قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله فصل ما بعد النهاية الثاني

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله فصل ما بعد النهاية الثاني

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله فصل ما بعد النهاية الثاني

من إختبار سيء لأسوأ
حياته اصبحت ملئية بالاعاصير والعواصف
قاربه الآمن ليس في حالة مستقرة
هي،
وما أدراك من هي
هي المرأة التي قلبت حياته رأسا علي عقب
هي التي عاثت في ارضه فسادًا
أهلكته، انهكته، افقدته صوابه
ذبذبته، وعرت مشاعره
هي،
روحه
سنده
هي المرأة التي جعلته يحيا من جديد
انها المرة الرابعة
الرابعة ليختبر ألم الفراق
تلك المرارة التي تشبه الحنظل
ك جرح الغائر لم يبرأ بعد
المرة الأولي لحظة سقوطها من التل.

الثانية حينما قفزت للمحيط مرحبة إياه بذراعيها
الثالثة حينما صدمت بحادث سيارة
الرابعة...!
اغمض جفنيه وهو بالكاد يتحكم عدم افضاح مشاعره، يحارب وسواس شيطانه حتي لا يقع في الهوة، غمغم بتوسل وصوت يكاد يخرج من حلقه
- لقد تبت وندمت يا ربي، لا تعاقبها بي، لا تعاقب اخطائي بها.

اصدر فرمانًا بسوط الذات، يجلد نفسه في كل مرة، قبل النوم يتأملها كل مرة ساكنة، منعمة بدفء ذراعيه، براءة وجهعا تقتل ضميره، اي نعمة هو وصل اليها ليعطيه هدية مثلها، هي دائمًا تجعله كالوتر المشدود وفي الليل فراشه يتقلب علي جمر متقد، الضمير حي ويقظ، في كل مرة يحاول جاهدًا ان يصبح افضل، ان يقترب اكثر من ربه شاكرًا اياه علي نعمته، لكن الآن!
-خالد.

صوت افاقه من البحر المتلاطم الذي يعصف ذهنه، تفاجيء بوجود والده شامخًا كما عاهده، الذي يحاول ويسعي جاهدًا لترميم شخصيتهما المحطمة
عبث في شعره بعصبيه قبل ان يتنهد بثقل قائلاً لابنه المفترش علي الأرض
- بني يجب ان يكون في داخلك ايمانًا، لا تفقده ابدًا
هو ليس ضعيفًا، هو فقد تعب من تلك الواجهه الجامدة، تعب واستنزف ولم يعد قادرًا علي الصمود، رفع بعيناه الي والده وهمس بصوت متألم.

- قلبي يؤلمني بشدة، إن كنت اعلم انها ستتعرض للخطر يومًا ما كنت جازفت فيه ابدًا
وضع كفيه علي ذراعي ابنه ورفعه حتي يصبح في مواجهته، لن ينكر انه قلق هو الآخر، ابنه لأول مرة اثبت له ان لن يقلق عليه في وجودها، هي من ستطمئن قلبه المولع بطفله الثائر دومًا
غمغم بنبرة ابوية وهو يضم وجهه ينظر الي عمق عيناه الراكدتين
- بني
دمعة هاربة فرت من عينيه وقال بصوت واهن
- ابي انا ما زلت اعاقب علي اخطائي، لكن ما ذنبها هي؟

شد زيدان بقسوة علي ياقة قميصه وصاح منفجرًا في وجهه علّه يفيق
- افق ايها الاحمق، توقف عن هذيانك هذا وادعوا لها، نجمتك قوية وستعود
- عمي
صوت ليان جعله يكف عن تعذيب خالد الذي انكمش وابتعد عن البؤرة ليلتفت زيدان الي ليان وابنه الاخر
اختلج قلبه ما إن رأي نظرة عيناي ابنه الاخر وهو واقفًا بجمود والحزن يتدفق من عيناه متألمًا لحالة القبطان، زفر بحرارة
- ليان.

اقتربت منه بتوسل باكي، وهداياها بعثرت علي ارضية المشفي
- طمئني انها بخير والاطفال
ربتت علي كتفها مطمئنًا وبإبتسامة هادئة قال
- الاطفال بخير لكننا سنطمئن عليها
لاحظ هروب زين بعيدًا عنهم، لتلتفت زين راكضًا خلف خطواته السريعة وقلبها يخفق بعنف، مرددة ايات قرانية ودعاء يحفظ شقيقتها ولسانها يتردد
- يالله.

في كل مرة يري حزن عائلته
يخرج شبحه الماضي الذي ما زال حتي الان يحاربه بضرواوة وإستماته. لن ينكر انه اصبح مجرد شيء باهت يتطرق لعقله لكن حينما يختل قواه، يضعف، ويستسلم
وذاكرته عادت بعنف الي يوم ولادة صغيرته، انقبض قلبه ما إن خيل له انه لم يكن في الداخل وتعرض لنفس ما تعرضت له شقيقتها، ماذا سيحدث له؟
- زين.

همسها الخافت جعله يرفع ببصره نحوها وعيناه غائمة، سابحة في تيه في غياهب الماضي، الماضي الذي أصدر جلبة عنيفة لجدران قلبه،
- انت قوي حبيبي، قوي للغاية، لا تستسلم للماضي ووحوشه، تنتظرك اميرتنا الغالية، أميرة قلبك حبيبي تحتاجك والجميع يحتاجك، وان، ا
رفعت عيناها وهاله الشحوب في وجهها، نبضات قلبه تقافزت بفزع وهو يراقب ليانه التي تتمسك في كفه بقوة، عاد يدقق ملامحها من جديد ووجدها تهتف
- وانا احتاجك بشدة.

كانت مقتربة منه خافضة بجذعها اليه، القي نظرة نحو القبطان المنزوي في اخر الرواق وعيناه تتطلع بين الثانية والاخري للباب اللعين، شهقت ما ان سحبها بقوة لتجلس علي فخذيه
اعتصرها بقوة
بألم
بقسوة
وهي متحملة اياه
متحملة قسوته الخافية خلفها انسان ضعيف
هدأ وضع حصاره
ليعانقها تلك المرة
برقة متناسية
بخوف
واذنيها سمعت هسمته
- وانا احتاجكم بقوة ليان
تعلم ما الذي اثر عليه
تعلم ما مصدر قلقه لتقول.

- شقيقتي قوية لا تقلق علي قبطانك، سيكون بخير
ضمها بكل جوارحه ودفن وجهه في عنقها، طالبًا منها السكينة والدفء ليقول
- لا اريد خسارتكم ابدًا، اريد ان احتفظ بكم داخل قلبي وانتي داخل روحي لياني
تلمست شعراته الكستنائية بتحبب ومالت تقبل وجنته برقة
- وصغيرتك؟
رفع عيناه متطلعًا هو الي ثباتها الواهي
هي صارت اكثر صلابة منه.

وحصونها اصبحت منيعة لكن رأي ذلك الالم الذي يسكن عيناها، سحب وجهها اليه ليستند بجبهته علي جبهتها لافحًا انفاسه الساخنة في وجهها وقال
- انها منك وكل ما هو منك احفظه داخل روحي
الصمت هنا مقدس
وتكتفي فقط في سماع نبضات قلبه الهادرة وانفاسه الملتهبة، هو لم يعد بارد، يثبت لها كل يوم ان قلعته تهدمت علي يديها وهي درعه المتين حائلاً للجميع، الوحيدة الذي جعلها تري ضعفه.

قبل جبهتها بعمق وداخله يردد ادعية تحفظها هي وصغيرته التي تستمتع الان باللعب مع آنا طفلة ليلي، قال بصوت حازم
- سنكتفي بصغيرتنا المدللة لا أريد المجازفة ابدًا
هي ستتركه وتدعه تلك الليلة
ابتسمت بدفء قبل ان تميل تقبل وجنته الاخري هامسه
- حسنًا زياد
انتبها علي صوت زيدان الذي قال بصوت مرتفع
- الطبيب جاء
اندفع خالد بجسده والتفت الي الطبيب قائلاً بصوت مرتجف
- طمئني
ابتسم الطبيب بتحفظ وهو يربت علي كتف خالد.

- لا تقلق سيد خالد، المريضة بخير، نشكر الرب اننا تدخلنا في الوقت المناسب ولم نتأخر دقيقة، سنترك مريضتنا ليوم تحت اشرافنا ومبارك للطفلين مرة اخري
انحبس الهواء من رئتيه حتي ما عاد يتنفس، اقترب من الطبيب مشددا علي ذراعه برجاء ويأس
- حضرة الطبيب، لا تكذب عليّ
عادت تلك الابتسامة الهادئة والمتحفظة اللعينة تطمئن الجميع
- انها بخير.

- تلك اللعينة الوقحة
غمغمت بها علياء بحنق وهي تراقب تلك المرأة، لا بل الحية التي تلتف حول زوجها تستدرجه بنعومة جلدها، كشرت عن انيابها واتسعت عيناها دهشة من ما تراه وهي تستعرض لحمها الرخيص له بحركات انثوية باتت قديمة،
تري زوجها كيف يتعامل مع المرأة التي اصطدمت به بوجه جامد و نبرة لينة، ذلك سوف تربيه، هو يشجعها، قضمت.

اظافرها وهي لمحاولة اخيرة تحاول الحصول علي سلام نفسي كي لا تلقي بوجه تلك الحقيرة، خاطفة الرجال كما تسمع في المسلسلات المصرية، وحينما انتهي من تلك الخبيثة تقدم نحوها وهو يجر حقيبته قائلاً بنعومة
- لولي
تنظر بعدائية نحو الخبيثة الشقراء
وكي تعلن ملكيتها شدت ياقة قميصه تلصق قبلة علي شفتيه لتعود ترمق الخبيثة بإنتصار، غمغمت بحرقة
- سالم انظر لها كيف تتفحصك وتتأمل كل تفصيلة بك، تلك الخبيثة سأقتلها.

وهو ليس معها
لقد قبلته
شدته وقبلته امام مرآي الجميع
بالكاد تخطي من صدمة المرأة الملتصقة به وهي تحاول اغواءه امام زوجته، لكن صغيرته الغيورة زادت من رصيد مفاجئاته، تمتم بابتسامة هادئة
- اهدأي يا حبيبتي، لا نريد التأخر للوصول للصعود للطائرة
دبت بقدمها علي الارض وطرف عيناها تتابع تلك الابتسامة السمجة من الشقراء، تحفزت خلاياها للفتك بها لتهمس في وجهه ببرود
- إن لم تدعني الآن سأمتنع عنك لثلاثة ليالي.

حدق بها مصدوما جراء ما تفوهت به قائلاً بلغته المصرية
- ايه؟
مطت شفتيها بعبوس وكأنها تمنع طفلاً من حلوته المفضلة و الحلوي هي بالطبع لتهتف بإصرار
- نعم، سأمتنع ثلاثة ليال
حدق لعيناها ثواني قبل ان يغمغم بجمود
- وإن ذهبتِ يا علياء سأمتنع انا عنك لثلاثة اسابيع
شهقت بفزع، وارتدت عدة خطوات للخلف صائحة
- ماذا؟!، اتتكلم بجدية؟، انت لا تستطيع الابتعاد عني يومًا
تأكد من فوزه تلك المباراه وقال بمكر
- وماذا عنكِ؟

سحقت شفتها السفلي وزعقت بقلة حيلة
- توقف ايها الخبيث الوقح، ليست مشكلتي انني احبك وارغب حبك
احتقن اذنيه حرجًا وهو يري توقف معظم من حولهم مستمتعون لمشاهدة مشاجرة الزوجان ليقترب منها ضاما اياها لصدره قائلا
- الجميع بدأوا يشاهدوننا يا مجنونة
استمع الي اعلان طائرتهما ليتلفت اليها قائلا
- انها اعلان طائرتنا هيا بنا
تمتمت بيأس
- هيا.

سارت بجواره وهي ينهي من جميع الاجراءت وما زال هناك حريقًا داخل قلبها، تود فقد صفع و ركل و قطع خصلات شعرها، دبت روح الثأر في روحها لتقول
- لقد نسيت ال،
حاولت ان تتملص من قبضته، هل هو مجنون ليراها تعارك امرأة لا قيمة لها، غمغم بإبتسامة
- اعرف ما تفكرين به، ولن اتركك
تأففت بضيق وصاحت بضجر
- اوووف سالم انت مزعج للغاية
وهو يذكرها ما سيفعله.

المدة الطويلة التي ستهلكه هو، يعلم ان اصدر قرار كهذا فهو من سيخسر امامها
- ثلاثة اسابيع صغيرتي
اقتربت تلتصق منه قائلة بنبرة ناعمة
- انت غير عادل سالم
بعثر خصلات شعرها المصففة بعناية وهو يتذكر وقوفها لساعات امام المرآة، لقد تغيرت صغيرته الثرية أصبحت تعتمد علي نفسها لأبسط الاشياء، ظن ان الاشياء الصغيرة ستقف عائقًا بينهما لكنها تثبت له كل يوم انها امرأة يعتمد عليها
قبل جبهتها قائلا وهو يحتضن خصرها بتملك.

- احبك يا شقية
دفنت رأسها في صدره وردت
- وانا ايضًا.

الطبيبة اخبرته ان الولادة القيصرية ستكون افضل لها
لكنها أصرت علي الولادة الطبيعية
هو عاند معها، خاصمها، وتحاشاها
لكنه عاد لانه لا يقدر علي الهجر
الهجر زاده شوقًا لها
واستسلم راضخًا
اقترب من مهدها وعيناه تفيضان دمعًا وحزنًا، مال يقبل جبهتها قائلاً
- يخبرني انك بخير عزيزتي، ولكن دعيني اتأكد، لا اريد سواكي، اتعلمين انني حتي الان لم اري اطفالنا، اريد ان اراهم معك.

أصر الجميع علي الرحيل، وبقي هو معها واطفالهما في الحضانة، لن يراهم سوي معها اقسم علي ذلك، يعلم انن يظلم صغيريه لكنها نجمته، وصغيريه سيعذرونه حينما يصبوا بداء العشق
سحب كفها ومال يطبع قبلة دافئة، دفن وجهه في كفها للحظات قبل أن يهتف
- كوني قوية حبيبتي كما عاهدتك
شعر بحركة يدها وتمللها، رفع عيناه اليها ليجدها تهذي بإسمه
- خ، خالد.

اختلج قلبه واقترب منها حتي يمتع عيناه ببريق عيناها، شكر ربه سرًا ثم همس بسعادة
- سارة
صورة ضبابية هو كل ما تراه، لكن صوته هو ما كان واضحًا، لمست يدها علي بطنها ثم صاحت بوهن
- هل هم بخير؟
ادمعت عيناه ومال يقبل كفها قبلات متفرقة وصاح بصوت متحشرج
- ينتظرونك سارة، لن المسهم حتي انتي تعانقيهما
وكأنها تنتظر تلك الكلمة، لتعطيه ابتسامة خلابة اسرت قلبه ثم تسقط نومًا مرة اخري، تنهد زافرًا بحرارة وقلب يخشي فقدان.

- عودي، عودي من اجلي واجل طفلينا، سأموت ان لم اراكي مرة اخرى.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة