قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل السادس والعشرون

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل السادس والعشرون

رواية شرقية غزت قلبي الجزء الثاني للكاتبة ميار عبد الله الفصل السادس والعشرون

حبيبتي لدي الكثير لأقوله
لدي الكثير لأبوح به
لدي الكثير ما يضمر داخل صدري
لكن استجيبي لي، دعيني امتع عيناي بقهوتك الدافئة
دعيني أن أشعر بيدك تستجيب لضغط يدي
حبيبتي لدي الكثير
الكثير من الاعترافات
الكثير من الأحاديث احتفظ بها لك
أفيقي، بالله عليك أفيقي
لا أستطيع وصف الشعور الذي الم بي بسهامك التي اخترقت دفاعات قلبي الحصينة
حتي اصبحت صريعًا في هواكي نجمتي
احببتك، اه والله احببتك
لم اكذب، ولن اكذب.

بكل نبضة تتأثر بقربك
بكل خفقة تترد بأسمك
أصبحت اسيرًا لكِ.

استند على الحائط بقوة خائرة لا هو بقادر على أن يرتمي ارضًا ولا هو بقادر على اقتحام غرفتها مرة أخرى، لم تستجيب له، لم تهز رأسها، لم تضغط بأناملها على كفه وهو كان على وشك أن يلفظ انفاسه الاخيرة بعد ان صرح لها، توقع ان ترد أو تفتح قهوتها المحلاة وتبتسم أو تعاتبه بنظراتها، أي شيء لكن ليس الصمت، صمت غير مقارن بخفقات قلبه التي أشبه بحلبة ماراثون، تضج بقوة يشاركه صوت نبضات قلبها الرتيبة من خلال الجهاز الصغير، إلى الشيء الوحيد الذي يعلن انها حية فقط، حية بلا روحها.

تري كم مر على رؤيته لها؟ يومين فقط وهلاك آخر حطم صبره، قضى نهائيًا على أعصابه الثائرة تشنج عضلة فكه بعنف وهو يشعر بحركات غير عادية في غرفتها، رباه لن يحدث هذا، لن تموت، هلعت الممرضة والطبيب الذي استجاب لها لم يكد يوضح صوتهم او يتمعن في ملامحهم، كل شيء له كان مبهم، غير مفسر ك الشفرة.
يشعر بأنه يتلفظ انفاسه الاخيرة حينما شعر بيد تربت على كتفه استدار له وهو يهمس
- لم تستيقظ
هز زين رأسه متفهمًا وقال.

- يجب عليك ان تذهب للمنزل حالتك الصحية متدهورة للغاية لا تتناول الطعام وبالكاد تشرب المياه ليلاً رغم اننا في رمضان، هذا سيؤثر سلبًا على صحتك خصوصًا.

إن كانت حالته الصحية المتدهورة ف ماذا عنها؟ الطبيب يطمئنهم انها بخير لا يوجد شيء يثير للريبة لكن كيف يصدق عقله ويأبى نبضات قلبه التي تخبره حتى ولو استفاقت لن تعود كما هي، شيء سيتغير بها، بهت للحظات وهو يفكر ان لم تعد ترغب برؤيتها له مرة اخري، هز رأسه يائسًا وهو يحارب وسواس شياطينه، نجمته مختلفة عن النساء اجمع، متأكد من ذلك وإلا لم انجذب لها قط، لم انجذب لروحها كليًا، وإن كان على الطعام فكيف سيتناول ويستطيع المتابعة و حياة أخرى على المحك، بل ينتظر بين الفينة والأخرى خبر استيقاظها...

مشاحنات و نظرات نارية من الأب له ونظرات مشفقة من الأم وهو غير عابيء بل يتحكم في اعصابه كي لا يتهور بمن يخبره بكل عنجهية بالذهاب وان ما يفعله هباءًا، ان كان في زمن آخر لكان لكم المدعو بشهاب الذي مصاحب زوجته ونظرات الاثنين لم تسأمان من أخذ مآربهم وكأنه يخضع لاختبار نفسي وعصبي لهم
بالكاد تمتم بضياع وعيناه معلقة على باب الغرفة باستنجاء متمتمًا عبارات سريعة مناجية
- تفق فقط.

بقي زين والجميع ينتظر خروج الطبيب على احر من الجمر، النافذة الزجاجية مغطاة بالستائر الداكنة، استرق النظر لحماه الذي يقف بعجز وملامحه تزداد شحوبًا وزوجته تزداد تمسكًا وتعلقًا به، همس بصوت خافت
- لم اكن اظنك ستبوح بمشاعرك للجميع
التفت الى ابن عمه بحدة أين يريد الوصول من كلماته؟!
- وهل ظننتني مثلك اظل اخبىء واخبي حتى اتعس من حولي، لست مثلك زياد ولا أشعر بالحرج اطلاقا من ما أفعله.

لم تهتز عضلة في وجه زين سوي من نبض نحره الذي ينبض بقوة، نكس رأسه ارضًا وهو يمسد عنقه لينظر الي الطبيب الذي خرج فجأة وملامح الابتهاج تعتلي ملامحه ألقي بنظرة الي خالد الذي أدار بوجهه عنهم مستمعًا الي الطبيب الذي يتحدث بهدوء وملامح هادئة ثم إلى زفرات الجميع حتى شعر بتذبذب جسد خالد من تلك التنهيدات الحارة لينظر الى الجميع وملامح الابتهاج تسود وجوههم التعسة، رباه هل، وقبل ان يكمل ما طرأ في علقه علق بصره الي والدتها هي بالكاد تهمس.

- لقد أفاقت
هنا تراخت عضلاته المشدودة وهو يستند على الجدار وابتسامة سعيدة تتزين ثغره، أغمض جفنيه للحظات وفتحهم حتى لا يظن ان ما يحدث له حلمًا، بل واقعًا، نجمته الجميلة فاقت
شعر بيد زين علي ذراعه وهو يقول بابتسامة
- استجاب الله لدعائك
ولسانه يردد بكلمة واحدة
- الحمدلله.

همهمات الجميع من حولها وعقلها أصبح يسبح في ملكوت آخر، تشعر بروحها ملتصقة بجسد اخر غير جسدها، ماذا حدث لها؟ هل تأثر دماغها بذلك الشكل الرهيب الذي جعلها تبتسم ببلاهة للجميع، عائلتها كلها هنا ندى وشهاب وليان وزوجها ووالدها ووالدتها، غصة ابتلعتها ببطء وهي تري دموع والدها وهو يقبل جبينها ويهمس بكلمات غير مترابطة جعلها ترتعش بقسوة، ماذا فعلت؟!، كيف وصلت لتلك الحالة؟، لا تتذكر اي شيء، أي شيء كل شيء في ذاكرتها ضبابي، لم ترد التحدث بذلك الأمر لا تريد أن يهلعوا لذلك همست بمشاكسة.

-ايه ده كل الحلوين متجمعين هنا، هو انا هنا من امتي؟
قرصتها ندي بخفة على وجنتيها اليسرى لتتأوه سارة بوهن
- اوعك تاني مرة تخضينا عليكي انتي فاهمه؟
ثم القت نظرة نحو شقيقتها التي تبكي بنواح وابتسامة تزين ثغرها وهي قابعة بين احضان زوجها الذي يهمس في اذنها بكلمات مطمئنة ابتسمت بسعادة وهي تغمز بعيناها لندي
- لي لي واضح كده ان جوزك معرفش يأثر عليكي جامد زي زمان.

شهقت كلا من سعاد وليان لتنفجر ندي خائرة في الضحك مما جعل شهاب يزجرها بعينه، كشرت ليان عن أنيابها وصاحت
- قليلة الادب
تصنعت سارة الخوف وهي تنظر الي سعاد باستنجاء
- ماما
ابتسمت سعاد وهي تنظر اليها مليًا
- اوعك تخضينا عليكي تاني
قطبت سارة حاجبيها ليعود القلق يتصاعد في قلبها، تري كم يوم استمرت هي في تلك الغيبوبة، تحاول أن تعود لأحداث تلك الليلة بقوة لكن المحاولة باءت بالفشل لتهتف بحذر.

- هو انا كنت في غيبوبة قد ايه؟
امسك ابراهيم كفها الايسر بحنو وهو يقول
- كتير علشان تخضينا عليكي يا شعنونة
ابتسمت وقد تحجرت دموعها المهددة بالانهيار لتهرب من مشاعرها بطريقة واحدة فقط، وهي المزاح
- بيبو والله يا حاج انا افتكرت انك استريحت من دوشتي
نظرت نحو زين الذي استأذن مغادرًا ثم إلى قرب ليان منها ليقول إبراهيم وهو ينظر الي كلا ابنتيه بعاطفة ابوية
- هو انا ليا عندي أغلى منكم.

شهقة منفلتة خرجت منها لترى ليان تبكي بصمت وهي تحتنضه بقوه، لتزيح دموعها باناملها ثم القت نظرة عابرة للجبيرة حول ذراعها الأخرى لتقول
- سوسو هتزعل مننا
التفت ابراهيم وهو ينظر الي سعاد ليقبل كفها وهو يهمس بحنان
- دي قلبي، هي عارفة قد ايه معزتها عندي
سمع عدة نحنحات من الجميع واولهم شهاب لتهتف سارة بشقاوة
- طلعنا بره الحسبة يا لي لي
عدة طرقات هادئة علي الغرفة تبعها دلوف الطبيب وهو يبتسم بود ل سارة.

- حمد لله علي السلامة
تيبس جسد سارة وهي تنظر الي عينا الطبيب العسليتين كلا بل الاخضر اللعنة لا تعلم أي لون هما، رمشت بأهدابها الكثيفة عدة مرات وهي تزيح تلك الغمامة التي ظللت عيناها، ورغم كل شيء بدأت تتأمل بهدوء ملامحه الوسيمة، ليس خارق او ملامحه رجولية طاغية لكنه وسامته هادئة، همست بالقرب من أذن ليان
- هو الدكتور ده مز ولا انا متهيألي؟!، طب بصي كده هو لابس خاتم ولا لأ، علشان اعرف واطمن.

جحظت عينا ليان بصدمة من وقاحتها، بل من جرأتها، اللعنة ان آتي زين الغرفة ورآها تتأمل رجلاً لن يكون هينًا معها ابدًا، تعلمه جيدًا لقد جربت نوبات غيرته مرارًا ليست مستعدة أن تضحي بنفسها في ذلك اليوم تحديدًا،.

ابتلعت ريقها ببطء وهي تفكر في القبطان، إن علم أو رأي انها تتودد إلي الطبيب المعالج لها، يكفي انها استمعت من زين انه لا يدع لعقله التفكير لبرهة بل يترك قبضته هي من تتحدث ووقتها تذكرت حينما ردت عليه وانت ايضًا زين حينما تصاب بالغيرة العمياء لا تدع لعقلك التفكير بمنطقية بل تستعرض بنيتك عليهم وتلك النظرة التي القاها لها دمرتها كليًا وهو يجيب بنبرة عابثة لا اتذكر ليان كل ما اتذكره ان معاقبتي لك هو شيء تجعل المهرة الجامحة التي بداخلك تستلم لي بل تشاركني بتوق تصاعدت الحمرة متدفقة لوجنتيها حينما تركز ببصره كثيرًا لشفتيها ثم لجسدها بنظرة تحمل الكثير،.

استفاقت من شرودها سريعًا وهي تهمس لساره بحدة طفيفة
- نامي يا سارة، نامي
نظرت لها سارة بدهشة توقعت انها لم تعبأ بما قالته، ثم أي نوم تريده لقد كانت في غيبوبة منذ بضعة ساعات قبل أن تستفيق كليًا، تنحنح الطبيب وقال موجهًا حديثه لها
- حمدلله علي سلامتك يا انسه ساره، ليكي قاعدة جماهيرية كبيرة هنا، ارتاحي دلوقتي بكرة ان شاء الله هنعمل شوية فحوصات روتينية
- اكيد.

بدا الجميع ينفض من حولها لتشعر بقبلاتهم الدافئة على جبهتها ووجنتيها لتبتسم لهم بشرود وحينما دلفت الممرضة بعد ثواني منذ دلوف الطبيب استسلمت للنوم بهدوء غافلة عن أعين زمردية كانت تتابع كل حركة وكل ايماءة وكل ضحكة بلهفة وكأن الروح ردت اليه بعد مغادرته من موضعه منذ ايام، وضع كفه على نبضات قلبه الثائرة يستنجده بأن يهدأ ولو قليلاً ولكن كيف يهدأ وكل ضحكاتها كان ينظر اليها بوله وعينان براقتان تراقب بذهول كيف تضحك، وكأنه أول مرة يرى امرأة تضحك، ازدادت معدل خفاقته فور ان تذكر ضحكتها التي راقصت دقاته عشقًا وولعًا ليتنهد بحرارة.

- الرحمة يا الهي، افقدتي صوابي سارة.

- جدوووو
صاح بها يامن بقوة وهو يهبط من الدرج بخطوات سريعة مما جعل الجد والتي بصحبته تنتفض هلعًا لتقول بهدوء
- براحة يا يامن شوية
تيبس جسده لبرهة وزادت ملامحه ابتهاجهًا وهو يسرع باحتضانها
- ايه ده هند هنا؟ امتي جيتي ومحدش قالى ليه؟
ضحكت برقة وهي تخفض بقامتها لمستواه لتقول بنبرة تعيسة
- باجي يوميًا بس فيه واحد كان معتزل عن الكل
زادت ابتسامته اتساعًا وزاحت الغمامة الداكنة من مقلتيه وهو يهمس
- وحشتيني.

ضحكت برقة وهي تنظر الي مرتضي بأبتسامة ناعمة لترد بمشاكسة وهي تقرص وجنتيه بخفة
- يا بكاش هعمل نفسي مصدقاك
ضحك وهو ينظر إلى جده قائلاً بسعادة منتشية
- سارة فاقت يا جدوو، انا لازم اروحلها حالاً
تنهدت هند براحة كونها تعلم انها من أعز أصدقائه رغم فارق السن بينهما، ارتسمت الراحة على وجه الجد ثم عاد للعبس قليلاً
- حالا ايه يا مجنون بكرة ان شاء الله هنروح انا وانت.

كشر يامن عن أنيابه مستعدًا للخوض في معركة ملحمية عن جده وحينما هم بقول شيء قالت هي بهدوء
- طيب يا عمي انا هستأذن بقي وهروح
أومأ مرتضي رأسه بتفهم وهو ينظر إلى حفيده بتوعد
- السواق هيوصلك يا هند
- انا هوصلها يا بابا
صدر الصوت خلف مرتضى لتتهجم ملامح هند للضيق وهي تكتف ذراعيها وترتسم ابتسامة صفراء نحوه ليبادر بهدوء
- اتفضلي.

طبعت قبلتان على وجنتي يامن ثم صافحت مرتضي لتنظر اليه من رأسه لأخمص قدميه ب نظرة مستهزئة وبعدها انطلقت كالرياح نحو سيارته، عض راشد شفتيه وهو يعض أنامله في راحة يده ليستأذن بلطف ثم لحق بمجنونته قبل ارتكاب أي شيء لسيارته
تقابلت نظرات الجد والحفيد للحظات كلا منهم يرسل إشارة ورسالة ذات مغزى ليقول يامن
- هو ايه اللي فاتني؟
ضحك مرتضي بهدوء مغمغمًا بغموض
- كتير.

تتصنع الغضب، فأتصنع اللامبالاة
تتصنع اللامبالاة، فأحرقك بنيراني
لذا خذ حذرك ايها التنين الوحشي، فأنت لا زلت تعلمني جيدًا.
طريق العودة للمنزل هاديء، هاديء للغاية سوي من نظرات حارقة تحرق موضع راشد، تعبث بهاتفها عن تطبيق الواتس اب تستطلع اخبار جدتها من هنادي لترد بعد عدة دقائق ان كل شيء يسير علي ما يرام،.

تنهدت بإرتياح لتعود النظر الي ساعده العضلي بتوتر وهو مشمرًا قميصه عن ساعديه، يالهي ذلك الرجل سيقتلها يومًا، جذاب للغاية في حلته الرسمية ومهلك جدًا حينما يتخلص من ربطه العنق ويحل ازرار القميص العلوية، ارتعشت شفتيها من قبلته يوم عقد قرانهم كانت كالحلم لها، ملمس انامله الدافئة علي خصرها ثم طاف بإناملت مرورًا من عنقها الي فقراتها العنقية كانت تلك اللحظة سيغمى عليها من فرط الخجل، تدفقت الدماء الى وجنتيها لتشيح رأسها فورًا تنظر الى الطريق الهاديء المختصر الذي يسلكه لمنزلها متنهدة بحرارة عن تفاصيل ذلك اليوم الرومانسي تستعيد كل ثانية ودقيقة بأمل أن يتكرر ثانية.

- مش بشوفك كتير
صاح بها بصوت ابح رجولي منتشلا اياها من غيمات غرامها لتسبه علي الفور وهي تستعد ببطء وتركيز مشتت الي المشاجرة، سحبت هواء مناسبًا وزفرته علي مهل بهدوء ثلجي ونبرة اللامبالاة وصلته علي الفور
- زي ما انت مشغول انا مشغولة
لاحظت انقباضات وجهه لتبتلع ريقها بتوتر، أأخرجت التنين من مكمنه؟ ام يستعد لإطلاق النيران المستعرة من انفه، زفر بحدة وهو يمرر بانامل يده الاخري علي خصلات شعره الكثيفة
- هند.

نطقها بحذر و نبرة تهديدية، ماذا؟ اغاضب هو؟ وماذا يفترض بها أن تفعل؟، اتسكت مثلا، كلا لقد جاءت تلك الفرصة على طبق من فضة
- مش بترعب زي زمان خليك عارف كده
ابتسم من بين شفتيه وهو يتابع طريقه بهدوء ليسترق النظر نحوها وقد اعترف انها اخيرًا تخلصت من تنانيرها المهكلة لأعصابه واستبدلتهم بسراويل عميلة، صمت للحظات قبل أن يهتف بهدوء
- هند انتي مضايقة اني مش بكلمك يوميًا.

للحظة ودت أن تصرخ في وجهه، اللعنة ذلك التنين ستوسعه ضربًا ايسأل بعد؟ لولا زيارته الوحيدة لمنزل جدتها واعتذاره وقضائه بالكاد حتى موعد الإفطار ثم ذهابه السريع كانت ستزيد من رصيد غضبها لحد اعلى، لكن كل ذلك خرج بصوت بارد وهي تكتف ذراعيها على صدرها
- لا اطلاقا وهضايق ليه يعني، ده انت حتي مش جوزي علشان اضايق ولا حتي حد مهم ظهر في حياتي فجأة، وقف العربية هنا انا هاخد تاكس.

اغمضت عيناها فورًا ما ان رأت أنها أخرجته، احضرت تنينه الوحشي، شعرت بتقلص حجم السيارة فجأة حينما دار نحوها وهو يهتف بحنق
- هند مبحبش شغل العيال ده
همست باستفزاز وهي تدير بجسدها في مواجهته ليتراجع جسدها فورًا ملتصقة بالباب والعقل يخبرها انها خاسرة ومن الجولة الأولى
- اعتبرني عيلة يا سيدي بص لو هنفضل بالطريقة دية كل واحد يروح في حاله.

اختتمت عبارتها بأن ترجلت من سيارته وهي تكبح دموعها من الانهيار هي على شفا جرف من البكاء في قارعة الطريق لكن ليس أمامه، رباه ما به؟ لما هو معقد؟!
- هند
همس بها بنفاذ صبر حينما سحب ذراعها لتصطدم بصدره، أغمضت جفنيها بقهر حينما شعرت انها محاصرة بين ذراعيه لتهمس بهذي
- انا غبية وعبيطة اصلا المفروض اعرف انك وقت ما تاخد اللي عايزة بعد كده بترميه ولا كانه زبالة او حشرة.

زفرات حارة علي وجهها جعل شفتيها ترتعش وارتجف بدنها من همسته الحانية
- هند
لما ينطق اسمها؟، لما يحاول ان يجعلها تخرج من ثبات عقلها، يخمد نيرانها المستعرة من نطق اسمها فقط صرخت هادرة
- بس بقي كل يوم عندي امل لما بروح بيتك اشوفك ولو بالصدفة لكن ازاي؟، كل يوم برا من الصبح لاخر اليوم بشوفك علي وقت الفطار ولا حتى بتتصل بيا زي اي اتنين مخطوبين بس للاسف احنا متجوزين.

تنهد بحرارة وهو يضمها بين ذراعيه حامدًا ان الطريق هاديء وانارة الطريق خافتة بل بالكاد منعدمة، ضمها بين ذراعيه ببعض القوة وهو يشعر بتملصها وعراكها الساذج وهي تضربه على عضلات صدره بوهن تخرج طاقتها ومخزونها أمامه وحينما دفن رأسه في عنقها ارتعش جسدها فورًا من وخزات لحيته علي بشرتها، سكنت للحظات وهي تشعر بتنفسه يزداد ثقلاً هامسًا بجوار اذنها
- هند انا اسف.

فقط، هذه هي الكلمة!، لا تريد تلك الكلمة تريد قصائد من الاعتذارات وتغير في السلوك، يتوقف عن بروده واهماله لها وكانها لا تعني له شيئًا، اشتعلت شياطينها وحاوطتها من كل جهة لتضربه بقوة علي صدره ب كفيها وهي تصرخ هادرة غير عابئة تمامًا انها قارعة الطريق
- اسف، انا اللي اسفه واضح أني تاني مرة للاسف بحط مشاعري لشخص ميستاهلش
تيبس جسده للحظات من ما قالته ليرفع عيناه نحوها قائلاً
- انتي قولتي ايه؟!

زمت شفتيها بعبوس وهي تطرق وتدب على الأرضية الخشنة بانهيار
- انا بكرهك
ثم سارت عدة خطوات متعثرة هاربة منه وهي تكاد تضرب رأسها في الحائط، غبية، مغفلة، عضت شفتيها بقهر لتستمع الي رده الجاف
- وانا برده.

يكرهها؟ اسودت الدنيا قتامة عند عينيها ولا تعلم كم وقتًا ظلت واقفة متخشبة مجرد كلمة واحدة تتردد في عقلها يكرهها ، حاولت تجمع شتات نفسها لتمرر اناملها علي وجنتيها لتجد سائلا دافئًا يهبط من مقلتيها، ياالهي لقد بكت ولم تشعر، شعرت بيد صلبة تمسك ذراعها وتسحبها لاحدي الازقة بهدوء وهي تسير خلفه خائرة القوى مشتتة الروح، لقد كانت علي وشك ان تقول،
- بحبك.

رفعت عيناها بذهول وهي تحدق به بتعجب ارتعشت شفتيها وهي تري ضوء شاحب من احدي المصابيح الخارجية تتركز علي وجهه وعيناه وااه من عيناه اللامعة، انتبهت انها محاصرة بين الحائط وبين جسده لتنظر اليه بشرود واعين ناعسة جعله يقبض عنقها بهدوء وروية إليه هامسًا بنبرة اجشه بعثر جميع ذرات تعقلها
- قوليها يا بنت الناس بقالي فترة مستني اسمعها منك.

ارتفعت عيناها نحو عينيه لتهبط الى شفتيه اللتان يكبحهم بقوة من عدم قول أي شيء آخر وكأنه ينتظر الاشارة الخضراء منها، رمشت أهدابها بنعاس وهي تشعر بقبضة يديه تزداد قوة على خصرها لتهمس بحدة طفيفة
- انسي
ما زال يحتفظ بذرات التعقل التي على وشك الانهيار، اقترب دافنًا وجهه في اذنها همس بعاطفية اكتسحت اي ممانعة منها
- هند
نظرت اليه بتردد قبل ان تنظر اليه وقالت بخجل وهي تطرق رأسها ارضًا
- بحبك.

شعرت بأنامل تمسك ذقنها لترتفع الي عيناه، زادت حمرة وجنتيها بشكل جعله يقبل وجنتيها بدفء
- احنا لازم نخلي الفرح في اقرب وقت
وهل لم تجد سوى الاستسلام تهز رأسها بخنوع تام ليعود النظر الي شفتيها ثم الي عيناها لتسدل اهدابها بخجل ولما ذلك الوقح يسأل؟ شعرت به يدنو بوجهه نحو جهة محددة حتى اخذ مأربه وهي التقطت كل عاطفته الجياشة ب، خجل.

كان يسير هائمًا لا يشعر بأي شيء، يتخبط بالآخرين ويسمع سبابهم اللاذع وهي غير مكترث اطلاقًا، يبحث بين الوجوه بأمل علّه يجدها هنا او هناك، انتهى بحثه الغريب بالفشل، ليلعن عقله وقتها، لما اخبرها ان تنتظر لبداية الشهر القادم، فكرة انه يعيش لوحده في تلك المدينة وأصبح عقله مرتكز في خصلات شعرها الاشقر تزعجه بقوة، يشعر وكأنه، يشتاق إليها!

بهت وجهه لثواني وهو يردد تلك الكلمة، ماذا فعلت تلك الشقراء ذات عيون القطط به؟ الم يخبرها انه يحب الفتيات ذات العيون الدافئة ما باله الآن لا يستطيع أن يركز في عمله! يشعر بالقلق ان رفضته لن يتحمل رفضها هي الأخرى، مسح يده على وجهه بنفاذ صبر وهو ينظر الى الاشخاص الذين يسيرون بشرود شديد، التقطت عيناه شعر اشقر فوضوي يتجه نحو محطة الحافلات ليهب من مجلسه فورًا قبل وصول الحافلة بالكاد لحق بها وهي تصعد على الحافلة ليربت على كتفها وهو يهمس بلوع.

- لوري
استدارت المرأة اليه بتعجب شديد لينقبض قلبه وهو يرى فتاة اخرى غيرها، ليست تلك صاحبة عيون القطط، تمتم بحرج وهو يمسد عنقه بتوتر
- اعتذر حقًا لقد ظننتك شخص آخر
وقبل أن يبتعد خشية ان يستمع سبابها تمتمت ببساطة
- لا مشكلة
لم يعبأ كليًا بل عيناه مرتكزة على نقطة في الفراغ، ليزفر بحدة وهو يضم قبضته يلكمها نحو الحائط
- غبي
رنين هاتف انتشله من شروده لينتسل الهاتف من جيب سرواله وهو يرد علي اتصال والدته بهدوء.

- ايوا يا امي، تمام الحمدلله هنزل علي العيد ان شاء الله، متقلقيش اخدت اجازة، مع السلامة
اغلق هاتفه وهو يزفر بحنق، عض شفتيه بقهر وهو يمرر أنامله على خصلات شعره القصيرة لن يمرر لها ما تفعله به تغلق هاتفها وتمنع اي علامة للوصول اليها
- ازاي مش عارف حتي هي بتشتغل ايه؟
صبرًا لوري، صبرًا حينما اراك سأجعلك تندمين علي ما تفعلينه بي.

يشبك أنامله بين اناملها ويقبل كل أنملة بدفء جعلها تنظر اليه بوله وهو يعانق عيناها بدفء جعل وجنتيها تتوردان من غمزته العابثة لولا الطبيبة ونظراتها المرتكزة على الشاشة لزجرته أغمضت جفنيها لثواني وهي تتذكر قربه ودعمه الدائم بجوارها، لكن ماذا ان استيقظت واصبح كل ذلك سرابًا؟ تشعر به ليلاً يحاول ان يبتعد عن احضانها حينما تسقط نائمة على صدره لكنها تتشبث به بقوة تخبره الا يبتعد، لا تعلم لماذا تفعل ذلك؟ انها فقط مشتاقة إليه، مشتاقة وبقوة، عضت شفتيها بألم تعلم انها مجرد بضعة أشهر وسيغادر حياتها لكن ماذا عنها هي؟! تعلم ما يفعله يحاول أن يكون جامدًا صلبًا باردًا لكن ما أن يضع قبلة علي وجنتيها او جبينها تشعر انه يريد أكثر من ذلك، اخبرها صراحة انه لن يقترب منها الا اذا ارادت هي افاقت من شرودها على صوت الطبيبة تهتف بالانجليزية في إحدى المستشفيات الخاصة قائلة.

- الطفلة بخير وتبدو انها مستمتعة في الداخل
طفلة! ركزت بصرها نحوه لتجد زرقاوته تلمع بقوة خشيت من نظرته ليأسرها سريعًا وهو يقبض انامله برقة علي كفها وابتسامته تزداد اتساعا لها، لتهمس بعدم استيعاب
- فتاة؟!
ضحكت الطبيبة وهي تهمس بهدوء
- نعم انها فتاة، حسنا اتودون سماع نبضات قلبها
وقبل ان ترد وجدته يهتف بلهفة
- بالطبع.

نظرت اليه بعيون محدقة، لهفته ظاهرة للعيان وقبضته التي تضم بقوة ثم ترتخي في ثوانٍ معدودة جعلها عالمة انه هو الاخر متوتر، ابتلعت غصة مؤلمة في حلقها وهي تعلم أنها مجرد اشهر وايام معدودة ثم سيذهب كل ذلك، بهتت للحظات وهي تستمع إلى نبضات قلب جنينها، حدقت بالجهاز بانبهار تراقب حركات طفيفة للتي تسكن في داخلها، دمعت عيناها وأجهشت في البكاء لتبتسم بسعادة وهي تنظر اليه وصوت نبضات قلب طفلتها تدوي في اذنها.

-يا الهي، زين
وجدت غشاوة رقيقة محيطة بمقلتيه وهو يحدق نحو الجهاز لينتزع عيناه انتزاعًا لينظر اليها بابتسامة ناعمة وهو يقبل كفيها بهدوء، تعلم انه لن يخرج مكنوناته الداخلية الان، لكن اسيبكي؟!
هتفت الطبيبة بهدوء وهي تقوم من مقعدها وتتجه نحو مكتبها حينما وجدت زوجها يساعدها علي النهوض.

- حسنًا سيدة ليان سنهتم بالطعام جيدًا وخصوصًا ذلك الشهر على وشك الانتهاء لذلك لا تدعك عاصفة العيد تلتهمك، نريد غذاء صحي للجنين سأعطيك ملفًا مرفق بكل شيء تحتاجينه وكل فترة ستمرين بها الى هنا
رأسها مائلة على قلبه الثائر، ترتعش فور كل نبضة ثائرة ليقبض انامله علي خصرها بهدوء وهو يغمغم
- حسنًا، شكرا لكِ.

اخذ الملف منها كاملاً وهو يحفزها على السير بجواره، تراخت بوهن على صدره حينما دلفا للمصعد لتستند بكفها علي صدره شعرت بتصلب جسده من لمستها، همست بنعومة وهي تسير بجواره خارج المشفى تراقب الأجواء الاحتفالية في الشارع استعدادًا للعيد
- زين.

سمعت زفرة حارة تخرج منه ولم يعقب علي حديثها ليفتح باب السيارة بهدوء لتجلس على المقعد ثم دار حول السيارة ليجلس على مقعده و قبل أن تهمس باسمه مرة اخري شد ذراعها بحزم نحوه حتى همس بحرارة
- انظر الي
أغلقت جفنيها ببطء تستوعب قربه الحميمي منها، جبهته تستند علي خاصتها وانامله تداعب وجنتيها همست بتلعثم
- لم يكن ولد.

صمت للحظات وهو يري بؤسها الواضح علي ملامحها، أكانت ترغب بطفل! داعب أنامله علي وجنتيها وهو يهمس بحرارة
- هل انتي حزينة؟، ربما المرة القادمة سأبذل مجهودًا مضاعفًا
شهقت بفزع وهي تزيح أنامله عنها ببعض الحدة لتقول بغضب
- كف عن وقاحتك
هز رأسه بلا مبالاة ثم عاد ينظر نحوها بنظرة ذات مغزى
- تحبينها لياني اعترفي بذلك.

نبرته الهادئة وسعادته المنتشية جعلتها تبتسم ولم تعقب، بعد كل ما حدث تخجل من حديثه ولسانها الملتصق لا يساعدها على الرد، غمغم بنبرة اجشة
- اتعلمين لولا أننا في طريق عام كنت قطفت تلك الوجنتين وشيء آخر
اشاحت وجهها ناحية النافذة وهي تهمس بتوتر
- بربك زين توقف.

شعرت بالسيارة تتحرك وتشق الطريق نحو وجهتهم، تلمست بأناملها وجنتيها المشتعلة لتسبه على الفور وعلى ما يفعله بها، انها تحمل طفلة منه وتخجل من حديثه، رباه
- اما زلتي تخجلين مني؟!
همس بها وعيناه مسلطة على الطريق وهي لا تجد ردًا مناسبًا، تقوقعت أكثر حول نفسها وهي تراقب الطريق ليلاً بجمود
انتظرها لتجيب عليه لكنها لم تفعل، استرق النظر حولها ليجدها تضم كفيها حول وجهها اتسعت ابتسامته وهو يغمغم بدفء.

- حسنا لن اتطرق في ذلك الأمر حاليًا
همست بصوت متحشرج وهي تتحاشى النظر اليه
- علينا العودة لسارة
صمت للحظات ظنت أنه لم يسمعها وحينما عادت ما قالته قاطعها بجمود
- سنعود للبيت يكفي هذا، سارة يوجد من يهتم بها لا تقلقي، تحتاجين لرعاية مخصصة لياني ويجب ان اوفرها لك
كبحت شهقة تنفلت من شفتيها بصعوبة لتهمس بحذر
- لا اعلم لماذا حديثك يوجد به شيء خفي؟، هل ستحممني مثلاً؟!

انفلتت ضحكات هادئة من شفتيه وهو لا يصدق ليانه الخجولة تتحدث في تلك النقطة تحديدًا، ارتسمت ابتسامة عابثة على شفتيه
- في الواقع كنت سأنتقل بهذا في المرحلة المقبلة لكن لا بأس لنبدأ به.

شهقة صادمة خرجت منها وهي تضم كفيها علي وجهها ولا تصدق وقاحته وبساطته في الحديث معها في أمر مخجل كهذا، لا تنكر أن في زمن سابق فعلها عدة مرات رغم اعتراضها لكن كان بقادر على اصماتها جيدًا وتستسلم لجنونه وهو يدفعها معه لمشاركته لكن الأن!
- زياد
همست بها بحذر ليسترق النظر نحوها وهو يبتسم بمكر جعلها تستطرد بهدوء ولهجة حادة
- عد للمشفى
قاطعها بجمود
- اعتذر سموك قراري انا من سينفذ.

عبس وجهها وهي تنظر اليه بغضب ظاهري
- بغيض للغاية.

فتح باب غرفتها ببطء دقائق بسيطة سوف ينفرد بها وإن كانت نائمة، يراقب ملامحها الجذابة بوله لقد عادت ملامحها المخيفة منذ الليلة التي انفرد بها الي اخري طبيعية، أغمض جفنيه ببطء وهو يقترب من نجمته، جلس على المقعد المجاور للفراش وهو يحتفظ بأدق أدق تفاصيلها الخفية بين اضلعه، امسك كفها برقة وهو يمرر أنامله من باطن كفها إلى مرفقها بنعومة، اشاح بانامله عن كفها وترك انامله تجول بحرية على صفحات وجهها، يعلم ما يفعله خطأ كبير لكنه مشتاق، مشتاق بشدة غمغم بصوت ابح.

- ياإلهي لقد اشتقت اليكي
تنهد بحرارة وهو يقطع أنامله ذهابًا وايابًا على صفحات وجهها، ولسانه يردد استيقظي نجمتي لقد جئت اعلم انك تنتظريني، افتحي عينيك الدافئة، بردي نيران قلبي المتأججة، أغمض جفنيه وهو يردد بيأس
- لو تعلمين فقط ما حدث لي وما شعرت به تلك الايام، لكن الاهم انك بخير الان.

وحينما هم بالقيام خانه جسده ليتشبث بمقعده وهو يضم كلا قبضتيه على كفها ويقبل باطن كفها بدفء ثم يقوم بعمل حلقات وهميه على باطن كفها، نكس رأسه يائسًا وهو عازمًا على مجيئه نحوها الي الصباح الباكر حينما تستيقظ
- انت طلعت من انهي رواية؟

تذكر كلمتها حين أول لقاء ليسخر من حاله وهو يتذكر عيونها الدافئة التي تتسعان بذهول وشفتيها المنفرجتين وجدائلها الرائعة، لكن حينما يسمع ذلك الصوت قريبًا منه تجمد عقله وهو يرفع رأسه نحوها ليصطدم بعيونها الناعسه وانفراج شفتيها يعني أن ما حدث لم يكن تخيلاً منه
عدة لحظات يشملها بعينيه وهو يهمس بصدمة وعقل غير مستوعب انها تبتسم وعيونها الناعسه تزداد اتساعًا
- سارة؟ ما بك؟

ضيقت نظرها بدقة لتختفي ابتسامتها لثواني قبل ان ترد بذهول
- كمان بتتكلم انجليزي يا حظك الحلو يا سارة
اللعنة انها نفس الجملة التي قالتها سلفًا، جحظت عيناه بقوة ليشعر بحدقتيها تتجول على ملامحه بهدوء، نفس ما فعلته يوما أن رآها اول مرة، ازدرد ريقه ببطء وهو يهمس بحذر
- سارة لا وقت للمزاح الآن، انني اتحدث بجدية
تمتمت بهدوء ب لغته وهو يراها تتفحص ملامحه بروية
- ما اسمك؟

هب من مقعده بحدة وهو يجز على أسنانه جزعًا
- سارة!
كلا مزحة بالتأكيد أربعة اعوام وبضع أشهر بالتأكيد لن تمحى بسهولة، راقب نظراتها وخواء عينيها بقلق، ليدير برأسه وهو يمرر أنامله بقوة على خصلات شعره بسخط وحينما هم بالخروج لادارك فداحته والخسارة التي شارك بها بنسبة عظمي تيبس جسده من همسها
- لودي.

لودي؟! وما ذلك الاسم؟! وما اسم ذلك الرجل الذي تناديه بغنج ونعومة؟! نار حارقة نشبت في صدره، الا تعلم من هو؟ الا تعلم أحاديثهما ولقاءاتهم، دار على عقبيه وهو يصيح بهدر
- من هذا؟
نظر الي ملامحها البريئة بعينان تتراقص بشرر لتنفجر ضاحكة وهو واقف بعدم فهم لما تضحك بتلك الطريقة، ما السبب الذي يدعي للضحك، وحينما هم بالخروج وجدها تهمس بابتسامة هادئة.

- حتمًا نظرتك تلك كنت اريد ان اسجلها في هاتفي، لقد كنت مثيرًا للضحك
استوعب بعد لحظات وهي تعود للضحك مرة اخري انها تخدعه، تلك الماكرة وهو الذي ظن منذ ثواني انها..! صاح بهدر وهو يقطع المسافة بينهما في لحظات
- ايتها الكاذبة وأنا الذي ظننت
قاطعته وهي تبتسم بدفء وعيونها تراقب ملامحه المجهدة بأسف وتلك الهالات السوداء التي اخفت جمال عينيه لتقول بدلال
- هون عليك لودي لا يوجد داعي لكل ذلك الغضب.

لو كانت أمامه بكامل صحتها لعاقبها وبقسوة، يكفي انه كان على وشك أن يسقط صريعًا منذ لحظات جمع شتاته وهو يجلس على المقعد صائحًا بنبرة تحذيرية
- لا تنطقي بهذا الاسم ثانية.

اتسعت ابتسامتها وهي تتفحص ملامحه تلك المرة باشتياق، منذ ان فاقت من الغيبوبة وحينما جمعت بصعوبة أحداث قبل الحادثة وكل ذلك يعود بفضل يامن الذي أخبرها تفاصيل الليلة عبر الهاتف، ظلت تنتظره وهي تتقلب علي صفيح ساخن، كان يجب ان يعاقب وبقوة لانه لم يراها حينما افاقت، لمست باناملها لحيته وشعره المبعثر يبدو انه منذ ايام لم يهتم بهم، يعني أنه كان بجوارها طوال تلك المدة، مررت أناملها من منابت شعره إلى ذقنه وهي تقول بدلال.

- ماذا؟ لطالما تناديني بالطفلة ثم نجمتي وحينما اختار اسما لك تغضب اتعلم انه اسم رائع سأناديك به دائما حينما نكون بمفردنا لا تقلق سأحفظ ماء وجهك يا سيادة القبطان
اغمض جفنيه للحظات وهو يستمتع بأناملها التي كانت كالاصابع السحرية على وجهه، تراخت عضلات وجهه تحت أثر لمساتها الحانية وهو يهمس بصوت أجش
- ألا تذكرين اي شيء؟
قطبت حاجبها للحظات ثم اجابت بهدوء.

- لا أتذكر سوى مشاجرتي معك ثم فجأة اسودت الرؤية في وجهي، لكن لما انت هنا هيئتك تخبرني أنك لم تتزعزع من مكانك
وضع كفه على اناملها حتى لا تتهور هي ويتهور هو الي اشياء غير محمودة هي بالنهاية مريضة وتحت أثر العلاج وهو واعي لكل ما يحدث حوله، قبل باطن كفها بدفء وهو واثق انها لم تستمع إلى مناجاته، همس بغضب
- انتِ حمقاء ومغفلة، لقد كنت علي وشك الفتك بالذي يدعي شهاب.

توتره اقلقها وهي تراه يخلط اشياء ببعضها وما إن ذكر شهاب حتى انفرجت أساريرها وقالت بسعادة
- اهو هنا الان؟
صاح بغضب وعضلات فكه تتقوس بحدة
- سارة
ابتسمت وهي تقول بدلال
- لودي يغار
غمغم بسخط وهو يمرر أنامله بقوة على خصلات شعره البندقية
- انتِ تعلمين ذلك، نعم اغار
تراقصت الفراشات حول معدتها وهي تسمعها صريحة منه لتقول بنعومة
- انه اخي لودي، ما بك؟

ازداد قسوة ملامحه وهو يقبض كفها نحوه يخلل أنامله بين يدها ليقول بحنق
- اظن ان الضربة اثرت علي مزاجك العاطفي كثيرًا، ترددين ذلك الاسم كثيرًا بدلال وأنا رجل في النهاية
ضحكت بغنج وهو يسب عقله للحظات ولا يعلم لما يزداد اضطراب قلبه من ضحكتها لتقول بمشاكسة
- لحيتك
نظر اليها وهو يرى نظرتها الماكرة نحو لحيته، ليقول بجمود
- لا تفكري حتى سارة، لن اتخلص منها ولا شاربي ايضًا.

علي صوت ضحكاتها وهي تزيح كفها من أسره لتمررها مرة أخرى علي لحيته وشاربه لأول مرة قائلة بهدوء
- ومن اخبرك انني اريدك ان تتخلص منها، تبدو جذابًا ومهلكًا بها لودي، لكن هذا لا يمنع ان تشذبهم لان لحيتك أصبحت مريعة للغاية
كل ما شعر به أن هناك نيران في صدره وعقله بدأ يفقد صوابه تحت اثر لمساتها المخدرة وهو لا يعلم أب وعي منها أم بدون وعي حينما لمست شفتيه ليمسك كفها بقوة قائلا بصوت اجش.

- لا تفقدينِ صوابي سارة
هزت رأسها ايجابًا حينما رأت زمرد عيناه تشع بلون فيروزي لتهتف بابتسامة ناعمة
- انك دمث الاخلاق خالد، حسنًا متى قررت ان تتزوجني؟
لاحظت تصنم جسده لتعبس وجهها وهي ترد بغلظة
- ماذا؟، لا تخبرني انك ستتخذني خليلتك أقسم أن،
قاطعها بقوة وتصميم واضح على قسمات وجه
- اخبرتك سلفًا ان لا تضعي نفسك في ذلك الموضع الحقير، ثم انا لن اترك تلك البلدة سوي وانت زوجتي.

ما اثار دهشته وتعجبه انها تخبره أمر الزفاف وكأنهما تحدثًا عن ذلك الأمر من قبل، نظر نحوها بتشكك لكن قهوتها تلمعان بقوة حينما اختتم ب عبارته لتقول
- تعجبني روحك المغامرة لكن هل تعتقد اني عائلتي ستوافق؟
ما إن تذكر عائلتها قال بسخرية
- والدك وذلك الأحمق لن يتهاونوا معي وخصوصًا سيأخذوا بثأرهم من ابن عمي
لم يعجبها انه يسخر من شهاب لكنها غمزت بعيناها وقالت.

- ابي يغار فقط من ابن عمك، لانه لم يتوقع ان تقع ابنته في عشق رجل لذلك الحد، كانت صدمة جلية لجميعنا ووقتها تمنيت أن أحظى بمثل ذلك العشق الجذاب والمهلك لمشاعري
امسك كفها وهمس بتصميم
- انا هنا نجمتي اعدك انك ستثملين في ذلك العشق.

توردت وجنتيها حينما رأت نظراته التي قالت لن اتركك ابدًا ، ابتسمت وهي تعلم انه لن يقوم بفعل أي شيء شائن اطمئنت كثيرًا منذ قليل رغم مشاكستها له وتعمدها لتلمس لحيته التي لمستها اول مرة لكنه اشاح بيدها بعيدًا عنها المرة السابقة وهو يظنها مختلة، رباه اول لقاء كانت بين ذراعيه حينما اصطدمت به لتقول بمشاكسة
- بالتوفيق سيادة القبطان، اعلم ان رجال عائلة الحديدي لا تتهاون ابدًا لكن احذر من نساءها جيدًا.

رغم عدم قولها صريحة الا انه عازم فقط حينما تكون ملكه، بين ذراعيه سيجبرها ان تقولها، ستقول تلك الكلمة التي طالت كثيرًا، حينما انالك نجمتي سأجعلك تثملين في عشقي.
حبيبتي إني لا أخفيك بأنّ قلبي كان صحراء قاحلة؛ ولكن عندما احببتك تحولت تلك الصحراء القاحلة إلى جنّة غنّاء يرويها حبّك ويرعاها طيفك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة