قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله فصل ما بعد النهاية الأول

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله فصل ما بعد النهاية الأول

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله فصل ما بعد النهاية الأول

- اسرع يا خاااالد اعتقد انني سأموت
صاحت بها سارة وهي تحاول ان تلتقط انفاسها، الطريق لا يصل ابدًا للمشفي وهي علي وشك الموت. ، صاح خالد بنزق وهو يسب لاعنًا، انها توتره بشده، توتره بطريقة مرعبة اخافته
- ان الطريق مزدحم اتريدين مني ان اطير، دقائق وسنصل نجمتي
تنفس الصعداء حينما وصل الي المشفي، اصطف بسيارته امام المشفي وسارع متوجهًا الي بابها وما إن فتح قابل في وجهه إعصار كاترينا.

- اللعنة عليك ايها البربري المتوحش، سوف أموت بسببك
صرخت بها سارة وهي تكاد تسقط من ذراعيه الحاميتين ليردد بعبارات هادئة
- سارة حبيبتي اهدأي، ليس وقت سبابك وانت علي وشك جلب مولودين لي
تدفقت دموعها يئسًا علي حالتها وهي تشعر به يكاد يصرخ في بهو الاستقبال لتتقدم الممرضات يجلسونها علي كرسي متحرك وصوت ممرضة تهتف الي عاملة الاستقبال
- ابلغي الطبيبة بوجود السيدة سارة الحديدي.

ثم التفتت الي سارة المكفهرة الملامح، شاحبه الوجه وقالت بنبرة ناعمة
- لا تقلقي سيدتي كل شيء سيتم علي خير وسيتلاشي ألمك فور رؤيتك لطفليك
انفجرت في البكاء حسرة علي حالها وعلي ما ستعانيه في الداخل، تمتمت السلامة لطفيلها ثم التفتت بشراسة تحدج خالد بنظرة مميتة
- انت السبب يا خالد، انت السبب، ربطتني بيك بعيلين والمرة الجاية ناوي علي كام ها؟

مشاعر كثيرة غلبت عليه، وهو وقف عاجزًا يكاد يموت خوفًا عليها وعلي طفليه، يتذكر خبر معرفته انهما توأم بل انثي وذكر، غمغم بضيق لم يستطيع اخفاؤه
- اهدأي نجمتي انتي تحملين انثي في احشائك رغم اصراري ان يكون كلاهما ولدين
جذبت سترته وصاحت بعدائية وعيناها عبارة عن أسنة من اللهب
- ايها المتوحش، الاناني اهذا جل همك، بعد أن اضعهما لن اجعلك تلمسهما، ولن اجعلك تمسني ابدًا والقي برأسك البائسة هذه في اي حائط.

- ساراا ماذا ستفعلين في غرفة الولادة هل ستبلغيهم عن ليالينا
صاح بها بتهكم لتجحظ عيناه حينما عضت سارة بإسنانها علي قبضة يده، انفلت بصعوبة من براثنها وصاح متأوها
- ايتها الشرسة، الا يكفيك انك قمتي بعضي في صدري وبعض مناطق اخجل ان اقولها امام النساء
جحظت سارة عيناها ثم لكمته بقوة علي صدره وصاحت بنزق
- ايها الوقح، انت تخجل وامام النساء، اتصل ب ليان اريدها انا.

وضعت في غرفة استعدادًا لغرفة الولادة، لتتقدم الطبيبة بابتسامة وهي تتفحصها لبضع دقائق، ثم هتفت بهدوء
- اهدئي سيدتي، حسنًا سنضعك هنا لفترة من الوقت، انظري لتلك اللوحة واخبريني الي كم من العشرة تشعرين بالالم
نظرت الي اللوحة التي يوجد بها عشر درجات من الالم، تمسكت بقوة علي بطنها وقالت بإلم
- هل يوجد احدي عشر!، انه مؤلم فظيع، اعطيني يدك لودي
انتفض خالد مبتعدًا وصاح بسخرية.

- ماذا ألم ترحمي جسدي الذي تشوه بفضلك اتريدين التخلص من ذراعي
ضيقت بعيناها الي الممرضة التي تأكل زوجها اكلاً، الوقحة تتجرأ وتنظر له، صرخت غاضبة
- ومن وجههك حتي لا تنظر اليك تلك الممرضة اللعينة
انفجر ضاحكًا وهو يقترب منها، جلس علي طرف الفراش ثم غمز بعيون لامعة
- ومن انا اري نجمتي؟، ماذا تخبرك عيناي؟
اقتربت تضع يديها علي وجنتيه، مالت برأسها علي جبهته وهي لثواني تستجمع شتات عقلها، رفعت بعيناها وهمست.

- حبيبي، عدني انك ستحبهم كثيرًا، كثيرًا لودي
مال يلثم كفها وقال وعيناه تفيضان حبًا جمًا
- سأحبهما لانهما منك
وأصرت بيأس للمرة الثانية
- عدني خالد
اختلج نبضات قلبه، لثواني حدق الي عيناها محاولاً سبر اغوارها، يريد معرفة لماذا تصر عليه بطريقة مُلحة، طمأنها بعيناه قائلاً
- اعدك نجمتي.

صاح زين بعيون لامعة وهو ينظر الي المتجر المخصص للنساء
- أأنت جاهزة للتسوق مع بابا؟
مال ينظر الي صغيرته التي تلعب بأزرار قميصه وقال بصوت خفيض
- سأجلب لكِ الحلوي حبيبتي ثم سأجلب حلوي خاصة لماما
نظرت اليه ليان بعيون لامعة وهي تصفق بمرح، ليخرج من سيارته حاملاً إياها معه لاول مرة، المربية اعتذرت بسبب مرض والدها المفاجيء وليانه في عمل هام للغاية.

دلف الي المتجر دافعًا عربة صغيرته وعيناه تجول بتفحص متقن علي المعروضات، ومال بنظره ينظر الي المعروضات، ليمد بيده يستشعر نعومة القماش، انتبه علي وجود ظل امامه وإمراة تساله بلهجة ناعمة عملية
- اتريد ان اخدمك بشيء سيدي
لم يرفع ببصره حتي، عيناه علي المعروضات وصغيرته نائمة علي عربتها الخاصة متشاغلة النظر بإنبهار الي الاضواء اللامعة في المتجر، هتف بجمود
- لا شكرًا اعلم ما اريده.

لاحظ ترددها في وقوفها ثم عرضت مساعدة
- اتريدني ان اساعدك بالطفلة
اجاب بنفاذ صبر وعيناه التقطت ما يرضيه
- لا شكرًا
انسحبت الموظفة بهدوء كي تحفظ ماء وجهها
- حسنًا، إن احتجت اي شيء ابلغني
التقطت يداه قماش اسود ثم العديد من الالوان التي لم يراها عليه قبلاً، ابتسم برضي تام كونه انهي في وقت قصير وهو يتعجب من ليان التي تظل لفترة طويلة في التسوق، اقترب من صغيرته وقال.

- انتظري هنا حبيبتي وتناولي تلك الحلوي ريثما ادفع الحساب
التهمت ليان الحلوي بتلذذ وهي تنتظر عودة والدها القريب منها، ابتسم بعملية حينما سحب الحقائب وما إن التفت الي صغيرته كانت الطامة الكبري...!
غر، ساذج يقبل صغيرته وهي مذعنة، هاجت شياطينه واقترب قابضًا علي قميص ذلك الفتي وصاح بغضب
- ماذا تفعل يا هذا؟، بل كيف تجرأت علي صغيرتي
ابتسم الطفل بنعومة ورد
- انها جميلة، للغاية.

ازدادت عيناه اتساعًا وصاح بلهجة محذرة
- يا متبجح ولك عين تخبرني، اغرب هيا قبل ان اصفعك علي مؤخرتك
فر الطفل يختبيء بين احضان والدته والتفت الي صغيرته التي نظرت اليه بجذابيه، غمغمت بإبتسامة ناعمة
- بابا
اقترب من عربتها وصاح بلهجة غاضبة
- ألم أخبرك انه لا يوجد قبلات من رجل سواي
وهي لئيمة، خبيثة، ما زالت تهتف اسمه بنعومة ودلال كبير ورثته من ليانه
- بابا
عيناه ملبدة بغيوم داكنة، ضيق عيناه وقال.

- ألم أخبرك ألا تقبلي رجل غيري
هزت رأسها قائلة
- نعم
ابتسم برضي وقال بنبرة محذرة
- لا يوجد قبلات بين الصبي والفتاة
رفعت يدها تتحجج علي حديثه
- لكن...
قاطعها بصرامة
- ماذا قلت؟
مطت شفتيها بعبوس طفولي وهمست
- انها بريئة بابا
- أتريدين أن اعاقبك ليان؟
انكمشت ملامحها للخوف من ملامح والدها الغاضبة وهمست
- لا
غمغم وعيناه تتفحص الي ما تصل اليه اللئيمة الصغيرة
- إذا ماذا ستفعلين؟
لمعت عيناها ببريق آسر وقالت مصفقة يداها.

- قبلة من الخد فقط
صاح محذرًا
- ليااااان
تمتمت بعبوس
- انها بريئة بابا
سب خالد ليمرر بإنامله علي خصلات شعره قائلاً
- لقد افسدك عمك، سحقًا لخالد
تمتمت الصغيرة بإعتراض
- ماما منعت الشتائم في المنزل، بابا
تمتم بتوعد
- حسابك عسير حينما نعود ونحن لسنا في المنزل صغيرتي.

وصل الي المنزل وتبقي وقت قصير علي عودة ليانه، وضع حقائب المشتريات في فراشهما، وحمل صغيرته يضعهاعلي الاريكة لتبرم شفتيها بعبوس
- الحلوي بابا
هز رأسه نافيًا واقترب منها قائلاً
- لا انتِ معاقبة صغيرتي، لكن ما حدث سيظل ما بيننا سر
كانت علي وشك البكاء، لكن ما ان استمعت الي صوت والدتها صمتت، غمز زين بشقاوة
- ها قد اتت ماما من العمل
القت التحية ثم ضيقت عيناها تهتف بقلق.

- لا احب رؤيتكما معًا، ما هي خطتكما الشريرة؟
غمغم بنبرة هادئة
- لياني، يوجد لدي هدية لك في غرفتنا
اندهشت ملامحها وصاحت
- هدية؟!، ما المناسبة؟!
غمز بمكر وقال بنبرة ذات مغزي
- تفحصيها
شيعها بنظراته حتي اختفت الي الغرفة، التفت بنظره الي صغيرته وقال بلهجة آمرة
- وانتِ يا صغيرتي حان وقت النوم
هزت رأسها صاغرة وهي ترفع ذارعيها بغية التقاطها ولبي ندائها ليرفعها الي ذارعيه وسقطت صغيرته نائمة بعد دقيقة علي كتفه!

- اللعنة زين، ما تلك الأشياء التي احضرتها؟
صاحت بها ليان بفزع وهي تفرغ ما بداخل الحقائب،
تتفحص كل قطعة بصدمة و لسان شل عن التحدث، توقفت عن البحث كالمجنونة حينما التقطت يداها قطعتين لا تعلم ما بدايتها مجرد خيوط متشابكة تجمعت معًا ليتكون ما يسمي ثوب!
- لانجري
جاء الرد البارد ولكن هذا ليس الرد علي سؤالها، تغضنت ملامحها لتصيح بقرف
- اعلم ما هذا الشيء، لكن ما مناسبته؟
غمز بمكر وبريق لامع يتلألأ سماء مقلتيه.

- ارتدي ذلك الاسود سيبدو عليك...
ليلعق شفته السفلي وترك التفاصيل الدقيقة في عيناه
عيناه تتحدث عن النعيم
عن نعيم لم تطأه بعد في عالمه!
تدفقت الدماء الي كلا وجنتيها وجف حلقها للحظات
واي رد ستمتلكه بعد أن أفرض جيوش مملكته امام قلعتها الغير محصنه
- انت، انت تمزح صحيح
غمغمت وهي تنزع عيناها انتزاعًا من عيناه، لتسترسل بخجل
- انظر إلي، لقد ازداد وزني كثيرًا لن استطيع ارتداء ذلك الشيء.

سافر بعيناه متأملاً تلك التفاصيل التي تتحدث عنها، اي ازدياد وزن لقد عادت لحمية غذائية قاسية تهلكه هو شخصيًا وهو يراقب امراة تذبل يومًا عن يوم، راقب فتحة عنقها وهو يتحدث بحسية مثيرة لاعصابها
- بربك ليان، انا واثق انه سيلائمك، لقد اخترته بنفسي
وصل لنقطته عندما وجدها تزدرد ريقها بتوتر و تلعب بأناملها علي طول جيدها وهي تقول بخجل
- هل ابتعته من المحل بنفسك؟

اومأ موافقًا وعيناه تراقب بشغف كل فعله وكل حركة خرقاء تفعلها لكي تشتت انتباهه
- نعم
اغمضت جفنيها وهي تلتقط القطعة مرة اخري وتسأل بأرتباك
- هل، هل طلبت المساعدة من احدي ال،
اجاب بحسية بعثر كيانها وجعلها تكاد تميد ارضًا
- لا لم احتاج لامرأة لإنها لن تعلم جسد زوجتي كما أعلم انا.

ما الذي دهاه؟! بل ما الذي أصابه ليتحدث هكذا وكانهما بمفردهما متناسيًا وجود فرد اخر يلتقط كل حرف يصدر من شفتيه، زمجرت بعصبية أقرب من كونها توسل
- زين أرجوك كف عن وقاحتك
فصل المسافات بينهما ومال يقرص وجنتها ليدفن شفتيه عند اذنها هامسًا بصوت اجش ارسل تيارات كهربائية عنيفة لجسدها
- الوقاحة لم تبدأ بعد لياني
رنين هاتفه جعله يسب المتصل، اللعنة حتي في منزله، رد بإقتضاب ما إن رأي رقم المتصل
- ماذا يا رجل؟

للحظات صمت يستمع الي المحدث ثم قال بنبرة بائسة وهو يلعن ابن عمه الذي افسد ليلته
- اظن انه قد حان وقت الولادة.

يؤلمه منظرها للغاية وهي تتحمل الآلآم لقدوم طفلهما، مسح حبات العرق المتصفدة علي جبينها وقال بنبرة مطمئنة
- سيصبحان بخير لا تقلقي
تشبثت بقوة يده وهي تحارب بقوة لاخراج صغيريها الي الحياة، لتملأ حياة قبطانها مرحًا وصخبًا، رفعت عيناها الذابلتين اليه ليشجعها بعيناه وهي تستمع اليه فقط غير مكترثة لصوت الطبيبة
- هيا عزيزتي افعليها لاجلي
وهي تحاول، تبذل مجهود ينفذ كل طاقتها لتسمع الي صوت الطبيبة.

- لقد ظهر رأس الطفل الأول
تهللت اسارير خالد ثم عاد بنظره اليها، يحثها بقوة ان تصبر وتتحمل كل ذلك الالم البادي علي قسمات وجهها قائلاً
- هيا حبيبتي، هيا حبيبتي انتِ قوية
اغمضت جفنيها وضغطت اناملها بقوة علي قبضة يده، وهي لثواني تحارب لاجله فقط، لاجل جلب السعادة له
هللت الطبيبة وهي تخرج الطفل الاول
- انها فتاة.

انصتت سارة بصعوبة الاستماع الي صرخة طفلتها الاولي للحياة لتنشرح اساريرها وخالد يقترب هامسًا في اذنها
- بقي طفلنا حبيبتي
رفعت بعيناها المجهدتين قائلة بصوت واهن
- ستحبهم خالد
لقد رأت تلك النظرة في عيناه مرة اخري، تلك النظرة التي رأتها مرة واحدة فقط حينما سقطت في عرض البحر بغية البوح بمشاعره، تمتم بنبرة اجشة
- سأحبهم.

مال يمسح حبات العرق برقه ثم يتمتم في سره ادعيه تحفظ زوجته ويخرجها بصحة حتي استمع الي صوت الطبيبة
- ظهر رأس الطفل
استمع الي همسته بإسمه منها
- خالد
تقابلت اعينهم
وبقي محدقًا في عيناها بعشق جارف
تمتمت بصوت ناعم
- احبك
- وانا اعشقك نجمتي
اغمضت جفنيها براحة ما إن استمعت الي صراخ طفلها الاخر
- وها هو جاء المولود الاخر.

انشرحت اساريره الي طفله الاخر الذي جلب للحياه، عاد بنظره اليها يخبرها ان غرقة الولادة تمت علي خير ولا داعي لكل ذلك الذعر لكن انقبض قلبه ما إن رأي جفنيها المنغلقة وصوت الممرضة كسرت آمله لتفتح عيناها مرة اخري اليه
- دكتور معدلاتها الحيوية تنخفض بسرعة
صاحت الطبيبة بتعجل
- جهزي غرفة العمليات هيا واستدعي الطبيب ويليام
وقف متخشبًا لبرهة يراهم يكممون انفها بذلك القناع المخيف، هتف مذهولاً
- ما، ماذا يحدث؟

لم تجد الممرضة سوي سحبه خارجًا وبنفس البرود صاحت
- اسفة سيدي عليك الخروج الآن
اغلقت الباب في وجهه وبقي محدقًا الي الباب المغلق بذهول
- ماذا حدث؟!، سارااا
انها المرة الرابعة، الرابعة ليضع ذلك الاختبار مرة اخري، تحجرت دموعه وسقط علي الارض وعيناه تنظر الي الارض بتيه شديد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة