين على نواجذه وهو ينظر اليه، هل هذه خدعة تمارسها عليه ليانه؟، يعترف انه نجحت في إستفزازه، صاح بخشونة
- لما لا نعقد صفقة
غمغم يامن ببلاهة
- صفقة؟
ابتسم زين ببرود وهو يقول
- عشرون عاما لا اري فيها وجههك، وابرع في مجالك وتعالي لتراني، لكن أنا لن انتظرك، فلا أخذ حديث الاطفال جديّ لتلك الدرجة.

هز يامن رأسه قائلا بتفكير
- اذا بيننا عمر طويل لاثبت لك جديتي
غمغم بأقتضاب
- انتهت المقابلة
يعترف أن حماه شحيح في لباقته و الأتيكت، لا بل منعدم حقيقة، يغلق المكالمة هكذا؟! بالله كيف صغيرة مثل ليان ووالدتها يتحملان هذا الجلف؟!
زفر يامن بحدة، لينظر إلي الجانب المشرق لم يرفضه بالمعني الحرفي، همس بين نفسه
- مش عارفة هي مستحملاه ازاي، بس كله هيهون عشانك يا ريد فيلفت انتي.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة